039-الأرض وجبالها وترابها وبلادها
وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها
وحصونها ومرافقها ومفاوزها وسرابها ورمالها وتلالها وحماماتها وأرحيتها وأسواقها
وحوانيتها وسقوفها وأبوابها وطرقها وسجونها وبيعها وكنائسها وبيوت نيرانها
ونواويسها وما أشبه ذلك أما الأرض فتدل على الدنيا لمن ملكها على قدر اتساعها وكبرها
وضيقها وصغرها وربما دلت الأرض على الدنيا والسماء على الآخرة لأنّ الدنيا أدنيت
والآخرة أخرت سيما أنّ الجنة في السماء وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو
فيها وعلى أهلها وساكنها.
وتدل على السفر إذا كانت طريقاً مسلوكاً كالصحارى والبراري وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها.
وتدل على الأمة والزوجة لأنّها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها.
وربما كانت الأرض أماً لأن خلقنا منها.
فمن ملك أرضاً مجهولة استغنى إن كان فقيراً وتزوج إن كان عزباً وولي إن كان عاملاً.
وإن باع أرضاً أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضاً سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة وافتقر إن كان موسراً سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظاراً.
فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة وإن كان على خلاف ذلك فالأمر على ضده وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره فإن رأى كأنّ الأرض انشقت فخرجٍ منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة فإن خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصباً وإن رآها انشقت فلم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم فإن خرج حية فهي عذاب باق في تلك الناحية.
وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصباً فإن رأى أنّه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالاً بمكر لأنّ الحفر مكر فإن رأى أرضاً تفطرت بالنبات وفي ظنه أنّه ملكه وفرح بذلك دل على أنّه ينال ما يشتهي ويموت سريعاً لقوله تعالى: " حتّى إذا فَرِحوا بما أوتوا أخَذْناهُم بَغْتَةً " .
ومن تولى طي الأرض بيده نال ملكاً وقيل إن طيء الأرض أصاب ميراثاً.
وضيق الأرض ضيق المعيشة.
ومن كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدين والدنيا وكلامها المشتبه المجهول المعنى مال من شبهة.
والخسف بالأرض: زوال النعم وانقلاب الأحوال والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في
طلب الدنيا أو موت في طلب الدنيا.
فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنّه يمكر به في أمر بقدر ذلك.
ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ فليتق الله فإنّه مال حرام.
ومن رأى أنّه قائم في مكان فخسف به فإن كان والياً فإنه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه وسروره غماً لقوله تعالى: " فَخَسَفنْا بهِ وبدارِهِ الأرْض " فإن رأى محلة أو أرضاً طويت على الناس فإنّه يقع هناك موت أو قال وقيل يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم أو ينالهم ضيق وقحط أو شدة.
فإن كان ما طوي له وحده فهو ضيق معيشته وأموره.
فإن رأى أنّها بسطت له أو نشرت له فهو طول حياته وخير يصيبه.
المفازة: اسمها مستحب وهي فوز من شدة إلى رخاء ومن ضيق إلى سعة ومن ذنب إلى توبة ومن خسران إلى ربح وٍ من مرض إلى صحة.
ومن رأى أنّه في بر فإنّه يناله فسحة وكرامة وفرحاً وسروراً بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها و زرعها.
والأرض القفر: فقر والوادي بلا زرع حج لقوله تعالى: " رَبّنا إنّي أسْكَنْتُ مِنْ ذرّيتي بوادٍ غيرِ ذي زرع "
ومن رأى أنّه يهيم في واد فإنّه يقول ما لا يفعل لقوله تعالى عن الشعراء: " أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ في كُلِّ وادٍ يَهيمونَ وأنّهُمْ يقولونَ ما لا يَفْعَلون " .
الجبل: ملك أو سلطان قاسي القلب قاهر أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه وطوله وقصره وعلوه.
ويدلك على العالم والناسك ويدل على المراتب العالية والاماكن الشريفة والمراكب الحسنة و الله تعالى خلق الجبال أوتاداً للأرض حين اضطربت فهي كالعلماء والملوك لأنّهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية وربما دل على الغايات والمطالب لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه فمن رأى نفسه فوق جبل أو مسنداً إليه أو جالساً في ظله تقرب من رجل رئيس واشتهر به واحتمى به إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة أو كان يرمى عن قوس بيده فإنّه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه.
وإن كان من رأى نفسه عليه خائفاً في اليقظة أمن وإن كان في سفينة نالته في بحره شدة وعقبة يرشى من أجلها قال ابن سيرين: الجبل حينئذٍ عصمة إلا أن يرى في المنام كأنّه فر من سفينة إلى جبل فإنّه يعطب ويهلك لقصة ابن نوح.
وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر على مفارقة رأي الجماعة والانفراد
بالهوى والبدعة فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض أو رئيس في العلم أو إمام عادل.
وأما صعود الجبال فإنّه مطلب يطلبه وأمر يرومه فيسأل عما قد هم به في اليقظة أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم أو الوقوف إليهما في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك.
فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق آمن سهل عليه كل ما أهله وخف عليه كل ما حوله.
وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ناله خوف وكان أمره غرراً كله.
فإن خلص إلى أعلاه نجا من بعد ذلك.
وإن وهب من نومه دون الوصول أو سقط في المنام هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده أو فسد دينه في عمله وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن على قدر ما انكسر من أعضائه.
وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف 0 وأعالي الحيطان والنخل والشجر فإنّه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو حال من الأحوال يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته مما يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ومداومته إياه فإن شكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال أو لتغيرها من الآمال حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل.
ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله وأنّ علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه ربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر ربما عاد عليه في جسمه في حين سقوطه ويدل على السقوط في المعاصي والفتن والردى إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك مثل أن يسقط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر أو إلى القاذورات والحمأة وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره من مثل ذلك أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو روضة أو إلى نبي أو أخذ مصحف أو إلى صلاة في جماعة.
وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراف فإنّه دال على هلاك من دل الجبل عليه أو دماره أو قتله إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحيه الملك لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفاً من الله لهم وتهديداً على أما تسيير الجبال فدليل على قيامة قائمة إما حرب تتحرك ففيه الملوك بعضها على بعض أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة وقد يدل ذلك على موت وطاعون لأنّها من علامات القيامة وأما رجوع الجبل زبداً أو رماداً أو تراباً فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته وآمن بعد كفره واتقى الله من بعد طغيانه عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه لأن الله تعالى خلق الجباك فيما زعموا من زبد الماء والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه.
والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنّه ملك صاحب دين.
وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنّه ملك كافر طاغ لأنِّه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه.
والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط والساقط الذي صار صخوراً فهو ميت لأنّه لا يذكر الله ولا يسبحه.
ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلاً للولاية نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع وما لا يقدر ما شرب وإن كان تاجراً ارتفع أمره وربح وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب.
والعقبة عقوبة وشدة فإنّ هبط منه نجا وإن صعد ارتفاع وسلطنة مع تعب.
والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان.
وكل صعود رفعة وكل هبوط ضعة وكل طلوع يدل على هم فنزوله فرج وكل صعود يدل على ولاية فنزوله عزل.
وإن رأى أنّه حمل جبلاً فثقل عليه فإنّه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه فإن خف خف عليه.
فإن رأى أنّه دخل في كهف جبل فإنّه ينال رشداً في دينه وأموره ويتولى أمور السلطان ويتمكن.
فإن دخل كهف جبل في غار فإنّه يمكر بملك أو رجل منيع فإن استقبله جبل استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية فإن رأى أنّه صعد الجبل فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنّه صعد حتى يستوي فوقه.
وكل صعود يراه الإنسان أو عقبة أو تل أو سطِح أو غير ذلك فإنّه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها والصعود مستوياً مشقة ولا خير فيه.
فإن رأى أنّه هبط من تل أو قصر أو جبل فإنّ الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم ومن رأى أنّه يهدم جبلاً فإنّه يهلك رجلاً ومن رأى أنّه يهتم بصعود جبل أو يزاوله كان ذلك الجبل حينئذٍ غاية يسمو إليها فإن هو علاه نال أمله فإن سقط عنه يغترب حاله.
والصعود المحمود على الجبل أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل.
وكل الإرتفاع محمود إلا أن يكون مستوياً لقوله تعالى: " سأرْهِقُهُ صَعُوداً " .
فإن رأى أنّه يأكل الحجر: فإنّه ييئس من رجاء يرجوه.
فإن أكله مع الخبز فإنّه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة.
فإن رأى أنّه يحذف الناس بالحجر فإنّه يلوط لأنّ الحذف من أفعال قوم لوط.
التراب: يدل على الناس الأرض وبه قوام معاش الخلق والعرب تقول: أترب الرجل إذا استغنى.
وربما دل على الفقر والميتة والقبر لأنّه فراش الموتى.
والعرب تقول: ترب الرجل إذا افتقر.
وقال تعالى: " أوْ مِسْكيناً ذا مَتْرَبة "
فمن حفر أرضاً واستخرج ترابها فإن كان مريضاً أو عنده مريض فإن ذلك قبره وإن كان مسافراً كان حفره سفرهِ وترابه كسبه وماله وفائدته لأنّ الضرب في الأرض سفر لقولْه تعالى: " وآخرون يَضْرِبونَ في الأرض " .
وإن كان طالباً للنكاح كانت الأرض زوجة والحفر افتضاضاً والمعول الذكر والتراب مال المرأة أو دم عذرتها.
وإن كان صياداً فحفره ختله للصيد وترابه كسبه وما يستفيده وإلا كان حفره مطلوباً يطلبه في سعيه ومكسبه مكراً أو حيلة.
وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الزبى لتسقط فيها فلزم الحفر المكر من أجل ذلك.
وأما من عفر يديه من التراب أو ثوبه من الغبار أو به تمعك في الأرض فإن كان غنياً ذهب ماله ونالته ذلة وحاجة وإن كان عليه دين أو عنده وديعة رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده وإن كان مريضاً نقصت يده من مكاسب الدنيا وتعرى من ماله ولحق بالتراب.
وضرب الأرض بالتراب دال على المضاربة بالمكاسبة وضربها بسيرِ أو عصا يدل على سفر بخير وقال بعضهم: المشي في التراب التماس مال فإن جمعه أو أكله فإنه يجمِع مالاً ويجري على يديه مال وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره فإن حمل شيئاً من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل فإن كنس بيته وجمع منه تراباً فإنّه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالاً فإن جمعه من حانوته جمع مالاً من معيشته.
ومن رأى أنّه يستف التراب فهو مال يصيبه لأنّ التراب مالك ودراهم فإن رأى
أنّه كنس تراب سقف بيته وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته فإن مطرت السماء تراباً فهو صالح ما لم يكن غالباً.
ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها أصاب مالاً من ميراث فإن وضع تراباً على رأسه أصاب مالاً من تشنيع ووهن.
ومن رأى كأنّ إنساناً يحثي التراب في عينه فإنّ الحاثي ينفق مالاً على المحثي ليلبس عليه أمر أو ينال منه مقصوده.
فإن رأى كأنّ السماء أمطرت تراباً كثيراً فهو عذاب ومن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش فإنّه يتحول من مكان إلى مكان.
الرمل: أيضاً يجري مجرى التراب في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة لأنه من الأرض والعرب تقول: أدمل الرجل إذا افتقر.
ومنه أيضاً المرملات وهن اللواتي قد مات أزواجهن وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحصار والشغب والنصب وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم لأن الماشي فيه يحصل ولا يركض راجلاً يمشي فيه أو راكباً على قدر كثرته وقلته ونزول القدم فيه يكون دلالته في الشدة والخفة ومن رأى أن يده في الرمل فإنه يتلبس بأمرهن أمور الدنيا.
فإن رأى أنه استف الرمل أو جمعه أو حمله فإنه يجمع مالاً ويصيب خيراً.
ومن مشى في الرمل فإنه يعالج شغلاً شاغلاً على قدر كثرته وقلته.
التل والرابية: إذا كانت الأرض دالة على الناس إذ منها خلقوا.
فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة بنسب أو علم أو مال أو سلطان.
وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة فمن رأى نفسه فوق شيء منها فإن كان مريضاً كان ذلك نعشه سيما إن رأى الناس تحته.
وإن لم يكن مريضاً وكان طالباً للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرضِ وكثرة التراب والرمل.
وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يؤذن فإن كان أهلاً للملك ناله أو القضاء أو الفتيا أو الآذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة لأنها مقام أشراف العرب ومن رأى أرضاً مستوية فيها رابية أو تل فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية.
فإن رأى حوله خضرة فإنه دينه أو حسن معاملته فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت فإن رأى أنه جالس في ظل التل فإنه يعيش في كنف الرجل.
فإن رأى أنه سائر على التلال فإنه ينجو ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع فإنه يناله هم وغم.
والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته.
المدينة: تدل على أهلها وساكنيها وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين لأن موسى حين دخل إلى مدين قال له شعيب: لا تخف نجوت وربما دلت القرية على الدنيا والمدينة على الآخرة لأن نعيمها أجل وأهلها أنعم ومساكنها أكبر.
وربما دلت المدينة على الدنيا والقرية على الجبالة وذلك إنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها.
ربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا والمجهولة على الآخرة.
وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة والقرية السوداء المكروهة على النار لنعيم أهل المدن وشقاء أهل المرى.
فمنِ انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك فانظر في حاله فإن كان كافراً أسلم وإن كان مذنباً تاب وإن كان صالحاً فقيراً حقيراً فإنه يستغنى ويعز وإن كان مع صلاحه خائفاً أمن وإن كان صاحب سرية تزوج وإن كان مع صلاحه عليلاً مات وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره فإنما هناك داران إحداهما أحسن من الأخرى فمن انتقل من الدار القبيحة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار ودخل الجنة إن شاء اللهّ.
وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين فعلى عكس الأول وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤهما وجواهرهما فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه لقوله تعالى: " ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ الله آمِنين " .
فإن كان خروجه من سر من رأى إلى خراسان انتقل في سرور إلى سوء قد آن وقته.
وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة خارج عن هدى وحق إلى سوء وفساد على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة.
وأما أبواب المدينة المعروفة فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها.
وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها وكل درب دال على من يجاوره ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ويردّ عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه أو بعلمه وماله.
وقال بعضهم: المدينة رجل عالم إذا رأيتها من بعيد وقيلِ: المدينة دين والخروج من المدينة خوف لقوله تعالى: " فَخَرَجَ مِنْهَا خائِفاً يَتَرَقّب "
ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس يدعونه إلى حق قال الله تعالى: " ادخُلوا في السِّلم كافّةً "
وهو المدينة فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديماً فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام يحدث هناك ورعاً ونسكاً.
ومن رأى أنه دخل بلداً فرأى
مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد فإن رأى أنه يعمر فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء ومن رأى مدينة أو بلداً خاليين من السلطان فإن سعر الطعام يغلو هناك فإن رأى مدينة أو بلداً مخصبة حسنة الزرع فذلك خير حال أهلها وقال بعضهم: إذا كانت المدن هادئة ساكنة فإنها في الخصب في ليل على الجدب وفي الجدب دليل الخصب.
والأفضل أن يرى الإِنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب فإنها تدل على رفعة وخصب وإن رأى الجدبة القليلة الأهل دلت على قلة الخير وبلدة الإنسان تدل على الآباء مثال ذلك: أن رجلاً رأى كأن مدينته وقعت من الزلازل فحكم على والده بالقتل.
وحكي أن وكيعاً كان مع قتيبة لما سار من الري إلى خراسان فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شريف مدينته ونسفها فسأل المعبر فقال: أشراف يسقطون من جاههم على يدك ويوسمون فكان كذلك.
القرية: المعروفة تدل على نفسها وعلى أهلها وعلى ما يجيء منها ويعرف بها لأن المكان يدل على أهله كما قال تعالى: " واسْأل القَرْيةَ "
يعني أهلها.
وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة والشذوذ عن جماعة رأي أهل المدينة ولذا وسم الله تعالى دور الظالمين في كتابه بالقرى.
وقد تدل على بيت النمل ويدل بيت النمل على القرية لأن العرب تسميها قرية.
فمن هدم قرية أو أفسدها أو رآها خربت وذهب من فيها أو ذهب سيل بها أو احترقت بالنار فإن كانت معروفة جار عليها سلطان وقد يدل ذلك على الجراد والبرذ والجوانح والرباء.
وردم كوة النمل في سقف البيت وكذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل أو الحيات عدا أهل القرية بالظلم والعدوان وعلى كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق ومن رأى أنه دخل قرية حصينة فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى: " لا يُقاتِلوكُمْ جميعاً إلا في قُرَىً مُحَصنة " .
وقيل من رأى أنه يجتاز من بلد إلى قرية فإنه يختار أمراً وضيعاً على أمر رفيع أو قد عمل عملاً محموداً يظن أنه في محمود أو قد عمل خيراً يظن أنه شر فيرجع عنه وليس بجازم فإن رأى أنه دخل قرية فإنه يلي سلطاناً فإن خرج من قرية فإنه ينجو من شدة ويستريح لقوله تعالى: " أخْرِجْنا مِنْ هَذِهِ القَرْيةِ الظّالم أهْلُها " .
فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع تعطلت فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها.
وإن رآها عامرة فهو صلاح دين أربابها.
الصخور الميتة: المقطوعة الملقاة على الأرض ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار والحكماء تشبه الجاهل بالحجر وربما أخذت الشدة من طبعها والحجر والمنع من اسمها فمن رأى كأنه ملك حجراً أو اشترى له أو قام عليه ظفر برجل على نعته أو تزوج امرأة على شبهه على قدر ما عنده من الحال فيِ اليقظة.
ومن تحول فصار حجراً قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه وإن كان مريضاً ذهبت حياته وتعجلت وفاته وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته.
وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم أو في الجوامع فإنه رجل قاس والٍ أو عشار يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان إلا أن يكونوا يتوقعون قتالاً فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلْك المكان فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت فإنه دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية فكل من دخلت داره منها فلقة نزل بها منها مصيبة وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته كان الحجر شدة تنزل بالمكان على قدر عظم الحجر وشدته وحاله فكيف إن كان سقوطه في الإنادر أو في رحاب الطعام.
وإن كانت حجارة عظيمة قد يرمي بها الخلق من السماء فعذاب ينزل من السماء بالمكان لأن الله سبحانه قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها فإما وباء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم أو غارة ونهبة وأمثال ذلك على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.
الحصا: تدل على الرجال والنساء وعلى الصغار من النساء وعلى الدراهم البيض المعدودة لأنها من الأرض وعلى الحفظ والإحصاء لما ألم به طالبه من علم أو شعر وعلى الحج ورمي الجمار وعلى القساوة والشدة وعلى السباب والقذف.
فمن رأى طائراً نزل من السماء إلى الأرض فالتقط حصاة وطار بها فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس فإن كان صاحب الرؤيا مريضاً وكان منِ أهل الخير أو ممن يصلي أيضاً فيه ولم يشركه في المرض أحد ممن يصلي أيضاً فيه فصاحب الرؤيا ميت وإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي قدمناه وإن التقطها من دار أو من مكان مجهول فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غيره هالك فأما من
التقط عدداً من الحصى وصيرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحصى من العلم والقرآن وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصار.
وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر فهي فوائد من الدنيا وفي دراهم تتألف له عن سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته في يقظته.
وإن كان التقاطه من طف البحر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه أو هبة وصلة من زوجة غنية إن كانت له أو ولد أو نحوه.
وأما من رمى بها في بحر ذهب ماله فيه.
وإن رمى بها في بئر أخرج مالاً في نكاح أو شراء خادم.
وإن رمى بها في ممطر أو ظرف من ظروف الطعام أو في مخزن من مخازن البحر اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه.
والعامة تقول: رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما.
وإن رمى بها حيواناً كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها.
كان ذلك في أيام الحج بشرته بالحج ورمي الجمار في مستقبل أمره لأن أصل رمي الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم عليه السلام أن يقذف الشيطان بها حين عرض له فصارت سنة لولده.
وإن لم يكن ذلك في أيام الحج كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق أو سبه وشتمه أو شهادات يشهد بها عليه.
وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس كان الرجل سباباً مغتاباً متكلماً في الصلحاء والمحصنات من النساء.
الدور: وأما الدور فهي دالة على أربابها فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها.
والحيطان رجال والسقوف نساء لأنّ الرجال قوامون على النساء لكونها من فوقها ودفعها للاسواء عنها فهي كالقوام فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه.
وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته لأنّه يعرف بها وتعرف به فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله وربما دلت على ماله الذي به قوامه وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه فإذا كانت جسمه كان بابها وجهه وإذا كانت زوجته كان بابها فرجه وإذا كانت دنياه وماله كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته وإذا كانت ثوبه كان بابها طوقه.
وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق فالذي فيه الغلق هو الذكر والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته لأنّ القفل الداخل في العروة ذكر ومجموع الشكل إذا انفلق كالزوجين وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار.
وأما اسكفة الباب ودوراته وكل ما يدخل فيه منه لسان فذاك على الزوجة والخادم وأما قوائمه فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والأخوة والأعوان.
وأما قوائمه وحلقة الباب فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه فمن رأى شيئاً من ذلك نقصاً أو حدوثاً أو زيادة أو جدة عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة.
وأما الدار المجهولة سوى المعروفة فهي دار الآخرة لأنّ الله تعالى سماها داراً فقال: " وتلكَ الدّارُ الآخِرة " .
وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة كدار عقبة أو دار السلام فمن رأى نفسه فيها وكان مريضاً أفضى إليها سالماً معافى من فتن الدنيا وشرها وإن كان غير مريض فهي له بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة فإن رأى معه في المنام كتباً يتعلمها فيها فعلمه أداه إليها.
وإن كان فيها مصلياً فبصلاته نالها وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام.
وأما من بنى داراً غير داره في مكان معروف أو مجهول فانظر إلى حاله فإن كان مريضاً أو عنده مريض فذلك قبره وإن لم يكن شيء من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف فإن بناها باللبن والطين كان حلالاً وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراماً من أجلِ النار التي توقد على عمله.
وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضاً فإن كانت باللبن فه وعمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله.
وإن كانت بالآجر فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها إلا أن يعود إلى هدمها في المنام فإنّه يتوب منها وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار
الآخرة فمن رأى أنّه دخلها فإنّه يموت إن لم يخرج منها فإن دخلها وخرج منها فإنّه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أنّه دخل داراً جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف فإن كان فقيراً استغنى وإن كان غنياً ازداد غنى وإن كان مهموماً فرجِ عنه وإن كان عاصياً تاب وعلى قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحباَ فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها وإن كانت مطينة كان ذلك حلالاً وإن كانت مجصصة كانت ذلك حراماً.
ولسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه وأما إحكامها فإحكام تدبيره ومرمتها سروره والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته.
ومن خرج من داره غضبان فإنّه يحبس لقوله تعالى: " وذا النوِن إذ ذهب مغاضبا " .
فإن رأى أنّه دخل دار جاره فإنّه يدخل في سره.
وإن كان فاسقاً فإنّه يخونه في امرأته ومعيشته.
وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها ومن رأى داراً من بعيد نال دنيا بعيدة فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور فإنّه دنيا يصيبها حلالاً.
ومن رأى خروجه من الأبنية مقهوراً أو متحولاً فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه.
حكي أن رجلاً من أهل اليمن أتى معبراً فقال: رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهدمت علي.
فقال: تجد ميراثاً فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثه ستة آلاف درهم.
ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال: تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلاً فكان كذلك.
وبيوت الدار نساء صاحبها والطرز والرقاق رجال والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره وصحتها وسط دولة دنياه وسطحها اسمه ورفعته والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه.
وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر وطلب المعونة منه.
وقالت النصارى من رأى كأنّه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة وقيل إنّ كنس الدار ذهاب الغم و الله أعلم بالصواب وقيل إنّ هدم الدار موت صاحبها.
البيوت: بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها ومنه يقال دخل فلان بيته إذا
تزوج فيكنى عنها به لكونها فيه ويكون بابه فرجها أو وجهها ويكون المخدع والخزانة بكراً كابنته أو ربيبته لأنّها محجوبة والرجل لا يسكنها.
وربما دل بيته على جسمه أيضاَ وبيت الخدمة خادمه ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خالياً من ولده وسائر أهله.
ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها فما عاد على ذلك من نقص أو زراعة أو هدم أو إِصلاح عاد إلى المنسوبة إليه مثل أن يقول: رأيت كأني بنيت في داري بيتاً جديداً فإن كان مريضاً أفاق وصح جسمه وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه إلا إن كان يكون عادته دفن من مات له في داره فإنّه يكون ذلك قبر المريض في الدار سميا إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل أو كان مع ذلك طلاء بالبياض أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين أو ما تدل عليه المصائب وإن لم يكن هناك مريض تزوج إن كان عزباً أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره.
ومنِ رأى أنّه يهدم داراً جديدة أصابه هم وشر ومن بنى داراً أو ابتاعها أصاب خيراً كثيراً ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مجهول مفرد عن البيوت وكان مع ذلك كلام يدل على الشر كان قبره.
ومن رأى أنّه حبس في بيت موثقاً مقفلاً عليه بابه والبيت وسط البيوت نال خيراً وعافية.
ومن رأى أنّه احتمل بيتاً أو سارية احتمل مؤونة امرأة.
فإن احتمله بيت أو سارية احتملت امرأة مؤونته.
وباب البيت امرأة وكذلك اسكفته ومن رأى أنّه يغلق باباً تزوج امرأة.
والأبواب المفتحة أبواب الرزق.
وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي.
ومن رأى أنّه دخل بيتاً وأغلق بابه على نفسه فإنه يمتنع من معصية الله تعالى لقوله تعالى: " وَغَلّقَت الأبْوَاب " .
فإن رأى أنّه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط نال خيراً وعافية.
فإن رأى أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته ومن رأى أنّه يخرج من بيت ضيق خرج من هم.
والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر امرأة تتزوج هناك.
ومن رأى في داره بيتاً وسعاً مطيناً لم يكن فيه فإنّها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار.
فإن كان مجصصاً أو مبنياً بآجر فإنّه امرأة سليطة منافقة.
فإن كانت تحت البيت سرب فهو رجل مكار.
فإن كان من طين فإنّه مكر في الدين.
والبيت المظلمِ امرأة سيئة الخلق رديئة وإن رأته المرأة فرجل كذلك.
فإن رأى أنّه دخل بيتاً مرشوشاَ أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح.
فإن رأى أنّ بيته أوسع مما كان فإنّ الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيراً من قبل امرأة.
ومن رأى أنّه ينقش بيتاً أو يزوقه وقع في البيت خصومة وجلبة.
والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة.
الحائط: رجل وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنّه قائمِ عليه وإن سقط عنه زال عن حاله.
وإن رأى أنّه دفع حائطاً فطرحه أسقط رجلاً من مرتبته وأهلكه.
والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته والعمارة حوله بسببه.
ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته.
فإن رأى أنّ أقواماً يرمونها فإنّ له أصحاباً يرمون أموره.
ومن رأى أنّه سقط عليه حائط أو غيره فقد أذنب ذنوباً كثيرة وتعجل عقوبته.
والشق في الحائط أو الشجرة أو في الغصن مصير الواحد من أهل بيته واثنين بمنزلة القرطين والحلمتين.
ومن رأى حيطاناً دارسة فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته.
فإن جددها فإنهم يتجددون وتعود حالتهم الأولى في الدولة.
فإن رأى أنه متعلق بحائط فإنّه يتعلق برجل رفيع ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط.
ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه فإنّه يموت ويكتب على قبره.
السقف: رجل رفيع فإن كان من خشب فإنّه رجل غرور.
فإن رأى سقفاً يكاد أن ينزل عليه ناله خوف من رجل رفيع.
فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه فإنّه ينال بعد الخوف مالاً.
فإن انكسر جذع فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به.
فإن رأى أنّ عارضته انشقت طولاً بنصفين فلم يسقط فهو جمع ما ينسب إلى ذلك البيت والطرز وغيره مضاعف الواحد اثنان والخشب والجذوع في البناء رجل منافق متحمل لأمور الناس.
وكسره موت رجل بهذه الصفة.
القصر: للفاسق سجن وضيق ونقص مال وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين.
وإذا رآه من بعيد فهو ملك.
والقصر رجل صاحب ديانة وورع.
فمن رأى أنّه دخل قصراً فإنّه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ويصير إلى خير كثير لقوله تعالى: " تَبَارَكَ الذيِ إنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنّاتٍ تَجّري منْ تحْتِهَا الأنْهَارُ ويَجْعَل لكَ قُصوراً " .
ومن رأى كأنّه قائم على قصر وكان القصر له فإنّه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة.
إن كان القصر لغيره فإنّه يصيب من صاحبه منفعة وخيراً.
الإيوان الأزج: الأزج من اللبن: امرأة قروية صاحبة دين وبالجص دنيا مجددة وبالآجر مال يصير إليه حرام وقيل هو امرأة منافقة.
ومن رأى أنّه يعقد أزجاً بآجر صهريج فإنّه يؤدب ولده.
القبة: قوة منِ رأى أنّه بنى قبة على السحاب فإنّه يصيب سلطاناً وقوة بحلمه.
ومن رأى أنّ له بنياناً بين السماء والأرض من القباب الخضر فإنّ ذلك حسن حاله وموته على الشهادة.
ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته وقيل من رأى كأنّه يبني بناء فإنّه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور.
ومن رأى أنّه طين قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحج بمال.
واللبن إذا كان مجموعاً ولا يستعمل في بناء فهو دراهم ودنانير ومن رأى أنّه يجدد بنياناً عتيقاً لعالم فإنّ تجديد سيرة ذلك العالم.
إن كان البناء لفرعوِن أو ظالم فإنّه تجدد سيرته.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى كأنّه يبني بنياناً فإنّه يعمل عملاً.
ومن رأى أنّه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده فإنّه طلب علم أو ولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم.
وقيل من رأى أنّه يبني بنياناً في بلدة أو قرية فإنّه يتزوج هناك امرأة.
فإن بناه من خزف فتزيين ورياء وإن بناه من طين فإنّه حلال وكسب.
وإن كان منقوشاً فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب.
وإن بناه من جص وآجر عليه صورة فإنّه يخوض في الأباطيل.
الغرفة: تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت.
وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى: " وَهُم في الغُرُفَاتِ آمِنُون " .
وتدل على الجنة لقوله تعالى: " أولئكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفةَ بمَا صَبَروا " .
وتدل أيضاً على المحراب لأنّ العرب تسميها بذلك.
فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنّها ملتحفة في كساء فإنّه يتزوج على امرأته أُخرى أو يتسرى وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة.
وإن صعد إلى غرفة مجهولة فإن كان خائفاً أمن وإن كان مريضاً صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسروراً وعلواً.
وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محراب.
وإن رأى عزباً أنّه في غرفة تزوج امرأة حسنة رئيسة دينة.
وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر فإنّه يأمن مما يخاف.
وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على
البيت الأسفل ولم يضره فإنّه يقدم له غائب.
فإن كان معه غبار كان معه مال.
المنظرة: رجل منظور إليه فمن رآها من بعيد فإنّه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور.
فإن رآها تاجر فإنه يصيب ربحاً ودولة ويعلو نضاره حيث كان ويكون.
وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور.
وأما الأسطوانة: من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه.
والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ملك يصيبه صاحبها وعز وغنى يناله.
وللمكروب فرج وللمريض شفاء وللعزب امرأة وللمرأة زوج.
وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة فإنّها لأجل الدرج: تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة لقول معرب: ارتفعت درجة فلان وفلان رفيع الدرجة.
وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى: " سَنَسْتَدْرِجُهمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون " .
وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة.
وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته.
ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجاً مجهولاً نظرت في أمره فإن وصل إلى آخره وكان مريضاً مات فإن في دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت وإن كان سليماً ورام سفراً خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال وإن كان لغير ذلك استدلت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلاً أو يجد دنانير على هذا العدد فإنَّ ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأنّ الثلاثين نقص والأربعون تمام أتمها الله عزّ وجلّ لموسى بعسر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعدٍ تم له لقوله تعالى في الثلاثة: " ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوب " .
وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجه وإن لم يؤمل شيئاً من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطاناً ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار أو ينجو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة.
وأما نزول الدرج فإن كان مسافراً قدم من سفر وإن كان مذكوراً رئيساً نزل عن رياسته.
وعزل عن عمله وإن كان راكباً مشى راجلاً وإن كانت له امرأة عليلة هلكت وإن كان هو المريض نظرت فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو
إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها أفاق من علتها.
وإن كان نزوله من مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه أو كان سقوطه تكويراً أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو إلى طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو إلى راحلة فوقها هودج فسارت به فإنّ الدرج أيام عمره وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تمّ أجله وانقضت أيامه.
وإن كان سليماً في اليقظة من السقم وكان طاغياً أو كافراً نظرت فيما نزل إليه فإن دلّ على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك فإنّه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه.
وتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده فإن كان من لبن كان صالحاً وإن كان من آجر كان مكروها.
وقال بعضهم: الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن.
وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرأ وارق: فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن حسن الدين والإسلام ولا خير فيها إذا كانت من آجر وإن رأى أنّه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله لقوله تعالى: " نرفع درجات من نشاء " .
والمراقي من طين.
للوالي رفعة وعز مع دين وللتجار تجارة مع دين وإن كانت من حجارة فإنه رفعة قساوة قلب.
وإن كانت من خشب فإنّها مع نفاق ورياء.
وإن كانت من ذهب فإنّه ينال دولة وخصباً وخيراً.
وإن كانت من فضة فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة وإن كانت من صفر فإنّه ينال متاع الدنيا.
ومن صعد مرقاة استفاد فهماً وفطنة يرتفع به.
وقيل الدرجة رجل زاهد عابد ومن قرب منه نال رفعة ونسكاً لقوله تعالى: " يَرْفعُ الله الّذِينَ آمنوا مِنْكُمْ والّذِينَ أوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ " .
وكل درجة للوالي ولاية سنة.
والسلم الخشب: رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بنية لقوله تعالى: " أوّ سلُماً في السّماءِ فَتَاتِيهُمْ بآية " .
وقيل انّ الصعود فيه استعانة بقوم فيهمِ نفاق وقيل هو دليل سفرِ.
فإن صعد
فيه ليستمِع كلاماً من إنسان فإنّه يصيب سلطاناً لقوله: " أمْ لَهُمْ سُلّم يَسْتمِعونَ فيهِ فَلْيَأتِ مُسْتمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مبِينِ " .
وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأنّي فوق سلم فقال: أنت رجل تستمع علىَ الناس.
والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة.
الطاق: الواسعة دليل على حسن خلق المرأة والضيقة دليلِ على سوء خلقها.
والرجل إذا رأى أنّه جالس في طاق ضيق فإنّه يطلق امرأته جهاراً وإن كان موضعه من الطاق واسعاً فإنّ المرأة تطلق من زوجها سراً.
والصفة رئيس يعتمده أهل البيت.
الأبواب: الأبواب المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو في قيم الدار.
فإن رأى في وسط داره باباً صغيراً فهو مكروه لأنّه يدخل على أهل العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته.
وأبواب البيوت معناه يقع على النساء فإن كانت جدداً فهن أبكار وإن كانت خالية من الأغلاق فهن ثيبات.
وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقاً أو مكسوراً فذلك مصيبة في قيم الدار.
فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم فإن رأى أنّه يطلب باب داره فلا يجده فهو حائر في أمر دنياه.
ومن رأى أنّه دخل من باب فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى: " ادْخُلُوا عَلَيْهم البَابَ فَإذَا دَخَلتموهُ فَإنّكُم غَالبُون " .
فإذا رأى أبواباً فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة فإنَّ أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها.
فإن كانت الأبواب إلى الطريق فإنّ ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة.
فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار كان يناله لأهل بيته.
فإن رأى أنّ باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لأهل داره.
فإن رأى أنّه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة ومن هم إلى فرِج.
وإن رأى أنّ لداره بابين فإنَّ امرأته فاسدة فمن رأى لبابه حلقتين فإنّ عليه ديناً لنفسه فإن رأى أنّه قلع حلقة بابه فإنّه يدخل في بدعة.
وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار.
العتبة: امرأة: روي أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة ابنه إسماعيل: قولي له غير عتبة بابك فقالت له ذلك فطلقها وقيل أنّ العتبة الدولة والأسكفة هي المرأة والعضادة رئيس الدار وقيمها فقلعها ذلك لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفته تطليق المرأة.
وحكي أنّ امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت.
فقال لها: ألك زوج وولد غائبان قالت نعم.
فقال أما سقوط الأسكفة العليا فقدوم زوجك سريعاً وأما وقوع المصراع خارجاً فإنّ ابنك يتزوج امرأة غريبة.
فلم تلبث إلا قليلاً حتى قدم زوجها وابنها جمع غريبة.
الغلق: من خشب هو البلط إذا فتح يكون فيه مكر.
ومن رأى أنّه يغلق باب داره بالبلط فإنّه محكم في حفظ دنياه.
فإن لم يكن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه.
فإن رأى أنّه يزيد إغلاق باب داره ولا ينغلق فإنّه يمتنع من أمر يعجز عنه.
وإن رأى غاز أنّه يفتح باباً يغلق فإنّه ينقب حصناً أو يفتحه.
فإن فتحه رجل فإنّه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل.
ودخول الدرب دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة.
فمن رأى درباً مفتوحاً فإنّه يدخل في عمل كما ذكرت.
مرافق الدار: المطبخ: طباخة.
والمبرز: امرأة فإن كان واسعاً نظيفاً غير ظاهر الرائحة فإنّ امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن بنائها.
وإن كان ضيقاً مملوءاً عذرة لا يجد صاحبه منه مكاناً يقعد فيه فإنّها تكون ناشزة.
وإن كانت رائحته منتنة فإنّها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة.
وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها.
وإن نظر فيها فرأى فيها دماً فإنّه يأتي امرأته وهي حائض فإن رأى بئرها قد امتلأت فإنّه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكبيرة مخافة التبذير فإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر فإنّ في بيته امرأة مطلقة.
فإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها فإنّ امرأته حبلى.
ومن رأى أنّه جعل في مستراح فإنّه يمكر به فإن أغلق عليه بابه فإنّه يموت.
وقد تقدم في ذكر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية.
والمعلف: عز لأنّه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب وقيل أنّه امرأة الرجل.
ومن رأى كأنّ في بيته معلفاً يعتلف عليه دابتان فإنّه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين إما امرأته أو غيرها من أهل الدار.
وأما الجحر: في الأرض أو الحائط فإنّه الفم.
فمن رأى جحراً خرج منه حيوان فإنّه فم يخرج
منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت جحراً ضيقاً خرج منه ثور عظيم فقال: الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطيع العود إليه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ يزيد بن المهلب عقد طاقاً بين داري ودراه.
فقالت ألك أم قال نعم.
قال: هل كانت أمة قال لا أدري فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك.
السرب: كل حفيرة في الأرض مكر فمن رأى أنّه يحفر سرباً أو يحفر له غيره فإنّه يمكر مكراً أو يمكر به غيره.
فإن رأى أنّه دخل فيه رجع ذلك المكر إليه دون غيره.
فإن رأى أنّه دخله حتى استترت السماء عنه فإنه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيته.
فإن كان مسافراً فإنّه يقطع عليه الطريق.
فإن رأى أنّه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل فإنّه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلاً وتقر عينه لأنّه يأخذ بتأويل الماء.
وإن كان عليه دين قضاه الله تعالى.
فإن رأى أنّه استخرج مما احتفره أو أحفر له ماء جارياً أو راكداً فإنّ ذلك معيشة في مكر لمن احتفر.
الحفائر: دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمراصد وأمثاله ذلك وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربا لتصطاد فيها إذا سقطت إليها والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة الحاملة المربية لأنّ قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة يقتات منه صاحبه شيئاً بعد شيء حتى يفرغ أو يستغني عنه بغيره.
وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام جرت فيما تجري الحفائر فيه لأنّها حفرة فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت فإن كانت أمه عليلة هلكت وإن كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها لأنّ قبر الحامل مفتوح إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها.
وإن لم يكن شيء من ذلك فانظر.
فإن كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه.
وإن رأى طعامه بعينه زبلاً أو تراباً رخص سعره وذهب فيه ماله وإن لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه.
وإن كانت مملوءة بالطعام حملت زوجته إن كان فقيراً أو أمته.
فإن كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة.
وإن فاضت وسالت والناس يفرقون منها ولا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام.
وإن رأى ناراً وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين.
فإن رأى في طعامها تمراً أو سكراً فإنّ السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على قدر ما فيها من الحلاوة في القلة والكثرة.
فإن كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف وإلا فعلى هذا المقدار.
وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهولة فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر.
الآبار: أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنّه قيمها.
وربما دلت على زوجته لأنّه يدل فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة.
وإذا كان تأويلها رجلاً فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه.
وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله وإذا كان البئر امرأة فماؤه أيضا مالها وجنينها فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها وإن فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة وعلى كل من يجود في أهله من نفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأنّ البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين.
وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له.
ودلوه وحمله تشبثه بها.
وربما دلت على البحر وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم.
وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها.
وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب.
فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة فإن كان مريضاً مات وإن كان في سفينه عطب وصار في الماء وإن كان مسافراً في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه وإن كان مخاصماً سجن وإلا دخل حماماً مكرهاً أو دخل دار زانية.
وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تَعالى: " فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بشرى هَذا غلاَم " .
وإن كانت له بضاعة في البحر أو البر قدمت عليه أو وصلت إليه.
وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص.
وإن كان له مسجون نجا منِ السجن.
وإن كان له مسافر قدم من سفره.
فإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزباً تزوج.
وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له.
وكل ذلك إذا طلع دلوه سليماً مملوءاً.
والعرب تقول: دلونا إليك بكذا أي توسلنا إليك.
وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علماً فإن لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه فما أفاد من الماء أفاد مثله وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه.
قال الشاعر:
وما طلب الـمـعـيشة بـالـتـمـنـي ولـكـن ألـقـي دلـوك فـي الـدلاء
تجـيء بـمـلـئهـا طـوراً وطـوراً تـجـيء بـحـمـأة وقــلـــيل مـــاء
وقال بعضهم: إذا رأى الرجل البئر فهي امرأة ضاحكة مستبشرة وإذا رأت امرأة فهو رجل حسن الخلق.
ومن رأى أنّه احتفر بئراً وفيها ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر.
فإن لم يكن فيها ماء فإن المرأة لا مال لها.
فإن شرب من مائها فانّه يصيب مالاً من مكر إذا كان هو الذي احتفر وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده.
فإن رأى بئراً عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون او الواردون بالحبل والدلو فإنّ هناك امرأة أو بعل امرأة أو قيمها ينتفع به الناس في معايشهم ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي يدلى به إلى الماء لقوله عزّ وجلّ: " وَاعْتَصِمُوا بحَبْل الله جميعاً "
فإن رأى أنّ الماء فاض من تلك البئر فخرج منها فإنّه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع.
فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره.
فإن رأى أنّه يحفر بئراً يسقي منها بستانه فإنّه يتناول دواء يجامع به أهله.
فإن رأى أنّ بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت فإن يصيب مالاً يكون وبالاً عليه.
فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار فإنّه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار.
ومن رأى أنّه وقع في بئر فيها ماء كدر فإنّه يتصرف مع رجل سلطان جائر ويبتلي بكيده وظلمه.
وإن كان الماء صافياً فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافاً.
فإن رأى أنّه يهوي أو يرسل في بئر فإنّه يسافر.
البئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب فإنّها دنيا الرجل ويكون فيها مرزقاً طيب النفس طويل العمر بقدر الماء.
وإن لم يكن فيها ماء فقد نفذ عمره.
وانهدام البئر موت المرأة فإن رأى أنّ رجليه تدلتا في البئر فإنّه يمكر بماله كله أو يغضب.
فإن
نزل فيِ بئر وبلغ نصفها وأذن فيها فإنّه سفر.
وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية أو ربحاً عن تجارة وبشارة فإن سمع الأذان في نصف البئر عزل إن كان والياً وخسر إن كان تاجراً وقال بعضهم: من رأى بئراً في داره وأرضه فإنّه ينال سعة فيِ معيشته ويسراً بعد عسر ومنفعة.
وقيل من أصاب بئراً مطمورة أصاب مالاً مجموعاً.
الحمام: يدل على المرأة لحل الإزار عنده ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه كنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج.
وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجباة لناره وظلمته أو جلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه.
وربما دل على البحر والأسقام وعلى جهنم.
فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه فإن رأى فيه ميتاً فإنّه في النار والحميم لأنّ جهنم ادراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله فإن رأى أنّه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حراً تجلت عنه.
فمان اغتسل وخرج منه خرج سليماً.
وإن كانت علته برداً تزايدت به وخيف عليه.
فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضاً من الثياب خلاف عادته وركب مركوباً لا يليق به فإنّ ذلك غسله وكفنه ونعشه.
وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج.
وإن رأى أنّه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالاً على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج فإما نكسة أو إفاقة.
وإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش.
فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل عزباً تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة أو الضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال.
وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته.
فإن كان فيه متجرداً من ثيابه فلأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به.
فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضاً وتنقل مراتبه ومقاماته وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان.
وإن رأى أنّه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أو سباع أو
وحش أو غربان أو حيات فإنّه امرأة يدخل إليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس.
وقال بعضهم: الحمام بيت أذى ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء.
والحمام اشتق من اسمه الحميم فهو حم والحم صهر أو قريب.
فإن استعمل فيه ماء حاراً أصاب هماً من قبل النساء وإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه.
فإن اتخذ في الحمام مجلساً فإنّه يفجر بامرأة ويشهر بأمره لأنّ الحمام موضع كشف العورة.
فإن بنى حماماً فإنّه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك.
فإن كان الحمام حاراً ليناً فإنّ أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له مشفقون عليه.
فإن كان بارداً فإنّه لا يخالطونه ولا ينتفع بهم.
وإن كان شديد الحرارة فإنّه يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سروراً لشدتهم.
وقيل إن رأى أنّه في البيت الحار.
فإنّ رجلاً يخونه في امرأته وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له.
فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنّه يغضبه على امرأته وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا فإن كان بارداً فإنّ صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلىِ ما يريد.
وإن كان حاراً ليناً واستطابه فإنّ أموره تكون على محبة ويكون كسوباً صاحب دولة يرى فيه فرجاً وسروراً.
وإن كان حاراً شديد الحرارة فإنّه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة.
وقيل من رأى أنّه دخل حماماً فهو دليل الحمى النافض.
فإن رأى أنّه شرب من البيت الحار ماء سخناً أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء وإن شربه من البيت الأوسط فهي حمى صالبة.
وإن شربة من البيت البارِد فهو برسام فإن رأى أنّه اغتسل بالماء الحار وأراد سفراً فلا يسافر.
فإن كان مستجيراً بإنسان يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى: " وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْل " .
فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإنّ ذلك أقوى في التأويل.
فإن رأى في محله حماماً مجهولاً فإنّ هناك امرأة ينتابها الناس.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه يبني حماماً قضيت حاجته.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه زلق في الحمام فقصها على معبر فقال: شدة تصيبك.
فعرض له أنّه زلق في الحمام فانكسرت رجله.
والأتون: أمر جليل على كلِ حال وسرور فمن رأى أنّه يبني أتوناً فإنّه ينال ولاية وسلطاناً.
وإن لم يكن متحملاً فإنّه يشغل الناس بشيء عظيم.
الفرن: المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي إليه من الطعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يربى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها وربما دل على نفسه فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان كسبه وغلته.
وأما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار.
والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة.
وأما العجين والحنطة التي تجيء إليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ثم يردونها أرزاقاً.
والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء وكذلك ألواح الخبز.
وربما دل على السوق لأنّ أرزاق الخلق أيضاً تساق إليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون والخسارة كنقص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه فمن بعث بحنطة أو شعير إلىِ الفرن المجهول فإن كان مريضاً مات ومضي بماله إلى القاضي.
وإن لم يكن مريضاً وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقية من مغرم ونحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث بسلعة إلى السوق.
فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيراً أتاه في سلعته قريب من رأس ماله.
وإن كانت حنطة ربح فيها ثلثاً للدينار أو ربعاً أو نصفاً على قدر زكاتها إن كان قد كالها أو وقع في ضميره شيء منها.
الرحا: الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة وأمة.
وربما دلت على السفر لدورانها وربما دلت علىِ الوباء والحرب لسحقها.
والعرب والشعراء كثيراً ما يعبرون بها عنهما فمن اشترى رحاً تزوج إن كان عزباً أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادماً للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر وإن كان فقيراً استفاد ما يكتفي به لأنّ الرحا لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها.
وأما من نصب رحاً ليطحن فيها الناس على ماء أو بحر أو غيره فإنّه يفتح دكاناً أو حانوتاً إن لم يكن له حانوت ويدر فيها رزقه إن كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة وكان له حس في الناس.
وأما من تولى الطحين بيده فإنّه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأنّ الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة.
وإن كانت بلا قطب كان الجماع حراماً وقد تكون امرأتين يتساحقان فإن لم يكن عنده شيء من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق.
وأما الرحا الكبيرة إذا رؤيت في وسط المدينة أو في الجوامع فإن كانت بلد حرب كان حرباً سيما إن كانت تطحن ناراً أو صخراً.
وإلا كانت طاحوناً سيما إن كان المطحون شعيراً معفوناً أو ماء وطيناً ولحماً هزيلاً.
وقال بعضهم: الرحا على الماء رجِل يجري على يديه أموال كثيرة سائس للأمور ومن التجأ إليه حسن جده رأى رحاً تدور در عليه خير بمقدار الدقيق.
ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحا من جهة هذا المذكور.
وربما كانت الرحا إذا دارت سفراً.
فإن دارت بلا حنطة فهو شغب والرحا إذا دارت معوجة يغلو الطعام.
ورحا اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما إصلاحهما.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّ رحا تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر فقال: قد تقارب أجلك.
ورحا الريح خصومة لا بقاء لها.
وانكسار الرحا مختلف في تأويله فمنهم من قال تدل على فرج صاحبها من الهموم ومنهم من قال تدل على موت صاحبها.
ومن رأى له رحا تطحن أصاب خيراً من كد غيره.
والرحا تدل على الحرب لقول العرب فيها رحا الحرب.
السوق: تدل على المسجد كما يدل المسجد على السوق لأنّ كليهما يتجر فيه ويربح.
وقد يدل على ميدان الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم وقد سمى الله تعالى الجهاد تجارة فِي قوله: " هَلْ أدلّكُمْ عَلىَ تِجَارَةٍ تُنْجيكُم "
فأهل الأسواق يجاهدون بعضهم بعضاً بأنفسهم وأموالهم.
وربما دلت على مكان فيه ثواب أجر وربح كدار العلم والرباط وموسم الحج.
ومما يباع في السوق يستدل على ما يدل عليه.
وكل ذلك ما كانت السوق مجهولة فسوق اللحم أشبه شيء بمكان الحرب ما يسفك فيه من الدماء وما فيه من الحديد.
وسوق الجوهر والبز أشبه شيء بحلق الذكر ودور العلم.
وسوق الصرف أشبه شيء بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان.
فمن رأى نفسه في سوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبراً وإن كان في حج فاته أو فسد عليه وإن كان طالباً للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعداً وطلبه لغير الله وإن لم يكن في شيء من ذلك فاتته الصلاة الجماعة في المسجد.
وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهداً غل وإن كان حاجاً محرماً اصطاد
أو جامع أو تمتع وإن كان عالماً ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا رأى بصلاته أو سبق إمامه فيها بركوعه أو سجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأنّ ذلك أسوأ السرقة كما في الخبر.
وأما السوق المعروفة: فمن رآها عامرة بالناس أو رأى حريقاً وقِع فيها أو ساقية صافية تجري في وسطها أو كان التبن محشواً في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق.
وإن رأى أهل السوق في نعاس أو الحوانيت مغلقة أو كان العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بأهلها عطلة.
وإن رأى سوقاً انتقلت انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقلت إليه كسوق البز ترى القصابين فيه فإنّه يكثر أرباح البزازين في افتراق المتاع وخروجه.
وإن رأى فيه أصحاب الفخار والقلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم.
وإن رأى فيه أصحاب هرائس ومقالي نزلت فيه محنة إما عن حريق أو نهر أو هدم أو نحوه.
وقال بعضهم: السوق الدنيا واتساع السوق اتساع الدنيا.
وقيل السوق تدل على اضطراب وشغب بسبب من يجتمع إليها منِ العامة.
َ فأما من تعيش من السوق فإنّه دليل خير إذا رأى فيها خلقاً كبيراً أو شغلاً فأما إذا كانت السوق هادئة دلت الحانوت: يدل على كل مكان يستفيد المرء فيه فائدة في دنياه وأخراه كبستانه وفدانه ونخلته وشجرته وزوجته ووالده ووالدته أو كتابه من قول العامة لمن اعتمد مكانا للفائدة جعله حانوته.
فمن رأى حانوته انهدم فإن كان والده مريضاً مات لأن معيشته منه.
وإن كانت أمه مريضة هلكت لأنّها كانت تربيه بلبنها وتقويه بعيشها.
وكانت زوجته حاملاً أو سقيمة ماتت لأنّها دنياه ولذته ومتعته ومن في بطنها ماؤه وولده الذي هو في التأويل ماله.
فإن لم يكن شيء من ذلك تعذرت عليه معيشته وتعطلت عليه الأماكن التي بها قوامه.
ومن رأى أنّه يكسر باب حانوت فإنّه يتحول منه.
وإن رأى أبواب الحوانيت مغلقة نالهم كساد في أمتعتهم وانغلاق في تجاراتهم.
