الأربعاء، 25 مارس 2015

كتاب تفسير الأحلام لأبن سيرين جزء2

كتاب تفسير الأحلام لأبن سيرين كامل

022- اختلاف الإنسان

وأعضائه واحداً واحداً على الترتيب
قالت الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: بشرة الإنسان وجلده ستره.
وسواد البشرة في التأويل سؤدد في ترك الدين فمن رأى كأنّه اسودّ وِجهه وهو لابس ثياباً بيضاً دلت رؤياه على أنّه يولد ابنة لقوله تعالى: " وإذا بُشرَ أحَدُهُمْ بالأنْثَى ظلَّ وجهه مُسْوَدّاً " .
وقد رأى أمير المؤمنين المهدي رحمه الله في منامه كأنّ وجهه أسود فانتبه مذعوراً ودعا بإبراهيم بن عبد الله الكرماني فأنهض إليه من الشيرجان فقص عليه رؤياه فقال: سيولد لك ابنة وتلا هذه الاية فولدت له من ليلته ابنة ففرح من ذلك وأحسن جائزته.
فإدن رأى أنّ وجهه اسود وثيابه وسخة دلت رؤياه أنّه يكذب على اللهّ.
فإن رأى كأنّ وجهه أسود مغبر دلت رؤياه على موته.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلاً أسود ميتاً يغسله رجل عليه.
فقال أما موته فكفره وأما سواده فماله وأما هذا القائم يغسله فإنّه يخادعه ماله.
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأنّ رجلاً معلق من السماء بسلسلة ونصف بدنه أسود ونصف بدنه أبيض وله ذنب كذنب الحمار.
قال ابن سيرين: أنا ذلك الرجل أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار والنصف الأسود ورد الليل والسلسلة التي علقت بها من السماء فذكر مني يصعد أبداً إلى السماء وأما الذنب فدين يجتمع علي ومؤتي فيه فكان كما عبره.
ٍوقيل: إنّ الشجاع إذا رأى في منامه أنّ وجهه أسود دل ذلك على أنّه يصير جباناً.
وأتى ابن سيرين رجلٌ فقال: إني خطبت امرأة فرأيتها في المنام سوداء قصيرة.
فقال أما سوادها فمالها وأما قصرها فقصر عمرها فلم تلبث إلا قليلاً حتى ماتت وورثها الرجل.
وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام امرأة سوداء ناشرة الرأس خرجت من المدينة حتى أقامت بالجحفة فأولها النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ وباء المدينة انتقل إلى الجحفة.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه أهدي إليه غلام نوبي فلما أصبح أهدي إليه عدل فحم.
ومن رأى نسوة زنجيات قد أشرفن عليه فإنّه يشرف عليه خير لرؤيتهن.
والكبير شريف ولكن من جنس العدو.
وحمرة اللون وجاهة وفرح وقيل إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبها عزاً.
وصفرة اللون مرض وقيل من رأى وجهه أصفر فاقعاً فإنّه يكونِ وجيهاً في الآخرة ومن المقربين وأما بياض اللون فمن رأى كأنّ وجهه أشد بياضاً مما كان حسن دينه واستقام على الإيمان.
فإن رأى أنّ لون خده أبيض فإنّه ينال عزاً وكرماً.
وحكي أنّ رجلاً شاباً رأى كأنّ وجهه قد لطخ بالحمرة مثل النساء وكأنّه قاعد في مجمع النساء فعرض له من ذلك أنّه زنى فافتضح.
وأما الرأس: في التأويل فرأس الإنسان الذي هو تحت يده ورأس ماله وجدّه فمن رأى كأنّ رأسه أعظم مما كان زاد شرفه.
ومن رأى كأنّ رأسه أصغر مما كان نقص شرفه.
ومنِ رأى كأنّ له رأسين أو ثلاثة فإنّه ينال ظفراً بالأعداء وإن كان مبارزاً.
وإن كان فقيراَ استغنى وإن كان غنياً يكون له أولاد بررة وإن كان عزباً يتزوج وينال ما يريد.
فإن رأى تاجر كأنّه منكوس الرأس خسر في تجارته.
فإن رأى الرجل أنّه منكوس الرأس معلق طال عمره في جهد وتوبيخ لقصة هاروت وماروت فإن رأى كأنّه منكوس الرأس منحن في ملأ فإنه قد عمل خطيئة وهونادم عليها تائب منها.
وأصل هذه الرؤيا تدل على طول العمر لقوله تعالى: " ومَنْ نُعَمِّرهُ نُنَكِّسْه في الخَلْقِ " .
وقيل من رأى رأسه مقلوباً فإن ذلك يدل فيمنِ يريد سفراً على مانعِ يمنعه من خروجه على أنّه لا يرى ما يتمنّاه عاجلاً لكن آجلاً.
ويدل لمن كان مسافراً غريباً على رجوعه إلى بلده بعد إبطاء على غير طمع.
والرأس والعنق وإذا رآهما الإنسان وكان فيهما قرحة أو ألم فإن ذلك مرض يكون في جميع الناس بالسوية.
فإن رأى أنّ رأسه صار مثل رأس الكلب أو الحمار أو الفرس أو غيرها من الأنعام فإنّه يصير إلى الكد والتعب والعبودية.
ومن رأى كأنّ رأسه استحال رأس فيل أو أسد أو نمر أو ذئب فقد قيل أنّه يأخذ في إنشاء أمور أرفع من قدره وينتفع بها وينال الرياسة والظفر على الأعداء فإن رأى أنّ رأسه رأس طير دلت رؤياه على كثرِة الأسفار.
فإن رأى رأسه مطيّباً مدهوناً دلت رؤياه على حسن جدّه.
فإن رأى رؤوساً مقطوعة دلت رؤياه على خضوع الناس له فإن رأى كأنّه أكل رأس إنسان نيئاً فإنّه يغتاب رئيساً ويصيب مالاً من بعض الرؤساء.
فإن رأى كأنّه أكله مطبوخاً فهو رأس مال ذلك الرجل إن كان معروفاً وإلا فهو مال نفسه يأكله.
فإن رأى كأنّه أخذ رأس ماله بيده فهو مال يصير إليه أكثره دية وأقله ألف درهم وهذه الرؤيا تدل على وقوع صلح بينه وبين رجل له عليه دين لقوله تعالى: " وإنْ تُبْتُمْ فَلَكُم رُؤُوسُ أمْوالِكُم " .
فإن رأى كأنّ رأسه بان عنه من غير ضرب فإنّه يفارق رئيسه.
فإن حمل رأسه من ذلك الموضع ذهبت رياسته.
فإن كان رأسه قطع فأخذه ووضعه فعاد صحيحاً كما كان فإنّه يقتل في الجهاد.
ومن رأى كأنّ رأسه بان عنه فأحرزه أصاب مالاً بقدر ديته وعوفي والرأس على رمح أو خشبة رئيس مرتفع الشأن ومن رأى كأنّ رأساً من رؤوس الناس في وعاء عليه دم فهوِ رجل رئيس يكذب عليه.
ومن رأى كأنّ رقبته ضربت وبان رأسه عنه فإن كان مريضاً شفي أو مديوناً قضي دينه أو صرورة حج.
وإن كان في كرب أو حرب فرج عنه فإن عرف الذي ضريه فإنّ ذلك يجري على يدي من ضربه فإن كان الذي ضربه صبياً لم يبلغ فإنّ ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب أو مرض وهو موته على تلك الحال.
وكذلك لو رأى وهو مريض قد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو معروف بالصلاح فهو يلقى الله على خير حالاته ويفرج عنه.
وكذلك المرأة النفساء والمريض المبطون أو من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة.
فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت فإنّه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة رئيسه ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره.
فإن رأى أنّ ملكاً أو والياً يضرب عنقه فإنّ الوالي هو الله ينجيه من همومه ويعينه على أموره.
فإن رأى أنّ ملكاً ضرب رقاب رعيته فإنّه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم.
وضرب الرقبة في المماليك يدل على العتق.
وقيل من رأى أنّ رقبته تضرب إما بحكم الحاكم وإما بقطع الطريق وإما في الحرب أو غيره فإنّ ذلك مذموم لمن كان أبواه باقيينِ وكان له ولد وذلك أنّ الرأس يشبه بالوالدين لأنّهما سبب الحياة ويشبه أيضاً بالأولاد من أجل الصورة.
فإن رأى ذلك خائف أو من حكم عليه بالقتل فهو محمود لأنّ البلاء يصيب الإنسان مرة واحدة ليس يصيبه مرة ثانية.
فأما في الصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنّه يدل على ذهاب رؤوس أموالهم.
ويدل على المسافرين على رجوعهم وفي المخاصمين على الغلبة.
لأنّ البدن إذا قطع رأسه عدم الشفاء.
وإن رأى أنّ رأسه في يده فذاك صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يقدر على الخروجِ في سفر.
وإذا رأى كأنّ في يده رأسه وله رأس اخر طبيعي دل على أنّه يقاوم شيئاً من الآفات التي تكتنفه ويصلح شيئاً من أموره الرديئة التي في تد بيره.
وروي أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت رأسي قطع فكأني أنظر إليه بإحدى عيني.
فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال: بأيهما كنت تنظر إليه: فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم مات صلى الله عليه وسلم.
والنظر إليه اتباع السنة والرأس الإمام.
ورأى ابن مريم ستين جارية يدخلن داره وفي يد كل جارية طبق وعليه رأس إنسان مغسول ممشوط فكأنّ تالياً يتلو: " ومَا كَانَ لِبَشَرِ أنْ يُكَلِّمَهُ الله إلا وَحْياً أوْ مِنْ وراءِ حِجَاب " .
فقص رؤياه فقيل له أنّ الخليفة يقَلدك حجته وأنّك تنال ستين ألف دينار ً فكان كذلك.
ومن رأى رؤوس الناس مقطوعة بيده في محله فإنّ الناس ينقادون إليه ويأتون ذلك الموضع وربما اجتمع الناس هناك.
فإن رأى أنّه ملك رأساً فإنّه مال يصير إليه أقله ألف درهم وأكثره ألف دينار.
فإن رأى الإمام في رأسه عظماً فهو زيادة وقوة في سلطانه.
فإن رأى كأنّ رأسه رأس كبش فإنّه يعدل وينصف.
فإن رأى كأنّ رأسه رأس كلب فإنّه يجور ويعامل رعيته بالسفه.
وشعر الرأس: مال وطول عمر والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا فإن رآها صاحب
صلاح على رأسه فهو زيادة ووقاية وهيبة له.
وإن رآها غني فهوِ ماله.
رآها فقير فهي ذنوبه.
وحسن شعر الرأس شرف وعز فإن رأى شعره جعداً وسبطاً فإنّه يشرف ويعز.
فإن رأى شعره الجعد سبطاً فإنّه يتضع ويصير دون ما كان.
وإن رآه سبطاً طويلاً متفرقاً فإنّ مال رئيسه يتفرق وإن كان ناعماً ليناً فإنّه زيادة مال رئيس وقيل من رأى كأن له شعراً طويلاً وهو مسرور به فإنّه محمود وخاصة في النساء فإنّهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة.
وكان ابن سيرين يكره بياض الشعر للشاب ويقول الشيب الافتقار والهم إذا طال الشعر.
فإن رأى ذلك فقير اجتمع عليه مع فقره دين وربما حبس.
فإن رأى: أنه نتف شيبه فإنّه يخالف السنة ويستخف بالمشايخ فإن رأى شاب في شعره بياض فإنه قدوم غائب عليه.
وقيل إنّ الشيب في التأويل زيادة وقار ودين.
وقيل هو زيادة عمر لقوله تعالى: " ثمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً " .
وحكي أنّ الحجاج بن يوسف رأى كأنّ رأسه ولحيته قد ابيضا فلقي عبد الملك بن مروان همّاً وغمّاً وتغير في أمره.
وأما المرأة إذا رأت شيب جميع رأسه دلت رؤياها على فسق زوجها.
فإن كان زوجها صالحاً فإنّه يغايرها بامرأة أخرى جارية.
وإن لم يكن كذلك فإنّه يصيبه منها غم أو حزن.
وأما الذؤابة للرجل فإنّه ابن مبارك إن كان متزوجاً وإن كان عزباً فهي جارية جميلة يشتريها بعدد كل ذؤابة وكذلك هي للمرأة ابن رئيس وتدل على خصب السنة وأما سواد شعر المرأة فيدل على شيئين: أحدهما محبة زوجها لها والثاني استقامه أحوال زوجها.
فإن رأت امرأة كأنّها كشفت شعرها فإنّ زوجها يغيب عنها.
فإن رأت كأنها لم تزِل مكشوفة الرأس فإن زوجها لا يرجع إليها.
وإن لم يكن لها زوج لم تتزوج أبداً فإن رأت شعرت كثيفاً وأبصر الناس ذلك منها فإنّها تفتضح في أمر.
فإن رأى الرجل كأنّ على رأسه قروناً فإنّه رجل منيع فإن رأى كأنّ شعر مقدم رأسه انتثر أصابه ذل في الوقت فإن رأى كأنّ شعر مؤخر رأسه قد انتثر دل على هوان يصيبه في حال شيبه.
فإن رأى كأنّ شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر دل على أنّه يصاب بالذكور ومن أقربائه.
فإن كان شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر فإذّ يصاب بالإناث من أقربائه.
فإن لم يكن له قرابة من الرجال والنساء رجع الضرر إلى نفسه.
وأما حلق الشعر للرجال في الحج وتقصيره فهو في التأويل أمن وفتح وقضاء دين وفرخ لقوله تعالى: " لتَدْخُلُنّ المَسْجِدَ الحرامَ إنْ شَاءَ الله آمِنينَ محلِقينَ رُؤُوسَكُم ومُقَصِّرينَ لاَ تَخَافُونَ " .
وفي
غير الحج كذلك إلا أنّه في الحج أقوى.
هذا إذا لم يكن صاحب الرؤيا رئيساً فإن كان رئيساً وحلق في غير الموسم دلت رؤياه على افتقاره أو عزله أو هتك ستره فهذه الرؤيا للفقير قضاء دين وللغني نقصان مال.
وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الصلاح ضعف بطشه وإن لم ير أنّه لم يحلق رأسه لكن رأى أنّه محلوق الرأس ظفر بالأعداء ونال قوة وعزاً.
وقال بعضهم: إنّما يصلح الحلق في التأويل لمن عادته الحلق ولا يصلح لمن عادته غير الحلق.
وقيل إن حلق الرأس للمحارب يوجب الشهادة في التأويل.
وحكي أنّ رجلاً قال: رأيت رأسي حلق وخرج من فمي طائر وأنّ امرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها ورأيت أبي يطالبني طلباً حثيثاً ثم حبس عني.
فقصها على أصحابه وقال إني تأولتها أما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي خرج مني فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأغيب فيها وأما طلب أبي إياي ثم حبسه عني فإنه يجتهد أن يصيبه ما أصابني.
فقتل صاحب الرؤيا شهيداً.
ورأى آخر كأنّه يحلق رأسه بيده فقصها على معبر فقال: تقضي دينك.
فإن رأت امرأة أنّ شعرها محلوق يخلعها زوجها أو تموت.
فإن رأت كأنّ زوجها حلق رأسها أو جز شعرها في الحرم دلت رؤياها على قضاء دينها وأداء أمانتها.
وإن رأت أنّ زوجها حلق رأسها في غير الحرم دلت رؤياها على أنّه يحبسها في منزله فإنّ الطائر يبقى في عشه إذا قطع جناحه.
وقيل أنّ حلقه إياها يدل على هتك سترها.
وإن رأت كأنّ إنساناً دعاها إلى جز شعرها فإنّه يدعو زوجها إلى غيرها من النساء سراً منها ويقع بينها وبينِ ذلك الإنسان عداوة وشحناء.
وقيل من رأى ذوائب امرأة مقطوعة فإنّها لا تلد ولداً أبداً.
وأما الدماغ: فإنّه يدل على العقل ومن رأى أنّ له دماغاً كبيراً دل على كثرة عقله فإن رأى كأنّه لا دماغ له دل على جهله وقلة عقله.
وقيل أنّ الدماغ مال نزر مدخور طاهر.
فإن رأى كأنّه أكل دماغه أو مخ بعض عظامه فإنه يأكل ماله.
وقال بعضهم أكل دماغ الميت يوجب سرعة الموت.
والطرة: الحسنة مال وعز وقيل إنّ صاحب الرؤيا يتزوج امرأة جمالها حسب جمال الطرة التي رآها.
والجبهة: جاه الرجل وهيبته والعيب فيها نقصان في الجاه والهيبة.
والزيادة فيها إذا لم
تتفاحش توجب أن يولد له ابن يسود أهل بيته.
وقيل من رأى جبهته من حديد أو نحاس أو حجر فإنّ ذلك محمي للشرط أو السوقة.
ولمن كان تدبير معاشه من قمحه وأما الباقون فهذه الرؤيا تبغضهم إلى الناس.
وأما الصدغان: فابنان شريفان مباركان.
والحاجبان: حسن سمت الرجل وحسن دينه وجاهه والنقصان فيهما نقصان في هذه وقيل إذا كان الحاجبان متكاثفي الشعر فهما محمودان من أجل أنّ النساء يسودن حواجبهن طلباً للزينة.
وأما العين: فدين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة.
فإن رأى في جسده عيوناً كثيرة دل على زيادة صلاحه ودينه.
فإن رأى كأنّ بطنه انشق فرأى في باطنه عيوناَ فإنّه زنديق لقوله تعالى: " مَا جَعَلَ الله لِرَجُل منْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ " .
فإن رأى كأنّ عينيه عينا إنسان آخر غريب مجهول دلت رؤياه على ذهاب بصره ويكون غيره يهديه الطريق.
فإن كان الرجل معروفاً فإنّ صاحب الرؤيا يتزوج ابنته وتصيب منه خيراً.
فإن رأى كأنّ عينيه ذهبتا مات أولاده ومن رأى أنّه أعمى العينين وهو في غربة دل على امتداد غربته إلى أن يموت.
فإن رأى كأنّ عينيه من حديد ناله همّ شديد يؤدي إلى هتك ستره.
فإن رأى أنّه فتح عينيه على رجل فإنّه ينظر في أمره ويعينه.
وإن رأى كأنّه نظر إليه شزراً فإنّه يحقد عليه ومن رأى كأنّه يسمع بالعين وينظر بالأذن فإن يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي.
ومن رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة نال مالاً عيّناً.
ومن رأى كأنّه نظر إلى عين فأعجبته فاستحسنها فإنّه يعمل شيئاً يضر بدينه.
والعين السوداء الدين.
اوالزرقاء البدعة والشهلاء مخالفة الدين.
والخضراء دين يخالف الأديان.
فإن رأى لقلبه عيناً أو عيوناً فهو صلاح في الدين بقدر نورها.
فإن رأى أنّه زنى بالعين فإنّه ينظر إلى النساء.
فإن رأى أنّ عينه مسمرة فإنّه ينظر بريبة إلى امرأة صديقه وحدة البصر محمودة لجميع الناس ومن كان له أولاد ورأى هذه الرؤيا دل على أنّهم يمرضون لأن الأولاد بمنزلة العينين محبوبتان.
ورأى الحجاج بن يوسف كأنّ عينيه سقطتا في حجره فنعي إليه أخوه محمد وابنه محمد.
ورأى بعض اليهود جارية في السماء أو عين جارية فقص رؤياه على برهمي فقال تصيب مالاً من التجارة.
فإن رآها صانع أصاب مالاً من صناعته.
وأهداب العينين: في التأويل وقاية للدين.
فإنّه أوقى للعينين من الحاجبين.
وقيل الصلاح والفساد
فيهما راجعان إلى الولد والمال.
فإن رأى كأنّ أهداب عينيه كثيرة حسنة فإنّ دينه حصين.
فإن رأى كأنه قعد في ظل أهداب عينيه فإن كان صاحب دين وعلم فإنّه يعيش في ظل دينه.
وإن كان صاحب دنيا فإنّه يأخذ أموال الناس ويتوارى فإن رأى كأنّه ليس لعينيه هدب فإنّه يضيع شراثع الدين.
فإن نتفها إنسان فإن عدوه ينصحه في دينه.
فإن رأى كأنّ أشعاره وحسن الوجنة: في النوم دليل الخصب والفرج وقبحها دليل السقم والضر والخدان عمل الرجل.
فإن رأى الإمام في وجنته سعة فوق القدر فهو زيادة عزه وبهائه.
وأما الأنف: فيقال أنّه جمال للرجال ويقال هو قرابة الرجل فإن رأى كأنّه لا أنف له فلا رحم له.
فإن رأى كأنّ له أنفين فإنّه يدل على اختلاف يقع بيه وبين الأهل لأنّ الأنف ليس بغريب فإن شم رائحة طيبة دلت على فرج يصيبه.
وإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حبلى فإنّها تلد ولداً ساراً.
ويقال أن الأنف الولد ويقال الجاه والحسب.
ويقال الأبوان وتأويل ما يدخل في الأنف يجري مجرى الدواء وما يدخل فيه من مكروه فهو غيط يكظم ومن رأى كأنّ له خرطوماً دل على أنّ له حسباً قوياً.
والفم: فاتحة أمر صاحبه وخاتمته فإن رأى كأنّه خرج من فمه شيء فهو يدل على الرزق من خير أو شر.
فإن رأى فمه متعلق أو مقفل عليه.
دلت رؤياه على الكفر.
والشفة صديق الرجل الذي يتجمل به وعونه ومعتمده.
والسفلى أقوى في التأويل من العليا وقيل الشفة في التأويل القرابة والعليا صديقه الذي يعتمد عليه في جميع أموره فما حدث فيهما من حدث ففيما وصفت فإن رأى فيهما الماء فإن أمر الأصدقاء ليس يجري على ما ينبغي.
وأما اللسان: فترجمان صاحبه ومدبر أمره المؤدي لما في قلبه وجوارحه من صلاح أو فساد يجري ذلك على ترجمته بما ينطق.
فإذا كان فيه زيادة من طول أو عرض أو انبساط في الكلام عند الحجج فهو قوة وظفر.
وإن رأى كأن لسانه طويلاً لا على حال المخاصمة والمنازعة دل على بذاءة اللسان.
وقد يكون طول اللسان ظفر صاحبه في فصاحته ومنطقه وعلمه وأدبه وعظته.
فإن رأى الإمام كأنّ لسانه طال فإنه يكثر أسلحته ويدل على أنّه ينال مالاً بسبب ترجمان له.
واللسان المربوط في التأويل دليل على الفقر ودليلِ المريض.
فإن رأى كأنّه نبت على لسانه شعر أسود فهو شر عاجل.
وإن كان شعراً أبيض فهِو شر آجل.
فإن رأى كأنّ له لسانين رزق علماً إلى علمه وحجة إلى حجته وظفراً على أعدائه.
وقيل المعتدل المقدار في الفم الصحيح محمود لجميع النالس.
وأما اللهاة: فإذا رأى أنّها زادت حتى كادت تسد حلقه دلت رؤياه على حرصه في جمع المال وتضيق النفقة على نفسه وقد دنا أجله.
وأما الأسنان: فإنّهم أهل بيت الرجل فالعليا هم الرجال من أهل البيت والسفلى هم النساء فالناب سيد بيته والثنية اليمنى الأب والثنية اليسرى العم وإن لم يكونا فأخوان أو ابنان فإن لم يكونا فصديقان شقيقان والرباعية ابن العم والضواحك الأخوال والخالات ومن يقوم مقامهم في النصح والأضراس الأجداد والبنون الصغار والثنية السفلى اليمنى الأم واليسرى العمة فإن لم يكون فأُختان أو ابنتان أو من يقوم مقامهما والرباعية السفلى بنات العم وبنات العمات والناب السفلى سيدة أهل بيتها والضواحك السفلى بنات الخال والخالة وأضراس السفل الأبعدون من أهل بيت الرجل من النساء والبنات الصغار.
وحركة بعض الأسنان دليل على من هو تأويله في المرض وسقوطه وضياعه دليل على موته أو غيبته عنه غيبة من لا يعود إليه فإن أصابه بعدما فقده فإنّه يرجع وتآكله دليل على بلاء يصيب من ينتسب إليه.
واصطكاك الأسنان على جدال بين أهل بيته.
فإن رأى في أسنانه قلحاً فهو عيب بأهل بيته يرجع إليه.
ونتن الأسنان قبح الثناء على أهل البيت وكلال الأسنان ضعف حال أهل بيته وتنقية الأسنان من القلوحة يدلي على بذل المالي في نفي الهموم عنهم.
وبياض الأسنان وطولها وجمالها زيادة قوة ومال وجاه لأهل البيت.
فإن رأى كأنه نبت مع ثنيته مثلها فإنّ أهلِ بيته يزيدون.
فإن رأى كأنّ النابت معها يضرها كان الزائد في أهل البيت عاراً ووبالاً عليه.
فإن رأى كأنّه قلع أسنانه دلت رؤياه على قطع رحمه أو ينفق ماله على كره منه.
فإن رأى كأنّه يرمي أسنانه بلسانه فسدت أمور أهل بيته بكلام يتكلّم به.
فإن رأى كأنّ أسنانه من ذهب فإن كان من أهل العلم والكلام حمدت رؤياه وإلا فلا تحمد لأنّها تدل في غير العلم وأهله على مرض أو حريق فإن رأى كأنّها من فضة دلت على خسران في المال.
فإن رآها من زجاج أو خشب دلت على الموت.
فإن رأى مقاديم أسنانه سقطت فنبت مكانها أخرى دلت على تغيير أموره وتدابيره.
وقيل أنّ من رأى أسنانه العليا سقطت في يده فهو مال يصير إليه.
فإن رآها قطت في
حجره فهو ابن لقوله تعالى: " ويكلم الناس في المهد " .
يعني في حجر.
فإن رآها سقطت إلى الأرض فهي الموت.
فإن رأى كأنّه أمسك الساقط من ضانه فلم يدفنه فإنّه يستفيد بدل من هو مثله في الشفقة والنصيحة وكذلك التأويل في سائر الأعضاء إذا أصابتها آفة فلم يدفنها.
فإن رأى كأنه نبت في قلبه أسنان دل على موته وقيل أنّ سقوط الأسنان يدل على عائق يعوق فيما يريده وقيل هو دليل قضاء الديون.
فإن رأى كأنّ جميع أسنانه سقطت وأخذها في كمه أو حجره فإنه يعيش عيشاً طويلاً حتى تسقط أسنانه ويكثر عدد أهل بيته.
وإن رأى كأنّ جميع أسنانه قطت وذهبت عن بصره فإنّ أهل بيته يموتون قبله وربما كان ذلك موت ذوي سنه.
من الناس وأقرانه في العمر.
فإن رأى كأنّ الناس يلكوه بأضراسهم أو يعضوه فإنّه يمكنه أن يتضع للناس فلا يتضع وقيل ينبغي أن يجعل الفم بمنزلة المنزل والأسنان بمنزلة السكان فما كان فيها من ناحية اليمنى فهو يدل على الذكور وما كان من اليسرى فهو يدل على الإناث في جميع الناس إلا قليلاً منهم.
وقيل من رأى أسنانه تنكسر فإنه يقضي دينه قليلاً قليلاً.
فإن تساقط أسنانه بلا وجع يدل على أعمال تبطل.
فإن رأى كأنّها تسقط بلا وجع يدل على ذهاب شيء مما في منزله.
ومقاديم الأسنان إذا سقطت منعت من أن يفعل الإنسان شيئاً مما يعمل بالكلام والقول.
فإن كان مع ذلك وجع أو خروج دم أو لحم فإنّ ذلك يبطل أو يفسد الأمر الذي يراد.
وأما الأصحاء والأحرار والمسافرون إذا سقطت جميع أسنانهم دل على مرض طويل ووقوع في السل من غير أن يموتوا وذلك أنّ الإنسان لا يمكنه أن ينال الغذاء القوي بلا أسنان لكنه يستعمل الإحساء والعصارات وإنّما لا يموتون لأنّ الموتى لا تسقط أسنانهم والشيء الذي لا يعرض للموتى هو مخلص للمرضى فلهذا السبب صار محموداً في المرض.
وإن تساقطت أسنانهم جميعاً فإنّه يدل على سرعة نجاتهم من المرض وأما التجار المسافرون فيدل على خفة حملهم وخاصة إن رأى أنّ تلك الأسنان تتحرك فإن رأى كأنّ بعض أسنانه قد طال وازداد عظماً دل على جدال وخصومة في منزل.
ومن كانت أسنانه سوداً متآكلة معوجة فرأى سقوطها فإنه ينجو من جميع الشدائد.
فإن رأى كأنّ أسنانه تسقط وهو يأخذها بيده أو بلحيته وفي حجره فذلك يدل على أنّ أولاده تنقطع فلا يولد له وما يلد فلا يبقى ولا يتربى.
وحكي أنّ رجلاً رأى أسنانه كلها سقطت فاغتم لذلك غماً شديداً وقص رؤياه على معبر
فقال: تموت أسنانك كلها قبلك فكان كذلك.
ورأى اخر كأنّه أخذ ثلاث أسنان من فمه في كفه وضم عليهم أنامله فعرض له أنّه وجد درهماً ونصفاً.
والذّقن: في التأويل سيد عشيرته وصاحب نسل كثير.
والأذن امرأة الرجل أو ابنته فإن رأى كأنّ له ثلاثة اذان دلت على أنّ له امرأة وابنتين فإن كان له أربع آذان دلت رؤياه على أحد خصلتين إما أن يكون له أربع نسوة أو أربع بنات لا أم لهن.
فإن رأى كأنّ أذنه بانت منه فإنّه يطلق امرأته أو تموت ابنته.
فإن رأى كأنّ له أذناً واحدة فلا يعيش له قريب فإن رأى كأنّ له نصف أذن دلت الرؤيا علىِ موت امرأته وتزويجه بأخرى.
فإن رأى كأنّ في أذنه خاتماً معلقاً يزوج ابنته رجلاَ فتلد له ابناً.
وقيل الدينِ الأذن فإن رأى كأنّه حشا أذنيه بشيء دلت رؤياه على الكفر.
وإن رأى كألنّ له آذاناً كثيرة فإنّه يعرض عن الحق فلا يقبله لقوله تعالى: " أمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بها " .
وقيل أنّ الغنيِ إذا رأى آذاناً حساناً متشاكلة سمع أخباراً حساناً سارة فإذا لم تكن متشاكلة حساناً سمع أخباراً كثيرة كريهة.
ومن رأى كأنّ في أذنيه عينين فإنه يعمىِ ويعاين الأشياء التي كان يعاينها بعينيه ويسمعها بأذنيه.
وقيل من رأى كأنّ آذاناً كثيرة فذلك محمود لمن أراد أن يكون له إنساناً يطيعه مثل المرأة والأولدا والمماليك.
وأما الأغنياء فإنّه تدل على أخبار تأتيهم محمودة إذا كانت الآذان حساذ أشكالاً.
وإذا لم تكن حساناً ولا جيدة الأشكال فإنّها أخبار مذمومة.
وأما المماليك وأصحاب الخصومات المدعى منهم فإنّها تدل على أنّ عبوديته تدوم ويسمع ويطيع.
ويدل المدعي على أنّ الحكم يلزمه.
وحكي أنّ إنساناً رأى أنّ له اثنتي عشرة أذناً وأكثر فقص رؤياه علىِ معبر فقال: إن كان صاحب مماليك وحشم فإنّه دليل خير كثير يناله وإن كان غنياً فإنّه يأتيه أخبار على قدر عدد الآذان من البلدان بسبب معاش وإن كان مملوكاً أصابه مذمة وغم وإن كان له خصوم حكم عليه القاضي بأحكام كثيرة وسمع كلاماً رديئاً وإن كان في خصومة ظفر بخصمائه.
وأما اللحية: فمن رأى كأنّها طالت فوق قدرها دلت رؤياه على دين وغم.
فإن طالت حتى سقطت على الأرض دلت على الموت لقوله تعالى: " مِنْها خَلَقْنَاكُمْ وفِيهَا نُعِيدُكُمْ " .
فإن طالت حتى التصقت ببطنه أصاب مالاً وجاهاً يتعب فيه بقدر ما كان منها على بطنه.
فإن رأى أن طولها لقدر حسن موافق نال مالاً وجاهاً وعيشاً طيباً.
وقيل أنّها إن طالت حتى بلغت السرة دلت على أنّه في غير طاعة الله.
فإن رأى أنّ جوانبها طالت دون وسطها فإنّه ينال مالاً يستمتع به غيره وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت لحيتي بلغت سرّتي وأنا أنظر ولا تحمد اللحية في التأويل للصبي غير البالغ فإن رأى أنّه أخذ لحية غيره بيده وجرها فإنّه يرث ماله ويأكله.
ونقصان اللحية إذا لم يكثر دليل على اليسر وقضاء الدين والفرج.
وإذا كثر نقصانها دل على الهوان وذهاب المال والجاه.
فإن رأى كأنّ كوسجاً يكلم امرأته تشوش عليه أمره بقدره ويفرق بينه وبين أحبابه لأنّ إبليس لعنه الله كلّم حواء في صورة كوسج.
وسواد شعر اللحية يدل على الإستغناء إذا كان حالكاً فإذا ضرب السواد إلى الخضرة نال ملكاً ومالاً كثيراً ولكن يكون طاغياً لأنّها صفة لحية فرعون.
وصفرتها دليل على الفقر والقلة وأما الحمرة فدليل الورع.
وإذا رأى كأنّه تناول لحيته وانتثر شعرها بيده.
وأمسكه ولم يرم له فإنّه يذهب من يده مال ثم يعود إليه فإن رأى كأنّه رمى به ذهب منه مال ولا يعود إليه.
زيادة شعر الشارب مكروهة.
ونقصانه محمود وتأويل نتف اللحية للغني إسرافه في ماله وللفقير يدل على غمين يجتمعان عليه ويدل على أنّه يستقرض من إنسان شيئاً فيقرضه لآخر.
وحلق اللحية ذهاب المالي والجاه.
فإن رأى كأنّه قطع من لحيته ما فضل عن قبضته فهو يؤدي زكاة ماله.
والشيب في اللحية وقار وهيبة.
والخضاب: ستر وإذا كان الخضاب بالحناء دل على تمسكه بالسنة.
فإن رأى كأنّه خضب رأسه دون لحيته فإنّه يحفظ سر رئيسه.
فإن رأى كأنّ خضبهما جميعاً فإنّه يجتهد في إخفاء فقره ويطلب القدر عند الناس.
وإن قبل الشعر الخضاب فإنّلى يرجع جاهه ولا يبقى كثيراً ويتجمل بالقناعة ثم ينكسف.
فإن رأى كأنّه يخضب بطين أو جص فإنّه يطلب محالاً ويشتهر أمره.
ولحية المرأة تدل على أنّها لا تلد أبداً وقيل تدل على مرضها وقيل تأويلها زيادة مال زوجها وابنها وشرف ولدها وقيل إنّها إن كانت متزوجة دلت على غيبة زوجها.
وإن رأت ذلك حبلى فإنّها تلد ابناً ويتم أمره.
وقيل من طالت لحيته وكثر شعره طال عمره وزاد ماله.
وقيل إنّ الشيء الذي يكون قبل وقته يدل على الشر مثل أن يرى للصبياز الذكور لحية أو بياض في الشعور وللإناث من الصبيان الصغار عرس أو ولد.
كذلك جميع ما يكون في غير وقته ما خلا النطق فإنّ النطق هو دليل خير لأنّ الإنسان بالطبيعة حيوان ناطق.
فإن رأى
غلام لم يبلغ الحلم أنّ له لحية فإنّه يموت ولا يبلغ الحلم وذلك أنّه قد سبق الوقت الذي كان ينبغي أن يكون له فيه لحية.
فإن لم يكن الغلام بعيداً من وقت نبات اللحية فذلك دليل على أنّه ينفرد ويقوم بأمر نفسه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ لحيتي طالت ولم يطل سبالاي فقال: تصيب مالاً يتهنأ به غيرك.
والعنقفة عون الرجل الذي يتباهى به ويعيش به في الناس فما رأى فيها من حدث فتأويله فيما ذكرت.
ومن رأى نصف لحيته محلوقة فإنّه يفتقر ويذهب جاهه فإن حلقها شاب مجهول ذهب جاهه على يد عدو يعرفه أو سميه أو نظيره.
فإن حلقها شيخ ذهب جاهه بحده المقدور وإن كان مجهولاً فإنه يذهب جاهه على يدي رئيس مستغل قاهر لا يكون له أصل فإن رأى أنها مقطوعة فإنّه يقطع من ماله ويذهب من جاهه بقدر ما قطع من لحيته.
فإن رأى أنّها حلقت فهو ذهاب وجهه في عشيرته ومقدرته من ماله.
والحلق أيسر من النتف وربما كان النتف صلاحاً لبعض أمره إذا لم يشك الوجه إلا أنّ ذلك الصلاح فيه مشقة عليه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي قابض على لحية عن وقرضتها حتى استأصلتهها.
فقال: إنك تأكل ميراث عمك ولا يكون له وارث غيرك فإن تناولت منها شيئاً ورثت بقدر ذلك.
ومن رأى أنّ لحيته بيضاء براقة نال عزاً وجاهاً واسماً وذكراً في البلاد لأنّ لحية إبراهيم عليه السلام كانت بيضاء.
فإن رأى أنها شمطاء فإنّه يصيب جاهاً ووقاراً.
فإنّ رأى أنّه أشد سواداً وأحسن مما كانت في اليقظة وكانت سوداء في اليقظة فإنّه يصيب هيبة وعزاً وجاهاً وجمالاً.
فإن رأى أنه شابت وبقي من سوادها شيء فإنّه وقار.
فإن لم يبق من سوادها شيء فإنّه يفتقر ويذهب جاهه.
وأتى ابن سيرين رجلِ فقال: رأيت أنّ لحيتي بيضاء وأنّي أخضبها فلا يعلق بها الخضاب وكان الرجل شاباَ أسود اللحية فقال: البياض نقص من وأما العنْق: فموضع الأمانة وزيادتها زيادة في الدين وأداء الأمانة ونقصانها نقصان في أداء الأمانة: فإن رأى كأنّ فى عنقه حيه مطوقة فإنّه لا يزكي ماله لقوله تعالى: " سَيُطًوّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ " .
فإن رأى كأنّ ودجيه انفجرا دماً فإنّه يموت.
فإن رأى الإمام في عنقه غلظاً فهو قوته في عدله وقهره لأعدائه والغلظ في القفا قوة علىِ ما قلّده الله وحسن القفا يدل على الفرار والهرب.
وشعر القفا يدل على أنّ له مالاً وعليه مال.
وحلق القفا أداء الأمانة وقضاء الدين.
فإن رأى كأنّ لا شعر عليه دل على إفلاسه.
ورأى رجل كأنّ عنقه لا بطويل
ولا بقصير فقص رؤياه على معبر فقالط: إن كنت سيئ الخلق حسن خلقك وإن كنت شجاعاً ازدادت شجاعتك وإن كنت رديء الطبع كرمت.
وأما العاتق: فصديق أو شريك أو أجير وكتفه امرأة ومنكبه زينته وجماله وطيشه فما رأى بهما من حال أو حدث فهو بهؤلاء.
وقيل إذا كانت العواتق غلاظاً حسنة اللحم دل على رجولة وقوة في الأعمال ويدل في المحبوسين على طول اللبث في الحبس حتى يمكنهم أن يحملوا ثقل قيودهم.
فإن رأى كأنّ في عاتقيه عله فإنّه يدل على مرض الإخوة أو موتهم لأنّ العاتقين إخوان.
ورأى رجل كأنّه يريد أن يرى أحد كتفيه فلا يقدر على ذلك فعرض له أنه انعور ذلك بالواجب لأنّه لم يقدر أن يرى الكتف في جانب العين العوراء.
وأما اليد اليمنى فسبب لمعاش الرجل وماله وإحسانه وطول اليد في التأويل للوالي ظفر وللتاجر ربح وللسوقي حذق.
وقيل إنّ طول يدي الإمام وقوتهما يدل على قوة أعوانه وزيادة عمره ورؤيته عظمهما زيادة في ماله.
فإن رأى كأنّهما تحولتا رخاماً طال عمره في سرور.
وقيل صحة اليدين في التأويل وحسنهما يدل على حسن الأخذ والإعطاء وقيل اليمنى تدل على الأقرباء من الرجال واليسرى تذل على النساء منهما فإن رأى كأنّه فقد إحدى يديه فإنّ ذلك يدل على فقد بعض أقربائه بغيبة أو موت.
فإن رأى كأنّه أدخل يده تحت إبطه فأخرجها ولها نور فإنّه ينال علماً إن كان من أهله أو ربحاً إن كان تاجراً.
وإن خرجت ولها نار.
فإنّه ينال قوة وغلبة وعزاً في أمره الذي يتعاطاه وإن أخرجها ولها ماء فإنّه مال.
وأما اليد الزائدة: مع اليدين فإنّها زيادة دولة وقوة وتدل على ولد أو قدوم غائب أو يولد له أخ.
فإن رأى كأنّه أعسر فإنّه يعسر عليه أمره.
فإن رأى أنّه يعمل بيده اليسيرى على جهد منه نال حاجته أخيراً.
وبسط اليدين يدل على السخاء فإن رأى كأنه يمشي على يديه فإنه يعتمد في أمره على بعض أقربائه فإن رأى كأنه يبصر بيديه كما يبصر بعينيه فإنّه يكثر ملامسة من يحرم عليه.
ومن رأى كأنّ يده اليمنى كلمته كلاماً حسناً فإنّ معيشته تحسن.
فإن رأى كأن الشمال كلمته بالخير شكرته أقاربه وإن كلمتاه أو إحداهما بالتوبيخ دل ذلك على سوء فعله.
فإن رأى كأنّ يمينه من ذهب مات شريكه أو امرأته.
ومن ريئت يده تحولت يد سلطانه فإنّه ينال سلطاناً وجري على يديه ما جري على يد ذلك السلطان من عدل أو جور.
فإن رأى كأنّ له جناحين ولد له ابنان.
وأما العضد: فإنّه أخ فمن رأى في عضده زيادة فهي صلاح أمر أخيه أو ابنه البالغ.
ومن رأى في عضده نقصاناً فهو مصيبة فيهما بقدر النقصان والزيادة.
ورأى إنسان كأنّه نقص العضد فقص رؤياه على معبر فقال: تصير قليل العقل كثير الزهو.
وأما الساعدان: في التأويل فقريبان أو صديقان مثل الأخ والولد البالغ ينتفع منهم ويعتمد عليهم.
فإن رأى رجل امرأة حاسرة الذراعين فإنّها الدنيا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.
والذراع إذا ألمت فإنّها تدل على حزن وبطلان الأشياء التي تعمل باليد وعلى عدم الخدم.
والشعر على الذراعين دين.
وانبساط الكف: سعة الدنيا وانقباضها ضيق الدنيا والشعر على الكف دين وحزن.
وقيل: هو مال ينبو عن يده.
والشعر على ظاهره الكف ذهاب مال.
وأما الأصابع: فولد الأخ على القول الذي قيل أنّ اليد أخ.
وتشبيكها من غير عمل بها ضيق اليد.
والاشتغال بشغل أهل البيت وبني الأخوة بأمر قد حزَّبهم يخافون منه على أنفسهم وقد وقيل أصابع اليد اليمنى هي الصلوات الخمس والإبهام صلاة الفجر والسبابة صلاة الظهر والوسطى صلاة العصر والبنصر صلاة المغرب والخنصر صلاة العتمة وقصرها يدل على التقصير والكسل فيها وطولها يدل على محافظته على الصلوات وسقوط واحدة منها يدل على ترك تلك الصلاة.
ومن رأى إحدى الأصابع موضع الأخرى فإنّه يصلي تلك الصلاة في وقت الأخرى.
فإن رأى كأنه عض بنان إنسان دل على سوء أدب المعضوض ومبالغة العاض في تأديبه.
فإن رأى كأنّه يخرج من إبهامه اللبن ومن سبابته الدم وهو يشرب منهما يباشر أم امرأته أو أختها.
وفرقعة الأصابع تدل على كلام قبيح بين أقربائه.
فإن رأى الإمام زيادة في أصابعه كان ذلك زيادة في طمعه وجوره وقلة إنصافه.
وحكي أنّ هارون الرشيد رأى ملك الموت عليه السلام قد مثل له فقال له: يا ملك الموت كم بقي من عمري فأشار إليه بخمس أصابع كفه مبسوطة فانتبه مذعوراً باكياً من رؤياه وقصها على حجام موصوف بالتعبير فقال: يا أمير المؤمنين قد أخبرك أنّ خمسة أشياء علمها عند اللهّ تجمعها هذه الآية: " إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ الساعَةِ "
الآية. فضحك هارون وفرح بذلك.
وأصابع اليد اليسرى أولاد الأخ والأخت والأظافير مقدرة الرجل في دنياه وبيض الأظفار يدل على سرعة الحفظ والفهم ورؤية الأظفار في مقدارها صلاح الدين والدنيا.
والمعالجة بها دليل
الاحتيال في جمع الدنيا وطولها مع حسنها مال وكسوة وإعداد سلاح لعدو أو حجة أو مال يتقي بذلك شرهم.
وطولها بحيث يخاف انكسارها دليل على تولي غيره إفساد أمر بيده لإفراطه في استعمال مقدرته.
فإنّه يخرج زكاة الفطر فإن رأى كأنّ شيخاً أمره بقلمها فإن وجده يأمره بالقيام بتعهد نفسه وصيانة جاهه.
وخضاب أصابع الرجل بالحناء دليل على كثرة التسليح وخضاب أصابع المرأة بالحناء يدل على إحسان زوجها إليها.
فإن رأى كأنّه خضبتها فلمٍ تقبل الخضاب فإن زوجها لا يظهر حبها.
فإن رأى الرجل كفه مخضوبة خضاباً وحشاً نال كداً في معاشه فإن كانت يده اليمنى مخضوبة خضاباً وحشاً دلت رؤياه على أنّه يقتل رجلاً.
فإن رأى كأنّ يديه مخضوبتان بالحناء فإنّه يظهر ما في يده من خير أو شر أو من ماله أو من مكسبه أو صناعته.
فإن رأى يديه منقوشتين بالحناء فإنّه يحتال حيلة من البيت ليصرف بعض أثاث البيت في نفقته لقلة كسبه ويشمت به عدوه ويناله ذل.
فإن رأت امرأة يدها منقوشة فإنه تحتال لزينتها في أمر هو حق.
فإن كان النقش بالطين دل على كثرة تسبيحها.
فإن رأت نقش يديها قد اختلط بعضه ببعض أُصيبت بأولادها.
فإن رأت كأن يدها مخضوبة بالذهب أو منقوشة به فإنها تدفع مالها إلى زوجها أو يصيبها منه فرح فإن رأى رجل أنّه مخضوب أو منقوش بالذهب فإنّه يحتال حيلة وأما شعر الإبط: فإنّ طوله دليل على نيل الحاجة لقوله تعالى: " واضْمُمْ يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بيضاء مِنْ غَيْرِ سوء "
ويدل على دين صاحبه وكرمه.
فإن رأى شعر إبطه كثيراً فإنه رجل يطلب بجلادته جمع المال في العلم والولاية والتجارة وغيرها ولا يرجع إلى المرأة والدين.
فإن كان فيه قل كثير دل على كثرة العيال.
وأما الظهر: فظهر الرجل وسنده وقيمته وملتجؤه الذي يستظهر به وموضع قوته.
فإن رأى أنّ ظهره منحن أصابته نائبة وقيل هو دليل الشيب.
ورؤية ظهر الصديق إعراضه وهجرانه.
ورؤية ظهر العدو الأمن من شره.
ورؤية ظهر العجوز إدباره الدنيا وزوالها.
ورؤية ظهر الشابة تأخير نيل المراد قليلاً.
ورؤية ظهر المرأة النصف دليل على طلب أمر قد تعسر عنه وتولى عنه ذلك الأمر.
والصلب: موضِع الرزانة وموضع الولد والقوة فمن رأى صلبه قوياً رزق عقلاً وقيل ولداً قوياً وقيل الصلب رجل شديد يعتمد عليه وطول القد بالمقدار محمود وفوق الحد دليل على
قرب الأجل وذهاب الحياة وكذلك قصره دليل على قصر العمر والجاه.
والسمن والقوة في البدن قوة الدين والإيمان فإن رأى كأنّ جسده جسد حية فإنّه يظهر ما يكتم من العداوة.
فإن رأى كأنّ له إلية كإلية الكبش فإن له ولداً مرزوقاً يعيش بعده.
ومن رأى أن جسده من حديد أو من حجارة فإنّه يموت.
فإن رأى زيادة في جسده من غير مضرة فهو زيادة في النعمة عليه وجاء رجل خاملِ الذكر قليل المال إلى معبر فقال: رأيت كأنّ جسدي ازداد وتضاعف وكان لي نوراً وبهاء وكأني تزهدت وأنا أسيح في الجبال والمفاوز.
فقال المعبر: ستكون أهلاً لذلك وتصيب ملكاً وتصير ذا مال وعز.
فلم يلبث أن خرج مع الغزاة وكان شجاعاً فهزم المشركين ونال مالاً وغنائم.
وأما شعر الجسد: فنباته للرجل حمل امرأته.
وكثرة شعر الجسد للمكروب زيادة كربه وتساقطه ذهاب كربه.
وكثرة شعر الجسد للمسرور زيادة سرور وغنى وسقوطه ذهاب غناه.
وزيادة شعر البدن للغني مال وللفقير دين يجتمع.
ومن تنور وكان غنياً فإنّه يذهب ماله بالإستلاب.
وإن كان فقيراً فإنّه يقضي دينه بالجد والتعب والمطالبة.
فإن رأى شعر جسده أبيض فإنّه إن كان غنياً نالت خسراناً في ماله وأشرف على الفناء.
وإن كان فقيراً فإنّه دين يمكنه قضاؤه.
وأما استحالة شعر جسده شعر بهيمة أو سبع فتدل على وقوعه في الشدائد.
ضيق الصدر ضلال.
فإن رأى ذمي أنّ صدره ضيق نال خسراناً في ماله.
وقيل إنّ سعة صدر الإنسان سخاوة وضيقه بخله.
وكثرة الشعر على الصدر دين يركبه فإن رأى كأنّ صدره تحول حجراً فإنّه يكون قاسي القلب.
جاء ابن سيرين رجل فقال: رأيت شعراً كثيراً نبت في صدري وأنا أعقده.
فقال: عقدت أمانة فأديتها.
وسعة الصدر أيضاً تدل على العلم.
وأما الثدي فامرأة الرجل وابنته فجماله جمالها وفساده فسادها.
فمن رأى امرأة معلقة بثديها فإنّها تزني وتلد ولداً من الزناء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أُسري بي رأيت امرأة معلقة بثديها فقلت يا جبريل من هذه فقال إنها ولدت من الزناء.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ لي ثدياً عظيماً قد بلغ الغابة إنك تزني بمحرمٍ.
وذلك لأنّ الثدي منه ومن جلده وذلك محرم.
وإنما يكون بر هذه الرؤيا نكاحا حراماً.
وقيل إن رأى رجل في ثدييه لبناً فإن كان عزباً فإنّه يتزوج ويولد له وإن كان براً دل على يساره وإن كان شاباً دلت على طوله عمره.
وأما المرأة الشابة إذا رأت ذلك دل على حملها
وولادتها وأما العجوز فإذا رأته دل على فقرها وذهاب مالها لعذارء إذا رأته دل على عرسها والصغيرة إذا رأته دل على موتها.
وطول ثدي الرجل حتى يضربا صدره دليل على هوى في غير رضا الله تعالى وقيل هو دليل على صوت للأولاد.
فإن لم يكن له ولد دل على الفقر والحزن.
وطوله ثدي المرأة فوق الحد دليل على غاية الحزن.
فإنّ النساء إذا أصابهن حزن جذبن أثداءهن وخدشنها.
ومن رأى كأنّه يرتضع امرأة فإنّه يمرض إلا أن تكون امرأته حبلى فإنّها تلد ابناً.
وإن كان صاحب الرؤيا امرأة فإنها تلد بنتاً.
والبطن: من ظاهر ومن باطن مالك الرجل وولده أو قرابة من عشيرته أو خزانته ومأوى عياله.
وصغره قلة هؤلاء وكبره كثرة هؤلاء.
وصغره من غير جوع قلة المال فإن رأى أنّه جائع فإنّه يكون حريصاً ويصيب مالاً بقدر مبلغ الجوع منه.
وقيل إن عظمٍ البطن أكل الربا والمشي على البطن اعتياد على المال.
فإن رأى أنّ بطنه صار صغيراً فإنّه يكون كثير الأمتعة.
والشبع ملاله من المال والعطش سوء حال في دينه والري صلاح في دينه.
والقلب: شجاعة الرجل وسماحته وجراءته وجلادته وجوده وسخاؤه وغلظته وصلاحه وفساده راجع إلى البدن لأنّه ملك البدن والقائم بتدبيره.
وخروج القلب من البطن حسن الدين والإخلاص والتفريغ عنه هو الاهتداء إلى الحق وقيل القلب يدل علىِ امرأة صاحب الرؤيا فإنها هي المدبرة لأموره فإن رأى كأن قلبه تقطع فإن كان عليلاً برىء وشفي وفرج عن كربه.
والكبد: موضع الغضب والرحمة وقيل الكبد تدل على الأولاد والحياة وخروج الكبد من البطن ظهور مال مدفون.
فإن رأى أنّه يأكل كبد إنسان أو أصابها فإنّه يصيب مالاً مدفوناً ويأكله.
فإن كانت أكباداً كثيرة مطبوخة ومشوية ونيئة فهي كنوز تفتح له ويصيبها.
وأكباد البهائم والآدميين سواء.
وأكل كبد الإنسان المعروف أكل ماله فإن نظر في كبده فرأى وجهه فيها وقوة الطحال: فرج فإنّه قوام البدن ومن رأى كأنّ إنساناً قطع مرارة إنسان بأسنانه فمات فيه فإنّ القاطع يحقد عليه حقداً عظيماً يهلكه فيه.
فإن خرج دمه وشر القاطع فإنّه يحلل ماله على نفسه لجهله وشره.
وأما صلاح الرئة فهو طول العمر وفسادها قصر العمر لأنّها موضع الروح.
والكليتان: موضع الغنى والصواب والبيان والخطأ فإن راهما شحيمتين فإنه رجل غني
صاحب نطق وصواب.
وهزالهما فقر وخطأ رأيه.
وقيل الكلى القرابات وصلاحهما وفسادهما يرجعان إلى ذلك.
وظهور الأمعاء أو شيء مما في جوفه ظهور ماله المدخور أو يظهر من أهل بيته أحد يسود أو هو بنفسه.