فإن رأى أبوابها مسدودة ماتوا وذهب ذكرهم.
فإن رآها مفتحة تفتح عليهم أبوابِ التجارة.
الخان: فندق الرجل يدل على ما تدل عليه داره من جسمه ومجده واسمه وذكره وحمامه وفرنه ومجلس قضائه فما جرى عليه عاد عليه.
وأما المجهول منها فدال على السفر لأنّه منزلهم.
وربما دل على دار الدنيا لأنّها دار سفر يرحل منها قوم وينزل آخرون.
وربما دل على الجباية
لأنّها منزل من سافر عن بيته وخرج عن وطنه إلى غير بلاده وهو في حين غربته إلى أن يخرج منها مع صحابته وأهل رفقته.
فمن رأى كأنّه دخل في فندق مجهول مات إن كان مريضاً أو سافر إن كان صحيحاً أو انتقل من مكان إلى مكان.
فأما من خرج من فندق إلى فندق فركب دابة عند خروجه أو خرج بها من وسطه نظرت إلى حاله فإن كان مريضاً خرج محمولاً وإن كان في سفر تحرك منه وسافر عنه وكذلك إن رأى رفقة نازلة في فندق مجهول ركباناً أو خرجوا منه كذلك فإنّه يكون وباء في الناس أو الرفاق كما تقدم.
أو يخرج بفرق بين الأمرين بأهل الرفقة وأحوالهم في اليقظة ولما لهم ومعروفهم ومجهولهم وبرهم ومراكبهم.
السجن: يدل على ما يدل عليه الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض وربما دلت على العقلة عن السفر وربما دل على القبر وربما دل على جهنم لأنّها سجن العصاة والكفرة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم.
فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضاً والسجن مجهولاً فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة وإن كان السجن معروفاً طال مرضه ورجيت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هيِ سجن لمثله لما في الخبر أنّها سجن المؤمن وجنة الكافر وإن كان المريض مجرماَ فالسجن المجهول قبره والمعروف دالة على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه.
وإن رأى ميتاً في السجن فإن كان كافراً فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلماً فهو محبوس عنِ الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه وأما الحي السليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضاَ إلى ما هو فيه فإن كان مسافراً في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقة بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان.
وإن لم يكن مسافراً دخل مكاناً يعصي الله فيه كالكنيسة ودار الفكر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره.
وما في يقظته مما ينكشف عند المسألة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه.
وقال بعضهم من رأى أنّه اختار لنفسه فإنّ امرأة تراوده عن نفسه و الله يصرف عنه كيدها ويبلغه مناه لقوله تعالى: " رَبِّ السِّجْنُ أَحَبّ إليَّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيْهِ " .
وحكي أنّ سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنّه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه أحد وثلاثون تاجاً فسأل المعبر عنه فقال: تملك إحدى وثلاثين سنة وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم.
فكان كذلك.
كأنّه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران.
المزبلة: هي الدنيا وبها شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف عليها.
والزبل الماء لأنّه من تراب الأرض وفضول ما يتصرف الخلق فيه ويتعيشون به من عظام وخزف ونوى وتبن ونحو ذلك مما هو في التأويل أموال.
فمن رأى نفسه على مزبلة غير مسلوكة فانظر إلى حاله وإلى ما يليق به في أعماله فإن كان مريضاً أو خائفاً من الهلاك بسبب من الأسباب بشَرته بالنجاة أو بالقيام إلى الدنيا المشبهة بالمزبلة.
وإن رأى ذلك فقير استغنى بعد فقره وكسب أموالاً بعد حاجته وإن كان له من يرجو ميراثه ورثه لأنّ الزبل من جمع غيره ومن غير كسبه.
والمزبلة مثل مال مجموع من ههنا ومن ههنا بلا ورع ولا نحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات.
وإن كان أعزب تزوج.
وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية والمشترى من كل مكان والمستعار من كل دار.
فإن لم تكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته ولا يعدم أن يكون صرافاً أو خماراً أو سفاطاً أو من يعامل الخدم والمهنة كالفران.
وإن كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولي ذلك وكانت الأموال تجيء إليه والفوائد تهدى إليه والمغارم والمواريث لأنّ الزبل لا يؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس.
والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت.
وربما كانت المزبلة للملك بيت ماله وللقاضي دار أمينة وصاحب ودائعه.
وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان والياً عزل وإن كان مريضاً مات وإن كان فقيراً تزهد وافتقر.
الطرق الجادة: الطريق هو الصراط المستقيم والصراط هو الدين والاستقامة.
فمن يسلك فيه فهو على الطريق المستقيم ومنهاج الدين وشرائع الإسلام ومتمسك بالعروة الوثقى من الحق.
فإن ضل الطريق فهو متحير في أمر نفسه ودينه.
وإن رأى أنّه يمشي مستوياً على الطريق فإنّه على الحق.
فإن كان صاحب دنيا فإنّه يهدي إلى تجارة مربحة.
وأما الطريق المضلة فضلالة لسالكها.
فإن استرشد وأصاب عاد إلى الحق.
والطريق الخفي غرور وبدعة.
وأما الطريق المنعرج في السلوك فيكون في المذاهب والأعمال.
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: رأيت كأنّي أخذت جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه إلى جنبه أبو بكر رضوان الله عليه قلت: إنّا للّه وإنا إليه راجعوان.
وأما السراب: فمن رأى سراباً فإنّه يسعى في أمر قد طمع فيه لا يحصل له منه مقصود لقوله تعالى: " كَسَرَابِ بَقِيْعَة " .
بئر الكنيف: تدل على المطمورة وعلى المخزن وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة باع ما عنده من السلع الكاسدة أو بعث بماله في سفر أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل فيها في الجرار وإن صب في القناة أو وجدها لا شيء فيها ذهب ماله ودناه فقره وإن كان فقيراً ذهب همه ونقصِ حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته وقد يدل على الدين فإن كان مديوناً قضى دينه لأنّها حش.
وأما من بال فيها لبناً أو عسلاً أتى دبراً حراماً إن كانت مجهولة وإن كانت في داره صنع ذلك الجبانة: تدل على الآخرة لأنها ركابها وإليها يمضي بمن وصل إليها وهي محبس من وصل إليها وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي من الدنيا والبكاء والمواعظ لأنّه أهلها في نزاويهم عن الناس عبرة لمن زارهم وموعظة لمن رآهم وانكشف إليه أحوالهم وأجسامهم المنهوكة وفرقهم المسحوقة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها وسلم على ساكنيها: دار قوم مؤمنين.
وربما دلت على الموت لأنّه داره وربما دلت على دار الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لأنّ من فيها موتى.
والموت في التأويل فساد الدين وربما دلت على دور المستخفين بالأعمال المهلكة والفساد كدور الزناة ودور الخمور التي فيها السكارى مطرحين كالموتى ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون الله تعالى ولا ترفع لهم أعمال وربما دلت على السجن لأنّ الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضاً فيِ اليقظة صار إليها ومات من علته ولا سيما إن كان فيها بيتاً أو داراً فإن لم يكن مريضاً فانظر فإن كان في حين دخوِله متخشعاً باكياً بعينه أو تالياً لكتاب الله تعالى أو مصلياً إلى القبلة فإنّه يكون مداخلأَ لأهل الخير وحلق الذكر ونال نسكاً وانتفع بما يراه أو يسمعه وإن كان حين دخوله ضاحكاً أو مكشوف السوأة أو بائلاً على القبور أو ماشياً مع الموتى فإنّه يداخل أهل الشر والفسوق وفساد الدين يخالطهم على ما هم عليه وإن دخلها بالأذان وعظ من لا يتعظ وأمر بالمعروف من لا يأتمر وقام بحق وشهد بصدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين وأما من رأى الموتى وثبوا من قبورهم أو رجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فإنّه يخرج من السجن أو يسلم أهل مدينة مشركين أو ينبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما أيسوا منه لدوام القحط على قدر ما في زيادة الرؤيا وما في اليقظة من الشواهد والأمور الظاهرة الغالبة.
وأما منِ نبش القبور: فإنّ النباش يطلب مطلوباً خفياً مندرساً قديماً لأنّ العرب تسميه مختفياً إما في خير أو شر فإن نبش فهو عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه وكذلك قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه إلى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسِر عظامه فإنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة وإن وجده حياً استخرج من قبره أمراً صالحاً وبلغ مراده من إحياء سنته وشرائعه على قدره ونحوه.
وإن نبشِ قبر كافِر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالاً حراماً بالمكر والخديعة وإن أفضى به النبش إلى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقوى في الدليل وأدل على الوصول إلى الفساد المطلوب.
وأما من رأى ميتاً قد عاش فإنّ سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة إن كان من أهل بيته أو رآه في داره أو للناس كافة إن كان سلطاناً أو عالماً.
وأما أكل الميت من دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال.
وأما من ناداه الميت فإن كان مريضاً لحقه وإن كان فقيهاً فقد وعظه وذكره فيما لا بد منه ليرجع عما هو فيه ويصلح ما هو عليه وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبوس والتهدد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية إن كانت إليه أو في أعمال نفسه وذنوبه فيما بينه وبين الله تعالى.
وإن تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول وقد تقدم في ذكر باب الأموات ما فيه غنى.
وأما الحمل فوق النعش: فمؤيد لما دل عليه الموت في الرؤيا وقد يلي ولاية يقهر فيها الرقاب.
وأما الدفن فمحقق لما دل عليه الموت وربما كان بأساً لمن فسد دينه من الصلاح وربما دل على طول إقامة المسافر وعلى النكاح وعلى العروس ودخول البيت في الكلة مع العروس من الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره إخوانه في أسبوعه.
وربما دل على السجن لمن يتوقعه فإن وسع عليه ونوم نومة عروس كان ما يدل عليه خير أكله وحسنت فيه عقباه وكثرت دنياه وإن كان على خلاف ذلك ساءت حالته وكانت معيشته ضنكاً.
وكان ابن سيرين يقول: " أحب أن آخذ من الميت وأكره أن أعطيه " .
وقال: إذا أخذ منك الميت فهو شيء يموت.
ومن مات ولم ير هناك هيئة الأموات فإنّه انهدام داره أو شيء منها وإذا رأى الحي أنّه يحفر لنفسه قبراً بنى داراً في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها ومن دفن في
قبر وهو حي حبس وضيق عليه وإن رأى ميتاً عانقه وخالطه كان ذلك طول حياة الحي وإن رأى الميت نائماً كان ذلك راحته.
وأما السور: فسور المدينة دال على سلطانها وواليها وأما المجهول منه فيدل على الإسلام والعلم والقرآن وعلى المال والأمان وعلى الورع والدعاء وعلى كل ما يتحصن به من سائر الأعداء وجميع الأسوار من علم أو زوجة أو زوج أو درع أو سيد أو والد أو نحوهم.
فمن رأى سور المدينة مهدوماً مات واليها أو عزل عن عمله وإن رآه ماشياً كما يمشي الحيوان فإنّه يسافر في سلطان إلى الناحية التي مشى عليها في المنام فإن كان فوقه سافر معه.
وأما من بنى سوراً على نفسه أو داره أو على مدينته فانظر في حاله فإن كان سلطاناً حفظ من عدوه ودفع الأسواء عن رعيته وإن كان عالماً صنف في علمه ما فيه عصمة لغيره وإن كان عبداً ناسكاً حفظ الناس بدعائه ونجا هو من الفتنة به وإن كان فقيراً أفاد ما يستغني به أو يتزوج زوجة إن كان عزباً تحصنه وتدفع فتن الشيطان عنه.
وإن رأى سوراً مجهولاً وقد تثلم منه ثلم حتى دخل إلى المدينة لصوص أو أسد فإن أمر الإسلام يضعف أو العلم في ذلك المكان أو ثلم من أركان الدين ركن.
فإن كان ذلك فيما رآه كأنّه فيما يخصه وكأنّه كان فيه وحده دخل ذلك عليه في دينه أو علمه أو في ماله أو في درعه إن كان في الجهاد أو في عقوق والد أو والدة القلعة: القلاع من هم إلى فرج والقلعة ملك من الملوك يبلغ الملوك من خير إلى شر فمن رأى كأنّه دخل قلعة رزق رزقاً ونسكاً في دينه ومن رأى قلعة من بعيد فإنه يسافر من موضع إلى موضع ويرتفع أمره.
ومن رأى أنّه بنى حصناً: أحصن فرجه من الحرام وماله ونفسه من البلاء والذل.
فإن رأى أنّه خرب حصنه أو داره أو قصره فهو فساد دينه ودنياه أو موت امرأته.
ومن رأى أنّه في قلعة أو مدينة أو حصن فإنّه يرِزق صلاحاً وذكرِاً ونسكاً في دينه فإن رأى قاعد على شرف حسن فإنه يستعد أخاً أو رئيساً أو والداً ينجو به.
وقيل: الحصن رجل حصين لا يقدر عليه أحد.
فمن رآه من بعيد فإنّه علو ذكره تحصين فرجه ومن رأى أنّه تعلق بحصن من داخله أو خارجه فكذلك يكون حاله في دينه.
وقيل من رأى أنّه تحصن في قلعة نصر.
وأما البرج: فمن رأى أنّه على برج أو فيه فإنّه يموت ولا خير فيه لقوله تعالى: " أيْنَمَا تَكُونوا يُدْرِكُكُمْ المَوْتُ وَلوْ كُنْتمْ في بُرُوج مُشيّدَةِ "
خراب العمران: من رأى الدنيا خربة من المزارع والمساكن ورأى نفسه في خراب مع حسن هيئة من لباس ومركب فإنّه في ضلالة.
ومن رأى حيطان الدار انهدمت من سيل ماء فهو موت أهلها.
فإن رأى الخراب في محلته فإنّه موت يقع هناك.
ومن رأى أنّه وثب على بيته فهدمه فهو موت امرأته.
ومن رأى أنّ بيته سقط عليه وكان هناك غبار فهوِ حصبة وربما كان سقوط السقف عليه نكبة.
ومن رأى خراباً عاد عمراناً صحيحاً فإنّ ذلك صلاح في دين صاحبه ورجوعه من الضلالة إلى الهدى.
ومن رأى سقوط شيء من داره أو قصره أو بيته إلى داخل وكان له غائب قدم عليه وإن كان عنده شيء يخطب إليه خطب من ابنة أو أخت أو غيرهما وإن هدمت الريح داراً فهو موت من في ذلك على يد سلطان جائر.
القناطر: القنطرة المجهولة تدل على الدنيا سيما إن كانت بين المدينة والجبانة لأنّ الدنيا تعبر ولا تعمر.
وربما دلت على السفن لأنّها كالمسافة والسبيل المسلوك المتوسط بين المكانين وربما دلت على السلطان والحاكم والمفتي وكل من يتوصل الناس به إلى أمورهم ويجعلون ظفره جسراً في نوازلهم وربما دلت على الصراط لأنّه عقبة في المحشر بينه وبين الجنة.
فمن جاز في المنام على قنطرة عبر الدنيا إلى الآخرة سيما إن لقي من بعد عبوره موتى أو دخل داراً مجهولة البناء والأهل والموضع أو طار به طائر أو ابتلعته دابة أو سقط في بئر أو حفير أو صعد إلى السماء كل ذلك إذا كان مريضاً في اليقظة.
وإن لم يكن مريضاً نظرت فإن كان مسافراً بشرته بتقضي سفره واستدللت كلى ما تقدم عليه بالذي أفضى عليه عند نزول القنطرة من دلائل الخير والغنى أو الشر والفقر.
فإن نزل إلى خصب أو تين أو شعير أو تمر أو امرأة أو عجوز وصل إلى فائدة ومال وإن نزل إلى أرض ومسجد نال مراده في سفره إما حج أو غزو أو رباط.
وإن تلقته أسد أو حمأة أو جدب أو تبن أو عنب أسود أو سودان أو ماء قاطع أو سيل دافق فلا خير في جميع ما يلقاه في سفره أو حين وصوله إلى أهله فإن كانت له خصومة أو عند رئيس حاجة نال منها ورأى منه فيها ما يدل على جميع ما نزل إليه من خير أو شر.
وأما من صار جسراً أو قنطرة فإنّه ينال سلطاناً ويحتاج إليه وإلى جاهه وإلى ما عنده.
الأعمدة: العمود يدل على كل من يعتمد عليه وما هو عمدة وعماد ودعامة كالإسلام والقرآن والسنن والفقه والدين والسلطان والفقيه والحاكم والوالد والسيد والزوج والوصي والشاهد والزوجة والحال.
وبمكان العموِد وزيادة المنام وصفات النائم يستدل على تأويل الأمر وحقيقة الرؤيا فمن رأى عموداً قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه فإن كان في الجامع الأعظم فإنّ رجلاً من رجال السلطان ينافق عليه أو يهم بالخروج عن طاعته أو عن مذهبه أو رجلاً من العلماء أو الصلحاء يحور عن علمه ويميل عن استوائه لفتنة دخلت عليه أو بلية نزلت به وإن كان في مسجد من مساجد القبائل فإنّه إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه.
وإن كان العمود في داره ومسكنه فإن كان صاحب الرؤيا عبداً فالعمود سيده يتغير عليه ويبدو إليه منه ما يكره ويخافه إذا كان قد خاف منه في المنام من سقوطه عليه وإن كان امرأة فالعمود زوجها وإن كان رجلاً فالعمود والده وسقوط العمود مرض المنسوب إليه أو هلك إن كان مريضاً وكذلك إن ارتفع إلى السماء فغاب فيها أو سقط في بئر أو حفير فلم ير.
وإن كان العمود من أعمدة الكنائس فالمنسوب فيما جرى عليه كافر أو مبتدع كالرهبان والشمامسة ورؤوس البدع.
المساجد: المسجد يدل على الآخرة لأنّها تطلب فيه كما تدل المزبلة على الدنيا وتدل على الكعبة لأنّها بيت الله وتدل على الأماكن الجامعة للريح والمنفعة والثواب والمعاونة كدار الحاكم وحلقة الذكر والموسم والرباط وميدان الحرب والسوق لأنّه سوق الآخرة.
ثم يدل كل مسجد على نحوه في كبره واشتهاره وجوهره.
فمن بنى مسجداً في المنام فإن كان أهلاً للقضاء ناله وكذلك إن كان موضعاً للفتوى وقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه وفي الوراق على مصحف يكتبه وفي الأعزب على نكاح وتزويج ولطلاب المال والدنيا على بناء يبنيه تجري عليه غلته وتدوم عليه فائدته كالحمام والفندق والحانوت والفرن والسفينة وأمثاله ذلك لما في المسجد من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح فيه في صلاة الجماعة ومجيء الناس إليه من كل ناحية ودخولها فيه بغير إذن.
ومن كان في يقظته مؤثراً للدنيا وأموالها أو كان مؤثراً لآخرته على عاجلته عادت الأمثال الرابحة إلى الأرباح والفوائد في الدنيا له أو إلى الآخرة والثواب في الآجلة التي هي مطلبه في يقظته.
وأما من هدم مسجداً فإنّه يجري في ضد من بناه وقد يستدل على ابتذال حالته بالذي يبنيه في مكانه أو يحدثه في موضعه من بعد هدمه فإن بنى حانوتاً آثرِ الدنيا على الآخرة وإن بنى
حماماً فسد دينه بسبب امرأة وإن حفر في مكانه حفيراً أثم من مكر مكره أو من أجل جماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطلة أو نكاح معقود أفسده وأبطله.
وإن رأى نفسه مجرداً من الثياب في مسجد تجرد فيما يليق به من دلائل المسجد فإن كان ذلك في أيام الحج فإنّه يحج إن شاء الله سيما إن كان يؤذن فيه وإن كان مذنباً خرج مما هو فيه إلى التوبة والطاعة وإن كان يصلي فيه على غير حالة إلى غير القبلة بادي السوأة فإنّه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم فيحرم فيه ما أمله ويخسر فيه كل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه.
وقد يدل ذلك على فساد ما يدخل عليه في غفلته من الحرام والربا إن لاق ذلك به.
.
وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن وإن لم يكن ذلك في أيام الحج بجوهره في ذلك ودليله لأنّ الكعبة التي إليها الحج فيه.
وقد تدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيها من التحري وما يدخل على أهلها من الحرام والنقص والإثم وكذلك كل الحرام بما الإنسان فيه مطلوب بالمحفظ من إتيان المحرمات ومن التعدي على الحيوانات ومن إماطة الأذى.
وأما جامع المدينة: فدال على أهلها وأعاليه رؤساؤها وأسافله عامتها وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع في السلطان والعلم والعبادة والنسك ومحرابه إمام الناس ومنبره سلطانهم أو خطيبهم وقناديليه أهل العلم والخير والجهاد والحراسة في الرباط وأما حصره فأهل الخير والصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه وأما مأذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعي الناس إليه ويرضى بقوله ويقتضى بهديه ويصار إلى أوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه وأما أبوابه فعمال وأمناء وأصحاب شرط وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم.
فما أصاب شيئاً من هذه الأشياء أو رأى فيه من صلاح أو فساد عاد تأويله على من يدل عليه خاصة أو عامة.
الكعبة: ربما دلت على الصلاة لأنّها قبلة المصلين وتدل على المسجد والجامع لأنّها بيت الله وتدل على من يقتدي به ويهتدي بهديه ورجع إلى أمره ولا يخالف إلى غيره كالإسلام والقرآن
والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيد والزوج والوالدة والزوجة وقد تدل على الجنة لأنّها بيت الله.
والجنة داره بها ويوصل إليها.
وقد تدل على ما تدل عليه الجوامع والمساجد من المواسم والجماعات والأسواق والرحاب.
فمن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناس وازدحما على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو امرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوجين.
وإن كان عبداً فإنّ سيده يعتقه لأنّ الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة.
وأما إن كان حولها أو يعمل عملاً من مناسكها فهو يخدم سلطاناً أو عالماً أو عابداً أو والده أو والدته أو زوجة أو سيداً بنصح وبر وكد وتعب.
وإن رأى كأنّه دخلها تزوج إن كان عزباً وأسلم إن كان كافراً وعاد إلى الصلاة والصلاح إن كان غافلاً وإلى طاعة والديه إن كان عاقاً.
وإلا دخل دار سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمور الذي يستدل عليه بزيادة منامه وأحواله في يقظته إلا أن يكون خائفاً في اليقظة فإنّه يأمن ممن يريده.
وإن كان مريضاً فذلك موته وفوزه سيما إن كان في المنام قد حمل إليها في محمل صامتاً غير متكلم أو ملبياً متجرداً من وأما إن رآها في بلاد أو محلة فإن كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه عند رؤيتها فانظر إلى حالته فإن كان منتظراً الزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنا أمرها وقرب إليه مجيئها سيما إن رآها في محلتها أو في محلته وإن دخلها وهي عنده أهديت إليه وإن دخلها دخل عليها في دارها عاجلاً سرِيعاً لقرب الكعبة منه من بعد بعدها ومشقة مسافتها وإن رآها في ذلك من كان غافلاً في دينه أو تاركاً للصلاة فإنّها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التوجيه إليها في مكانه وكذلك إن كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذاكرته في نفسها واقتضته في المجيء إليها وإن لم يكن شيء من ذلك وكانت الرؤيا لعامة الناس اجتماعهم حولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام فإما سلطان عادل يلي يقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم أو إمام مذكور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاويه لحادث يحدث له أو فرض يلزمه أو ميت يموت له فيتبعه الناس ويطوفون حوله بالدعاء له والتبرك به ونحو ذلك.
الكنيسة: دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعازف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلىِ جهنم دار من عصى ربه
وعلى السجن فمن رأى نفسه في كنيسة فإن كان فيها ذاكراً لّه تعالى أو باكياً أو مصلياً إلى الكعبة فإنّه يدخل جبانة لزيارة الموتى أو لصلاة على جنازة.
وإن كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملاً فيها ما يدل على الهموم فإنه يسجن في السجن.
وإن رأى فيها ميتاً فهو في النار محبوس مع أهل العصيان.
وإن دخلها حياً مؤذنَاً أو تالياً للقران فإن كان في جهاد غلب هو ومن معه على بلد العدو وإن كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم.
وإن كان من يرى معهم ويصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم فإن كان رجلاً خالط قوماً على كفر أو بدعة أو زناً أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وضرب البربط والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنّه من خشب.
وإن كان امرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم.
الصومعة: تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة وكذلك المنازل بمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه.
وما كان منها في الهواء أو الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها وما كان منها أسود اللون أو مملوءاً بالخنازير فهي كنائس.
والبيعة مجراها في التأويل.
وأما الناوس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام وإذا رآه خالياً من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.
وتدل على السفر إذا كانت طريقاً مسلوكاً كالصحارى والبراري وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها.
وتدل على الأمة والزوجة لأنّها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها.
وربما كانت الأرض أماً لأن خلقنا منها.
فمن ملك أرضاً مجهولة استغنى إن كان فقيراً وتزوج إن كان عزباً وولي إن كان عاملاً.
وإن باع أرضاً أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضاً سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة وافتقر إن كان موسراً سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظاراً.
فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة وإن كان على خلاف ذلك فالأمر على ضده وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره فإن رأى كأنّ الأرض انشقت فخرجٍ منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة فإن خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصباً وإن رآها انشقت فلم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم فإن خرج حية فهي عذاب باق في تلك الناحية.
وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصباً فإن رأى أنّه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالاً بمكر لأنّ الحفر مكر فإن رأى أرضاً تفطرت بالنبات وفي ظنه أنّه ملكه وفرح بذلك دل على أنّه ينال ما يشتهي ويموت سريعاً لقوله تعالى: " حتّى إذا فَرِحوا بما أوتوا أخَذْناهُم بَغْتَةً " .
ومن تولى طي الأرض بيده نال ملكاً وقيل إن طيء الأرض أصاب ميراثاً.
وضيق الأرض ضيق المعيشة.
ومن كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدين والدنيا وكلامها المشتبه المجهول المعنى مال من شبهة.
والخسف بالأرض: زوال النعم وانقلاب الأحوال والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في
طلب الدنيا أو موت في طلب الدنيا.
فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنّه يمكر به في أمر بقدر ذلك.
ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ فليتق الله فإنّه مال حرام.
ومن رأى أنّه قائم في مكان فخسف به فإن كان والياً فإنه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه وسروره غماً لقوله تعالى: " فَخَسَفنْا بهِ وبدارِهِ الأرْض " فإن رأى محلة أو أرضاً طويت على الناس فإنّه يقع هناك موت أو قال وقيل يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم أو ينالهم ضيق وقحط أو شدة.
فإن كان ما طوي له وحده فهو ضيق معيشته وأموره.
فإن رأى أنّها بسطت له أو نشرت له فهو طول حياته وخير يصيبه.
المفازة: اسمها مستحب وهي فوز من شدة إلى رخاء ومن ضيق إلى سعة ومن ذنب إلى توبة ومن خسران إلى ربح وٍ من مرض إلى صحة.
ومن رأى أنّه في بر فإنّه يناله فسحة وكرامة وفرحاً وسروراً بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها و زرعها.
والأرض القفر: فقر والوادي بلا زرع حج لقوله تعالى: " رَبّنا إنّي أسْكَنْتُ مِنْ ذرّيتي بوادٍ غيرِ ذي زرع "
ومن رأى أنّه يهيم في واد فإنّه يقول ما لا يفعل لقوله تعالى عن الشعراء: " أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ في كُلِّ وادٍ يَهيمونَ وأنّهُمْ يقولونَ ما لا يَفْعَلون " .
الجبل: ملك أو سلطان قاسي القلب قاهر أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه وطوله وقصره وعلوه.
ويدلك على العالم والناسك ويدل على المراتب العالية والاماكن الشريفة والمراكب الحسنة و الله تعالى خلق الجبال أوتاداً للأرض حين اضطربت فهي كالعلماء والملوك لأنّهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية وربما دل على الغايات والمطالب لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه فمن رأى نفسه فوق جبل أو مسنداً إليه أو جالساً في ظله تقرب من رجل رئيس واشتهر به واحتمى به إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة أو كان يرمى عن قوس بيده فإنّه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه.
وإن كان من رأى نفسه عليه خائفاً في اليقظة أمن وإن كان في سفينة نالته في بحره شدة وعقبة يرشى من أجلها قال ابن سيرين: الجبل حينئذٍ عصمة إلا أن يرى في المنام كأنّه فر من سفينة إلى جبل فإنّه يعطب ويهلك لقصة ابن نوح.
وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر على مفارقة رأي الجماعة والانفراد
بالهوى والبدعة فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض أو رئيس في العلم أو إمام عادل.
وأما صعود الجبال فإنّه مطلب يطلبه وأمر يرومه فيسأل عما قد هم به في اليقظة أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم أو الوقوف إليهما في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك.
فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق آمن سهل عليه كل ما أهله وخف عليه كل ما حوله.
وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ناله خوف وكان أمره غرراً كله.
فإن خلص إلى أعلاه نجا من بعد ذلك.
وإن وهب من نومه دون الوصول أو سقط في المنام هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده أو فسد دينه في عمله وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن على قدر ما انكسر من أعضائه.
وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف 0 وأعالي الحيطان والنخل والشجر فإنّه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو حال من الأحوال يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته مما يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ومداومته إياه فإن شكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال أو لتغيرها من الآمال حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل.
ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله وأنّ علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه ربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر ربما عاد عليه في جسمه في حين سقوطه ويدل على السقوط في المعاصي والفتن والردى إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك مثل أن يسقط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر أو إلى القاذورات والحمأة وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره من مثل ذلك أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو روضة أو إلى نبي أو أخذ مصحف أو إلى صلاة في جماعة.
وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراف فإنّه دال على هلاك من دل الجبل عليه أو دماره أو قتله إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحيه الملك لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفاً من الله لهم وتهديداً على أما تسيير الجبال فدليل على قيامة قائمة إما حرب تتحرك ففيه الملوك بعضها على بعض أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة وقد يدل ذلك على موت وطاعون لأنّها من علامات القيامة وأما رجوع الجبل زبداً أو رماداً أو تراباً فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته وآمن بعد كفره واتقى الله من بعد طغيانه عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه لأن الله تعالى خلق الجباك فيما زعموا من زبد الماء والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه.
والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنّه ملك صاحب دين.
وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنّه ملك كافر طاغ لأنِّه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه.
والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط والساقط الذي صار صخوراً فهو ميت لأنّه لا يذكر الله ولا يسبحه.
ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلاً للولاية نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع وما لا يقدر ما شرب وإن كان تاجراً ارتفع أمره وربح وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب.
والعقبة عقوبة وشدة فإنّ هبط منه نجا وإن صعد ارتفاع وسلطنة مع تعب.
والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان.
وكل صعود رفعة وكل هبوط ضعة وكل طلوع يدل على هم فنزوله فرج وكل صعود يدل على ولاية فنزوله عزل.
وإن رأى أنّه حمل جبلاً فثقل عليه فإنّه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه فإن خف خف عليه.
فإن رأى أنّه دخل في كهف جبل فإنّه ينال رشداً في دينه وأموره ويتولى أمور السلطان ويتمكن.
فإن دخل كهف جبل في غار فإنّه يمكر بملك أو رجل منيع فإن استقبله جبل استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية فإن رأى أنّه صعد الجبل فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنّه صعد حتى يستوي فوقه.
وكل صعود يراه الإنسان أو عقبة أو تل أو سطِح أو غير ذلك فإنّه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها والصعود مستوياً مشقة ولا خير فيه.
فإن رأى أنّه هبط من تل أو قصر أو جبل فإنّ الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم ومن رأى أنّه يهدم جبلاً فإنّه يهلك رجلاً ومن رأى أنّه يهتم بصعود جبل أو يزاوله كان ذلك الجبل حينئذٍ غاية يسمو إليها فإن هو علاه نال أمله فإن سقط عنه يغترب حاله.
والصعود المحمود على الجبل أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل.
وكل الإرتفاع محمود إلا أن يكون مستوياً لقوله تعالى: " سأرْهِقُهُ صَعُوداً " .
فإن رأى أنّه يأكل الحجر: فإنّه ييئس من رجاء يرجوه.
فإن أكله مع الخبز فإنّه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة.
فإن رأى أنّه يحذف الناس بالحجر فإنّه يلوط لأنّ الحذف من أفعال قوم لوط.
التراب: يدل على الناس الأرض وبه قوام معاش الخلق والعرب تقول: أترب الرجل إذا استغنى.
وربما دل على الفقر والميتة والقبر لأنّه فراش الموتى.
والعرب تقول: ترب الرجل إذا افتقر.
وقال تعالى: " أوْ مِسْكيناً ذا مَتْرَبة "
فمن حفر أرضاً واستخرج ترابها فإن كان مريضاً أو عنده مريض فإن ذلك قبره وإن كان مسافراً كان حفره سفرهِ وترابه كسبه وماله وفائدته لأنّ الضرب في الأرض سفر لقولْه تعالى: " وآخرون يَضْرِبونَ في الأرض " .
وإن كان طالباً للنكاح كانت الأرض زوجة والحفر افتضاضاً والمعول الذكر والتراب مال المرأة أو دم عذرتها.
وإن كان صياداً فحفره ختله للصيد وترابه كسبه وما يستفيده وإلا كان حفره مطلوباً يطلبه في سعيه ومكسبه مكراً أو حيلة.
وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الزبى لتسقط فيها فلزم الحفر المكر من أجل ذلك.
وأما من عفر يديه من التراب أو ثوبه من الغبار أو به تمعك في الأرض فإن كان غنياً ذهب ماله ونالته ذلة وحاجة وإن كان عليه دين أو عنده وديعة رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده وإن كان مريضاً نقصت يده من مكاسب الدنيا وتعرى من ماله ولحق بالتراب.
وضرب الأرض بالتراب دال على المضاربة بالمكاسبة وضربها بسيرِ أو عصا يدل على سفر بخير وقال بعضهم: المشي في التراب التماس مال فإن جمعه أو أكله فإنه يجمِع مالاً ويجري على يديه مال وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره فإن حمل شيئاً من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل فإن كنس بيته وجمع منه تراباً فإنّه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالاً فإن جمعه من حانوته جمع مالاً من معيشته.
ومن رأى أنّه يستف التراب فهو مال يصيبه لأنّ التراب مالك ودراهم فإن رأى
أنّه كنس تراب سقف بيته وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته فإن مطرت السماء تراباً فهو صالح ما لم يكن غالباً.
ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها أصاب مالاً من ميراث فإن وضع تراباً على رأسه أصاب مالاً من تشنيع ووهن.
ومن رأى كأنّ إنساناً يحثي التراب في عينه فإنّ الحاثي ينفق مالاً على المحثي ليلبس عليه أمر أو ينال منه مقصوده.
فإن رأى كأنّ السماء أمطرت تراباً كثيراً فهو عذاب ومن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش فإنّه يتحول من مكان إلى مكان.
الرمل: أيضاً يجري مجرى التراب في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة لأنه من الأرض والعرب تقول: أدمل الرجل إذا افتقر.
ومنه أيضاً المرملات وهن اللواتي قد مات أزواجهن وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحصار والشغب والنصب وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم لأن الماشي فيه يحصل ولا يركض راجلاً يمشي فيه أو راكباً على قدر كثرته وقلته ونزول القدم فيه يكون دلالته في الشدة والخفة ومن رأى أن يده في الرمل فإنه يتلبس بأمرهن أمور الدنيا.
فإن رأى أنه استف الرمل أو جمعه أو حمله فإنه يجمع مالاً ويصيب خيراً.
ومن مشى في الرمل فإنه يعالج شغلاً شاغلاً على قدر كثرته وقلته.
التل والرابية: إذا كانت الأرض دالة على الناس إذ منها خلقوا.
فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة بنسب أو علم أو مال أو سلطان.
وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة فمن رأى نفسه فوق شيء منها فإن كان مريضاً كان ذلك نعشه سيما إن رأى الناس تحته.
وإن لم يكن مريضاً وكان طالباً للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرضِ وكثرة التراب والرمل.
وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يؤذن فإن كان أهلاً للملك ناله أو القضاء أو الفتيا أو الآذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة لأنها مقام أشراف العرب ومن رأى أرضاً مستوية فيها رابية أو تل فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية.
فإن رأى حوله خضرة فإنه دينه أو حسن معاملته فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت فإن رأى أنه جالس في ظل التل فإنه يعيش في كنف الرجل.
فإن رأى أنه سائر على التلال فإنه ينجو ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع فإنه يناله هم وغم.
والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته.
المدينة: تدل على أهلها وساكنيها وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين لأن موسى حين دخل إلى مدين قال له شعيب: لا تخف نجوت وربما دلت القرية على الدنيا والمدينة على الآخرة لأن نعيمها أجل وأهلها أنعم ومساكنها أكبر.
وربما دلت المدينة على الدنيا والقرية على الجبالة وذلك إنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها.
ربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا والمجهولة على الآخرة.
وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة والقرية السوداء المكروهة على النار لنعيم أهل المدن وشقاء أهل المرى.
فمنِ انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك فانظر في حاله فإن كان كافراً أسلم وإن كان مذنباً تاب وإن كان صالحاً فقيراً حقيراً فإنه يستغنى ويعز وإن كان مع صلاحه خائفاً أمن وإن كان صاحب سرية تزوج وإن كان مع صلاحه عليلاً مات وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره فإنما هناك داران إحداهما أحسن من الأخرى فمن انتقل من الدار القبيحة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار ودخل الجنة إن شاء اللهّ.
وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين فعلى عكس الأول وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤهما وجواهرهما فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه لقوله تعالى: " ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ الله آمِنين " .
فإن كان خروجه من سر من رأى إلى خراسان انتقل في سرور إلى سوء قد آن وقته.
وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة خارج عن هدى وحق إلى سوء وفساد على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة.
وأما أبواب المدينة المعروفة فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها.
وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها وكل درب دال على من يجاوره ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ويردّ عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه أو بعلمه وماله.
وقال بعضهم: المدينة رجل عالم إذا رأيتها من بعيد وقيلِ: المدينة دين والخروج من المدينة خوف لقوله تعالى: " فَخَرَجَ مِنْهَا خائِفاً يَتَرَقّب "
ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس يدعونه إلى حق قال الله تعالى: " ادخُلوا في السِّلم كافّةً "
وهو المدينة فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديماً فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام يحدث هناك ورعاً ونسكاً.
ومن رأى أنه دخل بلداً فرأى
مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد فإن رأى أنه يعمر فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء ومن رأى مدينة أو بلداً خاليين من السلطان فإن سعر الطعام يغلو هناك فإن رأى مدينة أو بلداً مخصبة حسنة الزرع فذلك خير حال أهلها وقال بعضهم: إذا كانت المدن هادئة ساكنة فإنها في الخصب في ليل على الجدب وفي الجدب دليل الخصب.
والأفضل أن يرى الإِنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب فإنها تدل على رفعة وخصب وإن رأى الجدبة القليلة الأهل دلت على قلة الخير وبلدة الإنسان تدل على الآباء مثال ذلك: أن رجلاً رأى كأن مدينته وقعت من الزلازل فحكم على والده بالقتل.
وحكي أن وكيعاً كان مع قتيبة لما سار من الري إلى خراسان فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شريف مدينته ونسفها فسأل المعبر فقال: أشراف يسقطون من جاههم على يدك ويوسمون فكان كذلك.
القرية: المعروفة تدل على نفسها وعلى أهلها وعلى ما يجيء منها ويعرف بها لأن المكان يدل على أهله كما قال تعالى: " واسْأل القَرْيةَ "
يعني أهلها.
وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة والشذوذ عن جماعة رأي أهل المدينة ولذا وسم الله تعالى دور الظالمين في كتابه بالقرى.
وقد تدل على بيت النمل ويدل بيت النمل على القرية لأن العرب تسميها قرية.
فمن هدم قرية أو أفسدها أو رآها خربت وذهب من فيها أو ذهب سيل بها أو احترقت بالنار فإن كانت معروفة جار عليها سلطان وقد يدل ذلك على الجراد والبرذ والجوانح والرباء.
وردم كوة النمل في سقف البيت وكذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل أو الحيات عدا أهل القرية بالظلم والعدوان وعلى كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق ومن رأى أنه دخل قرية حصينة فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى: " لا يُقاتِلوكُمْ جميعاً إلا في قُرَىً مُحَصنة " .
وقيل من رأى أنه يجتاز من بلد إلى قرية فإنه يختار أمراً وضيعاً على أمر رفيع أو قد عمل عملاً محموداً يظن أنه في محمود أو قد عمل خيراً يظن أنه شر فيرجع عنه وليس بجازم فإن رأى أنه دخل قرية فإنه يلي سلطاناً فإن خرج من قرية فإنه ينجو من شدة ويستريح لقوله تعالى: " أخْرِجْنا مِنْ هَذِهِ القَرْيةِ الظّالم أهْلُها " .
فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع تعطلت فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها.
وإن رآها عامرة فهو صلاح دين أربابها.
الصخور الميتة: المقطوعة الملقاة على الأرض ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار والحكماء تشبه الجاهل بالحجر وربما أخذت الشدة من طبعها والحجر والمنع من اسمها فمن رأى كأنه ملك حجراً أو اشترى له أو قام عليه ظفر برجل على نعته أو تزوج امرأة على شبهه على قدر ما عنده من الحال فيِ اليقظة.
ومن تحول فصار حجراً قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه وإن كان مريضاً ذهبت حياته وتعجلت وفاته وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته.
وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم أو في الجوامع فإنه رجل قاس والٍ أو عشار يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان إلا أن يكونوا يتوقعون قتالاً فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلْك المكان فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت فإنه دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية فكل من دخلت داره منها فلقة نزل بها منها مصيبة وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته كان الحجر شدة تنزل بالمكان على قدر عظم الحجر وشدته وحاله فكيف إن كان سقوطه في الإنادر أو في رحاب الطعام.
وإن كانت حجارة عظيمة قد يرمي بها الخلق من السماء فعذاب ينزل من السماء بالمكان لأن الله سبحانه قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها فإما وباء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم أو غارة ونهبة وأمثال ذلك على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.
الحصا: تدل على الرجال والنساء وعلى الصغار من النساء وعلى الدراهم البيض المعدودة لأنها من الأرض وعلى الحفظ والإحصاء لما ألم به طالبه من علم أو شعر وعلى الحج ورمي الجمار وعلى القساوة والشدة وعلى السباب والقذف.
فمن رأى طائراً نزل من السماء إلى الأرض فالتقط حصاة وطار بها فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس فإن كان صاحب الرؤيا مريضاً وكان منِ أهل الخير أو ممن يصلي أيضاً فيه ولم يشركه في المرض أحد ممن يصلي أيضاً فيه فصاحب الرؤيا ميت وإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي قدمناه وإن التقطها من دار أو من مكان مجهول فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غيره هالك فأما من
التقط عدداً من الحصى وصيرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحصى من العلم والقرآن وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصار.
وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر فهي فوائد من الدنيا وفي دراهم تتألف له عن سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته في يقظته.
وإن كان التقاطه من طف البحر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه أو هبة وصلة من زوجة غنية إن كانت له أو ولد أو نحوه.
وأما من رمى بها في بحر ذهب ماله فيه.
وإن رمى بها في بئر أخرج مالاً في نكاح أو شراء خادم.
وإن رمى بها في ممطر أو ظرف من ظروف الطعام أو في مخزن من مخازن البحر اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه.
والعامة تقول: رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما.
وإن رمى بها حيواناً كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها.
كان ذلك في أيام الحج بشرته بالحج ورمي الجمار في مستقبل أمره لأن أصل رمي الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم عليه السلام أن يقذف الشيطان بها حين عرض له فصارت سنة لولده.
وإن لم يكن ذلك في أيام الحج كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق أو سبه وشتمه أو شهادات يشهد بها عليه.
وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس كان الرجل سباباً مغتاباً متكلماً في الصلحاء والمحصنات من النساء.
الدور: وأما الدور فهي دالة على أربابها فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها.
والحيطان رجال والسقوف نساء لأنّ الرجال قوامون على النساء لكونها من فوقها ودفعها للاسواء عنها فهي كالقوام فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه.
وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته لأنّه يعرف بها وتعرف به فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله وربما دلت على ماله الذي به قوامه وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه فإذا كانت جسمه كان بابها وجهه وإذا كانت زوجته كان بابها فرجه وإذا كانت دنياه وماله كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته وإذا كانت ثوبه كان بابها طوقه.
وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق فالذي فيه الغلق هو الذكر والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته لأنّ القفل الداخل في العروة ذكر ومجموع الشكل إذا انفلق كالزوجين وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار.
وأما اسكفة الباب ودوراته وكل ما يدخل فيه منه لسان فذاك على الزوجة والخادم وأما قوائمه فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والأخوة والأعوان.
وأما قوائمه وحلقة الباب فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه فمن رأى شيئاً من ذلك نقصاً أو حدوثاً أو زيادة أو جدة عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة.
وأما الدار المجهولة سوى المعروفة فهي دار الآخرة لأنّ الله تعالى سماها داراً فقال: " وتلكَ الدّارُ الآخِرة " .
وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة كدار عقبة أو دار السلام فمن رأى نفسه فيها وكان مريضاً أفضى إليها سالماً معافى من فتن الدنيا وشرها وإن كان غير مريض فهي له بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة فإن رأى معه في المنام كتباً يتعلمها فيها فعلمه أداه إليها.
وإن كان فيها مصلياً فبصلاته نالها وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام.
وأما من بنى داراً غير داره في مكان معروف أو مجهول فانظر إلى حاله فإن كان مريضاً أو عنده مريض فذلك قبره وإن لم يكن شيء من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف فإن بناها باللبن والطين كان حلالاً وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراماً من أجلِ النار التي توقد على عمله.
وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضاً فإن كانت باللبن فه وعمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله.
وإن كانت بالآجر فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها إلا أن يعود إلى هدمها في المنام فإنّه يتوب منها وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار
الآخرة فمن رأى أنّه دخلها فإنّه يموت إن لم يخرج منها فإن دخلها وخرج منها فإنّه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أنّه دخل داراً جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف فإن كان فقيراً استغنى وإن كان غنياً ازداد غنى وإن كان مهموماً فرجِ عنه وإن كان عاصياً تاب وعلى قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحباَ فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها وإن كانت مطينة كان ذلك حلالاً وإن كانت مجصصة كانت ذلك حراماً.
ولسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه وأما إحكامها فإحكام تدبيره ومرمتها سروره والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته.
ومن خرج من داره غضبان فإنّه يحبس لقوله تعالى: " وذا النوِن إذ ذهب مغاضبا " .
فإن رأى أنّه دخل دار جاره فإنّه يدخل في سره.
وإن كان فاسقاً فإنّه يخونه في امرأته ومعيشته.
وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها ومن رأى داراً من بعيد نال دنيا بعيدة فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور فإنّه دنيا يصيبها حلالاً.
ومن رأى خروجه من الأبنية مقهوراً أو متحولاً فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه.
حكي أن رجلاً من أهل اليمن أتى معبراً فقال: رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهدمت علي.
فقال: تجد ميراثاً فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثه ستة آلاف درهم.
ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال: تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلاً فكان كذلك.
وبيوت الدار نساء صاحبها والطرز والرقاق رجال والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره وصحتها وسط دولة دنياه وسطحها اسمه ورفعته والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه.
وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر وطلب المعونة منه.
وقالت النصارى من رأى كأنّه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة وقيل إنّ كنس الدار ذهاب الغم و الله أعلم بالصواب وقيل إنّ هدم الدار موت صاحبها.
البيوت: بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها ومنه يقال دخل فلان بيته إذا
تزوج فيكنى عنها به لكونها فيه ويكون بابه فرجها أو وجهها ويكون المخدع والخزانة بكراً كابنته أو ربيبته لأنّها محجوبة والرجل لا يسكنها.
وربما دل بيته على جسمه أيضاَ وبيت الخدمة خادمه ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خالياً من ولده وسائر أهله.
ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها فما عاد على ذلك من نقص أو زراعة أو هدم أو إِصلاح عاد إلى المنسوبة إليه مثل أن يقول: رأيت كأني بنيت في داري بيتاً جديداً فإن كان مريضاً أفاق وصح جسمه وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه إلا إن كان يكون عادته دفن من مات له في داره فإنّه يكون ذلك قبر المريض في الدار سميا إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل أو كان مع ذلك طلاء بالبياض أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين أو ما تدل عليه المصائب وإن لم يكن هناك مريض تزوج إن كان عزباً أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره.
ومنِ رأى أنّه يهدم داراً جديدة أصابه هم وشر ومن بنى داراً أو ابتاعها أصاب خيراً كثيراً ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مجهول مفرد عن البيوت وكان مع ذلك كلام يدل على الشر كان قبره.
ومن رأى أنّه حبس في بيت موثقاً مقفلاً عليه بابه والبيت وسط البيوت نال خيراً وعافية.
ومن رأى أنّه احتمل بيتاً أو سارية احتمل مؤونة امرأة.
فإن احتمله بيت أو سارية احتملت امرأة مؤونته.
وباب البيت امرأة وكذلك اسكفته ومن رأى أنّه يغلق باباً تزوج امرأة.
والأبواب المفتحة أبواب الرزق.
وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي.
ومن رأى أنّه دخل بيتاً وأغلق بابه على نفسه فإنه يمتنع من معصية الله تعالى لقوله تعالى: " وَغَلّقَت الأبْوَاب " .
فإن رأى أنّه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط نال خيراً وعافية.
فإن رأى أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته ومن رأى أنّه يخرج من بيت ضيق خرج من هم.
والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر امرأة تتزوج هناك.
ومن رأى في داره بيتاً وسعاً مطيناً لم يكن فيه فإنّها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار.
فإن كان مجصصاً أو مبنياً بآجر فإنّه امرأة سليطة منافقة.
فإن كانت تحت البيت سرب فهو رجل مكار.
فإن كان من طين فإنّه مكر في الدين.
والبيت المظلمِ امرأة سيئة الخلق رديئة وإن رأته المرأة فرجل كذلك.
فإن رأى أنّه دخل بيتاً مرشوشاَ أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح.
فإن رأى أنّ بيته أوسع مما كان فإنّ الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيراً من قبل امرأة.
ومن رأى أنّه ينقش بيتاً أو يزوقه وقع في البيت خصومة وجلبة.
والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة.
الحائط: رجل وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنّه قائمِ عليه وإن سقط عنه زال عن حاله.
وإن رأى أنّه دفع حائطاً فطرحه أسقط رجلاً من مرتبته وأهلكه.
والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته والعمارة حوله بسببه.
ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته.
فإن رأى أنّ أقواماً يرمونها فإنّ له أصحاباً يرمون أموره.
ومن رأى أنّه سقط عليه حائط أو غيره فقد أذنب ذنوباً كثيرة وتعجل عقوبته.
والشق في الحائط أو الشجرة أو في الغصن مصير الواحد من أهل بيته واثنين بمنزلة القرطين والحلمتين.
ومن رأى حيطاناً دارسة فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته.
فإن جددها فإنهم يتجددون وتعود حالتهم الأولى في الدولة.
فإن رأى أنه متعلق بحائط فإنّه يتعلق برجل رفيع ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط.
ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه فإنّه يموت ويكتب على قبره.
السقف: رجل رفيع فإن كان من خشب فإنّه رجل غرور.
فإن رأى سقفاً يكاد أن ينزل عليه ناله خوف من رجل رفيع.
فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه فإنّه ينال بعد الخوف مالاً.
فإن انكسر جذع فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به.
فإن رأى أنّ عارضته انشقت طولاً بنصفين فلم يسقط فهو جمع ما ينسب إلى ذلك البيت والطرز وغيره مضاعف الواحد اثنان والخشب والجذوع في البناء رجل منافق متحمل لأمور الناس.
وكسره موت رجل بهذه الصفة.
القصر: للفاسق سجن وضيق ونقص مال وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين.
وإذا رآه من بعيد فهو ملك.
والقصر رجل صاحب ديانة وورع.
فمن رأى أنّه دخل قصراً فإنّه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ويصير إلى خير كثير لقوله تعالى: " تَبَارَكَ الذيِ إنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنّاتٍ تَجّري منْ تحْتِهَا الأنْهَارُ ويَجْعَل لكَ قُصوراً " .
ومن رأى كأنّه قائم على قصر وكان القصر له فإنّه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة.
إن كان القصر لغيره فإنّه يصيب من صاحبه منفعة وخيراً.
الإيوان الأزج: الأزج من اللبن: امرأة قروية صاحبة دين وبالجص دنيا مجددة وبالآجر مال يصير إليه حرام وقيل هو امرأة منافقة.
ومن رأى أنّه يعقد أزجاً بآجر صهريج فإنّه يؤدب ولده.
القبة: قوة منِ رأى أنّه بنى قبة على السحاب فإنّه يصيب سلطاناً وقوة بحلمه.
ومن رأى أنّ له بنياناً بين السماء والأرض من القباب الخضر فإنّ ذلك حسن حاله وموته على الشهادة.
ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته وقيل من رأى كأنّه يبني بناء فإنّه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور.
ومن رأى أنّه طين قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحج بمال.
واللبن إذا كان مجموعاً ولا يستعمل في بناء فهو دراهم ودنانير ومن رأى أنّه يجدد بنياناً عتيقاً لعالم فإنّ تجديد سيرة ذلك العالم.
إن كان البناء لفرعوِن أو ظالم فإنّه تجدد سيرته.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى كأنّه يبني بنياناً فإنّه يعمل عملاً.
ومن رأى أنّه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده فإنّه طلب علم أو ولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم.
وقيل من رأى أنّه يبني بنياناً في بلدة أو قرية فإنّه يتزوج هناك امرأة.
فإن بناه من خزف فتزيين ورياء وإن بناه من طين فإنّه حلال وكسب.
وإن كان منقوشاً فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب.
وإن بناه من جص وآجر عليه صورة فإنّه يخوض في الأباطيل.
الغرفة: تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت.
وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى: " وَهُم في الغُرُفَاتِ آمِنُون " .
وتدل على الجنة لقوله تعالى: " أولئكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفةَ بمَا صَبَروا " .
وتدل أيضاً على المحراب لأنّ العرب تسميها بذلك.
فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنّها ملتحفة في كساء فإنّه يتزوج على امرأته أُخرى أو يتسرى وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة.
وإن صعد إلى غرفة مجهولة فإن كان خائفاً أمن وإن كان مريضاً صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسروراً وعلواً.
وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محراب.
وإن رأى عزباً أنّه في غرفة تزوج امرأة حسنة رئيسة دينة.
وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر فإنّه يأمن مما يخاف.
وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على
البيت الأسفل ولم يضره فإنّه يقدم له غائب.
فإن كان معه غبار كان معه مال.
المنظرة: رجل منظور إليه فمن رآها من بعيد فإنّه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور.
فإن رآها تاجر فإنه يصيب ربحاً ودولة ويعلو نضاره حيث كان ويكون.
وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور.
وأما الأسطوانة: من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه.
والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ملك يصيبه صاحبها وعز وغنى يناله.
وللمكروب فرج وللمريض شفاء وللعزب امرأة وللمرأة زوج.
وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة فإنّها لأجل الدرج: تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة لقول معرب: ارتفعت درجة فلان وفلان رفيع الدرجة.
وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى: " سَنَسْتَدْرِجُهمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون " .
وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة.
وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته.
ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجاً مجهولاً نظرت في أمره فإن وصل إلى آخره وكان مريضاً مات فإن في دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت وإن كان سليماً ورام سفراً خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال وإن كان لغير ذلك استدلت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلاً أو يجد دنانير على هذا العدد فإنَّ ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأنّ الثلاثين نقص والأربعون تمام أتمها الله عزّ وجلّ لموسى بعسر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعدٍ تم له لقوله تعالى في الثلاثة: " ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوب " .
وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجه وإن لم يؤمل شيئاً من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطاناً ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار أو ينجو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة.
وأما نزول الدرج فإن كان مسافراً قدم من سفر وإن كان مذكوراً رئيساً نزل عن رياسته.
وعزل عن عمله وإن كان راكباً مشى راجلاً وإن كانت له امرأة عليلة هلكت وإن كان هو المريض نظرت فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو
إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها أفاق من علتها.
وإن كان نزوله من مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه أو كان سقوطه تكويراً أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو إلى طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو إلى راحلة فوقها هودج فسارت به فإنّ الدرج أيام عمره وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تمّ أجله وانقضت أيامه.
وإن كان سليماً في اليقظة من السقم وكان طاغياً أو كافراً نظرت فيما نزل إليه فإن دلّ على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك فإنّه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه.
وتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده فإن كان من لبن كان صالحاً وإن كان من آجر كان مكروها.
وقال بعضهم: الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن.
وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرأ وارق: فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن حسن الدين والإسلام ولا خير فيها إذا كانت من آجر وإن رأى أنّه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله لقوله تعالى: " نرفع درجات من نشاء " .
والمراقي من طين.
للوالي رفعة وعز مع دين وللتجار تجارة مع دين وإن كانت من حجارة فإنه رفعة قساوة قلب.
وإن كانت من خشب فإنّها مع نفاق ورياء.
وإن كانت من ذهب فإنّه ينال دولة وخصباً وخيراً.
وإن كانت من فضة فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة وإن كانت من صفر فإنّه ينال متاع الدنيا.
ومن صعد مرقاة استفاد فهماً وفطنة يرتفع به.
وقيل الدرجة رجل زاهد عابد ومن قرب منه نال رفعة ونسكاً لقوله تعالى: " يَرْفعُ الله الّذِينَ آمنوا مِنْكُمْ والّذِينَ أوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ " .
وكل درجة للوالي ولاية سنة.
والسلم الخشب: رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بنية لقوله تعالى: " أوّ سلُماً في السّماءِ فَتَاتِيهُمْ بآية " .
وقيل انّ الصعود فيه استعانة بقوم فيهمِ نفاق وقيل هو دليل سفرِ.
فإن صعد
فيه ليستمِع كلاماً من إنسان فإنّه يصيب سلطاناً لقوله: " أمْ لَهُمْ سُلّم يَسْتمِعونَ فيهِ فَلْيَأتِ مُسْتمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مبِينِ " .
وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأنّي فوق سلم فقال: أنت رجل تستمع علىَ الناس.
والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة.
الطاق: الواسعة دليل على حسن خلق المرأة والضيقة دليلِ على سوء خلقها.
والرجل إذا رأى أنّه جالس في طاق ضيق فإنّه يطلق امرأته جهاراً وإن كان موضعه من الطاق واسعاً فإنّ المرأة تطلق من زوجها سراً.
والصفة رئيس يعتمده أهل البيت.
الأبواب: الأبواب المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو في قيم الدار.
فإن رأى في وسط داره باباً صغيراً فهو مكروه لأنّه يدخل على أهل العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته.
وأبواب البيوت معناه يقع على النساء فإن كانت جدداً فهن أبكار وإن كانت خالية من الأغلاق فهن ثيبات.
وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقاً أو مكسوراً فذلك مصيبة في قيم الدار.
فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم فإن رأى أنّه يطلب باب داره فلا يجده فهو حائر في أمر دنياه.
ومن رأى أنّه دخل من باب فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى: " ادْخُلُوا عَلَيْهم البَابَ فَإذَا دَخَلتموهُ فَإنّكُم غَالبُون " .
فإذا رأى أبواباً فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة فإنَّ أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها.
فإن كانت الأبواب إلى الطريق فإنّ ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة.
فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار كان يناله لأهل بيته.
فإن رأى أنّ باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لأهل داره.
فإن رأى أنّه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة ومن هم إلى فرِج.
وإن رأى أنّ لداره بابين فإنَّ امرأته فاسدة فمن رأى لبابه حلقتين فإنّ عليه ديناً لنفسه فإن رأى أنّه قلع حلقة بابه فإنّه يدخل في بدعة.
وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار.
العتبة: امرأة: روي أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة ابنه إسماعيل: قولي له غير عتبة بابك فقالت له ذلك فطلقها وقيل أنّ العتبة الدولة والأسكفة هي المرأة والعضادة رئيس الدار وقيمها فقلعها ذلك لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفته تطليق المرأة.
وحكي أنّ امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت.
فقال لها: ألك زوج وولد غائبان قالت نعم.
فقال أما سقوط الأسكفة العليا فقدوم زوجك سريعاً وأما وقوع المصراع خارجاً فإنّ ابنك يتزوج امرأة غريبة.
فلم تلبث إلا قليلاً حتى قدم زوجها وابنها جمع غريبة.
الغلق: من خشب هو البلط إذا فتح يكون فيه مكر.
ومن رأى أنّه يغلق باب داره بالبلط فإنّه محكم في حفظ دنياه.
فإن لم يكن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه.
فإن رأى أنّه يزيد إغلاق باب داره ولا ينغلق فإنّه يمتنع من أمر يعجز عنه.
وإن رأى غاز أنّه يفتح باباً يغلق فإنّه ينقب حصناً أو يفتحه.
فإن فتحه رجل فإنّه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل.
ودخول الدرب دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة.
فمن رأى درباً مفتوحاً فإنّه يدخل في عمل كما ذكرت.
مرافق الدار: المطبخ: طباخة.
والمبرز: امرأة فإن كان واسعاً نظيفاً غير ظاهر الرائحة فإنّ امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن بنائها.
وإن كان ضيقاً مملوءاً عذرة لا يجد صاحبه منه مكاناً يقعد فيه فإنّها تكون ناشزة.
وإن كانت رائحته منتنة فإنّها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة.
وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها.
وإن نظر فيها فرأى فيها دماً فإنّه يأتي امرأته وهي حائض فإن رأى بئرها قد امتلأت فإنّه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكبيرة مخافة التبذير فإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر فإنّ في بيته امرأة مطلقة.
فإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها فإنّ امرأته حبلى.
ومن رأى أنّه جعل في مستراح فإنّه يمكر به فإن أغلق عليه بابه فإنّه يموت.
وقد تقدم في ذكر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية.
والمعلف: عز لأنّه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب وقيل أنّه امرأة الرجل.
ومن رأى كأنّ في بيته معلفاً يعتلف عليه دابتان فإنّه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين إما امرأته أو غيرها من أهل الدار.
وأما الجحر: في الأرض أو الحائط فإنّه الفم.
فمن رأى جحراً خرج منه حيوان فإنّه فم يخرج
منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت جحراً ضيقاً خرج منه ثور عظيم فقال: الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطيع العود إليه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ يزيد بن المهلب عقد طاقاً بين داري ودراه.
فقالت ألك أم قال نعم.
قال: هل كانت أمة قال لا أدري فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك.
السرب: كل حفيرة في الأرض مكر فمن رأى أنّه يحفر سرباً أو يحفر له غيره فإنّه يمكر مكراً أو يمكر به غيره.
فإن رأى أنّه دخل فيه رجع ذلك المكر إليه دون غيره.
فإن رأى أنّه دخله حتى استترت السماء عنه فإنه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيته.
فإن كان مسافراً فإنّه يقطع عليه الطريق.
فإن رأى أنّه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل فإنّه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلاً وتقر عينه لأنّه يأخذ بتأويل الماء.
وإن كان عليه دين قضاه الله تعالى.
فإن رأى أنّه استخرج مما احتفره أو أحفر له ماء جارياً أو راكداً فإنّ ذلك معيشة في مكر لمن احتفر.
الحفائر: دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمراصد وأمثاله ذلك وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربا لتصطاد فيها إذا سقطت إليها والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة الحاملة المربية لأنّ قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة يقتات منه صاحبه شيئاً بعد شيء حتى يفرغ أو يستغني عنه بغيره.
وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام جرت فيما تجري الحفائر فيه لأنّها حفرة فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت فإن كانت أمه عليلة هلكت وإن كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها لأنّ قبر الحامل مفتوح إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها.
وإن لم يكن شيء من ذلك فانظر.
فإن كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه.
وإن رأى طعامه بعينه زبلاً أو تراباً رخص سعره وذهب فيه ماله وإن لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه.
وإن كانت مملوءة بالطعام حملت زوجته إن كان فقيراً أو أمته.
فإن كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة.
وإن فاضت وسالت والناس يفرقون منها ولا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام.
وإن رأى ناراً وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين.
فإن رأى في طعامها تمراً أو سكراً فإنّ السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على قدر ما فيها من الحلاوة في القلة والكثرة.
فإن كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف وإلا فعلى هذا المقدار.
وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهولة فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر.
الآبار: أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنّه قيمها.
وربما دلت على زوجته لأنّه يدل فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة.
وإذا كان تأويلها رجلاً فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه.
وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله وإذا كان البئر امرأة فماؤه أيضا مالها وجنينها فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها وإن فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة وعلى كل من يجود في أهله من نفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأنّ البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين.
وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له.
ودلوه وحمله تشبثه بها.
وربما دلت على البحر وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم.
وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها.
وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب.
فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة فإن كان مريضاً مات وإن كان في سفينه عطب وصار في الماء وإن كان مسافراً في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه وإن كان مخاصماً سجن وإلا دخل حماماً مكرهاً أو دخل دار زانية.
وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تَعالى: " فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بشرى هَذا غلاَم " .
وإن كانت له بضاعة في البحر أو البر قدمت عليه أو وصلت إليه.
وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص.
وإن كان له مسجون نجا منِ السجن.
وإن كان له مسافر قدم من سفره.
فإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزباً تزوج.
وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له.
وكل ذلك إذا طلع دلوه سليماً مملوءاً.
والعرب تقول: دلونا إليك بكذا أي توسلنا إليك.
وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علماً فإن لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه فما أفاد من الماء أفاد مثله وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه.
قال الشاعر:
وما طلب الـمـعـيشة بـالـتـمـنـي ولـكـن ألـقـي دلـوك فـي الـدلاء
تجـيء بـمـلـئهـا طـوراً وطـوراً تـجـيء بـحـمـأة وقــلـــيل مـــاء
وقال بعضهم: إذا رأى الرجل البئر فهي امرأة ضاحكة مستبشرة وإذا رأت امرأة فهو رجل حسن الخلق.
ومن رأى أنّه احتفر بئراً وفيها ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر.
فإن لم يكن فيها ماء فإن المرأة لا مال لها.
فإن شرب من مائها فانّه يصيب مالاً من مكر إذا كان هو الذي احتفر وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده.
فإن رأى بئراً عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون او الواردون بالحبل والدلو فإنّ هناك امرأة أو بعل امرأة أو قيمها ينتفع به الناس في معايشهم ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي يدلى به إلى الماء لقوله عزّ وجلّ: " وَاعْتَصِمُوا بحَبْل الله جميعاً "
فإن رأى أنّ الماء فاض من تلك البئر فخرج منها فإنّه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع.
فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره.
فإن رأى أنّه يحفر بئراً يسقي منها بستانه فإنّه يتناول دواء يجامع به أهله.
فإن رأى أنّ بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت فإن يصيب مالاً يكون وبالاً عليه.
فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار فإنّه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار.
ومن رأى أنّه وقع في بئر فيها ماء كدر فإنّه يتصرف مع رجل سلطان جائر ويبتلي بكيده وظلمه.
وإن كان الماء صافياً فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافاً.
فإن رأى أنّه يهوي أو يرسل في بئر فإنّه يسافر.
البئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب فإنّها دنيا الرجل ويكون فيها مرزقاً طيب النفس طويل العمر بقدر الماء.
وإن لم يكن فيها ماء فقد نفذ عمره.
وانهدام البئر موت المرأة فإن رأى أنّ رجليه تدلتا في البئر فإنّه يمكر بماله كله أو يغضب.
فإن
نزل فيِ بئر وبلغ نصفها وأذن فيها فإنّه سفر.
وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية أو ربحاً عن تجارة وبشارة فإن سمع الأذان في نصف البئر عزل إن كان والياً وخسر إن كان تاجراً وقال بعضهم: من رأى بئراً في داره وأرضه فإنّه ينال سعة فيِ معيشته ويسراً بعد عسر ومنفعة.
وقيل من أصاب بئراً مطمورة أصاب مالاً مجموعاً.
الحمام: يدل على المرأة لحل الإزار عنده ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه كنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج.
وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجباة لناره وظلمته أو جلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه.
وربما دل على البحر والأسقام وعلى جهنم.
فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه فإن رأى فيه ميتاً فإنّه في النار والحميم لأنّ جهنم ادراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله فإن رأى أنّه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حراً تجلت عنه.
فمان اغتسل وخرج منه خرج سليماً.
وإن كانت علته برداً تزايدت به وخيف عليه.
فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضاً من الثياب خلاف عادته وركب مركوباً لا يليق به فإنّ ذلك غسله وكفنه ونعشه.
وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج.
وإن رأى أنّه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالاً على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج فإما نكسة أو إفاقة.
وإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش.
فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل عزباً تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة أو الضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال.
وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته.
فإن كان فيه متجرداً من ثيابه فلأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به.
فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضاً وتنقل مراتبه ومقاماته وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان.
وإن رأى أنّه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أو سباع أو
وحش أو غربان أو حيات فإنّه امرأة يدخل إليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس.
وقال بعضهم: الحمام بيت أذى ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء.
والحمام اشتق من اسمه الحميم فهو حم والحم صهر أو قريب.
فإن استعمل فيه ماء حاراً أصاب هماً من قبل النساء وإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه.
فإن اتخذ في الحمام مجلساً فإنّه يفجر بامرأة ويشهر بأمره لأنّ الحمام موضع كشف العورة.
فإن بنى حماماً فإنّه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك.
فإن كان الحمام حاراً ليناً فإنّ أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له مشفقون عليه.
فإن كان بارداً فإنّه لا يخالطونه ولا ينتفع بهم.
وإن كان شديد الحرارة فإنّه يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سروراً لشدتهم.
وقيل إن رأى أنّه في البيت الحار.
فإنّ رجلاً يخونه في امرأته وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له.
فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنّه يغضبه على امرأته وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا فإن كان بارداً فإنّ صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلىِ ما يريد.
وإن كان حاراً ليناً واستطابه فإنّ أموره تكون على محبة ويكون كسوباً صاحب دولة يرى فيه فرجاً وسروراً.
وإن كان حاراً شديد الحرارة فإنّه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة.
وقيل من رأى أنّه دخل حماماً فهو دليل الحمى النافض.
فإن رأى أنّه شرب من البيت الحار ماء سخناً أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء وإن شربه من البيت الأوسط فهي حمى صالبة.
وإن شربة من البيت البارِد فهو برسام فإن رأى أنّه اغتسل بالماء الحار وأراد سفراً فلا يسافر.
فإن كان مستجيراً بإنسان يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى: " وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْل " .
فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإنّ ذلك أقوى في التأويل.
فإن رأى في محله حماماً مجهولاً فإنّ هناك امرأة ينتابها الناس.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه يبني حماماً قضيت حاجته.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه زلق في الحمام فقصها على معبر فقال: شدة تصيبك.
فعرض له أنّه زلق في الحمام فانكسرت رجله.
والأتون: أمر جليل على كلِ حال وسرور فمن رأى أنّه يبني أتوناً فإنّه ينال ولاية وسلطاناً.
وإن لم يكن متحملاً فإنّه يشغل الناس بشيء عظيم.
الفرن: المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي إليه من الطعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يربى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها وربما دل على نفسه فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان كسبه وغلته.
وأما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار.
والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة.
وأما العجين والحنطة التي تجيء إليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ثم يردونها أرزاقاً.
والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء وكذلك ألواح الخبز.
وربما دل على السوق لأنّ أرزاق الخلق أيضاً تساق إليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون والخسارة كنقص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه فمن بعث بحنطة أو شعير إلىِ الفرن المجهول فإن كان مريضاً مات ومضي بماله إلى القاضي.
وإن لم يكن مريضاً وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقية من مغرم ونحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث بسلعة إلى السوق.
فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيراً أتاه في سلعته قريب من رأس ماله.
وإن كانت حنطة ربح فيها ثلثاً للدينار أو ربعاً أو نصفاً على قدر زكاتها إن كان قد كالها أو وقع في ضميره شيء منها.
الرحا: الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة وأمة.
وربما دلت على السفر لدورانها وربما دلت علىِ الوباء والحرب لسحقها.
والعرب والشعراء كثيراً ما يعبرون بها عنهما فمن اشترى رحاً تزوج إن كان عزباً أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادماً للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر وإن كان فقيراً استفاد ما يكتفي به لأنّ الرحا لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها.
وأما من نصب رحاً ليطحن فيها الناس على ماء أو بحر أو غيره فإنّه يفتح دكاناً أو حانوتاً إن لم يكن له حانوت ويدر فيها رزقه إن كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة وكان له حس في الناس.
وأما من تولى الطحين بيده فإنّه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأنّ الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة.
وإن كانت بلا قطب كان الجماع حراماً وقد تكون امرأتين يتساحقان فإن لم يكن عنده شيء من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق.
وأما الرحا الكبيرة إذا رؤيت في وسط المدينة أو في الجوامع فإن كانت بلد حرب كان حرباً سيما إن كانت تطحن ناراً أو صخراً.
وإلا كانت طاحوناً سيما إن كان المطحون شعيراً معفوناً أو ماء وطيناً ولحماً هزيلاً.
وقال بعضهم: الرحا على الماء رجِل يجري على يديه أموال كثيرة سائس للأمور ومن التجأ إليه حسن جده رأى رحاً تدور در عليه خير بمقدار الدقيق.
ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحا من جهة هذا المذكور.
وربما كانت الرحا إذا دارت سفراً.
فإن دارت بلا حنطة فهو شغب والرحا إذا دارت معوجة يغلو الطعام.
ورحا اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما إصلاحهما.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّ رحا تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر فقال: قد تقارب أجلك.
ورحا الريح خصومة لا بقاء لها.
وانكسار الرحا مختلف في تأويله فمنهم من قال تدل على فرج صاحبها من الهموم ومنهم من قال تدل على موت صاحبها.
ومن رأى له رحا تطحن أصاب خيراً من كد غيره.
والرحا تدل على الحرب لقول العرب فيها رحا الحرب.
السوق: تدل على المسجد كما يدل المسجد على السوق لأنّ كليهما يتجر فيه ويربح.
وقد يدل على ميدان الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم وقد سمى الله تعالى الجهاد تجارة فِي قوله: " هَلْ أدلّكُمْ عَلىَ تِجَارَةٍ تُنْجيكُم "
فأهل الأسواق يجاهدون بعضهم بعضاً بأنفسهم وأموالهم.
وربما دلت على مكان فيه ثواب أجر وربح كدار العلم والرباط وموسم الحج.
ومما يباع في السوق يستدل على ما يدل عليه.
وكل ذلك ما كانت السوق مجهولة فسوق اللحم أشبه شيء بمكان الحرب ما يسفك فيه من الدماء وما فيه من الحديد.
وسوق الجوهر والبز أشبه شيء بحلق الذكر ودور العلم.
وسوق الصرف أشبه شيء بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان.
فمن رأى نفسه في سوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبراً وإن كان في حج فاته أو فسد عليه وإن كان طالباً للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعداً وطلبه لغير الله وإن لم يكن في شيء من ذلك فاتته الصلاة الجماعة في المسجد.
وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهداً غل وإن كان حاجاً محرماً اصطاد
أو جامع أو تمتع وإن كان عالماً ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا رأى بصلاته أو سبق إمامه فيها بركوعه أو سجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأنّ ذلك أسوأ السرقة كما في الخبر.
وأما السوق المعروفة: فمن رآها عامرة بالناس أو رأى حريقاً وقِع فيها أو ساقية صافية تجري في وسطها أو كان التبن محشواً في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق.
وإن رأى أهل السوق في نعاس أو الحوانيت مغلقة أو كان العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بأهلها عطلة.
وإن رأى سوقاً انتقلت انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقلت إليه كسوق البز ترى القصابين فيه فإنّه يكثر أرباح البزازين في افتراق المتاع وخروجه.
وإن رأى فيه أصحاب الفخار والقلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم.
وإن رأى فيه أصحاب هرائس ومقالي نزلت فيه محنة إما عن حريق أو نهر أو هدم أو نحوه.
وقال بعضهم: السوق الدنيا واتساع السوق اتساع الدنيا.
وقيل السوق تدل على اضطراب وشغب بسبب من يجتمع إليها منِ العامة.
َ فأما من تعيش من السوق فإنّه دليل خير إذا رأى فيها خلقاً كبيراً أو شغلاً فأما إذا كانت السوق هادئة دلت الحانوت: يدل على كل مكان يستفيد المرء فيه فائدة في دنياه وأخراه كبستانه وفدانه ونخلته وشجرته وزوجته ووالده ووالدته أو كتابه من قول العامة لمن اعتمد مكانا للفائدة جعله حانوته.
فمن رأى حانوته انهدم فإن كان والده مريضاً مات لأن معيشته منه.
وإن كانت أمه مريضة هلكت لأنّها كانت تربيه بلبنها وتقويه بعيشها.
وكانت زوجته حاملاً أو سقيمة ماتت لأنّها دنياه ولذته ومتعته ومن في بطنها ماؤه وولده الذي هو في التأويل ماله.
فإن لم يكن شيء من ذلك تعذرت عليه معيشته وتعطلت عليه الأماكن التي بها قوامه.
ومن رأى أنّه يكسر باب حانوت فإنّه يتحول منه.
وإن رأى أبواب الحوانيت مغلقة نالهم كساد في أمتعتهم وانغلاق في تجاراتهم.
فإن رأى أبوابها مسدودة ماتوا وذهب ذكرهم.
فإن رآها مفتحة تفتح عليهم أبوابِ التجارة.
الخان: فندق الرجل يدل على ما تدل عليه داره من جسمه ومجده واسمه وذكره وحمامه وفرنه ومجلس قضائه فما جرى عليه عاد عليه.
وأما المجهول منها فدال على السفر لأنّه منزلهم.
وربما دل على دار الدنيا لأنّها دار سفر يرحل منها قوم وينزل آخرون.
وربما دل على الجباية
لأنّها منزل من سافر عن بيته وخرج عن وطنه إلى غير بلاده وهو في حين غربته إلى أن يخرج منها مع صحابته وأهل رفقته.
فمن رأى كأنّه دخل في فندق مجهول مات إن كان مريضاً أو سافر إن كان صحيحاً أو انتقل من مكان إلى مكان.
فأما من خرج من فندق إلى فندق فركب دابة عند خروجه أو خرج بها من وسطه نظرت إلى حاله فإن كان مريضاً خرج محمولاً وإن كان في سفر تحرك منه وسافر عنه وكذلك إن رأى رفقة نازلة في فندق مجهول ركباناً أو خرجوا منه كذلك فإنّه يكون وباء في الناس أو الرفاق كما تقدم.
أو يخرج بفرق بين الأمرين بأهل الرفقة وأحوالهم في اليقظة ولما لهم ومعروفهم ومجهولهم وبرهم ومراكبهم.
السجن: يدل على ما يدل عليه الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض وربما دلت على العقلة عن السفر وربما دل على القبر وربما دل على جهنم لأنّها سجن العصاة والكفرة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم.
فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضاً والسجن مجهولاً فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة وإن كان السجن معروفاً طال مرضه ورجيت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هيِ سجن لمثله لما في الخبر أنّها سجن المؤمن وجنة الكافر وإن كان المريض مجرماَ فالسجن المجهول قبره والمعروف دالة على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه.
وإن رأى ميتاً في السجن فإن كان كافراً فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلماً فهو محبوس عنِ الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه وأما الحي السليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضاَ إلى ما هو فيه فإن كان مسافراً في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقة بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان.
وإن لم يكن مسافراً دخل مكاناً يعصي الله فيه كالكنيسة ودار الفكر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره.
وما في يقظته مما ينكشف عند المسألة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه.
وقال بعضهم من رأى أنّه اختار لنفسه فإنّ امرأة تراوده عن نفسه و الله يصرف عنه كيدها ويبلغه مناه لقوله تعالى: " رَبِّ السِّجْنُ أَحَبّ إليَّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيْهِ " .
وحكي أنّ سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنّه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه أحد وثلاثون تاجاً فسأل المعبر عنه فقال: تملك إحدى وثلاثين سنة وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم.
فكان كذلك.
كأنّه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران.
المزبلة: هي الدنيا وبها شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف عليها.
والزبل الماء لأنّه من تراب الأرض وفضول ما يتصرف الخلق فيه ويتعيشون به من عظام وخزف ونوى وتبن ونحو ذلك مما هو في التأويل أموال.
فمن رأى نفسه على مزبلة غير مسلوكة فانظر إلى حاله وإلى ما يليق به في أعماله فإن كان مريضاً أو خائفاً من الهلاك بسبب من الأسباب بشَرته بالنجاة أو بالقيام إلى الدنيا المشبهة بالمزبلة.
وإن رأى ذلك فقير استغنى بعد فقره وكسب أموالاً بعد حاجته وإن كان له من يرجو ميراثه ورثه لأنّ الزبل من جمع غيره ومن غير كسبه.
والمزبلة مثل مال مجموع من ههنا ومن ههنا بلا ورع ولا نحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات.
وإن كان أعزب تزوج.
وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية والمشترى من كل مكان والمستعار من كل دار.
فإن لم تكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته ولا يعدم أن يكون صرافاً أو خماراً أو سفاطاً أو من يعامل الخدم والمهنة كالفران.
وإن كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولي ذلك وكانت الأموال تجيء إليه والفوائد تهدى إليه والمغارم والمواريث لأنّ الزبل لا يؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس.
والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت.
وربما كانت المزبلة للملك بيت ماله وللقاضي دار أمينة وصاحب ودائعه.
وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان والياً عزل وإن كان مريضاً مات وإن كان فقيراً تزهد وافتقر.
الطرق الجادة: الطريق هو الصراط المستقيم والصراط هو الدين والاستقامة.
فمن يسلك فيه فهو على الطريق المستقيم ومنهاج الدين وشرائع الإسلام ومتمسك بالعروة الوثقى من الحق.
فإن ضل الطريق فهو متحير في أمر نفسه ودينه.
وإن رأى أنّه يمشي مستوياً على الطريق فإنّه على الحق.
فإن كان صاحب دنيا فإنّه يهدي إلى تجارة مربحة.
وأما الطريق المضلة فضلالة لسالكها.
فإن استرشد وأصاب عاد إلى الحق.
والطريق الخفي غرور وبدعة.
وأما الطريق المنعرج في السلوك فيكون في المذاهب والأعمال.
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: رأيت كأنّي أخذت جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه إلى جنبه أبو بكر رضوان الله عليه قلت: إنّا للّه وإنا إليه راجعوان.
وأما السراب: فمن رأى سراباً فإنّه يسعى في أمر قد طمع فيه لا يحصل له منه مقصود لقوله تعالى: " كَسَرَابِ بَقِيْعَة " .
بئر الكنيف: تدل على المطمورة وعلى المخزن وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة باع ما عنده من السلع الكاسدة أو بعث بماله في سفر أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل فيها في الجرار وإن صب في القناة أو وجدها لا شيء فيها ذهب ماله ودناه فقره وإن كان فقيراً ذهب همه ونقصِ حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته وقد يدل على الدين فإن كان مديوناً قضى دينه لأنّها حش.
وأما من بال فيها لبناً أو عسلاً أتى دبراً حراماً إن كانت مجهولة وإن كانت في داره صنع ذلك الجبانة: تدل على الآخرة لأنها ركابها وإليها يمضي بمن وصل إليها وهي محبس من وصل إليها وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي من الدنيا والبكاء والمواعظ لأنّه أهلها في نزاويهم عن الناس عبرة لمن زارهم وموعظة لمن رآهم وانكشف إليه أحوالهم وأجسامهم المنهوكة وفرقهم المسحوقة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها وسلم على ساكنيها: دار قوم مؤمنين.
وربما دلت على الموت لأنّه داره وربما دلت على دار الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لأنّ من فيها موتى.
والموت في التأويل فساد الدين وربما دلت على دور المستخفين بالأعمال المهلكة والفساد كدور الزناة ودور الخمور التي فيها السكارى مطرحين كالموتى ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون الله تعالى ولا ترفع لهم أعمال وربما دلت على السجن لأنّ الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضاً فيِ اليقظة صار إليها ومات من علته ولا سيما إن كان فيها بيتاً أو داراً فإن لم يكن مريضاً فانظر فإن كان في حين دخوِله متخشعاً باكياً بعينه أو تالياً لكتاب الله تعالى أو مصلياً إلى القبلة فإنّه يكون مداخلأَ لأهل الخير وحلق الذكر ونال نسكاً وانتفع بما يراه أو يسمعه وإن كان حين دخوله ضاحكاً أو مكشوف السوأة أو بائلاً على القبور أو ماشياً مع الموتى فإنّه يداخل أهل الشر والفسوق وفساد الدين يخالطهم على ما هم عليه وإن دخلها بالأذان وعظ من لا يتعظ وأمر بالمعروف من لا يأتمر وقام بحق وشهد بصدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين وأما من رأى الموتى وثبوا من قبورهم أو رجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فإنّه يخرج من السجن أو يسلم أهل مدينة مشركين أو ينبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما أيسوا منه لدوام القحط على قدر ما في زيادة الرؤيا وما في اليقظة من الشواهد والأمور الظاهرة الغالبة.
وأما منِ نبش القبور: فإنّ النباش يطلب مطلوباً خفياً مندرساً قديماً لأنّ العرب تسميه مختفياً إما في خير أو شر فإن نبش فهو عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه وكذلك قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه إلى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسِر عظامه فإنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة وإن وجده حياً استخرج من قبره أمراً صالحاً وبلغ مراده من إحياء سنته وشرائعه على قدره ونحوه.
وإن نبشِ قبر كافِر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالاً حراماً بالمكر والخديعة وإن أفضى به النبش إلى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقوى في الدليل وأدل على الوصول إلى الفساد المطلوب.
وأما من رأى ميتاً قد عاش فإنّ سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة إن كان من أهل بيته أو رآه في داره أو للناس كافة إن كان سلطاناً أو عالماً.
وأما أكل الميت من دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال.
وأما من ناداه الميت فإن كان مريضاً لحقه وإن كان فقيهاً فقد وعظه وذكره فيما لا بد منه ليرجع عما هو فيه ويصلح ما هو عليه وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبوس والتهدد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية إن كانت إليه أو في أعمال نفسه وذنوبه فيما بينه وبين الله تعالى.
وإن تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول وقد تقدم في ذكر باب الأموات ما فيه غنى.
وأما الحمل فوق النعش: فمؤيد لما دل عليه الموت في الرؤيا وقد يلي ولاية يقهر فيها الرقاب.
وأما الدفن فمحقق لما دل عليه الموت وربما كان بأساً لمن فسد دينه من الصلاح وربما دل على طول إقامة المسافر وعلى النكاح وعلى العروس ودخول البيت في الكلة مع العروس من الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره إخوانه في أسبوعه.
وربما دل على السجن لمن يتوقعه فإن وسع عليه ونوم نومة عروس كان ما يدل عليه خير أكله وحسنت فيه عقباه وكثرت دنياه وإن كان على خلاف ذلك ساءت حالته وكانت معيشته ضنكاً.
وكان ابن سيرين يقول: " أحب أن آخذ من الميت وأكره أن أعطيه " .
وقال: إذا أخذ منك الميت فهو شيء يموت.
ومن مات ولم ير هناك هيئة الأموات فإنّه انهدام داره أو شيء منها وإذا رأى الحي أنّه يحفر لنفسه قبراً بنى داراً في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها ومن دفن في
قبر وهو حي حبس وضيق عليه وإن رأى ميتاً عانقه وخالطه كان ذلك طول حياة الحي وإن رأى الميت نائماً كان ذلك راحته.
وأما السور: فسور المدينة دال على سلطانها وواليها وأما المجهول منه فيدل على الإسلام والعلم والقرآن وعلى المال والأمان وعلى الورع والدعاء وعلى كل ما يتحصن به من سائر الأعداء وجميع الأسوار من علم أو زوجة أو زوج أو درع أو سيد أو والد أو نحوهم.
فمن رأى سور المدينة مهدوماً مات واليها أو عزل عن عمله وإن رآه ماشياً كما يمشي الحيوان فإنّه يسافر في سلطان إلى الناحية التي مشى عليها في المنام فإن كان فوقه سافر معه.
وأما من بنى سوراً على نفسه أو داره أو على مدينته فانظر في حاله فإن كان سلطاناً حفظ من عدوه ودفع الأسواء عن رعيته وإن كان عالماً صنف في علمه ما فيه عصمة لغيره وإن كان عبداً ناسكاً حفظ الناس بدعائه ونجا هو من الفتنة به وإن كان فقيراً أفاد ما يستغني به أو يتزوج زوجة إن كان عزباً تحصنه وتدفع فتن الشيطان عنه.
وإن رأى سوراً مجهولاً وقد تثلم منه ثلم حتى دخل إلى المدينة لصوص أو أسد فإن أمر الإسلام يضعف أو العلم في ذلك المكان أو ثلم من أركان الدين ركن.
فإن كان ذلك فيما رآه كأنّه فيما يخصه وكأنّه كان فيه وحده دخل ذلك عليه في دينه أو علمه أو في ماله أو في درعه إن كان في الجهاد أو في عقوق والد أو والدة القلعة: القلاع من هم إلى فرج والقلعة ملك من الملوك يبلغ الملوك من خير إلى شر فمن رأى كأنّه دخل قلعة رزق رزقاً ونسكاً في دينه ومن رأى قلعة من بعيد فإنه يسافر من موضع إلى موضع ويرتفع أمره.
ومن رأى أنّه بنى حصناً: أحصن فرجه من الحرام وماله ونفسه من البلاء والذل.
فإن رأى أنّه خرب حصنه أو داره أو قصره فهو فساد دينه ودنياه أو موت امرأته.
ومن رأى أنّه في قلعة أو مدينة أو حصن فإنّه يرِزق صلاحاً وذكرِاً ونسكاً في دينه فإن رأى قاعد على شرف حسن فإنه يستعد أخاً أو رئيساً أو والداً ينجو به.
وقيل: الحصن رجل حصين لا يقدر عليه أحد.
فمن رآه من بعيد فإنّه علو ذكره تحصين فرجه ومن رأى أنّه تعلق بحصن من داخله أو خارجه فكذلك يكون حاله في دينه.
وقيل من رأى أنّه تحصن في قلعة نصر.
وأما البرج: فمن رأى أنّه على برج أو فيه فإنّه يموت ولا خير فيه لقوله تعالى: " أيْنَمَا تَكُونوا يُدْرِكُكُمْ المَوْتُ وَلوْ كُنْتمْ في بُرُوج مُشيّدَةِ "
خراب العمران: من رأى الدنيا خربة من المزارع والمساكن ورأى نفسه في خراب مع حسن هيئة من لباس ومركب فإنّه في ضلالة.
ومن رأى حيطان الدار انهدمت من سيل ماء فهو موت أهلها.
فإن رأى الخراب في محلته فإنّه موت يقع هناك.
ومن رأى أنّه وثب على بيته فهدمه فهو موت امرأته.
ومن رأى أنّ بيته سقط عليه وكان هناك غبار فهوِ حصبة وربما كان سقوط السقف عليه نكبة.
ومن رأى خراباً عاد عمراناً صحيحاً فإنّ ذلك صلاح في دين صاحبه ورجوعه من الضلالة إلى الهدى.
ومن رأى سقوط شيء من داره أو قصره أو بيته إلى داخل وكان له غائب قدم عليه وإن كان عنده شيء يخطب إليه خطب من ابنة أو أخت أو غيرهما وإن هدمت الريح داراً فهو موت من في ذلك على يد سلطان جائر.
القناطر: القنطرة المجهولة تدل على الدنيا سيما إن كانت بين المدينة والجبانة لأنّ الدنيا تعبر ولا تعمر.
وربما دلت على السفن لأنّها كالمسافة والسبيل المسلوك المتوسط بين المكانين وربما دلت على السلطان والحاكم والمفتي وكل من يتوصل الناس به إلى أمورهم ويجعلون ظفره جسراً في نوازلهم وربما دلت على الصراط لأنّه عقبة في المحشر بينه وبين الجنة.
فمن جاز في المنام على قنطرة عبر الدنيا إلى الآخرة سيما إن لقي من بعد عبوره موتى أو دخل داراً مجهولة البناء والأهل والموضع أو طار به طائر أو ابتلعته دابة أو سقط في بئر أو حفير أو صعد إلى السماء كل ذلك إذا كان مريضاً في اليقظة.
وإن لم يكن مريضاً نظرت فإن كان مسافراً بشرته بتقضي سفره واستدللت كلى ما تقدم عليه بالذي أفضى عليه عند نزول القنطرة من دلائل الخير والغنى أو الشر والفقر.
فإن نزل إلى خصب أو تين أو شعير أو تمر أو امرأة أو عجوز وصل إلى فائدة ومال وإن نزل إلى أرض ومسجد نال مراده في سفره إما حج أو غزو أو رباط.
وإن تلقته أسد أو حمأة أو جدب أو تبن أو عنب أسود أو سودان أو ماء قاطع أو سيل دافق فلا خير في جميع ما يلقاه في سفره أو حين وصوله إلى أهله فإن كانت له خصومة أو عند رئيس حاجة نال منها ورأى منه فيها ما يدل على جميع ما نزل إليه من خير أو شر.
وأما من صار جسراً أو قنطرة فإنّه ينال سلطاناً ويحتاج إليه وإلى جاهه وإلى ما عنده.
الأعمدة: العمود يدل على كل من يعتمد عليه وما هو عمدة وعماد ودعامة كالإسلام والقرآن والسنن والفقه والدين والسلطان والفقيه والحاكم والوالد والسيد والزوج والوصي والشاهد والزوجة والحال.
وبمكان العموِد وزيادة المنام وصفات النائم يستدل على تأويل الأمر وحقيقة الرؤيا فمن رأى عموداً قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه فإن كان في الجامع الأعظم فإنّ رجلاً من رجال السلطان ينافق عليه أو يهم بالخروج عن طاعته أو عن مذهبه أو رجلاً من العلماء أو الصلحاء يحور عن علمه ويميل عن استوائه لفتنة دخلت عليه أو بلية نزلت به وإن كان في مسجد من مساجد القبائل فإنّه إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه.
وإن كان العمود في داره ومسكنه فإن كان صاحب الرؤيا عبداً فالعمود سيده يتغير عليه ويبدو إليه منه ما يكره ويخافه إذا كان قد خاف منه في المنام من سقوطه عليه وإن كان امرأة فالعمود زوجها وإن كان رجلاً فالعمود والده وسقوط العمود مرض المنسوب إليه أو هلك إن كان مريضاً وكذلك إن ارتفع إلى السماء فغاب فيها أو سقط في بئر أو حفير فلم ير.
وإن كان العمود من أعمدة الكنائس فالمنسوب فيما جرى عليه كافر أو مبتدع كالرهبان والشمامسة ورؤوس البدع.
المساجد: المسجد يدل على الآخرة لأنّها تطلب فيه كما تدل المزبلة على الدنيا وتدل على الكعبة لأنّها بيت الله وتدل على الأماكن الجامعة للريح والمنفعة والثواب والمعاونة كدار الحاكم وحلقة الذكر والموسم والرباط وميدان الحرب والسوق لأنّه سوق الآخرة.
ثم يدل كل مسجد على نحوه في كبره واشتهاره وجوهره.
فمن بنى مسجداً في المنام فإن كان أهلاً للقضاء ناله وكذلك إن كان موضعاً للفتوى وقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه وفي الوراق على مصحف يكتبه وفي الأعزب على نكاح وتزويج ولطلاب المال والدنيا على بناء يبنيه تجري عليه غلته وتدوم عليه فائدته كالحمام والفندق والحانوت والفرن والسفينة وأمثاله ذلك لما في المسجد من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح فيه في صلاة الجماعة ومجيء الناس إليه من كل ناحية ودخولها فيه بغير إذن.
ومن كان في يقظته مؤثراً للدنيا وأموالها أو كان مؤثراً لآخرته على عاجلته عادت الأمثال الرابحة إلى الأرباح والفوائد في الدنيا له أو إلى الآخرة والثواب في الآجلة التي هي مطلبه في يقظته.
وأما من هدم مسجداً فإنّه يجري في ضد من بناه وقد يستدل على ابتذال حالته بالذي يبنيه في مكانه أو يحدثه في موضعه من بعد هدمه فإن بنى حانوتاً آثرِ الدنيا على الآخرة وإن بنى
حماماً فسد دينه بسبب امرأة وإن حفر في مكانه حفيراً أثم من مكر مكره أو من أجل جماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطلة أو نكاح معقود أفسده وأبطله.
وإن رأى نفسه مجرداً من الثياب في مسجد تجرد فيما يليق به من دلائل المسجد فإن كان ذلك في أيام الحج فإنّه يحج إن شاء الله سيما إن كان يؤذن فيه وإن كان مذنباً خرج مما هو فيه إلى التوبة والطاعة وإن كان يصلي فيه على غير حالة إلى غير القبلة بادي السوأة فإنّه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم فيحرم فيه ما أمله ويخسر فيه كل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه.
وقد يدل ذلك على فساد ما يدخل عليه في غفلته من الحرام والربا إن لاق ذلك به.
.
وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن وإن لم يكن ذلك في أيام الحج بجوهره في ذلك ودليله لأنّ الكعبة التي إليها الحج فيه.
وقد تدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيها من التحري وما يدخل على أهلها من الحرام والنقص والإثم وكذلك كل الحرام بما الإنسان فيه مطلوب بالمحفظ من إتيان المحرمات ومن التعدي على الحيوانات ومن إماطة الأذى.
وأما جامع المدينة: فدال على أهلها وأعاليه رؤساؤها وأسافله عامتها وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع في السلطان والعلم والعبادة والنسك ومحرابه إمام الناس ومنبره سلطانهم أو خطيبهم وقناديليه أهل العلم والخير والجهاد والحراسة في الرباط وأما حصره فأهل الخير والصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه وأما مأذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعي الناس إليه ويرضى بقوله ويقتضى بهديه ويصار إلى أوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه وأما أبوابه فعمال وأمناء وأصحاب شرط وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم.
فما أصاب شيئاً من هذه الأشياء أو رأى فيه من صلاح أو فساد عاد تأويله على من يدل عليه خاصة أو عامة.
الكعبة: ربما دلت على الصلاة لأنّها قبلة المصلين وتدل على المسجد والجامع لأنّها بيت الله وتدل على من يقتدي به ويهتدي بهديه ورجع إلى أمره ولا يخالف إلى غيره كالإسلام والقرآن
والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيد والزوج والوالدة والزوجة وقد تدل على الجنة لأنّها بيت الله.
والجنة داره بها ويوصل إليها.
وقد تدل على ما تدل عليه الجوامع والمساجد من المواسم والجماعات والأسواق والرحاب.
فمن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناس وازدحما على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو امرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوجين.
وإن كان عبداً فإنّ سيده يعتقه لأنّ الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة.
وأما إن كان حولها أو يعمل عملاً من مناسكها فهو يخدم سلطاناً أو عالماً أو عابداً أو والده أو والدته أو زوجة أو سيداً بنصح وبر وكد وتعب.
وإن رأى كأنّه دخلها تزوج إن كان عزباً وأسلم إن كان كافراً وعاد إلى الصلاة والصلاح إن كان غافلاً وإلى طاعة والديه إن كان عاقاً.
وإلا دخل دار سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمور الذي يستدل عليه بزيادة منامه وأحواله في يقظته إلا أن يكون خائفاً في اليقظة فإنّه يأمن ممن يريده.
وإن كان مريضاً فذلك موته وفوزه سيما إن كان في المنام قد حمل إليها في محمل صامتاً غير متكلم أو ملبياً متجرداً من وأما إن رآها في بلاد أو محلة فإن كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه عند رؤيتها فانظر إلى حالته فإن كان منتظراً الزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنا أمرها وقرب إليه مجيئها سيما إن رآها في محلتها أو في محلته وإن دخلها وهي عنده أهديت إليه وإن دخلها دخل عليها في دارها عاجلاً سرِيعاً لقرب الكعبة منه من بعد بعدها ومشقة مسافتها وإن رآها في ذلك من كان غافلاً في دينه أو تاركاً للصلاة فإنّها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التوجيه إليها في مكانه وكذلك إن كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذاكرته في نفسها واقتضته في المجيء إليها وإن لم يكن شيء من ذلك وكانت الرؤيا لعامة الناس اجتماعهم حولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام فإما سلطان عادل يلي يقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم أو إمام مذكور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاويه لحادث يحدث له أو فرض يلزمه أو ميت يموت له فيتبعه الناس ويطوفون حوله بالدعاء له والتبرك به ونحو ذلك.
الكنيسة: دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعازف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلىِ جهنم دار من عصى ربه
وعلى السجن فمن رأى نفسه في كنيسة فإن كان فيها ذاكراً لّه تعالى أو باكياً أو مصلياً إلى الكعبة فإنّه يدخل جبانة لزيارة الموتى أو لصلاة على جنازة.
وإن كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملاً فيها ما يدل على الهموم فإنه يسجن في السجن.
وإن رأى فيها ميتاً فهو في النار محبوس مع أهل العصيان.
وإن دخلها حياً مؤذنَاً أو تالياً للقران فإن كان في جهاد غلب هو ومن معه على بلد العدو وإن كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم.
وإن كان من يرى معهم ويصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم فإن كان رجلاً خالط قوماً على كفر أو بدعة أو زناً أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وضرب البربط والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنّه من خشب.
وإن كان امرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم.
الصومعة: تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة وكذلك المنازل بمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه.
وما كان منها في الهواء أو الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها وما كان منها أسود اللون أو مملوءاً بالخنازير فهي كنائس.
والبيعة مجراها في التأويل.
وأما الناوس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام وإذا رآه خالياً من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.
040- الذهب والفضة
وألوان الحلى والجواهر سائر ما يستخرج
من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار
وأشباهها
أما معادن الأرض
فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون لأنّها ودائع الله في أرضه أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنسلها ومطالعتها والظفر بها فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظهر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام فإن كان سلطاناً في بحر عدوه أو معروفاً بالجهاد فتح على عددها مدناً من مدن الشرك وسبى المسلمون منها وغنموا وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد لأنّ الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة.
الذهب
لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع في يده فمن رأى أنّه لبس شيئاً من الذهب فإنه يصاهر قوماً غير أكفاء ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه ماله أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب عليه سلطان وغرمه فإن رأى أنّه يذهب الذهب خاصم في أمر مكروه ووقع في ألسنة الناس ومن رأى بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق.
ومن رأى عليه قلادة أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة ومن رأى عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختها فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء " .
ومن رأى أنّ عليه خلخالاً من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد.
ويقال خلاخيل الرجال قيودها وليس يصلح للرجال شيء من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط.
والحلي كله للنساء زينة وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة.
والذهب إذا لم يكن مصوغاً فهو غرم وإذا كان مصوغاً فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه.
وقيل إنّ حلي النساء يدل للنساء على أولادهن فذهبه ذكورهن وفضته إناثهن وقد يدل المذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث.
وحكي أنّ امرأة أتت معبراً فقالت: رأيت كأنّ لي طستاً من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال: ألك عبد مريض أو أمة قالت نعم قال: إنّه يموت.
ورأى إنسان كأنّ عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره.
الفضة: غال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأنّ الفضة من جوهر النساء.
فمن رأىِ أنّه استخرج فضة نفرة من معدنها فإنّه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزاَ فإن رأى أنّه يذيب فضة فإنّه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس.
وأما الدنانير: فإنّ الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية وأداء شهادة فمن رأى أنّه ضيع ديناراً مات ولد أو ضيع صلاة فريضة.
والدنانير الكثيرة إذا دفعت إليك أمانات وصلوات ومن رأى أنّه ينقل إلى منزله أوقار دنانير فهو مال ينقلِ إليه لقوله تعالى: " فالحامِلاتِ وِقْرا " .
فإن رأى في يده ديناراً فإنّه قد ائتمن إنساناً على شيء فخانه.
والبهرج: دين فيه خلاف والمطلية قلة دين وكذب وزور.
وقيل أن ابن سيرين كان يقول: الدنانير كتب تجيء أو صكاك يأخذها.
وإن كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس.
وربما كان الدينار الواحد المفرد ولداً.
وجميع لباس الحلى محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا مالا ينكر لباسه عليهم.
الدراهم: الدراهم الجياد دين وعلم وقضاء حاجة أو صلاة والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة.
والصحاح ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح.
وعددها أعداد أعمال البر لأنّها مكتوب عليه لا إله إلا اللهّ محمد رسول اللهّ ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى.
فإن رآها إنسان فإنّه يتم له أمر الدين والدنيا فإن رأى معه صحاحاً واسعة حساناً فإنّه دين فإن كان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقاً حسناً.
وإن كانت امرأة حبلى ولدت غلاماً حسناً.
والدراهم الكثيرة إذا أصابها إفادة خير كثير من فرح وسرور فإن رأى أنّ له على إنسان دراهم جياداً صحاحاً فإنه له عليه شهادة حق وإن طالبه بها فهو مطالبته إياه بالشهادة فإن ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة فإن ردها مكسرة مال في الشهادة فإن ضيع درهماً حسناً فإنّه ينصح جاهلاً ولا يقبل منه.
الدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة أو اجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها كلام ليس فيه ورع.
والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا ينقطع وقيل بل ينقطع فيها المقال.
وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم فإن سرق درهماً وتصدق به فإنه يروي مالا يسمعه.
فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص ماله فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله.
وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة وقيل الدراهم تدل على كلام تواتر في الأشياء الجليلة وقيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سراً.
وربما كان الدرهم الواحد ولداً والفلوس كلام رديء وصعب والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال: أنظر قد فقدت من كتبك شيئاً.
قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين.
وحكي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين ديناراً معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة.
فقال: أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أصبت درهماً كسروياً فقال: تنال خيراً فلم يمس حتى أفاده.
ثم أتى آخر فقال: رأيت كأنّي أصبت درهماً عربياً.
فقال له إنك تضرب.
فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة.
فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك فقال: إن الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم.
وأتاه آخر فقال: رأيت كأنّي أضرب الدراهم.
فقال أشاعر أنت فقال نعم.
ورأى رجل كأنّه وضع درهماً تحت قدمه فقص رؤياه على معبر.
فقال: إنك - سترتد عن
الدين.
فارتاع صاحب الرؤيا وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءي الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى.
وجاء رجل آخر فقال: كأني أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي فقال له ابن سيرين: بت البارحة وخفك في رجلك قال نعم.
قال انزعه.
فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسول الله.
ومن رأى كأنّه أصاب طستاً من ذهب أو إبريقاً أو كوزاً وله عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنّه يرتكب الآثام وما رأى من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى: " يُطافُ عَلَيْهِم بصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأكْواب " .
الكنز: يدل على حمل المرأة لأنّ الذهب غلمان والفضة جواري.
وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل.
وقد قيل أنّ الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاد كثيرة وقال بعض: من رأى كأنّه وجد كنزاً فيه مال فيدل على شدة تصيبه.
وحكي أنّ امرأة رأت بنتاً لها ميتة فقالت لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيراً فقالت عليك بالجوز فاقسميه في المساكين.
فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله إنّ عندي كنزأ دفنته من أيام الطاعون.
ورأى رجل ثلات ليال متواليات كأنه أتاه آتٍ فقال له اذهب إلى البصرة فإن لك بها كنزاً فاحمله فلم يتلفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب إلى البصرة وجمع أمتعته فلما أن وردها جعل يطوف في نوِاحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شيء وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوماً خربة فرأى فيها بيتاً مظلماً ففتشه فوجد فيه دفتراً فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئاً وقد كان مكتوباً بالعبرانية ولم يجد أحداً بالبصرة يقرأه فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال: ترجمه بالعبرانية لي لأدفعه من بعد إليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير.