وأكل الرجل أمعاء نفسه دليل على أنّه يأكل مال نفسه.
وكذلك لو رأى أنّه يأكل أمعاء غيره أو شيئاً مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك مالاً مدخوراً ويأكله.
وقيل إنّ خروج الأمعاء يدل على أن ابنته تخطب ومن رأى كأن امعاء بطنه أو سائر ما في بطنه خرج فغسل بطنه وأعيدت إليه أو لم تعد فهو موته في رضا الله تعالى.
فإن خرج شيء من جوفه فإنّ عنده وصية لرجل وبنتاً لصاحب الوصية وهو على تزويجها.
وقيل إن خرج ما في البطن دل على هتك الستر.
فإن رأى كأنّ ملكاً شق بطون رعيته فإنّهم تفتش بطونهم فإن أخذ ما في بطونهم أخذ أموالهم.
فمن رأى كأنّه يشق بطنه واحشاؤه في موضعها المعروف فإن ذلك محمود لمن لاولد له وللفقير لأنّها تدل على أنّ من لا ولد له يولد له وتدل للفقراء أن يستغنوا.
لأنّ الأولاد بمنزلة الأحشاء.
وقياس الأحشاء في البطن كقياس متاع المنزل في المنزل.
وإذا رأى إنسان كأنّ غيره يكشف عن أحشائه ويظهرها فإن ذلك أمر رديء يدل على أنّهم يصيرون إلى الخصومات وتكشف أمور مستورة من أمورهم فإن رأى الإنسان أنّ جوفه انشق وهو فارغ ليس فيه شيء فإنّ ذلك يدل علم خراب منزله ووحشته وهلاك أولاده.
وفي المريض على أنّه يموت.
وأما السرة: فامرأة الرجل وحبيبته من جواريه وهمته.
فما رأى بسرته من قبح الحال أو جمال أو سوء حال فهو فيهن.
وقيل من كان له والدان فرأى سرته عليلة فإنّ ذلك يدل على علة الوالدين ومن لم يكن له والدان فإنّ ذلك يدل على أوطانه التي ولدوا فيها.
وأما من كان في غربة فإنّه يدل على رجوعه.
وأما المراق: وما يلي السرة فإنّ أعلاه وأسفله يدل على قوة البدن وعلم الملك.
فمتى كان في شيء من أجزائه وجع فإنّ ذلك مرض صاحب الرؤيا وفقره.
وأما الضلع: فهو المرأة لأنّها خلقت منها فما حدث فيها فهو في النساء.
وأما العورة: فظهورها هتك الستر وشماتة الأعداء وهي ما بين السرة والركبة.
فمن رأى أنّه أبداها أو كشفت عنها ثيابه أو بعضها فإنّه يظهر منه بقدر ما بدا منها.
وإذا كان عليه من
الثياب شيء قليل قدر ما يسترها خاصة فإنّه قد تجرد في أمر أمعن فيه.
فإن كان ذلك الأمر يدل على دين فهو يبلغ في الدين والصلاح مبلغاً يتجرد فيه.
وإن كان ذلك في معصية فإنّه يبلغ في معصيته مبلغاً يمعن فيها.
فمن لم يعرف في منامه تجرده في دين ولا معصية وكان الموضع الذي تجرد فيه مثل السوق أو وسط الملأ والعورة بارزة يراها بعينه كأنّه مستحي منها وعليه بعض ثيابه ولم ير مع ذلك شيئاً يدل على أعمال البر فإنّه يهتك ستره ولا خير فيه.
وإن كان تجرده على ما وصفت ولم ير العورة بارزة ولم يصر على الاستحياء منها ولم يكن عليه من ثيابه شيء فإنّه يسلم من أمر هوِ به مكروب إن كان مريضاً شفاه الله وإن كان مديوناً قضى دينه وإن كان خائفاً أمن وإن لم يكن عليه من الثياب شيء فهو يسقط من رجاء من كان يرجوه أو يعزل من سلطان هو فيه أو ينتقض عليه أمر هو مستمسك به.
وكل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحي منها.
فإن لم تكن العورة ظاهرة ولا هو مستحي منها فإنّ تحويل حالته التي وصفت يدل على حال السلامة ولا يشمت به عدو إن شاء الله.
والتجرد: مع الاشتغال بعمل دليل على تجلده فيه وظفره بمراده.
فمن رأى كأنّه عريان متجرد من ثوبه فإن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه وهو يغلبهم.
فإن لم تكن عورته مكشوفة فإنّه لا يغلبهم.
فإن غطى عورته بشيء أو بيده فإنّه ينقاد لهم ويهرب منهم.
فإن رأى على وسطه مئزراً فقط فإنّه يجتهد في العبادة.
وإن رأى نفسه متجرداً في طلب شيء نال ذلك الشيء بقدر تجرده وأما العري إذا لم يكن معه اشتغال بعمل فهو محنة وترك طاعة وهتك ستر.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ رجلاً قائماً وسط المسجد يعني مسجد البصرة متجرداً بيده سيف يضرب به صخرة فيفلقها فقال له ابن سيرين: ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري.
فقال الرجل: هو و الله هو.
فقال ابن سيرين: قد علمت أنّه الذي تجرد في الدين يعني لموضع المسجد وإنّ سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي يفلق بكلامه الحجر بالحق في الدين.
وأما الذكر: فإنّه ذكر الرجل في الناس وشرفه أو ولده.
والزيادة والنقصان فيه في ذلك.
وقيل أنّه إذا رآه طال فوق المقدار نال هماً.
فإن رأى له ذكرين أصاب ولداً مع ولده وذكراً في الناس مع ذكره وشرفه فإن كان قلعه بيده أو قلع بعضه ثم أعاده إلى مكانه مات له ابن
واستفاد بدله وذهب ماله ثم رجع إليه.
وانقطاعه حتى يبين منه دليل على موته أو موت ولده لأنّ ذكره ينقطع بموته.
وقيامه قوة الجد وحركته نشاطه وسعة دنياه.
وربما كان انقطاع ذكره وانقطاع اسمه وذكره من ذلك البلد أو المحلة.
وذلك مع انقطاع ما يدل على السلامة والخير ولا يكون معه ما يدل على موت.
والذكر إذا نقص أو زاد أو عظم أو صغر بعد أن يكون له طرف واحد فإنّ عامة تأويله في الولد والنسل.
وإذا تشعب فكانت له شعب كثيرة أو قليلة فإن عامة تأويله في شرفه وذكره في الناس بقدر ذلك لأنّ شعبه انتشار ذكره.
وضعف الذكر دليل على مرض الولد أو إشرافه على سموط جاهه.
فإن رأى كأنّه يمص ذكر إنسان أو حيوان عاش الماص بذكر صاحب الذكر واسمه فإن رأى أنّه خنثى حسن دينه.
ومن رأى كأن عورته ظاهرة ولم ينظر إليها ولا يستحي منها ولم يلتفت إليها أحد فإنّه يسلم من أمر هو فيه مكروب من مرض أو هم أو خوف أو دين.
والإمناء دليل على نيل المنى من دينار إلى مائة ألف على قدر الرجل في الناس فإن رأى كأنّه قد عقد على ذكره اشتد عليه عيشه وتعسر عليه أمره وسخر بولده.
ومن رأى كأنّ ذكره دخل جوفه دل ذلك على أنّه يكتم شهادة.
ومن رأى كأنّه يقبل إحليله فإن لم يكن له ولد فإنّه يولد له ولد فإن كان له أولاد هم مسافرون فإنّهم يرجعون إليه ويقبلهم.
ورأت امرأة كأنّ الشعر على إحليل ابنها فقصتها على معبر فقال لها: قد فني عمره.
فما لبث إلا قليلاً حتى مات.
ورأى آخر كأنّ على إحليله شعراً كثيراً إلى طرفه فقص رؤياه على معبر فقال: يدل على فجورك.
وانهماكك في الفساد.
ورأي آخر كأنّه أطعم إحليله طعاماً فعرض له أنّه مات ميتة سوء لأنّ الطعام ينبغي أن يقدا إلى الفم كأنه لم يكن له وجه ولا فم.
وفرج المرأة: فَرجٌ فإن رأت كأنّ الماء دخل فرجها رزقت ابناً.
ورؤية فرجع من حديد أو صفر يدل على الأياس من نيل المراد.
ومن رأى أنّه يعالج فرج امرأة بدون الذكر فإنّه ينال فرجاً من قبلها فيه نقص وضعف.
ومن رأى أنّه عض فرج امرأة مجهولة فإنّه يأتيه فرج في أمر دنياه.
فإن رأى فرج جارية يأتيه خير وفرج.
فإن رأى أنّه مس فرج امرأته وكان مصمتاً من صفر فإنه يطلب منها فرجاً وييأس منها.
فإن رأى فرجها من خلفها فإنّه يرجو خيراً ومودة تصير إلى عدوه.
فإن كان الفرج صغيراً غلب عدوه وإن كان كبيرِاً غلبه عدوه.
ومن رأى أنّ ذكره
استحال فرجاً عجز بعد القوة.
إن رأى لامرأته ذكراً كذكر الرجل فإن كان لها ولد أو في بطنها فإنّه يبلغ ويسود أهل جته.
وإن لم يكن لها ولد ولا في بطنها ولد فإنّه لا تلد ولداً أبداً.
وإن ولدت مات الولد قبل بلوغه.
وربما انصرف التأويل في ذلك عنها إلى قيمها أو مالكها.
فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر الذكر.
فإن رأى للرجل سوأة كسوأة المرأة فإنّه يصيبه ذل وخضوع.
فإن رأى أنه ينكح في ذلك الفرج فإنّ الفاعل به يظفر بحاجته منه أو من سميه إن لم يكن لذلك موضعاً.
وقيل أنّ استحالة فرج المرأة ذكراً دليل علىِ بذاءة لسانها وتسلطها على زوجها بالكلام.
ومن رأى أنّه يمتص فرج امرأة نال فرجاً ضعيفاً قليلاً.
ومن نظر إلى فرج امرأة أو غيرها نظر شهوة أو مسه فإنه يتجر تجارة مكروهة.
والخصيتان: عري الأعداء التي يصلون بها إليه فإن رأى خصيتيه قطعتا من غير أن ينتنا أو ينالهما مكروه فإنّ أعداءه يظفرون بقدر ما نيل من خصيتيه ولو رأى أنّ خصيتيه عظمتا أو لهما قوة فوق قدرهما فإنه يكون منيعاً لا يصل إليه أعداؤه بسوء.
وربما كان انقطاعهما انقطاع الإناث من الولد إذا كان في الرؤيا ما يدل على الخير.
لأنّ الخصيتين هما الأنثيين والبيضة اليسرى يكون الولد منها فإن رأى أنّها انتزعت منه مات ولده ولم يولد له من بعده.
فإن رأى أنّه وهبها لغيره بطيبة نفس منه وبانت منه فإنّه يولد له ولد لغير رشد وينسب الولد إلى غيره.
فإن رأى أنّ خصيتيه في يد رجل معروف فإنّ ذلك الرجل يظفر به.
فإن كان الرجل شاباً فهو عدوه ومن رأى أنّه آدر فإنّه يصيب مالاً لا يؤمن عليه أعداؤه.
ورأى رجل كأنّ له عشرة ذكور وليست له خصية فقص رؤياه على معبر فقال له: يولد لك عشر بنين ولا يولد لك وأما العانة: فنقصانها صالح في السنة وزيادتها مال وسلطان يناله من جهة رجل أعجمي.
فإن رأى كأنّه نظر إلى عانته فلم ير عليها شعراً كأنّه لم ينبت قط دل على حجر عليه في المال أوخسران يقع له.
فإن كان عليه شعركثير حتى تسحبه في الأرض فإنّه ينال مالاً كثيراً مع فساد دين وتضييع سنين ومروءة.
والعجز: هو مال امرأة فإن كان كبيراً لامرأته مالاً كثيراً.
وإن رأى عجز نفسه كبيراً فإنّه يسود بمال امرأته ويصيب من ذلك خيراً.
ومن رأى رجلاً كشف له عن نفسه ورأى عجزه فإنّه يطعمه دسماً ومنفعة ثم يشرف علىِ أدبار فيها.
فإن رأى دبره فإنّه يناله منه أدبار إن كان شاباً .
.
وإن كان شيخاً معروفاً فإنه يوقعه هو بعينه في أدبار وإن كان مجهولاً فإنّه ينال ادباراً من حيث لا يشعر.
فإن كشف عنه رجل حتى أظهر عجزه فإنه يفضحه في أهله.
فإن رأى امرأةً كشف عن عجزها حتى رأى دبرها فإنّ الأمر الذي ينسب إلى ذلك يشرف على الأدبار ويلحقه دين من تجارة أو ولاية.
ومن نكح امرأة في دبرها فإنّه يطلب أمراً من غير وجهه ولا ينتفع به لأنّ النكاح في الدبر ليس له ثمر.
ومن رأى أنّه يسحب على عجزه أو دبره فإنّه يضطر.
وأما الفخذ: فعشيرة الرجل فإن رأى أنّ فخذه قطعت وبانت فإنّه يتغرب عن قومه وعشيرته حتى يكون موته في الغربة لأنّ الفخذ إذا قطعت وبانت لا ينجبر صاحبها ولا يلتئم فلذلك لا يرجع إلى قومه أبداً.
فمن رأى كأنّ فخذيه نحاساً فإنّ عشيرته تكون جريئة على المعاصي.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر.
فقال: أنت رجل عليك دين يؤدّيه عنك رجل من قرابتك.
والعصب: سيد قومه والمؤلف بين القرابات.
والعروق أهل بيته مما ينسب إلى ذلك العضو وجمالها جمالهم وفسادها فسادهم فإن رأى أنّه فصد عرقاً بالعرض فهو موت قريب من أقربائه بمنزلة ذاك العرق.
وربما كان هو نفسه المنقطع عن اقربائه بموت إذا كانت الرؤيا في تأويلها ما يدلي على مكروه أو معصيه.
وإن كان ذلك في مكروه التأويل فهو فراق ما بينه وبينهم.
وربما كان فراق بغير موت.
والركبة: كد الرجل ونصبه في معاشه ومطلبه فإن رأى بها حدثاً فإنّه تنسب إليه الركبة.
وقوة جلدها قوة معيشته وانسلاخ جلدها زيادة كد وتعب.
وغلظ جلدها أو ظهورها الورم فيها إصابة مال من تعب.
وقيل أنّ المريض إذا رأى في ركبته الماء أو علة دل على موته.
وقيل أنّ الركبتين ينبغي أن يجعل تأويلهما على قوة البدن وحركته وجودة عمله.
ولهذا السبب متى كانتا صحيحتين قويتين فإن ذلك دليل على سفر أو حركة أخرى وعلى أعمال يعملها صاحب الرؤيا على صحة البدن.
وإن رأى فيهما علة أو ألماً فإنّ ذلك يدل على ثقل الركبتين في الأعمال.
والرجل: قوام الرجل وماله ومعيشته التي عليها اعتماده وربما كانت الساق عمر صاحبها.
فإن رأى أنّ ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله.
وإن رأى أنّ ساقه من قوارير لم يلبث أن يموت ويذهب ماله وقوامه لأنّ القوارير لا بقاء لها.
فإن رأى.
رجله قطعت ذهب نصف ماله.
فإن قطعتا جميعاً ذهب ماله وقواه أو مات كل ما بانت منه.
وقيل الرجلان الأبوان والمشي حافياً يدل على التعب والمشقة وقيلِ من رأى له أرجلاً كثيرة فإن كان مسافراً سهل عليه سفره ونال خيراً.
وإن كان فقيراً نال ثروة وإن كان غنياً مرض.
ورؤية الرجلين مخضوبتين منقوشتين للرجل موت الأهل والمرأة موت بعلها.
ومن رأى كأنّه رفع ساقاً ومد ساقاً فالتفت إحدى ساقيه بالأخرى فإنّه قرب أجله ويلقاه أمر صعب.
ويدل على أنّ صاحب الرؤيا كذاب.
ورؤية الرجل ساق امرأة دليل على التزوج.
وكشف المرأة عن ساقها حسن دينها وإصابتها أمراً خيراً مما كانت فيه.
والكعب: ولد مقامر وقيل انكسار الكعب موت أو غم.
وانكسار عقب سعي في أمر يورث والقدم: زينة الرجل وماله وأصابعها جواريه وغلمانه فإن رأى بعض أصابعه صعد إلى السماء مات بعض غلمانه أو جواريه.
والشعر على القدمين: دين غالب.
ومن رأى كأنّ رجليه صعدتا إلى السماء وبانا منه مات ولداه.
فإن رأى أنّه يزني برجله فإنه يمشي خلف النساء حراماً.
ومن رأى له أرجلاً كثيرة فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم.
ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة فلا يمشون منفردين.
ورأى رجل كأنّ إحدى رجليه صارت حجراً فجفت تلك الرجل بعينها.
ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على ساقي رجل شعراً كثيراً فقال: يركبه دين ويموت في السجن.
فقال لك رأيتها.
فاسترجع ابن سيرين ثم إنّه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم فقضاها عنه بعد موته ورأى رجل كأنه معوق الساق فعبرها له معبر فقال: إنك تصير زانياً.
فأخذ بعد ذلك مع امرأة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ اصبع رجلي على جمر فإذا وضعته عليه طفىء وإذا رفعتها عنه عاد كما كان فقال: هذا صاحب هوى فقال: ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر.
فقال: وأي شيء هو أشد من القدر.
ورأت امرأة كأنّ إبهام رجلها قطعت فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: تصلين قوماً قطعتيهم.
وأصابع القدمين: زينة مال صاحبها وأعمال البر وعظام ماله الذي به اعتماده ومعيشته. 
023- الأشياء الخارجة من الانسان
وسائر الحيوان من المياه والألبان والدماء وما يتصل بذلك من الأصوات والصفات
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " من رأى أنه يشرب لبناً فهو الفطرة " .
قال الأستاذ أبو سعد: رؤية اللبن في الثديين للرجال والنساء مال ودر اللبن منها سعة المال فإن رأت امرأة لا لبن لها في اليقظة أنها ترضع صبياً أو رجلاً أو امرأة معروفين فإن أبواب الدنيا تنغلق عليها وعليهم.
وقال بعضهم من رأى كأنّه ارتضع امرأة نال مالاً وربحاً.
ومن رأى كأنّه شرب لبن فرس أو رمكة أحبه السلطان ونال منه خيراً.
وألبان الأنعام مال حلال من السلطان.
فإن رأى كأنّه انصبّ عليه لبن إنسان دل على ضيق وحبس.
وكذلك المرضع والراضع أيهما كان معروفاً فإنّ حاله في الحبس والضيق أشد من المجهول والحلب تأويله المكر.
وحلب الناقة عمالة على أرض البختية عمالة على أرض العجم تعمل على سنة وفطرة.
فإن حلبها فخرج دماً فإنه يجور في سلطانه فإن حلبها سماً فإنّه يجبي مالاً حراماً.
فإن حلبها تاجر لبناً أصاب رزقاً حلالاً وربحاً في تجارته ودرت عليه الدنيا بقدر ما در عليه الضرع ولبن اللقحة فطرة في الدين.
فمن شرب منه أو مص مصة أو مصتين أو ثلاثة فإنه على الفطرة يصلي ويصوم ويزكي وهو لشاربه مال حلال وعلم وحكمة وقيل: من حلب ناقة وشرب لبنها دل على أنّه يتزوج أمرأة صالحة وإن كان الرائي مستوراً ولد له غلام فيه بركة.
ولبنِ البقرة خصب السنة ومال حلال وإصابة الفطرة.
وفي صاحب الرؤيا عبداً عتق وإن كان فقيراً استغنى.
ولبن الشاة والعنز إصابة مال حلال إن كان حليباً.
ولبن الأسد ظفر بعدو وقيل انّه ينال مالاً من جهة سلطان جبار.
ولبن الكلب خوف شديد ولبن الذئب مثله وربما دل على إصابة مال من ظالم.
ولبن الخنزير تغيير عقل صاحبه وذهنه وقيل إنّ الكثير منه مال حرام والقليل منه حلال لقوله تعالى: " فَمَنْ اضْطُرّ غَيْرَباغ ولا عاد فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ " .
فقد رخص في القليل وحرم الكثير.
ولبن النمر إظهار عداوة.
ولبن الظبي نذر.
ولبن الحمار الأهلي مرض يسير.
وألبان الوحش كلها قوة في الدين.
ولبن الضأن والجاموس خير وفطرة ولبن الدب ضر وغم عاجل.
ولبن الثعلب مرض يسير.
ولبن الهرة مرض يسير أو خصومة.
ولبن الفرس لمن شربه اسم صالح في الناس.
ولبن الأتان إصابة خير وظهور اللبن من الأرض وخروجه منها دليل على ظهور الجور.
وألبان ما لا ألبان لها بلوغ المنى من حيث لا يحتسب.
وارتضاع الإنسان من ثدي نفسه دليل على الخيانة.
وألبان النواهش واللواذع صلاح ما بينه وبينِ أعدائه.
ومن شرب من لبن حية فإنّه يعمل عملاً يرضي الله.
وقيل من شربه نال فرجاً ونجا من البلايا.
والزبد: مال مجموع نافع وغنيمة وكذلك السمن إلا أنّ في السمن قوه لسلطان النار التي مسته.
واللبن الرائب لا خير فيه.
وقيل هو رزق من سفر.
والحامض المخيض رزق بعد هم ووجع وقيل هو مال حرام ومعاملة قوم مفاليس لأنّ زبده قد نزع منه وقيل إنّ شاربه يطلب المعروف ممن لا خير فيه والشيراز استماع كلام من النسوة.
والأنفحة مال مع نسك وورع.
وأما الجبن: فإنّه مال مع راحة والرطب منه خير من اليابس ومال حاضر للرائي وخصب السنة.
وقيل إن الجبن اليابس سفر وقيل إن الجبنة الواحدة بدرة من المال.
ومن رأى كأنّه يأكل الخبز مع الجبن فإنّه معاشه بتقدير وقيل: من أكل الخبز مع الجبن أصابته علة فجأة.
والمصل قيل هو دين غالب لحموضته وقيل هو مال نام يقوم قليله مقام كثير من الأموال يناله بعد كد.
والأقط مال عزيز لذيذ.
وروي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى وهونازل بالطائف كأنّه جيء بقدح من لبن فوضع بين يديه فانصب القدح.
فأولها أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله ما أظنك مصيباً من الطائف في عامك هذا شيئاً فقال: أجل لم يؤذن لي فيه ثم ارتحل صلى الله عليه وسلم.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت عساً من لبن جيء به حتى وضع ثم جيء بعس آخر فوضع فيه.
فوسعه فجعلت أنا وأصحابي نأكل من رغوته ثم تحول رأس جمل فجعلنا نأكله بالعسل.
فقال: أما اللبن ففطرة وأما الذي صبه فيه فوسعه فما دخل في الفطرة من شيء وأما أكلكم رغوته فيقولن الله تعالى: " فأمَا الزَّبَدُ فَيَذْهب جَفَاء " .
وأما البعير فرجل عربي وليس في الجمل شيء أعظم من رأسه ورأس العرب أمير المؤمنين وأنتم تغتابونه وتأكلون من لحمه وأما العسل فشيء تزينون به كلامكم.
وكان ذلك في زمان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
وأتى ابن سيرين رجل فقالت: رأيت كأنّي ارتضع إحدى ثدييّ فقال: ما تعمل فقال: أكون مع مولاي في الحانوت فقال: اتق الله في مال مولاك.
ورأى عدي بن أرطأة لقحة مرت به وهو على باب داره فعرض عليه لبنها فلم يقبل.
ثم عرض عليه ثانية فلم يقبل.
تم عرض عليه مرة أخرى فقبله فقال سيرين: هي رشوة لم يقبلها ثم ورأى أمير المؤمنين هارون الرشيد كأنّه في الحرم يرتضع من أخلاف ظبية.
فسأل الكرماني مشافهة عن تأويلها فقال: يا أمير المؤمنين الرضاع بعد الفطام حبس في السجن ومثلك لا يحبس ولكنك منحبس بحب جارية قد حرمت.
فكان كذلك.
وأما الرعاف: فإنّه إن كان كثيراً رقيقاً دل على إصابة مال دائم.
وإن كان غليظاً دل على سقط يولد له.
فإن رأى أنّ أنفه رعف وكان ضميره أنّ الرب ينفعه فإنه يصيب من رئيسه خيراً.
وإن كان ضميره أنّه يضر به فإنّه يصيب من رئيسه شراً ويكون وبالاً عليه وينال بعده ضرراً.
فإن كان هو الرئيس فإنّه يرى بجسده بقدر ما رأى من القوة والضعف وكثرة الدم وقلته.
فإن رعف قطرة أو قطرتين فإنه منفعة.
فإن رعف رطلاً أو رطلين وكان ضميره أنّه منفعة لبدنه فإن صحة البدن صحة الدين فهو يخرج من إثم ويصح دينه.
وإن كان في ضميره أنه يضره في بدنه فإن ضرر البدن ضرر الدين أو اكتساب إثم.
فإن ذهبت قوته بعد خروج الدم فإنّه يفتقر وإن قوي فإنّه يستغني لأنّ القوة غنى الرجل.
فإن تلطخ بدمه ثيابه فإنّه يصيب من ذلك مالاً مكروهاً وإثماً.
فإن لم تلطخ بشيء فإنّ صاحبه يخرج من إثم.
فإن رأى أن الرعاف يقطر في الطريق فإنّه يؤدي زكاة مال ويتصدق بها على قارعة الطريق.
وقيل إن الرعاف إصابة كنز والعطاس تيقن أمر مشكوك.
وأما الدمع: فالبارد منه فرح والحار غم ومن رأى الدمع على وجهه من غير بكاء فإنّه يطعن في نسبه وينفذ فيه القول من طاعته.
فإن رأى الدموع تمور في عينيه فإنّه يدخر مالاً حلالاً في أمر الدين لا يريد إظهاره فإن سال على وجهه فإنه يطيب قلباً بإنفاقه.
فإن رأى أنّ دمع عينه اليمنى دخل في عينه اليسرى نكح ابن بنته نعوذ بالله من غضب اللهّ.
وأما المخاط: فمن رأى كأنّه امتخط.
فإنّه يقضي دينه أو ينجو من هم أو أيجازي قوماً بشيء فعلوه.
وقيل إنّ المخاط دليل الولد بدليل أَنّ الهرة تولدت من مخاط الأسد.
ومن رأى كأنِّه امتخط على الأرض ولدت له ابنة.
فإن رأى كأنّه امتخط على امرأته فإنّها تحبل وتسقط ابناً.
وإن رأى امرأته امتخطت عليه فإنّها تلد ابناً أو تفطمٍ ولداً صغيراً ومن امتخط في دار رجل نكح امرأة من تلك الدار حلالاً أو حراماً.
فإن امتخط في فراش رجل فإنّه يخون امرأته فإن امتخط في منديله خانه في خادمته فإن رأى كأنّه امتخط فأخذت امرأة مخاطه فإنّها تخدعه وتحمل منه.
وإن رأى كأنّه يغسل مخاط غيره فإنّ رجلاً يخدع امرأته وهو يجتهد في ستره ولا يستر.
فإن رأى كأنِّه أكل مخاط نفسه فإنّه يأكل مال ولده.
وإن أكل مخاط غيره أكل مال ولد غيره.
فإن رأى كأنّ في أنفه مخاطاً دلت رؤياه على حبل امرأته.
وإن رأى كأنّه عطس فخرج من أنفه حيوان ينسب إليه ولد غيره.
فإن كان الخارج سنوِراً فهو ولد لص.
وإن كان حمامة فابنة محبوبة.
فإن رأى مخاطه يسيل أصاب أولاداً شبهه ومن رأى إنساناً مخط في ثوبه ياصله بمصاهرة.
والتثاؤب: مرض وطيب النكهة حسن المحضر والضحك: حزن.
لقوله تعالى: " فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً " .
وهو أيضاً بشارة بغلام لقوله تعالى: " فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاها بإسْحَقَ " .
والتبسم محمود.
والغطيط في النوم: يدل على غفلة صاحب الرؤيا وانخداعه لمن خدعه.
وأما رفع الصوت فارتفاع على قوم في منكر بدليل قوله تعالى: " واغْضُض مِنْ صوتِكَ " .
وإن رأى كأنّه سمع صوتاً طيباً صافياً فإنّه ينال ولاية.
ومن رأى كأنّ إنساناً أسمعه شتماً نالت منه أذى ثم يظفر به وينتصر عليه وقيل هو حق يجب للمشتوم على الشاتم كما أنّ عليه أي المفتري الحد له.
وإن كان الشاتم ملكاً فالمشتوم أحسن حالاً من الشاتم لأنّه مبغي عليه والمبغي عليه منصور.
ومن رأى كأنّه يصيح وحده فإنّ قوته تضعف.
فإن رفعِ صوته فوق عالم فإنّه يرتكب معصية لقوله تعالى: " لا تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ فَوْق صَوْتِ النبي " .
والعلماء ورثة الأنبياء.
وأما العرق: فهو دال على مضرة في الدنيا وقيل من رأى كأنّ عرقاً قضيت حاجته.
ونتن عرق الإبط يدل على الرياء للرعية وللوالي يدر يصيب مالاً في قبح ثناء.
وأما الدعاء: فمن دعا ربه في ظلمة فإنّه ينجو من غم.
فإن رأى أنّه يدعو رجلاً فإنّه يتضرع إليه مخافة منه.
وأما الهتف: فمن رأى أنّه سمع صوت هاتف بأمر أو نهي أو بشارة أو نذارة فهو كما سمعه بلا تفسير.
وكذلك كلام الموتى.
وكذلك كلام كل الطيور لصاحب الرؤيا مبشر بنيل ملك عظيم وعلم وفقه.
وأما الكلام بلغات شتى فمن رأى ذلك فإنّه يملك ملكاً عظيماً.
وأما المشاورة فكل فاسق شاور عفيفاً إلى التوبة.
وكلِ عفيف شاور فاسقاً فقد دنا إلى بدعة.
وإن شاور عفيفاً أراد صلاحاً وإن شاور فاسقاً فاسق حصل له ترياق من السموم
فإن نقى أذنيه من وسخ أو قيح: فإنّه يأتيه أخبار سارة.
ومن رأى كأنّه يأكل من وسخ أذنه فإنّه يأتي الغلمان أو يرتكب فاحشة.
والبصاق: فهو مال الرجل وقدرته.
فمن رأى أنّه يبصق فإنّه يقذف إنساناً.
فإن كان مع البصاق دم فهوكسب من حرام.
فإن بصق على حائط فإنّه ينفق ماله في جهاد أو يشغل ماله في تجارة.
فإن بصق على الأرض اشترى ضيعة أو أرضاً.
فإن بصق على شجرة نكث عهداً أوحنث في يمين.
فإن بصق على إنسان فإنه يقذفه.
والبصاق الحار دليل طول العمر.
وأما البارد فدليل الموت.
ومن رأى ريقه جف فإنّه فقر.
ومن رأى اللعاب يجري من فيه فهومال يناله ثم يذهب منه.
ومن رآه يجري ولا يصيب شيئاً من أعضائه ورأى كأنّ الناس يتناولونه بأيديهم فهو علم يبثه في الناس فإن كان معه دم خالط علمه كذب.
فإن رأى أنّه يسيل من فمه ماء كثير نال سعة من العيش.
وخروج الماء من فم التاجر دليل صدقه.
فإن خرج اللعاب منه فسال بين يدي رجل شاب فإنّه يفشي سره إلى عدو.
فإن كان يكذب في بعض ما تساره به.
والبلغم مال مجموع لا ينمو فإذا رأى أنّه ألقى بلغماً نال الفرج والشفاء إن كان مريضاً.
فإن رأى أنّه تنخع فإنّه ينفق نفقة في سره وإن كان صاحب علم فإنّه شحيح عليه.
وإن خرج من فيه شعر أو خيط أو مدة غير كريهة طالت حياته.
وقيل انّ خروج الماء من فم الإنسان وعظ من عالم ينتفع به الناس أو فتياً.
وإن كان تاجراً كان صدق كلامه.
وأما القيء: فدليل التوبة على طيب نفس منه.
وإن تعذر عليه وكره طعمه كانت على كراهة منه ومن تقيأ وهو صائمِ ثم انغمس فيه فإنّ عليه ديناً يقدر علىِ قضائه ولا يقضيه فيأثم فيه.
فإن شرب لبناً وتقيأ لبناً وعسلاً فهو توبة فإن ابتلع لؤلؤاً وتقيأ عسلاً فإنّه يتعلمِ تفسير القرآن فإن تقيأ لبناً ارتد عن الإسلام.
فإن تقيأ طعاماً فإنه يهب إنساناً شيئاً.
فإن عاد في قيئه عاد في هبته.
فإن شرب خمراً ولم يسكر وتقيأ أخذ مالاً حراماً ثم رده.
وإن سكر وتقيأ فإنّه بخيل لا ينفق على عياله إلاّ القليل ويندم علىِ إنفاقه.
فإن رأى كأنّ أمعاءه تخرج من فيه دلت على موت أولاده.
وقيلِ إذا رأى فواقاً وقيئاً ذريعاً مع الفواق دل على موته.
وقيل من رأى كأنّه تقيأ دماً كثيراً حسن اللون دل على أنّه يولد له مولود.
فإن سال الدم في وعاء عاش الولد.
وإن سال على الأرض مات الولد سريعاً.
وهذه الرؤيا للفقير مال وملك كثير وهذه فإن نقى أذنيه من وسخ أو قيح: فإنّه يأتيه أخبار سارة.
ومن رأى كأنّه يأكل من وسخ أذنه فإنّه يأتي الغلمان أو يرتكب فاحشة.
والبصاق: فهو مال الرجل وقدرته.
فمن رأى أنّه يبصق فإنّه يقذف إنساناً.
فإن كان مع البصاق دم فهوكسب من حرام.
فإن بصق على حائط فإنّه ينفق ماله في جهاد أو يشغل ماله في تجارة.
فإن بصق على الأرض اشترى ضيعة أو أرضاً.
فإن بصق على شجرة نكث عهداً أوحنث في يمين.
فإن بصق على إنسان فإنه يقذفه.
والبصاق الحار دليل طول العمر.
وأما البارد فدليل الموت.
ومن رأى ريقه جف فإنّه فقر.
ومن رأى اللعاب يجري من فيه فهومال يناله ثم يذهب منه.
ومن رآه يجري ولا يصيب شيئاً من أعضائه ورأى كأنّ الناس يتناولونه بأيديهم فهو علم يبثه في الناس فإن كان معه دم خالط علمه كذب.
فإن رأى أنّه يسيل من فمه ماء كثير نال سعة من العيش.
وخروج الماء من فم التاجر دليل صدقه.
فإن خرج اللعاب منه فسال بين يدي رجل شاب فإنّه يفشي سره إلى عدو.
فإن كان يكذب في بعض ما تساره به.
والبلغم مال مجموع لا ينمو فإذا رأى أنّه ألقى بلغماً نال الفرج والشفاء إن كان مريضاً.
فإن رأى أنّه تنخع فإنّه ينفق نفقة في سره وإن كان صاحب علم فإنّه شحيح عليه.
وإن خرج من فيه شعر أو خيط أو مدة غير كريهة طالت حياته.
وقيل انّ خروج الماء من فم الإنسان وعظ من عالم ينتفع به الناس أو فتياً.
وإن كان تاجراً كان صدق كلامه.
وأما القيء: فدليل التوبة على طيب نفس منه.
وإن تعذر عليه وكره طعمه كانت على كراهة منه ومن تقيأ وهو صائمِ ثم انغمس فيه فإنّ عليه ديناً يقدر علىِ قضائه ولا يقضيه فيأثم فيه.
فإن شرب لبناً وتقيأ لبناً وعسلاً فهو توبة فإن ابتلع لؤلؤاً وتقيأ عسلاً فإنّه يتعلمِ تفسير القرآن فإن تقيأ لبناً ارتد عن الإسلام.
فإن تقيأ طعاماً فإنه يهب إنساناً شيئاً.
فإن عاد في قيئه عاد في هبته.
فإن شرب خمراً ولم يسكر وتقيأ أخذ مالاً حراماً ثم رده.
وإن سكر وتقيأ فإنّه بخيل لا ينفق على عياله إلاّ القليل ويندم علىِ إنفاقه.
فإن رأى كأنّ أمعاءه تخرج من فيه دلت على موت أولاده.
وقيلِ إذا رأى فواقاً وقيئاً ذريعاً مع الفواق دل على موته.
وقيل من رأى كأنّه تقيأ دماً كثيراً حسن اللون دل على أنّه يولد له مولود.
فإن سال الدم في وعاء عاش الولد.
وإن سال على الأرض مات الولد سريعاً.
وهذه الرؤيا للفقير مال وملك كثير وهذه الرؤيا مذمومة لمن أراد أن يخدع إنساناً لأنّ أمره ينكشف.
وأما الدم الفاسد: فإنه يدل على المرض في جميع الناس عاماً.
فإن كان الدم قليلاً كالنفثة دل على أهل البيت والقرابة وعلى نيل الشر ثم يتخلص منه.
وقيل أنّ قيء الدم توبة من إثم أو مال حرام ويؤدي أمانة في عنقه.
وأما البول: فهو في التأويل مال حرام فمن رأى كأنّه بال في موضع مجهول تزوج في ذلك الموضع امرأة ويلقي فيها نطفته بمصاهرة أهل الموضع أو جاره وقيل رأى كأنّه يبول فإنّه ينفق نفقة تعود إليه لقوله تعالى: " وَمَا أنْفَقْتم مِنْ شَيءٍ فهوَ يخلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقين " .
فإن رأى كأنّه بال في بئر فإنّه ينفق من كسب مال حلال.
فإن رأى كأنّه بال على سلعة فإنّه نجس على تلك السلعة فإن بال في محراب فإنّه يولد له ولد عالم.
وحكي أنّ مروان بن الحكم رأى كأنّه يبول في المحراب فقص رؤياه على سعيد بن المسيب فقال: إنك تلد الخلفاء.
ومن رأى كأنّه بال على المصحف ولد له ولد يحفظ القرآن.
ومن رأى كأنّه بال بعضاً وأمسك بعضاً فإن كان غنياً ذهب بعض ماله.
وإن كان مكروباً ذهب بعض كربه فإن رأى كأنّه يبول ويبول معه آخر فاختلط بولاهما وقعت بينهما مواصلة ومصاهرة.
فإن رأى أنه حاقن فإنّه يغضب على امرأته فإن غلبه البول ولا يجد لذلك موضعاً أراد دفن مال ولا يجد مدفناً.
فإن رأى أنّه بال في موضع البول فأكثر أصاب الفرج إن كان فقيراً وإن كان غنياً خسر ماله.
وإن رأى الناس يتمسحون ببوله ولد له غلام يتبعه الناس فإن رأى كأنّ إنساناً معروفاً بال عليه فإنّه يدله بإنفاق عليه وإن رأى امرأة تبول بولاً كثيراً فإنّهيا تشتهي الرجال.
فإن رأى الرجل كأنّه يبول لبناً فإنه يضيع الفطرة فإن شربه إنسان معروف فهو ينفق عليه في دنياه مال حلال.
ومن رأى كأنّه يبول دماً فإنّه يأتي امرأة وهي حائض.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أبول دماً فقال: فإنك تأتي امرأتك وهي حائض قال نعم.
وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا إن كانت امرأته حبلى سقطت.
فإن رأى كأن الدم يحرق أحليله أو يؤلمه فإنّه يأتي امرأة مطلقة أو امرأة ذات محرم ولا يعلم بذلك فإن رأى كأنّه بال زعفراناً ولد له ابن ممراض.
فإن رأى كأنّه بال عصيراً فإنه يسرف في ماله.
فإن رأى كأنّه بال تراباً أو
طيناً فإنه رجل لا يحسن الوضوء ولا يحافظ عليه.
فإن بال ناراً ولد له ولد لص.
وإن خرج سبع ولد له ولد ظلوم.
وإن خرجت سمكة ولد له جارية من امرأة أصابها من ساحل البحر بحر المشرق.
وإن خرج طائر ولد له ولد مناسب لجوهر ذلك الطائر في الفساد والصلاح.
ومن بال قائماً فإنه ينفق ماله جهلاً.
ومن بال في قميصه فإنه يولد له ابن.
فإن لم يكن له زوجة تزوج فإن رأى أنّه يبول في أنفه فإنه يأتي محرماً.
فإن بال في موضع فطرة فإنّه ينفق في موضع لايحمد عليه.
وأتى أبن سيرين رجل فقال: رأيت امرأة من أهلي كأنّ بين ثدييها إناء من لبن كلما رفعته إلى فيها لتشرب أعجلها البول فوضعته ثم ذهبت فبالت.
فقال هذه امرأة مسلمة صالحة وهي على الفطرة وهي تشتهي الرجال وتنظر إليهم فاتقوا الله وزوجوها.
فكان كذلك.
ورأى والد أردشير بن ساسان وكان راعي الغنم كأنّه بال وعلا من بوله بخار عم السماء كلها فسأل بابك المعبر فقال: لا أعبرّها لك حتى تنسب إليّ ولداً يولد لك فوعده بذلك فقال: يولد لك غلام يملك الافاق.
فكان كذلك فلما ولد أردشير نسبه إلى بابك المعبر وفاء له بوعده فلذلك يقال أردشير بن بابك وإنّما كان أبوه ساسان.
ورأى إنسان كأنه يبول في محفل من محافل السوق فصار محتسباً على الأسواق لأن من رأس قوماً يهونون عليه.
والودي: مال لا بقاء له مع ندامة.
وأما المني: فهو مال باق زائد.
فمن رأى كأنّه سال منه مني ظهر له.
فإن رأى أنه يلطخ امرأته بذلك أعطاها حلياً أو كسوة.
فإن رأى عنده مني غيره صار إليه مال غيره.
والجرة من المني كنز يصيبه من أصابها.
فإن رأى أنّه تلطخِ بمني المرأة انتفع منها.
وخروج ماء أصفر من فرج المرأة يدل على أنّها تلد ولداً ممرِاضاً.
فإن خرج ماء أحمر ولدت ولداً قصير العمر.
فإن خرج ماء أسود ولدت ولداً يسود أهل بيته.
فإن خرج من فرجها نار كان الولد ذا سلطان وجور وظلم.
فإن رأت أنّها ولدت سمكة وهي حبلى فقد قيل انّه ولد طويل العمر وقيل انّه ولد قصير العمر.
فإن رأى رجل كأنّه حائض.
فإنّه يأتي محرماً.
وكذلك المرأة الشابة إذا رأت كأنّها اغتسلت من الحيض تابت ونالها فرج.
وأما إذا أيست من الحيض ورأت الحيض فهو ولد لقوله تعالى: " فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاها بِإسْحَقَ " .
والضحك هنا بمعنى الحيض فإن رأت أنّها تستحاض فإنّها في إثم وتريد أن تتخلص منه فلايمكنها.
وأما الغائط: فقد قيل هو رزق من ظلم وقيل هو دليل الفرج ومن رأى أنّه أحدث ذهب غمه.
فإن كان ذا مال فإنّه يزكي ماله.
وإن رأى كأنّه أحدث غائطاً كثيراً وكان على سفر فإنّه لا يسافر وتنقطع عليه الطريق.
وأكل العذرة: وإصابتها وإحرازها مال حرام مع ندامة.
وربما كان كلاماً يندم عليه لطمِع ومن أحدث وكان الحدث جامداً فإنه ينفق بعضِ ماله في عافية.
وإن كان سائلاً فإنّه ينفق عامة ماله.
فإن كان موضع الحدث معروفاً مثل المتوضأ فإن نفقته معروفة بشهوته.
وإن كان مجهولاً فإنّه ينفق فيما لا يعرف مالاً حراماً لا يؤجر عليه ولا يشكرعليه وكل ذلك بطيب نفس منه.
وكل ما خرج من بطون الناس والدواب من الأرواث فهو مال إلا أنّ تحليله وتحريمه بقدر ريحه وقذره وأذاه الناس إلا أن يكون شيئاً غالياً كثيراً من عذرة الناس شبه الوحل فهو هم أو خوف من سلطان.
فإن أحدث في ثيابه أحدث فاحشة وإن أحدث في سراويله غضب على زوجته ووفر عليها مهرها فإن رأى أنّه أحدث في موضع وستره بالتراب فإنّه يستر مالاً.
فإن أحدث على نفسه وقع في خطيئة.
فإن أحدث في فراشه مرض مرضاً طويلاً لأنّه ما يفعل ذلك في اليقظة إلا من لا يستطيع القيام وتدل أيضاً هذه الرؤيا على مفارقة الرجل امرأته.
وقيل من رأى كأنّه يأكل الخبز بالعذرة دل على أنّه يأكل الخبز بالعسل في اليقظة وقيل هو مخالفة السنة.
فإن تغوط من غير قصد منه فحمله بيده فإنّه يرزق كيس دنانير حرام على قدر الغائط ومن رأى كأنّه يحدث في الأسواق العابرة العامرة أو في الحمامات والجماعات دل على غضب الله عليه والملائكة وتناله فضيحة عظيمة وخسارة كبيرة وظهور ما يخفيه الإنسان ويدل أيضاً على نقص يعرض لصاحب الرؤيا.
فإن أحدث في مزبلة أو شط البحر أو في موضع لا ينكر لذلك فهو دليل خير وذهاب الهم والوجع.
فإن رأى كأنّ إنساناً معروفاً يرميه بشيء من زبل الناس فإن ذلك يدل على معاداة ومخالفة في الرأي والظلم يعرض له ممن رماه بها ومضرة عظيمة.
وكثرة زبل الناس أيضاً تدل على تعويق عن الحركات والإقبال على مضار كثيرة.
والتلطخ بزل الإنسان مرض أو خوف.
وهو أيضاً دليل خير لمن أفعاله قبيحة وقد امتحنا أنّ ذلك مما ينتفعون به.
وأما الفساء: فهو كلام فيه ذلة فمن فسا أصابه غم فإن كان بين الناس فإنه غم فاش يقع فيه.
ومن رأى كأنّ غيره فسا وهو يشم فإنّه غم يمر به.
فمن رأى كأنه في الصلاة وخرج منه ريح غير منتنة فإنّه طلب حاجة ويدعو الله بالفرج فيكلم بكلام فيه ذلة فيعسر عليه ذلك الأمر.
وأما الضراط: فمن رأى أنّه بين قوم خرجت منه ضرطة من غير إرادة فإنّه يأتيه فرج من غم وعسر ويكون فيه شنعة.
فإن ضرط متعمداً وكان له صوت عال ونتن فإنه يتكلم بكلام قبيح أويعمل عملاً قبيحاً وينال منه سوء الثناء على قدر نتنه والتشنيع بقدرذلك الصوت.
فإن رأى له نتناً من غير صوت فإنّه ثناء قبيح من غيرتشنيع على قدر نتنه وإذا ضرط بين قوم فإنّهم إن كانوا في غم أو هم فرج عنهم وإن كانوا في عسر تحول يسراً.
فإن ضرط بجهد فإنّه يؤدي ما لا فإن رأى أنّه خرخ من دبره طاووس: ولدت له ابنة حسناء.
فإن خرجت سمكة ولدت له ابنة قبيحة.
فإن خرج من دبره دود أو قمل أو ما يطعم في جوفه فإنّه يفارقه قوم من عياله الأقربين.
فإن خرج منه مثل الحيات فهم عيال على كل حال غرباء من الأبعدين إذا خرج ذلك منه على قدر ما وصفت منه.
فإن خرج منه دم فهو خروجه من إثم.
فإن تلطخ به خرج منه مال حرام وقيل خروج الدم من الدبر أولاد الأولاد.
فإن رأى أنّه يشرب بإسته فإنّه رجل مأبون وإن لم يكن ذلك فهو يحقن بحقنة.
وأما أرواث الحيوان: فمن رأى أنّه يكنس روث الخيل نال مالاً من رجل شريف.
وزبل البقر دليل خير للأكرة فقط وللحراثين دون غيرهم.
فإن رأى أنّه جلس على الروث نال مالاً من جهة بعض أقاربه.
أما البيض: إذا رؤي في وعاء دل على الجواري لقوله تعالى: " كَأنّهُنّ بيضٌ مَكْنُونٌ " .
فإن رأى كأنّ دجاجته باضت فإنّه يرزق ولداً.
والبيضِ المطبوخ المميز عن القشر رزق هنيء.
فإن رأى كأنّه أكله نيئاً فإنّه يأكل مالاً حراماً أو يصيبه هم أو يرتكب فاحشة.
وأكل قشر البيض يدل على أنّه نباش للقبور.
فإن رأى كأنّه خرجت من امرأته بيضة ولدت ولداً كافراً لقوله تعالى: " ويخرجً المَيتَ من الحيِّ " .
فإن رأى كَأنّه وضع بيضة تحت الدجاجة فتشققت عن فروج فإنّه يحيا له أمر ميت ويولد له ولد مؤمن لقوله تعالى: " يخْرِجُ الحَيَّ من المَيّتِ "
وربما يرزق بعدد كل فروج ابناً.
فإن وضع بيضاً تحت ديك فأخرج فراريج فإنّه يحضر هناك معلم يعلم الصبيان.
فإن كسر بيضة افتضِّ بكراً وإن لم يمكنه كسرها عجز عنها.
فإن ضرب البيضة ضربة وكانت امرأته حاملاً فإنّه يأمرها أن تسقط.
فإن رأى غيره كسر بيضة وردها عليه افتض ابنته رجل.
ومن وطِىء كمه فخرج منه بيضة فإنّه يطأ أمته ويولد له منها جارية.
فإن رأى عنده بيضاً كثيراً فإنّ عنده مالاً ومتاعاً كثيراً يخشى فساده.
وهذا كله في البيض النيء.
ومن رأى بيضاً سليقاً فإنّه يصلح له أمر قد تمادى عليه وتعسر وينال بإصلاحه مالاً ويحيا له أمر ميت فإن أكله بقشره فهو نباش.
فإن تجشأه أكل مال امرأة وأسرف فيه.
فإن أكله فإنّه يتزوج امرأة عندها مال.
وبيض الكرِكي ولد مسكين.
وبيض الببغا جارية ورعة وقيل من رأى أنّه أُعطي بيضة رزق ولداً شريفاً.
فإن انكسرت البيضة مات الولد.
وقيل: البيض للأطباء المزوقين ولمن كان معاشه منه دليل خير.
وأما لسائر الناس.
فإنّ البيض القليل يدل على المنافع لأنّه يؤكل.
والبيض الكثير فإنّه يدل على هموم وغموم ويدل مراراً على الأشياء الخفية.
وقيل الكبار من البيض البنون.
والصغار بنات وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني آكل قشوِر البيض فقال اتقِ الله فإنك نباش تسلب الموتى ورأى رجل عزب كأنّه وجد بيضاً كثيراً فقص رؤياه على معبر فقال: هو للعزب امرأة وللمتزوج أولاد.
ورأى رجل كأنّه يقشر بيضاً مطبوخاً فقص رؤيا على معبر فقال: تنال مالاً من جهة بعض الموالي.
ورأى مملوك كأنّه أخذ من مولاته بيضة سليقاً فرمى بقشرها واستعمل ماليها فولدت مولاته ابناً فأخذ المملوك ذاك المولود اورباه وذلك بأمر زوج المرأة فصار سبباً لمعاش ذلك المملوك.
وحبل الرجل: زيادة في دنياه وقيل هو حزن بقتل مستور.
وولادة الرجل جارية إصابة خير وفرج قريب ويخرج من نسله من يسود أهلِ بيته.
وولادته غلاماً يصيبه هم شديد وحبل المرأة زيادة في المال وولادتها غلاماً تلد جارية وربما كانت طبيعتها مخالفة لذلك فيكون ممن إذا رأت أنّها ولدت جارية كانت جارية وإذا رأت أنها ولدت غلاماً كان غلاماً.
وكذلك لو رأى امرأته أو جاريته ولدت جارية أصاب خيراً.
فإن ولدت إحداهما غلاماً ناله هم شديد.
وكذلك لو رأى أنّه اشترى جارية أصاب خيراً.
فإن اشترى غلاماً أصابه هم شديد.
صهيل الفرس نيل هيبة من رجل ذي شرف وكلامه كما تكلم به لأن البهائم لا تكذب ونهيق الحمار تشنيع من رجل عدو سفيه.
وشحيح البغل صعوبة يراها من رجل صعب.
وخوار الثور وقوع في فتنة.
ورغاء الجمل سفرعظيم كالحج والجهاد وتجارة رابحة.
وثغاء الشاة.
بر من رجل كريم.
وصياح الكبش والجدي سرور وخصب وزئير الأسد خوف من سلطان ظلوم وضغاء الهرة تشنيع من خادم لص.
وصوت الظبي إصابة جارية جميلة عجمية وصياح الثعلب كيد من رجل كاذب.
ونباح الكلب ندامة من ظلم.
وصياح الخنزير ظفر بأعداء جهال وأموالهم.
وصوت الفأر ضرر من رجل نقاب سارق فاسق.
ووعوعة ابن آوى صياح النساء والمحبوسين والفقراء.
وصياح الفهد كلام رجل طماع.
وصياح النعام إصابة خادم شجاع وهدير الحمامة امرأة قارئة مسلمة شريفة وصوت الخطاف موعظة واعظ.
وقيل كلام الطير كلها صالح ودليل على ارتفاع شأن صاحب الرؤيا.
وكشيش الحية إبعاد من عدو كاتم للعداوة ثم يظفر به ونقيق الضفدع دخول في عمل بعض الرؤساء والسلاطين أو العلماء.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ دابة كلمتني.
فقال له: إنك ميت.
وتلا قوله تعالى: " وإذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَةَ مِنَ الأرض تُكَلِمُهُمْ " .
فمات الرجل من يومه ذلك.

024-025-026-الأمراض والأوجاع
والعاهات التي تبدو على أعضاء الإنسان
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الحمى لا تحمد في التأويل وهي نذير الموت ورسوله.
فكل من تراه محموماً فإنّه يشرع في أمر يؤدي إلى فساد دينه ودوام الحمى اصرار على الذنوب.
والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه.
والنافض تهاون والصالب تسارع إلى الباطل وحمى الربع تدل على أنّه أصابه عقوبة الذنب وتاب منه مراراً ثم نكث توبته وقيل إنّ من رأى كأنّه محموم فإنّه يطول عمره ويصح جسمه ويكثر ماله.
وأما البرص فإنّه إصابة كسوة من غير زينة وقيل هو مال.
ومن رأى كأنّه أبلق أصابه برص والثآليل مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه والجرب إذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الأقرباء وإن كان في الجرب ماء فإنّه إصابة مال من كد.