التاج: وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنّها تتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غني وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً.
وإن رآه رجل على رأسه فإنّه ينال سلطاناً أعجميَاً فإن دخل
عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأنّ لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال وقد يكون أيضاً زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة وإن رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنّه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلاّ أن يكون له والد غائب فإنّه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على رأسي تاجاً من ذهب فقال له: إنّ أباك في عربة قد ذهب بصره فورد عليه الكتاب بذلك وقال إنّ التاج على رأس الرجل رئيسه الذي كان فوقه وقد ذهب عنه شيء يعز عليه وأعز ما عليه بصره.
والإكليل: يجري مجرى التاج وقيل هو مال زائد وعلم وولد يرزقه والإكليل للمرأة زوج أعجمي وللرجال ذهاب ما ينسب إليه لأنّ الذهب مكروه فإن رأى تاجر وضع الإكليل عن رأسه أو سلبه فإنّه يذهب ماله فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك أنّ إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أو سلب زال ملكه.
القرط في الأذن: أما القرط للرجال فإنّه يعمل عملاً من السماع ولذة الأذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل ما لا ينبغي له فيغني بالقرآن فإن لمِ يكن في شيء من ذلك نظرت إلى الحامل من أهله أما زوجته أو ابنته فإنّها تلد غلاماً إن كان القرط ذهباً وإن كان القرط فضة ولدت أنثى.
ومن رأى امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنّه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها إماء وجوار مدللات مزينات لأنّ المرأة والجارية تجارة والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنّه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأنّ جمال كل شيء اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالاً في أموره.
فإن كان مع ذلك شنف فإنّه يرزق بنتاً.
فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنّها ترزق ولداً ذكراً.
والقرط والشنف للرجال والنساء سواء وإن كان القرط من ذهب فرجل مغن وإن كان من فضة فإنّه يحفظ نصف القرآن.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في إحدى أذني قرطاً فقال له: كيف غناؤك فقال إني لحسن الصوت.
الخاتم: وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه فمن أعطي خاتماً أو اشتراه أو وهب له نال سلطاناً أو ملك ملكاً إن كان من أهله لأنّ ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه وأيضاً فإنّه مما تطبع به الملوك كتبها والأشراف خزائنها.
وقد يكون من الملك داراً يسكنها ويدخلها أو يملكها وفصه بابها وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها أو يولج أصبح بطنه فيها ويكون فصه وجهها وقد يكون أخذ الخاتم من الله عزّ وجلّ للزاهد العابد أماناً من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة وأخذه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من العالم بشارة بنيل العلم وكل هذا ما كان الخاتم فضة وإما إن كان ذهباً فلا خير فيه وكذلك إن كان حديداً لأنّه حلية أهل النار أو نحاساً لما في اسمه من لفظ النحس وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله.
وقيل: الخاتم يدل أيضاً على الوالد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وإن كان من ذهب فهو للرجل ذل وقيل من رأى أنّه لابس خاتم من حديد فإنّه يدل على خير يناله بعد تعب وإن كان من ذهب وله فص فإنه جد.
والخواتم المفرغة والمصمتة هي أبداً خير والمنفوخة التي في داخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأنّ فيها شيئاً خفياً أو تدل على رجاء لشيء عظيم ومنافع كثيرة لأنّ عظمها أكبر من وزنها وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنّها محمودة للنساء.
وقيل الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان وماله وولاية والخاتم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته.
فمن رأى أنّ الملك طبع بطابعه نالت السلطان من سلطانه سريعاً لا يخالفه لأنّ الطابع أقوى من الخاتمِ.
ومن رأى أنّه لبس خاتماً من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنّه يصيب سلطاناً.
ومن رأى أنّه يختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنّه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي أو يكون له أب فإنّه يموت أبوه ويصير خلفاً وإن لم يكن له أب فإنّه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمنى.
وإن رأى ذلك خارجي نال ولاية باطلة.
ومن وجد خاتماً صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج ومن رأى فص خاتمه تقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب ببعض ماله.
ومن انتزع خاتمه وكان والياً فهو عزله أو ذهاب ملكه أو طلاق امرأته.
ويكون ذلك للمرأة موت زوجها أو
أقرب الناس إليها وقيل إنّ الخاتم إذا لبسه الإنسان تجدد له شيء مما ينسب إلى الخاتم ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنّه يذهب سلطانه ويبقى اسمه وذكره وجماله.
والخاتم من ذهب بدعة ومكروه في الدين وخيانة في ملكه ويجور في رعيته والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن والخاتم ذو الفصين سلطان ظاهر وباطن فإن كان ذا الخاتم مما ينسب إلى التجارة فهو ربح وإن كان منسوباً إلى العلم فإنّه يداوي أصحاب الدين والدنيا.
وضيق الخاتم يدل على الراِحة والفرج.
ومنِ استعار خاتماً فإنّه يملك شيئاً لا بقاء له ومن أصاب خاتماً منموشاً فإنّه يملك شيئاً لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة جارية أو ولد.
وإن رأى خواتيم تباع في السوق فهو بيع أملاك رؤساء الناس.
فإن رأى السماء تمطر خواتيم فإنه ومن تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيره فإنه يقود على امرأته ويدعو إلى الفساد وإن رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى من غير أن حوله فإنّ امرأته تخونه.
ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنّه يفارق امرأته بكلام حسن أو مال.
والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فإنّه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز.
فإن كان فصه من زبرجد فإن كان سلطاناً فإنّه شجاع مهيب قوي وإن كان في الولد فإنّه ولد مهذب راجح كيس وإن كان فصه خرزاً فإنه سلطان ضعيف مهين وإن كان الفص ياقوتاً أخضر فإنّه يولد له ولد مؤمنِ عالم فهم والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من نفاق فإن أعطيت امرأة خاتماً فإنّها تتزوج أو تلد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ خاتمي انكسر.
فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك.
فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأن في يدي خاتماً أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء فقال أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة.
ومن رأى أنّه ختم لرجل على طين فإنّ المختوم له ينال سلطاناً من صاحب الخاتم.
ومن رأى أنّ ملكاً أو سلطاناً أعطاه خاتمه فلبسه وكان أهلاً لذلك نال سلطاناً وإلاّ رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق المرأة.
المخنقة: للرجال الخناق وللمرأة زينة وولد من زوج جوهري وإن كانت من صفر فمن زوج أعجمي وإن كانت من خرز فإنه من زوج دنيء فإن كانت مفصلة من جوهر ولؤلؤ وزبرجد فإنّها تتزوج بزوج رفيع وتلد منه بنتين وتجد مناها فيه.
القلادة والعقد: هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صغرى اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره ومن رأى عليه قلادة ذهب ودر وياقوت ولي عملاً من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة والجوهر في العقد جواهر عمله ومبلغه ومنتهاه والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء والياقوت والجوهر فيها حسنها.
وإن كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا وإذا كانت من خرز فولاية في وهن وضعف وإذا كانت منسوبة إلى المرأة فإنها امرأة دنيئة.
والقلادة: للنساء مال ائتمنها عليه زوجها وقال الزينة كما أنّها تعانق المرأة فكذلك الزوج والولد.
وأما الرجال فإنّ مثل هذه الرؤيا تدل على اغتيال ومكر فيهم وتّعقد أسباب وليس وأما العقد: للرجل في عنقه فإن كان طالباً للقرآن جمعه وإن كان طالباً للفقه أحكمه وإن كان عليه عهد أو عقد وفى به وإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزباً تزوج امرأة تحسن القرآن وإن كان عنده حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلكه ويتبدد نظمه فإن كان في عنقه عهد نكثه وإن كان حافظاً للقرآن نسيه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلفه له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرآن واللؤلؤ سنن وسائر الجوهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن.
وأما الطوق: للرجال فإحسان المرأة إلى زوجها وسعته غنى للزوج وإحكامه علم الزوج وكونه من حديد قوته وكون الخشب في وسطه نفاقه.
وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح.
وإن رأى كأنّه مطوق طوقاً ضيقاً فإنّه بخيل وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنّه لا ينفع به أحد من أهل الدين.
وإن كان عالماً فإنّه يكتم علماً قال الله تعالى: " سَيُطًوّقونَ ما بخِلُوا بهِ يَوْمَ القِيامَة " .
ومن رأى كأنّه اشترى جارية وفي حلقها طوق من فضة فإنّه يتجر على قدر الجارية تجارة ويستفيد منها قوة أو يصيب من التجارة امرأة أو جارية لأنّ الفضة من جوهر النساء.
وقيل إنّ الطوق من أي نوع كان فساد في الدين.
السوار: من رآه من الرجال فهو ضيق يده فإن كانت أسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى: " وَحُلوا أساوِرَ مِنْ فِضةٍ " .
وإن كان له أعداء فإنّ الله يعينه.
ومن رأى في يده سواراً منِ ذهب غلت يده فإن رأى ملكاً سوّر رعيته فإنّه يرفق بهم ويعدل فيهم وينالون كسباً ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه.
فإن سوّرت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصوت.
وقيل إنّ السوار من الفضة يدل على ابن وخادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم ذكر السوار أيضاً في أول الباب.
وأما الدملج: فهو للنساء زينة وفخر وجمال وإن عدد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من قيمهن.
والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأنّ العضد أخ وكذلك الساعد.
وإن كان من ذهب ورأى كأنّه عليه دل على أنّه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في التأويل.
وأما المعضد: فمن كان في يده معضد من فضة فإنّه يزوج ابنه ابنة أخيه وإن كان المعضد من خرز فإنّه ينال من أخواته هموماً متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شيء تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى: " هُنَّ لِباسٌ لَكُم " .
المنطقة: هي أب أو أخ أو عم أو ولد وتدل أيضاً على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور.
فإن رأى كأنّ ملكاً أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على أنّه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الولي وكونها من ذهب ظلمه ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم.
فإن رأى كأنّ عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله فإن رأى كأنّه أعطي منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه فإنه يسافر سفراً في سلطان.
وإن كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره.
ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره.
وإن شد وسطه بحية فإنّه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير.
وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكاً.
ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيراً ونعمة يشتد بها ظهره فإن كان غنياً فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال وتكون سريرته خيراً من علانيته.
والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوّى به إذا كانت في وسطه وإن كانت محلاة بالجوهر أصاب مالاً يسود به أو ولداً يسود أهلِ بيته.
والخلخال: من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالاً من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوِف إن كانت ذات بعل وإن كانت أيما اللؤلؤ: اللؤلؤ المنظوم في التأويل القرآن والعلم فمن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً مستوياً فإنّه يفسر القرآن صواباً ومن رأى كأنّه باع اللؤلؤ أو بلعه فإنّه ينسى القرآن وقيل من رأى كأنّه يبيع اللؤلؤ فإنه يرزق علماً ويفشيه في الناس.
وإدخاله اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فإن رأى كأنّه ينثر اللآلىء من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فإنّه واعظ نافع الوعظ.
وقيل إنّ اللؤلؤة امرأة يتزوجها أو خادم.
وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى: " يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ إذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتُهُمْ لؤلؤاً مَنْثُوراً " .
واستعارة اللؤلؤ تدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك.
واللؤلؤ الكثير ميراث أيضاً وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح.
واللؤلؤ كمال كل شيء وجماله.
ومن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً بخشبة فإنّه ينكح ذات محرم.
ومن بلع لؤلؤاً فإنّه يكتم شهادة عنده ومن مضغ اللؤلؤ فإنّه يغتاب الناس ومن رأى كأنّه تقيأه ومضغه وبلعه فإنّه يكابد الناس ويغتابهم ومن رأى لؤلؤاً كثيراً مما يكال بالقفزان ويحمل بالأوقار وكأنّه استخرجه من بحر فإنّه يصيب مالاً حلالاً من كنوز الملوك فإن رأى كأنّه يعد اللؤلؤ فقد قيل أنّه يصيبه مشقة.
ومن رأى كأنّه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر فإنه يسأل عالماً عن المسائل لأنّ العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضهِا ويولد له منها أولاد حسان.
ومن رأى كأنّه رمى لؤلؤاً في نهر أو بئر فإنه يصطنع معروفاً إلى الناس.
فمن رأى كأنه ميزّ بين لؤلؤة وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فإنّه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن.
واللؤلؤ غير المنظوم يدل على الولد وإن كان مكتوباً فإنّه جوار وربما دل منثوره على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلين يدخلان في أفواهما اللؤلؤ.
فيخرج
أحدهما أصغر مما أدخله ويخرج الآخر أكبر منه.
فقال: أما ما رأيته يخرج صغيراً فإنّك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه وأما من رأيته يخرج كبيراً فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه.
وجاءته امرأة فقالت: إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى فعلمت أختك الصغرى.
فقالت: صدقت تعلّمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به فقال أنت رجل كلما حفظت القرآن وجاءه آخر فقال: رأيت كأني أثقب لؤلؤة فقال: ألك أم قال نعم كانت وسبيت قال: فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال: اتق الله فأمك هي.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّي أمشي على لؤلؤ فقال: اللؤلؤ القرآن ولا ينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ فمي مليء لؤلؤاً وأنا ضام عليه لا أخرجه فقال: أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه فقال: صدقت.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ في إحدى أذني لؤلؤة بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه ولا آخذ منه شيئاً قال: أنت رجل قاص تقول ما لا تعمل به.
المرجان: قال بعضهم هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه ومن الخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: " لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله وَلا الشّهَر الحَرامَ ولا الهَدْيَ وَلا القَلائِد " .
الياقوت: فرح ولهو فمن رأى أنّه تختم بالياقوت فإنّه يكون له دين واسم.
فإن رأى أنّه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولداً ولد له بنت.
وإن أراد التزويج تزوج امرأة حسناء جميلة ذات دين لقوله تعالى: " كأنّهُنَّ الياقوت والمرّجان " .
فإن رأى كأنّه استخرج من قعر البحر أو النهر ياقوتاً كثيراً يكال بالميكال أو يحمل بالأوقار فإنّه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة.
وفيل إنّ الياقوت صديق.
ومن رأى أنّه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لأنّ النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر أو يذهب عقله لأنّ العقلِ جوهر مبسوط
.
وإذا كانت الياقوتة صديقاً كان قاسي القلب ومن رأى كأن له إكليلاً من ياقوت ومرجان فإنّ ذلك عزة وقوة من قبل امرأة حسناء وقال بعضهم إنّ الياقوت منسوب إلى النساء حتى يكون كثيراً يكال.
الزمرد والزبرجد: هو المهذب من الأخوان والأولاد والمال الطيب الحلال والكلام الخالص من العلم والبر ويكون أيضاً صديقاً صاحب دين وورع وحب.
وأما الفيروزج: فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر.
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي خاتماً فصه من ياقوتة حمراء فقال: تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة.
العقيق: مبارك ينفي الفقر على ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى كأنّه تختم به فإنّه يملك شيئاً مباركاً وينال نعمة نامية وكذلك الجزع.
السبج: مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد له ويدل أيضاً على الصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام.
والرصاص: يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس.
وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يدل على خسران.
ومن رأى أنّه يذيب رصاصاً فإنّه يخاصم في أمر فيه وهن ويقع في ألسنة الناس.
الصفر والنحاس: مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنّه يذيب صفراً فإنّه يخاصم في أمور من متاعِ الدنيا ويدل أيضاً على كلام السوء والبهتان ومن رأى في يده شيئاَ منه فليحذر أناساً يعادونه وليتق الله ربه في دينه لأنّ الله تعالى يقول: " مِنْ حُلِيّهِم عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ "
فلم يكن ذهباً ولا فضة وإنما كان نحاساً.
ومن رأى صفراً أو نحاساً فإنّه يرمى بكذب أو بهتان أو يشتم.
الحديد: قال الله تعالى: " وأنْزَلنا الحَدِيدَ فيهِ بَأسٌ شَديدٌ ومَنافِعُ لِلنّاس "
والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبز مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضعفه غيبة والحديد ظفر.
وحكي أنّ رجلاً أتى جعفر الصادق عليه السلام فقال: رأيت كأنّ ربي أعطاني حديداً وسقاني شربة خل ثقيف فقال: تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض والكحل: مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد وقيل الكحل يدل على زيادة ضوء البصر.
وأما الزجاج: فهو لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضرراً.
وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها.
وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها بأنها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة فقلت ما هذه يا رسول الله قال أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام.
أما الزئبق: فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق وأتباع الهوى ومن رأى بيده شيئاً من الزئبق فإنّه مذبذب في دينه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأكله لا خير فيه والقار: وقاية وجنة من محذور.
والنفط: مال حرام وقيل امرأة مفسدة.
ومن صب عليه نفطاً أصابه مكروه من جهة السلطان.
وأما الفلوس: فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمكشوف منها كلام رديء وصخب.
ومن رأى أنّه أدخل في فمه درهماً فأخرج فلساً فإنّه زنديق والفلس كلام مع رياء ومجادلة ومن رأى فلوساً عليها اسم الله تعالى فإنّه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن.
ومن رأى كأنّه ابتلع ديناراً وأخرجه من سفله فلساً فإنّه يموت على الكفر لأنّ الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال.
وقال بعضهم: الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم.
وقيل الفلس يدل على الإفلاس.
مركب الحلى: مال شريف بقدر ما أراد لأنّه إذا كان من ذهب لا يضر لأنّه شريف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته.
فمن رأى في يده مركباً فإنّه ينال مال رجل شريف ويفيد جارية حسناء وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان حسان أصحاب زينة.
أما معادن الأرض
فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون لأنّها ودائع الله في أرضه أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنسلها ومطالعتها والظفر بها فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظهر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام فإن كان سلطاناً في بحر عدوه أو معروفاً بالجهاد فتح على عددها مدناً من مدن الشرك وسبى المسلمون منها وغنموا وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد لأنّ الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة.
الذهب
لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع في يده فمن رأى أنّه لبس شيئاً من الذهب فإنه يصاهر قوماً غير أكفاء ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه ماله أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب عليه سلطان وغرمه فإن رأى أنّه يذهب الذهب خاصم في أمر مكروه ووقع في ألسنة الناس ومن رأى بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق.
ومن رأى عليه قلادة أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة ومن رأى عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختها فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء " .
ومن رأى أنّ عليه خلخالاً من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد.
ويقال خلاخيل الرجال قيودها وليس يصلح للرجال شيء من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط.
والحلي كله للنساء زينة وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة.
والذهب إذا لم يكن مصوغاً فهو غرم وإذا كان مصوغاً فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه.
وقيل إنّ حلي النساء يدل للنساء على أولادهن فذهبه ذكورهن وفضته إناثهن وقد يدل المذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث.
وحكي أنّ امرأة أتت معبراً فقالت: رأيت كأنّ لي طستاً من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال: ألك عبد مريض أو أمة قالت نعم قال: إنّه يموت.
ورأى إنسان كأنّ عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره.
الفضة: غال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأنّ الفضة من جوهر النساء.
فمن رأىِ أنّه استخرج فضة نفرة من معدنها فإنّه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزاَ فإن رأى أنّه يذيب فضة فإنّه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس.
وأما الدنانير: فإنّ الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية وأداء شهادة فمن رأى أنّه ضيع ديناراً مات ولد أو ضيع صلاة فريضة.
والدنانير الكثيرة إذا دفعت إليك أمانات وصلوات ومن رأى أنّه ينقل إلى منزله أوقار دنانير فهو مال ينقلِ إليه لقوله تعالى: " فالحامِلاتِ وِقْرا " .
فإن رأى في يده ديناراً فإنّه قد ائتمن إنساناً على شيء فخانه.
والبهرج: دين فيه خلاف والمطلية قلة دين وكذب وزور.
وقيل أن ابن سيرين كان يقول: الدنانير كتب تجيء أو صكاك يأخذها.
وإن كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس.
وربما كان الدينار الواحد المفرد ولداً.
وجميع لباس الحلى محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا مالا ينكر لباسه عليهم.
الدراهم: الدراهم الجياد دين وعلم وقضاء حاجة أو صلاة والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة.
والصحاح ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح.
وعددها أعداد أعمال البر لأنّها مكتوب عليه لا إله إلا اللهّ محمد رسول اللهّ ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى.
فإن رآها إنسان فإنّه يتم له أمر الدين والدنيا فإن رأى معه صحاحاً واسعة حساناً فإنّه دين فإن كان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقاً حسناً.
وإن كانت امرأة حبلى ولدت غلاماً حسناً.
والدراهم الكثيرة إذا أصابها إفادة خير كثير من فرح وسرور فإن رأى أنّ له على إنسان دراهم جياداً صحاحاً فإنه له عليه شهادة حق وإن طالبه بها فهو مطالبته إياه بالشهادة فإن ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة فإن ردها مكسرة مال في الشهادة فإن ضيع درهماً حسناً فإنّه ينصح جاهلاً ولا يقبل منه.
الدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة أو اجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها كلام ليس فيه ورع.
والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا ينقطع وقيل بل ينقطع فيها المقال.
وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم فإن سرق درهماً وتصدق به فإنه يروي مالا يسمعه.
فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص ماله فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله.
وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة وقيل الدراهم تدل على كلام تواتر في الأشياء الجليلة وقيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سراً.
وربما كان الدرهم الواحد ولداً والفلوس كلام رديء وصعب والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال: أنظر قد فقدت من كتبك شيئاً.
قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين.
وحكي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين ديناراً معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة.
فقال: أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أصبت درهماً كسروياً فقال: تنال خيراً فلم يمس حتى أفاده.
ثم أتى آخر فقال: رأيت كأنّي أصبت درهماً عربياً.
فقال له إنك تضرب.
فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة.
فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك فقال: إن الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم.
وأتاه آخر فقال: رأيت كأنّي أضرب الدراهم.
فقال أشاعر أنت فقال نعم.
ورأى رجل كأنّه وضع درهماً تحت قدمه فقص رؤياه على معبر.
فقال: إنك - سترتد عن
الدين.
فارتاع صاحب الرؤيا وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءي الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى.
وجاء رجل آخر فقال: كأني أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي فقال له ابن سيرين: بت البارحة وخفك في رجلك قال نعم.
قال انزعه.
فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسول الله.
ومن رأى كأنّه أصاب طستاً من ذهب أو إبريقاً أو كوزاً وله عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنّه يرتكب الآثام وما رأى من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى: " يُطافُ عَلَيْهِم بصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأكْواب " .
الكنز: يدل على حمل المرأة لأنّ الذهب غلمان والفضة جواري.
وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل.
وقد قيل أنّ الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاد كثيرة وقال بعض: من رأى كأنّه وجد كنزاً فيه مال فيدل على شدة تصيبه.
وحكي أنّ امرأة رأت بنتاً لها ميتة فقالت لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيراً فقالت عليك بالجوز فاقسميه في المساكين.
فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله إنّ عندي كنزأ دفنته من أيام الطاعون.
ورأى رجل ثلات ليال متواليات كأنه أتاه آتٍ فقال له اذهب إلى البصرة فإن لك بها كنزاً فاحمله فلم يتلفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب إلى البصرة وجمع أمتعته فلما أن وردها جعل يطوف في نوِاحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شيء وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوماً خربة فرأى فيها بيتاً مظلماً ففتشه فوجد فيه دفتراً فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئاً وقد كان مكتوباً بالعبرانية ولم يجد أحداً بالبصرة يقرأه فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال: ترجمه بالعبرانية لي لأدفعه من بعد إليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير.
التاج: وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنّها تتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غني وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً.
وإن رآه رجل على رأسه فإنّه ينال سلطاناً أعجميَاً فإن دخل
عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأنّ لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال وقد يكون أيضاً زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة وإن رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنّه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلاّ أن يكون له والد غائب فإنّه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على رأسي تاجاً من ذهب فقال له: إنّ أباك في عربة قد ذهب بصره فورد عليه الكتاب بذلك وقال إنّ التاج على رأس الرجل رئيسه الذي كان فوقه وقد ذهب عنه شيء يعز عليه وأعز ما عليه بصره.
والإكليل: يجري مجرى التاج وقيل هو مال زائد وعلم وولد يرزقه والإكليل للمرأة زوج أعجمي وللرجال ذهاب ما ينسب إليه لأنّ الذهب مكروه فإن رأى تاجر وضع الإكليل عن رأسه أو سلبه فإنّه يذهب ماله فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك أنّ إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أو سلب زال ملكه.
القرط في الأذن: أما القرط للرجال فإنّه يعمل عملاً من السماع ولذة الأذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل ما لا ينبغي له فيغني بالقرآن فإن لمِ يكن في شيء من ذلك نظرت إلى الحامل من أهله أما زوجته أو ابنته فإنّها تلد غلاماً إن كان القرط ذهباً وإن كان القرط فضة ولدت أنثى.
ومن رأى امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنّه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها إماء وجوار مدللات مزينات لأنّ المرأة والجارية تجارة والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنّه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأنّ جمال كل شيء اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالاً في أموره.
فإن كان مع ذلك شنف فإنّه يرزق بنتاً.
فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنّها ترزق ولداً ذكراً.
والقرط والشنف للرجال والنساء سواء وإن كان القرط من ذهب فرجل مغن وإن كان من فضة فإنّه يحفظ نصف القرآن.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في إحدى أذني قرطاً فقال له: كيف غناؤك فقال إني لحسن الصوت.
الخاتم: وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه فمن أعطي خاتماً أو اشتراه أو وهب له نال سلطاناً أو ملك ملكاً إن كان من أهله لأنّ ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه وأيضاً فإنّه مما تطبع به الملوك كتبها والأشراف خزائنها.
وقد يكون من الملك داراً يسكنها ويدخلها أو يملكها وفصه بابها وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها أو يولج أصبح بطنه فيها ويكون فصه وجهها وقد يكون أخذ الخاتم من الله عزّ وجلّ للزاهد العابد أماناً من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة وأخذه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من العالم بشارة بنيل العلم وكل هذا ما كان الخاتم فضة وإما إن كان ذهباً فلا خير فيه وكذلك إن كان حديداً لأنّه حلية أهل النار أو نحاساً لما في اسمه من لفظ النحس وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله.
وقيل: الخاتم يدل أيضاً على الوالد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وإن كان من ذهب فهو للرجل ذل وقيل من رأى أنّه لابس خاتم من حديد فإنّه يدل على خير يناله بعد تعب وإن كان من ذهب وله فص فإنه جد.
والخواتم المفرغة والمصمتة هي أبداً خير والمنفوخة التي في داخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأنّ فيها شيئاً خفياً أو تدل على رجاء لشيء عظيم ومنافع كثيرة لأنّ عظمها أكبر من وزنها وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنّها محمودة للنساء.
وقيل الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان وماله وولاية والخاتم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته.
فمن رأى أنّ الملك طبع بطابعه نالت السلطان من سلطانه سريعاً لا يخالفه لأنّ الطابع أقوى من الخاتمِ.
ومن رأى أنّه لبس خاتماً من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنّه يصيب سلطاناً.
ومن رأى أنّه يختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنّه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي أو يكون له أب فإنّه يموت أبوه ويصير خلفاً وإن لم يكن له أب فإنّه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمنى.
وإن رأى ذلك خارجي نال ولاية باطلة.
ومن وجد خاتماً صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج ومن رأى فص خاتمه تقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب ببعض ماله.
ومن انتزع خاتمه وكان والياً فهو عزله أو ذهاب ملكه أو طلاق امرأته.
ويكون ذلك للمرأة موت زوجها أو
أقرب الناس إليها وقيل إنّ الخاتم إذا لبسه الإنسان تجدد له شيء مما ينسب إلى الخاتم ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنّه يذهب سلطانه ويبقى اسمه وذكره وجماله.
والخاتم من ذهب بدعة ومكروه في الدين وخيانة في ملكه ويجور في رعيته والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن والخاتم ذو الفصين سلطان ظاهر وباطن فإن كان ذا الخاتم مما ينسب إلى التجارة فهو ربح وإن كان منسوباً إلى العلم فإنّه يداوي أصحاب الدين والدنيا.
وضيق الخاتم يدل على الراِحة والفرج.
ومنِ استعار خاتماً فإنّه يملك شيئاً لا بقاء له ومن أصاب خاتماً منموشاً فإنّه يملك شيئاً لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة جارية أو ولد.
وإن رأى خواتيم تباع في السوق فهو بيع أملاك رؤساء الناس.
فإن رأى السماء تمطر خواتيم فإنه ومن تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيره فإنه يقود على امرأته ويدعو إلى الفساد وإن رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى من غير أن حوله فإنّ امرأته تخونه.
ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنّه يفارق امرأته بكلام حسن أو مال.
والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فإنّه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز.
فإن كان فصه من زبرجد فإن كان سلطاناً فإنّه شجاع مهيب قوي وإن كان في الولد فإنّه ولد مهذب راجح كيس وإن كان فصه خرزاً فإنه سلطان ضعيف مهين وإن كان الفص ياقوتاً أخضر فإنّه يولد له ولد مؤمنِ عالم فهم والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من نفاق فإن أعطيت امرأة خاتماً فإنّها تتزوج أو تلد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ خاتمي انكسر.
فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك.
فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأن في يدي خاتماً أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء فقال أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة.
ومن رأى أنّه ختم لرجل على طين فإنّ المختوم له ينال سلطاناً من صاحب الخاتم.
ومن رأى أنّ ملكاً أو سلطاناً أعطاه خاتمه فلبسه وكان أهلاً لذلك نال سلطاناً وإلاّ رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق المرأة.
المخنقة: للرجال الخناق وللمرأة زينة وولد من زوج جوهري وإن كانت من صفر فمن زوج أعجمي وإن كانت من خرز فإنه من زوج دنيء فإن كانت مفصلة من جوهر ولؤلؤ وزبرجد فإنّها تتزوج بزوج رفيع وتلد منه بنتين وتجد مناها فيه.
القلادة والعقد: هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صغرى اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره ومن رأى عليه قلادة ذهب ودر وياقوت ولي عملاً من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة والجوهر في العقد جواهر عمله ومبلغه ومنتهاه والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء والياقوت والجوهر فيها حسنها.
وإن كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا وإذا كانت من خرز فولاية في وهن وضعف وإذا كانت منسوبة إلى المرأة فإنها امرأة دنيئة.
والقلادة: للنساء مال ائتمنها عليه زوجها وقال الزينة كما أنّها تعانق المرأة فكذلك الزوج والولد.
وأما الرجال فإنّ مثل هذه الرؤيا تدل على اغتيال ومكر فيهم وتّعقد أسباب وليس وأما العقد: للرجل في عنقه فإن كان طالباً للقرآن جمعه وإن كان طالباً للفقه أحكمه وإن كان عليه عهد أو عقد وفى به وإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزباً تزوج امرأة تحسن القرآن وإن كان عنده حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلكه ويتبدد نظمه فإن كان في عنقه عهد نكثه وإن كان حافظاً للقرآن نسيه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلفه له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرآن واللؤلؤ سنن وسائر الجوهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن.
وأما الطوق: للرجال فإحسان المرأة إلى زوجها وسعته غنى للزوج وإحكامه علم الزوج وكونه من حديد قوته وكون الخشب في وسطه نفاقه.
وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح.
وإن رأى كأنّه مطوق طوقاً ضيقاً فإنّه بخيل وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنّه لا ينفع به أحد من أهل الدين.
وإن كان عالماً فإنّه يكتم علماً قال الله تعالى: " سَيُطًوّقونَ ما بخِلُوا بهِ يَوْمَ القِيامَة " .
ومن رأى كأنّه اشترى جارية وفي حلقها طوق من فضة فإنّه يتجر على قدر الجارية تجارة ويستفيد منها قوة أو يصيب من التجارة امرأة أو جارية لأنّ الفضة من جوهر النساء.
وقيل إنّ الطوق من أي نوع كان فساد في الدين.
السوار: من رآه من الرجال فهو ضيق يده فإن كانت أسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى: " وَحُلوا أساوِرَ مِنْ فِضةٍ " .
وإن كان له أعداء فإنّ الله يعينه.
ومن رأى في يده سواراً منِ ذهب غلت يده فإن رأى ملكاً سوّر رعيته فإنّه يرفق بهم ويعدل فيهم وينالون كسباً ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه.
فإن سوّرت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصوت.
وقيل إنّ السوار من الفضة يدل على ابن وخادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم ذكر السوار أيضاً في أول الباب.
وأما الدملج: فهو للنساء زينة وفخر وجمال وإن عدد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من قيمهن.
والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأنّ العضد أخ وكذلك الساعد.
وإن كان من ذهب ورأى كأنّه عليه دل على أنّه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في التأويل.
وأما المعضد: فمن كان في يده معضد من فضة فإنّه يزوج ابنه ابنة أخيه وإن كان المعضد من خرز فإنّه ينال من أخواته هموماً متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شيء تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى: " هُنَّ لِباسٌ لَكُم " .
المنطقة: هي أب أو أخ أو عم أو ولد وتدل أيضاً على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور.
فإن رأى كأنّ ملكاً أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على أنّه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الولي وكونها من ذهب ظلمه ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم.
فإن رأى كأنّ عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله فإن رأى كأنّه أعطي منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه فإنه يسافر سفراً في سلطان.
وإن كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره.
ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره.
وإن شد وسطه بحية فإنّه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير.
وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكاً.
ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيراً ونعمة يشتد بها ظهره فإن كان غنياً فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال وتكون سريرته خيراً من علانيته.
والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوّى به إذا كانت في وسطه وإن كانت محلاة بالجوهر أصاب مالاً يسود به أو ولداً يسود أهلِ بيته.
والخلخال: من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالاً من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوِف إن كانت ذات بعل وإن كانت أيما اللؤلؤ: اللؤلؤ المنظوم في التأويل القرآن والعلم فمن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً مستوياً فإنّه يفسر القرآن صواباً ومن رأى كأنّه باع اللؤلؤ أو بلعه فإنّه ينسى القرآن وقيل من رأى كأنّه يبيع اللؤلؤ فإنه يرزق علماً ويفشيه في الناس.
وإدخاله اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فإن رأى كأنّه ينثر اللآلىء من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فإنّه واعظ نافع الوعظ.
وقيل إنّ اللؤلؤة امرأة يتزوجها أو خادم.
وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى: " يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ إذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتُهُمْ لؤلؤاً مَنْثُوراً " .
واستعارة اللؤلؤ تدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك.
واللؤلؤ الكثير ميراث أيضاً وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح.
واللؤلؤ كمال كل شيء وجماله.
ومن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً بخشبة فإنّه ينكح ذات محرم.
ومن بلع لؤلؤاً فإنّه يكتم شهادة عنده ومن مضغ اللؤلؤ فإنّه يغتاب الناس ومن رأى كأنّه تقيأه ومضغه وبلعه فإنّه يكابد الناس ويغتابهم ومن رأى لؤلؤاً كثيراً مما يكال بالقفزان ويحمل بالأوقار وكأنّه استخرجه من بحر فإنّه يصيب مالاً حلالاً من كنوز الملوك فإن رأى كأنّه يعد اللؤلؤ فقد قيل أنّه يصيبه مشقة.
ومن رأى كأنّه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر فإنه يسأل عالماً عن المسائل لأنّ العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضهِا ويولد له منها أولاد حسان.
ومن رأى كأنّه رمى لؤلؤاً في نهر أو بئر فإنه يصطنع معروفاً إلى الناس.
فمن رأى كأنه ميزّ بين لؤلؤة وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فإنّه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن.
واللؤلؤ غير المنظوم يدل على الولد وإن كان مكتوباً فإنّه جوار وربما دل منثوره على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلين يدخلان في أفواهما اللؤلؤ.
فيخرج
أحدهما أصغر مما أدخله ويخرج الآخر أكبر منه.
فقال: أما ما رأيته يخرج صغيراً فإنّك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه وأما من رأيته يخرج كبيراً فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه.
وجاءته امرأة فقالت: إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى فعلمت أختك الصغرى.
فقالت: صدقت تعلّمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به فقال أنت رجل كلما حفظت القرآن وجاءه آخر فقال: رأيت كأني أثقب لؤلؤة فقال: ألك أم قال نعم كانت وسبيت قال: فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال: اتق الله فأمك هي.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّي أمشي على لؤلؤ فقال: اللؤلؤ القرآن ولا ينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ فمي مليء لؤلؤاً وأنا ضام عليه لا أخرجه فقال: أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه فقال: صدقت.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ في إحدى أذني لؤلؤة بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه ولا آخذ منه شيئاً قال: أنت رجل قاص تقول ما لا تعمل به.
المرجان: قال بعضهم هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه ومن الخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: " لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله وَلا الشّهَر الحَرامَ ولا الهَدْيَ وَلا القَلائِد " .
الياقوت: فرح ولهو فمن رأى أنّه تختم بالياقوت فإنّه يكون له دين واسم.
فإن رأى أنّه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولداً ولد له بنت.
وإن أراد التزويج تزوج امرأة حسناء جميلة ذات دين لقوله تعالى: " كأنّهُنَّ الياقوت والمرّجان " .
فإن رأى كأنّه استخرج من قعر البحر أو النهر ياقوتاً كثيراً يكال بالميكال أو يحمل بالأوقار فإنّه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة.
وفيل إنّ الياقوت صديق.
ومن رأى أنّه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لأنّ النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر أو يذهب عقله لأنّ العقلِ جوهر مبسوط
.
وإذا كانت الياقوتة صديقاً كان قاسي القلب ومن رأى كأن له إكليلاً من ياقوت ومرجان فإنّ ذلك عزة وقوة من قبل امرأة حسناء وقال بعضهم إنّ الياقوت منسوب إلى النساء حتى يكون كثيراً يكال.
الزمرد والزبرجد: هو المهذب من الأخوان والأولاد والمال الطيب الحلال والكلام الخالص من العلم والبر ويكون أيضاً صديقاً صاحب دين وورع وحب.
وأما الفيروزج: فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر.
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي خاتماً فصه من ياقوتة حمراء فقال: تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة.
العقيق: مبارك ينفي الفقر على ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى كأنّه تختم به فإنّه يملك شيئاً مباركاً وينال نعمة نامية وكذلك الجزع.
السبج: مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد له ويدل أيضاً على الصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام.
والرصاص: يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس.
وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يدل على خسران.
ومن رأى أنّه يذيب رصاصاً فإنّه يخاصم في أمر فيه وهن ويقع في ألسنة الناس.
الصفر والنحاس: مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنّه يذيب صفراً فإنّه يخاصم في أمور من متاعِ الدنيا ويدل أيضاً على كلام السوء والبهتان ومن رأى في يده شيئاَ منه فليحذر أناساً يعادونه وليتق الله ربه في دينه لأنّ الله تعالى يقول: " مِنْ حُلِيّهِم عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ "
فلم يكن ذهباً ولا فضة وإنما كان نحاساً.
ومن رأى صفراً أو نحاساً فإنّه يرمى بكذب أو بهتان أو يشتم.
الحديد: قال الله تعالى: " وأنْزَلنا الحَدِيدَ فيهِ بَأسٌ شَديدٌ ومَنافِعُ لِلنّاس "
والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبز مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضعفه غيبة والحديد ظفر.
وحكي أنّ رجلاً أتى جعفر الصادق عليه السلام فقال: رأيت كأنّ ربي أعطاني حديداً وسقاني شربة خل ثقيف فقال: تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض والكحل: مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد وقيل الكحل يدل على زيادة ضوء البصر.
وأما الزجاج: فهو لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضرراً.
وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها.
وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها بأنها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة فقلت ما هذه يا رسول الله قال أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام.
أما الزئبق: فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق وأتباع الهوى ومن رأى بيده شيئاً من الزئبق فإنّه مذبذب في دينه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأكله لا خير فيه والقار: وقاية وجنة من محذور.
والنفط: مال حرام وقيل امرأة مفسدة.
ومن صب عليه نفطاً أصابه مكروه من جهة السلطان.
وأما الفلوس: فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمكشوف منها كلام رديء وصخب.
ومن رأى أنّه أدخل في فمه درهماً فأخرج فلساً فإنّه زنديق والفلس كلام مع رياء ومجادلة ومن رأى فلوساً عليها اسم الله تعالى فإنّه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن.
ومن رأى كأنّه ابتلع ديناراً وأخرجه من سفله فلساً فإنّه يموت على الكفر لأنّ الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال.
وقال بعضهم: الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم.
وقيل الفلس يدل على الإفلاس.
مركب الحلى: مال شريف بقدر ما أراد لأنّه إذا كان من ذهب لا يضر لأنّه شريف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته.
فمن رأى في يده مركباً فإنّه ينال مال رجل شريف ويفيد جارية حسناء وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان حسان أصحاب زينة.
041- البحر
وأحواله والسفينة والغرق والأنهار
والآبار والمياه وظروفها من الدلاء والخوابي والجرر والكيزان
البحر: في التأويل سلطان مهيب قوي كما أن البحر أعظم الأنهار.
الماء: يدل على الإسلام والعلم وعلى الحياة والخصب والرخاء لأنّ به حياة كل شيء كما قال الله تعالى: " لأسْقَيْنَاهًمْ مَاءً غَدَقَاً لِنَفْتِنَهًمْ فيهِ " .
وربما دل على النطفة لأنّ الله تعالى سماها ماء والعرب تسمي الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنّه يكسسب به فمن شرب ماء عذباً صافياً من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره فإن كان مريضاً أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته وإن لم يكن مريضاً تزوج إن كان عزباً لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره وإن كان متزوجاً ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها.
وإن لم يكن شيء من ذلك أسلم إن كان كافراً ونال علماً إن كان صالحاً وللعلم طالباً وإلا نال ديناً حلالاً إن كان تاجراً إلاّ أن يدخل على الماء ما يفسده فيدل ذلك على حرامه وإثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فإما علم فاسد أو وطء رديء أو مال خبيث.
وإن كان الماء كدراً أو مراً أو منتناً فإنّه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل إنسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والإناء الذي كان فيه.
وأما من حمل ماء في وعاء فإن كان فقيراً أفاد مالاً وإن كان عزباً تزوج وإن كان متزوجاً حملت زوجته أو أمته منه إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو وزيره أو قريبه.
وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه فإن كان ذلك عاماً في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو أسقام أو طواعين وإن كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع.
وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أبلاء يحل فيه من مرض أوسلطان.
وكذلك جريان الماء أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس.
وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عزّ وجلّ على أهل ذلك المكان إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس وإلا كان عذاباً من السلطان أو جائحة من الجوائح.
فإن رأىِ أنّه أعطي ماء في قدح دل ذلك على الولد وإن شرب ماء صافياً في قدح نال خيراً من ولده أو زوجته لأنّ الزجاج من جوهر النساء والماء جنين.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه
يشرب ماء سخناً أصابه غم فإن رأى أنّه ألقى في ماء صاف سر مفاجأة.
وقيل أنِّ عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى: " فيهمَا عَيْنَان تَجْرِيَان " .
ولغير أهل الصلاح مصيبة.
وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق فإن رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار فإنّه يخرج من الهموم كلها وإن لم يخرج منها فإنه هم دائم.
فإن كان ذلك المكان صافياً فهو حزن في صحة جسم.
وهذا كله في العين إذ لم تكن جارية فإن كانت جارية فهو خير جار لصاحبه حياً وميتاً إلى يوم القيامة.
وقال بعضهم من رأى كأنّ في داره عين ماء جارية فإنّه يشتري جارية.
وإذا رأى كأنّ عيوناً انفجرت فإنّه ينال أموالاً في توبيخ.
والماء الصافي رخص الأسعار وبسط العدل ومن رأى كأنّه شرب ماء كثيراً أكثر من عادته في اليقظة فإن عمره يطول.
وقيل إنَّ شرب الماء سلامة من العدو ومضغه معالجة الكد والشدة في المعيشة.
وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه.
والماء الراكد أضعف من الماء الجاري في كل حال وقيل أنّ الماء الراكد حبس فمن رأى أنّه سقط في ماء راكد فهو في حبس وغم والماء المالح غم وأما الأسود إذا نزح من البئر فإنّها امرأة يتزوجها ولا خير فيها.
وقيل أنَّ رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر.
والماء الآسن عيش نكد والماء المنتن مال حرام والماء الأصفر مرض وغور الماء عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى: " قُلْ أرَأَيْتُمْ إنْ أصبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرَاً فَمَنْ يَأتِيَكُمْ بمَاءٍ مَعِينٍ " .
والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كأنّه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان وإذا رأى كأنّه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن.
والماء الكدر عسر وتعب وشربه مرض.
وزبد الماء مال لا خير فيه.
ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك.
وِمن رأى كأنّه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة فإنّه ينال خيراً كثيراً.
فإن رأى وجهه فيه حسناً فإنّه يحسن إلى أهل بيته.
وصب الماء إنفاق المال في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنّه يظن أنّه أحرزه ولم يحرزه.
والوضوء من ماء لا يكره صافياً كان أو كدراً حاراً أو بارداً بعد أن يكون نظيفاً يجوز به الوضوء لأنّ الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه.
ويكره من العيون ماء كدر لم يجر.
والمشي فوق الماء غرور ومخاطرة فإن خرج منه قضيت حوائجه.
ومن رأى أنّه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره فإنّه يصيب دنيا كثيرة ويتمول وقيل بل يقع في أمر رجل كبير.
والاغتسال بالماء البارد توبة وشفاء من المرض والخروج من الحبس وقضاء الدين والأمن من الخوف.
ومن رأى كأنّه يشرب ماء كثيرأ عذباً كان طول حياة وطيب عيش فإن شربه من البحر نال مالاً من الملك وإن شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار وإن استقاه من بئر أصاب مالاً بحيلة ومكر.
ومن رأى أنّه يستقي ماء ويسقي به بستاناً وحرِثاً أفاد مالاً من امرأة فإن أثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالاً وولداً وسقي البستان والزرع مجامعة امرأته.
والماء في قدح زجاج ولد فإن انكسر القدح وبقي الماء ماتت الأم وبقي الولد وإن ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم.
سئل ابن سيرين عن امرأة رؤي لها أنّها تسقي الماء فقال: لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأنّي أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذاً بارداً فقال: اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك فقال: إنّما هي امرأة خطبتها إلى نفسي.
البحر: أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأرواح لقوته وعظيم خطره وأخذه وعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حججه وأوامره وسمكه رعيته ورجاله أرزاقه وأمواله أو مسائله وحكمه ودوابه قواده وأعوانه وتلاميذه وسفنه عساكره ومساكنه ونساؤه وأمناؤه وتجاراته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه.
وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحداً وتموله وتفقر آخر وتقتله وتَملكه اليوم وتقتله غداً وتمهد له اليوم وتصرعه بعده.
وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواماً وتفقر آخرين.
ورياحه أرزاقها وأقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيوانه وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقادتها وأهل البأس والسر فيها.
وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش م ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها.
فمن رأى نفسه في بحر أو رؤى له ذلك فإن كان ميتأ فهو في النار لقوله تعالى: " أُغْرِقُوا فادْخِلوا نَارَاً " .
فكيف بالميت إن كان غريقاً.
وإن كان مريضاً اشتدت به علته وعظم بحرانه فإن غرق فيه مات من علته وإن لم يكن مريضاً داخل سلطاناً إن كان ذلك في الصيف وفي هذه البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فإن غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان فإن مات شي غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع المولد والغرق.
أما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب أو يناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة.
فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة.
ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالاً من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه.
ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان.
ومن قطع بحراً أو نهراً إلى الجانب الآخر قطع همساً وهولاً أو خوفاً وسلم منه.
وقال بعضهم: من رأى البحر أصاب شيئاً كان يرجوه ومن رأى أنّه خاض البحر فإنّه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فإن شرب ماءه كله فإنّه يملك الدنيا ويطول عمره ويصيب مثل مال الملك أو مثلِ سلطانه أو يكون نظيره في ملكه.
فإن شربه حتى روي منه فإنّه ينال من الملك مالاً يتمول به مع طول حياته وقوته فإن استقى منه فإنّه يلتمس من الملك عملاً ويناله بقدر ما استقى منه فإنَّ صبه في إناء فإنّه يجني مالاً كثيراً من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالاً والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لأنّها عطية الله.
ومن اغتسل من البحر فإنّه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك.
ومن بال في البحر فإنه يقيم على الخطايا.
ومن رأى البحر من بعيد فإنّه يرى هولاً وقيل يقرب إليه شيء يرجوه.
ورؤية البحر هادئاً خير من أن تكون أمواجه مضطربة.
والبحيرة: تدل على امرأة ذات يسار تحب المباشرة لأنّ البحيرة واقفة لا تجري وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه.
والموجِ شدة وعذاب لقوله تعالى: " غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُلَل " .
وقال تعالى: " وحَالَ بَيْنهمَا الموج " .
وحكي أن تاجراً رأى كأنّه يمشي في البحر ففزع فزعاً شديداً لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر.
فقال: إن كنت تريد السفر فإنّك تصيب خيراً.
وذلك أنّ رؤياه تدل على ثبات أموره.
ورأى رجل كأنّ ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه.
فقصها على ابن مسعدة فقال: بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة.
فما كان إلا يسيراً حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان.
ومن رأى كأنّه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالاً أو جارية أو علماً.
وإذا رأى أنّ ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنّه يقع هناك فتنة عظيمة.
والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأنّ الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغيانَاً وقال إنّ الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر.
وأما الكافر إذا رأى أنّه غرق في الماء فإنّه يؤمن لقوله تعالى: " حتّى إذَا أدرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ " .
ومن رأى كأنّه غرق وغاص في البحر فإنَّ السلطان يهلكه.
فإن رأى كأنّه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه فإنّه ينال ثروة ودولة.
فإن رأى كأنّه خرج منه ولم يغرق فإنّه يرجع إلى أمر الدين خصوصاً إذا رأى على نفسه ثياباً خضراً.
وقيل من رأى أنّه مات غريقاً في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثيرة.
وأما السباحة: فمن رأى أنّه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته فإن سبح في البر فإنّه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته.
فإن رأى أنّه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنّه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي.
فإن خافه فإنّه يخاف سلطاناً كذلك وإن نجا فإنّه ينجو منه وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنّه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقوة.
وإن سبح على قفاه فإنّه يتوب ويرجع عن معصية.
ومن سبح وهو يخاف فإنّه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك بقدر بعده من البر.
وإن ظن أنّه لا ينجو منه فإنّه يموت في ذلك الهم وإن كان جريئاً في سباحته فإنّه يسلم من ذلك العمل.
وإن رأى سلطان أنّه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بموجه فإنّه يقاتل ملكاً من الملوك فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك الملك.
وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنّه ذهاب دولة من ينسب إليه فإن عاد الماء عادت الدولة.
وقيل إذا رأى الإنسان كأنّه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح.
وقيل من رأى كأنّه يسبح خاصم خصماً وغلب خصمه ونصر عليه.
والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه وقيل بل يتيقن أمراً هو منه في شك وقيل يسافر سفراً في خطر على توكل.
ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على رجِل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه.
والراكد منه أهون مراماً وألطف أمراً ويدل على المحارب القاطع للطريق فإن كان مسافراً قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أوِ سلطان أو صاحب مكس.
وإن كان حاضراً نالته غمة وبلية لقوله تعالى: " مُبْتَلْيِكُمْ بِنهْر " .
وأما سلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه.
فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه وجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدراً فهو أشد في جميع ما يدل عليه فإن قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقامٍ ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان.
ومن استقى من نهر فشرب أصاب مالاً من رجل خطير كقدر ذلك النهر.
ومن دخل نهراً فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار.
ومن قطع نهراً إلى الجانب الآخر قطع هماً أو هولاً أو خوفاً وسلم منه إن كان فيه وحل.
والنهر الكبير: الغالب رجل منيع ذو سلطان ودخول السلطان إليه وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عزل السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته وإخلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش سبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال وكذلك الماء فيه وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقوله تعالى: " نَسُوقُ المَاءَ إلى الأرْض الجُرزِ " .
فان رأى كأنّه وقع في ماء ثم خرج منه فإنّه يقع في حزن ثم يخرج منه.
فإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه فإنّه ينجو من شر السلطان وينال ظفراً على الأعداء لقوله تعالى: " فَلَمّا جَاوَزَهُ هُوَ والذِينَ آمَنُوا مَعَهُ " .
وأما دجلة: فمن شرب ماءها فإنّه ينال الوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الوزير.
ومن رأى أنّه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعاً ونعمة.
فإن رأى أنّ ماء الفرات قد يبس فإنّه يموت الخليفة أو يذهب ماله وربما وقع التأويل على وزير الخليفة.
ومن شرب من نهر النيل فإنّه ينال ذهباً بقدر ما شرب.
ومن رأى أنّ ماء الوادي غمره من غير أن يغرق فيه فإنّه يصيبه غم غالب.
وإن خرج منه نجا من الغم وإن رأى الإنسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئاً منِ دوابه أو متاعه أو يذهب به فإنّه مضر وخسران له فإن رأى كأنّ يجري إلى بيته نهراً صافي الماء دل على يسار ومال وقيل أنّ ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت.
فإن رأى نهراً يجري من بيته والناس يشربون منه فإنّه إن كان غنياً أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهِم ويأتي منزله قوم كثيرون محتاجون وينالون منه منفعة وإن كان صاحب الرؤيا فقيراً فإنّه يطرد امرأته أو ابنه أو أحداً من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح.
فإن رأى أنّه يجري إلى بيته ماء صافياً دل على يسار ومال.
السواقي: الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك.
وربما دل على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سبقها البساتين وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجيئها به.
وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء.
وربما دلت على الخلق لأنّه ساقية الجسم.
وربما دلت على حياة الخلق إن كانت للعامة أو حياة رأسها إن كانت خاصة.