وقيل الجرب في الفقراء يدل على ثروة وفي الأغنياء يدل على رياسة.
وقيل إذا رأى الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غيره فإنّه إن رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل.
والبثور إذا انشقت وسالت صديداً دلت على الظفر والمدة.
في البثور والجرب والجدري وغيرها تدل على مال ممدود.
والجدري زيادة في المال.
وكذلك القروح.
والحصبة اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية هلاك.
فأمّا الحكة.
الجسد فتفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم.
والدماميل مال بقدر ما فيها من المدة.
والدرن على الجسد والوجه كثرة الذنوب.
وذهاب شعر الجسد ذهاب المال.
والرعشة في الأعضاء عسر.
فإن رأى الرعشة في رأسه.
أصابه العسر قبل رئيسه.
وفي اليمين تدل على ضيق المعاش.
وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة وفي الساقين تدل على العسر في حياته.
وفي الرجلين تدل على العسر في ماله.
ومن رأى كأنّه سقي سماً فتورم وانتفخ وصار فيه القيح فإنّه ينال بقدر ذلك مالاً.
وإن لم ير القيح نال غماً وكرباً.
وقيل السموم القاتلة تدل على الموت.
ومن رأى بجسده سلعة نال مالاً.
والشرى مال سريع في فرح وتعجيل عقوبة.
والطاعون يدل علىالحرب.
وكذلك الحرب يدل على الطاعون.
والعقر لا يحمد في النوم.
ومن رأى أنه قد أُغشي عليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة تدل على اطهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى وقيل عامة الأمراض في الدين لقول الله تعالى: " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " .
إلا أنّها توجب صحة البدن.
فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة.
لقوله تعالى: " أوْ كُنْتُم مَرْضَى أنْ تَضَعُوا أسلحتكم " .
يعني جرحى.
فإن رأى أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امرأته فإنه يموت على كفرفإن رأى امرأته مريضة حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً لا جاموساً.
ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً أو يرى الغنم والبقر من بعيد أو يرى الاغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض.
وكذلك لو رأى كأنه شرب ماء عذباً أو لبس أكليلاً أو صعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل.
فإن رأى فيسه نقصاناً من مرض فهو قلة دين وقيل أنّ رؤية المريض دليل الفرج والظفر وإصابة مال لمن كان مكروباً.
وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأنّ العليل محتاج.
ومن أراد سفراً فرأى كأنه مريض فإنه يعوقه في سفره عائق لأن المرضى ممنوعون عن الحركة.
ومن رأى نقصاناً في بعض جوارحه فهو نقصان في المال والنعمة.
والورم في النوم زيادة في ذات اليد وحسن الحال واقتباس العلم وقيل هو مال بعد هم وكلام وقيل هو حبس أو أذى من جهة سلطان.
والهزال هو نقص مال وضعف الحال.
وأما التخمة فدليل أكل الربا وأما الجذام فمن رأى أنه
مجذوم فإنه يحبط عمله بتجرئه على الله تعالى ويرمى بأمر قبيح.
وهو بريء منه.
فإن رأى كأن الجذام أظهر في جسده زيادة أو ورماً فهو مال باق وقيل هو كسوة من ميراث.
ومن رأى كأنه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤياه على أنه ينسى القرآن.
وحكي أن رجلاً أتى بان سيرين فقال: رأيت كأنّي مجذوم.
فقال: أنت رجل يشار إليك بأمر قبيح وأنت منه بريء.
والقوباء: مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته.
وأما اختلاف الأمراض: فمن رأى كأنّه به أمراضاً باردة فإنّه متهاون بالفرائض من الطاعات والواجبات من الحقوق.
وقد نزلت به عقوبة الله تعالْى.
والأمرِاض الحارة في التأويل هم من جهة السلطان.
وأما اليبوِسة فمن رأى به مرضاً من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله وأخذ ديوناً من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة.
وأما الرطوبة فدليل العسر والعجز عن العمل.
وأما الجنون فمال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا أنّه يعمل في إنفاقه بقدر ما لا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء وقيل كسوة من ميراث وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله.
وجنون الصبي: غنى أبيه من ابنه وجنون المرأة خصب السنة.
ومرض الرأسِ في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس.
وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملاً من أعمال البر لقوله تعالى " أوْ بِهِ أذَىً مِنْ رَأسِهِ فَفِدْيةٌ مِنْ صِيَامٍ أوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ " .
ومن رأى شعر رأسه تناثر حتى صلع فإنّه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس.
ومن رأى امرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة.
ومن رأى كأنّه أجلح ذهب بعض رأس مال رئيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة.
وقيل إن كان صاحب هذه الرؤيا مديوناً أدى دينه.
ومن رأى كأنّه أقرع فإنّه يلتمس مال رئيسه لا ينتفع به لا يحصل منه إلا على العناء والمرأة القرعاء سنة جدبة.
والآفة في الصدغ تدل على الآفة في المال.
والمرض في الجبهة نقصان في الجاه.
وأما جدع الأنف وفقء العينِ فيدلان أنّ الجادع والقاضي يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم.
لقوله تعالى: " وِالأذْنِ بالأذن " .
فإن رأى كأنّ شيخاً مجهولاً قطع أذنيه فإنّه يصيب ديتين.
ومن رأى كأنه صلى الله عليه وسلم جدع أذن رجل فإنّه يخونه
في أهله أو ولده ويدل على زوال دولته.
وقال بعضهم: من رأى كأنّ أذنيه جدعتا وكانت له امرأة حبلى فإنّها تموت.
وإن لم تكن له أمرأة فإنّ امرأة من أهل بيته تموت.
وأما الصمم: فإنّه فساد في الدين.
وأما الرمد: فدليل على اعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه على حسب الرمد لأنّه يدل على العمى.
وقد قال الله تعالى: " فإنّها لا تَعْمَى الأبصارُ ولَكِنْ تَعْمَى القًلُوبُ التي في الصُّدور " .
وقد قيل إنّ الرمد دليل على أنّ صاحبه قد أشرف على الغنى فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئاً فإنّه ينسب في دينه إلى ما هو بريء منه وهو على ذلك مأجور.
وكل نقصان في البصر نقصان في الدين.
وقيل: إنّ الرمد غم يصيبه من جهة الولد.
وكذلك لو رأى أنّه يداوي عينه فإنّه يصلح دينه.
فإن رأى أنّه يكتحل فإن كان ضميره في الكحل لإصلاحِ البصر فإنّه يتعاهد دينه بصلاح.
وإن كان ضميره للزينة فإنّه يأتي في دينه أمراً يتزين به.
فإن أُعطي كحلاً أصاب مالاً وهو نظير الرقيق فإن رأى أنّ بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنّه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك فإنّ سريرته في دينه دون علانيته وإن رأى أنّ بصرهِ أحد وأقوى مما يظن الناس به فإنّ سريرته خير من علانيته.
فإن رأى بجسده عيوناً كثيرة فهو زيادة في الدين فإن رأى لقلبه عيناً يبصر بها فهو صالح في دينه وقيل إنّ صلاح العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم وأما العور فإن رأى رجل مستور أنّه أعور دل على أنّه رجل مؤمن صادق فيِ شهادته.
وإن كان صاحب الرؤيا فاسقاً فإنّه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنباً عظيماً أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو فيِ ولد أو في امرأته أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى: " ألمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن " .
فإذا ذهبت العين زالت النعمة.
ومن رأى كأنّ عينيه فقئتا فإنّه يصاب بشيء مما تقر به عينه وأما العمى فهو ضلال في الدينِ وإصابة مال من جهة بعض العصبات.
وقيل من رأى كأنّه أعمى فإنّه إن كان فقيراً نالت الغنى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى: " قالَ ربِّ لِمَ حَشَرْتَني أَعمى " الاية.
فإن رأى كأنّ إنساناً أعماه فإنّه يضله ويزيله عن رأيه.
ورؤية الكافر العمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم.
وإن رأى كأنّه أعمى مكفوف في ثياب جدد فإنه يموت.
وإن رأى أعمى أنّ رجلاً داواه فأبصر فإنّه يرشده إلى ما فيه له منافع والحملة على التوبة.
وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر.
فإن رأى سواد العين بياضاً دل على غم وهم يصيبه.
وحكي أنّ رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه فقال: رأيت كأنّ في عيني بياضاً.
فقال: يصيبك نقص في مالك ويفوتك أمر ترجوه.
ومن غاب عنه بعض أقربائه فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى فإنّ صاحب الرؤيا يموت لأنّ رؤياه تدل على أنّ القادم الأعمى زائر وقيل انّ الغشاوة على العين من البياض غيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام.
ومن رأى كأنّ الماء الأسود نزل من عينيه فلم يبصر شيئاً دلت رؤياه على قلة حيائه لأنّ العين موضع الحياء.
وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق فهي دالة على الحياء وقلته كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل.
وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا.
والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب.
أما الأنف فمن رأى أنّ إنساناً جدع أنفه فإنّه يكلمه بكلام يرغم به أنفه.
وقيل إنّ جدع الأنف من أصله يدل على موت المجدوع وقيل انّ ذلك يدل على موت امرأة المجدوع إن كان بها حبل وقيل جدع الأنف هو أن يصيبه خسارة فإنّ الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأنّ أنفه جدع خسر في تجارته.
وأما اللسان فهو ترجمان الإنسان والقائم بحجته.
فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام فإنّه يتكلمِ بكلام يكون عليه وبالاً ويناله من ذلك ضرِر بقد ما رأى من الضرر.
ويدل أيضاً على أنّه يكذب وعلى أنّه إن كان تاجراً خسر في تجارته وإن كان والياً عزل عن ولايته.
ومن رأى كأنّ طرف لسانه قطع فإنّه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة.
وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته.
وقال بعضهم من رأى لسانه قطع كان حليماً.
ومن رأى كأنّ أمرأته قطعت لسانه فإنّه يلاطفها ويبرها.
ومن رأى كأنّ امرأة مقطوعة اللسان دل عفتها وسترها.
فإن رأى كأنّه قطع لسان فقير فإنّه يعطي سفيهاً شيئاً ومن التزق لسانه بحنكه جحد ديناً عليه أو أمانة كانت عنده.
وأما الخرس: ففساد الدين وقول البهتان.
ويدل على سب الصحابة وعيبة الأشرِاف ومن رأى كأنّه منعقد اللسان نال فصاحة وفقهاً لقوله تعالى: " واحلل عقْدَةَ مِنْ لِسَاني يَفْقَهُوا قَوْلي "
ورزق رياسة وظفراً بالأعداء.
وأما الشفة فمن رأى أنّه مقطوع الشفتين فإنّه غماز.
فإن رأى شفته العليا قطعت فإنّه ينقطع عنه من يعينه في أموره وقيل انّ تأويل الشفتين أيضاً في المرأة.
وأما البخر فمن رأى كأنّ به بخراً فإنّه يتكلم بكلام يثني به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب.
فإن وجد البخر من غيره فإنّه يسمع منه قولاً قبيحاً.
فإن رأى كأنّه لم يزل أبخر فإنّه رجل يكثر الخنا والفحش.
وأما الحلق فمن رأى كأنّه يسعل فإنّه يشكو إنساناً متصلاً بالسلطان.
فإن رأى كأنّه سعل حتى شرق فإنّه يموت.
وقيل انّ السعال يدل على أنّه يهم بشكاية إنسان ولا يشكوه ومن رأى كأنّه خرج من حلقه شعر أو خيط فمده ولم ينقطع ولم يخرج بتمامه فإنّه تطول محاجته ومخاصمته لرئيسه.
فإن كان تاجراً نفقت تجارته.
وإن رأى كأنّه يخنق فقد قهر على تقلد أمانة.
فإن مات في الخناق فإنّه يفتقر.
فإن رأى كأنّه عاش بعدما مات فإنّه يستغني بعد الإفتقار وإن رأى كأنّه يخنق نفسه فإنّه يلقي نفسه في هم وحزن.
وأما وجع الأضراس فإن رأى أن بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعاً فإنّه يسمع قبيحاً من قرابته الذي ينسب إليه ذلك الضرس في التأويل ويعامله بمعاملة أشد عليه على مقدار الوجع الذي يجده.
وأما وجع العنق: فدليل على أنّ صاحبه أساء المعاشرة حتى تولدت منه شكاية.
وربما دلت هذه الرؤيا على أنّ صاحبها خان أمانة فلم يؤدها فنزلت به عقوبة من الله تعالى.
وأما الحدبة: فمن رأى أنّه أحدب أصاب مالا كثيراً وملكاً من ظهر قوي من ذوي قراباته.
وأما الفواق: فمن رأى كأنّ به ذلك فإنّه يغضب ويتكلم بما لا يليق به ويمرض مرضاً شديداً.
وأما وجع المنكب: فمن رأى به ذلك فإساءة الرجل في كده وكسب يده.
وأما آفات اليد: فإن الآفة في اليد تدل على محنة الأخوة.
وفي أصابعها تدل على أولاد الأخوِة.
ومنِ رأى كأنّ ليس له يدان فإنّه يطلب ما لا يصل إليه.
ومن رأى كأنّه صافح رجلاً مسلماً فخلع يده فإنّه يدفع إليه أمانة فلا يؤديها.
ومن رأى كأن يمينه لم تزل مقطوعة فإنّه رجل حلاف ومن رأى كأنّ يمينه مقطوعة موضوعة أمامه فإنّه يصيب مالاً من كسب.
والنقص في اليد دليل على نقصان القوة والأعوان وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو
بصدده.
فإن رأى كأنّ يده قطعت من الكف فهومال يصير إليه فإن قطعت من المفصل فإنّه " سَنَشّدُّ عَضُدَكَ بِأخيكَ " .
فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه قل ماله فإن رأى كأنّ والياً قطع أيدي رعيته وأرجلهم فإنّه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأنّ يده قطعت فقال: هذا رجل يعمل عملاً فيتحول عنه إلى غيره.
وكان نجاراً فتحول إلى عمل آخر.
وأتاه رجل آخر فقال: رأيت رجلاً قطعت يداه ورجلاه وآخر صلب: فقال: إن صدقت رؤياك عزل هذا الأمير وولي غيره.
فعزل من يومه فطن بن مدرك وولي الجراح بن عبد اللهّ.
فإن رأى كأنّ حاكماً قطع يمينه حلف عنوة يميناً كاذبة.
فإن رأى كأنّه قطع يساره فإنّ ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما أو قطع رحم أو مفارقة شريك أو طلاق امرأة.
فإن رأى كأنّ يده قطعت بباب السلطان فارق ملك يده.
وأما قصر اليد فدليل على فوت المراد والعجز عن المراد وخذلان الأعوان والإخوان إياه.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى أنّ يمينه أطول من يساره فقال: هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم.
ومن رأى كأنّه قصير الساعدين والعضدين دلت رؤياه على أنّه لص أو خائن أو ظالم.
فإن رأى كأن ساعديه وعضديه أطول مما كان فإنّه رجل محتال سخي شجاع.
وأما الشلل في اليدين وأوصالهما فمن رأى كأنّ يديه قد شلتا فإنّه يذنب ذنباً عظيماً.
فإن رأى كأنّ يمينه شلت فإنّه يضرب بريئاً ويظلم ضعيفاً.
فإن رأى كأنّ شماله شلت مات أخوه أو أخته وإن يبست ابهامه مات والده وإن يبست سبابته ماتت أخته وإن يبست وسطاه مات أخوه.
وإن يبست البنصر أصيب بابنته.
وإن يبست الخنصر أصيب بأمه وأهله.
فإن رأى في يده اعوجاجاً إلى وراء فإنّه يتجنب المعاصي.
وقيل انّه يكسب إثماً عظيماً يعاقبه الله عليه.
ومن رأى يديه ورجليه قطعت من خلاف فإنّه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان.
لقوله تعالى: " إنّمَا جَزَاءُ الّذينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ "
وقيل انّ من رأى يمينه قطعت فإنّه يسرق لقوله تعالى: " فاقْطَعُوا أيْدِيَهُمَا " .
ورأى رجل كأن يده مقطوعة فقص رؤياه على معبر فقال: يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك فعرض له أنّه مات صديق له.
ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف فقال: تنال على يده
خمسة آلاف درهم إن كنت مستوراً وإلا فتنتهي عن منكر على يده.
والآفة في الأصابع: دليل على محنة الولد.
فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات.
وقيل من رأى كأن خنصره قطعت غاب عنه ولده.
ومن رأى بنصره قطعت فإنّه يولد له ولد.
ومن رأى الوسطى قطعت مات عالم بلده أو قاضيها فإن رأى كأنّ أربع أصابعه قطعت تزوج أربع نسوة فيمتن كلهن وقيل من رأى كأنّه قطع اصبع إنسان أصابه بمصيبة في ماله.
وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومص الأصابع زوال المال.
وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم.
وأما الأظفار: فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد الدين والأمور وقيل انّ طول الأظفار غم ومن رأى كأنّه لا ظفر له فإنّه يفلس.
فإن رأى كأنّ أظفاره مكسورة كلها فإنّه يموت وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع فإنّه يموت.
وأما الصدر: فمن رأى أنّه توجع صدره فإنّه ينفق مالاً في إسراف من غير طاعة الله وقد عوقب عليه.
والزكام: يدل على مرض يسير يتعقبه عافية وغبطة.
والبرسام فمن رأى أنّه مبرسم فإنه رجل مجترىء على المعاصي وقد نزل به عقوبة من السلطان.
ومن رأى أنّه مبطون: فإنّه قد أنفق ماله في معصية وهو نادم عليه ويريد أن يتوب من ذلك ومن رأى كأنّه أصابه القولنج فقد قتر على أولاده وأهله القوت ونزلت به العقوبة.
وقيل انّ وجع البطن يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت.
وأما وجع السرة فإنّ رؤياه تدل على أنّ صاحبه يسيء معاملة امرأته.
ووجع القلب: دليل على سوء سيرته في أمور الدين.
ومرض القلب دليل على النفاق والشك.
لقوله تعالى: " في قُلُوبِهِمْ مَرَض " .
والكرب في القلب دليل على التوبة.
وأما وجع الكبد: فهو في التأويل اساءة إلى الولد.
فقد قال عليه السلام: " أولادنا أكبادنا " .
وقطع الكبد موت الولد.
وقرح الكبد غلبة الهوى والعشق.
وأما وجع الطحال: فدليل على إفساد صاحبه مالاً عظيماً كان به قوامه وقوام أهله وأولاده وأشرف معهم على الهلاك.
فإن اشتد وجعه حتى خيف عليه الموت دل ذلك على ذهاب الدين نعوذ بالله منه.
وأما الرئة: فمن رأى أن رئته عفنة دل على دنو أجله لأنّ الرئة موضع الروح.
وأما وجع الظهر: فيدل على موت الأخ.
فقد قيل موت الأخ قاصمة الظهر وقيل وجع الظهر يرجع تأويله إلى من يتقوى به الرجل من ولد ووالد ورئيس وصديق فإن رأى في ظهره انحناء من الوجع فإنّه يدل على الافتقار والهرم.
وأما نقصان الفخذ: فدليل على قلة العشيرة والغربة عن الأهل والوحدة.
ووجع الفخذ يدل على أنّ صاحبه مسيء إلى عشيرته.
ووجع الرجل يدل على كثرة المال وقطع الأخمص يدل على الزمانة.
فإن رأى كأنّ رجليه قطعتا فبانتا منه ذهب ماله أو مات.
فإن رأى إحدى رجليه قطعت ذهب نصف ماله أو ذهبت قوته وضعفت حيلته وعجز عن الحرِكة.
فإن رأى كأنّ إنساناً قطع إبهام رجله فإنّه يحبس عنه ديناً عليه أو يقطع عليه مالاً كان يتكل عليه.
فإن رأى كأنّه مقعد ضعفت قدرته في أمور الدنيا والدين.
فإن رأى كأنّه يحبو على بطنه فإنّه تصيبه علة تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر.
فإن رأى أنّه لا يقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو ويسأل الناس أن يحملوه فإنّه يفتقر ويسأل الناس.
ومن رأى أنّ ذكره توجع: فقد اساء إلى قوم وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه.
فإن رأى أنّه قطع ورمي به فإنّه يدل على موته أو انقطاع نسله أو على موِت ابنه.
فإن كانت له ابنة ورأى كأنّ ذكره انقطع ووضع على أذنه فإن ابنته تلد بنتاً لا من زوجها.
وقطعه للوالي عزل وللمحارب هزيمة.
ومن رأى كأنّه خصي أو خصى نفسه: أصابه ذل.
فإن أراد أن يودع رجلاً وديعة أو يفضي إليه بسر فرأى في منامه خصياً فليجتنب أن يودعه.
وقيل من رأى كأنّه تحول خصياً نال كرامة.
وإن رأى خصياً مجهولاً له سمت الصالحين وكلام الحكمة فهو ملك من الملائكة ينذر أو يبشر.
ومن رأى كأنّه مأسور انسدت عليه أبواب المعيشة كما إذا انسد احليله عنِ البول.
ويدل على أنّ عليه ديناً لا يمكنه قضاؤه.
ومن رأى كأنّ به ادرة أصاب مالاً لا يأمن عليه أعداءه ومن رأى كأنّ بعضو من أعضائه وجعاً لا صبر له عليه فإنّه يسمع قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع.
فإن رأى كأنّ إنساناً خدش عضواً منِ أعضائه فإنّه يضره في ماله وفي بعض أقربائه.
فإن رأى في الخدشة قيحاً أو دماَ أو مدة فإنّ الخادش يقول في المخدوش قولاً وينال المخدوش بعد ذلك مالاً.
ومن رأى كأنّ جبهته خدشت: فإنّه يموت سريعاً.
وكل أثر في الجسد فيه قيح أو مدة فهو مال.
وكل زيادة في الجسم إذا لم تضر صاحبها فهي زيادة في النعمة.
وأما البرص والجذام والجدري: فقد تقدم القول عليه.
والأفضل أن يرى الإنسان كأنّه هو الذي به البرص والجرب والجدري والبثر.
فإن رآها في غيره فهي تدل على حزن ونقصان جاه لصاحب الرؤيا لأنّ كل من كان منظره قبيحاً فإنّ نفس الذي يراه تنفر منه وخصوصاً إذا رآها في مملوكه فإنّه لا يصلح لخدمته على كل ما يفعله فهو قبح وفضيحة وكذلك كل من يعاشره.
ومن رأى أنه جدر فهو زيادة في ماله.
وإن رأى أنّ ولده جدر ففضل يصير إليه وإلى ابنه وكذلك القروح في الجسد زيادة في المال.
وإذا رأى في يده قروحاً تسيل منها مدة فإنّه مال ينفعه ولا يضره ذلك.
والحصبة: اكتساب مال من سلطان وقيل هي تهمة.
وأما الرعشة فإنّها عسر في الأمور التي تنسب إلى ذلك العضو المرتعش.
ومن رأى يده اليمنى ترتعش تعسرت عليه معيشته.
فإن رأى فخذه يرتعش دخل عليه عسر من قبل عشيرته وارتعاش الرجلين عسر في المال.
وأما الطاعون: فهو الحزن فمن رأى أنّه أصابه الطاعون أصابه حزن كما لو رأى أنّه أصابه حزن أصابه الطاعون.
ومن رأى كأنّ أعضاءه قطعت فإنّه يسافر وتتفرق عشيرته.
لقوله تعالى: " وَقَطّعْنَاهُمْ في الأرْض أُمَماً " .
وأما العنّة: فإنّه لا يزال صاحبها معصوماً زاهداً في الدنيا وما فيها ولا يكون له ذكر البتة فإن زالت عنه العنة فإنّه ينال دولة وذكراً.
وقيل من رأى أنّه تزوج بامرأة أو اشترى جارية فلم يقدر على مجامعتها لعنته فإنّه يتجر تجارة بلا رأس مال تجلد.
وأما العقر: فإذا كان من عقر الخف فإنّه يناله هم ويصيبه من ذلك الهم نكبة فإن عقره إنسان فإنّ المعقور يناله من العاقر نكبة يصير ذلك حقداً عليه.
ومن رأى رجله اليمنى اعتلت أو انكسرت أو انخلعت فإن كان بها جرح فإن ابنه يمرض.
فإن رأى ذلك في رجله اليسرى وكان له ابنة خطبت.
وإن لم يكن له بنت ولدت له بنت وإن رأى انكسار رجله وهو يريد سفراً فليُقمْ ولا يبرح.
وإن خلعت.
فإن امرأته تمرض.
وإن طالت إحدى ساقيه على الأخرى فإنّه يسافر سفراً.
ومن رأى أنّه أعرج أو مقعد ولا تقله رجلاه فذلك ضعف مقدرته عما يطلبه وخذلان من ينتسب إليه ذلك العضو من أقاربه إياه.
وقيل من رأى أنّه أعرج حسن دينه وتفقا وإن حلف على يمين لم يكن عليه فيها بأس هذا قول ابن سيرين.
والأعرج لا يحسن حرفة ولا يتكل على مال ناقص يكون عيشه من ذلك فإن رأى رجل امرأة عرجاء فإنّه ينال أمراً ناقصاً.
وإذا رأت امرأة رجلاً أعرج نالت أمراً ناقصاً.
والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه وفيه نقص.
فإن رأى إنسان أنّه يمشي برجل واحدة وقد وضع إحداهما على الأخرى فإنّه يخبىء نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر.
وأما الكي: فله وجوه.
فمن رأى به أثر كي عتيق أو حديث ناتىء عن الجلد فإنّه يصيب دنيا من كنز.
فإن عمل بها في طاعة الله عزّ وجل فاز.
وإن عمل بها في معصية اللهّ كوي بذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يوم القيامة لقوله تعالى " فَتَكْوَى بها جِبَاهُهُم وَجنوبُهُم " .
وقيل إنّ أثر الكي العتيق والجديد إذا كان قد تقشرت القرفة منه فلم تؤلمه فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه فعند ذلك يجري مجرى الدواء.
وقيل الكي كلام موجع وقيل الكي المستدير ثبات في وروي أنّ أبا بكر رضي الله عنه قال: يا رسول اللهّ رأيت في المنام كأنّ في صدري كيتين.
فقال صلى الله عليه وسلم: " يلي أمر الدنيا سنتين " .
وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ بنيها قد مرضوا فرمدت عيناها.
ورأى رجل كأنّه مريض وليس له طبيب يعالجه وكان له مع آخر خصومة 0 فعرض له أنّ خصمه غلبه والمرض دليل خصم والطبيب معوان عليه.
ورأى رجل كأنّ أباه قد مرض فعرض له وجع في رأسه وذلك أنّ الرأس تدل على الأب.
وأما قحل الوجه وتشققه فهو قلة حيائه ومائه.
فمن رأى أنّ وجهه طري صبيح فإنّه صاحب حياء.
والسماجة فيه عيب والعيب سماجة.
ورأى رجل كأنّ الوباء قد نزل بالناس
والمواشي فسأل المعبر عنه فقال: إنّ ملك عصرنا يقصم رجالاً أو يحبسهم أو يؤذي المستورين.
وكان بعض الملوك ظالماً جباراً فرأى رجل من الصالحين هذا الملك قد قبح ورد وجهه على دبره وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه وسمع تالياً يتلو:
ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبكَ بِعَادٍ * إرَمَ ذَاتِ العِمَاد .
فقص رؤياه على معبر فقال: إن الملك سيهلك كما أهلك عاد.
فبعد عشرين يوماً ذهب ملكه وماله وأهلكه الله تعالى وكفى الناس شره.
في المعالجات والأدوية والأشربة والحجامة والفصد
كل شراب أصفر: اللون في الرؤيا فهو دليل المرض وكل دواء سهل المشرب والمأكل فهو دليل على شفاء المريض وللصحيح اجتناب ما يضره.
وأما الدواء الكريه الطعم الذي لا يكاد يسيغه فهو مرض يسير يعقبه برء.
وقيل انّ الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشرب والماكل صالحة للاغنياء بسبب التفسح وأما للفقراء فهو رديء لأنّهم لا يمدون أعينهم إليه إلا بسبب مرض يعرض لهم ويِضطرهم إلى شربها.
وأما السويق فحسن دين وسفر في بر لقوله تعالى: " وتَزَوّدوا فإنّ خَيْرَ الزَّادِ التّقْوى "
ومن رأى كأنّه شرب دواء: فنفعه فهو صالح في دينه وشرب الفقاع منفعته من قبل خادم أو خدمة من قبل رجل شديد وذهاب غم.
وليس تأويل ما يخرج من الإنسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء من الأحداث.
وأما الفصد: فمن رأى كأنّ شيخاً فصده فإنّه يسمع كلاماً من صديق.
فإن خرج من عرق دم فإنّه يؤجر عليه.
فإن لم يخرج منه دم فإنه يقال فيه حق ويخرج الفاصل من الإثم.
فإن فصده بالعرض فإنّه يقطع ذلك الكلام عنه وإن فصده بالطول فإنّه يزيد الكلام ويضاعفه فإن رأى كأنّ شاباً فصده بالطول فإنّه يسمع من عدوه طعناً فيه ويزد ماله.
ومن رأى كأنّ الشاب فصده بالعرض فهو موت بعض أقاربه.
فإن فصده الشاب بالطول وخرج منه دم فإنّه يصيبه نائبة من السلطان ويأخذ منه مالاً بقدر الدم الخارج منه فإن فصده بالعرض لم يتعرض له السلطان.
فإن فصده عالم وخرج منه دم كثير في طست أو طبق فإنّه يمرضِ ويذهب ماله على العيال والأطباء لأنّ الطبق هو الطبيب.
فإن فصده ولم ير دماً ولا خدشة سمع كلاماً من أقربائه ممن ينسب إلى ذلك العضو بقدر ما أصابه من الوجع.
فإن افتصد وكره خروج الدم فإنّه يمرض ويصيبه ضرر في ماله وإن كان في ضميرِه أنّ الفصد ينفعه وخرج الدم منه بقدر معلوم موافق فإنّه يصح دينه ويصح جسمه أيضاً في تلك السنة.
والفصد في اليمنى زيادة في المال وفي اليسرى زيادة في الأصدقاء فإن كان له امرأة سمنت سمناً عظيماً واتسع في دنياه.
فإن فصد عرق رأسه استفاد رئيساً آخر وإن لم يخرج من عرقه دم فإنّه يقال فيه حق فإن رأى أنّه يفصد إنساناً فإنّ الفاصد يخرج من إثم.
فإن رأى كأنّه سرح الدم بعد الفصد فإنّه يتوب من ذنب لأنّ خروج الدم توبة.
فإن كان الدم أسوِد فإنّه مصر على ذنب عظيم لأنّ الدم إثم وخروجه توبة.
فإن رأى كأنّه أخذ مبضعاً ففصد به امرأته طولاً فإنّها تلد بنتاً.
وإن فصدها عرضاً فإنّه يقطع بينها وبين قراباتها.
فإن رأى كأنّه ينوي وأما الحجامة: فمن رأى أنّه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو قلد أمانة أو كتب عليه كتاب شرط أو تزوج لأنّ العنق موضع الأمانة.
فإن شرط تزوج بجارية وطلبت منه النفقة وما لا يطيقه.
وإن لم يشرط لم تطلب منه النفقة.
فإن كان الحجام شيخاً معروفاً فهو صديقه.
وإن كان شاباً فهو عدو له يكتب عليه كتاب شرط أو دين.
فإن حجم رجلاً شاباً ظفر بعدو له.
وقالوا الحجامة ذهاب المرض وقالوا نقص المال.
وقيل من رأى حجاماً حجمه فهو ذهاب مال عنه في منفعة.
فإن كان ذا سلطان عزله.
فإن احتجم ولم يخرج منه دم فإنّه دفن مالاً ولا يهتدي إليه أو دفع وديعة إلى من لا يؤديها إليه.
فإن خرج منه دم صح جسمه في تلك السنة.
فإن خرج بدل الدم حجر فإنّ امرأته تلد من غيره فلا يقبل ذلك الولد فإن انكسرت المحجمة فإنّه يطلق امرأته أو تموت.
وقيل من رأى أنّه احتجم نال ربحاً ومالاً.
وقيل إنّ الحجامة إصابة السنة وقيل هي نجاة من كربة.
وحكي أنّ يزيد بن المهلب كان في حبس الحجاج فرأى في منامه أنّه يحتجم فنجا من الحبس.
ورأى معن بن زائدة كأنّه احتجم وتلطخ سرادقه من دمه فلما أصبح دخل عليه أسودان يقتلانه.
ومن رأى أنّه يداوي عينه: فإنّه يصلح دينه.
ومن رأى كأنّه يكتحل وكان ضميره في كحله إصلاح البصر فإنّه يتفقد دينه بصلاح أو زينة.
فإن كان ضميره الزينة فإنّه بأتي أمراً يزين به وأما السعوط: فمن رأى أنّه يستعط.
فإنّه يبلغ الغضب منه ما تضيق منه الحيلة بقدر ما سعط به من دهن أوغيره.
وأما الحقنة: فمن رأى أنّه يحتقن من داء يجده في نفسه فإنّه يرجع في أمر له فيه صلاح في دينه.
وإن احتقن من غير داء يجده فإنّه يرجع في عدة يعدها إنساناً أو نذر نذره على نفسه أو في كلام تكلم به أو في غبطة خرجت منه ونحو ذلك وربما كان من غضب شديد يبتلى به.
والتمريخ بالدهن: الطيب ثناء حسن وبالدهن المنتن ثناء قبيح وقيل الدهن غم في الأصل فإن رأى كأنّه له قارورة دهن وأخذ منها الدهن وأدهن به أو دهن به غيره فإنّه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام لقوله تعالى: " ودّوا لو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون "
ومن رأى أنّه دهن رأسه اغتم إذا جاوز المقدار وسال على الوجه.
فإن لم يجاوز المقدار المعلوم فهو زينة.
والدهن الطيب الرائحة ثناء حسن والدهن المنتن ثناء قبيح.
وقيل الدهن النتن امرأة زانية أو رجل فاسق.
وقالوا من دهن رأس رجل في موضع ينكر فليحذر المفعول به من الفاعل مداهنة ومكراً.
فإن رأى وجهه مدهوناً فإنّه رجل يصوم الدهر.
ومن رأى أنّه قد رقي: أو سقاه غيره في قدح فإنّه يدل على طول حياته.
وأما الكي: فاللدغ بالكلام الطيب الموجع لمن يكويه فمن رأى أنّه يكوي بالنار إنساناً كياً موجعاً فهو يلدغ المكوى بكلام سوء وبأس من سلطان.
فإن كان الكي مستديراً فهو ثبات في أمر السلطان في خلاف السنة وقيل من رأى أنّه كوى عرقاً من عروقه فإنّه تولد له جارية أو يتزوج أو يرى امرأته مع رجل غريب.
وأما الترياق: فقد رأيت ابن سيرين يكرهه.


027- الأطعمة
والحلاوى واللحمان وما يتصل بها من القدر والمائدة والسفرة والقصاع والمغرفة والاثفية
قال المعبرون: إنّ دقيق الحنطة مال مجموع وعيال وعجنه سفر عاجنه إلى أقاربه.
والعجين مال شريف في التجارة يحصل منه ربح كثير عاجل إن اختمر وإن لم يختمر فهو فساد وعسر في المال وإن حمض فهو قد أشرف على الخسران.
ومن رأى أنّه يعجن دقيق شعير فإنّه يكون رجلاً مؤمناً ويصيب ولاية وثروة وظفراً بالأعداء.
والنخالة: شدة في المعيشة وأكلها فقر.
ومنِ رأى أنّه يخبز خبزاً: فهو يسعى في طلب المعاش لطمع منفعة دائمة.
فإن خبز عاجلاَ لئلاّ يبرد التنور نال دولة وحصل مالاً بيده بقدر ما خرج الخبز من التنور.
ومن أصاب رغيفاً فهو عمر والرغيف أربعون سنة.
فما كان فيه نقصان فهو نقصان ذلك العمر وصفاؤه صفاء الدنيا.
وقيل الرغيف الواحد ألف درهم وخصب وبركة ورزق حاضر قد سعى له غيره وذهب عنه حزنه لقوله عزّ وجلّ: " وقالوا الحمدُ للّه الذي أذْهَبَ عَنّا الحُزْنَ " .
قال المفسرون: الحزن الخبز فإن رأى رغفاناً كثيرة من غير أن يأكلها لقي إخواناً له عاجلاً.
وإن رأى بيده رغيفاً خشكاراً فهو عيش طيب ودين وسط.
فإن كان شعيراً فهو عيش نكد في تدبير وورع.
فإن كان رغيفاً يابساً فإنّه قتر في معيشته.
وإن أُعطي كسرة خبز فأكلها دل على نفاد عمره وانقضاء أجله وقيل: بل هذه الرؤيا تدل على طيب العيش.
فإن أخذ لقمة فإنّه رجل طامع.
والرغيف للعرب زوجة.
والرغيف النظيف النضيج للسلطان عدله وللتاجر إنصافه وللصانع نصحه.
وحرارة الخبز نفاق وتحريم.
فإن رأى رجل رغيفاً معلقاً في جبهته دل على فقره والخبز المتكرج مال كثير لا ينفع صاحبه ولا يؤدي زكاته.
وأما خبز الملة فهو ضيق في المعاش لآكله لأنّه لا يخبزه إلا مضطر.
ومن رأى أنّه يأكل الخبز بلا أدم فإنّه يمرض وحيداَ ويموت وحيداً.
وقيل: الخبز الذي لم ينضج يدل على حمى شديدة وذلك أنّه يستأنف إدخاله إلى النار ليستوي.
وقيل الخبز الحواري الحار يدل على الولد.
وأكل خبز الرقاق سعة رزق.
وقيل إنّ رقة الخبز قصر العمر.
وقيل إنّ الرقاق من الخبز ربح قليل يتراءى كثيراً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في يدي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه.
فقال: أنت رجل تجمع بين الأختين.
والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير.
وأما المائدة: فقد روي أنّ بعضهم رأِى كأنّ هاتفاً يسمع صوته ولا يرى شخصه يتلو هذه الآية: " اللَهُمّ رَبّنَا أنْزلْ عَلَيْنَا مَائِدةَ مِنَ السّمَاءِ " .
فقص رؤياه على معبر فقال: إنك في عسر وتدعو الله تعالى بالفرج واليسر فيستجيب لك.
فكان كما قال.
واختلف المعبرون في تفسير المائدة فمنهم من قال المائدة رجل شريف سخي والقعود عليها صحبته والأكل منها الانتفاع منه.
فإن كان معه على تلك المائدة رجال فإنّه يؤاخي قوماً على سرور ويقع بينه وبينهم منازعة في أمر معيشة له والرغفان الكثيرة الصافية والطعام الطيب على المائدة دليل على كثرة مودتهم ومنهم من قال المائدة هي الدين.
وقد روي أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت البارحة مرجاً أخضر فيه مائدة منصوبة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك يا رسول الله ارتقيت السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى المائدة.
فقال صلوات الله عليه وسلامه: أما المائدة فالإسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السابعة.
والنداء فأنا أدعو الخلق إلى الجنة والإسلام
ومنهم من قال: المائدة مشورة فيها يحتاج إلى أعوان من عمارة بلدة أو عمارة قرية.
ومنهم من قال المائدة امرأة رجل.
وحكي أنّ بعضهم رأى كأنّه يأكل على مائدة.
فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه.
فقص رؤياه على معبر فقال: إن صدقت رؤياك فإنّ غلاماً من الصقالبة يشاركك في امرأتك.
ففتش عن الأمر فوجده كما قال.
وإن رأى الأرغفة بسطت على المائدة فإنّه يظهر له عدو.
وإذا رأى أنّه يأكل منها ظهرت المنازعة بينه وبين عدوه على قول بعض المعبرين.
وقيل إن أكل على المائدة أكلاً كثيراً فوق عادته في مثلها دل ذلك على طول حياته بقدر أكله.
وإن رأى أنّ تلك المائدة رفعت فقد نفد عمره.
وقيل إذا رأى كأنّ على المائدة لوناً أو لونين من الطعام فإنّه رزق يصل إليه.
وإلى أولاده بدليل قوله عزّ وجلّ: " أنْزل عَلَيْنَا مَائِدةً مِن السّمَاءِ " .
وقيل المائدة غنيمة في خطر ورفعها انقضاء تلك الغنيمة.
وقيل إنّها مأكلة ومعيشة لمن كانت له وأكل منها.
فإن كان عليها وحده فإنّه لا يكون له منازع.
وإن كان عليها غيره كان ذلك إخوان مشاركون.
وكثرة الرغفان كثرة مودتهم وقلتها قلة مودتهم.
والرغيف مودة سنة فإن رأى أنّه يفرش بطعام فهو استخفافه بنعمة الله تعالى.
ورأى مملوك كأنّ مائدة مولاه قد خرجت وهربت كما يهرب الحيوان فلما دنت إلى الباب انكسرت فعرض له من ذلك أنّ امرأة مولاه ماتت من يومها وتلف كل ما كان لها وكان ذلك بالواجب لأنّه رأى المائدة التي يقدم عليها انكسرت.
وأما السفرة: فسفر جليل ينال فيه سعة وقيل هي سفر إلى ملك عظيم الشأن ونيل سعة وراحة لمن وجدها لأنّها معدن الطعام والأكل.
والقصعة: المتخذة من خشب تدلت على إصابة مال في سفر والخزفية تدل على إصابته في حضر.
وأواني الفضة كلها خدم في التجارة والدار وخصوصاً السكرجات.
وقيل القصاع والطاسات تدل على الجمال في تدبير معاش الإنسان.
والقدر: قيمٍ دار كثير الانفاق وقيل هي امرأة عجمية فمن رأى أنّه طبخ قدراً فإنّه ينال مالاً عظيما من قبل السلطان أو ملك أعجمي.
واللحم والمرقة في القدر رزق شريف مفروغ منه مع كلام وشرب.
والمغرفة: قهرمان محسن يجري على يديه تفقه أهله.
والبزماورد: مال هنيء لذيذ مجموع بغير كد.
والكواميخ: كلها هموم وخصوم.
فمن أكل منها أصابه هم وإن رآها ولم يأكل منها ولم يمسها فإنه مال يخسر عليه.
ومن رأى أنّه يشرب الزيت: فإنّه يدل على سحر أو مرض.
والخل: مال مبارك في ورع وقلة لهو وطول حياة ولمن أكل بالخبز.
والدردي منه مال ساقط قليل المنفعة ذو وهن.
وسكرجة الخل جارية رحيمة وقيل إذا رأى الإنسان كأنّه يشرب الخل فإنّه يعادي أهل بيته وذلك للقبض الذي يعرض منه للفم.
والمري مرض.
والصحنا.
هم وحزن مع خصومة ومنفعة قليلة.
وأما الملح: فقد اختلف فيه فمنهم من قال إنّ الأبيض منه زهد في الدنيا وخير ونعمة.
وكرهه ابن سيرين.
وقيل إنّ المبرز منه هم وشغل وشغب ومرض ودراهم فيها هم وتعب.
ومن أكل الخبز به اقتنع من الدنيا بشيء يسير.
والمملحة جارية ملحية وقيل من وجد ملحاً وقع في شدة أومرض شديد.
فأما اللحوم: فأوجاع وأسقام وابتياعها مصيبة والطري منها موت وأكلها غيبة لذلك الرجل الذي ينسب إليه الحيوان.
والملح من لحوم الشاء إذا أدخل الدار فهو خير يأتي أهلها بعد مصيبة كانت من قبل بقدر مبلغه.
والسمين منه خير من الهزيل وإن كان من غير لحم الشاء فهو رزق والقديد: غنيمة في اغتياب الأموات.
وقيل من أكل اللحم المهزول المملح نال نقصاناً في ماله.
ولحم الإبل: مال يصيبه من عدو قوي ضخم ما لم يمسه صاحب الرؤيا فإن مسه أصابه من قبل رجل ضخم قوي عدو.
فإن أكله مطبوخاً أكل مال رجل ومرض مرضاً ثم برىء.
وقيل من أكله نال منفعة من السلطان.
وأما لحم البقر: فإنّه يدل على تعب لأنّه بطيء الإنهضام ويدل على قلة العمل لغلظه.
وقيلِ لحم البقر إذا كان مشوياً أمان من الخوف.
وإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملاَ فإنّها تلد غلاماً لقوله تعالى: " أن جاء بِعِجْلٍ حَنِيذ " .
إلى آخر القصة.
وكل شيء أصابته النار في اليقظة فهو في النوم رزق فيه إثم.
ومن رأى في النوم كأنّه يأكل
لحم ثور فإنّه يقدم إلى حاكم.
والعجل السمين الحنيذ بشارة كبيرة سريعة وتكون البشارة على قدر سمنه وقيل انه رزق وخصب ونجاة من خوف والمطبوخ من لحم البقر فضل يسير إلى صاحب الرؤيا حتى يجب للّه تعالى فيه شكر لقوله تعالى: " وجِفَانٍ كالْجواب وقُدورٍ راسِياتٍ اعْمَلوا آل داوُد شكْراً " .
ولحم الضأن إذا كان مشوياً مسلوخاً فرآه في بيته دلت رؤياه على اتصاله بمن لا يعرفه ويعمل ضيافة لمن لا يعرفه أو يستفيد إخواناً يسر بهم.
فإن كان المسلوخ مهزولاً دل على أنّ الإخوان الذين استفادهم فقراء لا نفع في مواصلتهم وإن رأى في بيته مسلوخة غير مشرحة فإنّها مصيبة تفجؤه.
فإن كانت سمينة فهو يرث من الميت مالاً وإن كانت مهزولة لم يرثه وقيل لحم الضأن إذا كان مطبوخاً فهو مال في تعب كحال النار.
وإذا كان نيئاً فهمّ وخصومة والفج غير النضيج هموم وبغي ومخاصمات.
والعظام: من كل حيوان عماد لما ملكته أيمانهم والمخ: من كل حيوان مال مكنوز مدخور يرجوه.
وقيل إنّ المسلوخ رديء لجميع الناس ويدل على حزن يكون في بيت الرجل وذلك أن الكباش تشبه بالناس وليس تؤكل لحوم الناسِ.
وكل اللحوِم التي تؤكل جيدة خلا اليسيرمنها وأما اللحم الذي يرى الإنسان أنّه يأكله نيئاً فهو رديء أبداً ويدل على هلاك شيء يملكه وذلك أنّ طبيعته لا تقوى على النيء وهضمه.
وقال بعض المفسرين إنّما اللحم النيء رديء لمن يراه ولا يأكله.
فأما من أكله فهو صالح له.
فإن رأى أنّه أكل لحماً مطبوخاً ازداد ماله.
فإن رأى أنّه يأكله مع شيخ ارتفع أمره عند السلطان.
وأما الجمل المشوي: فقد اختلف فيه فمنهم من قال إن كان سميناً فهو مال كثير وإن كان مهزولاً فمال قليل ورزق في تعب.
قال بعضهم انّ الجمل المشوي أمان منِ الخوف وقال بعضهم الجمل المشوي ابن.
فإن رأى أنّه يأكل منه رزق ابناً يبلغ ويأكلِ من كسب نفسه.
وإن كان وقيل: إن كان شواء السوق بشارة.
فإن لم يكن نضيجاً فهو حزن يصيبه من جهة ولده.
ومن رأى كأنّ ذراع الشواء كلمه فإنّه ينجو من المهلكة لقصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذراع المسمومة التي كلمته.
وأما الرأس التنوري: فرئيس فمنِ رأى كأنّه اشترى رأساً سميناً كبيراً من رآس استفاد أستاذاً نافعاً.
وإن كان مهزولاً فإنهّ غير نافع.
فإن كان الرأسِ منتناً فإنّه يثني عليه ثناء قبيحاً.
وأكل رؤوس الأنعام نيئاً دليل على أنّه يغتاب رئيساً ينسب إلى ذلك الحيوان.
وأكل المطبوخ والمشوي من الرؤوس انتفاع من بعض الرؤساء بمال.
وقال بعض المعبرين.
من رأى كأنّه يأكل رأس غنم وكراعه أصاب جاهاً ومالاً من إرث أو غيره.
وقال رأس الشاة في التأويل مال وهو عشرة آلاف درهم أكثرها وأقلها ألف درهم.
وأكل عيون الرأس المشوي أكل عيون أموال الرؤساء.
وأكل الدماغ أكل من صلب المال ومن مال مدفون.
فإن رأى كأنّه يأكل من دماغه أو دماغ غيره فإنّه يأكل من صلب ماله أو مال غيره المدخور.
فإن أكل مخ ساقه أكل مخ ماله.
وأكل الأكارع: مختلف فيه فمنهم من قال انّه أكل مال اليتامى ومنهم من قال هو أكل أموال كبراء الناس لأنّ الكراع مال والغنم دليل على كبراء الناس.
وأكل جلد الجمل المسلوخ: أكل مال يتيم.
وأكل الكبد نيل قوة ومنفعه من جهة الولد.
وأكل الامعاء صحة جسم وخير.
والمصران المحشو من اللحم هو مال مدخور.
وما كان فيه مال من قبل النساء.
ولحوم الطير: إذ اكا نت مطبوخة أو مشوية رزق ومال من مكر وغدر من جهة امرأة.
فإن كان غير نضيج فإنّه يغتاب امرأة ويظلمها.
فإن رأى كأنّه يأكل لحم طير مما لا يحل أكله فإنّه يأكل من أموال قوم ظلمة مكرة.
وقيل إنّ أكل لحم الدجاج والأوز خير لجميع الناس لأنّ لحم الدجاج يدل على منفعة من قبل النساء اللواتي هن أخص به وذلك أنّ الدجاج يشبه بالنساء في الولادة والمشي والأوز يدل على منفعة تكون من قبل أصحاب الرهن من الرجال.
وفراخ الطير مشوياً أو مقلياً مال في تعب.
فمن رأى أنّه يأكل فرخاً نيئاً فهو يغتاب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أشراف الناس.
فإن كانت فراخ طيور شتى مما لا يؤكل لحمه من سباع الطير فإنّه يغتاب أولاد سلاطين أويرتكب منهم فاحشة.
والطيور التي يؤكل لحمها فإنّها استفادة مال من ضيعة ألف درهم إلى ستة آلاف درهم لأن لها ستة أعضاء: رأس وجناحين ورجلين وذنب.
وأما السمك: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها.
قال: فتش خادمك فإنّه يصيب من أهلك.
ففتش خادمه والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم أو صحبة رئيس لقوله تعالى: " نَسِيَا حُوتَهُمَا " .
ومن أصاب سمكة طرية مشوية فإنّه يصيب غنيمة وخيراً لقصة مائدة عيسى عليه السلام
والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى أو رزق واسع إن كان الرجل تقياً.
وإلا كانت عقوبة تنزل عليه.
فإن رأى أنّه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنّه ينفق ماله في شيء لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذاً شريفاً.
وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه ما خلا السمك الصغار فإنّ شوكها أكثر من لحمها ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته ويدل على رجاء شيء لا ينال.
وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت.
وأما ذوق الأشياء: فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فاستلذه واستطابه فإنّه ينال الفرج والنعمة لقوله تعالى: " وإِنّا إذا أذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا " .
فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فوجد له طعماً مراً فإنّه يطلب شيئاً يصيب منه أذى.
فإن رأى كأنّه ابتلع طعاماً حاراً خشناً دل على تنغيص عيشه ومعيشته.
وأكل الشيء اللذيذ: طيب العيش والمعيشة.
فإن رأى أنّه ذاق شيئاً مجهولاً فكره طعمه دل على الموت لقوله تعالى: " كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ " .
وإن رأى أنّه ذاق شيئاً لم يكرهه ولم يستطبه وأكل الشيء المنتن: ثناء قبيح.
وإن دخل في فيه شيء مكروه فهو شدة كره في معيشته.
وإن دخل فيه شيء طيب الطعم لين محبوب سهل المسلك في حلقه فهو طيب المعيشة وسهولة عمله.
فإن رأى في فمه طعاماً كثيراً وفيه سعة لأضعافه تشوش أمره ودلت رؤياه على أنّ قد ذهب من عمره قدر ذلك الطعام الذي فيه وبقي من عمره قدر ما في فمه سعة له.
فإن رأى أنّه عالج ذلك الطعام حتى تخلص منه سلم وإن لم يتخلص منه فليتهيأ للموت.
ومن رأى أنّه يتلمظ فهو طيبة نفسه والتلمظ مص اللسان.
والشعرة في اللقمة: هم وحزن وعسر ولحس الأصابع نيل خير قليل من جنس ذلك الطعام الذي لحسه.
ومن رأى كأنّه: يشرب الطعام كما يشرب الماء: اتسعت عليه معيشته.
وكل الطعام رزق ما خلا الهريسة والبيض والعصيدة فإنّه غم من جهة عماله في ذريته.
فإن رأى أنّه يصلي ويأكل العصيدة فإنّه يقبل امرأة وهو صائم.
وجامات الحلواء: حوار ذات حلاوة.
وأما الطباهجة فمن رأى كأنّه اتخذها ودعا إلى أكلها غيره فإنّه يستعين بالذي يدعوه على قهر إنسان.
فإن رأى كأنّه يطعمه للناس فإنّه ينفق مالاً في طلب تجارة أو تعلّم صناعة.
وأما الطعام: الذي هو في غاية الحموضة حتى لا يقدر على أكله فهو مرض أو ألم لا يقدر معه على أكل.
ويدل أخذ الطعام الحامض من إنسان على سماع الكلام القبيح فإن رأى كأنّه يأخذه ويطعمه غيره فإنّه يسمع ذلك المطعم مثله وإن كان أصاب حزناً أو مرضاً.
وإذا رأى كأنّه صبر على أكله وحمد الله تعالى عليه نال الفرج.
وأما الكباجة المطبوخة: بلحم الغنم إذا تمت أبازيرها فإنّ أكلها يدل على طيب النفس وتمام العز والجاه عند سادات الناس.
وإذا كانت بلحم البقر دل أكلها على حياة طيبة ونيل مراد من جهة عمال.
وإذا كانت بلحم العصافير دل أكلها على ملك وقوة وصفاء عيش وصحة جسم.
وإن كانت بلحم الطيور فإنّه تجارة أو ولاية على قوم أغنياء مذكورين على قدر كثرة الدسم وقلته.
وأما الزرباجة: إذا كانت بلا زعفران فإنّها نافعة.
وإذا كانت بالزعفران كانت مرضاً لآكلها.
وكذلك كل ما كان فيه صفرة.
وأما كل شيء فيه بياض من المعلومات وغيرها فإن أكلها بهاء وسرور إلا المخيض فإنّه لزوال الدسم عنه والمضيرة قليلة الضرر والكشك رزق في تعب ومرض.
والكشكية إن كان فيها دسم دل على تجارة دنيئة بمنفعة كثيرة.
والثريد إذا كان كثير الدسم فهي ولاية نافعة ودنيا واسعة وإذا كان بغير دسم فإنّه ولاية بلا منفعة.
فإن رأى كأنّ بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها فقد ذهب من عمره بقدر ما أكل منها وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد فإنّ الثريد في الأصل يدل على حياة الرجل.
فإن رأى بين يديه قصعة فيها ثرلد كثير الدسم حتى لا يمكنه أكلها دل على أنّه يجمع مالاً ويأكله غيره.
فإن رأى كأنّ بين يديه ثريداً كثير الدسم وليس بطيب الطعم وهو يسرع في أكله حتى يستريحٍ منه دلت رؤياه على أنّه يتمنى الموت من ضيق الحال.
فإن رأى كأنّ بين يديه ثريدا وهولا يأكل منه مخافة أن ينفدْ فإنّه يخشى الموت مع كثرة ماله من النعمة.
وإن كانت ثريدة بلا دسم وبلا لحم دل على حرفة نظيفة وورع فإن لم يكن فيها دسم البتة دل على حرفة دنيئة وافتقار.
فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم بعض السباع فإنَّ صاحبها يلي قوماً ظالمين على خوف منه وكراهية أو يكون بينه وبين قوم ظالمين تجارة.
وكون الدسم فيها دليل على تحريم منفعتها وإن كانت بلا دسم فلا منفعة فيها.
فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم الكلب دل على ولاية دنيئة على قوم سفهاء.
أو تجارة دنيئة أو صناعة مع قوم سفهاء ذوي دناءة.
فإن رأى كأنّه أكل الثريد كله فإنّه يموت على ذلك الهوان والفقر.
وإذا كانت الثريدة من طبيخ سباع الطيور فإنّها معاملة مع قوم ظلمة مكرة في مال حرام.
وعلى الجملة انّ الثريد في الأصل حياة الرجل وكسبه ومعيشته ومنافعها على قدر دسمها وحلالها وحرامها على قدر جوهر لحمها.
وأما الحلوات والمطعومات: في الأصل إذا رأى الإنسان كأنّه أكلها دل على طيب الحياة والنجاة من المخاطرات ونيل السرور والفرج.
وقصب السكر: تردد كلام يستحلى ويستطاب.
والسكرة الواحدة قبلة حبيب أو ولد.
والسكر الكيثر يدل على قال وقيل.
وأما الشهد والعسل: فمال من ميراث حلال أو مال منِ غنيمة أو شركة.
ومن رأى كأنّ بين يديه شهداً موضوعاً دل على أنّ عنده علماً شريفاً فإن رأى كأنه يطعمه للناس فإنّه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة.
والعسل لأهل الدين حلاوة الإيمان وتلاوة القرآن وأعمال البر.
ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب.
وإنّما قلنا انّ العسل يدل على القرآن لأنّ الله عزّ وجلّ وصف كلامه بالشفاء.
وحكي عن ابن سيرين أنّه قال: الشهد رزق كثير يناله صاحبه من غير تعب لأنّ الناو لم تمسه.
والعسل رزق قليل من وجه فيه تعب.
فإن رأى كأنّ السماء أمطرت عسلاً دل على صلاح الدين وعموم البركة فإن رأى كأنّه أكل الشهد وفوقه العسل فقد كرهه بعض المعبرين حتى فسره بنكاح الأم.
وبلغنا أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت ظلة ينطف منها السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل.
فقال أبو بكر: دعني أُعبرها إنّما هي القرآن وحلاوته وليته والناس يأخذونه فمستكثر منه ومستقل.
وروي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة من حديد وإذا عسل ينزل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك.
ومنهم من يحسو.
فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني أعبرها يا رسول اللهّ.
فقال: أنت وذاك فقال: أما قبة الحديد فالإسلام وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن وأما الذي يلعق اللعقة واللعقتين فالذي يتعلم السورة والسورتين.
وأما الذين يحسونه فالذين يجمعونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت.
وروي أنّ عبد الله بن عمر قال: يا رسول اللهّ رأيت كأن إصبعيَ هذين تقطران عسلاً وأننيئ العقهما.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقرأ الكتابين.
ورأى رجل كأنّه يغمس خبزاً في عسل ويأكله فصار محباً للعلم والحكمة فانتفع بذلك وكثر ماله لأنّ العسل دل على حسن علمه والخبز على يساره.
وأما الترنجبين: فرزق طيب بلا منة أحد من المخلوقين بدليل قوله تعالى: " وَأنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ المنَّ والسّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ " .
وأما التمر: فقد روي أنّ عمر رأى كأنّه أكل تمراً فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك حلاوة الإيمان.
وأنواع التمر كثيره والتمر لمن يراه يدل على المطر.
ولمن أكله رزق عام خالص يصير إليه وقيل انّه يدل على قراءة القرآن وقيل انّ التمر يدل على مال مدخور.
ورؤيا الأكلِ الدقل يكون للذميين.
وقيل من رأى كأنّه يأكل تمراً جيداً فإنّه يسمع كلاماً حسناَ نافعاً.
ومن رأى كأنّه يدفن تمراً فإنّه يخزن مالاً أو ينال من بعض الخزائن مالاً.
ومن رأى كأنّه شق تمرة وميز عنها نواها فإنّه يرزق ولداً لقوله تعالى: " إنَّ الله فَالِقُ الحَبِّ والنّوى " الاية.
ورؤيا أكل التمر بالقطران دليل على طلاق المرأة سراً.
وأما رؤية نثر التمر فنيّة سفر.
والكيلة من التمر غنيمة.
ومن رأى كأنّه يجيء ثمرة من نخلة في ابانها فإنّه يتزوج بامرأة جليلة غنية مباركة.
وقيل انّه يصيب مالاً من قوم كرام بلا تعب أو من ضيعة له وقيل يصيب علماً نافعاً يعمل به.
فإن كان في غير أوانها فإنّه يسمع علماً ولا يعمل به.
فإن رأى كأنّه جنى نخلة عنباً أسود فإنّ امرأته تلد ولداً من مملوك أسود.
فإن رأى كأنّه جنى من نخلة يابسة رطباً فإنّه يتعلم من رجل فاسق علماً ينفعه.
وإن كان صاحب الرؤيا مغموماً نال الفرج لقوله عزّ وجلّ في قصة مريم: " وهزِّي إليَك بِجذع النَخْلَة " .
وقيل التمر المنثور دراهم لا تبقى.
ومن رأى أنّه يجنى إليه التمر فإنهّ يجنى إليه مال من رجال ذوي أخطار يلي عليهم ولايه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي وجدت أربعين تمرة فقالت: تضرب أربعين عصا.
ثم رآه بعد ذلك بمدة فقال: رأيت كأني وجدت أربعين تمرة على باب السلطان.
فقال: تصيب أربعين ألف درهم.
فقال الرجل: عبرت رؤياي هذه المرة بخلاف ما عبرت في المرة الأولى.
فقال: لأنّك قصصت علي رؤياك في المرة الأولى وقد يبست الأشجار وأدبرت السنة وأتيتني هذه المرة وقد دبت الحياة في الأشجار.
وكان الأمر في المرتين على ما عبره.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأنّ رجلاً أتاني فألقمني لقمة تمر فذهبت أعجمها فإذا نواة فلفظتها.
ثم ألقمني لقمة ثانية فإذا نواة فلفظتها.
ثم ألقمني لقمة ثالثة فإذا نواة فلفظتها.
فقال أبو بكر: دعني يا رسول الله أعبرها.
فقال: عبرها.
قال: تبعث سرية فيغنمون ويسلمون ويصيبون رجلاً فينشدهم ذمتك فيخلونه.
ثم تبعث سرية وقال ثلاثاً فقال صلى الله عليه وسلم: كذلك قال الملك.
ورأى أنس بن مالك في المنام كأنّ ابن عمر يأكل بسراً فكتب إليه إني رأيتك تأكل بسراً وذلك حلاوة الإيمان.
وقيل انّ رجلاً عارياً رأى كأنّ سلات من التمر البسر في نغض من بطون الخنازير وهو يدفعها ويحملها إلى بيته.
فسأل المعبر عنها فعبرها غنائم من مال الكفار فما لبث أن خرجت الروم وكان الظفر للمسلمين ووصل إليه ما عبر له.
وسئل ابن سيرين عن امرأة رأت كأنّها تمص تمرة وتعطيها جاراً لها فيمصها فقال: هذه المرأة وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ بيدي سقاء وفيه تمر وقد غمست فيه رأسي ووجهي وأنا آكل منه وأقول: ما أشد حموضته.
فقالت ابن سيرين إنك رجل قد انغمست في كسب مال يميناً وشمالاً ولا تبالي أمن حرام كان أمن من حلال غير أنّي أعلم أنّه حرام.
فكان كذلك.
فإن رأت امرأة أنّها تأكل التمر بالقطران فإنّها تأخذ ميراث زوجها وهي منه طالق.
والعصيدة: غم من سبب غلمانه فإن رأى كأنّه يأكل العصيدة أو الخبيص أو الفالوذج وهو في الصلاة فإنّه يقبّل امرأته وهو صائم.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أصلي وآكل الخبيص في الصلاة فقال: الخبيص حلال ولا يحل أكله في الصلاة وأنت تقبّل امرأتك وأنت صائم فلا تفعل.
وأما الخبيص فاليابس منه مال في مشقة والرطب منه مختلف فكرهه بعضهم دما فيه من الصفرة.
وذكر أنّه يدل على المرض.
وقال بعضهم هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب وقال بعضهم إنّ الخبيص كلام حسن لطيف في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والخبيص يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة لما مسهما من النار فإن مس النار إياهما يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة.
والزلابية: نجاة من هم ومال وسرور بلهو وطرب.
وأما أوعية الحلاوى وجاماتها فإنّها تدل على
جَوارٍ حسان مليحات.
والقطائف: المحشوة مال ولذاذة وسرور.
واللبن الصافي مال في تعب لمس النار له.
028-029- مجالس الخمر
وما فيها من المعازف والأواني واللعب والملاهي والعطر وما أشبهه والضيافات والدعوات
الضيافة: اجتماع على خير فمن رأى كأنّه يدعو قوماً إلى ضيافته فإنّه يدخل في أمر يورثه الندم والملام بدليل قصة سليمان عليه السلام حين سأل ربه عزّ وجلّ أن يطعم خلقه يوماً واحداً فلم يمكنه إتمامه.
فإن رأى كأنّه دعا قوماً إلى ضيافته من الأطعمة حتى استوفوا فإنّه يترأس عليهم.
وقيل إنّ اتخاذ الضيافة يدل على قدوم غائب.
فإن رأى كأنّه دعي إلى مكان مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب.
فإنه يدعى إلى الجهاد ويستشهد لقوله تعالى: ^^^ يَدْعُونَ فيهَا وأما ضرب العود: فكلام كذب وكذلك استماعه.
ومن رأى كأنّه يضرب العود في منزله أصيب بمصيبة وقيل إنّ ضرب العود رياسة لضاربه وقبل إصابة غم.
فإن رأى كأنّه يضرب فانقطع وتره خرج من همومه.
وقيل إنّ فقره يدل على ملك شريف قد أزعج من ملكه وعزّه.
وكلما تذكر ملكه انقلبت أمعاؤه وهو للمستور عظة وللفاسق إفساده قوماً بشيء يقع على أمعائهم.
وهو للجائر جور يجور على قوم يقطع به أمعاءهم.
ومن رأى أنّه يضرب بباب الإمامٍ من الملاهي شيئاً من المزمار والرقص مثل العود والطنبور والصنج نال ولاية وسلطانا إن كان أهلاً لذلك وإلا فإنّه يفتعل كلاماً.
والمزمار ناحية فمن رأى كأنّ ملكاً أعطاه مزماراً نال ولاية ان كان من أهلها وفرجاً إن لم يكن من أهلها.
ومن رأى أنّه يزمر ويضع أنامله على ثقب المزمار فإنّه يتعلّم القرآن ومعانيه ويحسن قراءته.
وقيل إن رأى مريض كأنّه يزمر فإنّه يموت.
والصنج: المتخذ من الصغر يدل على متاع الحياة الدنيا وضربه افتخار بالدنيا.
وصوت الطبل: صوت باطل.
فإن كان معه صراخ ومزهر ورقص فهو مصيبة.
والطبال رجلِ بطال ويفتخر بالبطالة والطبل رجل صفعان فمن رأى أنّه تحول طبالاً صار صفعاناً.
وطبل المخنثين امرأة لها عيوب يكره تصريحها لأنّها عورة وفضيحة إذا فتش عنها شنعة كانت عليها
لأنّ ارتفاع صوته شناعة وكذلك حال هذه المرأة وطبل النساء تجارة في أباطيل قليلة المنفعة كثيرة الشنعة.
وضرب الدف: هم وحزن ومصيبة وشهرة لمن يكون معه فإن كان بيد جارية فهو خير ظاهر مشهور على قدر هيئتها وجوهرها وهو ضرب باطل مشهور وإن كان مع امرأة فإنّه أمر مشهور وسنة مشهورة في السنين كلها.
وإن كان مع رجل فإنّه شهرة والمعازف والقيان كلها في الأعراس مصيبة لأهل تلك الدار.
وأما الغناء: فإن كان طيباً دل على تجارة رابحة وإن لم يكن طيباً دل على تجارة خاسرة وقال بعضهم إنّ المغني عالم أو حكيم أو مذكر والغناء في السوق للأغنياء فضائح وأمور قبيحة يقعون فيها.
وللفقير ذهاب عقله.
ومن رأى كأنّ موقعاً يغني فيه فإنّه يقع هناك كذب يفرق بين الأحبة وكيد حاسد كاذب لأنّ أول من غنى وناح إبليس لعنه الله.
وقيل الغناء يدل على صخب ومنازعة وذلك بسبب تبدل الحركات في المرقص.
ومن رأى كأنّه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عال فإن ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان ولجميع من كان منهم.
فإن رأى كأنّه يغني غناء رديئاً فإنّ ذلك يدل على بطالة ومسكنة.
ومن رأى كأنّه يمشي في الطين ويغني فإنّ ذلك خير وخاصة لمن كان يبيع العيدان.
والمغني في الحمام كلام وأما الرقص: فهو هم ومصيبة مقلقة والرقص للمريض يدل على طول مرضه.
وقيل إن رقص الفقير غنى لا يدوم.
ورقص المرأة وقوعها في فضيحة.
وأما رقص من هو مملوك فهو يدل على أنّه يضرب.
وأما رقص المسجون فدليل الخلاص من السجن وانحلاله من القيد لانحلال بدن الرقاص وخفته.
وأما رقص الصبي فإنّه يدل على أن الصبي يكون أصم أخرس ويكون إذا أراد الشيء أشار إليه بيده ويكون على هيئة الرقص.
وأما رقص من يسير في البحر فإنّه رديء ويدل على شدة يقع فيها.
وإن رقص إنسان لغيره فإن المرقوص عنده يصاب بمصيبة يشترك فيها مع الرقاص.
ومن رأى كأنّه رقص في داخل منزله وحوله أهل بيته وحدهم ليس معهم غريب فإنّ ذلك خير للناس كلهم بالسواء.
والضارب الطنبور: رجل رئيس صاحب أباطيل مفتعل في قوم فقراء أو ساعي الدراهم السكية أو زان يجتمع مع النساء لأنّ الوتر امرأة.
وضرب الطنبور مصيبة وحزن تلتف له الأمعاء وتلتوي لأنّ صوته يخرج من الامعاء التي فتلت
وجففت وأخرجت من الموطن.
ونقره ذكر ما رأى من الرفاهية والعز والدلال فإن رأى سلطان أنّه يسمع الطنبور فإنّه يسمع قول رجل صاحب أباطيل.
وأما العصير: فيدل على الخصب لمن ناله فمن رأى أنّه يعصر خمراً فإنّه يخدم سلطاناً ويجري والخمر: في الأصل مال حرام بلا مشقة فمن رأى أنّه يشرب الخمر فإنّه يصيب إثماً كثيرأ ورزقاً واسعاً لقوله عزّ وجلّ: " يَسْسألونَكَ عن الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فيهما إثْمٌ كَبِيرٌ وَمنَافِعُ للنّاس وإثْمُهمَا أكْبَرُ مِنْ نَفْعِهمَا " .
ومنِ رأى أنّه شربها ليس له من ينازعه فيها فإنّه يصيب مالاً حراماً وقالوا بل مالاً حلالاً.
فإن شربها وله من ينازعه فيها فإنّه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك.
فإن رأى أنّه أصاب نهراً من خمر فإنّه يصيب فتنة في دنياه.
فإنه دخله وقع في فتنة بقدر ما نال منه.
وقال بعض المعبرين: ليس كثرة شرب الخمر في الرؤيا رديئة فقط فإن رأى الإنسان كأنه بين جماعة كثيرة يشوبون الخمر فإن ذلك رديء لأن كثرة الشراب يتبعه السكر والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال.
وقال الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر فقص رؤياه على معبر فقال: أما سواد الوجه فإنّك تسود قومك وأما حلق الرأس فإنّ قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك وأما شرب الخمر فإنّك تحوز امرأة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدهما نبيذ وفي الآخر لبن.
فقال: اللبن عدل والنبيذ عزل فلم يلبث أن عزل وكان والياً.
وشرب الخمر للوالي عزل وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة وشرب نبيذ التمر اغتمام.
وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل ينال مالاً بعضه حلال وبعضه حرام وقيل يصيب مالاً في شركة وقيل يأخذ من امرأة مالاً ويقع في فتنة.
والسكر من غير شراب هم وخوف وهول.
لقوله تعالى: " وتَرَى النّاس سُكَارَى ومَا هُمْ بسُكَارَى " .
والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا.
والسكر من الشراب أمن الخوف لأنّ السكران لا يفزع من شيء.
فإن رأى أنّه سكر ومزق ثيابه.
فإنّه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه.
ومن شرب خمراً وسكر منها أصاب مالاً حراماً ويصيب من ذلك المال سلطاناً بقدر مبلغ السكَر منه.
وقيل إنّ السكر رديء للرجال والنساء وذلك أنّه يدل على جهل كثير
ورأى رجل كأنّه ولي ولاية فركب في عمله مع قوم فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره.
فقصها على ابن سيرين فقال: إنّهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك.
وأكل الطير المقلو: للتنقل غيبة وبهتان ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز.
والحب إذا كان في ماء وكان في بيت فإنّها امرأة غنية مغمومة.
وإذا كان حب الماء في السقاية فإنّه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل اللهّ.
والحب إذا كان فيه الخل فهو رجل صاحب ورع وإذا كان فيه وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت.
فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك.
فكان كذلك.
والراووق: رجل صادق يقول الحق.
والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال وكذلك الإبريق خادم بدليل قول الله عزّ وجل: " يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُون بِاكْوَاب وأَبَارِيقَ " .
فمن رأى كأنّه يشرب من إبريق فإنّه يرزق ولداً من أمته والأباريق الخدم القوام على الموائد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من ثليلة لها ثقبان أحدهما عذب والآخر مالح.
فقال: اتقِ الله فإنّك تختلف إلى أخت امرأتك.
والكأس: يدل على النساء فإن رأى كأنّه سقي في كأس أو قدح زجاج دلت رؤياه على جنين في بطن امرأته.
فإن رأى كأنّ الكأس انكسرت وبقي الماء فإنّ المرأة تموت ويعيش الجنين.
وقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني استسقيت ماء فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكَسر القدح وبقي الماء في كفي.
فقال له: ألك امرأة قال: نعم.
قال: هل بها حبل قال: نعم.
قال: فإنّها تلد فتموت ويبقى الولد على يدك.
فكان كما قال.
فإن رأى كأنّ الماء انصب وبقي الكأس صحيحاً فإنّ الأم تسلم والولد يموت.
وقيل ربما يدل انكسار الكأس على موت الساقي.
والقدح أيضاً من جواهر النساء فإنّه من زجاج.
والشرب في القدح مال من جهة امرأة.
وقيل إنّ أقداح الذهب والفضة في الرؤيا أصلح لبقائها وأقداح الزجاج سريعة الانكسار وتدل على إظهار الأشياء الخفية لضوئها.
والأقداح حوار أو غلام حدث.
واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز: مكروه ومنازعة.
وإنّما قيل أنّ اللعب بكل شيء مكروه لقوله تعالى: " أوَ أمِنِ أهل القُرَى أنْ يأتِيَهُمْ بأسُنَا ضُحىً وهُمْ يَلْعَبُونَ " ومن رأى أنّه يلعب
بها فإنّ له عدواً ديناً.
والشطرنج منصوبة لا يلعب بها فإنّها رجال معزولون.
وأما منصوبة ويلعب بها فإنّهم ولاة رجال.
فإن قدم أواخر اقطاعها فإنّه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة وإن غلب أحد الخصمين الآخر فإنّ الغالب هو الظاهر.
وقيل إن اللعب بالشطرنج سعي في قتال أو خصومة.
وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه فقيل أنّه خوض في معصية وقيل أنّه تجارة في معصية.
واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه ويكون الظفر للغالب.
واللعب بالكعاب اشتغال بباطل وقيل هو دليل خير.
والقمار هو شغب ونزاع.
وأما المحمرة فمملوك أديب نال منه صاحبه ثناء حسناً.
والطيب: في الأصل ثناء حسن وقيل هو للمريض دليل الموت.
والحنوط: والتدخين بالطيب ثناء مع خطر لما فيه من الدخان.
فأما العنبر: فنيل مال من جهة رجل شريف.
والمسك وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبوا فسؤدد أو سرور وسحقه ثناء حسن.
وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة دل على إحسانه إلى غير شاكر.
والكافور: حسن ثناء مع بهاء.
والزعفران ثناء حسن إذا لم يمسه.
وطحنه مرض مع كثرة الداعين له.
والغالية: قد قيل أنها تدل على الحج وقيل إنّها مال وقيل إنِّها سؤدد ومن رأى كأنّه تغلف بالغلية دي دار الإمام اتهم بغلول وخيانة.
والذريرة: ثناء حسن.
وماء الورد مال وثناء حسن وصحة جسم.
والتبخرحسن معاشرة الناس.
والأدهان كلها هموم إلا الزئبق فإنّه ثناء حسن.
والزيت بركة إن أكله أو شربه أو أدهن به لأنّه من الشجرة المباركة.
ورأى بعض الملوك كأنّ مجامير وضعت في البلد تدخن بغير نار ورأى البذور تبذر في الأرض ورأى على رأسه ثلاثة أكاليل.
فقص رؤياه على معبر فقال: تملك ثلاث سنين أو ثلاثين سنة ويكثر النبات والثمار في زمانك وتكثر الرياحين.
فكان كذلك.
ومن رأى أنّه تبخر نال ربحاً وخيراً ومعيشته في ثناء حسن.
في الكسوات واختلاف ألوانها وأجناسها
أنواع الثياب أربعة: الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية والمتخذة من الصوف مال ومن الشعر مال دونه والمتخذة من القطن مال ومن الكتان مال دونه وأفضل الثياب ما كان جديداً صفيقاً واسعاً وغير المقصور خير من المقصور وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد الدين والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم.
والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين والحمرة في الثياب للنساء صالح وتكره للرجال لأنّها زينة الشيطان إلا أن تكون الحمرة في إزار أو فراش أو لحاف وفيما لا يظهر فيه الرجل فيكون حينئذٍ سروراً وفرحاً والصفرة في الثياب كلها مرض.
وقد قيل أنّ الحمرة هم والحمرة والصفرة في الجسد لا يضران لأنّهما لا ينكران ولا يستشبعان للرجال والخضرة في الثياب جيدة في الدين لأنّها لباس من أهل الجنة.
والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة ويعرف بها وهي سؤدد ومال وسلطان وهي لغير ذلك مكروهة.
وثياب الخز: مال كثير وكذلك الصوف.
ولا نوع من الثياب أجود من الصوف إلا البرود من القطن إذا لم يكن فيها حرير فإنّهما تجمع خير الدنيا والدين وأجود البرود الحبرة.
والبرود من الإبريسم مال حرام وفساد في الدين والكساء من الخز والقز والحرير والديباج سلطان إلا أنها مكروهة في الدين إلا في الحرب فهو صالح.
والعمائم: تيجان العرب ولبسها يدل علىِ الرياسة وهيِ قوة الرجل وتاجه وولايته.
فإن رأى كأنّه لوى العمامة على رأسه ليلاً فانّه يسافر سفراً في ذكر وبهاء.
وإن رأى أنّ عمامته اتصلت بأُخرى زاد في سلطانه.
والعمامة من الإبريسم تدل على رياسة وفساد الدين ومال حرام ومن القطن والصوف رياسة في صلاح الدين والدنيا ومن الخز إصابة غنى.
وتجري ألوانها مثل ألوان باقي الثياب.
رأى إسحاق عليه السلام كأن عمامته قد نزعت فانتبه ونزل عليه الوعيد بانتزاع امرأته عنه ثم رأى أنّ عمامته قد أُعيدت إليه فسر بعودها إليه.
ورأى أبو مسلم الخرساني كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء ولواها على رأسه اثنتين وعشرين لية فقص رؤياه على معبر فقال: تلي إثنتين وعشرين سنة ولاية في بغي فكان كذلك.
والقلنسوة: سفر بعيد أو تزويج امرأة أو شراء جارية ووضعها على الرأس إصابة سلطان ورياسة ونيل خير من رئيس أو قوة لرئيسه ونزعها مفارقة لرئيسه فإن رآها مخرقة أو وسخة فإنّ رئيسه يصيبه هم بقدر ذلك.
وإن نزعها من رأسه شاب مجهول أو سلطان مجهول فهو موت رئيسه وفراق ما بينهما بموت أو حياة.
فإن رأى على رأسه برطلة فهو يعيش في كنف رئيسه.
فإن كانت بيضاء فإنّه يصيب سلطاناً إن كان ممن يلبسها وإن لم يكن فهو دينه الذي يعرف به.
ومن رأى ملكاً أعطى الناص قلانس فإنّه يرئس الرؤساء على الناس ويوليهم الولايات.
ولبس القلنسوة مقلوبة تغير رئيسه عن عادته.
فإن رأى بقلنسوة الإمام آفة أو بهاء فإنّه في الإسلام الذي توجه الله تعالى به وبالمسلمين الذين هم أعزة بهم.
فإن كانت من برود كما كان يلبسه الصالحون فهو يتشبه بهم ويتبع آثارهم في ظاهر أمره.
ومن رأى بقلنسوة نفسه وسخاً أو حدثاً فهو دليل على ذنوب قد ارتكبها.
فإن رأت امرأة على رأسها قلنسوة فإنّها تتزوج إن كانت أيماً.
وإن كانت حبلى ولدت غلاماً.
ومن رأى قلنسوة من سموِر أو سنجاب أو ثعلب فإن كان رئيسه سلطاناً فهو ظالم غشوم وإن كان رئيسه فقيهاً فهو خبيث الدين وإن كان رئيسه تاجراً فهو خبيث المتجر وإن كانت القلنسوة من فرو الضأن فهي صالحة.
وجاء رجل إلى معبر فقال: رأيت كأنّ عدواً لي فقيهاً عليه ثياب سود وقلنسوة سوداء وهو راكب على حمار أسود.
فقال له: قلنسوته السوداء توليته القضاء والحكم والثياب السود سؤدد يصيبه والحمار الأسود خير ودولة مع سؤدد يناله والمنديل خادم.
وما يرى به من وخمار المرأة: زوجها وسترها ورئيسها وسعته سعة حاله وصفاقته كثرة ماله وبياضه دينه وجاهه.
فإن رأت أنّها وضعت خمارها عن رأسها بين الناس ذهب حياؤها.
والآفة في الخمار مصيبة في زوجها إن كانت مزوجة وفي مالها إن لم تكن ذات زوج.
فإن رأت خمارها أسود بالياً دل على سفاهة زوجها ومكره وإن رأت امرأة عليها خماراً مطيراً دل على مكر أعداء المرأة بها وتعييرهم صورتها عند زوجها.
وقميص الرجل: شانه في مكسبه ومعيشته ودينه فكل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك وقيل القميص بشارة لقوله تعالى: " إذْهَبُوا بقَميصِي هَذَا " .
وقيل هو للرجل امرأة وللمرأة زوج لقوله تعالى: " هنَّ لباسٌ لَكمْ وأنْتمْ لِبَاسٌ لَهُنّ " .
فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته فإن رأى أنّه لبس قميصاً ولا كمين له فهوحسن شأنه في دينه إلا أنّه ليس له مال ويكون عاجزاً عن
العمل لأنّ العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمّان.
فإن رأى جيب قميصه ممزقاً فهو دليل فقر.
فإن رأى كأنّ له قمصاناً كثيرة دلت ذلك على أنّ له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجراً عظيماً.
والقميص الأبيض دين وخير ولبسه القميص شأن لابسه وكذلك جبته وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما.
فإن رأت امرأة أنّها لبست قميصاً جديداً صفيقاً واسعاً فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها وقال النبي عليه السلام: رأيت كأنّ الناس يعرضون عليَّ وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول اللهّ قال: الدين.
وأما القرطق: ففرج وقيل ولد فمن رأى أنّه لبس قرطقاً وتوقع ولداً فهو جارية.
والقباء: ظهرِ وقوة وسلطان وفرج وصفيقه خير من رقيقه.
فمن رأى عليه قباء خزاً أو قزاً أو ديباجاً فإنّ ذلك سلطان يصيبه بقدر خطر القوة في كسوتها وحدّتها إلا أنّ كله مكروه في الدين لأنّه ليس من لباس المسلمين إلا في الحرب مع السلاح فإنّه لا بأس به.
والقباء لصاحبه ولاية وفرج على كل الأحوال.
والدواج: أيضاً ظهر ويدل على تزوج امرأة إذا تلحف به ونام فإن رأى كأنّ دواجه من لؤلؤ فإنّ امرأته ديّنة قارئة لكتاب الله تعالى فإن كان الدواج مبطناً بسمور أو سنجاب أو ثعلب فإنّ امرأته خائنة مكرة لزوجها برجل ظالم.
والدراعة: امرأة أو نجاة من هم وكرب فإن كان عليه دراعة وبيده قلم وصحيفة فإنّه قد أمن الفقر بالخدمة للملك.
وأما الفرو في الشتاء فخيريصيبه وغنى وفي الصيف خير يصيبه في غم.
وجلود الأغنام: ظهور قوته.
وجلود السباع كالسمور والثعلب والسنجاب يدل على رجال ظلمة.
وقيل إنّها دليل السؤدد ولبس الفرو مقلوباً إظهار مال مستور.
والسراويل: امرأة دينة أو جارية أعجمية فإن رأى كأنّه اشترى سراويل من غير صاحبه تزوج امرأة بغير ولي.
والسروال الجديد امرأة بكر والتسرول دليل العصمة عن المعاصي.
وقيل السرِاويل دليل صلاح شأن امرأته وأهله.
ولبس السراويل بلا قميص فقر ولبسه مقلوباً ارتكاب فاحشة من أهله.
وبوله فيه دليل حمل امرأته.
وتغوطه فيه دليل غضبه على حمل امرأته.
وانحلال سراويله ظهور امرأته للرجال وتركها الاختفاء والاستتار عنهم.
وقيل إنّ السراويل تدل على سفر إلى قوم عجم لأنّه لباسهم.
وقيل السراويل صلاح شأن أهل بيته وتمدد سرورهم.
والتكة: تابعة للسراويل وقيل أنها مال وقيل من رأى في سراويله تكة فإنّ امرأته تحرم عليه أو تلد له ابنتين إن كانت حبلى وإن رأى كأنّه وضع تكّته تحت رأسه فإنّه لا يقبّل ولده.
وإن رأى كأنّ تكّته انقطعت فإنّه يسيء معاشرة امرأته أو يعزل عنها عند النكاح.
فإن رأى كأنّ تكّته حية فإنّ صهره عدو له.
ومن رأى كأنّ تكته من دم فإنّه يقتل رجلاً بسبب امرأة أو يعين على قتل امرأة الزاني.
ومن رأى أنّه لبس راناً فإنّه يلي ولاية على بلدة إن كان أهلاً للولاية ولغير الوالي امرأة غنية ليس لها حميم ولا قريب.
والإزار: امرأة حرة لأنّ النساء محل الإزار.
فإن رأت امرأة أن لها إزار أحمر مقصولاً فإنّها تتهم بريبة.
فإن خرجت من دارها فيه فإنّها تستبشع.
فإن رؤي في رجلها مع ذلك خف فإنّها تتهم بريبة تسعى فيها.
والملحفة: امرأة وقيمة بيت ومن رأى أنّه لبس ملحفة فإنّه يصيب امرأة حسنة.
ومن لبس ملحفة حمراء لقي قتالاً بسبب امرأة.
والرداء الجديد الأبيض: الصفيق جاه الرجل وعزّه ودينه وأمانته والرقيق منه رقة في الدين.
وقيل الرداء امرأة ديّنة وقيل هو أمر رفيع الذكر قليل النفع.
وصبغة الرداء والطيلسان الخلق من الفقر والرداء أمانة الرجل لأنّ موضعه صفحتا العنق والعنق موضع الأمانة.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأنّ عليه رداء جديداً من برد يمانٍ قد تخرّقت حواشيه فقال: هذا رجل قد تعلم شيئاً من القرآن ثم نسيه.
والطيلسان: جاه الرجل وبهاؤه ومروءته على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته فإن كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش وإن كان للوِلاية أهلاً نال الولاية وإن لم يكن أهلاً لذلك فإنّه يصير قيّماً على أهل بيته وعائلاً لهم.
وقيل إنّ الطيلسان حرفة جيدة يقي صاحبها الهموم والأحزان كما يقيه الحر والبرد.
وقيل الطيلسان قضاء دين وقيل هو سفر في بر ودين وتمزقه وتحرقه دليل موت من يتجمل به من أخ وولد فإن رأى الحرق أو الخرق ورأى كأنّ لم يذهب من الطيلسان شيء ناله ضرر في ماله.
وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر.
والكساء: رجل رئيس وقيل هو حرفة يأمن بها صاحبها من الفقر.
والوسخ في الكساء خطأ
في المعيشة وذهاب الجاه.
والتوشح بالكساء في الصيف هم وضر وفي الشتاء صالح.
والمطرف: امرأة.
والقطنية: سلاح على العدو.
والممطر: ثناء حسن وذكر في الناس وسعة في الدنيا لأنّه من أوسع الملابس وقيل هو اجتماع الشمل والأمن في الدنيا ووقاية من البلايا ولبسه وحده من غير أن يكون معه شيء آخر من الثياب دليل الفقر والتجمل مع ذلك للناس بإظهار الغنى.
وأما اللفافة: إذا لفت فهي سفر.
والجورب: مال ووقاية للمال فإن طابت رائحتها دل على أنّ صاحبها يقي ماله ويحصنه بالزكاة ويحسن الثناء عليه وإن كانت رائحتها كريهة دلت على قبح الثناء.
وإن كانت بالية على منع الزكاة والصدقة.
والجبة: امرأة فمن رأى أنّ عليه جبة فهي امرأة عجمية تصير إليه.
فإن كانت مصبوغة فإنّه ودود ولود وظهارة الجبة من القطن حسن دين.
ولبس الصوف: مال كثير مجموع يصيبه.
والنوم على الصوف إصابة مال من جهة امرأة.
واحتراق الصوف فساد في الدين وذهاب الأموال.
ولبسه للعلماء زهد فإن رأى كلباً لابساً صوفاً دل على تمول رجل دنيء بمال رجل شريف فإن رأى أسداً لابساً صوفاً دل على إنصاف السلطان وعدله وإن رأى أسداً لابساً ثوبا من قطن أو كتّان فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم.
ولبس الثياب البيض: صالح ديناً ودنيا لمن تعود لبسها في اليقظة.
وأما المحترفون والصناع فإنها عطلة لهم إذا كانوا لا يلبسون الثياب البيض عند أشغالهم.
والثياب الخضر: قوة ودين وزيادة عبادة للأحياء والأموات وحسن حال عند الله تعالى وهي ثياب أهل الجنة.
ولبس الخضرة أيضاً للحي يدل على إصابة ميراث وللميت يدل على أنّه خرج من الدنيا شهيداً.
والثياب الحمر: مكروهة للرجال إلا الملحفة والإزار والفراش فإنّ الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للنساء في دنياهن وقيل إنّها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه.
ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب وقيل يدل في المريض على الموت.
ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره.
والصفرة: في الثياب مرض وضعف إلا في الديباج والخز والحرير فقد قيل إنّها في هذه الأشياء
والثياب السود: لمن لا يعتاد لبسها إصابة مكروه ولمن اعتاد لبسها صالحة.
وقيل هي للمريض دليل الموت لأنّ أهل المريض يلبسونها.
والزرقة: هم وغم.
وأما الثياب المنقوشة بالألوان: فإنّه كلام من سلطان يكرهه وحزن.
والثوِب ذو الوجهين أو ذو اللونين فهو رجل يداري أهل الدين والدنيا فإن كان جديداً وسخاً فإنّه دنيا وديون قد اكتسبها.
وقيل إنّ الثياب المنقوشة الألوان للفتكة أوالذباحين ولمن كانت صناعته في شيء من أمر الأشردة خير.
وأما فى سائر الناس فتدل على الشدة والحزن.
وتدل للمريض على زيادة مرضه من كيموس حاد ومرة أصفراء.
وهي صالحة للنساء وخاصة للغواني والزواني منهن وذلك أنّ عادتهن لبسها.
والثياب الجدد: صالحة للأغنياء والفقراء دالة على ثروة وسرور.
ومن رأى كأنّه لابس ثياباً جدداً ممزقة وهو يقدر على إصلاح مثلها فإنّه يسحر.
وإن كان التمزّق بحيث لا يمكنه إصلاح مثلها فإنّه يرزق ولداً.
والثياب الرقيقة: تجدّد الدين فإن رأى كأنّه لبسها فوق ثيابه دل على فسقِ وخطأ في الدين.
فإن لبسها تحت ثيابه دل على موافقة سريرته علانيته أو كونها خيراً من علانيته وعلى أنّه ينال خيراً مدخوراً.
وأما الديباج والحرير: وجميع الثياب الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء فإنّه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة وهي صالحة لغير الفقهاء فإنّها تدل على أنّهم يعملون أعمالاً يستوجبون بها الجنة ويصيبون مع ذلك رياسة.
وتدل أيضاً على التزوج بامرأة شريفة أو شراء جارية حسناء.
والثياب المنسوجة بالذهب والفضة: صلاح في الدين والدنيا وبلوغ المنى.
ومن رأى أنّه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنّه تاج أو إكليل من ياقوت فإنّه رجل ورع متدين غاز وينال مع ذلك رياسة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته فإذا في وسطه عفن فقال له: هل اشتريت جارية أندلسية قال: نعم.
قال: هل جامعتها قال: لا لأني لم استبرئها بعد.
قال: فلا تفعل فإنّها عفلاء.
فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء.
ورأى رجل كأنّه لبس ديباجاً فسأل معبراً فقال: تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر.
وأما الأعلام: على الثوب فهي سفر إلى الحج أو إلى ناحية الغرب وثياب الوشي تدل على نيل الولاية لمن كان من أهلها خصوصاً على أهل الزرع والحرث وعلىِ خصب السنة لمن لم يكن من أهلها.
وهي للمرأة زيادة عز وسرور.
ومن أعطى وشياً نال مالاً من جهة العجم أو أهل والثياب المسيرة تدل على السياط ونعوذ بالله منها.
والمصمت جاه ورفع صيت والملحم مختلف فيه فمنهم من قال هو المرأة ومنهم من قال هو النار ومنهم من قال مرض ومنهم من قال هو ملحمة.
والخز قد قيل أنّه يدل على الحج واختلفوا في الأصفر منه فمنهم من كرهه ومنهم من قال إنّ الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد والأحمر منه تجدد دنيا لمن لبسه.
وأما ثياب الكتان: من رأى أنّه لبس قميص كتان نال معيشة شريفة ومالاً وحلالاً.
وأما ثياب البرود فإنّه يدل على خير الدنيا والآخرة.
وأفضل الثياب البرود الحيرة وهي أقوى في التأويل من الصوف.
والبرود المخططة في الدين خير منه في الدنيا.
والبرود من الإبريسم مال حرام.
والخلقان من الثياب غم فمن رأى كأنّه لبس ثوبين خلقين مقطعين أحدهما فوق الآخر دل على موته.
وتمزق الثوب عرضاً تمزق عرضه.
وتمزق الثوب طولاً دليل الفرج مثل البقاء والزواج.
فإن رأت امرأة قميصها خلقاً قصيراً اقتصرت وهتك سترها.
ومن مزق قميصه على نفسه فإنّه يخاصم أهله وتبطل معيشته فإن لبس قمصاناً خلقاناً ممزقة بعضها فوق بعض فإنّه فقره وفقر ولده.
فإن رأيت الخلقان على الكافر فإنّها سوء حاله في دنياه وآخرته.
وقيل الثياب المرقعة القبيحة تدل على خسران وبطالة.
والوسخ هم سواء كان في الثوب أو في الجسد أو في الشعر.
والوسخ في الثياب بغير دسم يدل على فساد الدين وكثرة الذنوب وإذا كان مع الدسم فهو فساد الدنيا وغسلها من الوسخ توبة وغسلها من المني توبة من الزنا وغسلها من الدم توبة من القتل وغسلها من العذرة توبة من الكسب الحرام.
ونزع الثياب الوسخة زوال الهموم وكذلك إحراقها.
وأما البلل في الثوب فهو عاقة عن سفر أو عن أمرهم به ولا يتم له حتى يجف الثوب.
ومن رأى أنّه أصاب خرقاً جدداً من الثياب أصاب كسوراً من المال.
والخلعة: شرف وولاية ورياسة.
وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال وأكل الثوب الوسخ أكل
المال الحرام.
ومن رأى كأنّه لبس ثياباً للنساء وكان في ضميره أنّه يتشبه بهن فإنّه يصيبه هم وهول من قبل سلطان.
فإن ظن مع لبسها أن له فَرْجاً مثل فروجهن خذل وقهر.
فإن رأى كأنّه نُكح في ذلك الفرج ظهر به أعداؤه.
ولبس الرجل ثياب النساء مصبوغة زيادة في أعدائه ومن رأى كأنّه لبس ثياباً سلبها عزل عن سلطانه فإن رأى كأنّه فقد بعض كسوته أو متاع بيته فإنّه يلتوي عليه بعض ما يملكه ولا يذهب أصلاً.
وأما لبس الخفين فقيل إنّه سفر في بحر ولبسه مع السلاح جنة.
والخف الجديد نجاة من المكاره ووقاية من المال.
وإذا لم يكن معه سلاح فهو هم شديد وضيقه أقوى في الهم.
وقيل الخف الضيق دين وحبس وقيد وإن كان واسعاً فإنّه هم من جهة المال وإن كان جديداً هو منسوب إلى الوقاية فهو أجود لصاحبه وإن كان خلقاً فهو أضعف للوقاية وإن كان منسوباً إلى الهم فما كان أحكم فهو أبعد من الفرج فإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان فهو زيادة في جاهه وسعة في المعاش.
والخف في إقباء الشتاء خير وفي الصيف هم.
فإن رأى خفاً ولم يلبسه فإنّه ينال مالاً من قوم عجم وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ذهاب الزينة.
وإن كان منسوباً إلى الهم والديون كان فرجاً ونجاة منهما ولبس الخف الساذج يدل على التزوج ببكر فإن كان تحت قدمه متخرقاً دل على التزويج بثيب فإن ضاع أو قطع طلّق امرأته فإن باع الخف ماتت المرأة فإن رأى أنّه وثب على خفة ذئب أو ثعلب فهو رجل فاسق يغتاله في امرأته ومن لبس خفاً منعلة أصابه هم من قبل امرأة وإن كانت في أسفل الخف رقعة فإنّه يتزوج امرأة معها ولد.
ولبس الخف الأحمر لمن أراد السفر لا يستحب.
وقيل من رأى أنّه سرق منه الخفان أصابه همان.
ونزع الصندل مفارقة خادم أو امرأة.
والنعل المحذوة إذا مشى فيها طريق وسفر فإن انقطع شسعها أقام من سفر فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه وتكون إرادته في سفره حسب لون نعله فإن كانت سواء كان طالب مال وسؤدد وإن كانت حمراء كان لطلب سرور وإن كانت خضراء كان لدين وإن كانت صفراء كان لمرض وهم.
فإنّه رأى أنّه ملك نعلاً ولم يمش فيها ملك امرأة.
فإن لبسها وطىء المرأة.
فإن كانت غير محذوة كانت عذراء وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس وتكون المرأة منسوبة إلى لون النعل فإن رأى أنّه يمشي في نعلين فانخلعت إحداهما عن رجله فارق أخاً له أو شريكاً.
ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر فإن لبسها ولم يمش فيها فهي امرأة يتزوجها.
فإن رأى أنّه مشى فيها في محلته وطىء امرأته.
والنعل المشعرة غير المحذوة مال والمحذوة امرأة.
والنعل المشرِكة ابنة فإن رأى كأنه لبس نعلاً محذوة مشعرة جديدة لم تشرك ولم تلبس تزوج بكراً.
فإن رأى كأنّ عقبها انقطع فإنّها امرأة غير ولود.
وقيل أنّه يتزوج امرأة بلا شاهدين.
فإن لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي.
فإن رأى كأنّ نعله مطبقة فانشق الطبق الأسفل ولم يسقط فإنّ امرأته تلد بنتاً.
فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها وإن سقطت فإنّها تموت.
ومن رأى كأنّه رقع نعله فإنّه يردم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة.
فإن رقعها غيره دل على فساد في امرأته فإن دفع نعله إلى الحذاء ليصلحها فإنّه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة.
فإن رأى كأنّه يمشي بفرد نعل فإنّه يطلّق امرأته أو يفارق شريكه.
وقيلِ إنّ هذه الرؤيا تدل على أنّه يطأ إحدى امرأتيه دون الأخرى أو يسافر سفراً ناقصاً.
فإن رأى كأنّ نعله ضلّت أو وقعت في الماء فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم.
فإن رأى رجلاً سرق نعله فلبسها فإن رجلاً يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك.
والنعل من الفضة حرة جميلة ومن الرصاص امرأة ضعمفة ومن النار امرأة سليطة ومن الخشب امرأة منافقة خائنة والنعل السوداء امرأة غنية ذات سؤدد والنعل المتلونة امرأة ذات تخليط.
ومن جلود البقر فهي من العجم ومن جلود الخيل فهي من العرب ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين.
والنعل الكتانية امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة.
وقيل إن خلع النعلين أمن ونيل ولاية لقوله تعالى: " فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ " .
وسأل رجلِ ابن سيرين فقال: رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة.
فقال: تلتمس مالاً ثم تجده بعد المشقة.
وقيل إنّ المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى وسئل ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال: تسافر إلى أرض العرب.
وقيل إنّ النعل يدل على الأخ.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أمشي في نعليَّ فانقطع شسع إحداهما فتركتها ومضيت على حالي.
فقال له: ألك أخ غائب قال: نعم.
قال: خرجتما إلى الأرض معاً فتركته هناك ورجعت قال:
نعم.
فاسترجع ابن سيرين وقال: ما أرى أخاك إلا قد فارق الدينا.
فورد نعيه عن قريب.
030- السلاطين والملوك
وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم
السلطان في النوم هو الله تعالى ورؤيته راضياً دالة على رضاه ورؤيته عابساً تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمراً يرجع إلى فساد الدين ورؤيته ساخطاً دليل على سخط الله تعالى.
ومن رأى كأنّه ولي الخلافة نال عزاً وشرفاً فإن رأى أنّه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة أهلاً نال رفعة وإن لم يكن للخلافة أهلاً نال ذلاً وتفرق أمره وأصابته مصيبة.
ومن رأى أنّه تحول ملكاً من الملوك أو السلاطين نال جدة في الدنيا مع فساد دين وقيل من رأى كذلك ولم يكن أهلاً له مات سريعاً وكذلك إن كان مريضاً دل على موته لأنّ من مات لم يكن للناس عليه سلطان كما أنّ الملك لا سلطان عليه.
وإن رأى ذلك عبد أعتق.
فإن رأى أنّ الإمام عاتبه بكلام جميل فإنّ ذلك صلاح ما بينهما.
فإن رأى أنّه خاصم الإمام بكلام حكمة ظفر بحاجته فمن رأى أنّه سائر مع الإمام فإنّه يقتدي به.
فإن رأى كأنّه صدمه في مسيره فإنّه يخالفه.
وإن كان رديفه على دابة فإنّه يستخلفه في حياته أو بعد مماته.
فإن رأى أنّه يؤاكله نال شرفاً بقدر الطعام الذي أكل وقيل يلقى حرباً ومكاشفة.
فإن رأى نفمسه قائماً مع الإمام ليس بينهما حاجز ثم قام الإمام وبقي هو نائماً دل على أنّ الإمام يحقد عليه.
وإن ثبتت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام لأنّ النائم كالميت ووجود الميت وجود مال.
فإن رأى كأنّه نام قبل الإمام سلم مما خاطر بنفسه فإنّ النوم معه مساواته بنفسه وهي مخاطرة.
فإن رأى كأنّه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفاً فإنّه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالاً يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية وإن كان الفراش مجهولاً قلده الإمام بعض الولايات فإن رأى أنّ الإمام كلّمه نال رفعة لقوله تعالى: " فلمّا كَلّمَهُ قَالَ إنّكَ اليَوْمَ لَدْيْنَا مَكِينٌ أمين " .
وإن كان تاجراً نال ربحاً وإن كان في خصومة ظفر.
وإن كان محبوساً أطلق.
ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه.
ومن رأى الإمام أو السلطان دخل داراً أو محلة أو موضعاً ينكر دخوله إليه أو قرية أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن فهو حسن حالة رعيته.
ومن رأى في جوارحه من فضل فهو قوته في سلطانه.
ومن رأى في بطنه من زيادة أو نقص فهي في ماله وولده.
فإن رأى أنّه دخل في دار الإمام فإنّه يتولى أمور أهله وينال سعة من العيش.
ومن رأى كأنّه ضاجع حرم الإمام اختلف في تأويله فمنهم من قال أنّه يصيب منه خاصية وقيل يغتاب حرمه.
فإن رأى أنّه أعطاه شيئاً نال شرفاً فإن أعطاه ديباجه وهب له جارية أو يتزوج بامرأة متصلة ببعض السلاطين.
ومن دخل دار الإمام ساجداً نال عفواً ورياسة.
فإن اختلف إلى بابه ظفر بأعدائه.
فإن رأى أنّ باب دار الملك حول فإنّ عاملاً من عمال الملك يتحول عن سلطانه أو يتزوج الملك بأخرى.
ومشي الإمام راجلاً كتمان سره وظفر بعدوه.
وثناء الرعية عليه ظفر له ونثرهم عليه السكر إسماعهم إياه كلاماً جميلاً.
ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير إسماعهم إياه ما يكره.
ورميهم إياه بالحجارة إسماعهم إياه كلام قسوة وجفوة.
ورميهم إياه بالنبال دعاؤهم عليه في لياليه لظلمة أيامهم فإن أصابه نبل أصابته نقمة.
وسجود الرعية له حسن الطاعة له.
وقذفه إياهم في النار يدل على أنّه يدعوهم إلى الضلال.
وعمله برأي امرأته وقوعه في حرب طويل وذهاب ملكه فإنّ آدم عليه السلام لما أطاع وركوبه الفرس في سلاح إصابة زيادة في ولايته.
وركوبه عقاباً مطواعاً إصابة ملك المشرِق والمغرب ثم زوال ذلك الملك عنه لقصة نمرود ومن رأى كأنّه يصارع أسداً عظيماً فصرعه فإنه يغلب ملكاً عيماً.
فإن رأى سلطان أنّه قاتل سلطاناً آخر فصرعه فإنّ المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره.
فإن رأى كأنّه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل فإنّه عمل يندم عليه لقصة يونس حين ذهب مغاضباً.
فإن صرفه غيره فهو ذل وهوان.
فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة لما حكي أن شداد بن عاد لما سار إلى الجنة التي اتخذها تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العانة فأسر إليه في أذنه وقبض روحه.
فإن رأى للإمام قرنين فإنه يملك المشرق والمغرب لقصة الإسكندر فإن رأى الإمام هيئته هيئة السوقة أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعاً لم يخل ذلك بسلطانه بل زاده قوة.
ومرض الإمام دليل ظلمه ويصح جسمه في تلك السنة.
وموته خلل يقع في مملكته.
وحمل الرجال إياه على أعناقهم قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح.
فإن لم يدفن فإن الصلاح يرجى له.
وتأويل حياة الميت قوة ودولة لعقبه.
رفعة مجلس السلطان ارتفاع أمره.
واتضاع مجلسه فساد أمره.
فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن رأى مائدة لم ينازع في ملكه وطال عمره وطاب عيشه إن كان في الطعام دسم.
فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائباً عنه فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام.
فإن رأى وال إن عهده أتاه فهو عزله في الوقت.
وكذلك إن نظر في مرآة فهو عزله ولا يلبث أن يرى مكانه مثله إلا أن يكون منتظراً الولد فإنه يصيب حينئذ غلاماً.
وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل.
وأما أخذ الإمام أغنام الرعية ظلماً فهو ظلم أشرافهم.
فإن رأى الملك أنه يهيئ مائدة ويزينها فإنه يعانده قوم باغون ويشاور فيهم ويظفر بهم فإن رأى أنه وضع على مائدة طعاماً فإنه سرور.
وإن كان دسماً فإن في المنازعة بقاء.
وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم فإنه خير فيه هم وثبات.
فإن كان بغير دسم فإنه لا يكون فيه ثبات.
فإن كال رفع الطعام ووضعه فإنه تطول تلك المنازعة.
فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه من قبل نفسه فإنه يأتي أمراً يندم عليه كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضباً.
فإن رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز الصلاة فيه كالمقبرة والمزبلة فإنه يطلب ما ومن حمل إلى أمير أو رئيس طعاماً أصابه حزن ثم أتاه الفرج أصاب مالاً من حيث لا يرجو.
ومن رأى كأنّه يجتاز على بعض السلاطين أصاب عزاً فإن رأى كأنّه دخل عليه أصاب غنى وسروراً.
ودخول الإمام العدل إلى مكان نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضع ومكاشفة الرعية السلطان الجائر وهن للسلطان وقوة للرعية.
والثياب السود للسلطان زيادة قوته.
والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب.
والثياب القطنية ظهور الورع منه والتواضع وقلة الأعداء ونيل الأمن ما عاش.
والثياب الصوف كثرة البركة في مملكته وظهور الإنصاف.
والثياب والديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير.
ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته توانيه في سلطانه.
ولبسه إياها قيامه
بأسباب سياسته ولبسه خفاً جديداً فوزه بمال أهل الشرك والذمة.
وطيرانه بجناح قوة له.
وسبيه قوماً نيله مالاً من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدائه.
لقوله تعالى: " فريقاً تَقتُلُونَ وَتَأسِرُونَ فَرِيقاً وأوْرَثَكم أرْضَهُم ودِيَارَهُمْ " .
فإن رأى أن الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنّه يقفو أثره في سنته.
فإن رأى أنّه عزل وولي مكانه شيخ قوي أمره.
وإن ولي مكانه شاب ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه وعزله الوالي في النوم ولايته في اليقظة.
والجند في النوم ملائكة الرحمة.
والعامة ملائكة العذاب.
وصاحب الجيش رجل صاحب الرأي والتدبير.
ومن رأى أنّه ولي الوزارة فإنّه يقوم بأمر المملكة ورؤية حجاب الأمير قياماً جدهم في أسباب السياسة.
ورؤيتهم قعوداً توانيهم فيها.
وحاجب الملك بشارة والقائد رجل النهود ومن رأى أنّه قائد في الجيش نال خيراً.
والشرطي ملك الموت وقيل هول وهم.
وأما القاضيِ فمن رأى كأنّه ولي القضاء فعدل فيه فإن كان صاحب الرؤيا تاجراً كان متعسفاً وإن كان سوقياً أوفى الكيل والوزن.
فإن رأى أنّه يقضي بين الناس ولا يحسن أن يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل فإنّه إن كان والياً عزل وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها.
كما يصدق القاضي ما يلفظ به منِ القول فإن رأى قاضياً معروفاً فهو بمنزلة الحكماء والعلماء فإن رأى قاضياً معروفاً يجور في حكمه فإنّ أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم.
فإن تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه فإنّ صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له.
وإن كان مهموماً فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه فإنّه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة فلا ينتصف منه.
فإن رأى قاضياً وضع في الميزان فرجح فإنّ له عند الله أجرِاً وثواباً.
وإن شال الميزان فإنّه يدبر له في معصية.
فإن رأى أنّ القاضي يزن فلوساً أو دراهم رديئة فإنّه يميل ويسمع شهادة الزور ويقضي بها.
والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى.
ومن رأى أنّه تحول قاضياً أو حكماً أو صالحاً أو عالماً فإنه يصيب رفعة وذكراً حسناً وزهداً وعلماً.
فإن لم يكن لذلك أهلاً فإنّه يبتلي بأمر باطل يقبل قوله فيما ابتلىِ به كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به.
وقيل من رأى وجه القاضي مستبشراً طلقاً فإنّه ينال بشراً وسروراً.
فإن رأى موضع قاضٍ.
ونال فزعاً وخصومة.
وقيل موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام
والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس وعلى ظهور الأشياء الخفية.
ويدل في المرض على البحران.
فإن رأى مريض كأنّه يقضي له فإنه بحرانه يكون إلى خير ويبرأ.
فإن رأى المريض كأنّه يقضي عليه فإنّه يموت.
ومن كان في خصومة فرأى كأنّه قاعد في موضع الأحكام وأنّه الحاكم فإنّه لا يغلب وذلك أنّ الحاكم لا يحكم على نفسه لكن على غيره.
والقهرمان رجل حافظ عالم فإنّ يوسف كان يعمل القهرمية.
والقاطع للمفاصل رجل يفرق بين الناس بالكلام والسوء.
والبندار رجل ثقة تودع عنده الودائع والجهبذ.
رجل نحوي.
والحاسب في الديوان صاحب عذاب يؤذي الناس في معاملتهم ويشدد عليهم في المحاسبات.
والخادم الخصي ملك وهو بشار فإن رأى في داره خدماً معهم أطباق فإنّ هناك مريضاً قد وأما البوق: فمن رأى كأنّه يضرب بالبوق فإنّه يغشي خيراً.
وإذا سمع غيره يضربه فإنّه يدعى إلى حرب أو خصومة.
والطبال سلطان ذو هول.
وأما الصناج فرجل مشنعِ مشتغل بالدنيا.
وصاحب البريد رجلِ يغدر بمن اعتمده.
وصاحب الخبر إن كان شيخاً فهو من الكرام الكاتبين.
وإن كان شاباً فهو رجل قتال.
وصاحب الراية القاضي لأنّه منظور إليه.
والصفار: نقيب.
والفهاد بطريق.
والعارض رجل يتفقد أصحابه ويقوم بإصلاح أمورهم.
ومن رأى كأنّه عرض في الديوان وليس من أهله فإنّه يموت.
فإن رأى كأنّ العارض غضبان عليه فإنّه قد ارتكب المعاصي.
وإن رآه راضياً عنه دل على رضا الله عنه.
فإن رأى كأنهم أرادوا أن يعرضوه فلم يفعلوا فإنّه يشرف على الموت ثم يسلم.
والديوان موضع البلايا وتغليقه تغليق أبواب البلايا وفتحه فتح أبواب البلايا.
والعريف: صاحب بدعة والعسس نذير لتارك الصلاة.
والأعوان إذا كانت عليهم ثياب بيض فإنّه بشارة.
وإذا كانت ثيابهم سوداً فمرض أو حزن.
والغماز رجل حقود.
ومن رأى أنّه غماز فإنّه يفرح بأمر في ابتدائه ثم يحزن عند انتهائه.
والجلاد رجل سباب كثير الشتم والسجان حفار القبور.
والمنادي رجل يذيع الأسرار.
والنقاط رجل كياد.
والوكيل رجل يكسب ذنوباً لنفسه.
والترسي سلطان قوي محرض الجيوش على أعدائهم.
والحمال رجل جاب.
والحمَّار رجل ينفذ الأمور ويمشيها.
والشيروان رجل حازم يدبر الأمور.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير.
ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال.
ومن رأى
كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
وقيل من رأى كأنّه جندي فإنّه يصيبه غم أو خسران.
وإن كان مريضاً مات.
وقيل إذا رأى العبد كأنّه جندي أصاب عزاً وكرامة ومن رأى كأنّه أثبت اسمه في ديوان من غير أن يصير جندياً فإنّه يصيب كفاية في العيش من غير أذى ولا مشقة فإن رأى في رأس الملك عظماً فهو زيادة في سلطانه.
فإن رأى في عينه عمى عميت عليه أخبار قومه.
فإن رأى أنّ لسانه طال وغلظ فإنّ له أسلحة تامة وسيوفاً قاتلة.
فإن رأى رأسه رأس كبش: فإنّه يتظاهر بالإنصاف.
فإن رأى رأسه رأس كلب فإنّه يبدأ معامليه بالسفاهة والدناءة.
فإن رأى في وجنته سعة فوق قدره فهو زيادة عزه وبهائه.
فإن رأى صدره تحول حجراً فإنّه يكون قاسي القلب.
فإن رأى في بدنه سمعاً وقوة فإنّه قوة دينه وإسلامه.
ومن رأى أنّ يده تحولت يد سلطان فإنه ينال سلطاناً ويجري على يديه مثل ما جرى على يد ذلك السلطان من عدله أو ظلمه.
فإن رأى أنّ جسده جسد كلب فإنّه يعمل بالسفاهة والدناءة فإن رأى أنّ جسده جسد حية فإنّه يظهر ما يكتم من العداوة.
فإن رأى جسده جسد كبش فإنّه يظهر منه كرمٍ وإنصاف.
فإن كانت له إلية كإلية الكبش وهو يلحسها بلسانه فإنّ له ولداً مرزوقاً يعيش منه.
فإن رأى بطنه تحول صفراً فإنّه يكون كثير الأمتعة.
فإن رأى في بطنه عظماً فهو زيادة في أهله وقوة وبأس فإن رأى أنّ فخذيه تحولتا نحاساً فإنّ عشيرته تكون جريئة على المعاصي.
فإن رأى أصابعه قد زاد فيها زاد في طمعه وجوره وقلة إنصافه.
فإن رأى رجليه تحولتا رصاصاً فإنّه يكون كثير المال حيث أدرك.
فإن رأى أنّه ولي مكانه شيخ فهو زيادة في سلطانه فإن رأى ذلك تاجر فإنّه تتضاعف تجارته لأنّ الشيخ جد الرجل فإن أخذ هذا الشيخ الأمر من يده فإنّه يعينه ويقويه.
والشاب عدو.
وأما الدجال: فإنّه سلطان مخادع جائر ولا يفي بما يقول وله اتباع اردياء والشرطي إذا جاء بأعوانه فإنّه فزع وهم وحزن وهول وعذاب وخطر.
وكذلك كل ذي سلطان شرير.
وذوي شر من الهوام وذي ناب من السباع إن كان ضارياً فإنّه نجاة وفوز.
وكل شيء يراه الإنسان أنّه أخذ بأمر الملك يدل على منفعة ينالها من الملك عن أمره.
والعون رجل يعين على الباطل.
فمن رأى في داره أعواناً عليهم ثياب بيض فإنّه بشارة له ونجاة من هم أوغم أو هول أو شدة أو ما أشبه ذلك فإن كان عليهم سواد فهومرض أو هم أو هول والعسس نذير له من ترك الصلاة فإن رأى أنّه هرب والعسس يطلبه فأدركه وأخذه وتكلم بكلام تجابه من العسس فإنّه يقصر في صلاة العتمة ويتوب.
والفهاد رجل بطريق البطارقة.



031- الحرب
وحالاتها والأسلحة وآلاتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك
الحرب: في المنام على ثلاثة أضرب: أحدها بين سلطانين.
والثاني بين السلطان والرعيه.
والثالث بين الرعية.
فأما الحرب بين السلطانين فيدل على فتنة أو وباء نعوذ بالله منها.
وإذا كان الحرب بين السلطانين والرعية دلت الرؤيا على رخص الطعام.
وإذا كانت الحرب بين الرعية دلت على غلاء الطعام.
وقدوم العسكر بلده دليل المطر بها.
ومن رأى جنوداً مجتمعة دل على هلاك المبطلين ونصرة المحققين لقوله تعالى: " فَلْنْأتِيَنّهم بجُنُودٍ لا قِبِلَ لَهُمِ بها " .
وقلة الجند دليل الظفر بدليل قوله تعالى: " كَمْ مِنْ فِئَةٍ قلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةَ كثِيرة بإذْنِ الله " .
ورؤية الجندي بيده سوطاً أو نشاباً دليل على حسن معاشه ورؤية الغبار دليل سفر.
وقيل إذا كان معه رعد وبرق فهو دليل القحط والشدة بدليل قوله تعالى: " وجوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا كَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتْرَةٌ " .
وإذا لم يِكن معه ذلك فهو دليل إصابة الغنيمة لقوله تعالى: " فَأَثَرْنَ بهِ نَقْعا "
والتراب مال ومنه يكون الغبار وقيل من رأى عليه غباراً سافر وقيل يتمول في حرب.
ومن ركب فرساً وركضه حتى ثار الغبار فإنّه يعلو أمره ويأخذه البطر ويخوض في الباطل ويسرف فيه ويهيج فتنة لأنّ النشاط في التأويل بطر والغبار فتنة.
وأما العلم: فعالم زاهد أو موسر جواد يقتدي به الناس.
لقوله تعالى: " وعَلامَاتٍ بِالنّجْم هُم يَهْتَدُون " .
والأعلام الحمر تدل على الحبوب والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر والخضر تدل على سفر في خير والبيض تدل على المطر والسود تدل على القحط.
وقيل من رأى راية صار في بلدة مذكوراً والمتحير إذا رأى في منامه العلم يدل على اهتدائه لقوله تعالى: " وإنّه لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ فَلاَ تَمْترُنَّ بِهَا " .
والعلم للمرأة زوج.
والعلم الذي ينسب إلى العالم الزاهد إن كان أحمر فهو فرج وسرور.
وإن كان أسود فإنّه يرى منه سؤدد.
وقيل الأعلام السود تدل على المطر العام والبيض تدل على المطر العبور والحمر حرب.
ورأت امرأة كأنّها دفنت ثلاثة ألوية فأتت أمها ابن سيرين فقصت رؤياها عليه فقال: إن صدقت الرؤيا تزوجت ثلاثة أشراف كلهم يقتل عنها.
فكان كذلك.
والحرب اضطراب لجميع الناس ما خلا الوقاد وأصحاب الجيش ومن كان عمله بالسلاح أو بسبب السلاح فإنّه لهم دليل خير وصلاح.
والسيف ولد ذكر وسلطان.
وقبيعته ولد.
ونعله ولد.
فمن رأى أنّه تقلد سيفاً تقلد ولاية كبيرة لأنّ العنق موضع الأمانة والحديد بأس شديد.
فإن رأى أنّه استثقل السيف وجره في الأرض فإنّه يضعف عن ولايته.
فإن رأى أنّ الحمائل انقطعت عزل عن ولايته والحمائل فيها جمال ولايته.
فإن رأى أنّه ناول امرأته نصلاً أو ناولته امرأته نصلاً فهو ولد ذكر.
فإن رأى أنّه ناول امرأته سيفاً في غمده رزقت بنتاً.
وإن ناولته سيفاً في غمده رزق منها ابناً وقيِل بنتاً.
فإن رأى أنّه متقلد أربعة سيوف سيفاً من حديد وسيفاً من رصاص وسيفاَ من صفر وسيفاً من خشسب.
فإنّه يولد له أربعة بنين فالحديد ولد شجاع والصفر ولد يرزق غنى والرصاص ولد مخنث والخشب ولد منافق.
وإن رأى أنّه سل سيفه وهو صدىء ولد له ولد قبيح.
وإن انكسر السيف في غمده.
مات الولد في بطن أمه.
وإن انكسر الغمد وسل السيف ماتت المرأة وسلم الولد.
فإن انكسرا جميعاً مات الولد والأم.
فإن رأى أنه سلِ سيفاً من غمده ولم تكن امرأته حبلى فهو كلام قد هيأه.
فإن كان السيف قاطعاً لامعاً فإنّ كلامه حق وله حلاوة وإن كان السيف ثقيلاً فإنّه يتكلم بكلام لا يطيقه.
فإدن كان في السيف ثلمة فهو عجز لسانه عما يتكلم به.
فإن رأى في يده سيفاً مسلولاً وكان في الخصومة فالحق له.
وإن وجد السيف فتناوله فإنّه صاحب حق يجده.
فإن دفع إليه سيف فهي امرأة لقول لقمان عن السيف: ألا ترى ما أحسنِ منظره وأقبح أثره.
ومن رأى أنّه متقلد سيفين أو ثلاثة فانقطعت فإنّه يطلق امرأته ثلاثاً.
وقيل من رأى أنّه سل سيفه فإنّه يطلب من أُناس شهادة ولا يقومون بها له لقول الله تعالى: " سَلَقوكم بألسِنَةٍ حِدَادٍ " .
يعني السيوف.
فإن رأى أنّه يضرب في بلد المسلمين بسيف يميناً وشمالاً فإنه يبسط لسانه ويتكلم بما لا يحل.
والسيف إذا رؤي موضوعاً جانباً فإنّه رجل ذو بأس ونجدة.
ومن تقلد حمائل بلا سيف فإنّه يتقلد أمانة.
وقائم السيف أب أو عم وقيل أم أو خالة وانكساره موت أحدهم.
وقيل أنّ نعل السيف خادم أو بيع وانكساره موت خادمه أو بيعه.
واللعب بالسيف منسوباً إلى الولاية فهو حذاقته فيها.
.
وإن كان منسوباً إلى الكلام فهو فصاحته.
فإن كان منسوباً إلى الولد فهو عجبه.
وإن رأى السيوف مع الريح فإنّه طاعون.
وقيل إنّ السيف يدل على غضب صاحب الرؤيا وشدة أمره.
أتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت رجلاً قائماً وسط هذا المسجد يعني مسجد البصرة متجرداً وبيده سيف مسلول فضرب صخرة ففلقها.
فقال ابن سيرين: ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري.
فقال الرجل: هو و الله هو.
قال ابن سيرين: قد ظننت أنّه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد وأنّ سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي كان يفلق بكلامه صخرة الحق في الدين.
وقال هشام لابن سيرين: رأيت كأنّ في يدي سيفاً مسلولاً وأنا أمشي قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا.
فقال ابن سيرين: هل بالمرأة حبل قال: نعم.
قال: تلد غلاماً إن شاء الله.
ورأى شجاع من الهنود كأنّه ابتلع سيفاً وقص رؤياه على معبر فقال: ستأكل مال عدوك.
ولو رأيت كأنّ السيف ابتلعك للدغتك حية.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أخذت زنجياً فبسطت عليه السيف حتى أتيت على نفسه.
فقال: هذه معاتبة فيها غلط فارفق فإنه سيعتبك من تعاتبه.
والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتال بالسيف منازعة لقوم.
والضرب بالسيف بسط اللسان واليدين إذا كانت فيها سلاطة تشبه بالسيف.
والسيف على الانفراد بغير شيء من السلاح فإنّه ولد غلام.
فإن رأى سيفاً في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطاً وهو لا ينوي أن يضرب به نال سلطاناً مشهوراً له فيه صيت.
وقال ابن سيرين الأقرب من السيف إن كان وأما الرمح: فهو مع السلاح سلطان ينفذ فيه أمره.
والرمح على الانفراد ولد أو أخ.
والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة ولذلك قيل للعباب طعان وهماز وقيل أنّ الرمح شهادة حق.
وقيل هو سفر.
وقيل هو امرِأة.
ومن رأى في يده رمحاً وهو يولد له غلام فإن كان فيه سنان فإنّه ولد يكون قيماً على الناس.
ومن رأى بيده رمحاً وهو راكب فهو سلطان في عز ورفعة.
وانكساره في يد الراكب وهن في سلطانه.
وانكسار الرمح المنسوب إلى الولد أو الأخ غلة في الولد والأخ.
فإن كان الكسر مما يرجى إصلاحه فهو يبرأ.
وإن كان الكسر مما لا يجبر فهو موت أحد هؤلاء.
وكسر الرمح للوالي عزله.
وضياع السنان موت الولد أو الأخ.
والمرزاق يدل على ما يدل عليه الرمح.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ بيدي رمحاً وأنا ماشٍ بين يدي الأمير.
فقال: إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير شهادة حق.
وحكي أنّ أبا مخلد رأى في المنام كأنّه أعطي رمحاً ردينياً فولد غلاماً فسماه رد يني.
ورأى رجل كأنّ حربة وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة فلدغته حية في تلك الرجل.
والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون.
والوهق: رجل مستعان به فإن كان من حبل فإنّه رجل متين.
وإن كان من ليف فهو رجل حسن.
فمن رأى أنّه وهق رجلاً فإنّ الواهق يستعين برجل إن وقع الوهق في عنق الموهوق فإن وقع في وسطه فإنّ الواهق يخدعه وينتصف من الموهوق ويظفر به ويشرف الموهوق على الهلاك.
وأما النشاب: فإنّه رسول فمن رأى أنّه رمي بسهم فلم يصب الغرض فإنّه يرسل رسولاً في حاجة فلا يقضيها.
فإن أصاب الغرض فإنّه يقضيها.
فإن كانت النشابة سوية فهي كتاب فيه كلام حق.
فإن نفذت النشابة فإنّ ذلك الكلام يقبل.
فإن كانت من قصب ناقصة فإنّ ذلك الكلام باطل.
فإن نفذ بها ما أراد أصاب العلامة نفذ أمره.
فإن كانت النشابة سهماً فإنّه رجل لسن.
فإن أصاب نفذ ما يقوله.
فإن رأى أنّ امرأة رمته فأصاب قلبه فإنّها تمازحه فيعلق قلبه بها.
وإن كانت نشابة من ذهب فإنّها رسالة إلى امرأة أو بسبب امرأة.
فإن كانت سهاماً معاريض فإنّهم رسل معهم لطف ولين في كلامهم.
فإن رمى بها مقلوبة نصولها إلى جانب الوتر فإنّها رسالة مقلوبة.
فإن كانت بلا ريش فإنّ الرسول مسخر.
والنصل: في النشابة رسالة في بأس وقوة.
والنصل من رصاص رسالة في وهن.
ومن صفر متاع الدنيا ومن ذهب رسالة من كراهية.
وإن كانت نشابته بغير نصل فإنّه يريد رسالة إلى امرأة ولا يصيب رسولاً فإن كانت بلا فواق فإنّ الرسول غير حازم.
واضطراب السهم خوف الرسول على نفسه.
فإن رأى أنّه رمى سهماً فأصاب فإنّه إن رجا ولداً كان ذكراً.
والنشاب قول الحق والرد على من لا يطيع الله.
فإن أصاب قبل قوله.
وإن أخطأ لم يقبل قوله.
والسهم الواحد المنكوس إذا رأته امرأة في الجعبة فهو انقلاب زوجها عنها.
وقيل من رأى قوساً يرمى منها سهام فإنّ القوس أب.
وربما كان النشاب رجلاً رباه غير أبيه.
والسهم ولاية وقيل من رأى بيده سهماً فإنّه ينال ولاية وعزاً ومالاً.
وقيل من رأى بيده نشاباً أتاه خبر سار.
ورأى رجل كأنّه يضرب بالنشاب فقص رؤياه على معبو فقال: إنك تنسب إلى النميمة والغمز.
فكان كذلك.
وانكسار القوس عجزه من أداء الرسالة.
والسهم للمرأة زوجها والجعبة قيل هي كورة وبلد.
فمن رأى أنّه أعطي جعبة أصاب سلطاناً.
وقيل الجعبة امرأة حافظة أو هيبة على الأعداء والجعبة ولاية لأهل الولاية.
وللعرب امرأة.
والرمي بالسهام في الأصل كلام في رسائل.
والقوس امرأة سريعة الولادة أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة إلى الله تعالى.
والقوس في غلاف غلام في بطن أمه.
والقوس مع غيره من اِلسلاح سلطان وعز.
ومن ناول امرأته قوساً ولدت بنتاً فإن ناولته المرأة قوساً رزق ابناً.
ومد القوس بغير سهم دليل السفر.
ومن رأى كأنّه مد قوساً عربية وانقطاع الوتر دليل العاقة عن السفر ويدل على طلاق المرأة.
وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد والشريك أو بعض الأقرباء وربما دلت القوس على ولاية وانكسارها على العزل.
وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب وللتجار على الخسران وفي الولد على العقوق وفي المرأة على النشوز وسهولتها تدل على الضد من ذلك وإن رمى عنها سهماً فأصاب الغرض نال مراده.
وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف لقوله تعالى: " ثمَّ دَنَا فَتَدَلّى " .
ومن مد قوساً بلا سهم سافر سفراً بعيداً وعاد صالح الحال: فإن انقطع الوتر أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصل إليه وإن انكسرت قوسه أصابه مصيبة في سلطانه بأمرِه ونهيه.
والرمي عن قوس البندق قذف منِ يرميه.
ومنِ اتخذ قوساً أصاب ولداً غلاماً وازداد سلطاناً.
ومن رأى أنّه ينحت قوساً وكان عزباً ونوى التزوج فإنّه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها.
وإن تولى ولاية فإنّ الرعية لا تطيعه.
وإنّما جعل تأويل القوس امرأة لقول الناس: المرأة كالقوس إن سويتها انكسرت.
والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولداً صاحب كتابة ورسالات وإن مد قوساً لها صوت صافٍ فرمى عنها ونفذ السهم فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإنصاف.
وقيل من رأى بيده قوساً مكسورة تزوج امرأة حرة.
وأما المنجنيق والقذيفة فيدلان على قذف وبهتان.
فإن رأى كأنّه يرمي بهما حصناً من حصون الكفار قاصداً فتحه فإنّه يدعو قوماً إلى خير.
وحجر المنجنيق رسول فيه قسوة.
ومن رأى كأنّه يرمي الحجر من مكان مرتفع نال ملكاً وجار فيه.
والصخور التي على الجبلِ أو في أسفله من غيره فهم رجال قلوبهِم قاسية في الدين.
فإن رأى أنه يشيل حجراَ لتجربة القوة.
فإنه يقاتل بطلاً قوياً معيناً قاسياً.
فإن شاله كان غالباً به وإن عجز عنه فهو مغلوب.
رأى رجل أبو بنات وكان مقلاً كأن صخرة دخلت داره فقص رؤياه على معبر فقال: يولد لك غلام قاسي القلب.
فعرض له أنّه زوج ابنته رجلاً فاسد الدين.
ورأى رجل كأنّ حصاة وقعت في أذنه فنفضها فزعاً فخرجت فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: هذا رجل جالس أهل البدع فسمع كلمة قاسية مجتها أذنه.
ومن رأى أنّه رمى إنساناً بحجر في مقلاع فإنّ الرامي يدعو إلى المرمى في أمر حق في قسوة قلب.
وقيل من رأى كأنّ النساء رمينه بالحجارة فإنهن بالسحر يكدنه.
والدبوس أخ موافق أو ولد ذكر أو خادم يذب عن صاحبه مشفق عليه.
والطبرزين عز وسلطان وللتاجر ربح.
وأما الدرع فحصن ولابسه ينال سلطاناً عظيماً.
ولبس السلاح كله جنة من الأعداء.
والدرع حصانة الدين.
وهو للعامة نعمة ووقاية من البلايا والمكايد.
قال الله تعالى: " سَرَابِيلَ تَقِيكُم الحرِّ وسَرَابِيلَ تَقِيْكُمْ بأسَكُمْ كَذلِكَ يُتم نِعْمَتَهُ عَلَيْكمْ " .
وقال عزّ وجلّ: " وعَلمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لتُحْصِنَكّمْ مِنْ بَأسِكمْ " .
ومن رأى كأنّه يصنع درعاً: فإنّه يبني مدينة حصينة.
ولبس الدرع أيضاً يدل على أخ ظهير أو ابن شفيق.
ولبسه للتجارة فضل يصير إليه من تجارة دائمة وأمن وحفظ.
وقيل الدرع مال وملك.
وقيل إنّ ما كان من السلاح تغطي مثل الترس والبيضة والجوشن والصدور والساق فإنّه يدل على ثياب كسوة والجوشن مثل الدرع إلا أنّه أحصن وأحفظ وأقوى.
وقيل إنّ لبسه يدل على التزويج بامرأة قوية عزيزة وحسناء ذات مال.
وأما المغفر والبيضة فمن رأى على رأسه مغفراً أو بيضة فإنّه يأمن نقصان ماله وينال عزاً وشرفاً.
وقيل إنّ البيضة إذا كانت ذات قيمة مرتفعة دلت على امرأة غنية جميلة وإذا كانت غير مرتفعة دلت على امرأة قبيحة وقيل من رأى بيضة حديد بلغ وسيلة عظيمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت كأنّي في درع حصينة فأولتها المدينة - وأني مردف كبشاً فأولته كبش الكتيبة - ورأيت كأنّ بسيفي ذي الفقار فلاً فأولته فلاً يكون فيكم- ورأيت بقراً تذبح فأولته القتلى من أصحابي " .
والساعدان من الحديد هما من رجال قراباته فمن رؤي عليه ساعدان فإنّه يقوى على يدي رجل من قراباته.
وقيل إنّه يصحب رجلين قويين عظيمين وربما وقع التأويل على ابنه أو أخيه.
والترس رجل أديب كريم الطبع مطيع كاف لإخوانه في كل شيء من الفضائل حافظ لهم ناصر لهم يقيهم المكاره والأسواء.
وقيل هو يمين يحلف بها.
وقيل هو ولد ذاب عن أبيه.
والترس الأبيض رجل ذو دين وبهاء والأخضر ذو ورع والأحمر صاحب لهو وسرور والأسود ذو مجال وسؤدد والملون ذو تخاليط وإن رأى مع الترسِ أسلحة فإنّ أعداءه لا يصلون إليه بمكروه.
فإن رأى صائغ أو تاجر أنّ ترساً موضوعاً عند متاعه أو في حانوته أو عند معامليه فإنّه رجل حلاف.
وقد جعل يمينه جنة لبيعه وشرائه لقوله تعالى: " اتَّخَذُوا أيْمَانَهُمْ جُنّةً " .
ومن رأى معه ترساً وكان له ولد فإنّ ولده يكفيه المؤن كلها ويقيه الأسواء والمكاره.
وقيل من تترس بترس فإنّه يلجأ إلى رجل قوي يستظهر به.
وقيل إنّ الترس إذا كان ذا قيمة يدل على امرأة موسرة جميلة وإلا فهو امرأة قبيحة.
فإن رأى انّ عليه أسلحة وهو بين رجال لا أسلحة عليهم نال الرياسة على قوم.
فإن كان القوم شيوخاً فهم أصدقاؤه وإن كانوا شباناً فهم أعداؤه.
وقيل إن كان صاحب هذه الرؤيا مريضَاً دلت على موته.
وصوت الطبل الموكبي خبر كذب.
وتمزق طبل الملك موت صاحب خبره.
وقيل الطبل الموكبي رجل حماد الله تعالى على كل حال.
والطبل الذي يدلدل يدل على اغترار وصلف.
والدبادب أغنياء بخلاء.
ومن رأى على بابه الدبادب والصنوج تضرب نال ولاية في العجم.
والبوق من والمبارزة تدل على خصومة إنسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر وذلك أنّ المبارزة أول المقاتلة وتكون أيضاً مع سلاح تدل على المقاتلين وهذه الرؤيا تدل على تزويج امرأة تشاكل ما رأى النائم إن كان مسلحاً بأنواع السلاح في مبارزته.
والإنسان إذا رأى أنّه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجواشن فإنّ الرؤيا تدل على أنّه يتزوج امرأة غنية خدامة محبة للفقراء لا شكل لها أما غنية فلأنّ السلاح يغطي بعض البدن وأما خدامة فلأنّ سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر وأما محبة للفقراء فلأنّ هذا السلاح لا يغطي البدن كله.
والضرب بالسيف: إصابة شرف في سبيل اللهّ.
ورؤية السيف المشهور بيد رجل اشتهاره بعمل يعمله.
والطعن بالرمح طعن بكلام.
وكذلك بالسيف والعصا والعمود.
فإن أشار بأحد
هذه الأشياء ولم يطعن فإنّه يهم بكلام ولا يتكلمه.
والمناضلة إن كانت في سبيل الله وكان هو المرمى والمصاب بالسهم.
فإنّه ينال حاجته من القربة إلى الله تعالى.
وإن كانت في الدنيا فإنّه يناله شرفها.
أتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت صفين من الناس يرمي كل صف منهما الصف الآخر فكان أحد الصفين يرمون فيصيبون والآخرون يرمون فلا يصيبون قال: هؤلاء فريقان بينهما خصومة والمصيبون يعملون بالحق والمخطئون يتكلّمون بالباطل.
والرمي بالسهم إذا أصاب وكان في سبيل الله فإنّ الله يستجيب دعوته.
وإذا كان لأجل الدنيا وأما الجراحات فمن رأى أنّه جرح في يديه فإنّ ذلك مال يصير إليه.
وإن جرح في يده اليمنى فإنّه مال يفيده من قرابة له من الرجال وفي اليسرى من قرابة له من النساء.
فإنّ جرح في رجله اليسرى فمال من الحرث والزرع فإن جرح في عقبه أصاب مالاً من جهة عقبه وولده.
والجراحة في إبهام يده اليمنى دليل على ركوب الدين إياه.
وكل جراحة سائلة نفقة وضرر في المال.
ومن رأى بجسده جراحة طرية يسيل منها الدم فإنّها مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجراً.
والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم فإنه قد قرب من أن يصيب مالاً.
فإن سال منها الدم فإنه مال يبين أثره عليه.
فإن رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتى بضعت جلدته والعظم فإنّه يطول عمره ويرى أترابه.
فإن هشمت العظم انهزم جيش له.
فإن جرح في يده اليسرى.
زاد عسكره.
فإن جرح في اليمنى زاد ملكه.
فإن جرح في بطنه زاد مال خزانته فإن جرح فخذه زادت عشيرته.
فإن جرح في ساقه طال عمره.
وإن جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة في المال وثباتاً.
فإن رأى كأنّ إنساناً قطع أعضاءه وفرقها فإنّ القاطع يتكلم في أمره بكلام حق يورث ذلك ويفرق أولاده ويشتتهم في البلاد.
فإن تلطخ الجارح بدم المجروح فإنّه يصيب مالاً حراماً بقدر الدم الذي تلطخ به.
ومن جرح كافراً وسال من الكافر دم فإنّه يظفر بعدو له ظاهر العداوة وينال منه مالاً حلالاً بقدر الدم الخارج منه لأنّ دم الكافر حلال للمؤمن فإن تلطخ بدمه فهوِ أقوى.
ومن رأى كأنّ إنساناً جرحه ولم يخرج منه دم فإنّ الجارح يقول فيه قولاً حقاً جواباً له.
فإن خرج دم فإنّه يغتابه بما يصدق فيه ويخرج المضروب من إثم.
وقيل من رأى كأنّه جرح بشيء من الحديد بسكين أو غيرها فإنّه تظهر مساويه ومعايبه لا خير فيه.
وقال بعضهم: من رأى في بعض أعضائه جرحاً فإنّ التعبير فيه للعضو الذي حلّت فيه الجراحة.
فإن كانت في الصدر هو الفؤاد فإنّها في الشباب من الرجال والنساء تدلت على عشق.
وأما المشايخ والعجائز فإنّها تدل على حزن.
وأما القتل فمن رأى أنّه قتل إنساناً فإنّه يرتكب أمراً عظيماً.
وقيل إنّه نجاة من غم لقوله تعالى " وَقَتَلْتَ نَفْسَاً فَنَجّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ وفَتَنّاكَ فُتوناً " .
ومن رأى أنّه يقتل نفسه أصاب خيراً وتاب توبة نصوحا لقوله تعالى: " فَتُوبُوا إلى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ " .
ومن رأى أنّه يقتل فإنّه يطول عمره.
ومن رأى كأنّه قتل نفساً من غير ذبح أصاب المقتول خيراً.
والأصل أنّ الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم.
فإن رأى أنّه ذبحه ذبحاً فإدن الذابح يظلم المذبوح في دينه أو معصية يحمله عليها.
وأما من قتل أو سمى قتيلاً وعرف قاتله فإنّه ينال خيراً وغناء ومالاً وسلطاناً.
وقد ينال ذلك في القاتل أو من شريكه لقوله تعالى: " وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهُ سلطانَاً " .
وإن لم يعرف قاتله فإنّه رجل كفور يجري كفره على قدره إما كفر الدين وإما كفر النعمة لقوله تعالى: " قُتِلَ الإنسانُ ما أكْفَرَهُ "
ومن رأى مذبوحاً لا يدري من ذبحه فإنّه رجل قد ابتدع بدعة أو قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء.
وأما من ذبح أباه أو أمه أو ولده فإنّه يعقه ويتعدّى عليه.
وأما من ذبحِ امرأة فإنه يطؤها.
وكذلك إن ذبح أنثى من إناث الحيوان وطىء امرأة أو افتضّ بكراً ومن ذبح حيواناً ذكراً من ورائه فإنّه يلوط فإنّ رأى أنّه ذبح صبياً طفلاً وشواه ولم ينضج للشواء فإنّ الظلم في ذلك لأبيه وأمه.
فإن كان الصبي موضعاً للظلامة فإنّه يظلم في حقه ويقال فيه القبيح كما نالت النار من لحمه ولم ينضج ولو كان ما يقال فيه لنضج الشواء.
فإن لم يكن الصبي لما يقال فيه ويظلم به موضعاً فإنّ ذلك لأبويه فإنّهما يظلمان ويرميان بكذب ويكثر الناس فيهما وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء.
فإن رأى الصبي مذبوحاً مشوياً فإنّ ذلك بلوغ الصبي مبلغِ الرجال.
فإن أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفضله.
فإن رأى أنّ سلطاناً ذبح رجلاً ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس فإنّ السلطان يظلم إنساناً ويطلب منه ما لا يقدر عليه ويطالب هذا الحامل تلك المطالبة ويطالبه بماله ثقيل ثقل المذبوح فإنّ عرفه فهو بعينه وإن لم يعرفه وكان شيخاً فإنّه يؤاخذه بصديق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته.
وإن كان شاباً أخذ بعدو وغرم.
وإن كان المذبوح معه رأسه فإنّه يؤذن به ولا يغرم وتكون الغرامة على صاحبه ولْكن ينال منه ثقلاً وهماً.
والمملوك إذا رأى أنّ مولاه قتله فإنه يعتقه.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها.
فقال له ابن سيرين: ينبغي أن تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة.
وكان الرجل أخاً وكان زوجها غائباً فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر فأتى بيته فإذا بجارية أخته وقد أتته بهدية وقالت: إنّ سيدي قدم البارحة من السفر.
ففرح الرجل وزال عنه الغضب.
وأتت ابن سيرين امرأة فقالت: رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم.
فقال لها: إنك حملت زوجك على إثم فاتّقي الله عزّ وجلّ.
قالت صدقت.
وأتاه آخر فقال: رأيت كأنّي قتلت صبياً وشويته.
فقال إنك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى أمر محظور وأنّه سيطيعك.
أماضرب الرقبة فمن ضربت رقبته وبان عنه رأسه فإن كان مريضاً شفي.
وإن كان مديوناً قضي دينه وإن كان صرورة حج وإن كان في خوف أو كرب فرج عنه فإن عرف الذي ضرب رقبته فإنّ ذلك يجري على يديه فإن كان الذي ضربها صبياً لم يبلغ فإنّ ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض إلى ما يصير إِليه من فراق الدنيا وهو موته على تلك الحال.
وكذلك لو رأى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو هو معروف بالصلاح.
فهو يلقى الله تعالى على خير حالاته ويفرج عنه ما هو فيه من الكرب والبلاء.
وكذلك المرأة النفساء والمريض والمبطون أو من هو في بحر العدو.
وما يستدل به على الشهادة فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت فإنّه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره.
فإن رأى كأنّ ملكاً أو والياً يضرب عنقه فإنّ تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره.
فإن رأى كأنّ ملكاً ضرب رقاب رعيته فإنّه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم.
وضرب الرقبة للملوك عتقه أو بيعه.
وللصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنّها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم.
وتدل في المسافرين على رجوعهم.
ومن رأى رأسه في يده.
فإنّه صالح لمن لم يكمت له أولاد ولم يكن متزوجاً ولم يقدر على الخروج في سفر.
ومن رأى كأنّ سلطاناً ضرب أوساط رعيته فإنّه ينتصف منهم.
ومن رأى كأنّه جعل نصفين وحمل كل نصف منه إلى موضع فإنّه يتزوج امرأتين لا يقدر على امساكهما بالمعروف ولا تطيب نفسه على تسريحهما.
وقيل من رأى ذلك فرق بينه وبين ماله.
والدم مال حرام أو إثم فإن رأى أنّه يتشحط في الدم فإنّه يتقلّب في مال حرام أو إثم عظيم.
فإن رأى على قميصه دماً من حيث لا يعلم فإنّه يكذب عليه من حيث لا يشعر لقصة يوسف عليه السلام.
فإن رأى قميصه تلطخ بالدم دم سنور فإنّه يكذب عليه سلطان غشوم ظلوم.
فإن تلطخ بدم كبش فإنّه يكذب عليه رجل شريف غني منيع.
وكذلك دم جميع الحيوان فإنّه يكذب عليه من ينسب إلى ذلك الحيوان.
فإن رأى أنّه شرب دم إنسان فإنّه ينال مالاً ومنفعة وينجو من كل فتنة وبلية وشدة.
وقيل من شرب دم الناس ارعوى من إثم ونجا منه.
ومن وقع في بئر من دم فإنّه يبتلى بدم أو مال حرام.
وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة.
وإن كان غائباً رجع من سفره سالماً.
وذكر رجل من الأزد قال: صلّى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحاً بصيراً فأصبح وهو أعمى فأتنياه وقلنا له ما هذا الذي طرقك قال: أتيت في منامي فأخذت فذهب بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو قاعد وبين يديه طشت مملوء دماً قال إنك كنت فيمن قاتل الحسين قلت نعم فأخذ إصبعي هاتين يعني السبابة والوسطى فغمسهما في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني.
وأومأ بإصبعيه قال: فأصبحت لا أبصر شيئاً.
وجاء رجل إلى ابن المسيب فقال: رأيت كأنّ في يدي قطرة من دم وكلما غسلتهما ازدادت إشراقاً.
فقال: أنت رجل تنتفي من ولدك فاتق الله واستلحقه.
وقال سفيان رأيت كأنّ على ثوبي دماً فلما أصبحت خرجت إلى المسجد وكان على بابه معبر فقصصت رؤياي عليه فقال: يكذب عليك.
فكان كما قال.
وأما الصلب فهو على ثلاثة أضرب: صلب مع الحياة وصلب مع الموت وصلب معِ القتل فمن رأى كأنّه صلب حياً أصاب رفعة وشرفاً مع صلاح دينه ومن صلب ميتاً أصاب رفعة مع فساد دينه ومن صلب مقتولاً نال رفعة ويكذب عليه.
ومن رأى كأنّه مصلوب ولا يدري متى صلب فإنّه يرجع إليه مال قد ذهب عنه وقال بعضهم: للأغنياء رديء ربما كان فقراً لأنّ المصلوب يصلب عارياً وللفقراء دليل غنى.
وفي مسافري البحار دليل المراد من أسفارهم والنجاة من الأهوال لأنّ الخشبة مركب من خشب وشبيه بذيل السفينة.
وقيل إن صلب العبد عنقه.
وقال بعضهم من رأى كأنّه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه نال رفعة وسلطاناً وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده فإن سال منه الدم فإنّ رعيته ينتفعون به.
ومن رأى كأنّه يأكل لحمِ مصلوب نال مالاً ومنفعة من جهة رئيس مرتفع وقيل إنّه يدل على أنّه يغتاب سلطاناً أو رئيساً دونه إذا لم يكن لما يأكل أثر.
وأما الهزيمة فللكفار هي بعينها لقوله تعالى: " وَقَذَفَ في قُلُوبِهِمْ الرًّعْبَ " .
وللمؤمنين ظفر في الحرب.
ومن رأى جنداً عادلين دخلوا بلدة منهزمين رزقوا النصر والظفر وإن كانوا ظالمين حلت بهم عقوبة ومن رأى الفرار من الموت أو القتل دل على قرب أجله.
لقولْه تعالى: " قلْ لنْ يَنْفَعَكُم الفِرَارُ إنْ فَرَرْتمْ مِنْ المَوتِ أو القَتْل " .
وقيل إنّ الفرار منِ العدو أمن وبلوغ مراد.
لقوله تعالى: " فَفرَرْت مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لي رَبِّي حُكْماً " .
ومن دعا رجلاً وهو يفر منه فإنّه لا يقبل قوله ولا يطيعه لقوله تعالى: " فَلَمْ يَزدنيْ دُعَائي إلا فرَاراً " .
وقيل الفرار أمان لقوله تعالى: " فَفِروا إلى الله انِّي لَكمْ مِنْهُ نذِيرٌ مُبِين " .
ومن اختفى من عدوه فإنّه يظفر به.
فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه فإن ارتعد أو ارتعش أو ارتخت مفاصله أصابه هم ولا يقوى به.
ورؤية الخيل يتراكضون في بلده أو محله فإنها أمطار وسيول.
والخوف أمن والأسر هم شديد.
وأما القيد فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب القيد وأكثره الغل والقيد ثبات في الدين.
فإن كان من فضة فهو ثبات في أمر التزويج وإن كان من صفر فثبات في أمر مكروه.
وإن كان من رصاص فثبات في أمر فيه وهن وضعف.
وإن كان حبلاً فهو ثبات في الدين لقوله تعالى: " واعْتَصِمُوا بِحَبْل الله " .
وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق.
وإن كان من خرقة أو خيط فهو مقام في أمر لا دوام له.
وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد فهو ثباته على طاعة الله تعالى وإن كان ذا سلطان ورأى مع ذلك تقلد سيف فهو ثباته على طاعة الله تعالى.
وإن كان من أبناء الدنيا فهو ثباته في عصارتها.
والقيد للمسافر عاقة عن سفره وللتجار متاع كاسد يتقيدون به.
والمهموم دوام همه.
وللمريض طول مرضه.
ومن رأى أنّه مقيد في سبيل اللهّ فهو يجتهد في أمر عياله مقيماً عليهم.
وإن رأى أنّه مقيد في بلدة أو في قرية فهو مستوطنها فإن رأى أنّه مقيد في بيت فهو مبتلي بامرأة.
فإن رأى القيد ضيقاً فإنّه يضيق عليه الأمر فيها.
والقيد للمسرور دوام سروره وزيادته.
وإن كان المقيد رأى أنّه ازداد قيداً آخر فإن كان مريضاً فإنّه يموت فيه.
وإن كان في حبس طال حبسه.
ومن رأى أنّه مرِبوط إلىِ خشبة فإنّه محبوس في أمر رجل منافق.
ومن رأى
أنّه مقيد وهو لابس ثياباً خضراً فمقامه في أمر الدين واكتساب ثواب عظيم الخطر وإن كانت بيضاء فمقامه فى أمر علم وفقه وبهاء وجمال.
فإن كانت حمراء فمقامه في أمر لهو وطرب.
وإن كانت صفراء فمقامه في مرض.
ومن رأى أنّه مقيد بقيد من ذهب فإنّه ينتظر مالاً قد ذهب له.
فإن رأى أنّه مقيد في قصر من القوارير فإنّه يِصحب امرأة جميلة وتدوم صحبتها معه.
وإن كان على سفر أقام بسبب امرأة.
ومن رأى أنّه مقرون مع رجل آخر في قيد دل على أكتساب معصية كبيرة يخاف عليها انتقام السلطان.
لقوله تعالى: " وتَرَى المُجْرِمينَ يَوْمئِذٍ مُقَرَّنِينَ في الأصْفَادِ " .
وقيل أنّ القيد في الأصل هرم وفقر.
وقال بعضهم أنّ المقيد يدل على السفر لأنه وأما الغل: فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه فإنّه يصيب مالاً لا يؤدي زكاته.
وقيل إنّه يمنع عن معصية.
فإن رأى كأنّ يديه مغلولتان دل على شدة بخله.
فإن كان الغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطه خشب دل على نفاقه.
ومن رأى أنّه مقيد مغلول فهو كافر يدعي إلى الإسملام.
ومن رأى أنِّه أخذ وغل فإنّه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره لقّوله تعالى: " خُذُوهُ فغُلوهُ " .
وأتت ابن سيرين امرأة فقالت: رأيت رجلاً عليه قيد وغل وساجور فقال لها: الغل والسماجور من خشب فهذا رجل يدعي أنّه من العرب وليس بصادق في دعواه.
فكان كما قال.
وحكي أنّ الإمام الشافعي رأى في الحبس كأنّه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال: إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرتفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ.
وأتى ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب فقال: رأيت كأنّ قتادة مصلوب فقال: هذا رجل له شرف وهو يسمع منه.
فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد ويحملهم على القعود والسلسلة: تدل على ارتكاب معصية عظيمة لقوله تعالى: " إنا اعتدّنَا لِلْكافِرينَ سلاسلا " .
والسلسلة في عنق الرجل تزوج امرأة سيئة الخلق ومن ربط بسلسلة دل على حزن فيه أو في المستقْبل وأما دخول الحبس: فلا يحمد البته.
ويدل على طول المرض وامتداد الحزن إن دخله برأي نفسه
أو أكرهه غيره على دعوته نعوذ بالله من البلاء.
وأما المصالحة: فتدل على ظهور خير لقوله تعالى: " والصلْحُ خَيْر " .
والدعوة إلى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى والنهي عن الصلح يدل على أنّ صاحبه مناع للخير والصلح يدل على السلامة فإنّ أحد معانيه السلم.
032- الصناع والحرفين والعملة والفعلة
البناء باللبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال.
والبناء بالآجر والجص وكلما يوقد تحته النار فلا خير فيه.
ومن رأى أنّه يبني فإن كان ذا زوجة وإلا تزوج وابتنى بامرأة.
والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنّه يعمل عملاً في الطين فإنّه يعمل عملاً صالحاً.
والجصاص رجل منافق مشعب معين على النفاق لأنّ أول من ابتدأ الجص فرعون.
والنقاش إن كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها.
وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنّه معلم لأهل الجهل.
وإن كان نقشه بما لا يفهم في الخشب فإنه منقص لأهل النفاق مداخل أهل الشر.
وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط.
وضارب اللبن جامع للمال.
فإن رأى أنّه ضرب اللبن وجففه وجمعه فإنّه يجمع مالاً.
فإن مشى فيها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن.
والنجار: مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأنّ الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب.
والخشاب: يترأس على أمل النفاق.
والحطاب: ذو نميمة وشغب.
والحداد: ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس إليه لكون السندان تحت يده.
والسندان ملك.
والحديد رأسه وقوته فإن رأى كأنّه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنّه ينال ملكاً عظيماً لقصة داود عليه السلام: " وألنا لَهُ الحَدِيدَ " .
وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأنّ النار حرب وسلاحها الحديد.
وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد إن لم يحرقك بناره أصابك من شره.
وإن قيل في المنام أنّ فلاناً دفع إلى حداد أو دفع أمره إليه فانه يجلس إلى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شيء من دخانه أو ناره أو شراره فضر ذلك ببصره أو ثوبه أو والخباز: صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة.
وقيل الخباز سلطان عادل فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيماً وخصباً وثروة فان رأى كأنّه
يخبز الحواري نالت عيشاً طيباً ودل الناس على وجه يستفيدون فيه غنى وثروة.
فإذا رأى كأنه اشترى من الخباز خبزاً من غير أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشاً طيباً فى سرور ورزقاً هيباً مفروغاً منه.
فإن رأى كأنّ الخباز أخذ منه ثمناً فهو كلام في الحاجة.
ومن رأى كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فانّه يجمع بين الناس على فساد والخباز وإن قال الناس أنه سلطان عادل فإنّه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب نميمة.
وأما الخبز: فدال على العلم والإسلام لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس.
وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على أقدار الناس وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء.
والنقي منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء.
والغلث منه على ضد ذلك فمن رأى كأنّه يفرق خبزاً في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنّه ينال من العلم ما يحتاج إليه.
وإن كان واعظاً كانت تلك مواعظه ووصاياه إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أنحس حظاً لأنّ اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس.
وأما من رأى ميتاً دفع إليه خبزاً فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره ومن مكان لم يبرحه وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالأرجل فإنّه رخاء عظيم يورث البطر والمرح.
وأما من رأى ميتاً أخذ له رغيفاً أو رآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله فإن كان بطلاً أوكان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس إليها وفتنة يعطش الناس فيها فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسده.
وان لم يكن شيئاً من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت.
وإن كانت ضعيفة الدين فسدت.
ومن بال في خبز فإنّه ينكح ذات محرم.
والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على الجار.
أو صانع تطيعه الاجراء.
فمن رأى كأنّه ابتاع من حناط حنطة فإنّه يطلب من سلطان ولاية.
فإن رأى كأنّه باعه من غير أن رأى
الثمن فإنّه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه لأنّ كل شيء شكره.
ومن رأى كأنّه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها فإنّه يصيب عزاً وشرفاً لأنّ الحنطة أشرف الأطعمة.
فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها أصابه خسران وهوان وعزل وإن كان والياً وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام.
وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط والطحان رجل مشغول برمة نفسه ودنياه فإن رأى شيخاً طحاناً فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أن يصيب رزقه من جهة صديقه.
فإن رأى شاباً طحاناً فإنّه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه.
فإن رأى أنّه طحان وقد طحن طعاماً بقدر كفايته فإنّ معيشته على حد الكفاية فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك.
ومن رأى أنّه طحان فإنّه قيم نفسه وقيم أهله.
والقصاب: ملك الموت فمن رأى كأنّه أخذ من قصاب سكيناً أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة فإن رأى كأنّه ذبح ما لا يحل ذبحه من البهائم فهو دليل ظلمه والتباسِ عمله فيما بينه وبين الله تعالى.
فإن رأى كأنّه ذبح أباه فإنّه يبره ويصله إذا لم ير دماً فإن رأى دماً لم تحمد رؤياه وقيل أنّ القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في الحالين حال الدين فإنّه يدل على قضائه وحال القيد فإنّه يدل على فكه.
والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة.
وقيل هو السفاك وقيل هو صاحب السيف.
ومن رأى أنّه يقسم اللحوم فإنّه يمشي بين الناس بالنميمة.
ومن رأى كأنّه يقسم لحم بقر بين أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنّه يصل رحمه ويقسم ماله بين ورثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده.
والسلاح: رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم.
والشواء: مؤدب فمن رأى كأنّه يشتري قطعة من شواء فإنّه يستأجر حاذقاً.
وقيل أنّ الشواء رجل في كلامه شغب.
والطباخ: وكل من يعالج في صناعته النار أصحاب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الأسواق.
والكيس: يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها إظهار اليسر وخيانة في الأمانة.
والبقلي رجل دنيء الكلام صاحب هموم وأحزان.
والبطيخي رجل ممراض.
والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه.
وحلاب الأغنام جماع الأموال.
وحالب البقر رجل يطالب العمال.
وحالب الغنم رجل حسن الذكر عامل بالفطرة جامع للمال الحلال طالب للعلم.
والهراس رجل مشغب وقيل هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك.
والسماط: خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من أموالهم لأنّ الصوف والشعر والوبر والريش أموال.
وقيل وهو وصي يأكل أموال اليتامى ظلماً.
والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف وقيل هو مصنف العلوم وقيل هو رجل يسوق لنفسه بإلقاء العداوة بين الناس والنميمة.
والكامخي ممراض.
وعصار الدهن إن كان من سمسم فإنّه رجل ذو رياسة ومال وإن كان من حبوب فإنّه رجل يجمع مالاً يتعب فيه ومشقة.
والسماك: رجل نخاس الرقيق لأنّ السمكة جارية أو امرأة والسكري رجل لطيف فإن رأى أنّه يبيع سكراً ويأخذ ثمنه دراهم فإنّه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له بالجواب.
والسمان رجل موسر يعيش في ظلمه من تبعه والرآس رئيس الرؤساء فإن رأى كأنّه اشترى رأساً من رآس فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها.
والذباح: رجل ظالم.
والإسكاف المجهولة رجل قاسم المواريث عادل فيها.
وكذلك الصرام فإنّ جلود الحيوان مواريث.
والحذاء نخاس الجواري يزين أمور النساء لأنّ النعل امرأة والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتئم على يديه أمور متفرقة فإن خيط لنفسه فإنّه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين فإن رأى كأنّه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنّه يريد أن يجمع متفرقاً ولا يجمع فإن رأى كأنّه يخيط ثوب امرأته فإنّه يصيبه محنة.
والبزاز: رجل يحسن ويهدي الناس إلى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمناً فإن أخذ عنه ثمناً دراهم دل على أنّه يعمل الإحسان رياء.
وإن أخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة.
والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر والجزار مثل الإسكاف وقيل مثل الحذاء.
وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص والطرائفي والأكافي أيضاً نخاس الجواري لأنّ الأكاف امرأة أعجمية.
والبيطار رجل يعين الجند وكبراء النالس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأنه بيطار الأجسام.
والتاجر فإن رأى رجل أنّه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئاً من أدوات التجار ميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنّه يأمن الفقر.
والجوهري: صاحب نسك وعبادة.
وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس.
والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به.
والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمناً فإن أخذ ثمناً فهو مراء.
والخمار: صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل.
والحمال صاحب هموم وحلم.
والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير.
وكذلك السائس والجوشني داعي الناس إلى الإلفة وحسن الصحبة.
والنبلي: زاهد عابد وقيل جاسوس.
والقواس: رئيس الفرج.
والتراس: سلطان قوي يغري العساكر بأعدائهم.
والرماح.
صاحب ولاية.
والزراد: معلم دال إلى الخير وقيل ذو سلطان.
والسراج: نخاس لأنّ السرج امرأة أو جارية لأنّه مقعد الرجل.
والجوالقي: رجل يحرض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس إليه أسرارهم.
وجزاز الشعور: رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء.
وجالب الأمتعة جامع الدنيا.
والنحاس صاحب عشور.
والحارس يدل على ظهور الأسرار.
والحمام جامع بين الناس على معصية وهو أيضاً قيم من يدل الحمام عليه لأنّ الحمام يدل على أشياء كثيرة.
والحفار: رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فهو حينئذٍ عقده إن كان ذلك له والأصل في الحفر المكر.
وحفار الجبال رجل يزاول رجالاً عظاماً وقيل إنّ الحفار رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش فإن رأى كأنّه يحفر في الثرى فإنّه يشرع في باطل لا ينتفع به وقيل انّ الحفار رجل حقود مكار.
والحجام: رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب.
وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاماً حجمه نظرت في أمره فإن كان مطلوباً بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم وإن كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في والحراث: ذو أخطار وقيل مشتغل بعمل صالح.
والحلاق: رجل يصلح أمور الناس عند السلطان.
ورائق الجراحات داعي النالس إلى خير وألفة وراقي الحيات رجل غدار والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم.
والخازن: ليجل منافق يجمع عنده مال حرام.
والخراط: رجل يقاتل رجالاً في نفاق ويسرق أموالهم.
والدلال: غير محمود والريحاني: رجل صابر على المصائب راض بالقضاء.
والرفاء: معتذر بعد الرمي بما لا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رفأ ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنّه ينسبها إلى فاحشة ثم يعتذر إليها من الكذب فإن رفأ ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه.
والراعي: صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتول أمر السلطان أو الحاكم ومن رأى أعرابياً يرعى الغنم فإنّه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه وراعي البخاتي وال على العجم.
والرائض: صاحب ولاية.
وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف.
والزجاج: نخاس الجواري.
والسقاء: رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجراً فإن ملأ سقاء الملأ وحمله إلى منزلِه ولم ينو شربه فإنّه يجمع مالاً يأكله غيره.
فإن حمل الماء إلى رجل وأخذ عليه ثمناً فإنّه يحمل وزراً وينال المحمول إليه مالاً من جهة سلطان لأنّ النهر سلطان والماء في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع.
والوراق: محتال.
والسقطي: عالم بالترهات.
والصيرفي: عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه وحكمه وعدله وربما كان ميزانه نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالاً ويعطي جواباً بالعدل والموازنة وهو المعبر أيضاً لاعتباره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقداً كالدنانير ويعطي كلاماً مصرفاً كالدراهم أو يأخذ كلاماً متفرقاً كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير فمن صرف في منامه ديناراً من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله فإن كان في خصومه نقصت.
وإن كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه أو يرى رؤيا يحتاج فيها إلى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنّها دار الهموم فاتنة القلوب والهم.
يشتق من اسمها إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره.
وكذلك لو قبض ذهباً ودفع دراهم لأنّ الذهب والناطور: صاحب ولاية.
وإن كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء.
والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة.
والسائل الفقير: طالب علم فإن أعطي ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر.
والسابح طالب العلوم وأمور الملوك.
والساحر: فتان.
والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنيء.
والصياد: قد قيل أنّه رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن لأنّ كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة.
وربما دل الصياد على القواد فمن خالط صياداً أو عاد صياداً فاستدل على صلاح ما يدل صيده عليه من فساده وبصفة صيده وزيادة منامه وقدره في نفسه وما يليق بمثله.
فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة.
وإن كان في الحرم أو بما لا يجوز في البر من التعذيب فهو رديء.
وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة.
وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم بمكر وخداع للسلاطين الغشمة الماردين.
وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس.
وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم.
وصياد السمك مع النساء والجواري خاصة ومعاملتهم.
والشاهد: المعدل رجل يظفر بالأعداء.
والكاتب: رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه.
وكالرقام ونحوهم وربما دل على الحراث فقلمه سكنه ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي والكتاب المنشور خبر مشهور.
والصفار: رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير وقيل هو رجل غاش خائن وقيل رجل صاحب خصومة.
فإن رأى من كان يريد التزويج أنّه يعمل عملِ الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة على أنها تكون لسنة لأنّ للصفر صوتاً.
والصباغ: صاحب بهتان فمن رأى كأنّ صباغاً في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير.
والصائغ: شرير كذوب لا خير فيه لأنّه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وإن كان معه ما يدل على الصلاح وإن كان في مسجد أو تالياً القران فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شيء من شيء.
والصيقل: وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع كالسلطان وسيوفه جنده ورجاله أوامره.
ويدل أيضاً على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه والواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ويدل
على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض.
فمن عاد في المنام صيقلاً عمل من وجوه ذلك ما يليق به.
ومن جرت بينه وبين صيقل مجهولة معالجة أو معاملة حراماً يدل عليه في وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنّه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكلام.
وقيل أنّ الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجراً وقيل هو رجل يفتعل الكلام جيداً حسناً.
فإن رأى أنّه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلاً للولاية نالها.
وقيل إن ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانة وضرب الدراهم الرديئة كلام رديء وقول بلا عمل.
والطبيب: عالم فيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدار لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم ودرباق ومثل المؤدب والسيد والدباغ المصلح لجلود الحيوان.
ويدل أيضاً على الحجام لما في الحجم من الشفاء.
فمنِ رأى قاضيَاً أو عالماً عاد طبيباً كثر رفقه وعظم نفعه.
ومن رأى طبيباً عاد قاضياً أو فقيهاً فإن كان مسلماً حكيماً زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته وإن كان على خلاف ذلك نولت به بلايا ولعله يهلك أحداً بطبه لجهله وجراءته لأنّه سما في المنام إلى ما ليس له.
ومن رأى طبيباً يبيع الأكفان فليحذر منه فإنّه سفاك خائن في طبه لا سيما إن كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه ومن رأى طبيباً عاد دباغاً للجلود فهو دليل على حذاقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى أنّ دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس.
والمطرز: عالم مكار مزوق كلام.
والعلاف: رجل كثير المال.
والعطار: أديب أو عالم أو عابد والأصل أنّه رجل يثني عليه الثناء الحسن.
والعشار: رجل دخل في أمور غيره.
وبيع الغزل يدل على السفر.
والغواص: ملك أو نظير ملك فمن رأى أنّه غاص في البحر فإنّه يدخل في عمل ملك أو سلطان.
فإن رأى كأنّه استخرج لؤلؤة فإنّه ينال من الملك جارية تلد له ابناً حسناً لقوله تعالى: " كأنّهُمْ لُؤلُؤٌ مَكْنُونْ " .
وتدل رؤيا الغواص على طلب العلم الغامض وعلى طلب مال في خطر ويصيب ما يطلبه على قدر ما يطيب من اللؤلؤ.
والقصار: رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم مين معاصيهم وقيل هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم.
وأما القفال: فإنّه رجل دلال فمن رأى أنّه قفل باب حانوته فإنّه دلال متاع فإن رأى أنّه قفل
باب دار فإنّه دلال تزويج.
والقلانسي رئيس.
وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء.
والفحام: سلطان جائر يفقر رعيته لأنّ الأشجار رجال والنار سلطان.
فإن رأى كأنّ الفحم نافق في سوقه فإنّهم أقوام قد افترقوا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم.
والقدوري: رجل طويل العمر لقوله تعالى: " وقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ " .
والقطان: رجل صاحب مال وتعب.
والكياد: والٍ عادل إذا لم يبخس في كيله.
والكاهن: رجل صاحب أباطيل وغرور.
والمساح: رجل يتفقد أحوال الناس ويحب الوقوف عليها فإن رأى كأنّه مسح أرضاً مزروعة فإنّه يتفقد أحوال أهل الصلاح وإن مسح كرماً فإنّه يتفقد حال امرأته فإن مسح شجراً فإنّه يتفقد أحوال رجال فيهم دين فإن مسح شارعاً فإنّه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه.
وإن كان في وجهه الحج فإنّه يحج فإن مسح مفازة فإنّه يفوز من غم.
وإن مسح أرضاً مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح.
واللص: هو الرجل المغتال الطالب ما ليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لدواجنهم أو حمامهم.
واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن.
والأموال والأرواح شركاء في التأويل.
وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان وقيل إنّ اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء.
وإن رأى لصاً دخل منزلاً فأصاب منه شيئاً وذهب به فإنّه يموت إنسان هناك.
فإن لم يذهب بشيء فإنّه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو.
والمصور: كاذب على الله تعالى ذو البدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وأمثالهم ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه.
والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يدل على الأمير والحاكم والفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي وربما دل ومن رأى كأنّه عاد معلماً: نظرت في حاله وأي شيء يليق به مما ينسبه إليه المؤدب وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى: " الرَّحْمَنُ عَلّمَ القُرْآنَ " .
فهو معلم الخلق أجمعين.
والبحاث: يقاتل أقواماً منافقين ويأخذ منهم أموالاً بالمكر.
والنباش: طالب علم غامض وإن لم يكن من أهله فهو قواد ويدل أيضاً عن الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز.
والسائل عن الناس في الشهادات فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه وإن نبش عن ميت فهو باحث عن
علم في طلب الدنيا وإن كان مالاً فهو حرام.
فإن كان الميت حياً فإنّ العلم زيادة في الدين وإن كان مالاً فهو حلال.
ومن رأى كأنّه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه.
ونخاس الحواري: صاحب أخبار لأنّ الحواري أخبار.
ونخاس الدواب صاحب ولاية والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أهوال فإن رأى أنّه يندف دخل في خصومة فإن رأى أنّه لا يحسن الندف غلبه خصمه.
والناقد: رجل يختار من كل شيء أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثل من لا يجوز عليه التدليس.
والنعال: رجلِ يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنّه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألماً نال مالاً فإن ناله ألم والمعبر: يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الإنسان عنده ويفرح وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لأنّه مبشر ومنذر.
وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنّه يبحث عن عورات الناس وربما دل على القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلي هموم الناس على يديه وربما دل على قارىء كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول إليه فمن عاد في النوم عابراً فإن حاق به القضاء ناله وإن كان طالباً للعلم والقرآن حفظه وإن كان موضعاً للكتابة نالها فإن كان طالباً لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفياً أو مكثفاً أو قصاراً أو غسالاً أو جزاراً أو قارئاً على قدر الأيام وزيادة الأحلام.
وأما من قص في المنام مناماً على معبر فما عبر له فهو هو ما كان موافقاً للحكمة جارياً على ألسنة وإن لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعلّه يحتاج إلى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف إليه في حاجته.
وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس.
والمجبر: ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة وكالإسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم.
فمن رأى أنّه وقف إلى جابر في داء نزل به أو كسر أصابه فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من إشراكه في التأويل فإن قال رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابرِ ففتحها له بالحديد حتى سال جميع ما فيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذراً أو ديناً يفرج
عنه منه على يد حاكم أو عالم.
ومن رأى مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحاً دل على أنّه يفصل ثوباً ويدفعه إلي خياط يخيطه.
وإن كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنّه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصانع والأعمال ويمنعها عن قبول الصدقات.
وإن كان ذلك في رجليه جميعاً أو في إحداهما فإنّ تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإنّي أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها إلى البيطار.
والمغازلي: رجل يفشي أسرار الناس.
والمشاط رجل يجلي هموم الناس.
والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس وإن فصد بالعرض فإنه يلقى العداوة بينهم وينم ويطعن على أحاديثهم.
والفتح: مساح كما أن المساح فتح.
والخوزي: رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها.
وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويحببه إلى نفسه والملاح رجل سجان وقيل هو سائس الملك وقيل هو وزيره وصاحب جنده ومدبر عسكره والمتوسط بينه وبين رعيته وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس.
وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم.
والمساميري يأمر الناس بالتودد.
والبائع والمشتري مختلفين فمن رأى أنه يبيع شيئاً أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الإنسان لا يبيع إلا وقت اضطراره فإذا اضطر باعه واشترى شيئاً والاضطرار يخرج الإنسان إلى الحيل.
ومن رأى أنه باعِ شيئاً من نوع محبب فإنه يقع في تشويش واضطراب ومخاطرة ويرجو بذلك ظفراً ونجاة من المهلكة.
فإن رأى أنه باع شيئاً مكروهاً فلا خير فيه.
فإن اشترى شيئاً من نوع محبوب فإن ذلك التدبير نجاة مما يحاذره.
فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن.
وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان وقيل إن محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا هو بمنزلة الحداد.
وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من بينه في حائط الذي علا عليه ووزنه بميزانه وخيطه وضربه بفأسه.
وربما دل على الناسج والمصنف والحراث.
وقد يدل المنسج على ما الإنسان فيه من
مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو قراءة أو كتابة.
فمن قطع منسجه فرغ همه وعمله وسفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول وقيل النسج سفر وقيل النسج خصومة وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري وقد يدل على الساعي بين الإِثنين وعلى ذي الوجهين.
والفتال هو الماسح والسائح والمسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب كالمفتي والقاضيِ وذي الرأس فمن فتل في المنام حبلاً سافر إن كان من أهل السفر أو مسح أيضاً إن كانت تلك صناعته أو أحكم أمراً هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله إما شركته أو نكاحاً أو اجتماعاً على عهد وعقد أو ائتلافاً.
والمكاري والجمّال والبغّال والحمّار: فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعاة لأنهم يدبرون الحيوان ويحملون الأموال.
وضارب البربط يفتعل كلاماً باطلاً.
والطبال يفتعل كلاماً باطلاً.
والزامر ينعي إنساناً.
والراقص رجل تتابع عليه مصيبات.
وصاحب البستان قيم امرأة.
والحطاب ذو نميمة.
وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري.
والفاكه ينسب إلى الثمرة الذي باعها.
ومن باع مملوكاً فهو صالح له ولا خيرِ فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراه.
وكل وأما الدهان فهو: يعمل أعمالاً خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع والمداهن والمدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمكان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتاب والصور فإن كان قرآناً أو كلام بر فهو صالح وما كان سوراً أو شعراً من باطل فهو فاسد.
والسباك: هو المسبوك في صناعته والمبتلي بألسنة أهل وقته للفظ السبك وألسنة النار فربما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل وربما دل على الغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم.
033- الخيل والدواب والبهائم والأنعام
البرذون: جد الرجل فمن رأى أنّ برذونه يتمرغ في التراب والروث فإنّ جده يعلو وماله ينمو.
وقيل البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم ويدل على الجد والحظ والرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن.
ومن ركب برذوناً ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمه.
وأما من كانت عادته ركوب الحمار فركب برذوناً ارتفع ذكره وكثر كسبه وعلا مجده.
وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة.
وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدنيا فمن رأى أنّ برذونه نازعه فلا يقدر على إمساكه فإنّ امرأته تكون سليطة عليه ومن كلمه البرذون نال مالاً عظيماً من امرأته وارتفع شأنّه.
فإن رأى أنّه ينكح برذوناً فإنّه يصنع معروفاً إلى امرأته ولا يشكر عليه.
ويدل ركوب البرِذون أيضاً على السفر.
ومن رأى أنّه يسير على ظهر برذونه فإنّه يسافر سفراً بعيداً وينال خيراً من جهة امرأته فمن رأى أنّه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنّهما.
فإن رأى أنّ برذونه يعضه فإنّ امرأته تخونه.
وموت برذونه موت امرأته.
ومن سرق برذونه طلق امرأته.
وضياع البرذون فجور المرأة.
ومن رأى كلباً وثب على برذونه فإنّ عدواً مجوسياً يتبع امرأته.
وكذلك إن وثب عليه قرد فإن يهوِدياً يتبع امرأته والبرذون الأشهب سلطان والأسود مال وسؤدد.
ومن رأى كأن برذوناً مجهولاً دخل بلده بغير أداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي.
وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل.
وحكي أنّ امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت أنّه دخل رجلان علي أحدهما على برذون أدهم والآخر على برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني.
فقال لها ابن سيرين: اتقي الله واحذري صاحب الأشهب فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت داراً فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب.
وقال ابن سيرين لما خرجت المرأة من عنده.
أتدرون من صاحب الأشهب قالوا لا.
قال: هو فلان الكاتب أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد وأما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بعاجز.
الحجرة: دالة على زوجة فإن نزل عنها وهو لا يضمر ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته.
وإن كان أضمر العود إليها وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فأمسك عنها وإن كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو
تسرى على قدر المركوب الثاني وإن ولى حين نزوله عنها مسافراً عنها ماشياً أو بال في حين نزوله على الأرض دماً فإنه مشتغل عنها بالزنا لأنّ الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام.
وتدل الحجرة أيضاً على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواتاتها على قدر مواتاتها في المنام.
والدهماء: امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت.
والبلقاء: امرأة مشهورة بالجمال والمال.
ومن شرب لبن الفرس أصاب خيراً من سلطان والفرس الحصان سلطان وعز فمن رأى أنّه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة أصاب عزاً وسلطاناً وشرفاً وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له.
ومن ارتبط فرساً لنفسه أو ملكه أصاب نحو ذلك.
وكل ما نقصِ من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل فإن كان ذنوباً كثر تبعه وإن كان مهلوباً محذوفاً قل تبعه وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء.
ومن رأى أنّه على فرس يجمح به فإنّه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذٍ هواه يقال ركب فلان هواه وجمح به هواه.
وإن كان الفرس عرماً كان الأمر أشنع وأعظم ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلاّ أن يرى للفرس جناحاً يطير به بين السماء والأرض فإنّ ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر.
والبلق شهرة والدهم مال وسؤدد وعز في سفر والأشقر يدل على الحزن وفي وجه آخر أنّ الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقراً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على فرس قوائمه من حديد.
فقال توقع الموت.
وحكي أنّ علي بن عيسى الوزير قبل أن ولي الوزارة رأى كأنّه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرس مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعاً فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال: أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية ومرتبة وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه وأما انتثار أسنانه فطول عمره.
وقيل من رأى فرساً مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا.
ومنِ ركب فرساً أغر محجلاً بجمِيع آلاته وهو لابس ثياب الفرس فإنّه ينال سلطاناً وعزاً وثناء حسناً وعيشاً طيباً وأمناً من الأعداء.
والكميت أقوى للقتال وأعظم.
والسمند شرف ومرض.
ومن ركب فرساً فركضه حتى
ارفض عرقاً فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لأجل العرق وإنما قلنا أنّ العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى: " لا تَركضوا وارْجِعُوا إلىَ مَا أتْرِفْتُمُ فِيهِ " .
والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم: ^^^ الخيلُ معقودٌ في نَواصِيَها الخَيْرُ إلى يوم القِيامةِ) فإنه رأى كأنّه يقود فرساً فإنه يطلب خدمة رجل شريف.
ومن ركب فرساً ذا جناحين نال ملكاً عظيماً إن كان من أهله وإلا وصل إلى مراده.
والفرس الجموح رجل مجنون بطر متهاون بالأمور وكذلك الحرون وقفز الفرس سرعة نيل أمانيه ووثوبه زيادة في خيره وهملجته استواء أمرِه.
وقيل إنّ منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه إن كان ذا سلطان وإن كان تاجراً خروج شريكه عليه وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته.
وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه وقيل إنّ ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه وقيل من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب.
ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لا يتم.
والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة.
البغل: رجل لا حسب له اما من زنا أو يكون والده عبداً وهو رجل قوي شديد صلب ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل.
فمن ركبه في المنام فإنّه يسافر لأنّه من دواب السفر إلا أن يكون له خصم شديد أو عدو كائد أو عبد خبيث فإنّه يظفر به ويقهره.
وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه.
ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر.
والبغلة: بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة أديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أو لا يعيش لها ولد.
والشهباء جميلة والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر والبغلة بالأكاف والبرذعة أيضاً دليل السفر.
ومن ركب بغلة ليست له فإنّه يخون رجلاً في امرأته.
وركوبِ البغلة مقلوباً امرأة حرام.
وكلام البغلة أو الفرس أو كل شيء يتكلم فإنّه ينال خيراً يتعجب منه الناس.
ومن رأى له بغلة نتوجاً فهو رجاء لزيادة مال فإن ولدت حق الرجاء.
وكذلك الفحل إن حمل ووضع.
وركوب البغلة فوق أثقالها إذا كانت ذللاً فهو صالح لمن ركبها.
والبغل الضعيف الذي لا يعرف الحمار: جد الإنسان كيفما رآه سميناً أو مهزولاً فإذا كان الحمار كبيراً فهو رفعته وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وإذا كان جميلاً فهو جمال لصاحبه وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه وإن كان مهزولاً فهو فقر صاحبه.
والسمين مال صاحبه وإذا كان أسود فهو سرووه وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان.
والأخضر ورع ودين.
وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود.
والحمار بسرج ولد في عز.
وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه.
وموت الحمار يدل على موت صاحبه.
وحافر الحمار قوام ماله وقيل من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها أو مات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه وإلا مات سيده الذي كان تحته أو باعه أو سافر عنه.
وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها.
وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه فإنّه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى: " إنَّ أنْكَرَ الأصْواتِ " .
ويدل أيضاً على اليهودي لقوله تعالى: " كَمَثَل الحِمارِ يَحْمِلُ أسْفَاراً " .
فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة دعا كافراً إلى كفره ومبتدعاً إلى بدعته.
وإن أذن أذان الإسلام أسلم كافر ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة.
ومن رأى أنّ له حميراً فإنّه يصاحب قوماً جهالاً لقوله تعالى: " كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنفرة " .
ومن ركب حماراً أو مشى به مشياً طيباً موافقاً فإنّ جده موافق حسن.
ومن أكل لحم الحمار أصاب مالاً وجدة.
فإن رأى أنّ حماره لا يسير إلا بالضرب فإنّه محروم لا يطعم إلا بالدعاء.
وإن دخل حماره داره موقراً فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهرِ ما يحمل.
ومن رأى حماره تحول بغلاً فإن معيشته تكون من سلطان.
فإن تحول سبعاً فإنّ جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشاً فإنّ جده من شرف أو تمييز.
ومن رأى أنّه حمل حماره فإنّه ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه.
ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل.
والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون أحواله في سفره على قدر حماره.
ومنِ جمع روث الحمار ازداد ماله.
ومن صارع حماراً مات بعض أقربائه.
ومن نكح حماراً قوي على جده.
ومن رأى كأنّ الحمار نكحه أصاب مالاً وجمالاً لا يوصف لكثرته.
والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك.
ومن ملك حماراً أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم وإن كان موقوراً فالخير أفضل.
ومن صرع حماره افتقر وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره.
ومن ابتاع حمراً ودفع ثمنها دراهم أصاب خيراً
فإن رأى أنّه له حماراً مطموس العينين فإنّ له مالاً لا يعرف موضعه.
وليس يكره من الحمار إلا صوته وهو في الأصل جد الإنسان وحظه.
الحمارة: امرأة وخادم دنيئة أو تجارة المرء وموضع فائدته.
فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاريته أو خادمه.
فإن كانت في المنام تحته فحملها منه ولدت في المنام ما لا يلده جنسها فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنّه منهِ.
ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضاً يسيراً وبرىء.
ومن ولدت حمارته جحشاَ فتحت عليه أبواب المعاش فإن كان الجحش ذكراً أصاب ذكراً وإن كانت أنثى دلت على خموله.
وقيل من ركب الحمارة بلا جحش تزوجٍ امرأة بلا ولد.
فإن كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد.
فإن رأى كأنّه أخذ بيده جحشاً جموحاً أصابه فزع من جهة ولده.
فإن لم يكن جموحاً أصاب منفعة بطيئة وقيل إنّ الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه.
وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عرباً بلا سروج ولا ركبان.
ومن رأى جماعة خيل عليها سروج بلا ركبان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس.
ومن ملك عدداً من الخيل أو رعاها فإنّه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحيته.
ومن ركب فرساً بسرج نال شرفاً وعزاً وسلطاناً لأنّه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام.
وقد يكون سلطانه زوجة ينكحها أو جارية يشتريها.
فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه لأنّ اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب اللجام منه ذهب ذلك من يده.
ومن رأى دابته ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكاذت بلا عصمة تحته.
ومن رأى فرساً مجهولاً فيِ داره فإن كان عليه سرج دخلت إليه امرأة بنكاح أو زيادهّ أو ضيافة وإن كان عرياً دخل إليه رجل بمصاهرة أو نحوها.
وقد كان ابن سيرين يقول: من أدخل فرساً علىِ غيره ظلمه بالفرس أو بشهادة أخذ ذلك من إسمه مثل أن يقتله أو يغمز عليه سلطاناً أو لصاً أو نحو ذلك.
والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر.
وربما دلت مطية الإنسان على نفسه فإن استقامت حسن حاله وإن جمعت أو انفردت أوشردت مرحت ولهت ولعبت وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار.
والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه.
وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلامِ وجارية فمن ركب مهراً بلا سرج ولا لجام نكح غلاماً حدثاً وإلا ركب هماً وخوفاً.
وكذلك يجري حال المهرة.
البقرة: سنة وكان ابن سيرين يقول سمان البقر لمن ملكها أحب إلي من المهازيل لأنّ السمان سنون خصب والمهازيل سنون جدب لقصة يوسف عليه السلام.
وقيل أنّ البقرة رفعة ومال والسمينة من البقرة امرأة موسرة والهزيلة فقيرة والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز.
فمن رأى أنّه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنّها تنشز عليه.
فإن رأى كأنّ غيره حلبها فلم تمنعه فإنّ الحالب يخونه في امرأته.
وكرشها مال لا قيمة له.
وحبلها حبل امرأته وضياعها يدل على فساد المرأة.
قال بعضهم انّ الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي إعجازها شدة في آخر السنة والمسلوخ من البقر مصيبة في الأقرباء ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت لقوله تعالى: " وإنْ كَانَتْ واحِدةً فَلَهَا النِّصْفُ " .
والربع من اللحم مصيبة في المرأة والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القربات.
وقال بعضهم إنّ أكل لحم البقر إصابة مال حلال في السنة لأنّ البقرة سنة.
وقيل إنّ قرون البقر سنون خصبة.
ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة إن كان أهلاً لذلك.
وقيل من أصاب بقرة أصاب ضيعة من رجل جليل وإن كان عزباً تزوج امرِأة مباركة ومن رأى كأنّه ركب بقرة وأدخلت داره وربطها نال ثروة وسروراً وخلاصاً من الهموم.
وإن رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقرباءه.
وإن رأى أنّه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها.
وألوان البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء فإنها كألوان الخيل.
وكذلك إذا كانت منسوبة إلى السنين فإن رأى في دراه بقرة تمص لبن عجلها فإنّها امرأة تقود على بنتها.
وإن رأى عبداً يحلب بقرة مولاه فإنّه يتزوج امرأة مولاه ومن رأى كأنّ بقرة أو ثوراً خدشته فإنّه يناله مرض بقدر الخدش.
ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنّه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل.
وقيل البقر دليل خير للأكرة ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب.
وأما دخول البقر إلى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضاً وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس فإن كانت سماناً فهي رخاء وإن كانت عجافاً فهي شدائد وإن اختلفت فيِ ذلك فكان المتقدم سميناً تقدم الرخاء وإن كان هزيلاً تقدمت الشدة وإن أتت معاً أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الإبان إبان سفر وقدمت سفن على عددها وحالها وإلا كانت فتناً مترادفة كأنّها وجوه البقر كما في الخير يشبه بعضها بعضاً إلا أن تكون صفراً كلها فإنّها أمراض تدخل على الناس.
وإن كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنّه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم.
والبقره الحامل سنة مرجوة للخصب.
ومن رأى أنّه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى إن كان فقيراً وعز وارتفع شأنه وإن كان غنياً ازداد غناه وعزه.
ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولداً.
وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل إلى رجل وامرأة فإن صغيرها ولد.
ولحوم البقر أموال وكذلك إخثاؤها.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أذبح بقرة أو ثوراً.
فقال: أخاف أن تبقر رجلاً فإن رأيت دماً خرج فإنّه أشد أخاف أن يبلغ المقتل.
وإن لم تر دماً فهو أهون.
وقالت عائشة: رأيت كأنّي على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق: إن صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة.
فكان كَذلك.
الثور: في الأصل ثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لا قرن له فإنّه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير.
وربما كان الثور غلاماً لأنّه من عمال الأرض.
وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه.
وربما دل على الرجل البادي والحراث وربما دل على الثائر لأنّه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها.
وربما دل علِى العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية.
فمن ملك ثوراً في المنام فإن كانت امرأة ذل لها زوجها وإن كانت بلا زوج وتزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما.
ومن رأى ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ولو ركبه كان ذلك أقوى.
ومن ذبح ثوراً فإن كان سلطاناً قتل عاملاً من عماله أو من ثار عليه.
وإن كان من بعض الناس قهر إنساناً وظفر به ممن يخافه وقتل إنساناً بشهادة شهدها عليه.
فإن ذبحه من قفاه أو من غير مذبحة فإنّه يظلم رجلاً ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله أو ينكحه من ورائه إلا أن يكون قصده ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده.
فإن كان سلطاناً أعان غيرِه وأمر بنهب ماله وإن كان تاجراً فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة فإن كان سميناً ربح فيه وإن كان هزيلاً خسر فيه.
ومن ركب ثوراً محملاً انساق إليه خير ما لم يكن الثور أحمر فإن كان أحمر فقد قيل أنّه مرض ابنه.
تحول الثور ذئباً يدل على عامل عادل يصير ظالماً.
والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر تجارة سنة واحدة.
ومن ملك ثيراناً كثيراً انقاد إليه قوم من العمال والرؤساء.
ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالاً وسروراً إن لم يكن أحمر.
فإن رأى كأنّه اشترى ثوراً فإنّه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن.
ومن رأى ثوراً أبيض نال خيراً.
فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه وقيل إنّ نطحه رزقه الله أولاداً صالحين.
فإن رأى كأنّ الثور خار عليه سافر سفراً بعيداً فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة.
وقيل من سقط عليه ثور فإنّه يموت.
وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ ثوراً عظيماً خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ثم إنّ الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه.
فقال: هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع.
وحكي عن ابن سيرين أنّه قال الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران هو حرب وما نقص فهو خصومة.
وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه فإن كان والياً عزل عن ولايته وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه.
وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور.
الجاموس: بمنزلة الثور الذي لا يعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن.
وإناث الجواميس بمنزِلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها.
وهو رجل شجاع لا يخاف أحداً يحتمل أذى الناس فوق طاقته نفاع.
فإن رأت امرأة أنّ لها قرناً كقرن الجاموس فإنّها تنال ولاية أو يتزوجها ملك إن كانت لذلك أهلاً.
وربما كان تأويل ذلك لقيمها.
الجمل: وأما الإبل إذا دخلت مدينة بلا جهاز أو مشت في غير طريق الدواب فهي سحب وأمطار.
وأما من ملك إبلاً فإنّه يقهر رجالاً لهم أقدار.
والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي وإن كان من البخت فهو أعجمي والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور.
وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر أنّ على ذروته شيطاناً.
وربما دلت على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولأنّه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة.
وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله لعالى: " إنْ هُمْ إلا كَالأنْعَام " .
ويدل على الرجل الصبور الحمول.
وربما دل على السفينة لأنّ الإبل سفن البر.
ويدلك على حزن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ركوب الجمل حزن وشهرة " .
والمريض إذا رأى كأنّه ركب بعيراً للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته.
ومن ركب بعيراً وكان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه والشهرة: وإن رأى ذلك ثائر على السلطان أو يدوم الخلاق على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لا سيما إن كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنّه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه.
فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت فإن كان زوجها غائباً قدم عليها إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنّها تشتهر بذلك في الناس.
وأما من رأى بعيراً دخل في حلقه أو في سقائه أو فى آنيته فإنّه جن يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الإناء من أهله وخدمه.
ومن رأى جملاً منحوراً في دار فإنّه يموت رب الدار إن كان مريضاً أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ولا سيما إن فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك ميراثه.
وإن كان نحره ليأكله وليس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله.
وأما إن كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أو يموت.
فإن كان مذبوحاً فهو مظلوم وإن سلخ حياً ذهب سلطانه أو عزل عنه أو أخذ ماله ومنِ رأى جملاً يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل منها من كل دار أكلاً مجهولاً فإنّه وباء يكون في الناس وإن كان يطاردهم فإنّه سلطان أو عدو أو سيل يضر بالناس فمن عقره أو كسر عضوأ منه أو أكله عطب في ذلك على قدر ما ناله.
وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه.
والقطار من الإبل في الشتاء دليل القطر.
وقيل ركوب الجمل العربي حج ومن سقط عن بعير أصابه فقر.
ومن رمحه جمل مرض.
ومن صال عليه البعير أصابه مال وحزن ووقعت بينه وبين رجل خصومة.
وإدن رأى كأنّه استصعب عليه أصابه حزن منِ عدو قوي.
فإن أخذ بخطام البعير وقاده إلى موضع معروف فإنّه يدل رجلاً مفسداً علىِ الصلاح.
وقيل قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء إليه.
ومن رعى إبلاً عراباً نال ولاية على العرب وإن كانت بخاتى فعلى العجم ومن رأى كأنّه أخذ من أوبارها نال مالاً باقياً فإن رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملكين أو رجلين عظيمين.
ومن أكل رأس جمل نيّاً اغتاب رجلاً عظيماً.
وركوب الجمل لمن رآه يسير به سفر فإن رأى
أنّه يحلب إبلاً أصاب مالاً حراماً.
ومن أكل لحم جمل أصابه مرض.
ومن أصاب من لحومها الناقة: امرأة أو سنة أو شجرة أو سفينة أو نخلة أو عقدة من عقّد الدنيا.
فمن ملكها أو ركبها تزوج إن كان أعزباً أو سافر إن كان مسافراً وإلاّ ملك داراً أو أرضاً أو غلة أو جباية.
فإن حلبها استغل وجبى وأفاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه يناله ذلة.
وأما الرحل والهودج والقبة والمحفة: فكل ذلك نساء لأنّها تغشى وتركب ومن رأى ناقه مجهولة تدر لبناً في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فإنّها سنة خصيبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فإنّ ذلك يزول لظهور الفطرة لأنّ لبن النوق فطرة وسنة.
والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة العربية الحسيبة.
وقيل إنّ لحم الإبل مطبوخاً رزق حلال وقيل هو وفاء بنذر لقوله تعالى: " كل الطّعام كَانَ حَلاً لبني إسْرَائِيلَ إلاَّ مَا حرّمَ إسْرَائيل عَلى نَفْسِه " .
قيل هو لحم الجزور.
والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة.
والخذوفة من النوق سفر في بر.
والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق.
وقيل إن مس الفصيل وكل صغير من الولدان حزن وشغل.
وحكي عن ابن سيرين أنّه سئل عن رجل رأى ناقة فقال: تتزوج.
وسأله آخر عن رجل رأى كأنّه يسوق ناقة فقال: منزلة وطاعة من امرأة.
الغنم: غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ^^^ رأيت في المنام أني وردت ومن رأى أنّه يسوق غنماً كثيرة وأعنزاً فإنّها ولاية على العرب والعجم.
وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها وأوبارها إصابته الأموال منهم.
وقيل من رأى قطيعاً من الغنم دام سروره.
ومن رأى شاة واحدة دام سروره سنة.
ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة.
وملك الأغنام زيادة غنيمة.
فإن رأى كأنّه مر بأغنام فإنّهم رجال غنم ليس لهم أحلام.
ومن استقبلته أغنام فإنّه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم.
والضأن عجم.
والمعز: أشراف الرجال.
ومن رأى كأنّه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فإنّه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه.
والإلية مال المرأة والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنّها مكشوفة العورة بلا ذنب.
والسمينة غنية والهزيلة فقيرة.
وكلام العنز يدل على خصب وخير.
وشعر العنز مال والجدي ولد والعناق امرأة عربية.
واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجالاً يجتمعون هناك في أمر ومن رعى الغنم ولي على
الناس.
الكبش: هو الرجل المنيع الضخم كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر.
ويدل على المؤذن وعلى الراعي.
والكبشِ الأجم هو الذليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه ويدل أيضاً الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى الخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره.
فمن ذبح كبشاً لا يدري لِم ذبحه فهو رجل يظفر به على بغتة أويشهد عليه بالحق إن كان ذبحه علىِ السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلاً أو ظلمه أو عذبه.
وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر.
وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنباً وإن كان مديوناً قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله بطاعة إلا أن يكون خائفاً من القتل أو مسجوناً أو مريضاً أو مأسوراً فإنّه ينجو لأنّ الله تعالى نجى به إسحاق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكاً وقربة إلى يوم الدين.
ومن ذبح كبشاً وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء.
والكباش المذبوحة في موضع قوم مقتولون.
ومنِ ابتاع كبشاً احتاج إليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك.
ومن رأى كبشاً يوائبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة.
وأخذ قرن الكبش منعة وصوفه إصابة مال من رجل شريف وأخذ إليته ولاية أمر على بعض الأشراف ووراثة ماله أو تزوجه بابنته لأنّ الإلية عقب الكبش.
وأخذه ما في بطنِ الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب إليه ذلك الكبش.
ومن حمل كبشاً على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف.
ومن رأى كبشاً نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت كأني مردف كبشاً فأولت أني أقتل كبش القوم - ورأيت كأنّه ضبة سيفي انكسرت فأولت أنّه يقتل رجل من عشيرتي " .
فقتل حمزة رضوان الله عليه.
وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة صاحب لواء المشركين.
ومن سلخ كبشاً فرق بين رجل عظيم.
ومن ركبه استمكن منه.
وشحوم الكباش والنعاج وألبانها وجلودها وأصوافها مال وخير ممن أصاب منه.
ومن وهبت له أضحية أصاب ولداً مباركاً.
ومن رأى أنّه يقاتل كبشاً فإنه يخاصم رجلاً ضخماً فمن غلب منهما فهو الغالب لأنّهما نوعان مختلفان.
وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإنّ المغلوب هو الغالب.
ومن ركب شيئاً من الضأن أصاب خصباً وكذلك من أكل لحمه مطبوخاً.
ومن رأى في بيته مسلوخاً من الضأن مات هناك إنسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة وأكل اللحم نيئاً غيبة وسمين اللحم أصلح من مهزوله.
ورأى إنسان كأنّه صار كبشاً يرتقي في شجرة ذات شعوب وأوراق كثيرة فقصها على معبر فقال: تنال رياسة وذكراً في ظل رجل شريف ذي مال وحاسب وربما خدمت ملكاً من الملوك.
فاستخدمه المأمون بالله.
النعجة: امرأة مستورة موسرة لقوله تعالى في قصة داود عليه السلام.
ومن نكح نعجة نال مالاً من غير وجهه ودل ذلك على خصب السنة في سكون.
وذبح النعجة نكاح امرأة وولادتها نيل الخصب والرخاء ودخولها الدار خصب السنة.
وقيل شحم النعجة مال المرأة فإن ذبحها بنية أكل لحمها فإنّه يأكل مال امرأته بعد موتها وارتباطها وحملها رجاء إصابة مال فإن واثبته نعجة فإنّ امرأة تمكر به وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة.
والنعجة السوداء عربية والبيضاء أعجمية.
والسخل: ولد فإن ذبحِ سخلة لغير الأكل مات له أو لأحد من أهله ولد ومن أصاب لحم سخلة أصاب مالاً قليلاً.
التيس: هو الرجل المهيب في منظره الأبلسِ في اختياره وربما دل على العبد: والأسود والجاهل.
وهو يجري في التأويل قريباً من الكبش.
والعنز امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل لأنّها مكشوفة السوأة كالفقيرة وتدل أيضاَ على السنة الوسطى.
034- الوحش والسباع
حمار الوحش: فقد اختلف في تأويله فمنهم من قال هو رجل فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل.
وقيل إنه يدل على مال ومن رأى حمار وحش من بعيد فإنه يصل إلى مال ذاهب.
وقيل إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل وشق عصا المسلمين.
ومن أكل لحم حمار الوحش أو شرب لبنه أصاب عبيداً من رجل شريف.
وقيل إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش دل على شر وضر.
والوحشي إذا استأنس دلت
على خير ونفع.
وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق.
وأما الظبية: فجارية حسناء عربية فمن رأى كأنه اصطاد ظبية فإنه يمكر بجارية أو يخدع امرأة فيتزوجها.
فإن رأى كأنه رمي ظبية بحجر دل ذلك على طلاق امرأته أو ضربها أو وطء جارية.
فإن رأى كأنه رعاها بسهم فإنه يقذف جارية.
فإن ذبح ظبية فسال منها دم فإنه يفتض جارية.
فمن تحول ظبيا أصاب لذاذة الدنيا ومن أخذ غزالاً أصاب ميراثاً وخيراً كثير فإن رأى غزالاً وثب عليه.
فإن امرأته تعصبه ومن رأى أنه يعدو في أثر ظبي زادت قوته.
وقيل من صار ظبياً زاد في نفسه وماله.
ومن أخذ غزالاً فأدخله بيته فإنه يزوج ابنه.
وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاماً وإن سلخ ظبياً زنى بامرأة كرهاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه ملك غزالاً فقص رؤياه على معبر فقال: تملك مالا حلالاً أو وأكل لحم الظبي إصابة مال من امرأة حسناء.
ومن أصاب خشفاً أصاب ولداً.
جارية حسناء وبقر الوحش أيضاً امرأة.
وعجل الوحش ولد
وجلود الوحش والظباء وشعورها وشحومها وبطونها أموال من قبل النساء.
ومن رمى ظبياً لصيد حاول غنيمه.
وقيل من تحول ظبياً أو شيئاً من الوحش اعتزل جماعة المسلمين.
وألبان الوحش: أموال نزرة قليلة.
ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه فهو راكب معصية.
فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنه صرعه أو جمح به أصابته شدة في معصية وهم وخوف.
فإن دخل منزله حمار وحش داخله رجل لا خير فيه في دينه.
فإن أدخله بيته وضميره أنه صيد يريده لطعامه دخل منزله خير وغنيمة.
وإناث الوِحش: نساء.
وشرب لبن الوحش نسك ورشد في الدين.
ومن ملك من الوحش شيئاً يعطيه ويصرفه حيث يشاء ملك رجالاً مفارقين لجماعة المسلمين.
الوعل: رجل خارجي له صيت فمن رأى كأنه اصطاد وعلاً أو كبشاً أو تيساً على جبل فإنه ينال غنيمهّ من ملك قاس لأن الجبل ملك فيه قساوة.
وصيد الوحش غنيمة.
ورمي الكبش في الجبل قذف رجل متصل بسلطان.
وإصابته برمية إدخال مضرة عليه.
المهى: رئيس مبتدع حلال المطعم قليل الأذى مخالف للجماعة.
والأيل رجل غريب في بعض المفاوز أو الجبال أو الثغور له رياسة ومطعمه حلال.
ومن رأى كأن رأسه تحول رأس أيل نال رياسة وولاية.
ودواب الوحش في الأصل رجال الجبال والأعراب والبوادي وأهل البدع ومن فارق الجماعة في رأيه.
الفيل: مختلف فيه فمنهم من قال إنه ملك ضخم ومنهم من قال رجل ملعون لأنه من الممسوخ.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني كلى فيل.
فقال ابن سيرين: الفيل ليس من مراكب المسلمين أخاف أنك على غير الإسلام.
وقيل إنه شيء مشهور عظيم لا نفع فيه فإنه لا يؤكل لحمه ولا يحلب.
وقال بعضهم: منِ رأى فيلاً ولم يركبه نال في نفسه نقصاناً وفي ماله خسراناً.
فإن ركبه نال ملكاً ضخماَ شحيحاً ويغلبه إن كان يصلح للسلطان.
فإن لم يكن يصلحِ لقي حرباً ولم ينصر لأن راكبه أبداً في كيد فلذلك لا ينصر لقوله تعالى: " ألَمْ تر كَيْفَ فَعَلَ رَبكَ بأَصْحَاب الفِيل "
وربما قتِل فيها.
فإن ركبه بسرج وهو يطيعه تزوج بابنة رجل ضخم أعَجمي.
وإن كان تاجراً عظمت تجارته.
فإن ركبه منها نهاراً فإنه يطلق امرأته ويصيبه سوء بسببها.
ومنِ رعى فيولاً فإنه يؤاخي ملوك العجم فينقادون بقدر طاعته.
فإن رأى أنه يحلب فيلاً فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه مالاً حلالاً.
وروث الفيل مال الملك.
رأى فيلاً مقتولاً في بلده فإنه يموت ملك تلك البلدة أو رجل من عظمائها.
ومن رأى كأن الفيل يتهدده أو يريده فإن ذلك مرض وإن رأى كأنه قد ألقاه تحته ووقع فوقه دل على موت صاحب الرؤيا.
فإن لم يلقه تحته فإنه يصير إلى شدائد وينجو الا.
فقد قيل أن الفيل من حيوان ملك الجحيم.
وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته.
وقيل من رأى كأنه يكلم الفيل نال من الملك خيراً كثيراً.
فإن رأى أنه تبعه فيل ركضاً نال محضرة من ملك.
ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة.
وقيل ان رؤية الفيل في غير بلاد الهند شدة وفزع.
وفي بلاد النوبة ملك.
واقتتال الفيلين اقتتال ملكين.
وأكثر ما يدل الفيل على السلطان الأعجمي وربما دل على المرأة الضخمة والسفينة الكبيرة ويدل أيضاً على الدمار والدائرة لما نزل بالذين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل.
وربما دل على المنية.
وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزباً أو ركوب سفينة أو محمل إن كان مسافراً.
وإلا ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إلا أن يكون في حرب فإنه مقلوب مقتول.
ومن رأى الفيل خارجاً من مدينة وكان ملكها مريضاً مات وإلا سافر منها أو عزل
عنها أو سافرت سفينة كانت فيها إن كانت بلدة بحر إلا أن يكون وباء أو فناء أو شدة فإنها الأسد: سلطان قاهر جبار لعظم خطره وشدة جسارته وفظاعة خلقته وقوة غضبه.
ويدل على المحارب وعلى اللص المختلس والعامل الخائن وصاحب الشرط والعدو الطالب.
وربما دل على الموت والشدة لأن الناظر إليه يصفر لونه ويضطرب جنانه ويغشى عليه.
ويدل على السلطان المختلس للإنسان الظلم للناس وعلى العدو والمسلط.
فمن رأى أسداً داخلاً إلى داره فإن كان بها مريض هلك وإلا نزلت بها شدة من سلطان.
فإن افترسه خلسة ونهب ماله أو ضربه أو قتله إن كان قد أفاق في المنام روحه أو قطع رأسه أو فلقه.
وأما دخول الأسد المدينة فإنه طاعون أو شدة أو سلطان أو جبار أو عدو يدخل عليهم على قدر ما معه من الدلائل في اليقظة والمنام إلا أن يدخل الجامع فيعلو على المنبر فإنه سلطان يجورِ على الناسِ وينالهم منه بلاء ومخافة.
ومن ركب الأسد ركب أمراً عظيماً وغرراً جسيماً إما خلافاً على السلطان وجسراً عليه واغترابه وإما أن يركب البحر في غير إبانة وإما أن يحصل في أمر لا يقدر أن يتقدم ولا يتأخر فيستدل على عاقبة أمره بزيادة منامه ودلائله.
ومن نازع أسداً فإنه ينازع عدواً أو سلطاناً أو من ينسب إليه الأسد.
ومن ركبه وهو ذلول له أو مطوع تمكن من سلطان جائر جبار.
ومن استقبل اغلأسد أو رآه عنده ولم يخالطه أصابه نوع من سلطان ولم يضره.
ومن هرب من أسد ولم يطلبه الأسد نجا من أمر يحاذره.
ومن أكل لحم أسد أصاب مالاً منِ سلطان وظفرٍ بعدوه وكذلك إن شرب لبن لبؤة.
فإن أكل لحم لبؤة أصاب سلطاناً وملكاً كبيراً.
وجلد الأسد مال عدو وقطع رأس الأسد نيل ملك وسلطان.
ومن رعى الأسود صادق ملوكاً جبارين.
ومن صرعه الأسد أخذته الحمى لأن الأسد محموم.
ومن خالطه الأسد وهو لا يخالفه فإنه يأمن شر عدوه وترتفع من بينهما العداوة وتثبت الصداقة.
ومن ركبه وهو يخافه أصابه بلاء.
وجروِ الأسد ولد.
وقيل من رأى كأنه قتل أسداً نجا من الأحزان كلها.
ومن تحول أسداً صار ظالماً على قدر حاله.
وقيل اللبوة ابنة ملك.
وحكي: أن رجلاً أتى محمد بن سيرين فقال: رأيت كأن في يدي جرو أسد وأنا احتضنته.
فلما رأى ابن سيرين سوء حاله ولم يره لذلك أهلاً فقال: ما شأنك وشأن بني الأمراء لما رأى من رثاثة حاله ثم قال: لعل امرأتك ترضع ولد رجل من الأمراء.
فقال الرجل أي والله.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أخذ ت جرو أسد وأدخلته بيتي فقال تطابق بعض الملوك.
ورأى يزيد بن المهلب أيام خروجه على يزيد بن عبد الملك أنه على أسد في محفة فقصت الرؤيا على عجوز مسنة معبرة فقال: يركب أمراً عظيماً ويحاط به.
الذئب: عدو ظلوم كذاب لص غشوم من الرجال غادر من الأصحاب مكار مخادع.
فمن دخل داره ذئب دخلها لص وتحول الذئب من صورته إلى صورة غيره من الحيوان الأنسي لص يتوب فإن رأى عنده جرو ذئب يربيه فإنه يرِبي ملقوطاً من نسلِ لصِ ويكون خراب بيته وذهاب ماله على يديه.
وقيل من رأى ذئباً فإنه يتهم رجلاً بريئاً لقصة يوسف عليه السلام ولأن الذئب خوف وفوات أمر.
الدب: الرجل الشديد في حاله الخبيث في همته الغادر الطالب للشر في صنعة الممتحن في نفسه وقيل هو عدو لص أحمق مخالف مخنث محتال على الحجيج والقوافل يسرق زادهم وهو الممسوخ.
فمن ركب دباً نال ولاية وإلا دخل عليه خوف وهم ثم ينجو.
وقيل أنه يدل على امرأة وذلك أن الدب كان امرأة ومسخ.
الخنزير: رجل ضخم موسر فاسد الدين خبيث المكسب قذر ذويد كافر أو نصراني شديد الشوكة دنيء ولحمه وشحمه وشعره وبطنه وجلده مال حرام دنيء والأهلي منها رجل مخصب خبيث المكسب والدين ومن رعى الخنازير ولّي على قوم كذلك ومن ملكها أو أحرزها في موضع أو أوثقها أصاب مالاً حراماً وأولادها وألبانها مصيبة في مال من يشربها أو في عقله ومن ركب خنزيراً أصاب سلطاناً أو ظفر بعدو ومن رأى أنه يمشي كما يمشي الخنزير نال قرة عين عاجلاً ولحم الخنزير مطبوخاً ومشوياً مال حرام عاجل.
وحكي أن كسرى أنو شروان رأى كأنه يشرب من جام ذهب ومعه خنزير يشرب من الجام فقص رؤياه على معبر فقال له: أخل حجر نسائك وسراريك من الخصيان والغلمة والأطفال وأجمعهن وأدخلني معك عليهن معصب العينين ففعل ذلك وأخذ المعبر طنبوراً وقعد يضرب به: وقال لكسرى عرِّ كل واحدة منهن: مرها فلترقص ففعل ما سأله فلما انتهت النوبة في الرقص إلى جارية منهن قالت له واحدة من سراريه: أيها الملك أعفها من الرقص والعري فإنها جارية حيية فقال لا بد من ذلك فلما عريت وجدت رجلاً فقال له المعبر: أيها الملك هذا تأويل رؤياك أما الجام فهذه السرية وأما شربك الخمر فتمتعك بها وأما الخنزير الذي شاركك
في شربها فهذا الرجل.
الضبع: امرأة سوء قبيحة حمقاء ساحرة عجوز فإن ركبها أو ملكها أصاب امرأة بهذه الصفة فإن رماها بسهم جرى بينهما كلام ورسائل.
فإن رماها بحجر أو ببندقية قذفها.
وإن طعنها باضعها.
وإن ضربها بالسيف بسط عليها لسانه فإن أكل لحمها سحر وشفي وإن شرب لبنها غدرت وخانته.
وشعرها وجلدها وعظمها مال.
والضبع الذكر عدو ظالم كياد مدبر وقيل من ركبه نال سلطاناً.
وقيل موعد ومخذول محروم وقيل الضبعة امرأة هجينة.
القرد: رجل فقير محروم قد سلبت نعمته قيل أنه من الممسوخ وهو مكار صخاب لعاب ويدل أيضاً على اليهودي ومن رأى أنه حارب قرداً فغلبه أصابه مرض وبرىء منه وإن كان القرد هو الغالب لم يبرأ.
وإن وهب له قرِد ظهر على عدوه.
ومن أكل من لحم قرد أصابه هم شديد أو مرض ومن صار قرداً أصاب منفعة من جهة السحرة ومن نكح قرداً ارتكب فاحشة ومن عضه قرد وقع بينه وبين إنسان خصومة وجدال.
وقيل أن القرد رجل منِ أصحاب الكبائر.
ومن رأى كأن قرداً دخل فراش رجِل معروف فإن يهودياً أو ملحداً يفجر بامرأته وقيل من أكل لحم قرد نال ثياباً جدداً.
وحكي أن ملكاً من الملوك رأى كأن قرداً يأكل معه على مائدته فقصها على امرأة عالمة فقالت: مر نساءك فليتجردن فأمرهن بذلك وإذا بينهن غلام أمرد.
النمر: يجري مجرى الأسد وهو أيضاً رجل فجور حقود كتوم لما في نفسه مسلط خائن وعدو ظاهر العداوة وقيل سلطان ظالم والنمرة أيضاً تجري مجرى اللبؤة.
ودخول النمر دخول رجل فاسق وأكل لحمه قيل أنه رياسة.
الفهد: هو الختال من الرجال مع حمق وربما دل على الصياد والجاني وكذلك كل ما يصاد به ويدلك على رجل مذبذب لا يظهر العداوة ولا الصداقة.
الكلب: قد اختلف في تأويله فمنهم من قال هو عبد وقيل هو رجل طاغ سفيه مشنع إذا نبح.
والأسود عربي وهو عدو ضعيف صغير المروءة والكلبة امرأة دنيئة فإن عضته ناله منها مكروه ومن مزق الكلب ثيابه فإن رجلاً دنيئاً يمزق عرضه.
ومنِ أكل لحم كلب ظهر على عدو أصاب من ماله وشرب لبنه خوف ومن توسد كلباً فالكلب حينئذٍ صديق يستنصر به ويستظهر به ويدل الكلب على الحارس ويدل على ذلك ذي البدعة ومن عضه كلب فإن كان يصحب ذا بدعة فتنه وإن كان له عدو أو خصم شتمه أو قهره وإن كان له عبد خانه أو حارس غدره وإن كان ذلك في زمن الجوع ناله شيء منه ثم على قدر العضة ووجعها يناله.
والكلبة امرأة دنيئة من قوم سوء.
والجرو: ولد محبوب وسواد الجرو سؤدده على أهل بيته.
وبياضه إيمانه وقيل إن جرو الكلب لقيط رجل سفيه قومه من الزنا والكلب رجل سفيه وكلب الرعي مال يناله من رئيس والكلب عدو ظالم والكلب المعالم ينصر صاحبه على أعدائه لكنه دنيء لا مروءة له.
وقيل إن صاحب هذه الرؤيا ينال سلطاناً وكفاية في المعيشة وقال بعضهم: إن الكلاب في التأويل دالة على الضرر والبؤس والمرض.
والعدو إلا في موضع واحد وهو الذي يتخذ اللعب والهراش فإنه يدل على عيش في لذة وسرور والكلب المائي رجاء باطل وأمر لا يتم.
وكل أجناس وقد روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى في منامه عام الفتح بين مكة والمدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليهم كلبة تهر فلما دنوا منها استلقت على ظهرها فإذا أطباؤها تشخب لبناً.
فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذهب كلبهم وأقبل درهم وهم يسألونكم بأرحامكم وأنتم لاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان بن حرب فلا تقتلوه.
ومن تحول كلباً علمه الله علماً عظيماً ثم سلبه منه لقوله تعالى: " واتلُ عَليهِم نَبَأَ الّذِي آيَاتِنا فَانْسَلخَ مِنها " .
وحكي أن رجلاً رأى كأن على فرج امرأته كلبين يتهارشان فقص رؤياه على معبر فقال: هذه امرأة أرادت أن تحلق فتعذر عليها الموس فجزته بمقراض فأتى الرجل منزله وجسَّ فرج امرأته فوجد أثر المقص.
الثعلب: رجل غادر محتال كثير الروغان في دينه ودنياه ومن رأى ثعلباً يراوغه فإنه غريم يراوغه.
ومن رأى أنه ينازع ثعلباً خاصم ذا قرابة.
فإن طلب ثعلباً أصابه وجع من الأزواج وان طلبه الثعلب أصابه فزع.
وإصابة الثعلب إصابة امرأة يحبها حباً ضعيفاً فإن شرب لبن ثعلب برىء من مرض إن كان به وإلا ذهب عنه هم.
وقيل من رأى ثعلباً أصاب في نفسه هواناً وفي ماله نقصاناً وقال بعضهم الثعلب منجم أو طبيب.
وقيل من رأى أنه مس ثعلباً أصابه فزع من الجنِ وأكل لحمه مرض سريع البرء وأخذ الثعلب ظفر بخصم أو غريم ومن
لاعب ثعلباً رزق امرأة يحبها وتحبه.
وحكي أن رجلاً أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: رأيت كأني أراوغ ثعلباً فقال له: أنت رجل كذوب.
فكان الرجل شاعراً.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أجزي الثعلب أحسن جزاء فقال: أجزيت ما لا يجزي اتق اللهّ أنت رجل كذوب.
وقالت المجوس: رأى الضحاك ما بين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب وكأنه راعيها فقص رؤياه على معبر فقال: يكثر السحر والحيل في زمانك ويظهران في دولتك فكان كذلك.
الأرنب: امرأة ومن أخذها تزوجها فإن ذبحها فهي زوجة غير باقية.
وقيل الأرنب يدل على رجل جبان.
والسمّور: رجل ظالم لص يأوي المفاوز لا ينفع ماله إلا بعد موته.
ابن آوى: رجل يمنع الحقوق أربابها وهو من الممسوخ وهو يجري مجرى الثعلب في التأويل إلا أن الثعلب أقوى.
ابن عرس: من الممسوخ أيضاً وهو رجل سفيه ظالم قاس قليل الرحمة فمن رآه دخل داره دخلها مكار يجري مجرى السنور.
السنور: هو الهر وهو القط قد اختلف في تأويله قيل هو خادم حارس وقيل هو لص من أهل البيت وقيل الأنثى منه امرأة سوء خداعة صخابة وينسب إلى كل من يطوف بالمرء ويحرسه ويختلسه ويسرقه فهو يضره وينفعه فإن عضه أو خدشه خانه من يخدعه أو يكوِن ذلك مرضاً يصيبه.
وكان ابن سيرين يقول: هو مرض سنة.
وإن كان السنور وحشياً فهو أشد وإذا كانت سنورة ساكتة فإنها سنة فيها راحته وفرحته وإذا كانت وحشية كثيرة الأذى فإنها سنة نكدة ويكون له فيها تعب ونَصب.
وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت سنوراً أدخل رأسه في بطن زوجي فأخرج منه شيئاً فأكله فقال لها: لئن صدقت رؤياك ليدخلن الليلة حانوت زوجك لص زنجي وليسرقن منه ثلاثمائة وستة عشر درهماً فكان الأمر على ما قال سواء وكان في جوارهم حمامي زنجي فأخذوه فطالبوه بالسرقة فاسترجعوها منه.
فقيل لابن سيرين: كيف عرفت ذلك ومن أين استنبطته قال: السنور لص والبطن الخزانة وأكل السنور منه سرقة وأما مبلغ المال فإنما استخرجته من حساب الجمل وذلك: السين ستون والنون خمسون والواو ستة والراء مائتان
فهذه مجموع السنور.
الكركدن: ملك عظيم لا يطمع أحد في مقابلته فإن رأى الرجل أنه يحلبه نال مالاً حراماً من النسناس: رجل قليل العقل يهلك نفسه بفعل يفعله ويسقطه من أعين الناس.
النمس: دابة تقتل الثعبان عادية فمن رأى النمس فإنه يسرق الدجاج والدجاج تشبه بالنمس.
035- الطيور
الوحشية والأهلية والمائية سائر ذوات الأجنحة وصيد البحر ودوابه
الطائر المجهول دال على ملك الموت إذا التقط حصاة أو ورقة أو دوداً أو نحو ذلك وطار بها إلى السماء من بيت فيه مريض ونحوه مات.
وقد يدل على المسافر لمن رآه سقط عليه وقد يدل على العمل لمن رآه على رأسه وعلى كتفه وفي حجره أو عنقه لقوله تعالى: " وكُلِّ إنسانٍ ألزَمُناهُ طائِرَهُ في عُنُقهِ "
أي عمله فإن كان أبيض فهو صاف وإن كان كدراً ملوناً فهو عمل مختلف غير صاف إلا أن يكون عنده امرأة حامل فإن كان الطير ذكراً فإنه غلام وإن كان أنثى فهو بنت فإن قصه عاش له وبقي عنده وإن طار كان قليل البقاء.
وأما الفرخ الذي لا يطعم نفسه فهو يتفرخ على من حمله أو وجده أو أخذه إلا أن يكون عنده حمل فهو ولد وكذلك كل صغير من الحيوان وأما الطائر المعروف فتأويله على قدره.
وأما كبار الطير وسباعها.
فدالة على الملوك والرؤساء وأهل الجاه والعلماء وأهل الكسب والغنى وأما أكلة الجيف كالغراب والنسر والحدأ والرخم ففساق أو لصوص أو أصحاب شر وأما طير الماء فأشراف قد نالوا الرياسة من ناحيتين وتصرفوا بين سلطانين: سلطان الماء وسلطان الهواء وربما دلت على رجال السفر في البر والبحر.
وإذا صوتت كانت نوائح وبواكي وأما ما يغني من الطير أو ينوح فأصحاب غناء ونوح ذكراً كان الطائر أو أنثى.
وأما ما صغر من الطير كالعصافير والقنابر والبلابل فإنها غلمان صغار: وجماعة الطير لمن ملكها أو أصابها أموال ودنانير وسلطان ولا سيما إن كان يرعاها أو يعلفها أو يكلفها.
البازي: ملك وذبحه ملك يموت.
وأكل لحمه نال من سلطان.
وقيل: البازي ابن كبير يرزق لمن أخذه.
وقيل البازي لص يقطع جهاراً ورؤية الرجل البازي في داره ظفر بلص وقيل إذا رأى
الرجل بازاً على يديه مطوِاعاً وكان يصلح للملك نال سلطاناً في ظلم وإن كان الرجل سوقياً نال سروراً وذكراً وأن رأى الملك أنه يرعى البزاة فإنه ينال جيشاً من العرب أو نجدة وشجاعة.
فإن رأى على يده بازاً فذهب وبقي على يده منه خيط أو ريش فإنه يزول عنه الملك ويبقى حكي أن رجلاً سرق له مصحف وعرف السارق فرأى كأنه اصطاد بازياً وحمله على يده فلما أصبح أخذ السارق فارتجع منه المصحف.
وجاء رجل إلى معبر فقال: رأيت كأني أخذت بازياً أبيض فصار البازي خنفساء فقال: ألك زوجة قال نعم قال: يولد لك منها ابن.
قال الرجل: عبرت البازي وتركت الخنفساء قال المعبر: التحول أضغاث.
الشاهين: سلطان ظالم لا وفاء له وهو دون البازي في الرتبة والمنزلة فمن تحول شاهيناً تولى ولاية وعزل عنها سريعاً.
الصقر: يدل على شيئين: أحدهما سلطان شريف ظالم مذكور والثاني ابن رفيع.
ومن رأى صقراً تبعه فقد غضب عليه رجل شجاع.
الباشق: دون البازي في السلطنة وقد قيل: إن رأى كأنه أخذ باشقاً بيده فإن لصاً يقع على يديه في السجن.
ومن خرج من إحليله باشق ولد له ابن فيه رعونة وشجاعة.
وحكي أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب فقال: رأيت على شرفات المسجد الجامع حمامة بيضاء فعجبت من حسنها فأتى صقر فاحتملها.
قال ابن المسيب: إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر.
فما مضى يسيراً حتى تزوجها فقيل له: يا أبا محمد بم تخلصت إلى هذا فقال: لأن الحمامة امرأة والبيضاء نقية الحسب فلم أر أحداً من النساء أنقى حسباً من بنت الطائر في الجنة ونظرت في الصقر فإذا هو طائر عربي ليس هو من طير الأعجام ولم أر في العرب أصقر من الحجاج بن يوسف.
العقاب: رجل قوي صاحب حرب لا يأمنه قريب ولا بعيد وفرخه ولد شجاع يصاحب السلطان.
ومن رأى العقاب على سطح دار أو في عرصتها دلت الرؤيا علىِ ملك الموت فإن رأى عقاباً سقط على رأسه فإنه يموت لأن العقاب إذا أخذ حيواناً بمخلبه قتله فإن رأى أنه أصاب عقاباً فطاوعه فإنه يخالط ملكاً.
ومن رأى عقاباً ضربه بمخلبه أصابته شدة في نفسه وماله.
ومن رأى عقاباً يدنو منه أو يعطيه شيئاً أويكلمه بكلام يفهمه فإن ذلك منفعة وخير.
وولادة المرأة عقاباً ولادة ابن عظيم فإن كانت فقيرة كان الولد جندياً.
وقيل أن ركوب العقاب للأكابر والرؤساء دليل الهلاك وللفقراء دليل الخير.
النسر: أقوى الطير وأرفعها في الطيران وأحدها بصراً وأطولها عمراً فمن رأى النسر عاصياً عليه غضب عليه السلطان ووكل به رجلاً ظلومِاً لأن سليمان عليه سلام وكل النسر بالطير فكانت تخافه.
فإن ملك نسراً مطواعاً أصاب سلطاناً عظيماً يملك به الدنيا أو بعضها ويستمكن من ملك أو أذى سلطان عظيم.
فإن لم يكن مطواعاً وهو لا يخافه فإنه يعلو أمره ويصير جباراً عنيداً ويطغى في دينه لقصة نمرود فإن طار في السماء ودخل مستوياً مات فإن شجع بعدما دخل في السماء فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن أصاب من ريشه أو عظامه أصاب مالاً عظيماً من ملك عظيم.
فإن سقط عن ظهره أصابه هول وغم وربما هلك.
فإن وهب له فرخ نسر رزق ولداً مذكوراً.
فإن رأى ذلك نهاراً فإنه مرض يشرف منه على الموت فإن خدشه النسر طال مرضه وقيل النسر خليفة وملك كبير يظفر به من ملكه ولحم النسر مال وولاية.
ومن تحول نسراً طال عمره.
وسباع الطيور كلها: مثل البازي والشاهين والصقر والعقاب والنسر والباشق تنسب إلى السلطان والشرف فمن حمله طائر منها وطار به عرضاً حتى بلغ السماء أو قرب منها سافر سفراً في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر.
فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك.
وجميع الطيران عرضاً محمود في التأويل.
والطيران مستوياً إلى السماء طاعناً فيها فهو موت أو هلك أو مضرة.
البوم: إنسان لص شديد الشوكة لا جند له ذو هيبة وهي من الممسوخ.
القطاة: امرأة حسناء معجبة بحسنها.
البدرج: امرأة حسناء عربية فمن ذبحها افتضها.
ولحم البدرج مال المرأة وقيل البدرج رجل الحباري: رجل أكول موسر سخي نفاق.
الدراج: قيل إنه مملوك وقيل إنه امرأة فارسية.
القبجة: امرأة حسناء غير ألوف وأخذها تزويجها.
وقيل لحم القبج كسوة ومن صاد قبجاً كثيراً أصاب مالاً كثيراً من أصحاب السلطان.
وقيل إصابة القبج الكثير صحبة أقوام حسان الأخلاق ضاحكين.
وقيل إن القبج الكثير نسوة
واليعقوب: لبن لمن كانت امرأته حبلى وقيل هو رجل صاحب حرب.
العقعق: رجل منكر غير أمين ولا ألوف محتكر يطلب الغلاء وكلامه يدل على ورود خبر من غائب.
الظليم: رجل خصي أو بدوي.
العنقاء: رئيس مبتدع وكلامها إصابة مال من جهة الإمام أو نيل رياسة.
وقيل إنه يدل على امرأة حسناء.
النعام: امرأة بدوية لمن ملكها أو ركبها ذات مالك وجمال وقوام وتدل أيضاً على الخصي لأنها طويلة ولأنها ليست من الطائر ولا من الدواب وتدل أيضاً على النجيب لأنها لا تسبق وتدل على الأصم لأنها لا تسمع وهي نعمة لمن ملكها أو اشتراها ما لم يكن عنده مريض فإن كان عنده مريض فهي نعيه.
ومن رأى في داره نعامة ساكنة طال عمره ونعمته وفرخها ابن وبيضها بنات فإن رأى السلطان له نعامة فإن له خادماً خصياً يحفظ الجواري.
والظليم: هو الذكر من النعام وذبحه من قفاه لواط وركوبه ركوب البريد.
الببغاء: رجل نخاس كذاب ظلوم وهو من الممسوخ.
وقيل هو رجل فيلسوف.
البلبل: رجل موسر وامرأة موسرة وقيل هو غلام صغير وولد مبارك قارىء لكتاب الله تعالى لا يلحن فيه.
وأما العندليب فهو: امرأة حسنة الكلام لطيفة أو رجل مطرب أو قارىء.
وهو للسلطان وزير حسن التدبير.
الزرزور: رجل صاحب أسفار كالقبج والمكاري لأنه لا يسقط في طيرانه وقيل هو رجل ضعيف زاهد صابر مطعمه حلال.
الدبسي: رجل ناصح واعظ.
الخطاف: ويسمى السنونوِ وهو رجل مبارك أو امرأة مملوكة أو غلام قارىء فمن أخذ خطافاً أخذ مالاً حراماً فإن رأى في بيته أو ملكه كثيراً منها فالمال حلال.
وقيل هو رجل مؤمن أديب ورع مؤنس فمنِ أفاده أفاد أنيساً وقيل من رأى الخطاطيف تخرج من داره سافر عنه أقرباؤه وهو أيضاً دليل خير في الأعمال والحركة وخاصة فيِ غرس الأشجار.
ويدل أيضاً على المعين.
وقال بعضهم: من رأى أنه تحول خطافاً هاجم اللصوص منزله.
الخفاش: ويسمى الوطواط رجل ناسك وقيل امرأة ساحرة.
الرخمة: إنسان أحمق وبالنهار مرض وأخذها يدل على وقوع حرب ودماء كثيرة وهي للمريض دليل الموت.
ومن رأى رخماً كثيراً دخلت بلدة نزل على أهلها سفك حرام من عسكر.
وتدل على أُناس بطالين هجناء وعلى مغسل الموتى وسكان المقابر.
الشقراق: امرأة جميلة غنية.
والسلوى والصرد: رجل ذو وجهين والصعوة امرأة أو جارية أو صبي أو مال.
والطيطوي جارية عذراء.
الطاووس: الذكر منها ملك أعجمي حسيب والأنثى منها امرأة أعجمية حسناء ذات مال وجمال.
والجامع بين الطاووس والحمامة رجل قواد على النساء والرجال.
وقيل الطاووس يدل على أُناس صباح ضاحكي السن.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن امرأتي ناولتني طاووساً فقالت له: لئن صدقت رؤياك لتشترين جارية ويرد عليك في ثمن تلك الجارية من الديون ستة وسبعون فى درهماً ويكون ذلك برضا امرأتك.
فقال الرجل: رحمك الله لقد كان أمس على ما عبرت سواء وردوا على الديون مقدار ما قلت سواء فقيل لابن سيرين: من أين عرفت ذلك قال: الطاوسة الجارية وطاوس من الديون بكلام الأنباط وأخرجت عدد الدراهم من حروف الطاوس من حساب الجمل: الطاء تسعة والألف واحد والواو ستة والسين ستين.
الغداف: لمن أصابه نيل سلطان بحق لمن كان من أهله ولمن يكن من أهله قول حق لا يقبل من قائله.
ومن رأى غدافاً فأوقع عليه دل على قطع للصوص.
الغراب الأبقع: رجل مختال في مشيته متبختر متكبر وهو من الممسوخ أو هو رجل فاسق كذاب.
وقيل من صاد غراباً نال مالاً حراماً فى فسق بمكابرة ومن أصاب غراباً أو أحرزه فإنه غرور باطل.
فإن رأى أن له غراباً بصيد فإنه يصيد غنائم من باطل.
ومن كلمه غراب اغتم من ذلك ثم خرج عنه.
ومن أكل لحم غراب أصاب مالاً من اللصوص.
فإن رأى غراباً على باب الملك فإنه يجني جناية يندم عليها أو يقتل أخاه ثم يتوب لقوله تعالى: " فَبَعثَ الله غُرابَاً يبحث في الأرْض "
ومن خدشته الغربان بمخالبيها هلك بشدة البرد أو شنع عليه قوم
فجار وناله ألم ووجع.
وقيل إن الغراب دليل طول الحياة.
رأى الأمير نصر بن أحمد كأنه جالس على سريره فجاء غراب فنقر قلنسوته بمنقاره فمسقطت عن رأسه فنزل عن سريره ورفع قلنسوته فوضعها على رأسه فقص رؤياه على حيوة النيسابوري فقال: سيخرج عليك رجل من أهل بيتك يزاحمك في ملكك ثم يرجع الأمر إليك.
فعرض له أن أبا إسحاق الساماني خرج وشوش عليه الأمر ثم عاد إليه.
ورأى بعضهم كأن غراباً على الكعبة فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: سيتزوج رجل فاسق امرأة شريفة فتزوج الحجاج بنِت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
ورؤية الغراب في مكان غير محمود فإن رأى غراباَ في داره دل على رجل يخونه في امرأته ويدل أيضاً على هجوم شخص من السلطان داره.
الفاختة: امرأة غير ألوفة ناقصه الدين سليطة كذابة.
وقيل هو ولد كذاب القمرية: امرأة متدينة وقيل هو ولد صاحب نعمة طيبة.
الورشان: إنسان غريب وقيل هو امرأة ويدل على استماع خبر.
الهدهد: رجل بصير في عمله كاتب ناقد يتعاطى دقيق العلم قليل الدين وثناؤه قبيح لنتن ريحه وإصابته سماع خبر خير.
العصفور: رجل صخم عظيم الخطر والمال خامل لا يعرف الناس حقوقه ضار لعامة الناس محتال في أموره كامل في رياسته سائس شاطر مدبر وقيل إنه امرأة حسناء مشفقة وقيل رجل صاحب لهو وحكايات تضحك الناس منه وقيل إنّه ولد ذكر.
ومن ملك عصافير كثيرة فإنّه يتمول ويلي ولاية على قوم لهم أخطار وقيل إنّ العصفور كلام حسن والقنبرة ولد صغير.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ معي جراباً وأنا أصيد عصافير وأدق أجنحتها وألقيها فيه.
قال: أنت معلم كتاب تلعب بالصبيان.
وحكي أيضاً أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأت كأنّي عمدت إلى عصفورة فأردت أن أذبحها فكلمتني وقالت: لا تذبحني.
فقال له: استغفر الله فإنّك قد أخذت صدقة ولا يحل لك أن تأخذها.
فقال: معاذ الله أن آخذ من أحد صدقة.
فقال: إن شئت أخبرتك بعددها.
فقال كم قال: ستة دراهم.
فقال له: صدقت فمن أين عرفت فقال: لأنّ أعضاء العصفورة ستة كل عضو درهم.
وحكي أنّ رجلاً أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: رأيت كأنّ في كمي عصافير كثيرة وطيوراً فجعلت أخرج واحدة بعد واحدة منها وأخنقها وأرمي بها.
فقال: أنت رجل دلال فاتقِ الله وتب إليه.
الكركي: قيل إنسان غريب مسكين ضعيف القدرة فمن أصاب كركياً صاهرِ أقواماً أخلاقهم سيئة وقال بعضهم: من رأى كركياً سافر سفراً بعيداً وإن كان مسافراً رجع إلى أهله سالماً وقيل الكراكي أناس يحبون الإجتماع والمشاركة فإن رأى كراكي تطير حوله بلد فإنه يكون في تلك السنة برد شديد وهجوم سيل لا يطاق.
ومن رأى الكراكي مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق.
وهي دليل خير للمسافرين ولمن أراد التزويج ولمن أراد الولد.
وقيل من أصاب كركياً أصاب أجراً ومن ركبه افتقر.
الديك: في أصل التأويل عبد مملوك أعجمي أو من نسل مملوك.
وكذلك الدجاج لأنّهم عند ابن آدم مثل الأسير لا يطيرون ويكون رب الدار من المماليك كما أنّ الدجاجة ربة الدار من الخادمات والجواري: والديك أيضاً يدل على رجل له علو همة وصوت كالمؤذن والسلطان الذي هو تحت حكم غيره لأنّه مع ضخامته وتاجه ولحيته وريشه داجن لا يطير فهو مملوك لأنّ نوحاً عليه السلام أدخل الديك والبدرج السفينة فلما نضب الماء ولم تأته الإذن من الله تعالى في إخراج من معه في السفينة سأل البدرج نوحاً أن يأذن له في الخروج ليأتيه بخبر الماء وجعلِ الديك رهينة عنده وقيل إنّ الديك ضمنه فخرج وغدر ولمِ يعد فصار الديك مملوكاً وكان شاطراً طياراً فصار أسيراً داجناً وكان البدرج ألوفاً فصار وحشياً.
وهو طائر أكبر من الدجاج أحمر العينين مليح.
وقيل إنّ الديك رجل جلد محارب له أخلاق رديئة يتكلم بكلام حسن بلا منفعة وهو على كل الأحوال إما مملوك أو من نسل مملوك.
وقيل من ذبح ديكاً دل على أنّه لا يجيب المؤذن وقال بعضهم: من رأى أنّه تحول ديكاً مات وشيكاً.
والديوك الصغار مماليك أو صبيان أولاد مماليك.
وكذلك الفراريج الإناث أولاد جوار أو عبيد أو وصائف.
وجماعة الطيور سبي وأموال رقيق قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت كأنّ ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين أو قال ثلاثة وقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت: يقتلك رجل من العجم المماليك.
وجاء رجل إلى أبي عون الضراب فقال: رأيت كأنّ ديكاً كبيراً صاح بباب بيتك هذا.
فجاء
أبو عون إلى ابن سيرين فقص عليه تلك الرؤيا فقال له ابن سيرين: لئن صدقت رؤياك لتموتن أنت بعد أربعة وثلاثين يوماً وكان له خلطاء وندماء على الشراب قال فرفع ذلك كله وتاب إلى الله تعالى من يوم الرؤية ومات فجأة كما قال ابن سيرين.
فقيل لابن سيرين: كيف استخرجت ذلك قال من حساب الجمل لأنّ الدال أربعة والياء عشرة والكاف عشرين.
الدجاجة: امرأة رعناء حمقاء ذات جمال من نسل مملوك أو من أولاد أمة أو سرية أو خادمة ومن ذبحها افتض جارية عذراء ومن صادها أفاد مالاً حلالاً هينئاً ومن أكل لحمها فإنّه يرزق مالاً من جهة العجم ومن رأى الدجاجة والطاوسة يهدران في منزله فإنّه صاحب بلايا الحمامة: هي المرأة الصالحة المحبوبة التي لا تبغي ببعلها بديلاً وقد دعا لها نوح عليه السلام وتدل على الخبر الطارىء والرسول والكتاب لأنّها تنقل الخبر في الكتاب وأصل ذلك أنّ نوحاً بعث الغراب ليعرف له أمر الماء فوجد جيفة طافية على الماء فاشتغل بها فأرسل الحمامة فأتته بورقة خضراء فدعا لها: فهي لمن كان في شدة أو له غائب بشرى إذا سقطت عليه أو أتت إليه طائرة إلا أن يكون مريضاً فتسقط على رأسها فإنّها حمام الموت ولا سيما إن كانت من اليمام وناحت عند رأسه في المنامِ وربما كانت الحمامة بنتاً.
وأفضل الحمام الخضر ومن رأى أنّه يملك منها شيئاَ كثيراً لا يحصى أصاب غنيمة وخيراً.
وبعضها بنات وجوار وبرجها مجمعِ النساء وفراخها بنون أو جوار.
ومن رأى حمامة إنسان فإنّه رجل زان فإن نثر علفاً لحمام ودعاهن إليه فإنّه يقود.
وهدير الحمامة معاتبة رجل لإمرأة.
والبيض منها دين والخضر ورع والسود منها سادة نساء ورجال والبلق أصحاب تخاليط ومن نفرت منه حمامة ولم تعد إليه فإنّه يطلق امرأته أو تموت ومن كان له حمائم فإنّ له نسوة وجواري لا ينفق عليهن.
فإن قص جناح حمامة فإنّه يحلف على امرأته أن لا تخرج أو يولد له من امرأته أوتحبل.
والحمامة رجل أو امرأة عربية ومن ذبحها افتض امرأة بكراً ومن أكل لحمها أكل مال المرأة.
والحمام مع فراخهن سبي مع أولادهن.
والحمامة الهادية المنسوبة خبر يأتي من بعيد.
وإن حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أصبت حمامة بيضاء معجبة لي جداً وكأنّ إحدى عينيها من أحسن عيني حمامة والعين الأخرى فيها حول قد غشيتها صفرة.
فضحك ابن سيرين وقال: إنك تتزوج امرأة جميلة تعجبك جداً ولا يهمك الذي رأيت بعينها فإن العيب ليس في بصرها وإنّما هو شيء فيِ بظرها وتكون سيئة في خلقها وتؤذيك به.
فتزوج صاحب الرؤيا امرأة فرأى منها خلقاً شديداً.
الحدأة: ملك خامل الذكر شديد الشوكة متواضع ظلوم مقدر لقربه من الأرض في طيرانه وقلة خطئه في سيده مع ما يحدث فيه فمن ملك حدأ وكان يصيد له فإنّه يصيب ملكاً وأموالاً فإنّه رأى أنّه أصاب حدأ وحشياً لا يصيد له ولا يطاوعه ورأى كأنّه ممسكه بيده فإنّه يصيب ولداً غلاماً لا يبلغ مبلغ الرجال حتىِ يكون ملكاً.
فإن رأى أن ذلك الحدأ ذهب منه على تلك الحال فإنّ الغلام يولد ميتاَ أو لا يلبث إلا قليلاً حتى يموت.
وفراخه أولاده.
والواحدة امرأة تخون ولا تستتر.
وقيل الحدأة تدل على اللصوص وقطاع الطريق الخطافين والخداعين يخفون الخير عن أصدقائهم.
اللقلق: من الطير تدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة وإذا رآها الإنسان مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق وأعداء محاربين وعلى برد واضطراب في الهواء فإن رآها متفرقة فهي دليل خير لمن أراد سفراً وذلك لظهورها في بعض أزمنة الشتاء وغيبوبتها في بعضها وكما أنّها تغيب ثم تظهر بعد زمان كذلك تدل على أنّ المسافر يقدم من سفره.
وأيضاً فإنّه دليل خير لمن أراد التزويج.
طير الماء: أفضل الطير في التأويل لأنهن أخصب عيشاً وأقل غائلة.
ومن أصابها أصاب مالاً وغنيمة لقوله تعالى: " ولَحْم طَيْرٍ ممّا يَشْتَهون "
والطائر رجل من الرجال بمنزلة ذلك الطائر في الطيور في قدرته وسلاحه وطعمته وقوته وريشه وطيرانه وارتفاعه في الجو فمن رأى أنّه يأكل لحم البط فإنّه يرزق مالاً من قبل الجواري ويرزق امرأة موسرة لأنّ البط مأواه الماء ولا يمله وقيل إنّ البط رجال لهم خطر أصحاب ورع ونسك وعفة.
ومن كلمته البط نال شرفاً ورفعة من قبل امرأة.
الأوز: نساء ذوات أجسام وذكر ومال.
وإذا صوتن في مكان فهن صوائحِ ونوائح.
ومن رأى أنّه يرعى الأوز فإنّه يلي قوماً ذوي رفعة وينال من جهتهم أموِالاً لأنّ الأوز قيل أنّه رجل ذو هم وحزن وسلطان في البر والبحر ومن أصاب طيراً في البحر ولد له ولد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أخذت كثيراً من طيرالماء فجعلت أذبح الأول فالأول فقال: إن لم تر ماء فإنّه رياش تصيبه.
ومن رأى الطير يطرق فوق رأسه نال ولاية ورياسة لقوله تعالى: " والطير محْشورَةً كُلٌّ لهُ أوّابٌ "
فإن رأى طيوراً تطير في محله فإنهّم الملائكة.
وحكي أنّ بعض الغزاة رأى كأنّ حلاقاً حلق رأسه وخرج من فيه طائر أخضر فحلق في السماء وكأنّه عاد في بطن أمه تالياً: " منْها خَلَقناكُم وفيها نُعِيدكم ومنهاِ نخرِجُكُم تارَةً أُخرى "
فقصها على أصحابه ثم عبرها لنفسه فقال: أما حلق رأسي فضرب عنقي وأما الطائر فروحي وصعوده إلى الجنة وأما عودي بطن أمي بالأرض فقتل ثاني يوم رؤياه.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ طائراً جاء من السماء فوقع بين يدي فقال: هي بشارة تأتيك فتفرح بها.
النحل: رؤيته تدل على نيل رياسة وإصابة منفعة.
وتدل النحل على أهل البادية وأهل الكد والسعي في الكسب والحيازة والجمع والتأليف.
ومما دل على العلماء والفقهاء وأصحاب التصنيف لأنّ العسل شفاء والنحل قد أوحى إليها وألهمت صناعتها وتفقهت في علمها.
وربما دلت على العسكر والجند لأنّ لها أميراً وقائداً وهو اليعسوب وفيها دواب وبغال وقيل النحلة إنسان كسوب مخصب نفاع عظيم الخطر فمن أصاب من النحل جماعة أو اتخذها أو أصاب من بطونها أصاب غنائم وأموالاً بلا مؤنة ولا تعب.
وإن رأى ملك أنّه يتخذ موضع النحل فإنّه يختص بلدة لنفسه عامرة نافقة حلال الدخل.
فإن دخل في كورها فإنّه يستفيد ملك الكورة ويظفر بها فإن استخرج العسل منه ولم يترك للنحل منه شيئاً فإنّه يجور فيهم ويأخذ أموالهم فإن أخذ حصته وترك حصتها فإنّه يعدل فيهم.
فإن اجتمعت عليه ولسعته فإنّهم يتعاونون ويصيبه منهم أذى فإن قتلها فإنّه ينفيهم من تلك الكورة.
الزنبور: رجل من الغوغاء الأوباش مهيب صاحب قتال ودخول الزنابير الكثيرة موضعاً يدل على دخول جنود أولي شجاعة وقوة ذلك الموضوع ومحاربتهم أهله.
وقيل أنّه الممسوخ وهو رجل يجادل في الباطل.
وقيل هو رجل غماز سفيه دنيء المطعم ولسعها كلام يؤذي من أوباش الناس.
الفراش: إنسان ضعيف عظيم الكلام.
الذباب: رجل ضعيف طعان دنيء وأكله رزق دنيء أو مال حرام ومن رأى كأنّ ذبابة دخلت جوفه فإنّه يخالط السفلة والأرذال ويفيد منهم مالاً حراماً لا بقاء له.
والذباب الكثير عدو مضر وأما المسافر إذا رأى وقوع الذباب على رأسه يخاف أن يقطع عليه الطريق
ويذهب بماله لقوله تعالى: " وإنْ يَسْلبهم الذُّبابُ شيْئاً لا يَتْسنْقِذوهُ منهُ " .
وكذلك إذا وقع الذباب على شيء منه يعني من ماله خيف عليه اللصوص.
وقيل من قتل ذبابة نال راحة وصحة الجراد: عسكر وعامة وغوغاء يموج بعضهم في بعض.
وربما دلت على الأمطار إذا كانت تسقط على السقوف أو في الأتاجر فإن كثرت جداً وكانت على خلاف الجراد وكانت بين الناس وبين الأرض والسماء فإنّه عذاب.
وكذلك القمل والضفادع والدم لأنّها آيات عذب بها بنو إسرائيل إلا أن يكون الناس يجمعونها أو يأكلونها وليست لها غائلة ولا ضرر فإنّها أرزاق تساق إليهم ومعاش يكثر فيهم وقد يكون من ناحية الهواء كالعصفور والقطا والمن والكماة والفطر ونحوه لا وقيل إنّ اجتماعها في وعاء يدل على الدراهم والدنانير فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أخذت جراداً فجعلته في جرة.
فقال: دراهم تصيبها فتسوقها إلى امرأة.
وقيل إنّ كل موضع يظهر فيه الجراد ولا يضر يدل على فرح وسرور لقصة أيوب عليه السلام.
ولو رأى أنّه أمطر عليه جراد من ذهب فإنه ينال نعمة وسرور.
وقيل إنّ الجراد خباز يغش الناس في الطعام.
والبراغيث: جند الله تعالى وبها أهلك نمرود والبرغوث رجل دنيء مهين طعان.
ومن رأى برغوثاً قرصه نال مالاً.
وكذلك البق: إذا كان طرياً كثير العدد فهو أموال وغنيمة لمن أصابه.
وصغار السمك: أحزان لمن أصابه بمنزلة الصبيان ومن أصاب سمكة طرية أو اثنتين أصاب امرأة أو امرأتين فإن أصاب في بطن السمكة لؤِلؤة فإنّه يصيب منها غلاماً.
وإن أصاب في بطنها شحماً أصاب منها مالاً وخيراً ومن أصاب سمكاً مالحاً أصابه هم من جهة ملوحته وصغاره أيضاً لا خير فيه.
وربما كان في طبع الإنسان إذا رأى السمك المالح في منامه أن يصيب مالاً وخيراً ومن خرجت من فمه سمكة فهي كلمة يتكلم بها من المحال في امرأة ومن رأى سمكة خرجت من ذكره ولدت له بنت والسمكة الحية الطرية بكر وصيد السمك في البر ارتكاب فاحشة وقيل إنّه خبر سار.
وصيد السمك من الماء الكدر هم شديد ومن الماء الصافي رزق أو يولد له ابن سعيد.
ومن أكل سمكاً حياً نال ملكاً.
والسمك المشوي الطري غنيمة وخير لقصة مائدة عيسىِ عليه السلام.
وقيل هو قضاء حاجة أو إجابة دعوة أو
رزق واسع وإن كان الرجل تقياً وإلا كانت عقوبة والمالح المشوي سفر في طلب علم أو حكمة لقوله تعالى: " نَسِيا حوتهُما "
ومن رأى أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه يصلح ما لا ينفعه وينفق على ذلك من مال شريف ويتعب فيه حتى يصير مالاً لذيذاً شريفاً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل منها أنا وخادمي السلحفاة: امرأة تتعطر وتتزين وتعرض نفسها على الرجال وقيل السلحفاة قاضي القضاة لأنّه أعلم أهل البحر وأورعهم ومن رأى سلحفاة في مزبلة مستخفاً بها فإنّ هناك عالم ضائع لجهل أهل ذلك الموضع وقيل هو رجل عالم عابد قارىء وأكل لحمه مال أو علم وهي من الممسوخ.
السرطان: رجل كياد هيوب رفيعِ الهمة وأكل لحمه استفادة مال وخبر من أرض بعيدة وقيل من رأى السرطان نال مالاً حراماً.
الدعموص: مسخ وهو في التأويل رجل ملعون نباش.
التمساح: شرطي لأنّه أشر ما فيِ البحر لا يأمنه عدو ولا صديق وهو لص خائن وهو بمنزلة السبع ويدلك أيضاً على التاجر الظالم الخائن.
فمن رأى أنّ تمساحاً جره إلى الماء وقتله فيه فإنّه يقع في يد شرطي يأخذ ماله ويقتله.
فإن سلم فإنّه يسلم.
الضفدع: رجل عابد مجتهد في طاعة الله وأما الضفادع الكثيرة في بلد أو محلة فهو عذاب.
ومن أكل لحم ضفدعة أصاب منفعة من بعض أصحابه ومن رأى ضفدعاً كلمه أصاب ملكاً والضفدع أطفأ نار نمرود.





036- أدوات الصيد
والشباك والفخاخ والشصوص المصايد وقوس البندق
الشبكة: في يد المسافر تدل على رجوعه والمهموم تدل على زيادة همه وشدته.
وأما للصيادين فتدل على خير ومنفعة.
وأما الفخ: فمن رأى أنّه صاد عصفوراً بفخ فإنّه رجل فاسد الدين يمكر برجل عظيم لأنّ الخشب نفاق والفخ مكر والعصفور رجم.
وقضبان الدبق: تدل على الآبق أنّه يوجد وفيمن أهلك شيئاً على رجوع ذلك الشيء إليه ولمن يرجو شيئاً يتوقعه أنّ رجاءه يتم.
والشص: وجميع الآلات التي يصاد بها فهي خديعة ومكر.
وأما قوس البندق: فالرمي به في البرية غنيمة مال حلال وفي البلد كذب وبهتان وغيبة والرامي به على باب السلطان غماز.
ورامي الحمامة قاذف امرأة ومن رأى أنّه يرمي بقوس البندق بنبل فإنّه يتكلم بكلام في غير موضعه فإن أصابت رميته قبل منه وإن أخطأت كان كلامه وبالاً عليه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت أني أرمي بقوس جلاهق وأنا أُخطىء وأُصيب.
فقال: اتق الله فإنّك تغتاب الناس.
037- الهوام والحشرات ودواب الأرض
أما الحيات: فإنّها أعداء وذلك أنّ إبليس اللعين توسل بها إلى آدم عليه السلام.
وعداوة كل حية على قدر نكبتها وعظمها وسمها وربما كانت كفاراً وأصحاب بدع لما معها من السم.
وربما دلت على الزناة ولدغهم وطبعهم وربما أخذت الحياة من اسمها مثل أن ترى في الفدادين أو تنساب تحت الشجر فيها مياه وسيوِل وقد شبهوا نفخها بحسو الماء.
وقد تكون الحية سلطاناً وقد تكون زوجة وولداً لقوله تعالى: " إنَّ مِنْ أزْواجِكْم وأوْلادكُم عَدُوّاً لكُم فاحْذروهم "
ومن قاتل الحية أو نازعها قاتل عدواً فإن قتلها ظفر بعدوه وإن لدغته ناله مكروه من عدوه بقدر مبلغ النهشة.
وأكل لحمها مال من عدو وسرور وغبطة.
وإن لدغته بنصفين انتصف من عدوه.
ومن كلمته الحية بكلام لين ولطف أصاب خيراً يعجب الناس منه
فإن رأى حية ميتة فهو عدو يكفيه الله شره بغير حول ولا قوة.
وبيضها أصعب الأعداء وسودها أشدهم.
فإن رأى أنّه ملك من سود الحياة العظام جماعة قاد الجيوش ونالت ملكاً عظيماً.
فإن أصاب حية ملساء تطيعه ولا غائلة ولا صلاح يؤذي أصاب كنزاً من كنوز الملوك وربما كانت جده إذا كانت بهذه الصفة.
ومن تخوف حية ولم يعاينها فهو أمن له من عدوه وإن عاينها وخافها فهو خوف وكذلك كل خوف وكذا كل شيء يخافه ولا يعاينه وخروج الحية من الإحليل ولد ومن أدخل حية بيتاً مكر به عدوه فمن رأى أنّه أخذها فإنّه يصير إليه مال من عدو في أمن لقوله تعالى: " خُذّها ولا تَخفْ " .
والحية الصغيرة ولد.
وإن رأى الحيّات تقتتل في السوق وقعت الحرب وظفر بالأعداء.
والحية سلطان كتوم العداوة فإن رأى أنّ حية تخرج من ذكره مرة وترجع إليه مرة فإنّه يخونه.
والحية امرأة فمن رأى أنّه قتل حية على فراشه ماتت امرأته فإن رأى في عنقه حية فقطعها ثلاث قطع فإنّه يطلق امرأته ثلاثاً وقوائم الحية وأنيابها قوة العدو وشدة كيده.
ومن تحول حية فإنّه يتحول من حال إلى حال ويصير عدواً للمسلمين فإن رأى بيته مملوءاً من الحيات لا يخافها فإنّه يؤوي في بيته أعداء المسلمين وأصحاب الأهواء والحيات المائية مال فإن رأى في جيبه أو كمه حية صغيرة بيضاء لا يخافها فإنّها جده فإن رأى حية تمشي خلفه فإنّ عدوه يريد أن يمكر به فإن مشت بين يديه أو دارت حوله فإنّهم أعداء يخالطونه ولا يمكنهم مضرته فإن رأى حيات تدخل بيته وتخرج من غير مضرة فإنّهم أعدائه من أهل بيته وقراباته فإن رآها في غير بيته فالأعداء غرباء.
ولحم الحية وشحمها مال عدو خلال وترياق من عدو فإن رأى الحيات تقاتل في كل ناحية فقتل منهن حية عظيمة فإنّه يملك تلك البلدة.
فإن كانت الحية المقتولة مثل سائر الحيات قتل أحد جنود الملك فإن كانت الحية تصعد في علو أصاب راحة وفرحاً وسروراً فإن رأى حية تنحدر من علو مات رئيس في ذلك المكان.
فإن رأى حية خرجت من الأرض فهو عذاب في ذلك الموضع.
فإن رأى بستانه مملوءاً حيات فإنّه البستان ينمو والنبات الذي فيه يزيد ويحيا.
وحكي أن رجلاً اتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حية تسعى وأنا أتبعها فدخلت جحراً وفي يدي مسحاة فوضعتها على الجحر.
فقال: أتخطب امرأة قال: نعم.
قال: إنك ستتزوجها وترثها فتزوجها فماتت عن سبعة آلاف درهم.
ورأى آخر كأن بيته مملوء حيات فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: اتقِ الله ولا تؤوي عدو المسلمين.
وجاءته امرأة فقالت: يا أبا بكر امرأة رأت جحرين خرج منهما حيتان فقام إليهما رجلان واحتلبا من رأسيهما لبناً فقال ابن سيرين: الحية لا تحلب لبناً إنما تحلب السم.
وهذه امرأة يدخل عليها رجلان من رؤوس الخوارج يدعوانها إلى مذهبهما وإنما يدعوانها إلى شتم الشيخين رضي الله عنهما.
وأما حيات البطن فهم الأقارب وخروجها من الرجل مصيبة في قريب الرجل.
وأما التنين: فمن رأى أنّه تحول تنيناً طال عمره ونال سلطاناً فإن أكل لحم تنين نال مالاً من الملك.
والتنين رجل عدو كاتم العداوة وإن كان له رؤوس كثيرة فإنه يكون له فنون كثيرة في الرداءة والشر والسوء فإن كان له رأسان أو ثلاثة أو أربعة إلى أن يبلغ سبعة رؤوس فكل رأس من رؤوسه بلية وفن من الشر فإذا صارت سبعة رؤوس فليس له نظير في كمال شره وعداوته ولا يطاق ولا يقوى به.
ويدل هذا الحيوان في المرضى على الموت.
والضب: رجل من الممسوخ وهو بدوي قتال ورؤيته في المنام مرض.
وأما العقرب: فمن الممسوخ وهو رجل تمام يقتل بعض أقربائه فإن رأى كأنّ عقرباً أحرقت بالنار فإنّه يموت عدو له.
فإن رأى أنّه أخذ عقرباً فطرحها على امرأته فإنّه يرتكب منها فاحشة والجرارة أشد عداوة.
وقيل العقرب مال وقتلها مال يذهب منه ثم يرجع إليه ولدغها مال لا بقاء له.
وإن رأى في سراويله عقرباً دل على فساد امرأته وكذلك إن رآها على فراشه وإن رأى أنّه بلع عقرباً فإنه يفضي سراً إلى عدوه.
فإن رأى في بطنه عقارب فهم أعداؤه من أقربائه فإن أكل لحم عقرب نياً نال مالاً حراماً من عدو نمام بسبب إرث أو غيره.
وشوكة العقرب لسان الرجل النمام والعقرب في الأصل عدو لا يحور لبذاءة لسانه وجميع الحشرات المؤذية أعداء على قدر نكاياتها.
الوزغة: رجل ضالة خامل يأمر بالمنكر وينهي عن المعروف.
العظاية: إنسان سوء يفسد في الناس فمن قتلها ظفرِ بإنسان كذلك ومن أكل من لحمها مطبوخاً.
أكل من مال ذلك الإنسان فإن كان نيئاً اغتابه.
العلق: في التأويل العيال وهو الذي يرشف دم الإنسان.
الحرباء: تذم للملك كصاحب حرب يهيجها بين الناس.
الأرضة: أجير أو جار أو خادم لص يسرق قماشات البيت قليلاً قليلاً.
بنات وردان: عدو ضعيف.
لجمل: رجل حقود بغيض صاحب سفر ينقل المال من مكان إلى مكان وقيل هو عدو وصاحب مال حرام.
الخنفساء: عدو ثقيل قذر.
دابة الأذن: عدو للرؤساء.
السوس: رجل نمام ساع.
العنكبوت: من الممسوخ ويدل على امرأة ملعونة تهجر فراشِ زوجها.
ورؤية نسجها وبيتها اقتناء امرأة بلا دين ومن رأى عنكبوتاً فإنّه يرى رجلاً مكايداً ضعيفاً متوارياً جديد العهد.
الفأرة: امرأة فاسقة أو سارقة أو لها سريرة فاسدة.
وإن كانت جماعة وألوانها مختلفة سود وبيض فهي الليالي والأيام تقرض الأعمار والأبدان في غفلة واستتار.
والجرذ: منها كذلك لا خير فيه وقيل هو لص ثقاب وقد قيل إنّ الفأر يدل على العيال وعلى المماليك.
وقيل إنّ خروج الفأر من الدار زوال النعمة.
وقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني وطئت فأرة خرجت من أستها تمرة فقال ألك امرأة فاسقة قال: نعم.
قال: تلد لك ولداً صالحاً.
اليربوع: من الممسوخ وهو رجل جلاف كذاب.
القنفذ: مسخ وهو رجل ضيق القلب قليل الرحمة سريع الغضب.
القمل: إذا كان في الثياب الجدد فإنّه زيادة دين.
وإذا كانت على الأرض فإنّه قوم ضعاف فإن دبت حواليه فإنّه يصاحب قوماً ضعافاً لا يناله منهم مضرة.
وقرص القملة طعن عدو ضعيف ومن رأى كأنّ قملة كبيرة خرجت من جسده وذهبت عنه دل على نقص حياته وقيل إنّ القمل العيال والإحسان إليهم وقيل إنّ القمل يدل على الهموم والحبس وهو زيادة مرضه وأكلها غيبة.
والكبار منها عذاب وقيلِ هو جيش الملك وعيال الرجال ومن التقط القمل من ثوبه فإنّه يكذب عليه كذباً فاحشاً.
فأما قمل الخط فإنّه عذاب لأنّه من آيات موسى عليه السلام.
وأما النمل: الكثير فجند ورؤيتها على الفراش أولاد ورؤية النمل تدل على نفس صاحب الرؤيا وقيل تدل على قراباته وقيل إنّ خروج النمل من جحرهم غم ورؤية النمل تدب على المريض موته ومعرفة كلام النمل ولاية لقصة سليمان عليه السلام ومن رأى النمل يدخل داره بالطعام.
يكثر خير داره.
ومن رأى النمل يخرج بالطعام من داره افتقر وخروج النمل من الأنف أو الأذن أو غيرهما من الأعضاء يدل على موت صاحب الرؤيا شهيداً إذا رأى نفسه تفرح بخروجها فإن كان يسوء خروجها فيخشى عليه والنمل إنسان ضعيف حريص والكثير منه جند أو ذرية أو مالك أو طول الحياة.
ومن رأى النمل يدخل قرية أو بلداً دخل ذلك البلد جند فإن خرجوا منها فإنّهم يتحملون منها فإن رأى أنّ النمل هارب من بلد أو بيت فإنّ اللصوص يحملون من ذلك الموضع شيئاً ويكون هناك عمارة لأنّ النمل والعمارة لا يجتمعان.
وكثرة النمل في بلد من غير إضرار بأحد يدل على كثرة أهل البلد.
وأما اليسروع: وهو ذو خضر فإنّه رجل يتحلى بالدين ويدخل في أموال الرؤساء والتجار ويسرق قليلاً قليلاً ولا يتهم بذلك لحسن ظاهره.
وخشاش الأرض: كله يدل على أوغاد الناس وعامتهم وشرارهم كل حيوان على نعته وطبعه وعمله وضرره وعدواته.
والنمل لصوص وكواسب.
038- السماء والهواء
والليل والنهار الرياح والأمطار والسيول ولخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والسحاب والبرد والثلج والجمد السماء
تدل على نفسها فما نزل منها أوجاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ ليس للخلق فيه تسبب مثل أن يسقط منها نار في الدور فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت.
وإن سقطت منها نار في الأسواق عز وغلا ما يباع بها من المبيعات.
وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال كالعسل والزيت والتين والشعير فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة يكون نفعها في الشيء النازل من السماء وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته لعلوها
على الخلق وعجزهم عن بلوغها مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها وضعفهم عن الخروج من تحتها.
فما رؤي منها وفيها أو نزل بها وعليها من دلائل الخير والشر وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله فمن صعد إليها بسلم أو سبب نال مع الملك رفعة.
وعنده وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم ناله خوف شديد من السلطان ودخل في غزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه.
وإن كان ضميره استراق السمع تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه.
وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر فإن عاد إلى الأرض نجا مما دخل فيه وإن سقط من مكانه عطب في حاله على قدر ما آل أمره في سقوطه وما انكسر له من أعضائه وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته وصعدت روحه كذلك إلى السماء.
وإن رجع إلى الأرض بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجوان شاء الله إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرج منه فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تصعد أرواحهم إليها.
وأما رؤية الأبواب فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "
ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة والخصب كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر.
وأما إن رمى الناس منها بسهام فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون فتحت أبوابه عليهم.
وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار فهي فتنة تطيش سهامها يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره.
وإن كانت تقع عليهم ضرر فيجمعونها ويلتقطونها فغنائم من عند الله كالجراد وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه وأما دنو السماء فيدل على القرب من الله وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات.
وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي يقبل دعاؤه ويستجاب لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد وكل من هو فوقك بدرجة الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه وما وقع في ضميره
.
وأما سقوط السماء على الأرض إن كان مسافراً وقد يعود أيضاً ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن والعرب تسمي المطر سماء لنزوله منها.
ومن سقطت السماء عليه أو على أهله دل على سقوط سقف بيته عليه لأن الله تعالى سمى السماء سقفاً محفوظاً وإن كان من سقطت عليه في خاصيته مريضاً في يقظته مات ورمي في قبره على ظهره إن كان لم يخرج من تحتها في المنام.
ومن صعد فدخلها نالت الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره ونال مع ذلك شرفاً وذكراً.
ومن رأى أنه في السماء فإنه يأمر وينهي.
وقيل أن السماء الدنيا وزارة لأنها موضع القمر والقمر وزير والسماء الثانية أدب وعلم وفطنة ورياسة وكفاية لأن السماء الثانية لعطارد.
ومن رأى أنه في السماء الثالثة فإنه ينال نعمة وسروراً وجواري وحلياً وحللاً فرشاً ويستغني ويتنعم لأن سيرة السماء الثالثة للزهرة.
ومن رأى أنه في السماء الرابعة نال ملكاً وسلطنة وهيبة أو دخل في عمل ملك أو سلطان لأن سيرة السماء الرابعة للشمس.
فإن رأى أنه في الخامسة فإنه ينال ولاية الشرط أو قتالاً أو حرباً أو صنعة مما ينسب إلى المريخ لأن سيرة السماء الخامسة للمريخ فإن رأى أنه في السماء السادسة فإنه ينال خيراً من البيع والشراء لأن سيرة السماء السادسة للمشتري فإن رأى أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقاراً وأرضاً ووكالة وفلاحة وزراعة ودهقنة في جيش طويل لأن سيرة السماء السابعة لزحل فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلاً فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه فإن رأى أن السماء اخضرت فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة فإن رأى أن السماء اصفرت دل على الأمراض فإن رأى أن السماء من حديد فإنه يقل المطر.
وإن رأى أنه خر من السماء فإنه يكفر.
وإن انشقت السماء وخرج منها شيخ فهو جدب تلك الأرض ونيلهم خصباً.
فإن خرج شاب فإنه عدو يظهر ويسيء إلى أهل تلك المواضع ويقع بينهم عداوة وتفريق.
وإن خرج غنم فإنه غنيمة.
وإن خرج إبل فإنهم يمطرون ويسيل فيهم سيل وإن خرج فيهم سبع فإنهم يبتلون بجور من سلطان ظلوم فإن رأى أن السماء صارت رتقاً فإنه يحبس المطرِ عنهم فإن انفقت فإن المطر يكثر ومن رأى أنه ينظر إلى السماء فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا فإن نظر إلى ناحية المشرق فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً.
فإن رأى أنه سرق السماء وخبأها في جرة فإنه يسرق مصحفاً ويدفعه إلى امرأته.
ومن رأى أنه يصعد إلى السماء من غير استواء ولا مشقة نال سلطاناً ونعمة وأمن مكايد عدوه.
فإن رأى أنه أخذ السماء بأسنانه فإنه تصيبه مصيبة في نفسه أو نقصان في ماله ويريد شيئاً لا تبلغه يده وإن رأى أنه دخل في السماء ولم يخرج منها فإنه يموت أو يشرف على الهلاك فإن رأى كأنه يدور في السماء ثم ينزل فإنه يتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكوراً بين الناس.
فإن رأى كأنه استند إليها فإنه ينال رياسة وظفراً بمخالفيه.
وحكي أن رجلاً اتى ابن سيرين فقال: رأيت ثلاثة نفر لا أعرفهم رفع أحدهم إلى السماء ثم حبس الآخر بين السماء والأرض وأكب الآخر على وجهه ساجداً فقال ابن سيرين: أما الذي رفع إلى السماء فهي الأمانة رفعت من بين الناس وأما المحتبس بين السماء والأرض فهي الأمانة تقطعت وأما الساجد فهي الصلاة إليها منتهى الأمة.
الهواء: ربما دل على اسمه.
فمن رأى نفسه فيه قائماً أو جالساً أو ساعياً فيكون على هوى من دينه أو في غرر من دنياه وروحه في المشي الذي يدم عليه عمله في الهواء أو حالة في اليقظة وآماله فإن كان في بدعه فهو بدعته وإن كان سلطان كافر فسد معه دينه وإلا خيف على روحه معه فإن كان في سفينة البحر خيف عليه العطب.
وإن كان في سفر ناله فيه خوف.
وإن كان مريضاً أشرف على الهلاك وإن سقط من مكانه عطب في حاله وهوى في أعماله لقوله تعالى: " أو تَهْوِي بهِ الريحُ في مكانٍ سَحِيق "
فإن مات في سقطته كان ذلك أعلى بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت أو بدعة أو قتل أو نحو ذلك.
وأما أن يبني الهواء بنياناً أو يضرب فيه فسطاطاً أو يركب فيه دابة أو عجلة فإن كان مريضاً مات أوعنده مريض مات وذلك نعشه وقبره فإن كان أخضر اللون كان شهيد وإن رأى ذلك سلطان أو أمير أو حاكم عزل على عمله أو زال عن سلطانه بموت أو حياة وإن رأى ذلك من عقد نكاحاً أو بني بأهله فهو في غرر معها وفي غير أمان منها وإن رأى ذلك من هو في البحر عطبت سفينته أو أسره عدوه أو أشرف على الهلاك من أحد الأمرين.
وقد يدل ذلك على عمل فاسد عمله على غير علم ولا سنة إذا لم يكن بناه على أساس ولا كان سرادقه أو فسطاطه على قرار.
وأما الطيران في الهواء فدال على السفر في البحر أو في البر.
فإن كان ذلك بجناحِ فهو أقوى لصاحبه وأسلم له وأظهر فقد يكون جناحه مالاً ينهض به سلطاناً يسافر في كنفه وتحت جناحه.
وكذلك السباحة في الهواء وقد يدل أيضاً إذا كان بغير جناح على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبة أو سفر فيِ غير أوان السفر في بر أو بحر ومن رأى طار عرضاً في السماء وأما الوثب فدال على النقلة مما هو فيه إلى غيره أما من سوق إلى غيره من دار إلى محلة أو من عمل إلى خلافه على قدر المكانين فإن وثب من مسجد إلى سوق آثر الدنيا على الآخرة وإن كان من سوق إلى مسجد فضدّ ذلك وقد يترقى الطيران في الهواء لمن يكثر من الأماني والآمال فيكون أضغاثاً.
ومن وثب مكان إلى مكان تحول من حال إلى حال.
والوثب البعيد سفر طويل فإن اعتمد وثبه على عصا اعتمد على رجل قوي.
وأما ألوان الهواء فإن اسودت عين الرائي حتى لم ير السماء فإن كانت الرؤيا خاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء فإن لم يخصه برئيس عمي بصره وحجب من نور الهدى نظره فإن كانت الرؤيا للعالم وكانوا يستغيثون في المنام أو يبكون أو يتضرعون نزلت بهم شدة على قدر الظلمة إما فتنة أو غمة أو جدب وقحط.
وكذلك إحمرار والعرب تقول لسنة الجدب: سنة غبراء لتصاعد الغبار إلىِ من شدة الجدب فيكون الهواء في عين الجائع ويتخايل له أن فيه دخاناً فكيف إن كان الذي أظلم الهواء منه دخاناً فإنه عذاب من جدب أو غيره وأما الضباب فالتباس وفتنة وحيرة تغشى الناس.
وأما النور: بعد الظلمة لمن رآه للعامة إن كانوا في فتنة أو حيرة اهتدوا ستبانوا وانجلت عنهم الفتنة وإن كان عليهم جور ذهب عنهم وإن كانوا في حدب فرح عنهم وسقوا واخصبوا.
ويدل للكافر على الإسلام وللمذنب على التوبة وللفقير على الغنى وللأعزب على الزوجة وللحامل على ولادة غلام إلا أن تكون حجزته في تختها أو صرته في ثوبها أو أدخلته في جيبها فولد لها جارية محجوبة جميلة.
وأما الليل والنهار فسلطانان ضدان يطلبان بعضهما بعضاً.
والليل كافر والنهار مسلم لأنه يذهب بالظلام والله تعالى عبر في كتابه عن الكفر بالظلمات وعن دينه بالنور وقد يدلان على الخصمين وعلى الضرتين وربما دل الليل على الراحة والنهار على التعب والنصب.
وربما دل الليل على النكاح والنهار على الطلاق وربما دل الليل على
الكساد وعطلة الصناع والسفار والنهار على النفاق الأسواق والأسعار وربما دل الليل على السجن لأنه يمنع التصرف مع ظلمته والنهار على السراج والخلاص والنجاة وربما دل الليل على البحر والنهار على البر.
وربما دل الليل على الموت لأن الله تعالى يتوفى فيه نفوس النيام والنهار على البعث وربما دلا جميعاً على الشاهدين العدلين لأنهما يشهدان على الخلق.
فمن رأى الصبح قد أصبح فإن كان مريضاً انصرم مرضه بموت أو عافية.
فإن صلى عند ذلك الصبح بالناس أو ركب إلى سفر أو خرج إلى الحج أو مضى إلى الجنة كان ذلك موته وحسنِ ما يقدم عليه من الخير وضياء القبر.
وإن استقى ماء طعاماً أو اشترى شعراً فإن الصبح فرجه مما كان فيه من العلة وإن رأى ذلك مسجون خرج من السجن وإن رأى ذلك معقول عن السفر في بر أو بحر ذهبت عقلته وجاءه سراحه وإن رأى ذلك من نشزت عليه زوجته فارقها وفارقته لأن النهار يفرق بين الزوجين والمتآلفين وإن رأى ذلك مذنب غافل بطال أو كافر ذو هوى تاب عن حاله واستيقظ من غفلاته وظلماته.
وإن رأى ذلك محروم أو تاجر قد كسدت تجارته وتعطل سوقه تحركت أسواقهما وقويت أرزاقهما.
وإن رأى ذلك من له عدو كافر يطلبه أو خصم ظالم يخصمه ظفر بعدوه واستظهر بالحق عليه وإن رأى ذلك للعامة وكانوا في حصار وشدة أو جور أو جدب أو فتنة خرجوا من جميع ذلك ونجوا منه وكذلك دخول الليل على النهار يعبر في ضد النهار على أقدار الناس وما في اليقظة.
ومن رأى كأن الدهر كله ليل لا نهار فيه عم أهل تلك الناحية فقر وجوع وموت.
وإن رأى أن الدهر كله ليل والقمر والكواكب تدور حول السماء عم أهل ذلك المكان ظلم وزير أو كاتب.
والظلمة ظلم وضلالة وإذا كان معها الرعد والبرق فهي أبلغ في ذلك وقال بعضهم: طلوع الفجر يدل على سرور وأمن وفرج من الهموم وأول النهار يدل على أول الأمر الذي يطلبه صاحب الرؤيا ونصف النهار يدل على وسط الأمر وآخر النهار يدل على آخر الأمر.
ومن رأى أنه ضاع له شيء فوجده عند انفجار الصبح فإنه يثبت على غريمه ما ينكره بشهادة الشهود لقوله تعالى: " إن قُرانَ الفَجْرِ كانَ مَشْهوداً " .
ومن رأى أن الدهر كله نهار لا ليل فيه والشمس لا تغرب بل تدور حول السماء دل ذلك على أن السلطان يفعل برأيه ولا يستشير وزيراً فيما يريده من الأمور.
والنور هو الهدى من الضلالة وتأويله بضد الظلام رأت آمنة أم النبي صلوات الله عليه وسلامه كأن نوراً أخرج منها أضاءت قصور الشام من ذلك النور فولدت النبي صلى الله عليه وسلم.
الشمس: في الأصل الملك الأعظم لأنها أنور ما في السماء من نظرائها مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها وربما دلت عن ملك المكان الذي يرى الرؤيا فيه وفوقه أرفع منه تدل السماء عليه وهو ملك الملوك وأعظم السلاطين لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملوك وجبار الجبابرة ومدير السماء ومن فيها والأرض ومن عليها.
وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا إذا رآها خاصة دون الجماعة والمجامع كأميره وعريفه أو أستاذه أو والده أو زوجها إن كانت امرأة وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته أو أمه أو زوجة الرائي أو أمه أو ابنته أو جمالها.
والشعراء يشبهون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال.
وقد قيل أنها كانت في رؤيا يوسف عليه السلام دالة على أمه وقيل بل على خالته زوجة أبيه وقيل بل على جدته وقيل بل كانت دالة على أبيه والقمر على أمه كل ذلك جائز في التعبير فإن دلت الشمس على الوالد فلفضلها على القمر بالضياء والإشراق وإن دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر فما رؤي في الشمس من حادث عاد تأويله على من يدل عليه ممن وصفناه على أقدار الناس ومقادير الرؤيا ودلائلها وشواهدها.
وإن رؤيت ساقطة إلى الأرض أو ابتلعها طائر أو سقطت في البحر أو احترقت بالنار وذهبت عينها أو اسودت وغابت في غير مجراها من السماء أو دخلت في بنات نعش مات المنسوب إليها.
وإن رأى بها كسوفاً أو غشاها سحاب و تراكم عليها غبار أو دخان حتى نقص نورها أو رؤيت تموج في السماء بلا استقرار كان ذلك دليلاً على حادث يجري على المضاف إليهِا إما من مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق إلا أن يكون من دلت عليه مريضاً في اليقظة فإن ذلك موته وإن رآها قد اسودت من غير سبب غشيها ولا كسوف فإن ذلك دليل على ظلم المضاف وجوره أو على كفره وضلالته وإن أخذها في كفه أو ملكها في حجره أو نزلت عليه في بيته بنورها وضيائها تمكن من سلطانه وعز مع ملكه إن كان ممن يليق به ذلك أو قدوم رب ذلك المنزلة إن كان غائباً سواء رأى ذلك ولده أو عبده أو زوجته لأنه سلطان الجميع وقيم الدار وإلا ولدت الحامل ان كانت له جارية أو غلاماً يفرق بين الذكر والأنثى بزيادة تلتمس من الرؤيا مثل أن يأخذها فيسترها تحت ثوبه أو يدخلها في وعاء من أوعيته فيشهد بذلك فيها بالإناث المستورات ويكون من يدل عليه جميلاً مذكوراً بعلم أو سلطان.
وإن كانت في هذه الحال مظلمة ذاهبة اللون غدر بالملك في ملكه أو في أهله إن لاق ذلك به وإلا تسور عليه سلطان أو عداه عليه عامل أو قدم غائب أو مات من عنده من المرضى والحوامل سقط جنينها أو ولدت ابناً يفرق بين هذه الوجوه بزيادة الأدلة.
وإن رآها طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها أو راجعة إلى المكان الذي منه طلوعها ظهرت آية وعبرة يستدل على ما هيأتها بزيادة أدلتها.
وربما دل ذلك على رجوع المنسوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جور على قدر منفعة طلوعها ومغيبها وأوقات ذلك.
وربما دل على نكسة المنسوب إليها من المرضى وربما دل مغيبها من بعد بروزها لمن عنده حمل على موت الجنين من بعد ظهوره.
وربما دل على قدوم الغائب من سفره والأموال العجيبة وربما دل مغيبها على إعادة المسجون إلى السجن بعد خروجه وربما دل على من أسلم من كفره أو تاب من ظلمه على رجوعه إلى ضلالته.
وإن رأى ذلك من يعمل أعمالاً خفية صالحة أو رديئة دل على سترته وإخفاء أحواله ولم تكشف أستاره لذهاب الشمس عنه إلا أن يكون ممن أهديت إليه في ليلته زوجة أو اشترى سرية قال الزوجة ترجع إلى أهلها والسرية تعود إلى بائعها.
وقد يدل أيضاً طلوعها من بعد مغيبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها ولمن عنده حبلى على خلاصها ولمن تعذرت عليه معيشته أو صنعته على نفاقها وخاصة إن كان صلاحها بالشمس كالقصار والغسال وضرائب اللبن وأمثال ذلك ولمن كان مريضاً على موته لزوال الظل المشبه بالإنسان مع قوله تعالى: " ثمَّ جَعَلْنا الشّمْسَ عليْهِ دليلاً ثَمّ قبَضْناهُ إليْنا قَبْضَاً يَسيرا "
ولمن كان في جهاد أو حرب على النصر لأنها عادت ليوشع بن نون عليه السلام في حرب الأعداء له حتى أظهره الله عليهم ولمن كان فقيراً في يوم الشتاء على الكسوة والغنى وفي يوم الصيف على الغم والمرض والحمى والرمد.
وجلوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هو فيه من العذاب والحزن من أجل مصاحبة السلطان أو من سبب من نزلت الشمس عليه على قدره وناحيته.
ومن رأى أنه تحول شمساً أصاب ملكاً عظيماً على قدر شعاعها.
ومن أصاب شمساً معلقة بسلسلة ولي ولاية وعدل فيها.
وإن قعد في الشمس وتداوى فيها نال نعمة من سلطان ومن
رأى أن ضوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب فإن كان أهلاً للملك نال ملكاً عظيماً وإلا رزق علماً يذكر به في جميع البلاد ومن رأى أنه ملك الشمس أو تمكن منها فإنه يكون مقبول القول عند الملك الأعظم.
فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه فإن كان والياً نال قوة في ولايته وإن كان أميراً نال خيراً من الملك الأعظم وإن كان من الرعية رزق رزقاً حلالاً وإن كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها.
ومن رأى الشمس طلعت في بيته فإن كان تاجراً ربح في تجارته وإن كان طالباً للمرأة أصاب امرأة جميلة وإن رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها.
وضوء الشمس هيبة الملك وعدله ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان ومن رأى الشمس طلعت على رأسه دون جسده فإنه ينال أمراً جسيماً ودنيا شاملة.
وإن طلعت على قدميه دون سائر جسده نال رزقاً حلالاً من قبل الزراعة فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لا يعلمون أصابه برص وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه.
ومن رأى بطنه انشق وطلعت فيه الشمس فإنه يموت فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جربانها وهو طوقاً ثم خرجت من ذيلها فإنها تتزوج ملكاً ويقيم معها ليلة فإن طلت على فرجها فإنها تزني وإن رأى أن الشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها فإنه يموت فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب فإنه يكون أسيراً مع الملك.
فإن رأى الشمس تحولت رجلاً كهلاً فإن السلطان يتواضع للهّ تعالى ويعدل وينال قوة وتحسن أحوال المسلمين فإن تحولت شاباً فإنه يضعف حال المسلمين ويجور السلطان.
فإن رأى ناراً خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها فإن الملك يهلك أقواماً من حاشيته فإن رأى الشمس احمرت فإنه فساد في مملكته.
فإن رآها اصفرت مرض الملك.
فإن اسودت يغلب وتتم عليه آفة.
فإن رأى أنها غابت فاته مطلبه.
ومنازعة الشمس الخروج على الملك ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك.
فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر فإنه يخرج على الملك خارجي فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمساً صحيحاً فإن الخارجي يأخذ البلد كله فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمساً كما كانت عاد إليه ملكه وظفر بالخارجي.
فإن صار كل واحد من النصفين شمساً بمفرده فإن الخارجي يملك مثل ما مع الملك من الملك ويصير نظيره ويأخذ نصف مملكته.
فإن رأى الشمس سقطت فهي مصيبة
في قيم الأرض أو في الوالدين.
فإن رأى كأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقاً.
ومن رأى أنه ابتلع الشمس فإنه يعيش عيشاً مغموماً.
فإن رأى ذلك ملك مات.
ومن أصاب من ضوء الشمس أتاه الله كنزاً ومالاً عظيماً.
ومن رأى الشمس نزلت على فراشه فإنه يمرض ويلتهب بدنه.
فإن رأى كأنه يفعل به خير دل على خصب ويسار ويدل في كثير من الناس على صحة.
ومن أخذت الشمس منه شيئاً أو أعطته شيئاً فليس بمحمود.
ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيأتها وعادتها وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار.
ومن وجد حر الشمس فأوى إلى الظل فإنه ينجو من حزن.
ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره لأن البرد فقر.
ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة فإن الملك يضطر إليه في أمر من الأمور.
وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب فكان شطر مع الشمس وشطر مع القمر.
فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي اللهّ.
فقال له: مع أيهما كنت قال: مع القمر.
فقرأ عمر: " فَمَحَوْنَا آيَةَ الليّلِ وَجَعَلْنا آية النّهارِ مُبْصِرَة " .
وصرفه عن عمل حمص فقضي أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل.
ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها وكان لها نور وشعاع فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء.
فإن لم يكن نور فلا خير فيه لصاحب الرؤيا.
فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه فإن والديه راضيان عنه.
فإن لم يكن لهما شعاع فإنهما ساخطان عليه.
فإن رأى شمساً وقمراً عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة ويضطر معها إلى الفرار لقوله تعالى: " وَجُمِعَ الشّمسُ والقَمَرُ يَقُولُ الإِنسانُ يَوْمَئِذٍ أيْنَ المَفَر " .
وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها تغير النعم في الدنيا.
ومن رأى سحاباً غطى الشمس حتى ذهب نورها فان الملك يمرض.
فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه فإن الملك يموت وربما كانت الشمس عالماً من العلماء فإن انجلى السحاب انجلى الغم عنه.
القمر: في الأصل وزير الملك الأعظم أو سلطان دون الملك الأعظم والنجوم حوله جنود.
ومنازله ومساكنه أو زوجاته وجواريه.
وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدي به من
الأدلة لأنه يهدي في الظلمات ويضيء في الحنادس.
ويدل على الولد والزوج والسيد وعلى الزوجة والإِبنه لجماله ونوره يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر.
ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس وربما دل على الزيادة والنقص لأنه يزيد وينقص كالأموال والأعمال والأبدان مع ما سبق من لفظ المرور مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه.
وإن كان في نقصان الشهر ذهب عمره وتقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر فربما كان أياماً وربما كان جمعاً أو شهوراً أو أعواماً بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة.
وإن نزل في أول الشهر أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره.
وإن كان ذلك في آخر الشهرِ بعد في سفره وتغرب عن وطنه.
ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده تزوج زوجاً رأت عائشة رضوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه فقالت لها: إن صدقت رؤياك دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأر.
فإن رأى القمر غاب فإن الأمر الذي هو طالبه من خيرِ أو شر قد انقضى وفات.
فإن رآه طلع فإن الأمر في أوله.
ومن رأى القمر تاماً منيراً في موضعه من السماء فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان.
ومن نظر إلى القمر فرأى مثال وجهه فيه فإنه يموت.
ومن رأى كأنه تعلق بالقمر نال من السلطان خيراً.
ومن رأى كأن القمر أظلم والرائي ملك فإن رعيته يؤذونه وينكرون أمره.
ومن رأى القمر صار شمساً فإن الرائي يصيب خيراً وعزاً ومالاً من قبل أمه أو امرأته.
ومن رأى القمر موافقه وهو موافق القمر فإنه يدل على المسافرين والملاح والمنجم لرطوبته وحركته ولأن المنجم يعرف ما يحتاج إليه القمر.
وحكي أن ابن عباس رضي الله عنه رأى في المنام كأن قمراً ارتفع من الأرض إلى السماء بأشطان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذاك ابن عمك يعني نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكى التحيات.
وحكي أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغذى فقالت: رأيت كأن القمر دخل الثريا ومنادياً ينادي أن ائتي ابن سيرين فقصي عليه رؤياك.
فقبض يده عن الطعام وقال لها: ويلك كيف رأيت فأعادت عليه فأربد لونه وقام وهو آخذ ببطنه فقالت أخته مالك فقال زعمت هذه أني ميت إلى سبعة أيام فمات في السابع.
ورأى رجل كأنه نظر إلى السماء وتأمل القمر فلم يره ونظر إلى الأرض فرأى القمر قد تلاشى.
فقص رؤياه على معبر فقال: إن كان صاحب هذه الرؤيا رجلاً فإنه صاحب كيمياء وذهب فيذهب ماله وإن كان فقيراً فيسقط في الثرى.
وإن رأت ذلك امرأة قتل زوجها.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن القمر في دارنا.
قال: السلطان ينزل بمصركم.
واحتجاب القمر بالحجاب يجري في ذلك مجرى الشمس.
الهلال: يدل أيضاً على الملك والأسير والقائد والمقدم والمولود البارز من الرحم المستهل بالصراخ وعلى الخبر الطارىء والفتح القادم من الناحية التي طلع منها وعلى الثائر والخارجي إذا طلع من غير مكانه أو كانت معه ظلمة أومطر بالدم أو ميازيب تسيل من غير مطر.
وعلى قدوم الغائب وعلى صعود المؤذن فوق المنار نقص 262 من الكتاب رجاله وإن كان عروسة فالنجوم نساؤها.
فمن رأى قمرين يتقاتلان في السماء مع كل واحد منهما نجوم كان ذلك اختلافاً أو حرباً بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين والغائب منهما مغلوب يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء فيضاف إلى ملك ذلك الملك في الأرض.
وكذلك إذا رأى كوكبين يقتتلان ومعهما نجوم تتبع كل واحد منهما.
وإن لم يكن معهما نجوم ورأى ذلك في خاصيته أو بيته وكان له زوجتان أو شريكان كان الاختلاف بينهما باللسان أو باليد.
وإن رأت ذلك امرأة أو عبد أو رآهما يقاتلان على رأسه أو سقطا كذلك يتقاتل عليهما الزوج أو السيد مع أخيه أو مع رجل شريف من جنسه.
وقد يدل ذلك في العبد على خصام يقع بين بائعه ومشتريه وقد يدل في المرأة على شر يدور بين ولديها أو بين بنتيها أو بين والدها وزوجها أو بين زوجها وابنها إن كان أحد النجمين أكبر من الآخر.
وأما سقوط النجوم في الأرض أو في البحر أو احتراقها بالنار أو إلتقاط الطير لها فدلالة على موت يقع بين الناس أو قتل على قدر الكثرة والقلة وقد يقع ذلك في جنس دون جنس إن عرف الجنس الساقط من الكواكب وأما من ملك النجوم في حجره أو كان يرعاها في السماء أو يديرها في الهواء فإن كان أهلاً للسلطان ناله وكان والياً على الناس أو قاضياً أو مفتياً.
وإن كان أوضع من ذلك فلعله ينظر في علم النجوم.
وأما سقوطها عليه أو علىِ رأسه فإن كان
مريضاً مات.
وإن كان غريماً عليه ديون منجمة أو كان عبداً مكاتباً حلت نجومه وطولب بما عليه.
وكذلك إن رأى جسمه عاد نجوماً.
أو رأسه فإن كانت النجوم له على الناس منجمة وصلت إليه واجتمعت له وكذلك لو كان يلتقطها من الأرض أو من السماء لدنوها منه.
وإن سقط النجم على من له غائب قدم عليه وإن سقط على حامل ولدت غلاماً مذكوراً شريفاً إلا أن يكون من النجوم المؤقتة كبنات نعش والشعريين والزهرة فالسيد جارية على قدر ذكر النجم وجماله وجوهره.
وقد يدل على موت الحامل إذا أيد ذلك شاهد معه يشهد بالموت.
وأما رؤية الكواكب بالنهار فدليل على الفضائح والاشتهار وعلى الحوادث الكبار وعلى المصائب والبوار.
وعلى قدر الرؤيا وعمومها وخصوصها وكثرة النجوم وقلتها قال النابغة الذبياني يذكر يوم حرب:
تـبـدو كـواكـبـه والـشـمـس طـالـــعة لا الـنـور نـور ولا الإظـلام أظـــلام
ومن رأى النجوم مجتمعة في داره ولها نور وشعاع فإنه يصيب فرحاً وسروراً ويجتمع عنده أشراف الناس على السرر.
وإن لم يكن لها نور فهي مصيبة تجمع أشراف الناس.
فإن رأى أنه يقتدي بالنجوم فإنه على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلى الحق.
فإن رأى أنه يسرق نجماً من السماء فإنه يسرق منِ ملك شيئاً له خطر ويستفقد رجلاً شريفاً.
ومن رأى أنه تحول نجماً فإنه يصيب شرفاً ورفعة.
ومن رأى أنه أخذ كوكباً رزق ولداً شريفاً كبيراً.
فإن رأى أنه مد يده إلى السماء فأخذ النجوم نال سلطاناً وشرفاً.
ومن رأى سبيلاً طلع عليه أصابه الإِدبار إلى آخر عمره.
ومن طلعت عليه الزهرة ناله الإِقبال وكذلك المشتري.
ومن ركب كوكباً أصاب سلطاناً وولاية ومنفعة ورياسة.
وقال بعضهم: من رأى أن الكواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنياً وإن كان فقيراً مات.
فإن من رأى بيده كواكب صغاراً فإنه ينال ذكراً أو سلطاناً بين الناس.
ومنِ رأى كوكباً على فراشه فإنه يصير مذكوراً فإنه يفوق نظراءه أو يخدم رجلاً شريفاَ.
ومن رأى الكواكب اجتمعت فأضاءت دل على أنه ينال خيراً من جهة السفر.
فإن كان مسافراً فإنه يرجع إلى أهله مسروراً.
وقال بعضهم: من رأى الكواكب تحت سقف فهو دليل رديء وتدل على خراب بيت صاحبها وتدل على موت رب البيت.
ومن رأى أنه يأكل النجوم فإنه يستأكل الناس ويأخذ أموالهم.
ومن ابتلعها من غير أكل تداخله أشراف الناس في أمره وسره وربما سب الصحابة رضي الله عنهم.
ومن امتص الكواكب فإنه يتعلم من العلماء علماً.
الثريا: هو رجل حازم الرأي يرى الأمور في المستقبل لأنه إذا طلع غدوة فهو أول الصيف.
وإذا كان سمت رؤوس الناس بالغداة فإنه وسط الصيف وإذا طلع عشاء فإنه أول الشتاء.
وإذا دل على فساد الدين فهو رجل كاهن.
وإذا دل على التجارة فإنه بصير.
فإن رأى أن الثريا سقطت فهو موت الأنعام وذهاب الثمار.
والثريا مشتقة من الثرى وقيل أنها تدل على الموت لاسمها.
وأما الخمسة السيارة فزحل: صاحب عذاب الملك.
والمشتري: صاحب مال الملك.
والمريخ: صاحب حرب الملك.
والزهرة: امرأة الملك.
وعطارد: كاتب الملك وسهيل: رجل عشار وكذلك كان مسخ.
والشعري: تعبد من دون الله سبحانه وتعالى وتأويلها أمر باطل.
وبنات نعش: رجل عالم شريف لأنّها من النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر.
ومن رأى الكواكب تناثرت من السماء فهو موت الملوك أو حرب يهلك فيه جماعة من الجنود.
ومن رأى كأن الفلك يدور به أو يتحرك فإنّه يسافر ويتحرك من منزل إلى منزل ويتغير حاله.
ومن تحول نجماً من النجوم التي يهتدى بها فإنّ الناس يحتاجون إليه في أمورهم وإلى تدبيره ورأيه.
الريح: تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها.
وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه وقد كانت خادماً لسليمان عليه السلام.
وربما دلت على العذاب والجوائح والآفات لحدوثها عند هيجانها وكثرة ما يسقط من الشجر ويغرق من السفن بها لاسيما إن كانت دبوراً ولأنّها الريح التي هلكت عاد بها ولأنّها ريح لا تلقح.
وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات لأنّ الله عزّ وجلّ يرسلها نشراً بين يدي رحمته وينجي بها السفن الجاريات بأمره فكيف بها إن كانت من رياح اللقاح لما يعود منها من صلاح النبات والثمر وهي الصبا وقد قال صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " .
والعرب تسمي الصبا القبول لأنّها تقابل الدبور ولو لم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمها لكفى.
وربما دلت الريح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس كالزكام والصداع ومنه قول الناس عند ذلك هذه ريح هائجة لأنّها علل يخلقها الله عزّ وجلّ عند ريح تهب وهواء يتبدل أو فصل ينتقل.
فمن رأى ريحاً تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة فإنّه يملك الناس إن كان يليق به ذلك أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز أو يسافر في البحر سليماً إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة.
أو تحته ريح تنقله وترفعه ورزق إن كان فقيراً وإن كان رفعها إياه وذهابها به مكوراً مسحوباً وهو خائف مروع قلق.
أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازج وحس فإن كان في سفينة عطبت به وإن كان في علة زادت به وإلا نالته زلازل وحوادث أو خرجت فيه أو أمر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام.
فإنّ لم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة.
فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر أو تطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام فإنّه بلاء عام في الناس إما طاعون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك.
فإن كانت الريح العامة ساكتة أو كانت من رياح اللقاح فإن كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم.
وريح السموم أمراض حارة.
والريح مع الصفرة مرض والريحِ مع الرعد سلطان جائر مع قوة.
ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطاناً أو سافر سفراً لا يعود منه لقوله تعالى: " أو تَهْوي بهِ الريخ في مَكَانٍ سحيق " .
وسقوط الريح على مدينة أو عسكر فإن كانوا في حرب هلكوا والريح اللينة الصافية خير وبركة والريح العاصف جور السلطان والريح مع الغبار دليل الحرب.
المطر: يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقرآن والحكمة لأنّ الماء حياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هلاك الأنام والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف إن كان ماؤه لبناً أو عسلاً أو سمناً.
ويدل على الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى.
لأنّه سبب ذلك كله وعنده يظهر فكيف إن كان قمحاً أو شعيراً أو زيتاً أو تمراً أو زبيباً أو تراباً لا غبار فيه ونحو ذلك مما يدل على الأموال والأرزاق وربما دل على الحوائج النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح سيما إن كان فيه نار أو كان ماؤه حاراً لأنّ الله سبحانه عبر في كتابه عما أنزله على الأمم من عذابه بالمطر كقوله تعالى: " وَأمطَرْنَا عليْهم مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ المُنْذِرين " .
وربما دل على الفتن والدماء تسفك سيما إن كان ماؤه دماً.
وربما دل على العلل والأسقام الجدري والبرسام إن كان في غير وقته وفي حين ضرره لبرده وحسن نقطه وكل ما أضر بالأرض ونباتها منه فهو ضار للأجسام الذين أيضاً خلقوا منها ونبتوا فيها فكيف إن كان المطر خاصة في دار أو قرية أو محلة مجهولة وربما دل على ما نزل السلطان من البلاء والعذاب كالمغارم والأوامر سيما إن كان المطر بالحيات وغير ذلك.
من أدلة العذاب وربما دلت على الأدواء والعقلة والمنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل عملاً تحت الهواء المكشوف لقوله تعالى: " إنْ كَانَ بِكُمْ أذَى من مَطَرٍ " .
فمن رأى مطراً عاماً في البلاد فإن كان الناس في شدة خصبوا ورخص سعرهم إما بمطر كما رأى أو لرفقه أو سفن تقدم بالطعام.
وإن كانوا في جور وعذاب وأسقام فرج ذلك عنهم إن كان المطر في ذلك الحين نافعاً وإن كان ضاراً أو كان فيه حجر أو نار تضاعف ما هم فيه وتواتر عليهم على قدر قوة المطر وضعفه.
فإن كان رشاً فالأمر خفيف فيما يدل عليه.
ومن رأى نفسه في المطر أو محصوراً منه تحت سقف أو جدار فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى.
وإما أن يضرب على قدر ما أصابه من المطر وإما أن يصيبه نافض إن كان مريضاً أو كان ذلك أوانه أو كان المكان مكانه.
وأما الممنوع تحت الجدار فإما عطلة عن عمله أو عن سفره أو من أجل مرضه أو سبب فقره أو يحبس في السجن على قدر ما يستدل على كل وجه منها بالمكان الذي رأى نفسه فيه وبزيادة الرؤيا وما في اليقظة إلا أن يكون قد اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر منه للصلاة أو غسل بمائه وجهه فيصح له بصره أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه فإن كان كافراً أسلم وإن كان بدعياً أو مذنباً تاب وإن كان فقيراً أغناه الله وإن كان يرجو حاجة عند السلطان أو عند من يشبهه نجحت لديه وسمح له بما قد احتاج إليه.
وكل مطريستحب نوعه فهومحمود وكل مطريكره نوعه فهومكروه.
وقال ابن سيرين: ليس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء اسم المطر فهو غم مثل قوله تعالى: " وأمْطَرْنَا عَلَيْهمْ مَطَراً " .
وقوله: " وَأمْطرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارة " .
وإذا لم يسم مطراَ فهو فرج الناس عامة لقوله تعالى: " ونَزّلنا مِنَ السّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً "
وقال بعضهم: المطر يدل على قافلة الإبل كما أنّ قافلة الإبل تدل على المطر.
والمطر العام غياث فإن رأى أنّ السماء أمطرت سيوفاً فإنّ الناس يبتلون بجدال وخصومة فإن أمطرت بطيخاً فإنّهم يمرضون وإن أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك لأنّ المطر ينزل من السماء.
وقيل إنّه فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب
.
ولفظ الغيث والماء النازل وما شاكل ذلك أصلح في التأويل من لفظ المطر.
السحاب: يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم وهو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان لما فيها من لطيف الحكمة بجريانها حاملة وقراً في الهواء ولما ينعصر منها من الماء.
وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذي خلقوا من الماء.
وربما دلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتّان لما قيل إنّها تدل على السحاب لقوله تعالى: " أفَلاَ يَنْظرُونَ إلى الإبِلْ كَيْفَ خُلِقَتْ " .
وربما دلت على السفن الجارية في الماء في غير أرض ولا سماء حاملة جارية بالرياح وقد تدل على الحامل من النساء لأنّ كلتيهما تحمل الماء وتجنه في بطونها إلا أن يأذن لها ربها بإخراجه وقذفه وربما دلت على المطر نفسه لأنّه منها وبسببها وربما دلت على عوارض السلطان وعذابه وأوامره وإذا كانت سوداء أو كان معها ما يدل على العذاب لما يكون فيها من الصواعق والحجارة مع ما نزل بأهل الظلمة حين حسبوها عارضاً تمطرهم فأتتهم بالعذاب وبمثل ذلك أيضاً يرتفع على أهلِ النار فمن رأى سحاباً في بيته أو نزلت عليه في حجره أسلم إن كان كافراً ونال علماً وحكماً إن كان مؤمناً أو حملت زوجته إن كان في ذلك راغباً أو قدمت إبله وسفينته إن كان له شيء من ذلك.
فإن رأى نفسه راكباً فوق السحاب أو رآها جارية تزوج امرأة صالحة إن كان عزباً أو سافر أو حج إن كان يؤمل ذلك وإلا شهر بالعلم والحكمه إن كان لذلك طالباً وإلا ساق بعسكر أو سرية أو قدم في رفقة إِن كان لذلك أهلاً وإلاّ رفعه السلطان على دابة شريفة إن كان ممن يلوذ به وكان راجلاً وإلاّ بعثه على نجيبٍ رسولاً.
وإن رأى سحباً متوالياً قادمة جانية والناس لذلك ينتظرون مياهها وكانت من سحب السماء ليس فيها شيء من دلائل العذاب قدم تلك الناحية ما يتوقعه الناس وما ينتظرونه من خير يقدم أو رفقة تأتي أو عساكر ترد أو قوافل تدخل.
وإن رآها سقطت بالأرض أو نزلت على البيوت أو في الفدادين أو على الشجر والنبات فهي سيول وأمطار أو جراد أو قطا أو عصفور.
وإن كان فيها مع ذلك ما يدل على الهم والمكروه كالسموم والريح الشديدة والنار والحجر والحيات والعقارب فإنّها غارة تغير عليهم وتطرقهم في مكانهم أو رفقة قافلة تدخل بنعي أكثرهم ممن مات في سفوهم أو مغرم وخراج يفرضه السلطان عليهم أو
جراداً ودباً يضر بنباتهم ومعايشهم أو مذاهب وبدع تنتشر بين أظهرهم ويعلن بها على رؤوسهم وقال بعضهم إنّ السحاب ملك رحيم أو سلطان شفيق فمن خالط السحاب فإنّه يخالط رجال من هؤلاء ومن أكل السحاب فإنّه ينتفع من رجل بمال حلال أو حكمة.
وإن جمعه نال حكمة من رجل مثله فإن ملكه نال حكمة وملكاً فإن رأى أنّ سلاحه من عذاب فإنّه رجل محتاج.
فإن رأى أنّه يبني داراً على السحاب فإنّه ينال دنيا شريفة حلالاً مع حكمة ورفعة.
فإن بنى قصراً على السحاب فإنّه يتجنب من الذنوب بحكمة يستفيدها وينال من خيرات يعلمها.
فإن رأى في يده سحاباً يمطر منه المطر فإنّه ينال بحكمة ويجري على يده الحكمة.
فإن رأى أنّه تحول سحاباً يمطر على الناس نال مالاً ونال الناس منه.
والسحاب إذا لم يكن فيه مطر فإن كان ممن ينسب إلى الولاية فإنّه و الله لا ينصف ولا يعدل وإذا نسب إلى التجارة فإنّه لا يفي بما يتبع ولا بما يضمن.
وإن نسب إلى عالم فإنّه يبخل بعمله.
وإن كان صانعاً فإنّه متقن الصناعة حكيم والناس محتاجون إليه.
والسحاب سلاطين لهم يد على الناس ولا يكون للناس عليهم يد.
وإن ارتفعت سحابة فيها رعد وبرق فإنّه ظهور سلطان مهيب يهدد بالحق.
ومن رأى سحاباً نزل من السماء وأمطر مطراً عاماً فإنّ الإمام ينفذ إلى ذلك الموضع إماماً عادلاً فيهم سواء كان السحاب أبيض أو أسود وأما السحاب الأحمر في غير حينه فهو كرب أو فتنة أو مرض.
وقال بعضهم من رأى سحاباً ارتفع من الأرض إلى السماء وقد أظل بلداً فإنه يدل على الخير والبركة وإن كان الرائي يريد سفراً تم له ذلك ورجع سالماً وإن كان غير مستور بلغ مناه فيما يلتمس من الشر وقال بعضهم أنّ السحاب الذي يرتفع من الأرض إلى السماء يدل على السفر ويدل فيمن كان راجعاً على رجعته من سفره.
والسحاب المظلم يدل على غم والسحاب الأسود يدل على برد شديد أو حزن.
الرعد: ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده ومنه يقال هو يرعد ويبرق.
وربما دل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزلة لأنّه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من أرسلت إليه.
وتدل الرعود أيضاً على طبول الزحف والبعث والسحاب على العساكر والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصواعق على الموت
.
فمن رأى رعداً في السماء فإنّها أوامر تشيع من السلطان فإن رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة دل على ذلك الأمطار أو على مواعيد السلطان الحسان وقد يدل على الوجهين ويبشر بالأمرين وإن كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد ومن يجري مجراهم فإما مطر يضر به ويفعله ويفسد ما قد عمله وقد أوذنوا به قبل حلوله ليتحذروا بأخذ الأهبة ويستعدوا للمطر وإما أوامر السلطان أو جناية عليه في ذلك مضرة.
فكيف إن كان المطر في ذلك الوقت ضاراً كمطر الصيف.
وإن رأى مع البروق رعوداً تأكدت دلالة الوعد فيما يدل عليه.
وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر فطبول وبنود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه وبشارة قدمت عليه أو لإمارة عقدها لبعض ولاته أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده.
وإن كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق فإما جوائح من السماء كالبرد والريح والجراد والدبا وإما وباء وموت وإما فتنة أو حرب إن كان البلد بلد حرب أو كان الناس يتوقعون ذلك من عدو.
وقال بعضهم: الرعد بلا مطر خوف فإن رأى الرعد فإنّه يقضي ديناً وإن كان مريضاً برىء وإن كان محبوساً أطلق.
وأما الرعد والبرق والمطر فخرف للمسافر وطمع للمقيم.
وقيل الرعد صاحب شرطة ملك عظيم.
وقال بعضهم: الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب وذلك لأنّه إنّما يتوقع الرعد بعد البرق.
وقيل صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال.
البرق: يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده وعلى سل النصال وضرب السياط وربما دل من السلطان على ضد ذلك على الوعد الحسن وعلى الضحك والسرور والإقبال والطمع من الرغبة والرجاء لما يكون عنده من الصواعة والعذاب والحجر ومن الرحمة والمطر لأنّه مما وصف أهل الأخبار " يُرِيكُمْ البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً " .
قيل خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم الزارع لما يكون معه من المطر.
وكلما دل عليه البرق فسريع عاجل لسرعة ذهابه وقلة لبثه.
فمن رأىِ برقاً دون الناس أو رأى أنواره تضربه أو تخطف بصره أو تدخل بيته فإن كان مسافراً أصابه عطلة إما بمطر أو بأمر سلطان وإن كان زارعاً قد أجدبت أرضه وعطش زرعه بشّر بالغيث والرحمة وإن كان مولاه أو والده أو سلطانه ساخطاً عليه وضحك في وجهه.
والشعراء تشبه الضحك بالبرق والبكاء بالمطر لأنّ الضحك عند العرب ابداء المخفيات
وظهور المستورات لذلك يسمون الطلع إذا انفتق عند جفنه ضحكاً وإن كان معه مطر دل على قبيح ما يبدو إليه مما يبكي عليه فإما أن يكون البرق.
كلاماً يبكيه أو سوطاً يدميه ويكون المطر دمه أو سيفاً يأخذ روحه.
وإن كان مريضاً برق بصره ودمعت عيناه وبكى أهله وقل لبثه وتعجل موته سريعاً ومن رأى أنّه تناول البرق أو أصابه أو سحابه فإنَّ إنساناً يحثه على أمر بر وخير.
والبرق يدل على خوف مع منفعة.
وقيل البرق يدل على منفعة من مكان بعيد.
ومن رأى البرق أحرق ثيابه ماتت زوجته إن كانت مريضة.
الصواعق: تدل على الحوائج والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
كالجراد والبرد والرياح والصواعق والأسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى لارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع إفسادها وإتلافها لما صادفها.
وقد تدل على صحة عظيمة وأمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلاك أو مغرم أو دمار.
وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها.
وقد تدل على ما سوى ذلك من الحوادث المشهورة والطوارق المذكورة التي يسعى الناس إلى مكانها وإلى اختبار حالها كالموت الشنيع والحريق والهدم واللصوص.
فمن رأى صاعقة وقعت في داره فإن كان مريضاً مات وإن كان منها غائب قدم نعيه وإن كان بها ريبة وفساد نزلْها عامل وتسور عليها صاحب شرطة وإن كان صاحبها يطوف بالسلطان نفذ فيه أمره وإلا طرقه لص أو وقع به حريق أو هدم على قدر زيادة الرؤيا وما يوفق الله تعالى إليه عابرها.
وإن رأى الصواعق تساقط في الدور فربما يكون في الناس نعاة يقدمون عن الغياب أو الحجاج أو المجاهدين أو مغرم يرمى لى الناس.
وإن تساقطت في الفدادين والبساتين فجوامع أصحاب عشور وجباة ويغشى ذلك المكان الجور والفساد.
السيل: يدل دخوله إلى المدينة على الوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لونه لون الدم أو كدراً.
وقد يدل على دخوله عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة ولا كان الناس منه في مخافة فإن هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم فإنّه عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة.
وقال بعضهم السيل هجوم العدو كما أنّ هجوم العدو سيل.
فإن صعد السيل الحوانيت فإنّه طوفان أو جنود من سلطان جائر هاجم والسيل عدو مسلط فإن رأى أنِّ الميازيب تسيل من غير مطر فذلك دم يهرق في تلك البلدة أو المحلة.
فإن رأى أنّه سالت من مطر وانصب ماؤها فإنّها هموم تنجلي عن أهل ذلك الموضع وخصب دولة بقدر الميازيب فإن لم تنصب الميازيب فهو دون ذلك.
وإن انصب الميزاب على إنسان وقع عليه العذاب.
فإن طرق السيل إلى النهر فإنّه عدو له من قبل الملك ويستعين برجل فينجو من شره.
ومن رأى أنّه سكر السيل عن داره فإنّه يعالج عدواً ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت المباغث تسيل من غير مطر ورأيت الناس يأخذون منه فقال ابن سيرين: لا تأخذ منه.
فقال الرجال: إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئاً فقال: قد أحسنت فلم يلبث إلاّ يسيراً حتى كانت فتنة ابن المهلب.
وتدل الميازيب: على الأفواه وعلى الأقارب وعلى العيون بجريانها من أعالي الدور وربما دلت على الأرزاق.
فمن رأى ميازيب الناس تجري من مطر وكان الناس في كرب وهم درت أرزاقهم وتجلت همومهم لأنّها مفارج إذا جرت وأما جريانها من غير مطر ففتنة ومال حرام وأما حركة أفواه الرجال وألسنتهم فهي الفتنة النازلة بما لا يعنيهم وأما جريانها فهي دماء سائلة ورقاب مضروبة وإن كان جريانها بالدم فهو أوكد لذلك.
وأما جريان الميازيب في البيوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصاً على الولد والحمل فلا يأمن منه لذهاب مائه من فرجه في غير وعائه.
وقد يدل ذلك على العيون الهطالة في ذلك المكان على ما يدل عليه بقية الرؤيا.
الوحل: في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك.
فإن رأى ذلك مريض دام مرضه إلا أن يرى أنّه خرج منه فإنّه خروجه من المرض وعافيته وغير المريض إذا مشى فيه أو وحل فيه دخل في فتنة وبلاء وغم أو سجن ويد سلطان فإن خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا وإلا ناله على قدر ما أصابه.
وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره كان ذلك أصعب وأشد في دليله.
وكلما فسدت رائحته واسود لونه كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسوء نياته.
وكذلك عجن الطين وضربه لبناً لا خير فيه لأنّه دال على الغمة والخصومة حتى يجف لبنه أو يصير تراباً فيعود مالاً يناله من بعد كد وهم وخصومة وبلاء.
وأما قوس قزح فالأخضر دليل الأمن من قحط الزمان وجور السلطان والأصفر دليل الأمراض والأحمر دليل سفك الدماء وقال بعضهم: إنّ رؤية قوس قزح تدل على تزوج صاحب
الثلج والجليد والبرد: كل هذه الأشياء قد تدلت على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام وعلى العذاب والأغرام النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه وبالبلد الذي نزل به وكذلك الحجارة والنار لأنّها تفسد الزرع والشجر والثمر وتعقل السفن وتضر الفقير وتهلكه في القر والبرد وتسقم في بعض الأحيان وربما دلت على الحرب والجراد وأنواع الجوائح وربما دلت على الخصب والغنى وكثرة الطعام في الأنادر وجريان السيول بين الشجر.
فمن رأى ثلجاً نزل من السماء وعم في الأرض فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب حتى يملأ تلك الأماكن بالإطعام والإنبات كامتلائها بالثلج وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها فإنّ ذلك دليل على جور السلطان وسعي أصحاب الثغور.
وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالباً على المساكن والشجر والناس فإنّه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم أو جائحة على أموالهم على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها.
وكذلك إن رأى في الحضارة وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات فإنّ ذلك عذاب وبلاء وأسقام أو موتان أو غرام يرمي عليهم وينزل عليهم وربما دل على الحصار والقلة عن الأسفار وعن طلب المعاش.
وكذلك الجليد: لأنّه لا خير فيه وقد يكون ذلك جلداً من الشيطان أو ملك أو غيره وأما البرد: فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئاً ولا ضر أحداً فإنّه خصب وخير وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفور فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية ويجمعونه في الأسقية.
وكذلك الثلج أو الجليد فإنّها فوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات فإنّه جوائح وإغرام ترمى على الناس أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب وأما من حمل البرد في منخل أو ثوب أو فيما لا يحمل الماء فيه فإن كان غنياً ذاب كسبه وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها وإن كان فقيراً فجميع ما يكسبه ويفيده لا بقاء له عنده ولا يدخر لدهره شيئاً منه وقال بعضهم: الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته وقبح كلامه لهم ومن رأى الثلج يقع عليه سافر سفراً بعيداً فيه معزة.
والثلج هم إلا أن يكون من الثلج قليلاً غير غالب في جنبه وموضعه الذي يثلج فيه الموضع وفي الذي لا ينكر الثلج فيه فإن كان كذلك فإنَّ الثلج خصب لأهل ذلك الموضع وإن كان كثيراً غالباً لا يمكن كسحه فإنّه حيئنذٍ عذاب يقع في ذلك المكان.
ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف فإنّه يصيبه فقر ومن اشترى وقر ثلج في الصيف فإنّه يصيب ما لا يستريح إليه ويستريح من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثلج فإن ذاب الثلج سريعاً فإنّه تعب وهم يذهب سريعاً فإن رأى أنّ الأرض مزروعة يابسة وثلوجاً فإنّه بمنزلة المطر وهو رحمة وخصب.
ومن ثلج وعليه وقاية من الثلج فإنّه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتوقى به وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك وقيل من وقع عليه الثلِج فإن عدوه ينال منه.
ومن أصاب من البرد شيئاً معدوداً فإنه يصيب مالاً ولؤلؤاً.
وقيل: البرد إذا نزل من السماء تعذيب من السلطان للناس وأخذ أموالهم.
والنوم على الثلج يدل على التقيد ومن رأى كأنّ الثلج علاه فإنّه تعلوه هموم فإن ذاب الثلج زال الهم.
وأما أصل القر ففقر.
والجليد هم وعذاب إلا أن يرى الإنسان أنّه جعل ماء وعاء فجمد به فإنَّ ذلك يدل على إصابة مال باق.
والمجمدة بيت مال الملك وغيره.
وأما الخسف والزلزلة: من رأى أرضاً تزلزت وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإنَّ السلطان ينزل تلك الأرض ويعذب أهلها وقيل إنّه مرض شديد فإن رأى جبلاً من الجبال تزلزل أو رجف أو زال ثم استقر قراره فإنّ سلطان ذلك الموضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم والزلزلة إذا نزلت فإنَّ الملك يظلم رعيته أو يقع به فتنة أو أمراض ومن سمع هذه السحاب فإنّه يقع بأهل تلك الناحية فتنة وعداوة وخسران وقال بعضهم: الخسوف والزلازل دليل رديء لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم وإذا رأى الإنسان كأنّ الأرض متحركة فإنّها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه.
وأما من رأى أنّه أصابه برد فإنّه فقر.
وإن اصطلى بنار أو مجمرة أو بدخان فإنّه يفتقر للسعي في عمل السلطان ويكون فيه مخاطرة وهول.
وإن كان ما يصطلى به ناراً تشتعل فإنّه يعمل عمل السلطان.
فإن كان جمراً فإنّه يلتمس مال يتيم.
وإن اصطلى بدخان فإنّه يلقي نفسه في هول وقال بعضهم: إنّ البرد فعل بارد ويدل في المسافر على أنّ سفره لا يتم وأموره باردة.
والضباب أمر ملتبس وفتنة ويوم الغيم هي هم وغم ومحنة.


 




 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Share to:

إرسال تعليق