فمن رأى ساقية تجري بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مائها ويملؤون آنيتهم منها فانظر إلى ما فيهم فإن كانوا في وباء انجلى عنها وأمدهم الله سبحانه بالحياة وإن كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء إما بمطر دائم أو رفقة بالطعام وإن لم يكونوا في شيء من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع وإن كان ماؤها كدراً أو مالحاً أو خارجاً على الساقية مضراً بالناس فإنّه سوء يقدم على الناس وشر فيهم إما سقم عام كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه على المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزياداتها.
وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفائها
وطيب مائها واعتدال جريانها.
ومن رآها جارية إلى بستانه أو فدانه نظرت في حاله فإن كان عزباً تزوج أو اشترى جارية ينكحها فإن كانت له زوجة أو جارية وطئها وحملت منه إن شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته وإن رأى جريانها شنعاً بخلاف ما تجري السواقي به إن كان ماؤها دماً فإنّ أهله ينكحها غيره إما في عصمته أو من بعد فرقه على قدر حاله وما في زيادة منامه.
وقال بعضهم: الساقية التي يسدها الرجل الواحد ولا يغرق فيها فهي حياة طيبة لمن ملكها خاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدود في الأرض فإن فاض عن مجراه يميناً وشمالاً فهو هم وحزن وبكاء لأهل ذلك الموضع وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت فإنّها حياة طيبة للناس.
حكي أنّ رجلاً رأى ساقية مملوءة زبلاً وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بماء كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له أنّه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهل طبيعته.
الحوض: رجل سلطان شريف نفاع فإن رأى حوضاً ملآن فإنّه ينال كرامة وعزاً من رجل سخي.
فإن توضأ منه فإنه ينجو من هم.
القنوات: القناة تدل على خادم الدار لما يجري فيها من أوساخ الناس وأهلها وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمحلات المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كنى عن الفاحشة بالقاذورة.
وربما دلت على الفرج والغمة لأنه فرج أهل الدار إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو انسدت.
فمن رأى قناة داره قد انسدت حملت خادمه أو نشزت زوجته أو منعته نفسها فاهتم لذلك أو سدت عليه مذاهبه فيما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح أو سفر أو خصومة.
وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول.
وأما القناة المجهولِة فمن بال فيها دماً أو سقط فيها وتخضب بمائها وتلطخ بنجاستها أتى امرأة حراماً بزنا أو غير ذلك إن لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو امرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة.
والناعورة: خادم يحفظ أموال الناس في السر وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات
والأموال وانتقال الأحوال على السفر.
الجرة: أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش.
فمن رأى أنّه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره فإن شرب أقل أو أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره وكذلك في سائر الأواني فقِس عليه.
وقيل الجرة امرأة أو خادم أو عبد وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتاً أو عسلاً أو لبناً لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن والكيس وعلى العقدة ومن بدرة فأقل.
وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى الجرة.
الكيزان: هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوطء فمن شرب منها أفاد مالاً من جهنم وانكسار مؤنهم.
وقال بعضهم: من رأى أنّه شرب ماء في موضع غير مألوف على ظهر سفرة في إناء مجهولة من يد ساق مجهول فإنّه قد نفد من عمره بقدر ما شرب من الإناء.
وربما كان ذلك نفاد رزقه من البلدة الذي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك.
وكل ماء عذب في إناء فهو مال مجموع حلال.
والبرادة: قيل هي امرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة.
والخابية: امرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها.
ومن رأى كأنّه استقى ماء وصبه في خابية فإنّه يحتال مالاً ويودعه لامرأة.
والخابية تجري مجرى الزير.
زير الماء: وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وحانوته وعلى زوجته الحاملة لمائه والقربة دالة على نحو ما دل عليه.
الزير والبربخ: رجل حازم قد جرب السلطان وإذا جرى الماء فيه فإنّه وال وإذا لم يجرِ فيه فإنه معزول.
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من قلة ضيقة الرأس.
قال تراود جارية عن نفسها.
وسئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلاً وأدلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة.
فقال: الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب عليه امرأة فمكر الرجل وتزوجها.
فقال: امرأتك حامل قال نعم.
قال: فإنّها تموت ويبقى الولد.
الدلو: رجل يستخرج أموالاً بالمكر فمن رأى أنّه يدلو من بئر ماء ويحوي الماء في إنائه فإنّه يحوي مالاً من مكر.
فإن رأى أنّه يفرغه في غير إناء فإنّه لم يلبث معه ذلك الماء حتى يذهب وتذهب منافعه عنه.
فإن سقاه بستانه فإنّه يصيب به امرأة ويصيب منها إصابة.
فإن أثمر البستان أصاب منها ولداً على نحو ما يرى من تمام ذلك.
فإن رأى بئراً عتيقة فسقى منها إبلاً أو أناساً أو بهائم فهو يعمل خير الأعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء.
ومن رأى أنّه يدلو من بئر عتيقة ويسقي الحيوان فهو مراء لدين أو لدنيا بقدر قوته عليها.
وإن رأى أنّه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في عمله بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعة الدلو لدنياه خاصة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف و الله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غرباً فلم أر عبقرياً من الرجال يفري فريك يا ابن الخطاب.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن عباس فقال: رأيت كأنّي أدليت دلواً في بئر وامتلأ ثلثا الدلو وبقي الثلث.
فقال: غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حامل وستلد لك غلاماً.
فقال: ما الدليل قال: لأني جعلت البئر امرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنّه غلام وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة أشهر.
فقال: صدقت قد ورد كتابها بأنّها حامل منذ ستة أشهر.
والبكرة: رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين فمن رأى أنّه يستقي بها ماء ليتوضأ به فإنّه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله تعالى لأنّ الحبل دين.
فإن توضأ وتم وضوءه به فإنه يكتفي كل هم وغم ودين.
وقيل الدلو يدل على من ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا إليه بكذا وكذا أو توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله فإن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته وعهده النكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته وإن كان عنده حمل أتاه غلام كما في قوله تعالى: " فَأدْلَى دَلْوَه قَالَ يا بُشْرَى هَذَا غلاَم " .
وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لأنّ السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلوا دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة قال الشاعر:
وما طلب الـمـعـيشة بـالـتـمـنـيِ ولـكـن ألـق دلـوك فـي الـــدلاء
تجـيء بـمـلـئهـا طـوراً وطـوراً تـجـيء بـحـمـأة وقــلـــيل مـــاء
وإن كان المستقي بالدلو طالباً للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقي منه علمه وما جمعه من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه.
السفينة: دالة على كل ما ينجى فيه مما يدل الغرق عليه لأنّ الله سبحانه نجى بها نوحاً عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء.
وتدل على الإسلام الذي به ينجى من الجهل والفتنة.
وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن لأنّ الله سبحانه سماها جارية.
وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لا سيما أنها كالأم الحاملة لولدها في بطنها.
وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الإيمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام.
فمن رأى أنّه ركب سفينة في البحر فانظر إلى حاله ومآل أموره فإن كان كافراً أسلم سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعدما أيقن بالهلاك وإن كان مذنباً تاب من ذنبه.
وإن كان فقيراً استغنى من بعد فقره.
وإن كان مريضاً أفاق من مرضه إلا أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا.
وإن كان مفيقاً وكان طالب علم صحب عالماً أو استفاد علماً ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة.
وإن رأى ذلك مديون قضى دينه وزال همه.
وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه.
أتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاروسها فيدل ذلك على ريح الربح وطاروس الإقبال.
وإن رأى ذلك عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه.
وإن رأى فيها ميتاً في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها.
وكذلك في المقلوب لو رأى من هو في البحر كأنّه في المحشر وقد ركب على الصراط أوجازه فإنّه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحوه.
وإن جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن.
وأما إن رأى السفينة راكدة وأسواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجوناً وطال مرضه إن كان مريضاً
ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفر إن حاول ذلك وتعذر عليه الوصول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم إن كان طالباً لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر.
وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام من الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته.
إلا أنّ عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاضب لأنّ الخضر عابها وخلع لوحاً من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله وما نزل به.
ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه.
فإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب محمولاً حملاً شنيعاً فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه.
بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاروسه إلى البر انكسر وعطب.
وإن رأى طالب علم أنّ سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأنّ الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم ومنع الشيء في غير مكانه فمن ركوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة.
فإن لم يكن ذلك فلعلّه يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له.
وأما إن جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وإما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من كان مريضاً من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء وقال بعضهم: من رأى أنّه في سفينة في بحر داخل ملكاً عظيماً أو سلطاناً.
والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنّه ملكها.
فإن رأى أنّه فيها كان في ذلك إلا أن ينجو فإن خرج منها كانت نجاته أعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة.
كان الهم أشد والنجاة أبعد فإن رأى وال معزول أنّه ركب في سفينة فإنّه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكون الولاية على قدر أحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل.
وقيل إنّ ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج.
وإن كان في أمر فإنّه يركب مخاطرة فإن خرج منها فإنّه ينجو ويعصي ربه لقوله تعالى: " فَلَمّا نَجّاهُم إلىَ البَرِّ إذَا هُمْ يُشْرِكُون " .
فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجراً قد ضاعت تجارته فإنَّ السفينة رجوع ذلك.
فإن غرقت السفينة وتعلق منها بلوح فإنَّ السلطان يغضب عليه إن كان والياً ثم ينجو وترجع إليه الولاية.
وإن كان تاجراً فهو نقصان ماله ويعوض عنه وإن غرقت فهو بمنزلة الغريق.
ومن رأى أنّه في سفينة في جوف البحر فإنّه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر ما يخافه.
وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه.
وقيل أنّ غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى: " سَخّرَ لَكُمْ الفُلْكَ لِتَجْريَ فِي البَحْرِ بأمْره " .
والسفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى: " فأنجيْناه وَمَنْ مَعَهُ في الفُلْكِ المَشْحُونِ " .
وأخذ مجذاف السفينة إصابة علم أو نيل مال من شكوة.
وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقوله تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل الله جَمِيعاً ولا تَفَرّقُوا " .
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال.
قال: أنت رجل لم يبق من دينك إلا الإخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين.
البحر: في التأويل سلطان مهيب قوي كما أن البحر أعظم الأنهار.
الماء: يدل على الإسلام والعلم وعلى الحياة والخصب والرخاء لأنّ به حياة كل شيء كما قال الله تعالى: " لأسْقَيْنَاهًمْ مَاءً غَدَقَاً لِنَفْتِنَهًمْ فيهِ " .
وربما دل على النطفة لأنّ الله تعالى سماها ماء والعرب تسمي الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنّه يكسسب به فمن شرب ماء عذباً صافياً من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره فإن كان مريضاً أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته وإن لم يكن مريضاً تزوج إن كان عزباً لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره وإن كان متزوجاً ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها.
وإن لم يكن شيء من ذلك أسلم إن كان كافراً ونال علماً إن كان صالحاً وللعلم طالباً وإلا نال ديناً حلالاً إن كان تاجراً إلاّ أن يدخل على الماء ما يفسده فيدل ذلك على حرامه وإثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فإما علم فاسد أو وطء رديء أو مال خبيث.
وإن كان الماء كدراً أو مراً أو منتناً فإنّه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل إنسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والإناء الذي كان فيه.
وأما من حمل ماء في وعاء فإن كان فقيراً أفاد مالاً وإن كان عزباً تزوج وإن كان متزوجاً حملت زوجته أو أمته منه إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو وزيره أو قريبه.
وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه فإن كان ذلك عاماً في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو أسقام أو طواعين وإن كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع.
وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أبلاء يحل فيه من مرض أوسلطان.
وكذلك جريان الماء أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس.
وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عزّ وجلّ على أهل ذلك المكان إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس وإلا كان عذاباً من السلطان أو جائحة من الجوائح.
فإن رأىِ أنّه أعطي ماء في قدح دل ذلك على الولد وإن شرب ماء صافياً في قدح نال خيراً من ولده أو زوجته لأنّ الزجاج من جوهر النساء والماء جنين.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه
يشرب ماء سخناً أصابه غم فإن رأى أنّه ألقى في ماء صاف سر مفاجأة.
وقيل أنِّ عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى: " فيهمَا عَيْنَان تَجْرِيَان " .
ولغير أهل الصلاح مصيبة.
وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق فإن رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار فإنّه يخرج من الهموم كلها وإن لم يخرج منها فإنه هم دائم.
فإن كان ذلك المكان صافياً فهو حزن في صحة جسم.
وهذا كله في العين إذ لم تكن جارية فإن كانت جارية فهو خير جار لصاحبه حياً وميتاً إلى يوم القيامة.
وقال بعضهم من رأى كأنّ في داره عين ماء جارية فإنّه يشتري جارية.
وإذا رأى كأنّ عيوناً انفجرت فإنّه ينال أموالاً في توبيخ.
والماء الصافي رخص الأسعار وبسط العدل ومن رأى كأنّه شرب ماء كثيراً أكثر من عادته في اليقظة فإن عمره يطول.
وقيل إنَّ شرب الماء سلامة من العدو ومضغه معالجة الكد والشدة في المعيشة.
وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه.
والماء الراكد أضعف من الماء الجاري في كل حال وقيل أنّ الماء الراكد حبس فمن رأى أنّه سقط في ماء راكد فهو في حبس وغم والماء المالح غم وأما الأسود إذا نزح من البئر فإنّها امرأة يتزوجها ولا خير فيها.
وقيل أنَّ رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر.
والماء الآسن عيش نكد والماء المنتن مال حرام والماء الأصفر مرض وغور الماء عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى: " قُلْ أرَأَيْتُمْ إنْ أصبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرَاً فَمَنْ يَأتِيَكُمْ بمَاءٍ مَعِينٍ " .
والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كأنّه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان وإذا رأى كأنّه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن.
والماء الكدر عسر وتعب وشربه مرض.
وزبد الماء مال لا خير فيه.
ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك.
وِمن رأى كأنّه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة فإنّه ينال خيراً كثيراً.
فإن رأى وجهه فيه حسناً فإنّه يحسن إلى أهل بيته.
وصب الماء إنفاق المال في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنّه يظن أنّه أحرزه ولم يحرزه.
والوضوء من ماء لا يكره صافياً كان أو كدراً حاراً أو بارداً بعد أن يكون نظيفاً يجوز به الوضوء لأنّ الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه.
ويكره من العيون ماء كدر لم يجر.
والمشي فوق الماء غرور ومخاطرة فإن خرج منه قضيت حوائجه.
ومن رأى أنّه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره فإنّه يصيب دنيا كثيرة ويتمول وقيل بل يقع في أمر رجل كبير.
والاغتسال بالماء البارد توبة وشفاء من المرض والخروج من الحبس وقضاء الدين والأمن من الخوف.
ومن رأى كأنّه يشرب ماء كثيرأ عذباً كان طول حياة وطيب عيش فإن شربه من البحر نال مالاً من الملك وإن شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار وإن استقاه من بئر أصاب مالاً بحيلة ومكر.
ومن رأى أنّه يستقي ماء ويسقي به بستاناً وحرِثاً أفاد مالاً من امرأة فإن أثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالاً وولداً وسقي البستان والزرع مجامعة امرأته.
والماء في قدح زجاج ولد فإن انكسر القدح وبقي الماء ماتت الأم وبقي الولد وإن ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم.
سئل ابن سيرين عن امرأة رؤي لها أنّها تسقي الماء فقال: لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأنّي أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذاً بارداً فقال: اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك فقال: إنّما هي امرأة خطبتها إلى نفسي.
البحر: أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأرواح لقوته وعظيم خطره وأخذه وعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حججه وأوامره وسمكه رعيته ورجاله أرزاقه وأمواله أو مسائله وحكمه ودوابه قواده وأعوانه وتلاميذه وسفنه عساكره ومساكنه ونساؤه وأمناؤه وتجاراته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه.
وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحداً وتموله وتفقر آخر وتقتله وتَملكه اليوم وتقتله غداً وتمهد له اليوم وتصرعه بعده.
وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواماً وتفقر آخرين.
ورياحه أرزاقها وأقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيوانه وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقادتها وأهل البأس والسر فيها.
وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش م ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها.
فمن رأى نفسه في بحر أو رؤى له ذلك فإن كان ميتأ فهو في النار لقوله تعالى: " أُغْرِقُوا فادْخِلوا نَارَاً " .
فكيف بالميت إن كان غريقاً.
وإن كان مريضاً اشتدت به علته وعظم بحرانه فإن غرق فيه مات من علته وإن لم يكن مريضاً داخل سلطاناً إن كان ذلك في الصيف وفي هذه البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فإن غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان فإن مات شي غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع المولد والغرق.
أما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب أو يناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة.
فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة.
ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالاً من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه.
ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان.
ومن قطع بحراً أو نهراً إلى الجانب الآخر قطع همساً وهولاً أو خوفاً وسلم منه.
وقال بعضهم: من رأى البحر أصاب شيئاً كان يرجوه ومن رأى أنّه خاض البحر فإنّه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فإن شرب ماءه كله فإنّه يملك الدنيا ويطول عمره ويصيب مثل مال الملك أو مثلِ سلطانه أو يكون نظيره في ملكه.
فإن شربه حتى روي منه فإنّه ينال من الملك مالاً يتمول به مع طول حياته وقوته فإن استقى منه فإنّه يلتمس من الملك عملاً ويناله بقدر ما استقى منه فإنَّ صبه في إناء فإنّه يجني مالاً كثيراً من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالاً والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لأنّها عطية الله.
ومن اغتسل من البحر فإنّه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك.
ومن بال في البحر فإنه يقيم على الخطايا.
ومن رأى البحر من بعيد فإنّه يرى هولاً وقيل يقرب إليه شيء يرجوه.
ورؤية البحر هادئاً خير من أن تكون أمواجه مضطربة.
والبحيرة: تدل على امرأة ذات يسار تحب المباشرة لأنّ البحيرة واقفة لا تجري وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه.
والموجِ شدة وعذاب لقوله تعالى: " غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُلَل " .
وقال تعالى: " وحَالَ بَيْنهمَا الموج " .
وحكي أن تاجراً رأى كأنّه يمشي في البحر ففزع فزعاً شديداً لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر.
فقال: إن كنت تريد السفر فإنّك تصيب خيراً.
وذلك أنّ رؤياه تدل على ثبات أموره.
ورأى رجل كأنّ ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه.
فقصها على ابن مسعدة فقال: بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة.
فما كان إلا يسيراً حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان.
ومن رأى كأنّه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالاً أو جارية أو علماً.
وإذا رأى أنّ ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنّه يقع هناك فتنة عظيمة.
والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأنّ الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغيانَاً وقال إنّ الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر.
وأما الكافر إذا رأى أنّه غرق في الماء فإنّه يؤمن لقوله تعالى: " حتّى إذَا أدرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ " .
ومن رأى كأنّه غرق وغاص في البحر فإنَّ السلطان يهلكه.
فإن رأى كأنّه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه فإنّه ينال ثروة ودولة.
فإن رأى كأنّه خرج منه ولم يغرق فإنّه يرجع إلى أمر الدين خصوصاً إذا رأى على نفسه ثياباً خضراً.
وقيل من رأى أنّه مات غريقاً في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثيرة.
وأما السباحة: فمن رأى أنّه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته فإن سبح في البر فإنّه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته.
فإن رأى أنّه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنّه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي.
فإن خافه فإنّه يخاف سلطاناً كذلك وإن نجا فإنّه ينجو منه وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنّه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقوة.
وإن سبح على قفاه فإنّه يتوب ويرجع عن معصية.
ومن سبح وهو يخاف فإنّه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك بقدر بعده من البر.
وإن ظن أنّه لا ينجو منه فإنّه يموت في ذلك الهم وإن كان جريئاً في سباحته فإنّه يسلم من ذلك العمل.
وإن رأى سلطان أنّه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بموجه فإنّه يقاتل ملكاً من الملوك فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك الملك.
وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنّه ذهاب دولة من ينسب إليه فإن عاد الماء عادت الدولة.
وقيل إذا رأى الإنسان كأنّه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح.
وقيل من رأى كأنّه يسبح خاصم خصماً وغلب خصمه ونصر عليه.
والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه وقيل بل يتيقن أمراً هو منه في شك وقيل يسافر سفراً في خطر على توكل.
ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على رجِل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه.
والراكد منه أهون مراماً وألطف أمراً ويدل على المحارب القاطع للطريق فإن كان مسافراً قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أوِ سلطان أو صاحب مكس.
وإن كان حاضراً نالته غمة وبلية لقوله تعالى: " مُبْتَلْيِكُمْ بِنهْر " .
وأما سلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه.
فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه وجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدراً فهو أشد في جميع ما يدل عليه فإن قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقامٍ ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان.
ومن استقى من نهر فشرب أصاب مالاً من رجل خطير كقدر ذلك النهر.
ومن دخل نهراً فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار.
ومن قطع نهراً إلى الجانب الآخر قطع هماً أو هولاً أو خوفاً وسلم منه إن كان فيه وحل.
والنهر الكبير: الغالب رجل منيع ذو سلطان ودخول السلطان إليه وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عزل السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته وإخلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش سبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال وكذلك الماء فيه وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقوله تعالى: " نَسُوقُ المَاءَ إلى الأرْض الجُرزِ " .
فان رأى كأنّه وقع في ماء ثم خرج منه فإنّه يقع في حزن ثم يخرج منه.
فإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه فإنّه ينجو من شر السلطان وينال ظفراً على الأعداء لقوله تعالى: " فَلَمّا جَاوَزَهُ هُوَ والذِينَ آمَنُوا مَعَهُ " .
وأما دجلة: فمن شرب ماءها فإنّه ينال الوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الوزير.
ومن رأى أنّه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعاً ونعمة.
فإن رأى أنّ ماء الفرات قد يبس فإنّه يموت الخليفة أو يذهب ماله وربما وقع التأويل على وزير الخليفة.
ومن شرب من نهر النيل فإنّه ينال ذهباً بقدر ما شرب.
ومن رأى أنّ ماء الوادي غمره من غير أن يغرق فيه فإنّه يصيبه غم غالب.
وإن خرج منه نجا من الغم وإن رأى الإنسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئاً منِ دوابه أو متاعه أو يذهب به فإنّه مضر وخسران له فإن رأى كأنّ يجري إلى بيته نهراً صافي الماء دل على يسار ومال وقيل أنّ ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت.
فإن رأى نهراً يجري من بيته والناس يشربون منه فإنّه إن كان غنياً أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهِم ويأتي منزله قوم كثيرون محتاجون وينالون منه منفعة وإن كان صاحب الرؤيا فقيراً فإنّه يطرد امرأته أو ابنه أو أحداً من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح.
فإن رأى أنّه يجري إلى بيته ماء صافياً دل على يسار ومال.
السواقي: الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك.
وربما دل على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سبقها البساتين وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجيئها به.
وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء.
وربما دلت على الخلق لأنّه ساقية الجسم.
وربما دلت على حياة الخلق إن كانت للعامة أو حياة رأسها إن كانت خاصة.
فمن رأى ساقية تجري بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مائها ويملؤون آنيتهم منها فانظر إلى ما فيهم فإن كانوا في وباء انجلى عنها وأمدهم الله سبحانه بالحياة وإن كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء إما بمطر دائم أو رفقة بالطعام وإن لم يكونوا في شيء من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع وإن كان ماؤها كدراً أو مالحاً أو خارجاً على الساقية مضراً بالناس فإنّه سوء يقدم على الناس وشر فيهم إما سقم عام كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه على المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزياداتها.
وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفائها
وطيب مائها واعتدال جريانها.
ومن رآها جارية إلى بستانه أو فدانه نظرت في حاله فإن كان عزباً تزوج أو اشترى جارية ينكحها فإن كانت له زوجة أو جارية وطئها وحملت منه إن شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته وإن رأى جريانها شنعاً بخلاف ما تجري السواقي به إن كان ماؤها دماً فإنّ أهله ينكحها غيره إما في عصمته أو من بعد فرقه على قدر حاله وما في زيادة منامه.
وقال بعضهم: الساقية التي يسدها الرجل الواحد ولا يغرق فيها فهي حياة طيبة لمن ملكها خاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدود في الأرض فإن فاض عن مجراه يميناً وشمالاً فهو هم وحزن وبكاء لأهل ذلك الموضع وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت فإنّها حياة طيبة للناس.
حكي أنّ رجلاً رأى ساقية مملوءة زبلاً وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بماء كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له أنّه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهل طبيعته.
الحوض: رجل سلطان شريف نفاع فإن رأى حوضاً ملآن فإنّه ينال كرامة وعزاً من رجل سخي.
فإن توضأ منه فإنه ينجو من هم.
القنوات: القناة تدل على خادم الدار لما يجري فيها من أوساخ الناس وأهلها وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمحلات المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كنى عن الفاحشة بالقاذورة.
وربما دلت على الفرج والغمة لأنه فرج أهل الدار إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو انسدت.
فمن رأى قناة داره قد انسدت حملت خادمه أو نشزت زوجته أو منعته نفسها فاهتم لذلك أو سدت عليه مذاهبه فيما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح أو سفر أو خصومة.
وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول.
وأما القناة المجهولِة فمن بال فيها دماً أو سقط فيها وتخضب بمائها وتلطخ بنجاستها أتى امرأة حراماً بزنا أو غير ذلك إن لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو امرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة.
والناعورة: خادم يحفظ أموال الناس في السر وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات
والأموال وانتقال الأحوال على السفر.
الجرة: أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش.
فمن رأى أنّه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره فإن شرب أقل أو أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره وكذلك في سائر الأواني فقِس عليه.
وقيل الجرة امرأة أو خادم أو عبد وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتاً أو عسلاً أو لبناً لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن والكيس وعلى العقدة ومن بدرة فأقل.
وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى الجرة.
الكيزان: هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوطء فمن شرب منها أفاد مالاً من جهنم وانكسار مؤنهم.
وقال بعضهم: من رأى أنّه شرب ماء في موضع غير مألوف على ظهر سفرة في إناء مجهولة من يد ساق مجهول فإنّه قد نفد من عمره بقدر ما شرب من الإناء.
وربما كان ذلك نفاد رزقه من البلدة الذي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك.
وكل ماء عذب في إناء فهو مال مجموع حلال.
والبرادة: قيل هي امرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة.
والخابية: امرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها.
ومن رأى كأنّه استقى ماء وصبه في خابية فإنّه يحتال مالاً ويودعه لامرأة.
والخابية تجري مجرى الزير.
زير الماء: وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وحانوته وعلى زوجته الحاملة لمائه والقربة دالة على نحو ما دل عليه.
الزير والبربخ: رجل حازم قد جرب السلطان وإذا جرى الماء فيه فإنّه وال وإذا لم يجرِ فيه فإنه معزول.
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من قلة ضيقة الرأس.
قال تراود جارية عن نفسها.
وسئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلاً وأدلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة.
فقال: الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب عليه امرأة فمكر الرجل وتزوجها.
فقال: امرأتك حامل قال نعم.
قال: فإنّها تموت ويبقى الولد.
الدلو: رجل يستخرج أموالاً بالمكر فمن رأى أنّه يدلو من بئر ماء ويحوي الماء في إنائه فإنّه يحوي مالاً من مكر.
فإن رأى أنّه يفرغه في غير إناء فإنّه لم يلبث معه ذلك الماء حتى يذهب وتذهب منافعه عنه.
فإن سقاه بستانه فإنّه يصيب به امرأة ويصيب منها إصابة.
فإن أثمر البستان أصاب منها ولداً على نحو ما يرى من تمام ذلك.
فإن رأى بئراً عتيقة فسقى منها إبلاً أو أناساً أو بهائم فهو يعمل خير الأعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء.
ومن رأى أنّه يدلو من بئر عتيقة ويسقي الحيوان فهو مراء لدين أو لدنيا بقدر قوته عليها.
وإن رأى أنّه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في عمله بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعة الدلو لدنياه خاصة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف و الله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غرباً فلم أر عبقرياً من الرجال يفري فريك يا ابن الخطاب.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن عباس فقال: رأيت كأنّي أدليت دلواً في بئر وامتلأ ثلثا الدلو وبقي الثلث.
فقال: غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حامل وستلد لك غلاماً.
فقال: ما الدليل قال: لأني جعلت البئر امرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنّه غلام وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة أشهر.
فقال: صدقت قد ورد كتابها بأنّها حامل منذ ستة أشهر.
والبكرة: رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين فمن رأى أنّه يستقي بها ماء ليتوضأ به فإنّه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله تعالى لأنّ الحبل دين.
فإن توضأ وتم وضوءه به فإنه يكتفي كل هم وغم ودين.
وقيل الدلو يدل على من ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا إليه بكذا وكذا أو توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله فإن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته وعهده النكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته وإن كان عنده حمل أتاه غلام كما في قوله تعالى: " فَأدْلَى دَلْوَه قَالَ يا بُشْرَى هَذَا غلاَم " .
وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لأنّ السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلوا دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة قال الشاعر:
وما طلب الـمـعـيشة بـالـتـمـنـيِ ولـكـن ألـق دلـوك فـي الـــدلاء
تجـيء بـمـلـئهـا طـوراً وطـوراً تـجـيء بـحـمـأة وقــلـــيل مـــاء
وإن كان المستقي بالدلو طالباً للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقي منه علمه وما جمعه من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه.
السفينة: دالة على كل ما ينجى فيه مما يدل الغرق عليه لأنّ الله سبحانه نجى بها نوحاً عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء.
وتدل على الإسلام الذي به ينجى من الجهل والفتنة.
وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن لأنّ الله سبحانه سماها جارية.
وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لا سيما أنها كالأم الحاملة لولدها في بطنها.
وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الإيمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام.
فمن رأى أنّه ركب سفينة في البحر فانظر إلى حاله ومآل أموره فإن كان كافراً أسلم سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعدما أيقن بالهلاك وإن كان مذنباً تاب من ذنبه.
وإن كان فقيراً استغنى من بعد فقره.
وإن كان مريضاً أفاق من مرضه إلا أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا.
وإن كان مفيقاً وكان طالب علم صحب عالماً أو استفاد علماً ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة.
وإن رأى ذلك مديون قضى دينه وزال همه.
وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه.
أتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاروسها فيدل ذلك على ريح الربح وطاروس الإقبال.
وإن رأى ذلك عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه.
وإن رأى فيها ميتاً في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها.
وكذلك في المقلوب لو رأى من هو في البحر كأنّه في المحشر وقد ركب على الصراط أوجازه فإنّه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحوه.
وإن جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن.
وأما إن رأى السفينة راكدة وأسواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجوناً وطال مرضه إن كان مريضاً
ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفر إن حاول ذلك وتعذر عليه الوصول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم إن كان طالباً لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر.
وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام من الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته.
إلا أنّ عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاضب لأنّ الخضر عابها وخلع لوحاً من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله وما نزل به.
ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه.
فإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب محمولاً حملاً شنيعاً فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه.
بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاروسه إلى البر انكسر وعطب.
وإن رأى طالب علم أنّ سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأنّ الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم ومنع الشيء في غير مكانه فمن ركوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة.
فإن لم يكن ذلك فلعلّه يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له.
وأما إن جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وإما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من كان مريضاً من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء وقال بعضهم: من رأى أنّه في سفينة في بحر داخل ملكاً عظيماً أو سلطاناً.
والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنّه ملكها.
فإن رأى أنّه فيها كان في ذلك إلا أن ينجو فإن خرج منها كانت نجاته أعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة.
كان الهم أشد والنجاة أبعد فإن رأى وال معزول أنّه ركب في سفينة فإنّه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكون الولاية على قدر أحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل.
وقيل إنّ ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج.
وإن كان في أمر فإنّه يركب مخاطرة فإن خرج منها فإنّه ينجو ويعصي ربه لقوله تعالى: " فَلَمّا نَجّاهُم إلىَ البَرِّ إذَا هُمْ يُشْرِكُون " .
فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجراً قد ضاعت تجارته فإنَّ السفينة رجوع ذلك.
فإن غرقت السفينة وتعلق منها بلوح فإنَّ السلطان يغضب عليه إن كان والياً ثم ينجو وترجع إليه الولاية.
وإن كان تاجراً فهو نقصان ماله ويعوض عنه وإن غرقت فهو بمنزلة الغريق.
ومن رأى أنّه في سفينة في جوف البحر فإنّه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر ما يخافه.
وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه.
وقيل أنّ غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى: " سَخّرَ لَكُمْ الفُلْكَ لِتَجْريَ فِي البَحْرِ بأمْره " .
والسفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى: " فأنجيْناه وَمَنْ مَعَهُ في الفُلْكِ المَشْحُونِ " .
وأخذ مجذاف السفينة إصابة علم أو نيل مال من شكوة.
وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقوله تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل الله جَمِيعاً ولا تَفَرّقُوا " .
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال.
قال: أنت رجل لم يبق من دينك إلا الإخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين.
042- النار وأدواتها
من الزند والحطب والفحم والتنور
والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك
النار: دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها.
من قول أو عمل.
وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأنّ بها يهتدى في الظلمات مع قول موسى عليه السلام: " أو أجد على النار هدى " فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى.
وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأنّ بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عزّ وجلّ: " نَحْن جَعَلْنَاهَا تَذْكرَةً وَمَتَاعاً لِلْموِقين " .
ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره.
لأن العرب كانت تقدمها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها ويأوي إليها فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر.
وربما دلت على الجن لأنّهم خلقوا من نار السموم.
وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان.
وربما دلت على العذاب من السلطان لأنّها عذاب الله وهو سلطان الدارين.
وربما دلت على الجدب والجراد.
وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون.
فمن رأى ناراً وقعت من السماء في الدور والمحلات فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرمِ يرميه السلطان على الناس سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة فإن كانت جمراً بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما إن كانت عامة على خلط الناس.
وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات فإنّها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه.
وأما من أوقد ناراً على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها فإنّها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلاً وإلا نال سلطانَاً وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه.
وإن كانت النار على غير الطريق أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنّها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها.
وأما إن كانت ناراً عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام.
وكل ذلك إذا كان الذين فعلو به أعداءه أو كان المفعول به رجلاً صالحاً.
وأما إن رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها فقد زجر عنها إذ خوف بها.
وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنّها غنى ومنفعة تناله سيما إن كانت معيشته من أجل النار وسيما إن كان ذلك أيضاً في الشتاء
.
وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رماداً أو أطفأها ماء أو مطر فإنّه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته.
وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاماً طلب مالاً أو رزقاً بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاماً وشراً وكلام سوء.
وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شيء من المبيعات فإنّه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله.
وأما مات أكل النار فإنّه مال حرام ورزق خبيث يأكله ولعله أن يكون من أموال اليتامى لما في القرآن فإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن ومداخله حتى ينطق على لسانه.
وقال بعضهم: النار حرب إذا كان لها لهب وصوت فإن لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه أرض حرب فإنّها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك.
قال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت وبيني وبين ابن لي ورأيتها تقول: لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه السلام: تلك فتنة تكون في آخر الزمان تقتل الناس الناس أمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسيء أنّه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين أحل من شرب الماء.
ومن أجج ناراً ليصطلي بها هاج أمراً يسد به فقره لأن البرد فقر.
وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجاً فقال: هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده.
فإن أججها ليشوي بها لحماً أنار أمراً فيه غيبة للناس.
فإن أصاب من الشواء أصاب رزقاً قليلاً مع حزن.
فإن أججها ليطبخ بها قدراً فيها طعام أثار أمراً يصيب فيه منفعة من قيم بيته.
فإن لم يكن في القدر طعام هاج رجلاً بكلام وحمله على أمرِ مكروه.
وما أصابت النار فأحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب.
ومن قبس ناراً أصاب مالاً حراماً من سلطان.
ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس.
والكي بالنار: لذعة من كلام سوء.
والشرارة: كلمة سوء.
ومن تناثر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه.
ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان.
فإن أشعلها في ناس أوقع بينهم العداوة وأصابهم بضر فإن رأى تاجر ناراً وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أنّ ما يتناوله من ذلك حرام.
والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشيء إذا نفق.
والرماد: كلام باطل لا ينتفع به.
ومن أوقد ناراً على باب سلطان فإنّه ينال ملكاً وقوة.
فإن رأى ناراً عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنّه رجل سلطاني نفاع.
فإن رأى أنّه قاعد مع قول حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى: " أنْ بُورِكَ مَنْ في النَارِ ومَنْ حَوْلهَا " .
وإن رأى ناراً أخرجتَ من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى ناراَ سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى ولدت غلاماً ويكون له نبأ عظيم.
فإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان فإنّه يحج.
فإن رآها وسط داره فإنّه يعرس في تلك الدار.
فإن آنس ناراً في ليلة مظلمة نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً لقصة موسى عليه السلام.
ومن رأى في تنوره ناراً موقدة حملت امرأته إن كان متأهلاً.
فإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند.
فإن رأى ناراً خرجت من إصبعه فإنّه كاتب ظالم فإن خرجت من فمه فإنّه غماز.
فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم.
ومن أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها فإنّه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أصلي بخفي بالنار فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من أخرى سفعاً.
فقال ابن سيرين: إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء قليل.
فكان كذلك.
ومن رأى كأنّه في نار لا يجد لها حراً فإنّه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه لقصة إبراهيم.
ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ فإنّه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه.
ومن رأى ناراً توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلد فهو موت رئيسه العالم.
فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله.
فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص.
فإن رأى أنّه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب فإن أطفأت قهر وإن كان تاجراً لم يربح.
والدخان: هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان.
فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته
فإنّه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان.
فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنّه خير وخصب وفرج بعد هول يناله.
ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمى تأخذه.
ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم.
والحطب: نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان.
والفحم: من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقيل هو رزق من السلطان.
والفحم الذي لا ينتفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر فإن كان فحماً ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأنّ فيه من المنافع.
رأى سيف بن ذي يزن كأنّ ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة.
فقصها على معبري مملكته فقالوا: إنّ الحبشة تستولي على بلدك.
فكان كذلك.
وقيل إنّ الرماد مال حرام وقيل هو رزق من قبل سلطان.
فمن رأى الرماد فإنّه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء وقيل هو علم لا ينفع.
ومن رأى أنّه يسجر تنوراً فإنّه ينال ربحاً في ماله ومنفعة في نفسه.
فإن رأى في دار الملك تنوراً فإنّ كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى وإن كان له أعداء ظفر بهم.
فإن رأى أنّه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً نال ولاية وسلطاناً وينجو من عدوه إن كان له عدو.
ومن أصاب تنوراً بغير رماد تزوج امرأة لا خير فيها.
والكانون: من الحديد امرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها وإن كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق.
وإن كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة.
وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين.
وإذا كان فيه النار دل على والمنارة: خادم فما رؤي فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها فإنَّ تأويلها في الخادم والترس أشرف قطاعها وتأويله رأس الخدم.
السراج: هو قيم بيت فمن رأى أنّه اقتبس سراجاً نال علماً ورفعة.
فإن رأى أنّه يطفئ سراجاً فإنّه يبطل أمر رجل يكون علي الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى: " يريدونَ لِيطفِؤا نَورَ الله بأفواهِهِم والله مُتَمُّ نورَه " ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج فإنّه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى: " ويَجْعَل لَكُم نوراً تَمْشون به " .
فإن رأى كأنّه يمشي بالليل في سراج فإنّه يتهجد إن كان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى.
وربما يكون في معصية فيتوب عنها فإن رأى كأنّ سراجاً يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح فإن رأى كأن له سراجاً داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك فإن رأى كأنّ له سراجاً ضوءه كضوء الشمس فإنّه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد.
وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي.
ومن رأى في داره سراجاً ولد له غلام مبارك.
وِمن رأى كأنّ في يده سراجاً أو شمعة أو ناراً فطفئ فإن كان سلطاناً عزل أو تاجراً خسر أو مالكاً ذهب ماله لقوله تعالى: " كمَثَل الذي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَب الله بنورِهِم وتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرون " .
والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية.
وإذا كان وقوده غير مضيء.
فإنّه يدل على غم.
والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية.
والفتيلة: قهرمانة تخدم الناس فإن رأى أنّها احترقت كلها فإنَّ القهرمانة تموت فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق فإنّها تخطئ خطأ وتزل زلة.
والشمعة: سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إليه صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل.
والقنديل: ولد له بهاء ورفعة وذكر وصوت ومنفعة إذا أسرج في وقته كان مسرجاً فإنّه قيم بيت أو عالم.
والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة: رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام.
وقدح النار: تفتيش عن أمر حتى يتضح له فمن رأى كأنّه قدح ناراً ليصطلي بها استعان رجلاً قاسي القلب له سلطنة ورجلاً قوياً ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به فإنّهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأنّ الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والنار سلطان.
والمرأة إذا رأت أنّها قدحت ناراً فانقدحت وأضاءت بنفحتها ولدت غلاماً ومن رأى أنّه قرع حجراً على حجر فانقدحت منهما نار فإنَّ رجلين قاسيين يتقاتلان قتالاً شديداً ويبطش بهما في قتالهما لأنّ الشرارة بالسيوف وقال بعضهم الزناد قدحه يدل على نكاح العزب فإن علقت النار فإنَّ الزوجة تحبل ويخرج الولد بين الزوجين وربما دل على الشرِ بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر كلام الشر بينهما فإن أحرقت ثوباً أو جسماً كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم.
وإن أحرقت مصحفاً أو بصراً كان ذلك قدحاً في الدين.
والمسرجة: قيم البيت لقيامه بصلاحهم وربما دلت على زوجته والسراج على زوجها وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها وربما كانت ولدها الخارج من بطنها وربما دل السراج على كل من يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها فمن رأى سراجاً أطفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منافعه.
فإن رأى في بيته سراجاً مضيئاً كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
النار: دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها.
من قول أو عمل.
وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأنّ بها يهتدى في الظلمات مع قول موسى عليه السلام: " أو أجد على النار هدى " فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى.
وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأنّ بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عزّ وجلّ: " نَحْن جَعَلْنَاهَا تَذْكرَةً وَمَتَاعاً لِلْموِقين " .
ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره.
لأن العرب كانت تقدمها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها ويأوي إليها فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر.
وربما دلت على الجن لأنّهم خلقوا من نار السموم.
وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان.
وربما دلت على العذاب من السلطان لأنّها عذاب الله وهو سلطان الدارين.
وربما دلت على الجدب والجراد.
وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون.
فمن رأى ناراً وقعت من السماء في الدور والمحلات فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرمِ يرميه السلطان على الناس سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة فإن كانت جمراً بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما إن كانت عامة على خلط الناس.
وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات فإنّها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه.
وأما من أوقد ناراً على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها فإنّها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلاً وإلا نال سلطانَاً وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه.
وإن كانت النار على غير الطريق أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنّها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها.
وأما إن كانت ناراً عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام.
وكل ذلك إذا كان الذين فعلو به أعداءه أو كان المفعول به رجلاً صالحاً.
وأما إن رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها فقد زجر عنها إذ خوف بها.
وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنّها غنى ومنفعة تناله سيما إن كانت معيشته من أجل النار وسيما إن كان ذلك أيضاً في الشتاء
.
وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رماداً أو أطفأها ماء أو مطر فإنّه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته.
وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاماً طلب مالاً أو رزقاً بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاماً وشراً وكلام سوء.
وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شيء من المبيعات فإنّه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله.
وأما مات أكل النار فإنّه مال حرام ورزق خبيث يأكله ولعله أن يكون من أموال اليتامى لما في القرآن فإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن ومداخله حتى ينطق على لسانه.
وقال بعضهم: النار حرب إذا كان لها لهب وصوت فإن لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه أرض حرب فإنّها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك.
قال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت وبيني وبين ابن لي ورأيتها تقول: لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه السلام: تلك فتنة تكون في آخر الزمان تقتل الناس الناس أمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسيء أنّه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين أحل من شرب الماء.
ومن أجج ناراً ليصطلي بها هاج أمراً يسد به فقره لأن البرد فقر.
وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجاً فقال: هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده.
فإن أججها ليشوي بها لحماً أنار أمراً فيه غيبة للناس.
فإن أصاب من الشواء أصاب رزقاً قليلاً مع حزن.
فإن أججها ليطبخ بها قدراً فيها طعام أثار أمراً يصيب فيه منفعة من قيم بيته.
فإن لم يكن في القدر طعام هاج رجلاً بكلام وحمله على أمرِ مكروه.
وما أصابت النار فأحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب.
ومن قبس ناراً أصاب مالاً حراماً من سلطان.
ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس.
والكي بالنار: لذعة من كلام سوء.
والشرارة: كلمة سوء.
ومن تناثر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه.
ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان.
فإن أشعلها في ناس أوقع بينهم العداوة وأصابهم بضر فإن رأى تاجر ناراً وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أنّ ما يتناوله من ذلك حرام.
والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشيء إذا نفق.
والرماد: كلام باطل لا ينتفع به.
ومن أوقد ناراً على باب سلطان فإنّه ينال ملكاً وقوة.
فإن رأى ناراً عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنّه رجل سلطاني نفاع.
فإن رأى أنّه قاعد مع قول حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى: " أنْ بُورِكَ مَنْ في النَارِ ومَنْ حَوْلهَا " .
وإن رأى ناراً أخرجتَ من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى ناراَ سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى ولدت غلاماً ويكون له نبأ عظيم.
فإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان فإنّه يحج.
فإن رآها وسط داره فإنّه يعرس في تلك الدار.
فإن آنس ناراً في ليلة مظلمة نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً لقصة موسى عليه السلام.
ومن رأى في تنوره ناراً موقدة حملت امرأته إن كان متأهلاً.
فإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند.
فإن رأى ناراً خرجت من إصبعه فإنّه كاتب ظالم فإن خرجت من فمه فإنّه غماز.
فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم.
ومن أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها فإنّه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أصلي بخفي بالنار فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من أخرى سفعاً.
فقال ابن سيرين: إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء قليل.
فكان كذلك.
ومن رأى كأنّه في نار لا يجد لها حراً فإنّه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه لقصة إبراهيم.
ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ فإنّه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه.
ومن رأى ناراً توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلد فهو موت رئيسه العالم.
فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله.
فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص.
فإن رأى أنّه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب فإن أطفأت قهر وإن كان تاجراً لم يربح.
والدخان: هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان.
فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته
فإنّه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان.
فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنّه خير وخصب وفرج بعد هول يناله.
ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمى تأخذه.
ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم.
والحطب: نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان.
والفحم: من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقيل هو رزق من السلطان.
والفحم الذي لا ينتفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر فإن كان فحماً ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأنّ فيه من المنافع.
رأى سيف بن ذي يزن كأنّ ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة.
فقصها على معبري مملكته فقالوا: إنّ الحبشة تستولي على بلدك.
فكان كذلك.
وقيل إنّ الرماد مال حرام وقيل هو رزق من قبل سلطان.
فمن رأى الرماد فإنّه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء وقيل هو علم لا ينفع.
ومن رأى أنّه يسجر تنوراً فإنّه ينال ربحاً في ماله ومنفعة في نفسه.
فإن رأى في دار الملك تنوراً فإنّ كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى وإن كان له أعداء ظفر بهم.
فإن رأى أنّه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً نال ولاية وسلطاناً وينجو من عدوه إن كان له عدو.
ومن أصاب تنوراً بغير رماد تزوج امرأة لا خير فيها.
والكانون: من الحديد امرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها وإن كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق.
وإن كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة.
وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين.
وإذا كان فيه النار دل على والمنارة: خادم فما رؤي فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها فإنَّ تأويلها في الخادم والترس أشرف قطاعها وتأويله رأس الخدم.
السراج: هو قيم بيت فمن رأى أنّه اقتبس سراجاً نال علماً ورفعة.
فإن رأى أنّه يطفئ سراجاً فإنّه يبطل أمر رجل يكون علي الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى: " يريدونَ لِيطفِؤا نَورَ الله بأفواهِهِم والله مُتَمُّ نورَه " ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج فإنّه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى: " ويَجْعَل لَكُم نوراً تَمْشون به " .
فإن رأى كأنّه يمشي بالليل في سراج فإنّه يتهجد إن كان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى.
وربما يكون في معصية فيتوب عنها فإن رأى كأنّ سراجاً يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح فإن رأى كأن له سراجاً داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك فإن رأى كأنّ له سراجاً ضوءه كضوء الشمس فإنّه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد.
وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي.
ومن رأى في داره سراجاً ولد له غلام مبارك.
وِمن رأى كأنّ في يده سراجاً أو شمعة أو ناراً فطفئ فإن كان سلطاناً عزل أو تاجراً خسر أو مالكاً ذهب ماله لقوله تعالى: " كمَثَل الذي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَب الله بنورِهِم وتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرون " .
والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية.
وإذا كان وقوده غير مضيء.
فإنّه يدل على غم.
والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية.
والفتيلة: قهرمانة تخدم الناس فإن رأى أنّها احترقت كلها فإنَّ القهرمانة تموت فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق فإنّها تخطئ خطأ وتزل زلة.
والشمعة: سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إليه صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل.
والقنديل: ولد له بهاء ورفعة وذكر وصوت ومنفعة إذا أسرج في وقته كان مسرجاً فإنّه قيم بيت أو عالم.
والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة: رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام.
وقدح النار: تفتيش عن أمر حتى يتضح له فمن رأى كأنّه قدح ناراً ليصطلي بها استعان رجلاً قاسي القلب له سلطنة ورجلاً قوياً ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به فإنّهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأنّ الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والنار سلطان.
والمرأة إذا رأت أنّها قدحت ناراً فانقدحت وأضاءت بنفحتها ولدت غلاماً ومن رأى أنّه قرع حجراً على حجر فانقدحت منهما نار فإنَّ رجلين قاسيين يتقاتلان قتالاً شديداً ويبطش بهما في قتالهما لأنّ الشرارة بالسيوف وقال بعضهم الزناد قدحه يدل على نكاح العزب فإن علقت النار فإنَّ الزوجة تحبل ويخرج الولد بين الزوجين وربما دل على الشرِ بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر كلام الشر بينهما فإن أحرقت ثوباً أو جسماً كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم.
وإن أحرقت مصحفاً أو بصراً كان ذلك قدحاً في الدين.
والمسرجة: قيم البيت لقيامه بصلاحهم وربما دلت على زوجته والسراج على زوجها وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها وربما كانت ولدها الخارج من بطنها وربما دل السراج على كل من يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها فمن رأى سراجاً أطفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منافعه.
فإن رأى في بيته سراجاً مضيئاً كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
043- الأشجار
المثمرة وثمارها والأشجار التي لا
تثمر
البستان: دال على المرأة لأنّه يسقى بالماء فيحمل ويلد.
وإن كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثماره وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنّه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنّه يجني أبداً من ثمار حكمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة.
وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة.
وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأنّ العرب تسميه جنة.
وكذلك سماه الله تعالْى بقوله: " أيَودُّ أحَدُكُمْ أنْ تَكونَ تكون له جنةُ مِنْ نخيل وأعْنابٍ تجْري مِنْ تحْتِها الأنهار " وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحاء والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقدة لمالكها أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها.
وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه فإن كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان وإن كان مريضاً مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولاً وإن كان مجاهداً نال الشهادة سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبناً عسلاً من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده وإن لم يكن شيء من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله فإن كان عزبَاً أو من قد عقد نكاحاً تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان.
فإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على ما لا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر ورعاية المتاع أو سقم الجسم.
وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعها فالأمر في الإصلاح بضد الأول وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضاً بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها.
فإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضاً عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على ما يراه في تأويل الثمار.
وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل أيضاً على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين.
وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله إليه على مقبل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غير بئره فإنّه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دماً أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة إن كان البستان مجهولاً وإلا أتى من زوجته ما لا يحل له إن كان البستان بستانه مثل أن يطأها بعدما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض.
وقيل إنّ البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وذهبها.
وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها فإن رأى كرماً مثمراً فهو دنيا عريضة ومن رأى أنّه يسقي بستانه فإنّه يأتي أهله ومن دخل بستاناً مجهولاً قد تناثر ورقه أصابه هم ومن رأى بستانه يابساً فإنه يجتنب إتيان زوجته.
الشجر: المعروف عددها هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار فإن رأى أنّه زاول منها شيئاً فإنّه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها.
فإن رأى له نخلاً كثيراً فإنّه يملك رجالاً بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل تكون في مثل ذلك الموضع وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح ذلك فإنَّ جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها فإن رأى أنّه أصاب من ثمرها فإنّه يصيب من الرجال مالاً أو من العقدة مالاً ويكون الرجال أشرافاً والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع.
وإن كانت شجرة جوز فإنّه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب فإن رأى أنّه أصاب جوزاً يتحرك وله صوت فإنّ الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به فإنّه صحب ويظفر القامر بصاحبه وكل ما يقامر به كذلك إذا قمر صاحبه ظفر بما طلب وأصل ذلك كله حرام فاسد فإن رأى أنّه على شجرة جوز فإنّه يتعلق برجل أعمى ضخم فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل.
فإن سقط منها أو مات فإنّه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك فإن انكسرت به هلك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط إذا كان رأى أنّه مات حين سقط فإن لم يمت حين سقط فإنّه ينجو.
وكذلك لو رأى أن يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنّه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيماً إلا أنّه ينجو بعد ذلك.
وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم.
وشجر السدر: رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بحسب الشجرة وكرم ثمرتها.
والنبق: مال غير منقوش وليس شيء من الثمار يعدله في ذلك خاصة.
شجر الزيتون: رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه أو ملكه أو أكله وربما دلت الشجرة أيضاً على النساء لسقيها وحملها وولادتها لثمرها وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والأموال كالمطامر والمخازن وربما دلت على الأديان والمذاهب لأنّ الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته.
قال المفسرون: وإذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته.
ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور.
فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته فإن كان ميتاً في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته فإن رأى ذلك المريض انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وإن كان حياً مفيقاً نظرت إلى حاله فإن كان رجلاً طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجاً على قدر حال الشجرة وهيئتها إن كانت مجهوله أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضاً نظرت إلى الزمان في حين ذلك فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه وإن كان في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك.
وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته فهي دالة على كسبه ورزقه فإن كانت في إقباله أفاد استفاد.
وإن كانت في إدباره خسر وافتقر.
وإن رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته.
فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته وإن كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد تمت عماله وزكت طاعته.
وأما من ملك شجراً كثيراً فإنّه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء أو فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائداً على رفقه و رئيساً على سفينة أو في دكان في صناع تحت يده وعلى هذا ونحوه.
وأما من رأى جماعتها في دار فإنّها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانتَ ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاماً وكذلك إن كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولاً نظرت فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح وإن كان في إدبارها كان مصيبة سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين.
وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها ريح شديدة فإنّه رجل أو امرأة يهلكان أو يقتلان يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر وإن كانت في الجامع فإنّه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة.
فإن كانت نخلة فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم أو امرأة ملك أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها.
ومن رأى أنّه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفاً أو اعتقد لنفسه رجلاً بقدر جوهرها لقول الناس: فلان غرس فيه إذا اصطنعه.
وكذلك إن بذر بذراً فعلق أو لم يلق ذلك فإنّه هم وغرس الكرم نيل شرف وقيل من رأى في الشتاء كرماً حاملاً أو شجرة فإنّه يعتبر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين.
وشجرة السفرجل: رجل عاقل لا ينتفع بعقله والصفرة ثمرها.
وشجر اللوز: رجل غريب.
وشجر الخلاف: رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه.
وشجرة الرمان: رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجرة الرمان قطع الرحم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ قائلاً يقول: إن شئت لي أن تنال العافية من مرضك فخذ لا ولا فكله فقال ابن سيرين: إنّما ذلك يدل على أكل الزيتون لأنّ الله تعالى قال: " زَيْتُونَة لا شَرْقِيّة ولا غرْبِيّة " .
وحكي أيضاً عنه أنَّ رجلاً أتاه فقال: رأيت كأني أصب الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له: ما قصتك قال: سبيت وأنا صبي صغير فأعتقت وبلغت مبلغ الرجال قال فهل لك امرأة قال لا ولكني اشتريت جارية قال انظر فإنّها أمك.
قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن أحوال الجارية حتى وجدها أمه.
وحكي عنه أيضاً أنّ رجلاً أتاه فقال: رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه.
فقال له ابن سيرين: اتق الله فإنَّ رؤياك تدل على أنَّ امرأتك أختك من الرضاعة.
ففتش عن الأمر فكان كما قال.
ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فإنَّ ناراً تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى: " جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نارَاً " .
وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى: " يحَكموكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ " .
وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الريح فإنَّ الثناء على الرجل الذي تنسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فإنَّ الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجل إدراكها ومنافعها.
والشجر التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنّه يفيد مالاً من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة ومن رأى أنّه يغرس في بستانه أشجاراً فإنّه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فإن رأى أشجاراً نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة.
الكرم والعنب: الكرم دال على النساء لأنّه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما أنّ السكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابه خدران الجماع مع ما فيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة.
وربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرماً كما وصفناه تزوج امرأة إن كان عزباً أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره إليه بزمان الكرم في الإقبال والإدبار فإن كان ذلك في إدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها وإن كانت حاملاً أتت بجارية وإن كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته إليه وإن كان موسراً افتقر من بعد يسر وإن كان في إقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت وإن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحاً.
والعنب الأسود في وقته مرض وخوف وربما كان سياطاً لمن ملكه على قدر عدد الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره.
والعنب الأبيض في وقته عصارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه.
والزبيب: كله أسوده وأحمره وأبيضه خير ومال.
ومن رأى أنّه يعصر كرماً فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصباً.
وكذلك عصير القصب وغيره لأنّ العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمرِه مما يكون معه مما لم تمسه النار إلاّ ما يتفاضل فيه جوهره.
وقيل من التقط عنقوداً من العنب نال من امرأته مالاً مجموعاً وقيل النقود ألف درهم.
وقيل أنّ العنب الأسود مال لا يبقى وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف.
وقد قال بعض المعبرين: العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى: " سكراً ورِزْقاً حَسَناً " .
وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه.
وقيل أنّه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فأصل الأسود من ذلك.
وما كان من الثمار لا ينقطع في كل أبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في إبانها صالحة إلا ما كان له منها اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير إبانها فهو مكروه في المآل.
وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في إقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين.
لأنّ آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك.
وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروهاً صرفت بكروهه فما كان أصفر اللون كان مرضاً كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير إبانه وغير أصفرها هموم وأحزان.
فإن كانت حامضة كانت ضرباً بالسياط لأكلها سيما إن كان عدداً لأنّ ثمر السوط طرفه.
والشجر التي هي أصل الثمر في إدبارها عصاً يابسة.
وما كان له اسم في اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض.
والخوخ الأخضر: توجع من هم أو أخ وأصفره مرض.
والعناب: في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب تنوبه وحوادث تصيبه ويابسه في كل حين رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة.
والإجاص: في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفر أو هم جاء إن كان أخضر.
فإن رأى مريض أنّه يأكل إجاصاً فإنّه يبرأ.
وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين كالخرنوب: خراب من اسمه ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه.
وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الأمطار وأسودهما جميعاً على البرد.
وقد يكون ذلك في الليل والأول في النهار فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه العامة أو في
الأسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأنّ المطر مع نفعه وصلاحه وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له إليها سبيل ومن هو ممنوع منها.
العصير والعصر: صالح جداً فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيراً استغنى وإن كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم.
فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها.
وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه وتعصر له الرأي من صدره انعصاراً.
وإن رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه.
وإن كان العصير كثيراً جداً وكان معه تين أو خمر أو لبن سلطاناً.
ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمراً أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً لقصة يوسف عليه السلام.
والتين: مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ إليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم: التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام: " ولا تَقربَا هَذهِ الشّجَرَةَ " وقد قال بعضهم: إن التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه.
التفاح: هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه فإن كان ملكاً فإن رؤية التفاح له ملكه وإن كان تاجراً فإن التفاح تجارته وإن كان حراثاً فإن رؤية التفاح حرثه.
وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه فإن رأى أنه أصاب تفاحاً أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت.
وقيل: التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام.
ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه.
وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فإنه يربي يتمياً.
ومن رأى إنه يأكل تفاحة فإنه يأكل ما لا ينظر الناس إليه وإن اقتطفها أصاب مالاً من رجل شريف مع حسن ثناء.
والتفاح المعدود دراهم معدودة فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج.
وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولداً حسناً.
وعض التفاح نيل خير ومنية وربح.
وقد حكي أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصفاً فقص رؤياه على معبر فقال له: تملك تسع عشرة سنة ونصفاً.
فلم يلبث أن ولي الخلافة الكمثري: أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض وقال بعضهم هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لأن نصف اسمه مثري يدل على الثروة.
وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالاً وقيل أن المرأة إذا رأت كأنها تملك حمل كمثري حملت ولداً فولدته.
وقيل من أصاب كمثراة ورث مالاً مجموعاً.
الأترج: الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل المؤمن الذي يقرأ القران مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب " .
وأنشد بعض الشعراء يمدح قوماً:
كـأنـهـم شـجـر الأتـرج طـــاب مـــعـــاً نـوراً وريحـاً وطـاب الـعـود والــورق
ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال: إنها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:
أهـــدى لـــه إخـــوانـــه أتـــرجة فبـكـى وأشـفـق مـن عـيافة زاجـر
ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:
أتـرجة قـد أتــتـــك بـــرّاً لا تـقـبـلـنـهـا إذا بـررتـــا
لا تقلبنـهـا فـدتـك نـفـسـي فـإن مـقـلـوبـهـا هـجـرتـا
وذكر بعضهم أن النارنج والأترج جميعاً محمودان وأن الكل إذا كان حلواً يدل على المال المجموع وإذا كان حامضاً يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن.
والأترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا إذا اقتطفها.
والأترجة الصفراء خصب السنة مع مرض.
وقيل أن الأترج امرأة أعجمية شريفة غنية فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتاً ممراضة وابناً ممراضاً.
وإن رأت امرأة في منامها كأن على رأسها إكليلاً من شجرة الأترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين.
فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابناً مباركاً.
فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن.
ورمي الرجل آخر بأترجة يدل على طلب مصاهرة.
والنارنج دون الأترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد
كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار.
وأنشد في معناه:
إن فـاتـنـا الـورد زمـانـاً فــقـــد عوّضـنـا الـبـسـتـان نـارنـجـنـا
يحـسـب جـانـيهـا وقـد أشـرقـت حمرتهـا فـي الـكـف نـاراً جـنـا
والأترج نظير المؤمن في طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره.
ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحدة أو اثنين أو ثلاثة فهي ولد.
والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر.
وربما كانت الأترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلواً كان مالاً مجموعاً.
وإن كان حامضاً مرض مرضاً يسيراً.
الخوخ: في غير وقته مرض شديد وقيل إن الحامض من الخوخ خوف.
وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالاً كثيراً في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب.
المشمش: مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر منه نفقة مال في مرض.
فإن رأى كأنه يأكل مشمشاً من شجرة فإنه يصاحب رجلاً فاسد الدين كثير الدنانير.
وقيل إن التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث.
فإن رأى كأن بعض السلاطين التقط مشمشاً من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالاً غير محمود.
وشجرة المشمش رجل كثير المرض.
وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع أهله منبسط مع الناس جريء غير جبان.
فإن كانت موقرة بحملها فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة وإذا كان مشمشاً أخضر كانت رجلاً صاحب دراهم كثيرة.
ومن كسر غصناً من شجرته فإنه يجحد مالاً من رجل أو ينكر عليه أو يترك صلاة أو صياماً أو يفسد مالاً ليس له.
فإن كسر من شجرة غيره مثمرة غصناً ليتخذه عصاً فإنه ينال منه سروراً.
وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضاً فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض.
السفرجل: قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض.
وقيل إنه يدل على سفر وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق وقال بعضهم إنه سفر لا خير فيه.
وأنشد في ذلك:
أهـدى إلـيه سـفـرجـلاً فـتـطـــيرا مـنـه وظـل نـهـاره مـتــفـــكـــرا
خـاف الـفـراق لأن أول اسـمـــه سـفـر وحـق لـه بـأن يتـــطـــيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها.
وقال بعضهم إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير.
والتاجر إذا رآه دل على ربحه.
والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته.
ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً.
والغبيرا: قيل إنه يدل على إصابة مال وشجرته رجل أعجمي وقيل رجل فقير نفاع للناس.
التوت: أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد.
النبق: وأما النبق فإنه رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه أقوى من يابسه وليس تضر صفرته وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل.
وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم.
وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقطت من نبقها دوخلتين.
فقال: ألك زوج غائب قالت: نعم.
قال: فإنه قد مات وترثين منه ألفين.
وقال بعضهم هو رزق من قبل العراق.
وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه.
وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب.
الموز: وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته.
وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن قال الله تعالى: " وطَلَح مَنْضُود " وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع.
وشجرته من أكرم الشجر وورقها أفضل الورق وأوسعها ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته.
وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضاً لم يدرك في وقته المعروف فإنه رزق ومال وخير.
ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار وخفة مؤونته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الأسود والتين فإنه لا خير فيهما على حال.
ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئاً فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما
وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم.
فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة فإنه علم ودين لا شك فيه وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة رجل مكثر.
ومن التقط من شجرة وهو جالس فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب.
فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمراً عجباً يتعجب الناس منه.
وقيل إن الشجرة امرأة وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امرأة أو بنت ملك أو خادم ملك.
اللوز: مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل.
وشجرة اللوز رجل غريب والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان والمر يدل على كلام الحق.
وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز فإنه ينال كسوة.
وقيل أن اللوز اليابس القصر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة.
وقد يدل أيضاً على حزن.
الفستق: مال هين وشجرته تدل على رجل كريم فمن أكل فستقاً أكل مالاً هينأ.
والجوز الهندي هو النارجيل قال بعضهم هو مال من جهة رجل أعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم.
فمن رأى كأنه يأكل جوزاً هندياً فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجماً في رأيه ويصدقه.
وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم فإنه يصيب في اليقظة جوزاً هندياً.
والبلوط: رجل صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر.
وكذلك تدل على عبودية.
النخل: هو الرجل العالم وولده وقطعه موته والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى: " ولأصلِبَنّكُمْ فِي جُذُوع النّخْل " .
وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم لسعف زيادة في العيال وذرية.
وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب.
وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر.
والنخلة اليابسة رجل منافق.
ومن رأى كأن الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء وربما كان ذلك عذاباً في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى: " لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رزْقَاً لِلعِبَادِ " .
والبلح: مال ليس باق ومن رأى أنه صرم نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم.
وخوصها بمنزلة الشعر من النساء.
ومن رأى نواة صارت نخلة فإن هناك
ولداً يصير عالماً أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعاً.
وقال بعضهم النخل طول العمر.
رأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه في أرض سبخه ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم: أتدري لمن هذه الأرض قال: لا قال: هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة.
ففعلت ما أمرني به فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال: يا غلام أتقول الشعر قلت لا.
قال: أما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب.
الرطب: رزق حلال وشفاء وفرج.
ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام وكان في أوانه.
وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت.
والتمر: مال حلال على قدر قلته وكثرته ومن التقط من شجرة ثمراً غير ثمرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئاً لا يجاب له أو راسم رسوماً جائرة.
واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل.
وقيل أن الفواكه للفقراء غنى وللأغنياء زيادة مال لقوله تعالى: " وفَاكِهة وأَبّا مَتَاعاً لكم ولأنْعَامَكُمْ " .
وللخائفين أمن قال الله تعالى: " يَدعُونَ فِيها بِكُل فَاكهة آمِنين " .
وقيل إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعاً.
واليابسة رزق كثير باق.
ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه فإنه يشتهر بالصلاح والخير.
ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها فإن رؤياه تدل على صهر سار بار وشريك صالح.
ومن رأى في الشتاء شجراً مثمراً فاستحسن ذلك فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر فإن لم يجن من ثمرها شيئاً نجا منه على السواء وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى.
الرمان: مال مجموع إذا كان حلواً وربما كانت الرمانة كورة عامرة وربما كانت عقدة.
وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة والرمان الحامض هم وغم.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي رمانة فقال: هي امرأة.
تتزوجها فإن أكلتها فجيد.
والرمانة أيضاً ربما كانت ولداً وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة وعلى ضيعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر.
وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار وإن كان حبها أبيض أصاب ألف درهم.
وإن كانت حلوة كان ذلك في سرور.
وإن كانت حامضة كان في هم وحزن.
ومن باع رمانة فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة.
فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض.
وعصر الرمان وشرب مائه نفقة الرجل على نفسه.
وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم.
وأما الرمان المبهم الذي لا يدرى حلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك.
وأما الأزادرخت فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره.
الورد: ولد أو مال شريف وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب.
وقيل إن الورد امرأة مفارقة أو ولد يموتِ أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد.
ومن رأى كأن شاباً دفع إليه ورداً فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه.
ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب.
وإن رأت ذلك امرأة فهو لها زوج بهذه الصفة.
والورد المبسوط زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء.
وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور والتقاط الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة.
فإن كان الورد أحمر فإن امرأته صاحبة لهو وطرب.
وإن كان الورد أصفر فهي امرأة مسقام.
والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح دليل على إسقاط المرأة ولداً.
وقيل إن الورد طيب الذكر.
ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها: وقد قال جماعة من المعبرين: إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن.
والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه.
فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره.
فأما ما دام حياً في منبته تجد رائحته فإن يكون ولداً وما يشبه ذلك.
وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن.
وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي.
وأما الياسمين: فقد حكي أن رجلاً أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن
الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة.
فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة.
وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس.
وأما القصب: فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر.
وكل شيء مجوف لا بقاء له.
والقصبة قصب الناس ونميمه والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء.
وأما قصب السكر فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلاّ أن كلامه يستحيل فيه.
ومن رأى أنه يعصره فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.
الصفصاف: رجل رفيع صبور مخلف ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار.
الطرفاء: رجل مضر منافق بالأغنياء وينفع الفقراء.
الصنوبر: رجل بعيد رفيع الصوت مقل سيء الخلق شحيح تأوي إليه الظلمة واللصوص كما يأوي إلى الصنوبر الحدأ والبوم والغربان.
والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيء الخلق ظالم وللتاجر حافظ ظالم لص.
وأما السرو فيدل على الأولاد وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها.
وقال أيضاً شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت.
وقال بعضهم: السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكرم في اللغة السرو ويقال للكريم سري.
وأنشد:
فـإن الـسـري هـو الـسـري بـنـفـســـه وابـن الـسـري إذا سـرى أسـرارهـمـا
وأما الشوك: فرجل بدوي جاهل صعب.
وقيل هو فتنة أو دين.
ومن رأى كأنه يجري على الشوك فإنه يماطل في قضاء الديون.
ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر والخشب: نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق.
والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة.
والعصا زجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه وولده وأقربائه.
وأما شجرة الحنظل: فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها بأن لا نبات لها فقال: " كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْض مَا لهَا مِنْ قَرَار " .
وثمره هم وحزن.
الأبنوس: امرأة هندية موسرة أو رجل صلب موسر.
وأما الآجام: فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن أصل الدغل الشجر الملتف والصياد يخيفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك فإن رأى أن الأجمة لغيره ملكاً فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظفر بهم.
شجرة الساج: ملك أو عالم أو شاعر أو منجم.
وأما الشجرة المجهولة الجوهر: فمن رآها في داره فإنها تدل إما على مشاجرة بين أقوام وإما على نار في تلك الدار.
وأما الربيع: فيدل على الدراهم وقيل إنه يدل علىِ ولد لا يطول عمره وامرأة لا يدوم نكاحها أو ولاية لا تبقى أو فرح يزول سريعاً.
والحشيش والمرعى دين فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش رأى امرأته مع رجل.
فإن نبت على باطن راحته فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش.
وكذلك الحلفاء.
البستان: دال على المرأة لأنّه يسقى بالماء فيحمل ويلد.
وإن كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثماره وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنّه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنّه يجني أبداً من ثمار حكمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة.
وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة.
وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأنّ العرب تسميه جنة.
وكذلك سماه الله تعالْى بقوله: " أيَودُّ أحَدُكُمْ أنْ تَكونَ تكون له جنةُ مِنْ نخيل وأعْنابٍ تجْري مِنْ تحْتِها الأنهار " وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحاء والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقدة لمالكها أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها.
وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه فإن كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان وإن كان مريضاً مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولاً وإن كان مجاهداً نال الشهادة سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبناً عسلاً من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده وإن لم يكن شيء من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله فإن كان عزبَاً أو من قد عقد نكاحاً تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان.
فإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على ما لا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر ورعاية المتاع أو سقم الجسم.
وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعها فالأمر في الإصلاح بضد الأول وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضاً بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها.
فإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضاً عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على ما يراه في تأويل الثمار.
وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل أيضاً على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين.
وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله إليه على مقبل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غير بئره فإنّه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دماً أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة إن كان البستان مجهولاً وإلا أتى من زوجته ما لا يحل له إن كان البستان بستانه مثل أن يطأها بعدما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض.
وقيل إنّ البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وذهبها.
وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها فإن رأى كرماً مثمراً فهو دنيا عريضة ومن رأى أنّه يسقي بستانه فإنّه يأتي أهله ومن دخل بستاناً مجهولاً قد تناثر ورقه أصابه هم ومن رأى بستانه يابساً فإنه يجتنب إتيان زوجته.
الشجر: المعروف عددها هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار فإن رأى أنّه زاول منها شيئاً فإنّه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها.
فإن رأى له نخلاً كثيراً فإنّه يملك رجالاً بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل تكون في مثل ذلك الموضع وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح ذلك فإنَّ جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها فإن رأى أنّه أصاب من ثمرها فإنّه يصيب من الرجال مالاً أو من العقدة مالاً ويكون الرجال أشرافاً والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع.
وإن كانت شجرة جوز فإنّه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب فإن رأى أنّه أصاب جوزاً يتحرك وله صوت فإنّ الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به فإنّه صحب ويظفر القامر بصاحبه وكل ما يقامر به كذلك إذا قمر صاحبه ظفر بما طلب وأصل ذلك كله حرام فاسد فإن رأى أنّه على شجرة جوز فإنّه يتعلق برجل أعمى ضخم فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل.
فإن سقط منها أو مات فإنّه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك فإن انكسرت به هلك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط إذا كان رأى أنّه مات حين سقط فإن لم يمت حين سقط فإنّه ينجو.
وكذلك لو رأى أن يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنّه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيماً إلا أنّه ينجو بعد ذلك.
وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم.
وشجر السدر: رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بحسب الشجرة وكرم ثمرتها.
والنبق: مال غير منقوش وليس شيء من الثمار يعدله في ذلك خاصة.
شجر الزيتون: رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه أو ملكه أو أكله وربما دلت الشجرة أيضاً على النساء لسقيها وحملها وولادتها لثمرها وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والأموال كالمطامر والمخازن وربما دلت على الأديان والمذاهب لأنّ الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته.
قال المفسرون: وإذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته.
ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور.
فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته فإن كان ميتاً في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته فإن رأى ذلك المريض انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وإن كان حياً مفيقاً نظرت إلى حاله فإن كان رجلاً طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجاً على قدر حال الشجرة وهيئتها إن كانت مجهوله أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضاً نظرت إلى الزمان في حين ذلك فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه وإن كان في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك.
وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته فهي دالة على كسبه ورزقه فإن كانت في إقباله أفاد استفاد.
وإن كانت في إدباره خسر وافتقر.
وإن رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته.
فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته وإن كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد تمت عماله وزكت طاعته.
وأما من ملك شجراً كثيراً فإنّه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء أو فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائداً على رفقه و رئيساً على سفينة أو في دكان في صناع تحت يده وعلى هذا ونحوه.
وأما من رأى جماعتها في دار فإنّها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانتَ ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاماً وكذلك إن كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولاً نظرت فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح وإن كان في إدبارها كان مصيبة سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين.
وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها ريح شديدة فإنّه رجل أو امرأة يهلكان أو يقتلان يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر وإن كانت في الجامع فإنّه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة.
فإن كانت نخلة فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم أو امرأة ملك أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها.
ومن رأى أنّه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفاً أو اعتقد لنفسه رجلاً بقدر جوهرها لقول الناس: فلان غرس فيه إذا اصطنعه.
وكذلك إن بذر بذراً فعلق أو لم يلق ذلك فإنّه هم وغرس الكرم نيل شرف وقيل من رأى في الشتاء كرماً حاملاً أو شجرة فإنّه يعتبر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين.
وشجرة السفرجل: رجل عاقل لا ينتفع بعقله والصفرة ثمرها.
وشجر اللوز: رجل غريب.
وشجر الخلاف: رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه.
وشجرة الرمان: رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجرة الرمان قطع الرحم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ قائلاً يقول: إن شئت لي أن تنال العافية من مرضك فخذ لا ولا فكله فقال ابن سيرين: إنّما ذلك يدل على أكل الزيتون لأنّ الله تعالى قال: " زَيْتُونَة لا شَرْقِيّة ولا غرْبِيّة " .
وحكي أيضاً عنه أنَّ رجلاً أتاه فقال: رأيت كأني أصب الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له: ما قصتك قال: سبيت وأنا صبي صغير فأعتقت وبلغت مبلغ الرجال قال فهل لك امرأة قال لا ولكني اشتريت جارية قال انظر فإنّها أمك.
قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن أحوال الجارية حتى وجدها أمه.
وحكي عنه أيضاً أنّ رجلاً أتاه فقال: رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه.
فقال له ابن سيرين: اتق الله فإنَّ رؤياك تدل على أنَّ امرأتك أختك من الرضاعة.
ففتش عن الأمر فكان كما قال.
ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فإنَّ ناراً تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى: " جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نارَاً " .
وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى: " يحَكموكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ " .
وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الريح فإنَّ الثناء على الرجل الذي تنسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فإنَّ الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجل إدراكها ومنافعها.
والشجر التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنّه يفيد مالاً من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة ومن رأى أنّه يغرس في بستانه أشجاراً فإنّه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فإن رأى أشجاراً نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة.
الكرم والعنب: الكرم دال على النساء لأنّه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما أنّ السكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابه خدران الجماع مع ما فيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة.
وربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرماً كما وصفناه تزوج امرأة إن كان عزباً أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره إليه بزمان الكرم في الإقبال والإدبار فإن كان ذلك في إدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها وإن كانت حاملاً أتت بجارية وإن كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته إليه وإن كان موسراً افتقر من بعد يسر وإن كان في إقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت وإن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحاً.
والعنب الأسود في وقته مرض وخوف وربما كان سياطاً لمن ملكه على قدر عدد الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره.
والعنب الأبيض في وقته عصارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه.
والزبيب: كله أسوده وأحمره وأبيضه خير ومال.
ومن رأى أنّه يعصر كرماً فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصباً.
وكذلك عصير القصب وغيره لأنّ العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمرِه مما يكون معه مما لم تمسه النار إلاّ ما يتفاضل فيه جوهره.
وقيل من التقط عنقوداً من العنب نال من امرأته مالاً مجموعاً وقيل النقود ألف درهم.
وقيل أنّ العنب الأسود مال لا يبقى وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف.
وقد قال بعض المعبرين: العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى: " سكراً ورِزْقاً حَسَناً " .
وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه.
وقيل أنّه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فأصل الأسود من ذلك.
وما كان من الثمار لا ينقطع في كل أبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في إبانها صالحة إلا ما كان له منها اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير إبانها فهو مكروه في المآل.
وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في إقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين.
لأنّ آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك.
وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروهاً صرفت بكروهه فما كان أصفر اللون كان مرضاً كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير إبانه وغير أصفرها هموم وأحزان.
فإن كانت حامضة كانت ضرباً بالسياط لأكلها سيما إن كان عدداً لأنّ ثمر السوط طرفه.
والشجر التي هي أصل الثمر في إدبارها عصاً يابسة.
وما كان له اسم في اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض.
والخوخ الأخضر: توجع من هم أو أخ وأصفره مرض.
والعناب: في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب تنوبه وحوادث تصيبه ويابسه في كل حين رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة.
والإجاص: في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفر أو هم جاء إن كان أخضر.
فإن رأى مريض أنّه يأكل إجاصاً فإنّه يبرأ.
وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين كالخرنوب: خراب من اسمه ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه.
وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الأمطار وأسودهما جميعاً على البرد.
وقد يكون ذلك في الليل والأول في النهار فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه العامة أو في
الأسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأنّ المطر مع نفعه وصلاحه وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له إليها سبيل ومن هو ممنوع منها.
العصير والعصر: صالح جداً فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيراً استغنى وإن كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم.
فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها.
وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه وتعصر له الرأي من صدره انعصاراً.
وإن رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه.
وإن كان العصير كثيراً جداً وكان معه تين أو خمر أو لبن سلطاناً.
ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمراً أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً لقصة يوسف عليه السلام.
والتين: مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ إليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم: التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام: " ولا تَقربَا هَذهِ الشّجَرَةَ " وقد قال بعضهم: إن التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه.
التفاح: هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه فإن كان ملكاً فإن رؤية التفاح له ملكه وإن كان تاجراً فإن التفاح تجارته وإن كان حراثاً فإن رؤية التفاح حرثه.
وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه فإن رأى أنه أصاب تفاحاً أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت.
وقيل: التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام.
ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه.
وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فإنه يربي يتمياً.
ومن رأى إنه يأكل تفاحة فإنه يأكل ما لا ينظر الناس إليه وإن اقتطفها أصاب مالاً من رجل شريف مع حسن ثناء.
والتفاح المعدود دراهم معدودة فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج.
وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولداً حسناً.
وعض التفاح نيل خير ومنية وربح.
وقد حكي أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصفاً فقص رؤياه على معبر فقال له: تملك تسع عشرة سنة ونصفاً.
فلم يلبث أن ولي الخلافة الكمثري: أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض وقال بعضهم هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لأن نصف اسمه مثري يدل على الثروة.
وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالاً وقيل أن المرأة إذا رأت كأنها تملك حمل كمثري حملت ولداً فولدته.
وقيل من أصاب كمثراة ورث مالاً مجموعاً.
الأترج: الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل المؤمن الذي يقرأ القران مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب " .
وأنشد بعض الشعراء يمدح قوماً:
كـأنـهـم شـجـر الأتـرج طـــاب مـــعـــاً نـوراً وريحـاً وطـاب الـعـود والــورق
ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال: إنها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:
أهـــدى لـــه إخـــوانـــه أتـــرجة فبـكـى وأشـفـق مـن عـيافة زاجـر
ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:
أتـرجة قـد أتــتـــك بـــرّاً لا تـقـبـلـنـهـا إذا بـررتـــا
لا تقلبنـهـا فـدتـك نـفـسـي فـإن مـقـلـوبـهـا هـجـرتـا
وذكر بعضهم أن النارنج والأترج جميعاً محمودان وأن الكل إذا كان حلواً يدل على المال المجموع وإذا كان حامضاً يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن.
والأترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا إذا اقتطفها.
والأترجة الصفراء خصب السنة مع مرض.
وقيل أن الأترج امرأة أعجمية شريفة غنية فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتاً ممراضة وابناً ممراضاً.
وإن رأت امرأة في منامها كأن على رأسها إكليلاً من شجرة الأترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين.
فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابناً مباركاً.
فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن.
ورمي الرجل آخر بأترجة يدل على طلب مصاهرة.
والنارنج دون الأترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد
كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار.
وأنشد في معناه:
إن فـاتـنـا الـورد زمـانـاً فــقـــد عوّضـنـا الـبـسـتـان نـارنـجـنـا
يحـسـب جـانـيهـا وقـد أشـرقـت حمرتهـا فـي الـكـف نـاراً جـنـا
والأترج نظير المؤمن في طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره.
ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحدة أو اثنين أو ثلاثة فهي ولد.
والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر.
وربما كانت الأترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلواً كان مالاً مجموعاً.
وإن كان حامضاً مرض مرضاً يسيراً.
الخوخ: في غير وقته مرض شديد وقيل إن الحامض من الخوخ خوف.
وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالاً كثيراً في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب.
المشمش: مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر منه نفقة مال في مرض.
فإن رأى كأنه يأكل مشمشاً من شجرة فإنه يصاحب رجلاً فاسد الدين كثير الدنانير.
وقيل إن التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث.
فإن رأى كأن بعض السلاطين التقط مشمشاً من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالاً غير محمود.
وشجرة المشمش رجل كثير المرض.
وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع أهله منبسط مع الناس جريء غير جبان.
فإن كانت موقرة بحملها فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة وإذا كان مشمشاً أخضر كانت رجلاً صاحب دراهم كثيرة.
ومن كسر غصناً من شجرته فإنه يجحد مالاً من رجل أو ينكر عليه أو يترك صلاة أو صياماً أو يفسد مالاً ليس له.
فإن كسر من شجرة غيره مثمرة غصناً ليتخذه عصاً فإنه ينال منه سروراً.
وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضاً فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض.
السفرجل: قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض.
وقيل إنه يدل على سفر وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق وقال بعضهم إنه سفر لا خير فيه.
وأنشد في ذلك:
أهـدى إلـيه سـفـرجـلاً فـتـطـــيرا مـنـه وظـل نـهـاره مـتــفـــكـــرا
خـاف الـفـراق لأن أول اسـمـــه سـفـر وحـق لـه بـأن يتـــطـــيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها.
وقال بعضهم إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير.
والتاجر إذا رآه دل على ربحه.
والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته.
ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً.
والغبيرا: قيل إنه يدل على إصابة مال وشجرته رجل أعجمي وقيل رجل فقير نفاع للناس.
التوت: أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد.
النبق: وأما النبق فإنه رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه أقوى من يابسه وليس تضر صفرته وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل.
وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم.
وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقطت من نبقها دوخلتين.
فقال: ألك زوج غائب قالت: نعم.
قال: فإنه قد مات وترثين منه ألفين.
وقال بعضهم هو رزق من قبل العراق.
وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه.
وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب.
الموز: وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته.
وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن قال الله تعالى: " وطَلَح مَنْضُود " وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع.
وشجرته من أكرم الشجر وورقها أفضل الورق وأوسعها ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته.
وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضاً لم يدرك في وقته المعروف فإنه رزق ومال وخير.
ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار وخفة مؤونته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الأسود والتين فإنه لا خير فيهما على حال.
ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئاً فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما
وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم.
فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة فإنه علم ودين لا شك فيه وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة رجل مكثر.
ومن التقط من شجرة وهو جالس فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب.
فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمراً عجباً يتعجب الناس منه.
وقيل إن الشجرة امرأة وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امرأة أو بنت ملك أو خادم ملك.
اللوز: مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل.
وشجرة اللوز رجل غريب والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان والمر يدل على كلام الحق.
وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز فإنه ينال كسوة.
وقيل أن اللوز اليابس القصر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة.
وقد يدل أيضاً على حزن.
الفستق: مال هين وشجرته تدل على رجل كريم فمن أكل فستقاً أكل مالاً هينأ.
والجوز الهندي هو النارجيل قال بعضهم هو مال من جهة رجل أعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم.
فمن رأى كأنه يأكل جوزاً هندياً فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجماً في رأيه ويصدقه.
وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم فإنه يصيب في اليقظة جوزاً هندياً.
والبلوط: رجل صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر.
وكذلك تدل على عبودية.
النخل: هو الرجل العالم وولده وقطعه موته والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى: " ولأصلِبَنّكُمْ فِي جُذُوع النّخْل " .
وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم لسعف زيادة في العيال وذرية.
وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب.
وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر.
والنخلة اليابسة رجل منافق.
ومن رأى كأن الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء وربما كان ذلك عذاباً في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى: " لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رزْقَاً لِلعِبَادِ " .
والبلح: مال ليس باق ومن رأى أنه صرم نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم.
وخوصها بمنزلة الشعر من النساء.
ومن رأى نواة صارت نخلة فإن هناك
ولداً يصير عالماً أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعاً.
وقال بعضهم النخل طول العمر.
رأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه في أرض سبخه ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم: أتدري لمن هذه الأرض قال: لا قال: هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة.
ففعلت ما أمرني به فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال: يا غلام أتقول الشعر قلت لا.
قال: أما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب.
الرطب: رزق حلال وشفاء وفرج.
ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام وكان في أوانه.
وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت.
والتمر: مال حلال على قدر قلته وكثرته ومن التقط من شجرة ثمراً غير ثمرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئاً لا يجاب له أو راسم رسوماً جائرة.
واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل.
وقيل أن الفواكه للفقراء غنى وللأغنياء زيادة مال لقوله تعالى: " وفَاكِهة وأَبّا مَتَاعاً لكم ولأنْعَامَكُمْ " .
وللخائفين أمن قال الله تعالى: " يَدعُونَ فِيها بِكُل فَاكهة آمِنين " .
وقيل إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعاً.
واليابسة رزق كثير باق.
ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه فإنه يشتهر بالصلاح والخير.
ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها فإن رؤياه تدل على صهر سار بار وشريك صالح.
ومن رأى في الشتاء شجراً مثمراً فاستحسن ذلك فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر فإن لم يجن من ثمرها شيئاً نجا منه على السواء وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى.
الرمان: مال مجموع إذا كان حلواً وربما كانت الرمانة كورة عامرة وربما كانت عقدة.
وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة والرمان الحامض هم وغم.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي رمانة فقال: هي امرأة.
تتزوجها فإن أكلتها فجيد.
والرمانة أيضاً ربما كانت ولداً وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة وعلى ضيعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر.
وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار وإن كان حبها أبيض أصاب ألف درهم.
وإن كانت حلوة كان ذلك في سرور.
وإن كانت حامضة كان في هم وحزن.
ومن باع رمانة فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة.
فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض.
وعصر الرمان وشرب مائه نفقة الرجل على نفسه.
وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم.
وأما الرمان المبهم الذي لا يدرى حلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك.
وأما الأزادرخت فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره.
الورد: ولد أو مال شريف وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب.
وقيل إن الورد امرأة مفارقة أو ولد يموتِ أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد.
ومن رأى كأن شاباً دفع إليه ورداً فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه.
ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب.
وإن رأت ذلك امرأة فهو لها زوج بهذه الصفة.
والورد المبسوط زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء.
وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور والتقاط الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة.
فإن كان الورد أحمر فإن امرأته صاحبة لهو وطرب.
وإن كان الورد أصفر فهي امرأة مسقام.
والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح دليل على إسقاط المرأة ولداً.
وقيل إن الورد طيب الذكر.
ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها: وقد قال جماعة من المعبرين: إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن.
والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه.
فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره.
فأما ما دام حياً في منبته تجد رائحته فإن يكون ولداً وما يشبه ذلك.
وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن.
وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي.
وأما الياسمين: فقد حكي أن رجلاً أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن
الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة.
فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة.
وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس.
وأما القصب: فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر.
وكل شيء مجوف لا بقاء له.
والقصبة قصب الناس ونميمه والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء.
وأما قصب السكر فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلاّ أن كلامه يستحيل فيه.
ومن رأى أنه يعصره فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.
الصفصاف: رجل رفيع صبور مخلف ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار.
الطرفاء: رجل مضر منافق بالأغنياء وينفع الفقراء.
الصنوبر: رجل بعيد رفيع الصوت مقل سيء الخلق شحيح تأوي إليه الظلمة واللصوص كما يأوي إلى الصنوبر الحدأ والبوم والغربان.
والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيء الخلق ظالم وللتاجر حافظ ظالم لص.
وأما السرو فيدل على الأولاد وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها.
وقال أيضاً شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت.
وقال بعضهم: السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكرم في اللغة السرو ويقال للكريم سري.
وأنشد:
فـإن الـسـري هـو الـسـري بـنـفـســـه وابـن الـسـري إذا سـرى أسـرارهـمـا
وأما الشوك: فرجل بدوي جاهل صعب.
وقيل هو فتنة أو دين.
ومن رأى كأنه يجري على الشوك فإنه يماطل في قضاء الديون.
ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر والخشب: نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق.
والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة.
والعصا زجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه وولده وأقربائه.
وأما شجرة الحنظل: فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها بأن لا نبات لها فقال: " كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْض مَا لهَا مِنْ قَرَار " .
وثمره هم وحزن.
الأبنوس: امرأة هندية موسرة أو رجل صلب موسر.
وأما الآجام: فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن أصل الدغل الشجر الملتف والصياد يخيفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك فإن رأى أن الأجمة لغيره ملكاً فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظفر بهم.
شجرة الساج: ملك أو عالم أو شاعر أو منجم.
وأما الشجرة المجهولة الجوهر: فمن رآها في داره فإنها تدل إما على مشاجرة بين أقوام وإما على نار في تلك الدار.
وأما الربيع: فيدل على الدراهم وقيل إنه يدل علىِ ولد لا يطول عمره وامرأة لا يدوم نكاحها أو ولاية لا تبقى أو فرح يزول سريعاً.
والحشيش والمرعى دين فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش رأى امرأته مع رجل.
فإن نبت على باطن راحته فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش.
وكذلك الحلفاء.
044- الحبوب والزرع
والرياحين والنبات والبقول والروضة
والبطيخ والخيار والقثاء وأشباههما وما شاكلهما
بذر البذور: في الأرض يدل في التأويل على الولد ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق فإنه ينال شرفاً فإن لم يعلق أصابه هم.
الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد.
فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه.
وإن زرع شعيراً فنبت حنطة فالأمر بضد الأول.
وإن زرع حنطة فنبت دماء فإنه يأكل الربا.
والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف
والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبها مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه.
وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
ومن التقط مفرَّق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه.
فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب.
فإن كانت السنابل صفراً فهو يدل على موت الشيوخ.
وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم.
والحنطة في الفراش حبل المرأة وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها فإنه يتزوج امرأته.
ومن بذر بذراً في وقته فإنه قد عمل عملاً خيراً.
فإن كان والياً أصاب سلطاناً وإن كان تاجراً نال ربحاً وإن كان سوقياً أصاب بغلة وإن كان زاهداً نال ورعاً.
فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً فإن حصده فقد أخذ أجره.
ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة ناله مكروه.
فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره.
ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين.
وقيل إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفاً يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله.
يقال في المثل: " من يزرع خيراً يحصد غبطة ومن يزرع شراً يحصد ندامة " .
قال الشاعر:
إذا أنـت لـم تـزرع وأبـصـرت حـاصـداً ندمت علـى الـتـفـريط فـي زمـن الـبـذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة فإنهم رجال يجتمعون في حرب.
فإن حصدوا قتلوا.
قال الله عزّ وجلّ: " ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّورَاةِ وَمَثَلَهُمْ في الإِنْجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتوى عَلَى سُوقِهِ " .
وإن رأى أنه أكلِ حنطة خضراء رطبة فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين.
ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه.
ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه فإن كان في دينه فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته وإن كان في دنياه كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل.
فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل
وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤونة.
فإن كان دقيقاً فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة وقال بعضهم إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام.
وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب للّه تعالى فيه حق لقوله تعالى: " وآتُوا حَقّهُ يَوْمَ حصَادهِ " وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى.
والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم.
ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد.
ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم.
والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر.
وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخاً ومقلواً على كل حال فهمَّ وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً والكثير منها مال.
وقيل إن الباقلا الخضراء هم واليابسة مال وسرور وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله.
وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة فقال: لو كان هذا في النوم.
وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
وأما البطيخ: فهو مرض وقيل هو رجل ممراض وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب.
وقيل أن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم.
ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً فإنه يطلب ملكاَ ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك.
فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
وأما القثاء: فقد قيل أنه يدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
وأما القرع وهو اليقطين فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك.
وقيل إنها رجل فقير.
واليقطين للمريض شفاء.
ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئاً متفرقاً والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض.
فإن رأى أنه أكل القرع نيئاً فإنه يخاصم إنساناً ويصيبه فزع من الجن.
الاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة.
ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
والقنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى: " وبصلها " .
ومنهم من قال: إنه يدل على ظهور الأشياء الخفية وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة ومنهم من قال إنه مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
والثوم: ثناء قبيح وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية.
وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني.
فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله.
ومن رأى بيده جزراً فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه وقال بعضهم: من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيراً ومنفعة.
والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
والخردل: سم فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
والحرمل: مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمدبرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام.
ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
والمزرعة: تدل على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد.
واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخساراته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف.
وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى: " و الله أنبتكتم من الأرض نباتاً " .
وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً.
وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة يعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى: " مَنْ كَانَ يُريدُ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا " .
فمن حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته.
فإن نبت زرعه حملت امرأته.
وإن كان عزباً تزوج.
وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه وربما سلفه وفرقه.
وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
فمن رأى زرعاً يحصد: فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل.
وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون.
وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح.
وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد.
وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه.
وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
المرج: وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفاً ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش: معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التيِ ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً فهو كالمال الذي به قوام الأنام.
وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق.
وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب.
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه السلام قال: الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة.
وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال الحلال المحض.
وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء.
وأما إذا رأى الهندبا: وأمثالها كالكزبرة: ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام.
وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه.
وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكرويا وأمثالها.
وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبث والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعنع يشتق منه النعاة والنعي مع أنه من البقول.
وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار.
وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكماة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك.
فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله فإن كان فقيراً استغنى وإن كان غنياً ازداد غنى وإن كان زاهداً في
الدنيا راغباً عنها عاد إليها وافتتن بها.
وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها.
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها.
وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تدل من الإِسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه السلام: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " .
وقوله عليه السلام: " القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " .
وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء.
وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً.
وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة.
أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية.
وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج.
وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له.
فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
وأما السلق: فقد قيل أنه يدل على خير.
وكذلك الملوخيا والقطف.
السلجم: امرأة قروية جلدة صاحبة فضول وقيل هو هم وحزن.
فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
الشبث: أمر يرى في المستقبل.
العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح: والعروق مال معه مرض.
العفص: مال تام يبقى.
العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
القوة: مال مع مرض.
الفجل: رزق حلال وقيل إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد.
وقيل من أصاب فجلاً أو أكله فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
القت: وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير.
القطن: مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب.
الكمأة: رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: " الكمأة من المن " ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب.
وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء.
وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
الكرويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
الكراث: رزق من رجل أصم وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم وقيل هو رزق ومن أكل كراثاً فإنّه يقول قولاً يندم عليه.
وأكل الكراث مطبوخاَ يدل على التوبة.
الطرخون: رجل رديء الأصل لأنّ أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع.
السذاب: قيل إنّ كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا.
وأما البقول: على الجملة فقد اختلفوا فيها فمنهم من قال إنّها صالحة محمودة ومنهم من قال إنّها جميعها مكروهة لقوله عزّ وجلّ: " أتَسْتَبْدِلُونَ الذي هوَ أدنَى بالّذي هُوَ خيْر " .
ولأنّه لا دسم فيها ولا حلاوة.
ومنهم من قال أنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما.
وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
البنفسج: جارية ورعة والتقاطها تقبيلها.
الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم وقال بعضهم إنَّ الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة فمن رأى كأنّه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقاً.
وأما الآس: فقيل هو رجل واف بالعهود ويدل على اليأس لاسمه.
فمن رأى على رأسه إكليل
آس رجل كان أو امرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية.
وكذلك إنَّ شمه.
ومن رآه في داره فهوِ خير باق ومال دائم.
فإن رأى أنّه أخذ من شاب آساً فإنّه يأخذ من عدو له عهداً باقياَ.
فإن رأى أنّه يغرس آساً فإنّه يعمل الأمور بالتدبير.
والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
الشمار: يدل على ثناء حسن.
السوسن: قيل هو ثناء حسن وقال بعضهم أنه يدل على السوء لاشتقاق السوء من اسمه وقال أكثر المعبرين أنّ الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة فإنّها تدل على هم وحزن.
وإذا رأيت ثابتة في مواضعها فإنّها تدل على راحة أو زوج أو ولد.
وبلغنا عن علي بن عبيد أنّه قال: كنت عند سفيان الثوري فقال له رجل: رأيت البارحة كأنّ ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء.
فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي.
فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
وإنما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه أو لم يكن له ريح.
وقيل إنّ الريحان نعمة لقوله تعالى: " فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنّةٌ نَعِيم " .
وهو بالفارسية شاسيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة.
والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم ويدل أيضاً علىِ التزويج بامرأة تدوم عشرتها.
وإن رأت امرأة كأنّها شمت مرزنجوشاً فإنّها تلد ابناً مؤمناَ.
اللينوفور: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له.
والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك.
وإن كان لها زوج فإنّه يطلقها أو يموت وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك لأنّه عهد الآس أبقى من عهد النرجس.
ورأى رجل له أربع نسوة كأنّ أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنّه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر فقال: إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك.
وقيل إنّ صفرة النرجس تدل على الدناينر وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا.
وأنشد:
لـمـا أطـلـنـا عـنـه تـغــيمـــضـــا أهـدى لـنـا الـنـرجـس تـعـريضــا
فـــدلـــنـــا ذاك عـــلـــى أنّــــــه قد اقتضـى الـصـفـر أو الـبـياضـا
وقال الشاعر:
لـيس لـلـنـرجـس عـهـد إنـمـا الـعـهـــد لـــلآس
وقال بعضهم: النرجس سرور.
النمام: سرور يدوم من المرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة.
اللفاح: مرض ودنانير فمن التقط لفاحاً مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق.
المبقلة: المبقلة رجال ذوو إحسان فمن رأى أنّه جمع من بستانه باقة بقل فإنّه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة.
فإن كانت طاقة بقل فإنّها نذير له ليحذر من الشر فإن عرف جوهرها فإنّها حينئذٍ ترجع إلى الطبائع.
واليابس من البقل مال يصلح به الأموال.
وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستنشعاً مجهولاً فيه ذلك.
وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك.
فإنّه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة وقد بلغنا أنّ رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت كأنّ بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل.
فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك فإنّ الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب.
فعرض أنّ عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها.
الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
الصمغ: فضل مال.
البلسان: مالك مبارك.
القطران: مال من خيانة وتلطخ الثياب من خلل في المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان.
الكرنب: رجل فظ غليظ بدوي فمن رأى بيده طاقة كرنب فإنّه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
وأما البزور: فكل بزر يلقى في الأرض فهو ولد ويجب أن ينسب إلى ذلك النوع.
والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنّها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع.
البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال أنّه مال في كد.
فمن أكله نال مالاً بكد.
وقال بعضهم البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن.
الخيار والقثاء: همّ وحزن فمن أكله فإنّه يسعى في أمر يثقل عليه خصوصاً الأصفر منه فإنّه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض فإن رأى أنّه يأكله وكانت امرأته حاملاً ولدت جارية.
وقال بعضهم: الخيار إذا قطع بالحديد فإنه جيد للمرضى وذلك لأنّ الرطوبة تتميز عنه.
وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
الخشب اليابس: نفاق قال الله تعالى: " كأنّهُمْ خشُبٌ مُسَنّدَة " .
والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم.
رأى رجل كأنّ في يده اليمنى غصناً وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة.
فقص رؤياه على معبر.
فقال: لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة.
تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك.
فكان كذلك.
ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئاً.
وإنما دل البحر والخشب على السفينة.
بذر البذور: في الأرض يدل في التأويل على الولد ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق فإنه ينال شرفاً فإن لم يعلق أصابه هم.
الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد.
فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه.
وإن زرع شعيراً فنبت حنطة فالأمر بضد الأول.
وإن زرع حنطة فنبت دماء فإنه يأكل الربا.
والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف
والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبها مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه.
وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
ومن التقط مفرَّق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه.
فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب.
فإن كانت السنابل صفراً فهو يدل على موت الشيوخ.
وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم.
والحنطة في الفراش حبل المرأة وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها فإنه يتزوج امرأته.
ومن بذر بذراً في وقته فإنه قد عمل عملاً خيراً.
فإن كان والياً أصاب سلطاناً وإن كان تاجراً نال ربحاً وإن كان سوقياً أصاب بغلة وإن كان زاهداً نال ورعاً.
فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً فإن حصده فقد أخذ أجره.
ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة ناله مكروه.
فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره.
ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين.
وقيل إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفاً يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله.
يقال في المثل: " من يزرع خيراً يحصد غبطة ومن يزرع شراً يحصد ندامة " .
قال الشاعر:
إذا أنـت لـم تـزرع وأبـصـرت حـاصـداً ندمت علـى الـتـفـريط فـي زمـن الـبـذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة فإنهم رجال يجتمعون في حرب.
فإن حصدوا قتلوا.
قال الله عزّ وجلّ: " ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّورَاةِ وَمَثَلَهُمْ في الإِنْجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتوى عَلَى سُوقِهِ " .
وإن رأى أنه أكلِ حنطة خضراء رطبة فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين.
ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه.
ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه فإن كان في دينه فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته وإن كان في دنياه كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل.
فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل
وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤونة.
فإن كان دقيقاً فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة وقال بعضهم إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام.
وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب للّه تعالى فيه حق لقوله تعالى: " وآتُوا حَقّهُ يَوْمَ حصَادهِ " وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى.
والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم.
ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد.
ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم.
والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر.
وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخاً ومقلواً على كل حال فهمَّ وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً والكثير منها مال.
وقيل إن الباقلا الخضراء هم واليابسة مال وسرور وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله.
وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة فقال: لو كان هذا في النوم.
وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
وأما البطيخ: فهو مرض وقيل هو رجل ممراض وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب.
وقيل أن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم.
ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً فإنه يطلب ملكاَ ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك.
فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
وأما القثاء: فقد قيل أنه يدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
وأما القرع وهو اليقطين فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك.
وقيل إنها رجل فقير.
واليقطين للمريض شفاء.
ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئاً متفرقاً والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض.
فإن رأى أنه أكل القرع نيئاً فإنه يخاصم إنساناً ويصيبه فزع من الجن.
الاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة.
ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
والقنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى: " وبصلها " .
ومنهم من قال: إنه يدل على ظهور الأشياء الخفية وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة ومنهم من قال إنه مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
والثوم: ثناء قبيح وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية.
وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني.
فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله.
ومن رأى بيده جزراً فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه وقال بعضهم: من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيراً ومنفعة.
والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
والخردل: سم فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
والحرمل: مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمدبرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام.
ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
والمزرعة: تدل على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد.
واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخساراته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف.
وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى: " و الله أنبتكتم من الأرض نباتاً " .
وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً.
وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة يعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى: " مَنْ كَانَ يُريدُ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا " .
فمن حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته.
فإن نبت زرعه حملت امرأته.
وإن كان عزباً تزوج.
وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه وربما سلفه وفرقه.
وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
فمن رأى زرعاً يحصد: فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل.
وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون.
وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح.
وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد.
وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه.
وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
المرج: وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفاً ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش: معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التيِ ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً فهو كالمال الذي به قوام الأنام.
وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق.
وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب.
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه السلام قال: الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة.
وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال الحلال المحض.
وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء.
وأما إذا رأى الهندبا: وأمثالها كالكزبرة: ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام.
وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه.
وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكرويا وأمثالها.
وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبث والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعنع يشتق منه النعاة والنعي مع أنه من البقول.
وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار.
وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكماة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك.
فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله فإن كان فقيراً استغنى وإن كان غنياً ازداد غنى وإن كان زاهداً في
الدنيا راغباً عنها عاد إليها وافتتن بها.
وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها.
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها.
وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تدل من الإِسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه السلام: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " .
وقوله عليه السلام: " القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " .
وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء.
وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً.
وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة.
أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية.
وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج.
وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له.
فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
وأما السلق: فقد قيل أنه يدل على خير.
وكذلك الملوخيا والقطف.
السلجم: امرأة قروية جلدة صاحبة فضول وقيل هو هم وحزن.
فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
الشبث: أمر يرى في المستقبل.
العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح: والعروق مال معه مرض.
العفص: مال تام يبقى.
العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
القوة: مال مع مرض.
الفجل: رزق حلال وقيل إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد.
وقيل من أصاب فجلاً أو أكله فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
القت: وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير.
القطن: مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب.
الكمأة: رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: " الكمأة من المن " ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب.
وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء.
وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
الكرويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
الكراث: رزق من رجل أصم وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم وقيل هو رزق ومن أكل كراثاً فإنّه يقول قولاً يندم عليه.
وأكل الكراث مطبوخاَ يدل على التوبة.
الطرخون: رجل رديء الأصل لأنّ أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع.
السذاب: قيل إنّ كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا.
وأما البقول: على الجملة فقد اختلفوا فيها فمنهم من قال إنّها صالحة محمودة ومنهم من قال إنّها جميعها مكروهة لقوله عزّ وجلّ: " أتَسْتَبْدِلُونَ الذي هوَ أدنَى بالّذي هُوَ خيْر " .
ولأنّه لا دسم فيها ولا حلاوة.
ومنهم من قال أنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما.
وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
البنفسج: جارية ورعة والتقاطها تقبيلها.
الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم وقال بعضهم إنَّ الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة فمن رأى كأنّه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقاً.
وأما الآس: فقيل هو رجل واف بالعهود ويدل على اليأس لاسمه.
فمن رأى على رأسه إكليل
آس رجل كان أو امرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية.
وكذلك إنَّ شمه.
ومن رآه في داره فهوِ خير باق ومال دائم.
فإن رأى أنّه أخذ من شاب آساً فإنّه يأخذ من عدو له عهداً باقياَ.
فإن رأى أنّه يغرس آساً فإنّه يعمل الأمور بالتدبير.
والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
الشمار: يدل على ثناء حسن.
السوسن: قيل هو ثناء حسن وقال بعضهم أنه يدل على السوء لاشتقاق السوء من اسمه وقال أكثر المعبرين أنّ الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة فإنّها تدل على هم وحزن.
وإذا رأيت ثابتة في مواضعها فإنّها تدل على راحة أو زوج أو ولد.
وبلغنا عن علي بن عبيد أنّه قال: كنت عند سفيان الثوري فقال له رجل: رأيت البارحة كأنّ ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء.
فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي.
فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
وإنما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه أو لم يكن له ريح.
وقيل إنّ الريحان نعمة لقوله تعالى: " فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنّةٌ نَعِيم " .
وهو بالفارسية شاسيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة.
والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم ويدل أيضاً علىِ التزويج بامرأة تدوم عشرتها.
وإن رأت امرأة كأنّها شمت مرزنجوشاً فإنّها تلد ابناً مؤمناَ.
اللينوفور: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له.
والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك.
وإن كان لها زوج فإنّه يطلقها أو يموت وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك لأنّه عهد الآس أبقى من عهد النرجس.
ورأى رجل له أربع نسوة كأنّ أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنّه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر فقال: إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك.
وقيل إنّ صفرة النرجس تدل على الدناينر وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا.
وأنشد:
لـمـا أطـلـنـا عـنـه تـغــيمـــضـــا أهـدى لـنـا الـنـرجـس تـعـريضــا
فـــدلـــنـــا ذاك عـــلـــى أنّــــــه قد اقتضـى الـصـفـر أو الـبـياضـا
وقال الشاعر:
لـيس لـلـنـرجـس عـهـد إنـمـا الـعـهـــد لـــلآس
وقال بعضهم: النرجس سرور.
النمام: سرور يدوم من المرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة.
اللفاح: مرض ودنانير فمن التقط لفاحاً مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق.
المبقلة: المبقلة رجال ذوو إحسان فمن رأى أنّه جمع من بستانه باقة بقل فإنّه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة.
فإن كانت طاقة بقل فإنّها نذير له ليحذر من الشر فإن عرف جوهرها فإنّها حينئذٍ ترجع إلى الطبائع.
واليابس من البقل مال يصلح به الأموال.
وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستنشعاً مجهولاً فيه ذلك.
وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك.
فإنّه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة وقد بلغنا أنّ رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت كأنّ بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل.
فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك فإنّ الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب.
فعرض أنّ عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها.
الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
الصمغ: فضل مال.
البلسان: مالك مبارك.
القطران: مال من خيانة وتلطخ الثياب من خلل في المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان.
الكرنب: رجل فظ غليظ بدوي فمن رأى بيده طاقة كرنب فإنّه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
وأما البزور: فكل بزر يلقى في الأرض فهو ولد ويجب أن ينسب إلى ذلك النوع.
والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنّها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع.
البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال أنّه مال في كد.
فمن أكله نال مالاً بكد.
وقال بعضهم البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن.
الخيار والقثاء: همّ وحزن فمن أكله فإنّه يسعى في أمر يثقل عليه خصوصاً الأصفر منه فإنّه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض فإن رأى أنّه يأكله وكانت امرأته حاملاً ولدت جارية.
وقال بعضهم: الخيار إذا قطع بالحديد فإنه جيد للمرضى وذلك لأنّ الرطوبة تتميز عنه.
وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
الخشب اليابس: نفاق قال الله تعالى: " كأنّهُمْ خشُبٌ مُسَنّدَة " .
والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم.
رأى رجل كأنّ في يده اليمنى غصناً وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة.
فقص رؤياه على معبر.
فقال: لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة.
تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك.
فكان كذلك.
ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئاً.
وإنما دل البحر والخشب على السفينة.
045- القلم والدواة
والنقص والمداد والورق والكتابة
والشعر وما أشبهه
القلم: يدل على ما يذكر الإنسان به وتنفذ الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر.
وربما دل على الذكر والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه.
وربما دل على السكة والأصابع أزواجه ومداده بذره وإنّما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر وما في اليقظة منِ الآمال.
وقيل أنّ القلم يدل على العلم.
فمن رأى أنّه أصاب قلماً فإنّه يصيب علماً يناسب ما رأى في منامه أنّه كان يكتبه به.
وقيل أنّه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى: " وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إذْ يلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أيّهم يَكْفَل مَرْيَم " .
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلماً آخر فأخذته وكتبت بهما جميعاً فقال: هل لك غائب قال نعم.
قال:
فكأنك به قد قدم عليك.
فإن رأى كاتب كأنّ بيده قلماً أو دواة فإنّه يأمن الفقر لحرفته.
فإن رأى كأنّه استفاد دواة الكتابة بأسرها فإنّه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب.
وهكذا كل من رأى أنّه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر.
فإن رأى أنّه أصاب حرفة جامعة فإنّه ينال فيها رياسة جامعة.
والسكة الذي يقطع به القلم يدل على ابن كيس محسود.
وقيل إن من رأى في يده سكيناً من حديد فإنّه يعاود امرأة قد فارقته من قبل.
لقوله تعالى: " قُلْ كُونُوا حِجَارةً أوْ حَديداً أوْ خلْقَاً ممّا يَكْبر في صُدُورِكُمْ فَسَيَقولونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الذي فَطَرَكُمْ أوَّلَ مًرّة " .
والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة والقلم قيم كل شيء.
وقيل القلم ولد كاتب.
ورأىِ رجل كأنّه نال قلماً فقص رؤياه على معبر فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علما حسناً.
وأما الدواة: فخادمة ومنفعة من قبل امرأة وشأن من قبل ولد.
فمن رأى أنه يكتب من دواة اشترى خادمة ووطئها ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام وقيل من رأى أنّه أصاب دواة فإنّه وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه يليق دواة فقص رؤياه على معبر فقالت: هذا رجل يأتي الذكران.
وقال أكثر المعبرين أنّ الدواة زوجة ومنكوح وكذلك المحبرة إلا أنّها بكراً وغلام.
والقلم ذكر وإن كانت امرأته كان مدادها مالها أو نفعها أو همها وبلاءها سيما إن سود وجهه أو ثوبه.
وقد تدل الدواة على القرحة والقلم على الحديد والمداد على المدة لمن رأى أنّ بجسمه دواة وهو يستمد منها بالقلم ومن رأى أنّه يكتب في صحيفة فإنّه يرث ميراثاً.
قال الله تعالى: " إنَّ هَذَا لَفي الصُّحُفِ الأولى صُحُف إبْراهيمَ وَمَوسَى " .
فإن رأى أنّه يكتب في قرطاس فإنّه جحود ما بينه وبين الناس.
وإن رأى أنّ الإمام أعطاه قرطاساً فإنّه يقضي له حاجة يرفعها عليه.
ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه لقوله تعالى: " تَجْعَلونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا " .
وأما النقش: في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أنّ الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس.
وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه.
والمداد سؤدد ورفعة في مدد والكتاب قوة.
فمن رأى بيده كتاباً نال قوة لقوله تعالى: " يا يَحْيَى خذِ الكِتَابَ بِقُوَّة " .
والكتاب: خبر مشهور إن كان منشوراً وإن كان مختوماً فخبر مستور.
وإن كان في يد غلام فإنّه بشارة وإن كان في يد جارية فإنّه خبر في بشارة وفرح وإن كان في يد امرأة فإنّه توقع أمر في فرح.
فإن كان منشوراً والمرأة متنقبة فإنّه خبر مستور يأمره بالحذو.
فإن كانت متطيبة حسناء فإنّه خبر وأمر فيه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية فإنّه خبر في أمر وحش.
ومن رأى في يده كتباً مطوية فإنّه يموت قريباً لقوله تعالى: " يَوْمَ نَطْوي السّمَاءَ كَطَيِّ السَّجل لِلكُتُب " .
فإن رأى أنّه أخذ من الإمام منشوراً فإنه ينال سلطاناً وغبطة ونعمة إن كان محتملاً ذلك وإلا خيف عليه العبودية.
فإن رأى أنّه أنفذ كتاباً مختوماً إلى إنسان فرده إليه.
فإن كان سلطاناً وسرى إليه جيش فإنّهم مهزومون.
وإن كان تاجراً خسر في تجارته.
وإن كان خاطباً لم يزوج.
فإن رأى كتابه بيمينه فهو خير.
فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط فإنّه يأتيه البيان.
وإن كان في عذاب يأتيه الفرج لقوله تعالى: " وَأنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تبْيَانَاً لِكل شَيءٍ وَهُدَى " .
وإن كان معسرأَ أو مهموماً أو غائباً فإنّه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسروراً.
وأخذ الكتاب باليمين خير كله فإن أعطى كتابه بشماله فإنّه يندم على فعل فعله.
ومن أخذ كتاباً من إنسان بيمنه فإنّه يأخذ أكرم شيء عليه.
لقوله تعالى: " لأخذنا منه باليمين " .
وإذا رأى الكافر بيده مصحفاً أو كتاباً عربياً فإنّه يخذل أو يقع في هم وغم أو كربة وشدة.
ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله.
وقيل من رأى كأنّه مزق كتاباً ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيراً.
وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتاباً فارسياً يصيبه ذل وكربة.
ومن رأى أنّه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك وتحقيقه ختمه.
لأنّ بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتاباً مختوماً وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام.
ومن رأى أنّه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة فهيِ جارية وبها حبل.
وقال ابن سيرين: من رأى أنّه يكتب كتاباً فإنّه يكسب كسباً حراماً لقوله تعالى: " فَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا كَتَبَتْ أيْدِيهمُ وَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا يَكْسبون " .
والنقش: على يد الرجل حيلة تعقب الذل وللنساء حيلة لاكتساب.
ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه فإنّه رجل متمسك بالقرآن.
والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة وربما يولد له أولاد من زنا أو يصير شاعراً.
والكتابة: في الأصل حيلة والكاتب محتال.
وإن رأى أنّه رديء الخط فإنّه يتوب ويترك الحيل على الناس.
ويتوب.
ومن رأى أنّه يقرأ وجه صحيفة فإنّه يرث ميراثاً.
فإن قرأ ظهرها فإنّه يجتمع عليه دين لقوله تعالى: " إقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَومَ عَلَيْكَ حَسِيبا " .
فإن رأى أنّه يقرأ كتابِاً وكان حاذقاً في قراءته فإنّه يلي ولاية إن كان أهلاً لها أو يتجر تجارة إن كان تاجراً بقدر حذقه فيه.
فإن رأى أنّه يقرأ كتّاب نفسه فإنّه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عزّ وجلّ: " واكْتُبْ لَنَا في هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَة " .
ومن رأى كأنّه كتب عليه صك فإنّه يؤمر بأن يحتجم.
فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب فإنّه قد فرض الله عليه فرضاً وهو يتوانى فيه لقوله تعالى: " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيَها " .
فإن رأى أنّه يكتب عليه كتاب فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى: " كتبَ عَلَيْهِ أنّهُ مَنْ تَولاهُ " .
والاصطرلاب: خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان فمن رأى أنّه أصاب اصطرلاباً فإنّه يصحب إنساناً كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام وربما كان متغيراً بالأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروأة.
الشاعر: رجل غاو يقول ما لا يفعل والشعر قول الزور ومن رأى أنّه يقول الشعر ويبتغي به كسباً فإنّه يشهد بالزور فإن رأى أنّه قرأ قصيدة في مجلس فإنه حكمة تميل إلى النفاق فإن سمع الشعر فإنّه يحضر مجالس يمال فيها الباطل ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحاً فإنّه شرف وعز أو ملك حتى لا يكون له فيه نظير إن كان والياً.
وإن كان تاجراً فإنّه يكون مذكوراً في الدنيا وكذلك في كل حرفة.
ومن رأى أنّه يتكلم بكل لسان فإنّه يملك أمراً كبيراً من الدنيا ويعز لقوله تعالى حكاية عن يوسف: " إني حَفِيظٌ عَلِيمٌ " .
يعني بكل لسان.
والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي والقلم كالأشفى والإبرة.
والمداد كالشيء الذي يحزم به من خيوط وسيور.
وكالحجام وقلمه مشرطته ومداده دمه وكالرقام والرفاء ونحوهما.
وربما دل على الحراث والقلم كالسكة والمداد كالبذر.
فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه ثم أضفها إلى من تليق به أومن هو في اليقظة في أمر حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه كالذي يقول رأيت كأنّي مررت بكاتب فدفع إليّ كتاباً أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو علي فأخذتها منه ومضيت فانظر إلى حاله ويقظته فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشرائه فهو ذلك.
وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين.
وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو أحتجم قبل تلك الليلة فهو ذاك.
وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك.
فإن كان له ثوب عند مطرز أو صانع ديباجي فهو ذاك.
وإن كان له سلم عند حراث أخذ منه ما كان له.
وإلا قدمت إليه أخبار ووردت عليه أمور فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخفية وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة.
والكاتب: إذا رأى أنّه أُمي لا يحسن الكتابة فإنّه يفتقر إن كان غنياً أو يجن إن كان عاقلاً أو يلحد إن كان مذنباً أو يعجز إذا كان ذا حيلة.
وإذا رأى الأمي أنّه يحسن الكتابة فإنّه في كرب وسيلهمه الله تعالى سبباً يتخلص به من كربه وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
القلم: يدل على ما يذكر الإنسان به وتنفذ الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر.
وربما دل على الذكر والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه.
وربما دل على السكة والأصابع أزواجه ومداده بذره وإنّما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر وما في اليقظة منِ الآمال.
وقيل أنّ القلم يدل على العلم.
فمن رأى أنّه أصاب قلماً فإنّه يصيب علماً يناسب ما رأى في منامه أنّه كان يكتبه به.
وقيل أنّه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى: " وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إذْ يلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أيّهم يَكْفَل مَرْيَم " .
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلماً آخر فأخذته وكتبت بهما جميعاً فقال: هل لك غائب قال نعم.
قال:
فكأنك به قد قدم عليك.
فإن رأى كاتب كأنّ بيده قلماً أو دواة فإنّه يأمن الفقر لحرفته.
فإن رأى كأنّه استفاد دواة الكتابة بأسرها فإنّه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب.
وهكذا كل من رأى أنّه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر.
فإن رأى أنّه أصاب حرفة جامعة فإنّه ينال فيها رياسة جامعة.
والسكة الذي يقطع به القلم يدل على ابن كيس محسود.
وقيل إن من رأى في يده سكيناً من حديد فإنّه يعاود امرأة قد فارقته من قبل.
لقوله تعالى: " قُلْ كُونُوا حِجَارةً أوْ حَديداً أوْ خلْقَاً ممّا يَكْبر في صُدُورِكُمْ فَسَيَقولونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الذي فَطَرَكُمْ أوَّلَ مًرّة " .
والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة والقلم قيم كل شيء.
وقيل القلم ولد كاتب.
ورأىِ رجل كأنّه نال قلماً فقص رؤياه على معبر فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علما حسناً.
وأما الدواة: فخادمة ومنفعة من قبل امرأة وشأن من قبل ولد.
فمن رأى أنه يكتب من دواة اشترى خادمة ووطئها ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام وقيل من رأى أنّه أصاب دواة فإنّه وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه يليق دواة فقص رؤياه على معبر فقالت: هذا رجل يأتي الذكران.
وقال أكثر المعبرين أنّ الدواة زوجة ومنكوح وكذلك المحبرة إلا أنّها بكراً وغلام.
والقلم ذكر وإن كانت امرأته كان مدادها مالها أو نفعها أو همها وبلاءها سيما إن سود وجهه أو ثوبه.
وقد تدل الدواة على القرحة والقلم على الحديد والمداد على المدة لمن رأى أنّ بجسمه دواة وهو يستمد منها بالقلم ومن رأى أنّه يكتب في صحيفة فإنّه يرث ميراثاً.
قال الله تعالى: " إنَّ هَذَا لَفي الصُّحُفِ الأولى صُحُف إبْراهيمَ وَمَوسَى " .
فإن رأى أنّه يكتب في قرطاس فإنّه جحود ما بينه وبين الناس.
وإن رأى أنّ الإمام أعطاه قرطاساً فإنّه يقضي له حاجة يرفعها عليه.
ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه لقوله تعالى: " تَجْعَلونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا " .
وأما النقش: في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أنّ الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس.
وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه.
والمداد سؤدد ورفعة في مدد والكتاب قوة.
فمن رأى بيده كتاباً نال قوة لقوله تعالى: " يا يَحْيَى خذِ الكِتَابَ بِقُوَّة " .
والكتاب: خبر مشهور إن كان منشوراً وإن كان مختوماً فخبر مستور.
وإن كان في يد غلام فإنّه بشارة وإن كان في يد جارية فإنّه خبر في بشارة وفرح وإن كان في يد امرأة فإنّه توقع أمر في فرح.
فإن كان منشوراً والمرأة متنقبة فإنّه خبر مستور يأمره بالحذو.
فإن كانت متطيبة حسناء فإنّه خبر وأمر فيه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية فإنّه خبر في أمر وحش.
ومن رأى في يده كتباً مطوية فإنّه يموت قريباً لقوله تعالى: " يَوْمَ نَطْوي السّمَاءَ كَطَيِّ السَّجل لِلكُتُب " .
فإن رأى أنّه أخذ من الإمام منشوراً فإنه ينال سلطاناً وغبطة ونعمة إن كان محتملاً ذلك وإلا خيف عليه العبودية.
فإن رأى أنّه أنفذ كتاباً مختوماً إلى إنسان فرده إليه.
فإن كان سلطاناً وسرى إليه جيش فإنّهم مهزومون.
وإن كان تاجراً خسر في تجارته.
وإن كان خاطباً لم يزوج.
فإن رأى كتابه بيمينه فهو خير.
فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط فإنّه يأتيه البيان.
وإن كان في عذاب يأتيه الفرج لقوله تعالى: " وَأنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تبْيَانَاً لِكل شَيءٍ وَهُدَى " .
وإن كان معسرأَ أو مهموماً أو غائباً فإنّه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسروراً.
وأخذ الكتاب باليمين خير كله فإن أعطى كتابه بشماله فإنّه يندم على فعل فعله.
ومن أخذ كتاباً من إنسان بيمنه فإنّه يأخذ أكرم شيء عليه.
لقوله تعالى: " لأخذنا منه باليمين " .
وإذا رأى الكافر بيده مصحفاً أو كتاباً عربياً فإنّه يخذل أو يقع في هم وغم أو كربة وشدة.
ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله.
وقيل من رأى كأنّه مزق كتاباً ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيراً.
وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتاباً فارسياً يصيبه ذل وكربة.
ومن رأى أنّه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك وتحقيقه ختمه.
لأنّ بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتاباً مختوماً وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام.
ومن رأى أنّه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة فهيِ جارية وبها حبل.
وقال ابن سيرين: من رأى أنّه يكتب كتاباً فإنّه يكسب كسباً حراماً لقوله تعالى: " فَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا كَتَبَتْ أيْدِيهمُ وَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا يَكْسبون " .
والنقش: على يد الرجل حيلة تعقب الذل وللنساء حيلة لاكتساب.
ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه فإنّه رجل متمسك بالقرآن.
والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة وربما يولد له أولاد من زنا أو يصير شاعراً.
والكتابة: في الأصل حيلة والكاتب محتال.
وإن رأى أنّه رديء الخط فإنّه يتوب ويترك الحيل على الناس.
ويتوب.
ومن رأى أنّه يقرأ وجه صحيفة فإنّه يرث ميراثاً.
فإن قرأ ظهرها فإنّه يجتمع عليه دين لقوله تعالى: " إقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَومَ عَلَيْكَ حَسِيبا " .
فإن رأى أنّه يقرأ كتابِاً وكان حاذقاً في قراءته فإنّه يلي ولاية إن كان أهلاً لها أو يتجر تجارة إن كان تاجراً بقدر حذقه فيه.
فإن رأى أنّه يقرأ كتّاب نفسه فإنّه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عزّ وجلّ: " واكْتُبْ لَنَا في هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَة " .
ومن رأى كأنّه كتب عليه صك فإنّه يؤمر بأن يحتجم.
فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب فإنّه قد فرض الله عليه فرضاً وهو يتوانى فيه لقوله تعالى: " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيَها " .
فإن رأى أنّه يكتب عليه كتاب فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى: " كتبَ عَلَيْهِ أنّهُ مَنْ تَولاهُ " .
والاصطرلاب: خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان فمن رأى أنّه أصاب اصطرلاباً فإنّه يصحب إنساناً كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام وربما كان متغيراً بالأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروأة.
الشاعر: رجل غاو يقول ما لا يفعل والشعر قول الزور ومن رأى أنّه يقول الشعر ويبتغي به كسباً فإنّه يشهد بالزور فإن رأى أنّه قرأ قصيدة في مجلس فإنه حكمة تميل إلى النفاق فإن سمع الشعر فإنّه يحضر مجالس يمال فيها الباطل ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحاً فإنّه شرف وعز أو ملك حتى لا يكون له فيه نظير إن كان والياً.
وإن كان تاجراً فإنّه يكون مذكوراً في الدنيا وكذلك في كل حرفة.
ومن رأى أنّه يتكلم بكل لسان فإنّه يملك أمراً كبيراً من الدنيا ويعز لقوله تعالى حكاية عن يوسف: " إني حَفِيظٌ عَلِيمٌ " .
يعني بكل لسان.
والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي والقلم كالأشفى والإبرة.
والمداد كالشيء الذي يحزم به من خيوط وسيور.
وكالحجام وقلمه مشرطته ومداده دمه وكالرقام والرفاء ونحوهما.
وربما دل على الحراث والقلم كالسكة والمداد كالبذر.
فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه ثم أضفها إلى من تليق به أومن هو في اليقظة في أمر حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه كالذي يقول رأيت كأنّي مررت بكاتب فدفع إليّ كتاباً أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو علي فأخذتها منه ومضيت فانظر إلى حاله ويقظته فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشرائه فهو ذلك.
وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين.
وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو أحتجم قبل تلك الليلة فهو ذاك.
وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك.
فإن كان له ثوب عند مطرز أو صانع ديباجي فهو ذاك.
وإن كان له سلم عند حراث أخذ منه ما كان له.
وإلا قدمت إليه أخبار ووردت عليه أمور فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخفية وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة.
والكاتب: إذا رأى أنّه أُمي لا يحسن الكتابة فإنّه يفتقر إن كان غنياً أو يجن إن كان عاقلاً أو يلحد إن كان مذنباً أو يعجز إذا كان ذا حيلة.
وإذا رأى الأمي أنّه يحسن الكتابة فإنّه في كرب وسيلهمه الله تعالى سبباً يتخلص به من كربه وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
046- الصنم
وأهل الملل الزائغة والردة وما أشبه
ذلك
المستحق للعبادة هو الله تعالى فمن عبد غيره فقد خاب وخسر.
فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنّه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه.
فإن كان لك الصنم الذي عبده من ذهب فإنّه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ويصيبه منه ما يكره وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه.
وإن كان ذلك الصنم من فضة فإنّه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد إن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص فإنّه يترك الدين لأجل الدنيا متاعها وينسى ربه.
وإن كان ذلك الصنم من خشب فإنّه ينبذ دينه وراء ظهره يصاحب والياً ظالماً أو رجلاً منافقاً ويكون متحلياً بالدين لأجل أمر من أمور دنيا لا من أجل الله تعالى.
وقال بعض المعبرين أنّ رؤية الصنم تدل على سفر بعيد وقيل إذا رأى ولم ير عبادته نال مالاً وافراَ.
فإن رأى كأنّه يعبد نجماً أو شجرة فإنّه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال: " فذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ " .
وقيل أن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاودن بدينه.
فإن رأى كأنّه يعبد النار: فإنّه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان أو يطلب الحرب.
فإن لم يكن
للنار لهب فإنّه حرام يطلبه بدينه لأنّ الحرام نار.
فإن رأى أنه تحول كافراً فإنَّ اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار.
فإن رأى كأنّه تحول مجوسياً: فإنّه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش.
فإن رأى كأنّه يهودي فإنّه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ويتلقاه ذل لأنّ اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت وعصوا أمر الله وعفوا عما نهوا عنه فمسخهم الله تعالى قردة.
فإن رأى كأنّه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية فإنّه في ضيق ينتظر الفرج وسيفرج الله تعالى عنه برحمته لقوله تعالى: ^^^ إنّا هُدْنَا إلَيْكَ.
قَالَ عَذَابي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتي وَسعَت كلَّ شَيءٍ ^^^.
فإن رأى كأنّه تحول نصرانياً: فإنّه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس.
فإن فإن رأى كأنّ يده تحولت يد كسرى: فإنّه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته.
فإن رأى كأنّ يده تحولت كما كانت أولاً فإنّه يتوب ويرجع إلى ربه جلَّ جلاله.
وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم.
وهذا أصل في الرؤيا مستمر فإنَّ كل من رأى عدوه في منامه سيء الحال كان تأويل رؤياه صلاح حاله هو.
وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد.
فإن رأى كأنّه تحول أحد فراعنة الدنيا فإنّه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ويموت على شر.
وكذلك إذا رأى كأنّ بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد.
والتحير في كل الأديان جحود ومن رأى كأنّه متحير لا يعرف لنفسه ديناً فإنّه تنسد عليه أبواب المطالب وتتعذر عليه الأمور حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراماً مع اقتضاء رؤياه وهن دينه.
والكفر: في التأويل يدل على غنى لقوله تعالى: " كلا إنَّ الإنسان لَيَطْغَى أن رَآه استَغْنَى " .
وقد يدل على الظلم لقوله: " والكافرُونَ هُمْ الظَالِمون " .
ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج لقوله تعالى: " سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْنِرْهُمْ لا يُؤمِنُون " .
فكثرة الكفار كثرة العيال.
والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه.
والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته والجارية الكافرة سرور مع خنا.
ومن رأى كأنّه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم كما لو رأى أنّه سفه فسد
دينه لقوله تعالى: " وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطا " .
الزنار والمسح: يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد وانقطاعهما موت الولد.
وإذا كانا تحت الثياب دلا على النفاق في الدين وإذا كانا مع ثياب رديئة دلا على فساد الدين والدنيا.
وقيل من رأى كأنّه يهودي ورث عمه.
ومن رأى كأنّه نصرِاني ورث خاله أو خالته.
فإن رأى كأنّه يضرب بالناقوس فإنّه يفشي بين الناس خبراً باطلاً.
فإن رأى أنّه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإنَّ مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى.
قال الله تعالى: " وأنتُمْ تَتلونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلًون " .
فإن رأى كأنّه صار جاثليقاً: زالت نعمته وانقضى أجله.
فإن رأى أنّه صار راهباً فإنّه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى: " ورَهْبَانَيةً ابتَدَعُوها " .
وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله.
ويدل أيضاَ على أنّه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك.
رأى رجل الحسن البصري كأنّه لابس لباس صوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبه.
فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين اللهّ وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس وأما قيده فثباته في ورعه وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عزَّ وجل.
المستحق للعبادة هو الله تعالى فمن عبد غيره فقد خاب وخسر.
فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنّه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه.
فإن كان لك الصنم الذي عبده من ذهب فإنّه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ويصيبه منه ما يكره وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه.
وإن كان ذلك الصنم من فضة فإنّه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد إن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص فإنّه يترك الدين لأجل الدنيا متاعها وينسى ربه.
وإن كان ذلك الصنم من خشب فإنّه ينبذ دينه وراء ظهره يصاحب والياً ظالماً أو رجلاً منافقاً ويكون متحلياً بالدين لأجل أمر من أمور دنيا لا من أجل الله تعالى.
وقال بعض المعبرين أنّ رؤية الصنم تدل على سفر بعيد وقيل إذا رأى ولم ير عبادته نال مالاً وافراَ.
فإن رأى كأنّه يعبد نجماً أو شجرة فإنّه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال: " فذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ " .
وقيل أن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاودن بدينه.
فإن رأى كأنّه يعبد النار: فإنّه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان أو يطلب الحرب.
فإن لم يكن
للنار لهب فإنّه حرام يطلبه بدينه لأنّ الحرام نار.
فإن رأى أنه تحول كافراً فإنَّ اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار.
فإن رأى كأنّه تحول مجوسياً: فإنّه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش.
فإن رأى كأنّه يهودي فإنّه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ويتلقاه ذل لأنّ اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت وعصوا أمر الله وعفوا عما نهوا عنه فمسخهم الله تعالى قردة.
فإن رأى كأنّه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية فإنّه في ضيق ينتظر الفرج وسيفرج الله تعالى عنه برحمته لقوله تعالى: ^^^ إنّا هُدْنَا إلَيْكَ.
قَالَ عَذَابي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتي وَسعَت كلَّ شَيءٍ ^^^.
فإن رأى كأنّه تحول نصرانياً: فإنّه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس.
فإن فإن رأى كأنّ يده تحولت يد كسرى: فإنّه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته.
فإن رأى كأنّ يده تحولت كما كانت أولاً فإنّه يتوب ويرجع إلى ربه جلَّ جلاله.
وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم.
وهذا أصل في الرؤيا مستمر فإنَّ كل من رأى عدوه في منامه سيء الحال كان تأويل رؤياه صلاح حاله هو.
وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد.
فإن رأى كأنّه تحول أحد فراعنة الدنيا فإنّه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ويموت على شر.
وكذلك إذا رأى كأنّ بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد.
والتحير في كل الأديان جحود ومن رأى كأنّه متحير لا يعرف لنفسه ديناً فإنّه تنسد عليه أبواب المطالب وتتعذر عليه الأمور حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراماً مع اقتضاء رؤياه وهن دينه.
والكفر: في التأويل يدل على غنى لقوله تعالى: " كلا إنَّ الإنسان لَيَطْغَى أن رَآه استَغْنَى " .
وقد يدل على الظلم لقوله: " والكافرُونَ هُمْ الظَالِمون " .
ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج لقوله تعالى: " سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْنِرْهُمْ لا يُؤمِنُون " .
فكثرة الكفار كثرة العيال.
والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه.
والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته والجارية الكافرة سرور مع خنا.
ومن رأى كأنّه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم كما لو رأى أنّه سفه فسد
دينه لقوله تعالى: " وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطا " .
الزنار والمسح: يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد وانقطاعهما موت الولد.
وإذا كانا تحت الثياب دلا على النفاق في الدين وإذا كانا مع ثياب رديئة دلا على فساد الدين والدنيا.
وقيل من رأى كأنّه يهودي ورث عمه.
ومن رأى كأنّه نصرِاني ورث خاله أو خالته.
فإن رأى كأنّه يضرب بالناقوس فإنّه يفشي بين الناس خبراً باطلاً.
فإن رأى أنّه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإنَّ مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى.
قال الله تعالى: " وأنتُمْ تَتلونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلًون " .
فإن رأى كأنّه صار جاثليقاً: زالت نعمته وانقضى أجله.
فإن رأى أنّه صار راهباً فإنّه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى: " ورَهْبَانَيةً ابتَدَعُوها " .
وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله.
ويدل أيضاَ على أنّه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك.
رأى رجل الحسن البصري كأنّه لابس لباس صوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبه.
فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين اللهّ وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس وأما قيده فثباته في ورعه وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عزَّ وجل.
047- البسط والفريق والسرادقات
والفساطيط والأسرة والشراع والستور
وما أشبهها
البساط: دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر.
فإن رأى كأنّه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم فإنّه ينال ذلك في سفر.
وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر.
وطيه طي النعيم والعمر.
ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة.
وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع.
وقيل إن بسط البساط ثناء
لصاحبه الذي يبسط له وأرضه الذي يجري عليه أثره.
كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره.
فإن رأى أنّه بسط له بساط جديد صفيق فإنّه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر.
فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولاً فإنّه ينال دنياه تلك على ما وصفت.
وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه أو عند قومه أو خلطائه.
وإن كان ذلك في مكان مجهول وقومِ مجهولين فإنّه يتغرب وينال ذلك في غربة.
فإذا كان البساط صغيراً ثخيناً نال عزاَ في دنياه وقلة ذات يد.
وإن كان رقيقاً قدر رقة البسط واسعاً فإنّه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها.
فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر اجتمع له طول العمر وسعة الرزق.
ولو رأى أنّ البساط صغيراً خلقاً فلا خير فيه.
فإن رأى بساطه مطوياً على عاتقه قد طواه أو طوي له فهو ينقله من موضع إلى موضع.
فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه وصارت تبعاته منها في عنقه.
فإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحداً من الأموات فهو تحقيق ذلك.
فإِن رأى بساطاً مطوياً لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشوراً قبل ذلك وهو ملكه فإن دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها ويناله فيها بعض الضيق في معيشته.
فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه.
ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء وكل من يوطأ بساطه.
فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه.
وإن خطف عنه أو احترق بالنار مات صاحبه أو تعذر سفره.
وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه.
وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده أو أشرف على منيته.
والوسادة والمرفقة خادمة فما حدث فيها ففيهم.
وقال بعضهم المخاد: الأولاد والمساند: العلماء.
وأما الفرش: فدال على الزوجة وحشو لحمها أو شحمها.
وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة إلى أن ينتقل عنها إلى الآخرة.
وقال بعضهم للفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه فإنّه امرأته.
فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش.
فإن رأى أنّه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه فإنّه يتزوج أُخرى ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش.
وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل فإنَّ المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه.
فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل فإنّه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه.
فإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع فإنَّ امرأته تتحول من حال إلى حال بقدر فضل ما بينِ الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما.
فإن رأى مع الفراش فراشاً آخر مثله أو خيراً منه أو دونه فإنّه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش لأنّهن كلهن نساء وتأويل ذلك سواء.
ومن رأى أنّه طوى فراشه فوضعه ناحية فإنّه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها.
فإن رأى مع ذلك شيئاً يدل على الفرقة والمكارة فإنّه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق.
فإن رأى فراشاً مجهولاً في موضعِ مجهول فإنّه يصيب أرضاً على قدر صفة الفراش وهيئته.
فإن رأى فراشاً مجهولاً أو معروفاً على سرير مجهول وهو عليه جالس فإنّه يصيب سلطاناً يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأنّ السرير من خشب والخشب من جوهر الرجال الذي يخالطهم نفاق في دينهم لأنّ الأسرة مجالس الملوك.
وكذلك لو رأى كأنّ فراشه على باب السلطان تولى ولاية.
وإذا أولنا الفرِاش بالمرأة فلين الفراش طاعتها لزوجها وسعة الفراش سعة خلقها وكونه جديداَ يدل على طراوتها وكونه من ديباج امرأة مجوسية وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية وكونه أبيض امرأة ذات دين وكونه مصقولاً يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي اللهّ وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة والجديد امرأة حسناء مستورة والمتمزق امرأة لا دين لها.
فمن رأى كأنّه على فراش ولا يأخذه النوم فإنّه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فإن رأى كأنّ غيره مزق فراشه فإنّه يخونه في أهله.
وأما السرير: فقد قيل من رأى أنّه على سرير فإنّه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده وإن كان سلطاناً ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف لقوله تعالى: " وأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدَاً ثمَّ أَنَاب " .
وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة وإن كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين.
وإن لم يكن عليه فرش فإنّه يسافر.
وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش وكذلك تدل الكراسي.
وأرجل السرير تدل على المماليك وخارجه على المرأة خاصة وداخله على صاحب الرؤيا وأسفله على الأولاد والإناث.
وقال القيرواني إنّ السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه.
والعرب تقول: ثل عرشه إذا هدم عزه.
والعرش: السرير وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة لأنّ النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته.
وربما دل على النعش لأنهّ سرير الْمنايا.
فمن تكسر سريِره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكاً وعزل عن نظره إن كان حاكماَ وفارق زوجته إن كانت ناشز أو ماتت مريضة أو زوجها إن كان هو المريض أو سافر عنها أو هجرها وقد يدل وجهه على الزوج ومؤخره على الزوجة وما يلي الرأس منه على الولد وما يلي الرجلين على الخادم والابنة وقد يدل حماره على قيم البيت وألواحه على أهله.
وقد يدل حماره على الخادم وألواحه على الفراش والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة.
وأما من رأى نفسه على سرير مجهول فإن لاق به الملك ناله وإلا جلس مجلساً رفيعاً.
وإن كان عزباً تزوج وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً.
وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه أو كان له جمال.
وإن كان لا فرش فوقه فإنّ راكبه يسافر سفرِاً بعيداً وإن كان مريضاً مات وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله ركب محملاً على البعير أو سفينة في البحر أو جلس فيها على السرير.
السرادق: سلطان في التأويل فإذا رأى الإنسان سرادقاً ضرب فوقه فإنّه يظفر بخصم سلطاني.
وقيل من رأى له سرادقاً مضروباً فإنّ ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأنّ والقبة: دون الفسطاط والخباء دون القبة.
ومن رأى للسلطان أنّه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة دل على خروجه عن بعض سلطانه.
فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره.
وربما كانت القبة امرأة.
تقوله ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أنّ الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله.
قال عمر وبن معدي كرب.
ألـم يأرق لـه الـبـرق الـيمـانـي يلـوح كـأنّـه مـصــبـــاح بـــان
وقيل إنّ الفساطيط: من رأى أنّه ملكها أو استظل بشيء منها فإنَّ ذلك يدل على نعمة منعم
عليه بما لا يقدر على أداء شكرها.
والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر فإنّه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة لأنّ المجهول من هذه الأشياء يدل على البر فإنّه يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه أو يزور بيت المقدس.
وقيل أنِّ الخيمة: ولاية وللتاجر سفر.
وقيل إنّها تدل على إصابة جارية حسناء عذارء لقوله تعالى: " حورٌ مَقْصُورَاتٌ في الخِيام " .
والقبة اللبدية سلطان وشرف.
وأما الشراع: فمن رأى كأنّ شراعاً ضرب له فإنّه ينال عزاً وشرفاً.
وأما الستر: فقد قال أكثرهم هو همّ فإذا رآه على باب البيت كان هماً من قبل النساء فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلقِ هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولاً فرج عاجل والممزق عرضاَ تمزق عرض صاحبه والأسود من الستور هم من قبل ملك والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة.
هذا كله إذا كان الستر مجهولاً أو في موضع مجهول.
فإذا كان معروفاً فبعينه في التأويل.
وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة.
وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه ستراً فهو ستر عليه من اسمه وأمن له.
وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع.
وقال الكرماني إنَّ الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج فإنّه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر فإنّه أهون وأضعف في الهم.
وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت.
وليس في ذلك عطب بل عاقبته إلى سلامة.
وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع.
وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل.
وكذلك ما رؤي أنّه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب فإنّه يفرج عن صاحبه الهم والخوف.
والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده.
وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنّه هو بعينه في اليقظة لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولَا لم يعرفه في اليقظة.
واللحاف: يدل على أمن وسكون وعلى امرأة يلتحف بها.
والكساء: في البيت قيمة أو ماله أو معاشه.
وأما شراؤه واستفادته مفرداً أو جماعة فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ونافقة في منام الشتاء.
وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله.
فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به.
وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه.
وأما الكلة: فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته.
وربما دلت على الغمة لأنّها تغم من تحتها وكذلك الستور.
إلا أنّ الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها.
والطنفسة كالبساط.
وحكي أنَّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرص بها ثم قعد على الأرض.
فقال ابن سيرين: هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب وإن صدقت رؤيا هزمه يزيد بن عبد الملك.
وأما اللواء: فمن رأى أنّه أعطي لواء وسار بين يديه أصاب سلطاناً ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة.
ومن رأى أنّ لواءه نزع منه نزع من سلطان كان عليه.
وقال القيروانيِ الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضاً.
ومن رأى في يده لواء أو راية فإنَّ ذلك يدل على الملك والولاية وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم.
وربما دل على ولاء الإسلام.
وعلى ولادة الحامل الغلام أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.
البساط: دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر.
فإن رأى كأنّه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم فإنّه ينال ذلك في سفر.
وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر.
وطيه طي النعيم والعمر.
ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة.
وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع.
وقيل إن بسط البساط ثناء
لصاحبه الذي يبسط له وأرضه الذي يجري عليه أثره.
كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره.
فإن رأى أنّه بسط له بساط جديد صفيق فإنّه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر.
فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولاً فإنّه ينال دنياه تلك على ما وصفت.
وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه أو عند قومه أو خلطائه.
وإن كان ذلك في مكان مجهول وقومِ مجهولين فإنّه يتغرب وينال ذلك في غربة.
فإذا كان البساط صغيراً ثخيناً نال عزاَ في دنياه وقلة ذات يد.
وإن كان رقيقاً قدر رقة البسط واسعاً فإنّه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها.
فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر اجتمع له طول العمر وسعة الرزق.
ولو رأى أنّ البساط صغيراً خلقاً فلا خير فيه.
فإن رأى بساطه مطوياً على عاتقه قد طواه أو طوي له فهو ينقله من موضع إلى موضع.
فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه وصارت تبعاته منها في عنقه.
فإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحداً من الأموات فهو تحقيق ذلك.
فإِن رأى بساطاً مطوياً لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشوراً قبل ذلك وهو ملكه فإن دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها ويناله فيها بعض الضيق في معيشته.
فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه.
ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء وكل من يوطأ بساطه.
فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه.
وإن خطف عنه أو احترق بالنار مات صاحبه أو تعذر سفره.
وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه.
وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده أو أشرف على منيته.
والوسادة والمرفقة خادمة فما حدث فيها ففيهم.
وقال بعضهم المخاد: الأولاد والمساند: العلماء.
وأما الفرش: فدال على الزوجة وحشو لحمها أو شحمها.
وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة إلى أن ينتقل عنها إلى الآخرة.
وقال بعضهم للفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه فإنّه امرأته.
فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش.
فإن رأى أنّه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه فإنّه يتزوج أُخرى ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش.
وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل فإنَّ المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه.
فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل فإنّه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه.
فإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع فإنَّ امرأته تتحول من حال إلى حال بقدر فضل ما بينِ الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما.
فإن رأى مع الفراش فراشاً آخر مثله أو خيراً منه أو دونه فإنّه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش لأنّهن كلهن نساء وتأويل ذلك سواء.
ومن رأى أنّه طوى فراشه فوضعه ناحية فإنّه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها.
فإن رأى مع ذلك شيئاً يدل على الفرقة والمكارة فإنّه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق.
فإن رأى فراشاً مجهولاً في موضعِ مجهول فإنّه يصيب أرضاً على قدر صفة الفراش وهيئته.
فإن رأى فراشاً مجهولاً أو معروفاً على سرير مجهول وهو عليه جالس فإنّه يصيب سلطاناً يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأنّ السرير من خشب والخشب من جوهر الرجال الذي يخالطهم نفاق في دينهم لأنّ الأسرة مجالس الملوك.
وكذلك لو رأى كأنّ فراشه على باب السلطان تولى ولاية.
وإذا أولنا الفرِاش بالمرأة فلين الفراش طاعتها لزوجها وسعة الفراش سعة خلقها وكونه جديداَ يدل على طراوتها وكونه من ديباج امرأة مجوسية وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية وكونه أبيض امرأة ذات دين وكونه مصقولاً يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي اللهّ وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة والجديد امرأة حسناء مستورة والمتمزق امرأة لا دين لها.
فمن رأى كأنّه على فراش ولا يأخذه النوم فإنّه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فإن رأى كأنّ غيره مزق فراشه فإنّه يخونه في أهله.
وأما السرير: فقد قيل من رأى أنّه على سرير فإنّه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده وإن كان سلطاناً ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف لقوله تعالى: " وأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدَاً ثمَّ أَنَاب " .
وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة وإن كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين.
وإن لم يكن عليه فرش فإنّه يسافر.
وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش وكذلك تدل الكراسي.
وأرجل السرير تدل على المماليك وخارجه على المرأة خاصة وداخله على صاحب الرؤيا وأسفله على الأولاد والإناث.
وقال القيرواني إنّ السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه.
والعرب تقول: ثل عرشه إذا هدم عزه.
والعرش: السرير وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة لأنّ النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته.
وربما دل على النعش لأنهّ سرير الْمنايا.
فمن تكسر سريِره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكاً وعزل عن نظره إن كان حاكماَ وفارق زوجته إن كانت ناشز أو ماتت مريضة أو زوجها إن كان هو المريض أو سافر عنها أو هجرها وقد يدل وجهه على الزوج ومؤخره على الزوجة وما يلي الرأس منه على الولد وما يلي الرجلين على الخادم والابنة وقد يدل حماره على قيم البيت وألواحه على أهله.
وقد يدل حماره على الخادم وألواحه على الفراش والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة.
وأما من رأى نفسه على سرير مجهول فإن لاق به الملك ناله وإلا جلس مجلساً رفيعاً.
وإن كان عزباً تزوج وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً.
وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه أو كان له جمال.
وإن كان لا فرش فوقه فإنّ راكبه يسافر سفرِاً بعيداً وإن كان مريضاً مات وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله ركب محملاً على البعير أو سفينة في البحر أو جلس فيها على السرير.
السرادق: سلطان في التأويل فإذا رأى الإنسان سرادقاً ضرب فوقه فإنّه يظفر بخصم سلطاني.
وقيل من رأى له سرادقاً مضروباً فإنّ ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأنّ والقبة: دون الفسطاط والخباء دون القبة.
ومن رأى للسلطان أنّه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة دل على خروجه عن بعض سلطانه.
فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره.
وربما كانت القبة امرأة.
تقوله ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أنّ الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله.
قال عمر وبن معدي كرب.
ألـم يأرق لـه الـبـرق الـيمـانـي يلـوح كـأنّـه مـصــبـــاح بـــان
وقيل إنّ الفساطيط: من رأى أنّه ملكها أو استظل بشيء منها فإنَّ ذلك يدل على نعمة منعم
عليه بما لا يقدر على أداء شكرها.
والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر فإنّه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة لأنّ المجهول من هذه الأشياء يدل على البر فإنّه يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه أو يزور بيت المقدس.
وقيل أنِّ الخيمة: ولاية وللتاجر سفر.
وقيل إنّها تدل على إصابة جارية حسناء عذارء لقوله تعالى: " حورٌ مَقْصُورَاتٌ في الخِيام " .
والقبة اللبدية سلطان وشرف.
وأما الشراع: فمن رأى كأنّ شراعاً ضرب له فإنّه ينال عزاً وشرفاً.
وأما الستر: فقد قال أكثرهم هو همّ فإذا رآه على باب البيت كان هماً من قبل النساء فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلقِ هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولاً فرج عاجل والممزق عرضاَ تمزق عرض صاحبه والأسود من الستور هم من قبل ملك والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة.
هذا كله إذا كان الستر مجهولاً أو في موضع مجهول.
فإذا كان معروفاً فبعينه في التأويل.
وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة.
وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه ستراً فهو ستر عليه من اسمه وأمن له.
وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع.
وقال الكرماني إنَّ الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج فإنّه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر فإنّه أهون وأضعف في الهم.
وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت.
وليس في ذلك عطب بل عاقبته إلى سلامة.
وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع.
وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل.
وكذلك ما رؤي أنّه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب فإنّه يفرج عن صاحبه الهم والخوف.
والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده.
وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنّه هو بعينه في اليقظة لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولَا لم يعرفه في اليقظة.
واللحاف: يدل على أمن وسكون وعلى امرأة يلتحف بها.
والكساء: في البيت قيمة أو ماله أو معاشه.
وأما شراؤه واستفادته مفرداً أو جماعة فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ونافقة في منام الشتاء.
وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله.
فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به.
وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه.
وأما الكلة: فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته.
وربما دلت على الغمة لأنّها تغم من تحتها وكذلك الستور.
إلا أنّ الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها.
والطنفسة كالبساط.
وحكي أنَّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرص بها ثم قعد على الأرض.
فقال ابن سيرين: هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب وإن صدقت رؤيا هزمه يزيد بن عبد الملك.
وأما اللواء: فمن رأى أنّه أعطي لواء وسار بين يديه أصاب سلطاناً ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة.
ومن رأى أنّ لواءه نزع منه نزع من سلطان كان عليه.
وقال القيروانيِ الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضاً.
ومن رأى في يده لواء أو راية فإنَّ ذلك يدل على الملك والولاية وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم.
وربما دل على ولاء الإسلام.
وعلى ولادة الحامل الغلام أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.
048- أدوات الركبان والفرسان
مثل السرج والآكاف والمركب واللجام
والثفر واللبب والسوط والرحالة والحزام والزمام والصولجان والكرة والمقود والغاشية
والهودج
الآكاف: امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة تحل من زوجها محل الخادمة.
وركوب الرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها.
وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجاً به فإن كان مسرجاً به كان من أداة الدابة لا يعتد به.
وقيل إنَّ السرج يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه وتخلصت أنا والدابة.
فقال ابن سيرين: بئس الرجل أنت.
إنّه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك.
فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته فقطع عليه اللصوص الطريق فخلى امرأته في أيديهم وأفلت نفسه.
وقيل أنّ السرج إصابة مال وقيل إصابة ولاية وقيل بل هو استفادة دابة وقال بعضهم من رأى كأنّه ركب سرجاً نصر في أموره.
وأما المركب: فمال رجل شريف ورياسة.
وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر.
وكون حليه من ذهب لا يضر ويدل على جارية حسناء.
وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا.
وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته.
وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان.
وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع راكبه وكونه باطنه خير من ظاهره.
واللبب ضبط الأمر.
والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم.
واللجام حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع.
والسرج إذا انفرد عن الدابة فهو امرأة.
ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع.
وإن كان على الدابة فهو من أدواتها.
فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها وقد يكون بطنها.
وركابها فرجها وحزامها صداقها ولجامها عصمتها والزمام مال وقوة.
والسوط: سلطان وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان وانشقاقه انشقاق السلطان.
وضرب الدابة بالسوط يدل على أنَّ صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر.
فإن ضرب رجلاً بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين فإنّه يعظه وينصحه.
فإن أوجعه فإنّه يقبل الوعظ.
فإن لم يوجعه لم يتعظ.
وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور.
وإن لم يسل فهو دليل الحق.
فإن أصاب الضارب من دمه فإنّه يصيب من المضروب مالاً حراماً.
واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه أو على حمق الذي يستعين به في أمره.
وإن أصابه السوط تدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله.
فإن رأى كأنَّ سوطاً نزِل عليه من السماء وعلى أهل بلده فإنَّ الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطاناً جائراَ بذنب قد اكتسبوه لقوله تعالى: " فَصبّ عَلَيْهِمْ رَبّكَ سَوْطَ عَذَابٍ " .
وأما الصولجان: فهو ولد أهوج وقيل رجل منافق معوج.
واللعب به استعانة برجل هذه صفته.
والكرة: من أديم رجل رئيس أو عالم وقيل إنّ اللعب بالكرة مخاصمه لأنّ من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض.
وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة وقيل إنّها غير محبوبة في المنام لقوله تعالى: " فَآمِنُوا أنْ تأتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ الله " .
والرحالة: امرأة حرة من قوم مياسير.
والحزام: نظام الأمر.
والزمام: طاعة وخصوم.
ومن رأى في يده سوطاً مخروزاً فإنّها ولاية وعمالة في الصدقات.
وإن رأى أنّه ضرب بسوطه حماره فإنّه يدعو الله في معيشته فإن ضرب بها فرساً قد ركبه وأراه ركضه فإنّه يدعو الله في أمر فيه عسر.
وقيل إنَّ الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده.
والخطام: زينة.
والهودج: امرأة لأنّها من مراكب النساء.
ومن رأى أنّه ملجم بلجام فإنّه يكف عن الذنوب.
وروي في الحديث التقي ملجم وقال الشاعر:
إنّـمـا الـسـالـم مــن أل جــم فـــاه بـــلـــجـــام
واللجام: دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس دابته تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه.
الآكاف: امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة تحل من زوجها محل الخادمة.
وركوب الرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها.
وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجاً به فإن كان مسرجاً به كان من أداة الدابة لا يعتد به.
وقيل إنَّ السرج يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه وتخلصت أنا والدابة.
فقال ابن سيرين: بئس الرجل أنت.
إنّه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك.
فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته فقطع عليه اللصوص الطريق فخلى امرأته في أيديهم وأفلت نفسه.
وقيل أنّ السرج إصابة مال وقيل إصابة ولاية وقيل بل هو استفادة دابة وقال بعضهم من رأى كأنّه ركب سرجاً نصر في أموره.
وأما المركب: فمال رجل شريف ورياسة.
وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر.
وكون حليه من ذهب لا يضر ويدل على جارية حسناء.
وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا.
وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته.
وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان.
وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع راكبه وكونه باطنه خير من ظاهره.
واللبب ضبط الأمر.
والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم.
واللجام حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع.
والسرج إذا انفرد عن الدابة فهو امرأة.
ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع.
وإن كان على الدابة فهو من أدواتها.
فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها وقد يكون بطنها.
وركابها فرجها وحزامها صداقها ولجامها عصمتها والزمام مال وقوة.
والسوط: سلطان وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان وانشقاقه انشقاق السلطان.
وضرب الدابة بالسوط يدل على أنَّ صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر.
فإن ضرب رجلاً بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين فإنّه يعظه وينصحه.
فإن أوجعه فإنّه يقبل الوعظ.
فإن لم يوجعه لم يتعظ.
وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور.
وإن لم يسل فهو دليل الحق.
فإن أصاب الضارب من دمه فإنّه يصيب من المضروب مالاً حراماً.
واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه أو على حمق الذي يستعين به في أمره.
وإن أصابه السوط تدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله.
فإن رأى كأنَّ سوطاً نزِل عليه من السماء وعلى أهل بلده فإنَّ الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطاناً جائراَ بذنب قد اكتسبوه لقوله تعالى: " فَصبّ عَلَيْهِمْ رَبّكَ سَوْطَ عَذَابٍ " .
وأما الصولجان: فهو ولد أهوج وقيل رجل منافق معوج.
واللعب به استعانة برجل هذه صفته.
والكرة: من أديم رجل رئيس أو عالم وقيل إنّ اللعب بالكرة مخاصمه لأنّ من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض.
وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة وقيل إنّها غير محبوبة في المنام لقوله تعالى: " فَآمِنُوا أنْ تأتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ الله " .
والرحالة: امرأة حرة من قوم مياسير.
والحزام: نظام الأمر.
والزمام: طاعة وخصوم.
ومن رأى في يده سوطاً مخروزاً فإنّها ولاية وعمالة في الصدقات.
وإن رأى أنّه ضرب بسوطه حماره فإنّه يدعو الله في معيشته فإن ضرب بها فرساً قد ركبه وأراه ركضه فإنّه يدعو الله في أمر فيه عسر.
وقيل إنَّ الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده.
والخطام: زينة.
والهودج: امرأة لأنّها من مراكب النساء.
ومن رأى أنّه ملجم بلجام فإنّه يكف عن الذنوب.
وروي في الحديث التقي ملجم وقال الشاعر:
إنّـمـا الـسـالـم مــن أل جــم فـــاه بـــلـــجـــام
واللجام: دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس دابته تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه.
049- أثاث البيت
وأدواته وأمتعته وأدوات الصناع سوى ما
تضمن ذكره الأبواب المتقدمة والغزل والحبال وفتلها
الطست: جارية أو خادم.
فمن رأى كأنّه يستعمل طستاً من نحاس فإنّه يبتاع جارية تركية لأنّ النحاس يحمل من الترك.
وإن كان الطست من فضة فإنَّ الجارية رومية.
وإن كان من ذهب فإنّها امرأة جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق.
وقيل إنَّ الطست امرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارتة ونجاته.
والباطية: جارية مكرة غير مهزولة.
والبرمة: رجل تظهر نعمه لجيرانه.
وقيل إنّ القدر قيمة البيت.
والكانون: زوجها الذي يواجه الأنام ويصلي تعب الكسب وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة.
وقد يدل الكانون على الزوجة والقدر على الزوجِ فهي أبداً تحرقه بكلامها وتقتضيه في رزقها وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلاً وخارجاً.
ومن أوقد ناراً ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام فإنّه يحرك رجلاً على طلب منفعة.
فإن رأى كأنّ اللحم نضج وأكله فإنه يصيب منه منفعة ومالاً حلالاً وإن لم ينضج فإنَّ المنفعة حرام وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام فإنّه يكلف رجلاً فقيراً ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء.
وقدر الفخار: رجل تظهر نعمته للناس عموماً ولجيرانه خصوصاً.
والمرجل: قيم البيت من نسل النصارى.
والمصفاة: خادم جميل.
والجام: هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة وذلك لأنّ الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له.
فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنّه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء.
والزنبيل: يدل على العبيد.
والسلة: في الأصل تدل على التبشير والإنذار فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة.
الصندوق: امرأة أو جارية.
وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت فقال إنّه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه وكذلك العتبة.
فمارؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة فإنَّ فيه بيتاً دخلت صدره غنيمة.
وإن كانت زوجته حاملاً ولدت ابناً.
وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا.
والتابوت: ملك عظيم فإن رأى أنّه في تابوت نال سلطاناً إن كان أهلا له لقوله تعالى: " إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يأتِيَكُمْ التّابُوت " .
وقيل إنَ صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة من شره بعد مدة.
وقيل إن رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه.
وقيل من رأى أنّه على تابوت فإنّه في وصية أو خصومة وينال الظفر ويصل إلى المراد.
والحقة: قصر فمن رأى كأنّه وجد حقة فيها لآلىء فإنّه يستفيد قصراً فيه خدم.
والسفط: امرأة تحفظ أسرار الناس.
والصرة: سر فمن رأى أنّه استودع رجلاً صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيساً فإن كانت الدراهم أو الدنانير جياداً فإنّه يستودعه سراً حسناً وإن كانت رديئة استودعه سراً رديئاً.
فإن رأى كأنَّه فتح الصرة فإنّه يذيع ذلك السر.
والقربة: عجوز أمينة تستودع أموالاً.
بالقوارير.
والكيس: يدل على الإنسان فمن رآه فارغاً فهو دليل موت صاحب الكيس.
وقيل إنَّ الكيس سر كالصرة.
وقيل من رأى كأنَّ في وسطه كيساً دل على أنّه يرجع إلى صدر صالح من العلم فإن كانت فيه دراهم صحاح فإنَّ ذلك العلم صحيح وإن كانت مكسرة فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة.
وحكي أنَّ رجلاً أتى أبا بكر رضوان للّه عليه فقال: رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلاَّ علقة.
فقال: الكيس بدن الإنسان والدرهم ذكر وكلام والعلقة ليس لها بقاء.
فإن رأى الإنسان أنّه نفض كيسه أو هميانه أو صرته مات وانقطع ذكره من الدنيا.
قال فخرج الرجل من عند أبي بكر فرمحه برذون فقتله.
والهميان: جارٍ مجرى الكيس.
وقيل إنَّ الهميان مال فمن رأى كأنَّ هميانه وقع في بحر أو نهر ذهب ماله على يدي ملك.
وإن رأى كأنَّه وقع في نار ذهب ماله على يدي سلطان جائر.
والمقراض: رجل قسام فمن رأى كأنّ بيده مقراضاً اضطر في خصومة إلى قاض.
وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنّها تلد أخاً له منِ أبيه.
وقيل إنّ المقراض ولد مصلح بين الناس قال القيرواني: من رأى بيده مقراضاً فإن كان عنده ولد آتاه آخر وكذلك في العبيد والخدم وإن كان عزباً فإنّه يتزوج وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء فإنّه منقرض من الدنيا.
وأما من رأى أنّه يجز به صوفاً أو وبراً أو شعراً من جلد أو ظهر دابة فإنّه يجمع مالاً بفهمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه.
وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم فإنّه رجل خائن أو مغتاب كما قال الشاعر:
كـأن فـكـيك لـلأعـراض مـقـراض ومـنـــه فـــلان يقـــرض فـــلانـــاً
وأما الإبرة: فدالة على المرأة والأمة لثقبها وإدخال الخيط فيها بشارة بالوطء وإدخال غير الخيط
فيها تحذير لقوله تعالى: " وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنّة حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخَيّاطِ " .
وأما إن خاط بها ثياب الناس فإنّه رجل نصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لأنّ النصاح هو الخيط في لغة العرِب والإبرة المنصحة والخياط الناصح.
وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيراَ واجتمع شمله إن كان مبدداً وانصلح حاله إن كان فاسداً.
وأما إن رفأ بها قطعاً فإنّه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحاً متقناً وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفأ.
والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة فإن رأى كأنّه يأكل إبرة فإنّه يفضي بسره إلى ما يضر به.
وإن رأى كأنّه غرز إبرة في إنسان فإنّه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه.
وحكي أنَّ رجلاً حضر ابن سيرين فقال: رأيت كأنني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق.
فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال: الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد والإبرة المثقوبة ولد غير تمام فولد له أولاد على حسب تعبيره.
وقال أكثر المعبرين أن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به.
وما كان من الإبر قليلاً يعمل به ويخيط به خير من كثير لا يعمل بها وأسرع تصديقاً فإن رأى أنّه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها فإن يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقاً ويصلح.
فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت فإنه يتفرق شأن من شأنه.
وكذلك لو رأى أنّه انتزعت منه أو احترقت فإن ضاعت أو سرقت فإنّه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم 0 والخيط: بيّنة فمن رأى أنّه أخذ خيطاً فإنّه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى: " حتى يتبَيّنَ لكم الخيْط الأبيَض مِنَ الخيْطِ الأسْوَدِ " .
فان رأى كأنه فتل خيطاً فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه فإنه يدعو إلى فساد وكذلك إذا رأى أنه نحر جملاً بخيط.
وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر.
ومن رأى أنه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلوي ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء فإنّه سفر على أي حال كان.
فإن رأى أنّه يغزل صوفاً أو شعراً أو مرعزاً مما يغزل الرجال مثله فإنه يصيب خيراً في سفره.
فإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء
فإنه ينال ذلك ويعمل عملاً حلالاً غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأت امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا فإن غائبا لها يقدم من سفر.
فإن رأت أنها أصابت مغزلاً فإن كانت حاملاً ولدت جارية وإلا أصابت أختاً فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها فإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها.
فإن احترق بعضه.
أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان.
وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها طلق ابنتها زوحها أو أختها.
فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل إلى رجل أو امرأة فإن إنساناً يغتال زوجها في نفسه أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله.
فإن كان السارق ينسب إلى امرأة فإن زوجها يصيب امرأة غيرها حلالاً أوحراماً وكذلك مجرى الفلكة 0 وقال القيرواني: الحبل: سبب من الأسباب فإن كان من السماء فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعاً فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أوعلم وإن رفع به مات عليه وإن قطع به ولم يبق بيده منه شيء أو انفلت من يده فارق ما كان عليه وإن بقي في يده عنه شيء ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه.
فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق.
وإن كان الحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة قال الله تعالى: " إلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النّاس " .
وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر قال الله تعالى: " فَألْقًوا حِبَالُهم وَعِصيّهُمْ " .
وأما من فتل حبلاً أو قاسه أو لواه على عود أو غيره فإنّه يسافر وكذلك كل ليَّ وفتل.
وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح.
وأما مغزل المرأة ولفاظاتها: فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وِولادة الحامل أنثى.
وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال فإنّه يسافر أوٍ يبرم أمراً يدل على جوهر المغزول أو يتغزل في شعر.
فإن غزِل ما يغزله النساء فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره أو يعمل عملاً ينكر فيه عليه وليس بحرام.
وأما غزل المرأة فإنّه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها لأنّ المغزل يسافر عنها ويرجع إليها وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها.
وقد حكي عن ذي القرنين أنّه قال: الغزل عمر الرجل.
فإن رأى كأنّه غزل أو نسج وفرغ من
النسخ فإنّه يموت.
وفكة المغزل زوج المرأة وضياعها تطليقه إياها ووجودها مراجعته إياها ونقضها الغزل نكثها العهد.
وأما المشط: فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنّه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم.
وقيل المشط عدل.
وقيل إنَّ التمشيط يدل على أداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب فمن مشط رأسه أو لحيته فإن كان مهموماً سلى همه وإلاّ عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه.
وأما المرآة: فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنّه ينكح غيره ويلقي وجهه وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكراً كان الناظر أم أنثى وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه فإنّه ناظر في أمرِ أخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثماً وغشاوة على قلبه.
والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه.
والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه ويرى نظيره في مكانه وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره 0 وقيل المرآة مروأة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرِآة وجلالتها فإن رأى وجهه فيها أكبر فإنَّ مرتبته فيها ترتفع وإن كان وجهه فيها حسناَ فإنَّ مروأته تحسن فإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهوعلى غير هذه الصفة في اليقظة فإنّه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا.
وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية.
فإن رآها بيضاء فإنّه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه.
فإن رأى في وجهه شعراً أبيض حيث لا ينبت الشعر ذهب جاهه وقوي دينه وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه.
وقال آخر: المرآة امرأة فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج.
والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم وفي المرآة الصدئة سوء حال.
فإن رأى كأنّه يجلو مرآة فإنّه في هم يطلب الفرج منه.
فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج.
وقيل إنّه إذا رأى كأنّه ينظر في مرآة فإن كان عزباً تزوج وإن كانت امرأته غائبة اجتمع معها.
وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة وعزل إن كان سلطاناً ويذهب زرعه إن كان دهقانَاَ.
والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملاً فإنّها تضع بنتاً تشبهها أو تلد ابنتها بنتاً.
فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها فهِي تراها شبهها.
وكذلك لو رأى صبي أنّه نظر في مرآة وأبواه يلدان فإنّه يصيب أخاً مثله ونظيره.
وكذلك الصبية لو رأت ذلك والمذبة: دالة على الرجل الذاب والرجل المحب.
وأما المروحة: فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة.
والدرج: بشارة تصل بعد أيام خصوصاً إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر.
وكذلك تخت الثياب.
والخلال: لا تستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل وقيل أنّه لا يكره لأنّه ينقي وسخ الأسنان وهي في التأويل أهل البيت فكأنّه يفرج الهموم عن أهل البيت.
فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلة وإن خلل به ثوبة انخل ما بينه وبين أهله وحليلته.
المكحلة: وأما من أولج مردوداً في مكحلة ليكحل عينه فإن كان عذباً تزوجِ وإن كان فقيراً أفاد مالاً وإن كان جاهلاً تعلم إلا أن يكون كحله رماداً أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه فإنّه يطلب حراماً من كسب أو فرج أو بدعة.
والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح.
والميل: ابن وقيل هو رجل يقول بأمور الناس محتسباً.
والمقدمة: خادمة.
والمهد: بركة وخير وأعمال صالحة.
والصفحة والطبق: حبيب الرجل والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو.
وأما السكين: فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عزباً وإن كانت امرأته حاملاً سلم ولدها وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر وإلا فهي أنثى.
وكذلك الرمح.
وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهداً بحق وجده.
فإن كانت ماضية كان الشاهد عدلاً وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول جرح شاهده وإن أغمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة.
فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها أو صلة يوصل بها أو أخ يصحبه أو صديق يصادقه أو خادم يخدمه أو عبد يملكه على إقرار الناس.
وإن أعطى سكيناً ليس معها غيرها من السلاح فإنّ السكين حينئذٍ من السلاح هو سلطان وكذلك الخنجر.
والسكين حجة لقوله تعالى: " وآتَتْ كُلّ وَاحِدةٍ مِنْهنَّ سِكْينَاَ " .
وقيل من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها فإنّه يرزق إبناً كيساً فإن رأى كأنّه يستعملها فإنّها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه.
والشفرة: اللسان وكذلك المبرد.
وأما المسن: فامرأة وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة.
وأما الموس: فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها إلاّ أن يكون يشرّح بها لحماً أو يجرح حيواناً فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى.
والميسم: يدل على ثلب االناس ووضع الألقاب لهم.
وقيل انّه يدل على برء المريض.
وأما الفأس: فعبد أو خادم لأنّ لها عيناً يدخل فيها غيرها.
وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب وربما دلت على ما ينتفع به لأنّها من الحديد.
وقال بعضهم هو ابن.
وقال بعضهم وهو أمانة وقوة في الدين لقوله تعالى في قصة إبراهيم: " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذَاً إلا كَبِيراً لَهُمْ " .
وإنما جذذهم إبراهيم بالفأس.
وأما القدوم: فهو المحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبده.
وقيل هو رجل يجذب المال إلى نفسه وقيل هو امرأة طويلة اللسان.
والساطور: رجل قوكط شجاع قاطع لخصومات.
والمنشار: يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين المفرق بين الزوجين مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه ص وربما دل على القاسم وعلى الميزان وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق والجاسوس عالى أهل الشر المسيء بشرهم وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب.
وقيل هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح.
والمطرقة: صاحب الشرطة.
وأما المسحاة: فإنّها خادم ومنفعة أيضاً لأنّها تجرف التراب والزبل وكل ذلك أموال ولا يحتاج إليها إلاّ من كان ذلك عنده.
وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح تسر ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ولمن له سلم بشارة يجمعه ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله.
فكيف إن جرف بها تراباً أو زبلاً أو تبناً فذلك أعجب في الكثرة وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة لأنّها لا تبالي ما جرفت وليست تبقى باقية.
وربما دلت على المعرفة.
وقيل هي ولد إذا لم يعمل بها وإن عمل بها فهي خادم.
والمثقب: رجل عظيم المكر شديد الكلام ويدل على حافر الآبار وعلى الرجل النكاح وعلى الفحل من الحيوان.
والأرجوحة: المتخذة من الحبل فإن رأى كأنّه يتأرجح فيها فإنّه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب به.
والجواليق والجراب: يدلان على حافظ السر وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر.
وقيل إنّها خازن الأموال.
والزق: رجل دنيء وإصابة الزق من العسل إصابة غنيمة من رجل دنيء وكذلك السمن.
وإصابة الزق من النفط إصابة مال حرام من رجل شرير.
والنفخ في الزق ابن لقوله تعالى: " فَنَفَخْنَا فيهِ مِنْ روحِنَا " .
والنفخ في الجراب كذلك.
والنحي: زق السمن والعسل فإنّه رجل عالم زاهد.
والوطب: رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال البر.
وأما النطع: فهو دال على الرجل لأنّه يعلو على الفراش ويقيه الإدناس.
وقد يدل على ماله الذي تتمعك فيه المرأة وولدها.
وربما دل على السرية المشتراة وعلى الحرة المؤثرة عليها.
وقد يدل على الخادم لأنّ خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه.
والوضم: رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها.
والسفود: قيم البيت وقيل هو خادم ذو بأس يتوصل به إلى المراد.
والتور: خادم.
والجونة: خازن.
والمنخل: رجل يجري على يديه أموال شريِفة لأنّ الدقيق مال شريف ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سراً.
والغربلة: تدل على الورع في المكسب وتدل على نفاد الدراهم والدنانير والمميز بين الكلام الصحيح الفاسد.
وقفصِ الدجاج: يدل على دار فإن رأى كأنّه ابتاع قفصاً وحصر فيها دجاجة فإنّه يبتاع داراً وينقل إليها امرأته.
وإن وضع القفص على رأسه وطاف به السوق فإنّه داره وتشهد به الشهود عليه.
والقبان: ملك عظيم ومسماره قيام ملكه وعقربه سره وسلسلته غلمانه وكفته سمعته ورمانته قضاؤه وعدله.
والميزان: دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن وربما دل على لسان صاحبه فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه
وخيانته وأمانته فإن كان قاضياً فالعمود جسمه ولسانه لسانه وكفتاه أذناه وأوزانه أحكامه وعدله والدراهم كلام الناس وخصوماتهم وخيوطه أعوانه ووكلاؤه.
والمكيال: يجري مجراه.
والعرب تسمي الكيل وزناً.
والميزان عدل حاكم وصنجاته أعوانه وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه واستواء الميزان عدله واعوجاجه جوره وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على كذبه وفسقه.
وقيل إنَّ وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم فإن 0 رأى كأنّه يزن فلوساً فإنّه يقضي بشهادة الزور.
وميزان العلافين خازن بيت المال 0 والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذي يؤدون الأمانة في التجارات.
والمهراس: رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها.
والمسمار: أمير أو خليفة ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ويدل على الفتوة الفاصلة وعلى الحجج اللازمة وعلى الذكر.
ويدل على وأما الوتد: فمن رأى كأنّه ضربه في حائط أو أرض فإن كان عزباً تزوج وإن كانت له زوجة حملت منه.
وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم أو مشىِ فوق جبل.
وقيل الوتد أمير فيه نفاق.
وإن رأى كأنّه غرسه في حائط فإنّه يحب رجلاً جليلاً.
فإن غرزه في جدار بيت فإنّه يحب امرأِة.
فإن غرسه في جدار اتخذ من خشب فإنّه يحب غلاماً منافقاً.
فإن رأى كأنَّ شيخاً غرز في ظهره مسماراً من حديد فإنّه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض.
فإن رأى أنّ شاباً غرز في ظهره وتداً من خشب فإنّه يولد له ولد منافق يكون عدواً له.
فإن رأى كأنّه قلع الوتد فإنّه يشرف على الموت.
وقيل من رأى أنّه أوتد وتداً في جدار أو أرض أو شجرة أو أسطوانة أو غير ذلك فإنّه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشيء الذي فيه الوتد.
والحلقة: دين.
والجلجل: خصومة وكلام في تشنيع.
والجرس: رجل مؤذ من قبل السلطان.
والرواية والركوة: للوالي كورة عامرة وللتاجر تجارة شريفة.
والمندفة: امرأة مشنعة ووترها رجل طنان وقيل هو رجل منافق.
والمنفخة: وزير.
والعصا: رجل حسيب منيع فيه نفاق.
فمن رأى كأنَّ بيده عصا فإنّه يستعين برجل هذه صفته وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله.
فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكىء عليها فإنّه يذهب ماله ويخفي ذلك من الناس.
فإن رأى كأنّها انكسرت فإن كان تاجراً خسر في تجارته وإن كان والياً عزل.
وإن رأى كأنّه ضرب بعصا أرضاً فيها تنازعِ بينه وبين غيره فإنّه يملكها ويقهر منازعه.
وإن رأى كأنّه تحول عصا مات سريعاً.
وأما الكرسي: لمن جلس عليه فإنّه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها وإلاّ نال سلطاناً ورفعة شريفة على قدره ونحوه.
فإن كان عزباً تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته.
ولا خير فيه للمريض ولا لمن جلس داخلاً فيه لما في اسمه من دلائل كرور السوء لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن فإنّه يكر راجعاً.
وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والآلام فإن كان على رأسها فوقه تاج ولدت غلاماً أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زج بلا رمح ولدت جارية.
وقيل من رأى أنّه أصاب كرسياً أو قعد عليه فإنّه يصيب سلطاناً على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته.
وكذلك ما حدث في الكرسي من مكروه أو محبوب فإنَّ ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي.
والكرسي امرأة أو رفعة من قبل السلطان.
وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق وإن كان من حديد فهو قوة كاملة.
والجالس علىِ الكرسي وكيل أو والٍ أو وصي إن كان أهلاً لذلك أو قدم على أهله إن كان مسافراَ لقوله تعالى: " وألفينا عَلَى كُرسيّه جَسَداً ثَمّ أَنَاب 0 " والإنابة الرجوع.
والقمع: رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف.
ودخول الكندوج مصيبة.
واللوح: سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة لقوله تعالى: " وكَتَبْنَا لَهُ في الألْوَاح " .
وقوله: " في لَوْحٍ مَحًفوظٍ " .
والمصقل منه يدل على أنّ الصبي مقبل صاحب دولة والصدىء منه يدل على أنّه مدبر لا دولة له.
وإذا رأى لوحاً من حجر فإنّه ولد قاسي القلب وإذا كان من نحاس فإنّه ولد منافق وإذا كان من رصاص فإنّه ولد مخنث.
والمحرضة: خادم يسلي الهموم.
والمسرجة: نفس ابن آدم وحياته وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته وصفاؤهما صفاء
عيشه وكدرهما كدر عيشه وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده.
بحيث لا تقبل الدواء.
والمسرجة قيم البيت.
والمكنسة: خادم.
والخشنة: خادم متقاض.
وأما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات وإن كان له أموال تفرقت عنه.
وإن كنس أرضاً وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها فإنّه يفيد والممخض: رجل مخلص أو مفتٍ يفرق بين الحلال والحرام.
فإن رأى كأنّه ثقب الممخض فإنّه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها.
وأما القصعة: فدالة على المرأة والخادم وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه.
فمن رأى جمعاً من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة وحركوا أيديهم حولها بالمجالدة على قدر طعامها وجوهرها وإن كانوا أهل علم تألفوا عليه إن كان طعامها حلواً ونحوه وإن كانوا فساقاً أو كان طعامها سمكة أو لحماً منتناً تألفوا على زانية.
وأما الطاجن: فربما دل على قيم البيت وربما دل على الحاكم والناظر والجاني والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط.
والحصير: دالة على الخادم وعلى مجلس الحاكم والسلطان.
والعرب تسمي الملك حصيراً فما كان به من حادث فبمنزلة البساط.
وأما التحافة فدال على الحصار والحصر في البول.
وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية أو امرأة أو مريض أو محبوس.
والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء.
وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر.
وأما العروة: فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافراً أسلم واستمسك بالعروة الوثقى وإن استيقظ ويده فيها مات علي الإسلام.
ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب.
والمنقار: دال على ذكر صاحبه وفمه وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب.
القفل والمفاتيح: وأما من فتح قفلاً فإن كان عزباً فهو يتزوج وإن كان مصروفاً عن عروسه فإنّه يفترعها فالمفتاح ذكره والقفل زوجته.
كما قال الشاعر:
فقم إلـيهـا وهـي فـيِ سـكـرهـا واسـتـقـبـل الـقـفـل بـمـفـتـــاح
إلا أن يكون مسجوناَ فينجو منه بالدعاء قال الله تعالى: " إنْ تَستَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الفَتْحً " 0 أي تدعوا فقد جاءكمِ النصر.
وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له قال الله تعالى: " إنّا فَتَحْنا لكَ فتْحَاً مُبِينَاَ " .
وإن كان في فقر وتعذر فتح له منِ الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة أو من شركة أو من سفر وقفول.
وإن كان حاكماَ وقد تعذر عليه حكم أو مفتٍ وقد تعذرت عليه فتواه أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا.
وأما المفتاح فإنّه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح.
وإن كان مفتاحٍ الجنة نال سلطاناً عظيماً في الدين أو أعمالاً كثيرة منِ أعمال البر أو وجد كنزاً أو مالا حلالاً ميراثاً.
فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطاناً عظيماً أو إماماً ثم على نحو هذا في المفاتيح.
والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم وهي المقاليد.
قال الله تعالى: " لهُ مَقَالِيدُ السّمَوَاتِ والأرْض " .
يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما.
وكذلك قوله في قارون: " مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لتَنُوءُ بالْعُصْبَةِ أو القوَّةَ " .
يصف بها أمواله وخزائنه.
فمن رأى أنّه أصاب مفتاحاً أو مفاتيح فإنّه يصيب سلطاناً أو مالاً بقدر ذلك.
وإن رأى أنّه يفتح باباً بمفتاح حتى فتحه فإن المفتاح حينئذٍ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها أو يستعين بغيره فيظفر بها.
ألا ترى أنّ الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكان يستعين في أمر ذلك بغيره.
وكذلك لو رأى أنّه استفتح برجاً بمفتاح حتى فتحه ودخله فإنّه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له.
والقفل: كفيل ضامن وإقفال الباب به إعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة.
وكل غلق هم وكل فتح فرج.
وقيل إنَّ القفل يدل على التزويج وفتع القفلٍ قد قيل هو الافتراع والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنّه فتح باباً أو قفلاً رزق الظفر لقوله تعالى: " نصْرٌ مِنَ الله وَفَتْح قَرِيبٌ " .
الطست: جارية أو خادم.
فمن رأى كأنّه يستعمل طستاً من نحاس فإنّه يبتاع جارية تركية لأنّ النحاس يحمل من الترك.
وإن كان الطست من فضة فإنَّ الجارية رومية.
وإن كان من ذهب فإنّها امرأة جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق.
وقيل إنَّ الطست امرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارتة ونجاته.
والباطية: جارية مكرة غير مهزولة.
والبرمة: رجل تظهر نعمه لجيرانه.
وقيل إنّ القدر قيمة البيت.
والكانون: زوجها الذي يواجه الأنام ويصلي تعب الكسب وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة.
وقد يدل الكانون على الزوجة والقدر على الزوجِ فهي أبداً تحرقه بكلامها وتقتضيه في رزقها وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلاً وخارجاً.
ومن أوقد ناراً ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام فإنّه يحرك رجلاً على طلب منفعة.
فإن رأى كأنّ اللحم نضج وأكله فإنه يصيب منه منفعة ومالاً حلالاً وإن لم ينضج فإنَّ المنفعة حرام وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام فإنّه يكلف رجلاً فقيراً ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء.
وقدر الفخار: رجل تظهر نعمته للناس عموماً ولجيرانه خصوصاً.
والمرجل: قيم البيت من نسل النصارى.
والمصفاة: خادم جميل.
والجام: هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة وذلك لأنّ الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له.
فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنّه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء.
والزنبيل: يدل على العبيد.
والسلة: في الأصل تدل على التبشير والإنذار فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة.
الصندوق: امرأة أو جارية.
وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت فقال إنّه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه وكذلك العتبة.
فمارؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة فإنَّ فيه بيتاً دخلت صدره غنيمة.
وإن كانت زوجته حاملاً ولدت ابناً.
وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا.
والتابوت: ملك عظيم فإن رأى أنّه في تابوت نال سلطاناً إن كان أهلا له لقوله تعالى: " إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يأتِيَكُمْ التّابُوت " .
وقيل إنَ صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة من شره بعد مدة.
وقيل إن رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه.
وقيل من رأى أنّه على تابوت فإنّه في وصية أو خصومة وينال الظفر ويصل إلى المراد.
والحقة: قصر فمن رأى كأنّه وجد حقة فيها لآلىء فإنّه يستفيد قصراً فيه خدم.
والسفط: امرأة تحفظ أسرار الناس.
والصرة: سر فمن رأى أنّه استودع رجلاً صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيساً فإن كانت الدراهم أو الدنانير جياداً فإنّه يستودعه سراً حسناً وإن كانت رديئة استودعه سراً رديئاً.
فإن رأى كأنَّه فتح الصرة فإنّه يذيع ذلك السر.
والقربة: عجوز أمينة تستودع أموالاً.
بالقوارير.
والكيس: يدل على الإنسان فمن رآه فارغاً فهو دليل موت صاحب الكيس.
وقيل إنَّ الكيس سر كالصرة.
وقيل من رأى كأنَّ في وسطه كيساً دل على أنّه يرجع إلى صدر صالح من العلم فإن كانت فيه دراهم صحاح فإنَّ ذلك العلم صحيح وإن كانت مكسرة فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة.
وحكي أنَّ رجلاً أتى أبا بكر رضوان للّه عليه فقال: رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلاَّ علقة.
فقال: الكيس بدن الإنسان والدرهم ذكر وكلام والعلقة ليس لها بقاء.
فإن رأى الإنسان أنّه نفض كيسه أو هميانه أو صرته مات وانقطع ذكره من الدنيا.
قال فخرج الرجل من عند أبي بكر فرمحه برذون فقتله.
والهميان: جارٍ مجرى الكيس.
وقيل إنَّ الهميان مال فمن رأى كأنَّ هميانه وقع في بحر أو نهر ذهب ماله على يدي ملك.
وإن رأى كأنَّه وقع في نار ذهب ماله على يدي سلطان جائر.
والمقراض: رجل قسام فمن رأى كأنّ بيده مقراضاً اضطر في خصومة إلى قاض.
وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنّها تلد أخاً له منِ أبيه.
وقيل إنّ المقراض ولد مصلح بين الناس قال القيرواني: من رأى بيده مقراضاً فإن كان عنده ولد آتاه آخر وكذلك في العبيد والخدم وإن كان عزباً فإنّه يتزوج وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء فإنّه منقرض من الدنيا.
وأما من رأى أنّه يجز به صوفاً أو وبراً أو شعراً من جلد أو ظهر دابة فإنّه يجمع مالاً بفهمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه.
وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم فإنّه رجل خائن أو مغتاب كما قال الشاعر:
كـأن فـكـيك لـلأعـراض مـقـراض ومـنـــه فـــلان يقـــرض فـــلانـــاً
وأما الإبرة: فدالة على المرأة والأمة لثقبها وإدخال الخيط فيها بشارة بالوطء وإدخال غير الخيط
فيها تحذير لقوله تعالى: " وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنّة حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخَيّاطِ " .
وأما إن خاط بها ثياب الناس فإنّه رجل نصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لأنّ النصاح هو الخيط في لغة العرِب والإبرة المنصحة والخياط الناصح.
وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيراَ واجتمع شمله إن كان مبدداً وانصلح حاله إن كان فاسداً.
وأما إن رفأ بها قطعاً فإنّه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحاً متقناً وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفأ.
والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة فإن رأى كأنّه يأكل إبرة فإنّه يفضي بسره إلى ما يضر به.
وإن رأى كأنّه غرز إبرة في إنسان فإنّه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه.
وحكي أنَّ رجلاً حضر ابن سيرين فقال: رأيت كأنني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق.
فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال: الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد والإبرة المثقوبة ولد غير تمام فولد له أولاد على حسب تعبيره.
وقال أكثر المعبرين أن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به.
وما كان من الإبر قليلاً يعمل به ويخيط به خير من كثير لا يعمل بها وأسرع تصديقاً فإن رأى أنّه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها فإن يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقاً ويصلح.
فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت فإنه يتفرق شأن من شأنه.
وكذلك لو رأى أنّه انتزعت منه أو احترقت فإن ضاعت أو سرقت فإنّه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم 0 والخيط: بيّنة فمن رأى أنّه أخذ خيطاً فإنّه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى: " حتى يتبَيّنَ لكم الخيْط الأبيَض مِنَ الخيْطِ الأسْوَدِ " .
فان رأى كأنه فتل خيطاً فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه فإنه يدعو إلى فساد وكذلك إذا رأى أنه نحر جملاً بخيط.
وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر.
ومن رأى أنه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلوي ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء فإنّه سفر على أي حال كان.
فإن رأى أنّه يغزل صوفاً أو شعراً أو مرعزاً مما يغزل الرجال مثله فإنه يصيب خيراً في سفره.
فإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء
فإنه ينال ذلك ويعمل عملاً حلالاً غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأت امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا فإن غائبا لها يقدم من سفر.
فإن رأت أنها أصابت مغزلاً فإن كانت حاملاً ولدت جارية وإلا أصابت أختاً فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها فإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها.
فإن احترق بعضه.
أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان.
وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها طلق ابنتها زوحها أو أختها.
فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل إلى رجل أو امرأة فإن إنساناً يغتال زوجها في نفسه أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله.
فإن كان السارق ينسب إلى امرأة فإن زوجها يصيب امرأة غيرها حلالاً أوحراماً وكذلك مجرى الفلكة 0 وقال القيرواني: الحبل: سبب من الأسباب فإن كان من السماء فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعاً فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أوعلم وإن رفع به مات عليه وإن قطع به ولم يبق بيده منه شيء أو انفلت من يده فارق ما كان عليه وإن بقي في يده عنه شيء ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه.
فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق.
وإن كان الحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة قال الله تعالى: " إلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النّاس " .
وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر قال الله تعالى: " فَألْقًوا حِبَالُهم وَعِصيّهُمْ " .
وأما من فتل حبلاً أو قاسه أو لواه على عود أو غيره فإنّه يسافر وكذلك كل ليَّ وفتل.
وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح.
وأما مغزل المرأة ولفاظاتها: فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وِولادة الحامل أنثى.
وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال فإنّه يسافر أوٍ يبرم أمراً يدل على جوهر المغزول أو يتغزل في شعر.
فإن غزِل ما يغزله النساء فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره أو يعمل عملاً ينكر فيه عليه وليس بحرام.
وأما غزل المرأة فإنّه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها لأنّ المغزل يسافر عنها ويرجع إليها وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها.
وقد حكي عن ذي القرنين أنّه قال: الغزل عمر الرجل.
فإن رأى كأنّه غزل أو نسج وفرغ من
النسخ فإنّه يموت.
وفكة المغزل زوج المرأة وضياعها تطليقه إياها ووجودها مراجعته إياها ونقضها الغزل نكثها العهد.
وأما المشط: فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنّه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم.
وقيل المشط عدل.
وقيل إنَّ التمشيط يدل على أداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب فمن مشط رأسه أو لحيته فإن كان مهموماً سلى همه وإلاّ عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه.
وأما المرآة: فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنّه ينكح غيره ويلقي وجهه وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكراً كان الناظر أم أنثى وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه فإنّه ناظر في أمرِ أخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثماً وغشاوة على قلبه.
والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه.
والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه ويرى نظيره في مكانه وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره 0 وقيل المرآة مروأة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرِآة وجلالتها فإن رأى وجهه فيها أكبر فإنَّ مرتبته فيها ترتفع وإن كان وجهه فيها حسناَ فإنَّ مروأته تحسن فإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهوعلى غير هذه الصفة في اليقظة فإنّه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا.
وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية.
فإن رآها بيضاء فإنّه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه.
فإن رأى في وجهه شعراً أبيض حيث لا ينبت الشعر ذهب جاهه وقوي دينه وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه.
وقال آخر: المرآة امرأة فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج.
والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم وفي المرآة الصدئة سوء حال.
فإن رأى كأنّه يجلو مرآة فإنّه في هم يطلب الفرج منه.
فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج.
وقيل إنّه إذا رأى كأنّه ينظر في مرآة فإن كان عزباً تزوج وإن كانت امرأته غائبة اجتمع معها.
وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة وعزل إن كان سلطاناً ويذهب زرعه إن كان دهقانَاَ.
والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملاً فإنّها تضع بنتاً تشبهها أو تلد ابنتها بنتاً.
فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها فهِي تراها شبهها.
وكذلك لو رأى صبي أنّه نظر في مرآة وأبواه يلدان فإنّه يصيب أخاً مثله ونظيره.
وكذلك الصبية لو رأت ذلك والمذبة: دالة على الرجل الذاب والرجل المحب.
وأما المروحة: فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة.
والدرج: بشارة تصل بعد أيام خصوصاً إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر.
وكذلك تخت الثياب.
والخلال: لا تستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل وقيل أنّه لا يكره لأنّه ينقي وسخ الأسنان وهي في التأويل أهل البيت فكأنّه يفرج الهموم عن أهل البيت.
فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلة وإن خلل به ثوبة انخل ما بينه وبين أهله وحليلته.
المكحلة: وأما من أولج مردوداً في مكحلة ليكحل عينه فإن كان عذباً تزوجِ وإن كان فقيراً أفاد مالاً وإن كان جاهلاً تعلم إلا أن يكون كحله رماداً أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه فإنّه يطلب حراماً من كسب أو فرج أو بدعة.
والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح.
والميل: ابن وقيل هو رجل يقول بأمور الناس محتسباً.
والمقدمة: خادمة.
والمهد: بركة وخير وأعمال صالحة.
والصفحة والطبق: حبيب الرجل والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو.
وأما السكين: فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عزباً وإن كانت امرأته حاملاً سلم ولدها وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر وإلا فهي أنثى.
وكذلك الرمح.
وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهداً بحق وجده.
فإن كانت ماضية كان الشاهد عدلاً وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول جرح شاهده وإن أغمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة.
فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها أو صلة يوصل بها أو أخ يصحبه أو صديق يصادقه أو خادم يخدمه أو عبد يملكه على إقرار الناس.
وإن أعطى سكيناً ليس معها غيرها من السلاح فإنّ السكين حينئذٍ من السلاح هو سلطان وكذلك الخنجر.
والسكين حجة لقوله تعالى: " وآتَتْ كُلّ وَاحِدةٍ مِنْهنَّ سِكْينَاَ " .
وقيل من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها فإنّه يرزق إبناً كيساً فإن رأى كأنّه يستعملها فإنّها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه.
والشفرة: اللسان وكذلك المبرد.
وأما المسن: فامرأة وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة.
وأما الموس: فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها إلاّ أن يكون يشرّح بها لحماً أو يجرح حيواناً فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى.
والميسم: يدل على ثلب االناس ووضع الألقاب لهم.
وقيل انّه يدل على برء المريض.
وأما الفأس: فعبد أو خادم لأنّ لها عيناً يدخل فيها غيرها.
وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب وربما دلت على ما ينتفع به لأنّها من الحديد.
وقال بعضهم هو ابن.
وقال بعضهم وهو أمانة وقوة في الدين لقوله تعالى في قصة إبراهيم: " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذَاً إلا كَبِيراً لَهُمْ " .
وإنما جذذهم إبراهيم بالفأس.
وأما القدوم: فهو المحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبده.
وقيل هو رجل يجذب المال إلى نفسه وقيل هو امرأة طويلة اللسان.
والساطور: رجل قوكط شجاع قاطع لخصومات.
والمنشار: يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين المفرق بين الزوجين مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه ص وربما دل على القاسم وعلى الميزان وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق والجاسوس عالى أهل الشر المسيء بشرهم وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب.
وقيل هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح.
والمطرقة: صاحب الشرطة.
وأما المسحاة: فإنّها خادم ومنفعة أيضاً لأنّها تجرف التراب والزبل وكل ذلك أموال ولا يحتاج إليها إلاّ من كان ذلك عنده.
وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح تسر ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ولمن له سلم بشارة يجمعه ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله.
فكيف إن جرف بها تراباً أو زبلاً أو تبناً فذلك أعجب في الكثرة وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة لأنّها لا تبالي ما جرفت وليست تبقى باقية.
وربما دلت على المعرفة.
وقيل هي ولد إذا لم يعمل بها وإن عمل بها فهي خادم.
والمثقب: رجل عظيم المكر شديد الكلام ويدل على حافر الآبار وعلى الرجل النكاح وعلى الفحل من الحيوان.
والأرجوحة: المتخذة من الحبل فإن رأى كأنّه يتأرجح فيها فإنّه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب به.
والجواليق والجراب: يدلان على حافظ السر وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر.
وقيل إنّها خازن الأموال.
والزق: رجل دنيء وإصابة الزق من العسل إصابة غنيمة من رجل دنيء وكذلك السمن.
وإصابة الزق من النفط إصابة مال حرام من رجل شرير.
والنفخ في الزق ابن لقوله تعالى: " فَنَفَخْنَا فيهِ مِنْ روحِنَا " .
والنفخ في الجراب كذلك.
والنحي: زق السمن والعسل فإنّه رجل عالم زاهد.
والوطب: رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال البر.
وأما النطع: فهو دال على الرجل لأنّه يعلو على الفراش ويقيه الإدناس.
وقد يدل على ماله الذي تتمعك فيه المرأة وولدها.
وربما دل على السرية المشتراة وعلى الحرة المؤثرة عليها.
وقد يدل على الخادم لأنّ خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه.
والوضم: رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها.
والسفود: قيم البيت وقيل هو خادم ذو بأس يتوصل به إلى المراد.
والتور: خادم.
والجونة: خازن.
والمنخل: رجل يجري على يديه أموال شريِفة لأنّ الدقيق مال شريف ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سراً.
والغربلة: تدل على الورع في المكسب وتدل على نفاد الدراهم والدنانير والمميز بين الكلام الصحيح الفاسد.
وقفصِ الدجاج: يدل على دار فإن رأى كأنّه ابتاع قفصاً وحصر فيها دجاجة فإنّه يبتاع داراً وينقل إليها امرأته.
وإن وضع القفص على رأسه وطاف به السوق فإنّه داره وتشهد به الشهود عليه.
والقبان: ملك عظيم ومسماره قيام ملكه وعقربه سره وسلسلته غلمانه وكفته سمعته ورمانته قضاؤه وعدله.
والميزان: دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن وربما دل على لسان صاحبه فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه
وخيانته وأمانته فإن كان قاضياً فالعمود جسمه ولسانه لسانه وكفتاه أذناه وأوزانه أحكامه وعدله والدراهم كلام الناس وخصوماتهم وخيوطه أعوانه ووكلاؤه.
والمكيال: يجري مجراه.
والعرب تسمي الكيل وزناً.
والميزان عدل حاكم وصنجاته أعوانه وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه واستواء الميزان عدله واعوجاجه جوره وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على كذبه وفسقه.
وقيل إنَّ وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم فإن 0 رأى كأنّه يزن فلوساً فإنّه يقضي بشهادة الزور.
وميزان العلافين خازن بيت المال 0 والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذي يؤدون الأمانة في التجارات.
والمهراس: رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها.
والمسمار: أمير أو خليفة ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ويدل على الفتوة الفاصلة وعلى الحجج اللازمة وعلى الذكر.
ويدل على وأما الوتد: فمن رأى كأنّه ضربه في حائط أو أرض فإن كان عزباً تزوج وإن كانت له زوجة حملت منه.
وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم أو مشىِ فوق جبل.
وقيل الوتد أمير فيه نفاق.
وإن رأى كأنّه غرسه في حائط فإنّه يحب رجلاً جليلاً.
فإن غرزه في جدار بيت فإنّه يحب امرأِة.
فإن غرسه في جدار اتخذ من خشب فإنّه يحب غلاماً منافقاً.
فإن رأى كأنَّ شيخاً غرز في ظهره مسماراً من حديد فإنّه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض.
فإن رأى أنّ شاباً غرز في ظهره وتداً من خشب فإنّه يولد له ولد منافق يكون عدواً له.
فإن رأى كأنّه قلع الوتد فإنّه يشرف على الموت.
وقيل من رأى أنّه أوتد وتداً في جدار أو أرض أو شجرة أو أسطوانة أو غير ذلك فإنّه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشيء الذي فيه الوتد.
والحلقة: دين.
والجلجل: خصومة وكلام في تشنيع.
والجرس: رجل مؤذ من قبل السلطان.
والرواية والركوة: للوالي كورة عامرة وللتاجر تجارة شريفة.
والمندفة: امرأة مشنعة ووترها رجل طنان وقيل هو رجل منافق.
والمنفخة: وزير.
والعصا: رجل حسيب منيع فيه نفاق.
فمن رأى كأنَّ بيده عصا فإنّه يستعين برجل هذه صفته وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله.
فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكىء عليها فإنّه يذهب ماله ويخفي ذلك من الناس.
فإن رأى كأنّها انكسرت فإن كان تاجراً خسر في تجارته وإن كان والياً عزل.
وإن رأى كأنّه ضرب بعصا أرضاً فيها تنازعِ بينه وبين غيره فإنّه يملكها ويقهر منازعه.
وإن رأى كأنّه تحول عصا مات سريعاً.
وأما الكرسي: لمن جلس عليه فإنّه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها وإلاّ نال سلطاناً ورفعة شريفة على قدره ونحوه.
فإن كان عزباً تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته.
ولا خير فيه للمريض ولا لمن جلس داخلاً فيه لما في اسمه من دلائل كرور السوء لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن فإنّه يكر راجعاً.
وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والآلام فإن كان على رأسها فوقه تاج ولدت غلاماً أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زج بلا رمح ولدت جارية.
وقيل من رأى أنّه أصاب كرسياً أو قعد عليه فإنّه يصيب سلطاناً على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته.
وكذلك ما حدث في الكرسي من مكروه أو محبوب فإنَّ ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي.
والكرسي امرأة أو رفعة من قبل السلطان.
وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق وإن كان من حديد فهو قوة كاملة.
والجالس علىِ الكرسي وكيل أو والٍ أو وصي إن كان أهلاً لذلك أو قدم على أهله إن كان مسافراَ لقوله تعالى: " وألفينا عَلَى كُرسيّه جَسَداً ثَمّ أَنَاب 0 " والإنابة الرجوع.
والقمع: رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف.
ودخول الكندوج مصيبة.
واللوح: سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة لقوله تعالى: " وكَتَبْنَا لَهُ في الألْوَاح " .
وقوله: " في لَوْحٍ مَحًفوظٍ " .
والمصقل منه يدل على أنّ الصبي مقبل صاحب دولة والصدىء منه يدل على أنّه مدبر لا دولة له.
وإذا رأى لوحاً من حجر فإنّه ولد قاسي القلب وإذا كان من نحاس فإنّه ولد منافق وإذا كان من رصاص فإنّه ولد مخنث.
والمحرضة: خادم يسلي الهموم.
والمسرجة: نفس ابن آدم وحياته وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته وصفاؤهما صفاء
عيشه وكدرهما كدر عيشه وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده.
بحيث لا تقبل الدواء.
والمسرجة قيم البيت.
والمكنسة: خادم.
والخشنة: خادم متقاض.
وأما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات وإن كان له أموال تفرقت عنه.
وإن كنس أرضاً وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها فإنّه يفيد والممخض: رجل مخلص أو مفتٍ يفرق بين الحلال والحرام.
فإن رأى كأنّه ثقب الممخض فإنّه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها.
وأما القصعة: فدالة على المرأة والخادم وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه.
فمن رأى جمعاً من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة وحركوا أيديهم حولها بالمجالدة على قدر طعامها وجوهرها وإن كانوا أهل علم تألفوا عليه إن كان طعامها حلواً ونحوه وإن كانوا فساقاً أو كان طعامها سمكة أو لحماً منتناً تألفوا على زانية.
وأما الطاجن: فربما دل على قيم البيت وربما دل على الحاكم والناظر والجاني والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط.
والحصير: دالة على الخادم وعلى مجلس الحاكم والسلطان.
والعرب تسمي الملك حصيراً فما كان به من حادث فبمنزلة البساط.
وأما التحافة فدال على الحصار والحصر في البول.
وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية أو امرأة أو مريض أو محبوس.
والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء.
وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر.
وأما العروة: فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافراً أسلم واستمسك بالعروة الوثقى وإن استيقظ ويده فيها مات علي الإسلام.
ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب.
والمنقار: دال على ذكر صاحبه وفمه وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب.
القفل والمفاتيح: وأما من فتح قفلاً فإن كان عزباً فهو يتزوج وإن كان مصروفاً عن عروسه فإنّه يفترعها فالمفتاح ذكره والقفل زوجته.
كما قال الشاعر:
فقم إلـيهـا وهـي فـيِ سـكـرهـا واسـتـقـبـل الـقـفـل بـمـفـتـــاح
إلا أن يكون مسجوناَ فينجو منه بالدعاء قال الله تعالى: " إنْ تَستَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الفَتْحً " 0 أي تدعوا فقد جاءكمِ النصر.
وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له قال الله تعالى: " إنّا فَتَحْنا لكَ فتْحَاً مُبِينَاَ " .
وإن كان في فقر وتعذر فتح له منِ الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة أو من شركة أو من سفر وقفول.
وإن كان حاكماَ وقد تعذر عليه حكم أو مفتٍ وقد تعذرت عليه فتواه أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا.
وأما المفتاح فإنّه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح.
وإن كان مفتاحٍ الجنة نال سلطاناً عظيماً في الدين أو أعمالاً كثيرة منِ أعمال البر أو وجد كنزاً أو مالا حلالاً ميراثاً.
فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطاناً عظيماً أو إماماً ثم على نحو هذا في المفاتيح.
والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم وهي المقاليد.
قال الله تعالى: " لهُ مَقَالِيدُ السّمَوَاتِ والأرْض " .
يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما.
وكذلك قوله في قارون: " مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لتَنُوءُ بالْعُصْبَةِ أو القوَّةَ " .
يصف بها أمواله وخزائنه.
فمن رأى أنّه أصاب مفتاحاً أو مفاتيح فإنّه يصيب سلطاناً أو مالاً بقدر ذلك.
وإن رأى أنّه يفتح باباً بمفتاح حتى فتحه فإن المفتاح حينئذٍ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها أو يستعين بغيره فيظفر بها.
ألا ترى أنّ الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكان يستعين في أمر ذلك بغيره.
وكذلك لو رأى أنّه استفتح برجاً بمفتاح حتى فتحه ودخله فإنّه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له.
والقفل: كفيل ضامن وإقفال الباب به إعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة.
وكل غلق هم وكل فتح فرج.
وقيل إنَّ القفل يدل على التزويج وفتع القفلٍ قد قيل هو الافتراع والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنّه فتح باباً أو قفلاً رزق الظفر لقوله تعالى: " نصْرٌ مِنَ الله وَفَتْح قَرِيبٌ " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق